الربيع العربي

لاشك ظأن قوى راديكالية مدمّرة انطلقت مع الثورات الحديثة التى عرفت في البدء باسم الربيع العربي , وأحدثت باسم تفسير سياسي
للإسلام , دماراً كبيراً في عدد من بلداننا في الشرق الأوسط , ولاسيما في العراق ومصر وسوريا . ولا شك أنّ العديد من تلك القوى المتطرّفة ترى في المسيحيين أقواماً كافرين , أو أعداء أو عملاء لقوى أجنبيّة , أو هدفاً سهلاً تسطو عليه .
لقول الحقَّ يجب أن نقول إن المسيحيين ليسوا وحدهم الضحيّة , بل هم ضحية بين ضحايا عديدة لهذا العنف ولهذه الوحشية . المسلمون المعدلون , كل الذين يقال فيهم إنهم " هراطقة " أو منشقّون أو غير ممتثلين للأعراف , كل هؤلاء في الفوضى القائمة , عرضة للاعتداء
ويقتلون . وحيث السُّنّة هي الأكثرية يقتل الشيعة . وحيث الشيعة هي الأكثرية يقتل السُّنّة . نعم المسيحيون يستهدفون لأنهم مسيحيون ,
ولأنهم مختلفون في معتقداتهم , ولأنّه لا حامي لهم . ولكن ما يصيبهم هو ما يصيب غيرهم  من موت ودمار في أيام الموت والدمار
التي نعيشها . ومثل غيرهم ومع غيرهم يهجّرون من بيوتهم , ومثل غيرهم يصبحون لاجئين في بلدان غريبة لا حول لهم ولا قوّة .
( من بيان لجنة العدالة والسلام في الأرض المقدسة