ما يزّين الإنسان هي إنسانيته
الخميس يناير 23, 2020 5:22 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يجتاح مجتمعاتنا “هوس الشباب الدائم” وسمومه، وعلى ضوء سلبية ثقافتنا وجهلها بات الإنسان يُعامل كسلعة ‘تنفذ مدة إستهلاكها’ …. فنركض لمحو التجاعيد أو من يحملها؛ وبات كبار السن ووقار شيخوختهم “حالة مخزية” لا تصلح إلا لظلال الغرف المقفلة ودور الرعاية!
وها التهكم على أي مسؤول كبير السن أصبح أمر طبيعي. للأسف، لا يُحسن جهلنا قراءة علامات شيخوخة الجسد إلا كمؤشر لإنتهاء الحياة العائلية والإجتماعية أو السياسية… و باتت العقود الذهبية الأخيرة من العمر “تهمة” نرمي بها كبارنا لنعبّر عن حالة نفور يصوّرها كثيرين على أنها مبرّرة! غاب عن بالنا أنه بعدم تقدير كبارنا وعدم مصالحتنا مع ما يمكن أن تقدمه نضوج السنين: نحن حتماً نفقد تقديرنا للحياة نفسها ولصانعها أيضاً!
ومن المثير للاهتمام أن نذكر أنّ لبعض الثقافات القديمة العريقة كالإغريقية والهندية والرومانية عبارة “كبير في السن” كانت تعني ” ثمين في الحياة” وعلى عدة مستويات.
في حقبة (الجمهورية) من تاريخ روما القديمة والتي إستمرت حتى قيام الإمبراطورية الرومانية في عام 27 ق م والتي إعتُبرت تأسيسية لهذه الامبراطورية التي حكمت العالم القديم، برز حكم الشيوخ.
أكبر الرومانيون القدماء كبارهم و شيوخهم، وإستفادوا من خبرتهم وحكمتهم. لا بل أن الفن في تلك الحقبة ما كان يظهر قائداً ” قوياً ” و إلا وأرفق منحوتته بالكثير من التجاعيد التي كانت بمثابة خارطة طريق محفوفة بالحكمة للوصول الى سلطة سليمة.
يوضح شيشرون:
” أنه كان “متأصل في المجتمع الروماني” أنه على الشباب أن يتعلموا من حكمة الكبار التي تبنى بالعمل الشاق والدراسة وأيضاً العيش الفضيل…”
من ناحية أخرى، تستوقفنا دلالة أخرى ذات معنى وهي تتعلق بإبراهيم “أبو المؤمنين”: أنه يوم كلّمه الرب، كان إبن خمس وسبعين سنة، وطلب منه تغيير كل حياته. في ذلك الوقت، بدأت ملامح من سينتسب إليه كل مؤمن تتشكل في طاعة مقدامة لا تعرف التردد ولا ذرائع التقدم في السن أو “إتهامه به ” … فدعوة الرب لمسيرة إيمان وحياة و تجدد هي قائمة أبداً حتى النفس الأخير لا بل أن القدير يراهن على حكمة السنين كي تصبح البركة مزدوجة ….
في حقبة (الجمهورية) من تاريخ روما القديمة والتي إستمرت حتى قيام الإمبراطورية الرومانية في عام 27 ق م والتي إعتُبرت تأسيسية لهذه الامبراطورية التي حكمت العالم القديم، برز حكم الشيوخ.
أكبر الرومانيون القدماء كبارهم و شيوخهم، وإستفادوا من خبرتهم وحكمتهم. لا بل أن الفن في تلك الحقبة ما كان يظهر قائداً ” قوياً ” و إلا وأرفق منحوتته بالكثير من التجاعيد التي كانت بمثابة خارطة طريق محفوفة بالحكمة للوصول الى سلطة سليمة.
يوضح شيشرون:
” أنه كان “متأصل في المجتمع الروماني” أنه على الشباب أن يتعلموا من حكمة الكبار التي تبنى بالعمل الشاق والدراسة وأيضاً العيش الفضيل…”
من ناحية أخرى، تستوقفنا دلالة أخرى ذات معنى وهي تتعلق بإبراهيم “أبو المؤمنين”: أنه يوم كلّمه الرب، كان إبن خمس وسبعين سنة، وطلب منه تغيير كل حياته. في ذلك الوقت، بدأت ملامح من سينتسب إليه كل مؤمن تتشكل في طاعة مقدامة لا تعرف التردد ولا ذرائع التقدم في السن أو “إتهامه به ” … فدعوة الرب لمسيرة إيمان وحياة و تجدد هي قائمة أبداً حتى النفس الأخير لا بل أن القدير يراهن على حكمة السنين كي تصبح البركة مزدوجة ….
و عليه نرى أن حكمة الخالق وأيضاً حكمة ثقافات الإنسان القديمة العريقة لم تستثنِ كبار السن من معادلة الحياة في العائلة والمجتمع و القيادة. فكيف لبعض المجموعات التي تدعو الى إصلاح وكيف لبعض قضاةٍ من واجبهم حماية الصلاح أن يسقطوا كرامة إنسان بحجة عديد سنيه ؟! إن ما يزّين الإنسان هو إنسانيته أولاً و ما يميّز مسؤول – في أي شأنٍ عام – هو حكمة قلبه وصلابة إيمانه ورجاحة عقله!
فحبذا لو نكف عن كل إستهزاء وإستثناء أو إستخفاف بمن هم “إرث للحاضر”! على أمل أن نرى ألوان السنين من زخم الشباب الى وقار التسعين تتمازج معاً في فسيفساء عائلي، إجتماعي و سياسي ثمين ، من أجل الإنسان – كل الإنسان- و لتتألق للخير العام مُعين !
يناير 23, 2020فحبذا لو نكف عن كل إستهزاء وإستثناء أو إستخفاف بمن هم “إرث للحاضر”! على أمل أن نرى ألوان السنين من زخم الشباب الى وقار التسعين تتمازج معاً في فسيفساء عائلي، إجتماعي و سياسي ثمين ، من أجل الإنسان – كل الإنسان- و لتتألق للخير العام مُعين !
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى