- aziz sabbahعضو VIP
النبي إيليا يخاف كبار العالم فيهرب وييأس
الإثنين يوليو 20, 2015 12:02 pm
البطريرك ميشيل صباح
3 hrs ·
الاثنين 20/7/2015
النبي إيليا يخاف كبار العالم فيهرب وييأس ثم يعيده الله إلى رسالته:
من الكتاب المقدس:
"أرسلت الملكة إيزابَل (زوجة الملك آحاب) رسولًا إلى إيليا وقالت: "كذا تفعل الآلهة بك وكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك، مثل الساعة من غدٍ، كنفس واحد منهم (من كهنة البعل الذين قتلهم إيليا النبي بالسيف). فخاف إيليا وقام ومضى لإنقاذ نفسه. فوصل إلى بئرسبع التي ليهوذا وترك خادمه هناك. ثم تقدّم في البرية مسيرة يوم في البرية، حتى جاء وجلس تحت رَتَمَة، والتمس الموت لنفسه، وقال: "حسب...ي الآن يا رب، فخُذْ نفسي، فإني لست خيرًا من آبائي. ثم اضَّجع ونام تحت الرتمة. فإذا بملاك قد لمسه وقال له: "قُم فكُل". فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء. فأكل وشرب. ثم عاد واضّجع. فعاوده ملاك الربّ ثانية فلمسه وقال له: "قُم فكُل". فإنَّ الطريق بعيدة أمامك. فقام وأكل وشرب ، وسار بقوّة تلك الأكلة أربعين يومًا وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب" (1 ملوك 19: 2-8).
النبي إيليا هو النبي القوي. واجه ملوك زمنه. ولكنّه خاف بطشهم أيضًا. هدّدته الملكة إيزابل زوجة الملك آحاب. فقام لوقته وهرب من وجهها. الملك آحاب كان في منطقة السامرة أي جبال نابلس اليوم. وظلّ يسير حتى وصل إلى بئرسبع في الجنوب. وتعب. ويئس. وهو النبي القوي صلّى قائلًا: "حسبي الآن يا ربّ، فخُذْ نفسي، فإني لستُ خيرًا من آبائي". الإنسان ضعيف. ولكنّ الله سيقول لبولس الرسول في ما بعد وقد أحس بضعفه: "تكفيك نعمتي". وكذلك لم يترك الله نبيَّه، بل أرسل إليك ملاكًا شدّده وبيّن له أن الطريق أمامه طويلة. طريق الحياة أمام الله ومع الله طويلة طول الحياة. الله القوي ومحبّ البشر لم يتركه يموت في البرية. فقام وسار أربعين يوما وأربعين ليلة جنوبًا حتى وصل إلى جبل الله حوريب في جنوب سيناء.
يضعف الإنسان أيضًا، مهما كات الرسالة التي يحملها. وكلّنا نحمل رسالة، الملوك والرؤساء والحكام وكل الناس وكل فرد في مجتمعه. كلّنا نحمل رسالة. وقد يجور الدهر على بعضنا. أو يجور الناس على الناس. وقد يصل أحدنا إلى مثل ما وصل إليه النبي إيليا حين تمنّى الموت لنفسه ونهاية الحياة. ونهاية الحياة هي نهاية الرسالة. وكلتاهما في يد الله. الحياة في يد الله وغير متوقّفة على يأس إنسان من حياته. والرسالة من الله، والله يشدّد الإنسان الذي كلّفه حمل رسالته، رسالة لذاته ليكون إنسانًا كاملأ، يبلغ ملء الحياة، مثل حياة الله خالقه، ورسالة إلى المجتمع حيث الكلّ رسول للكلّ، وبانٍ مع الكلّ، وساندٌ للكلّ. ورسالة الرؤساء، رؤساء الكنائس ورؤساء هذا العالم، لتبقى الرسالة فيهم رسالة، فلا يضعفوا، لأن الله لن يسمح بأن تصبح رسالته ثقيلة ثِقَلَ الموت على الإنسان. لأنّه لا يكلّف نفسًا إلا وسعها.
النبي إيليا، نبي كبير. قد نتصوّره بعيدًا عنا، شخصًا يكاد يكون خيالًا أو رمزًا، بعيدًا عن واقعنا. ولكنه مثلنا: في كلِّنا قوة من الله، وكلّنا قادرون أن نكون أقوياء بقوة الله. وقادرون أن نتجاوز لحظات الضعف والموت التي تمرّ بنا. في ظروفنا اليوم، الضغوط كثيرة، واليأس يهدِّد الكثيرين. إيليا النبي يذكّرنا بقوة الله في أنبيائه وفي كل خلقه.
كونوا أقوياء لأن الله خالقنا قويّ، ولأن الإنسان بحاجة إلى الإنسان ليكون الكلّ قويًّا بقوة الكلّ، ويبلغوا الحياة الوافرة التي يريدها الله لنا.
3 hrs ·
الاثنين 20/7/2015
النبي إيليا يخاف كبار العالم فيهرب وييأس ثم يعيده الله إلى رسالته:
من الكتاب المقدس:
"أرسلت الملكة إيزابَل (زوجة الملك آحاب) رسولًا إلى إيليا وقالت: "كذا تفعل الآلهة بك وكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك، مثل الساعة من غدٍ، كنفس واحد منهم (من كهنة البعل الذين قتلهم إيليا النبي بالسيف). فخاف إيليا وقام ومضى لإنقاذ نفسه. فوصل إلى بئرسبع التي ليهوذا وترك خادمه هناك. ثم تقدّم في البرية مسيرة يوم في البرية، حتى جاء وجلس تحت رَتَمَة، والتمس الموت لنفسه، وقال: "حسب...ي الآن يا رب، فخُذْ نفسي، فإني لست خيرًا من آبائي. ثم اضَّجع ونام تحت الرتمة. فإذا بملاك قد لمسه وقال له: "قُم فكُل". فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء. فأكل وشرب. ثم عاد واضّجع. فعاوده ملاك الربّ ثانية فلمسه وقال له: "قُم فكُل". فإنَّ الطريق بعيدة أمامك. فقام وأكل وشرب ، وسار بقوّة تلك الأكلة أربعين يومًا وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب" (1 ملوك 19: 2-8).
النبي إيليا هو النبي القوي. واجه ملوك زمنه. ولكنّه خاف بطشهم أيضًا. هدّدته الملكة إيزابل زوجة الملك آحاب. فقام لوقته وهرب من وجهها. الملك آحاب كان في منطقة السامرة أي جبال نابلس اليوم. وظلّ يسير حتى وصل إلى بئرسبع في الجنوب. وتعب. ويئس. وهو النبي القوي صلّى قائلًا: "حسبي الآن يا ربّ، فخُذْ نفسي، فإني لستُ خيرًا من آبائي". الإنسان ضعيف. ولكنّ الله سيقول لبولس الرسول في ما بعد وقد أحس بضعفه: "تكفيك نعمتي". وكذلك لم يترك الله نبيَّه، بل أرسل إليك ملاكًا شدّده وبيّن له أن الطريق أمامه طويلة. طريق الحياة أمام الله ومع الله طويلة طول الحياة. الله القوي ومحبّ البشر لم يتركه يموت في البرية. فقام وسار أربعين يوما وأربعين ليلة جنوبًا حتى وصل إلى جبل الله حوريب في جنوب سيناء.
يضعف الإنسان أيضًا، مهما كات الرسالة التي يحملها. وكلّنا نحمل رسالة، الملوك والرؤساء والحكام وكل الناس وكل فرد في مجتمعه. كلّنا نحمل رسالة. وقد يجور الدهر على بعضنا. أو يجور الناس على الناس. وقد يصل أحدنا إلى مثل ما وصل إليه النبي إيليا حين تمنّى الموت لنفسه ونهاية الحياة. ونهاية الحياة هي نهاية الرسالة. وكلتاهما في يد الله. الحياة في يد الله وغير متوقّفة على يأس إنسان من حياته. والرسالة من الله، والله يشدّد الإنسان الذي كلّفه حمل رسالته، رسالة لذاته ليكون إنسانًا كاملأ، يبلغ ملء الحياة، مثل حياة الله خالقه، ورسالة إلى المجتمع حيث الكلّ رسول للكلّ، وبانٍ مع الكلّ، وساندٌ للكلّ. ورسالة الرؤساء، رؤساء الكنائس ورؤساء هذا العالم، لتبقى الرسالة فيهم رسالة، فلا يضعفوا، لأن الله لن يسمح بأن تصبح رسالته ثقيلة ثِقَلَ الموت على الإنسان. لأنّه لا يكلّف نفسًا إلا وسعها.
النبي إيليا، نبي كبير. قد نتصوّره بعيدًا عنا، شخصًا يكاد يكون خيالًا أو رمزًا، بعيدًا عن واقعنا. ولكنه مثلنا: في كلِّنا قوة من الله، وكلّنا قادرون أن نكون أقوياء بقوة الله. وقادرون أن نتجاوز لحظات الضعف والموت التي تمرّ بنا. في ظروفنا اليوم، الضغوط كثيرة، واليأس يهدِّد الكثيرين. إيليا النبي يذكّرنا بقوة الله في أنبيائه وفي كل خلقه.
كونوا أقوياء لأن الله خالقنا قويّ، ولأن الإنسان بحاجة إلى الإنسان ليكون الكلّ قويًّا بقوة الكلّ، ويبلغوا الحياة الوافرة التي يريدها الله لنا.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى