إعالة إيليا
السبت مارس 13, 2010 11:33 pm
إعالة إيليا
اختبئ عند نهر كريث ... فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك (1مل17: 3)
دعونا نتأمل في المكان الذي اختاره الرب لخادمه ليتغرب فيه. إنه جدول مياه وليس نهراً، وهو معرَّض للنضوب في أي وقت. وقلما يضع الله خدامه أو شعبه وسط الرفاهية والشبع، لأنهم إذا أُحيطوا بما هو من العالم تحولت مشاعرهم عن العاطي « ما أعسر دخول غني إلى ملكوت الله ». ورد الفعل الذي يُبديه الإنسان إزاء الخسارة الزمنية يحدد الفرق بين المؤمن الحقيقي وغيره، فالأخير ينهار تماماً لأن كل رجاءه ولىَ، وما عاد له شيء ليعيش لأجله، وأما المؤمن فحتى لو اكتأب لفترة، لكنه سرعان ما يستفيق ليقول « الرب نصيبي قسمتي ». لكن أحياناً نشعر بالخيبة لأن الله أعطانا جدولاً لا نهراً، وذلك لأننا نجهل قلوبنا. أما الله فلأنه يحب أولاده، فهو لا يعطيهم قط ما يضرهم.
لكن كيف يُعال النبي في هذا المكان؟ « فتشرب من النهر » (ع4) فمهما اشتد الجفاف على آخاب وعبدة أوثانه، إلا أن إيليا لن يعطش. ففي أحلك الظروف يُظهر الله قوته لخائفيه « يعطي خبزه، ومياهه مأمونة » (إش33: 16). وكم يبدو أمراً غير مقبول أن يترك النبي الحياة العادية ويعيش بجانب النهر. نعم لكن الله أمر بذلك، والأوامر الإلهية ليست موضوعاً للمناقشة بل للطاعة. فكان على إيليا الثقة في الله ضد العيان والمنطق.
« قد أمرت الغربان أن تعولك هناك ». لاحظ كلمة « هناك ». فربما كان النبي يفضل أماكن أخرى، لكنه لكي يحصل على الإمداد الإلهي كان لا بد أن يذهب إلى كريث. ومهما طال الزمان به هناك، كان الله متكفلاً بإعاشته، لذلك فمن الضروري أن أسأل نفسي: هل أنا في المكان الذي حدده لي الله؟ لو كنت كذلك فهو بلا شك سيرعاني، أما لو كنت مثل الابن الضال، أدرت ظهري له إلى كورة بعيدة فلا بد أن أحتاج وأجوع. فكم من خدام عملوا في الحقول المتقشفة، فهطل ندى الروح على خدمتهم، لكن لما تفتحت أمامهم أبواب الحقول المُريحة، سعوا وراءها، فأحزنوا الروح وانتهت خدمتهم.
اختبئ عند نهر كريث ... فتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك (1مل17: 3)
دعونا نتأمل في المكان الذي اختاره الرب لخادمه ليتغرب فيه. إنه جدول مياه وليس نهراً، وهو معرَّض للنضوب في أي وقت. وقلما يضع الله خدامه أو شعبه وسط الرفاهية والشبع، لأنهم إذا أُحيطوا بما هو من العالم تحولت مشاعرهم عن العاطي « ما أعسر دخول غني إلى ملكوت الله ». ورد الفعل الذي يُبديه الإنسان إزاء الخسارة الزمنية يحدد الفرق بين المؤمن الحقيقي وغيره، فالأخير ينهار تماماً لأن كل رجاءه ولىَ، وما عاد له شيء ليعيش لأجله، وأما المؤمن فحتى لو اكتأب لفترة، لكنه سرعان ما يستفيق ليقول « الرب نصيبي قسمتي ». لكن أحياناً نشعر بالخيبة لأن الله أعطانا جدولاً لا نهراً، وذلك لأننا نجهل قلوبنا. أما الله فلأنه يحب أولاده، فهو لا يعطيهم قط ما يضرهم.
لكن كيف يُعال النبي في هذا المكان؟ « فتشرب من النهر » (ع4) فمهما اشتد الجفاف على آخاب وعبدة أوثانه، إلا أن إيليا لن يعطش. ففي أحلك الظروف يُظهر الله قوته لخائفيه « يعطي خبزه، ومياهه مأمونة » (إش33: 16). وكم يبدو أمراً غير مقبول أن يترك النبي الحياة العادية ويعيش بجانب النهر. نعم لكن الله أمر بذلك، والأوامر الإلهية ليست موضوعاً للمناقشة بل للطاعة. فكان على إيليا الثقة في الله ضد العيان والمنطق.
« قد أمرت الغربان أن تعولك هناك ». لاحظ كلمة « هناك ». فربما كان النبي يفضل أماكن أخرى، لكنه لكي يحصل على الإمداد الإلهي كان لا بد أن يذهب إلى كريث. ومهما طال الزمان به هناك، كان الله متكفلاً بإعاشته، لذلك فمن الضروري أن أسأل نفسي: هل أنا في المكان الذي حدده لي الله؟ لو كنت كذلك فهو بلا شك سيرعاني، أما لو كنت مثل الابن الضال، أدرت ظهري له إلى كورة بعيدة فلا بد أن أحتاج وأجوع. فكم من خدام عملوا في الحقول المتقشفة، فهطل ندى الروح على خدمتهم، لكن لما تفتحت أمامهم أبواب الحقول المُريحة، سعوا وراءها، فأحزنوا الروح وانتهت خدمتهم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى