الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي Empty الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي

الأربعاء نوفمبر 04, 2009 4:09 pm
الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي


د. جريس سعد خوري



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


هذه
الدراسة محاولة للبحث في تاريخ الصيام في المسيحية وما قال فيه وبمعانيه
الكتاب المقدس وبعض آباء الكنيسة وعدد من اللاهوتيين العرب المسيحيين في
العصور الوسطى.

الصوم في الكتاب المقدس
ان
الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يذكر الصوم في عدد كبير من آياته مع
التركيز على أهميته ودوره وحاجته للمؤمن في حياته. كما ونستنتج من الآيات
الكثيرة التي تذكر الصوم، أن هناك صوما مفروضا وصوما طوعياً.


ففي
العهد القديم توجد بعض الآيات التي تشير الى ان الصوم فرض على كل مؤمن.
ففي سفر العدد نقرأ: "وفي اليوم العاشر من الشهر السابع هذا، محفل مقدس
يكون لكم، تذلّلون فيه أنفسكم، ولا تعملون فيه عمل خدمة"(1). وسفر الأحبار
يقول: "هذه تكون لكم فريضة أبدية في اليوم العاشر من الشهر السابع،
تذلّلون أنفسكم ولا تعملون عملاً، لا ابن البلد ولا النزيل المقيم فيما
بينكم... لانه في هذا اليوم يكفر عنكم لاطّهاركم... هو سبت راحة لكم،
تذللون فيه أنفسكم: انه فريضة أبدية"(2). وفي سفر الأحبار يقول الرب
لموسى:" اما العاشر من الشهر السابع هذا، فهو يوم التكفير... يكفر فيه
عنكم أمام الرب الهكم... لا تعملوا أي عمل: فريضة أبدية مدى أجيالكم في
جميع مساكنكم. انه سبت راحة لكم، فتذللون فيه أنفسكم من التاسع من الشهر
عند المساء، من العِشاء، تستريحون سبتكم." (3)


لقد
رأينا في الآيات المذكورة أعلاه أمرين مهمين ألا وهما ان الصوم المذكور
فيها هو "فريضة أبدية"، والأمر الثاني هو تحديد يوم وساعات هذا الصوم، أي
اليوم العاشر من الشهر السابع ومن مساء اليوم التاسع الى مساء اليوم
العاشر، أي أربعاً وعشرين ساعة. من الواضح ان هذه الآيات تتكلم عن يوم
الغفران وتذكر أنه "يوم التكفير" عن الخطايا. وبالرغم من ان كلمة "صوم" لم
ترد في الآيات، الا ان المقصود من كلمة "تذللون" هو الصوم والامتناع عن
الأكل والشراب والتقشف. اننا نجد في آيات أخرى في العهد القديم ان كلمة
"تذللون" هي مرادفة لكلمة "صوم". فالنبي عزرا يقول: "فناديت بصوم هناك،
عند نهر أهوى لنتذلّل أمام الهنا"(4). والنبي داوود يقول في مزاميره:
"وأنا عند مرضهم كان لباسي مسحاً وكنت بالصوم اذلّل نفسي."(5)


اذن الصوم المفروض في العهد القديم هو صوم ليوم واحد وهو يوم الغفران عند اليهود.

ولكن
اضافة الى هذا الصوم، هناك آيات عديدة تتكلم عن الصوم الطوعي الذي قام به
بعض الأنبياء ومنهم داوود الذي صام على أمل ان يرحمه الرب وان يحيا الصبي
الذي ولد له من امرأة أورّيا: "لما كان الصبي حيا، صمت وبكيت، لأني قلت في
نفسي: من يعلم؟ قد يرحمنى الرب ويحيا الصبي."(6) وفي مواقع كثيرة في العهد
القديم نرى ان الصوم الطوعي هو عبادة وايمان وتقشف وتواصل مع الله
بالصلاة، ومناشدته وطلب رحمته ومغفرته ومساعدته في وقت الضيق. وهذا ما
نجده على سبيل المثال في مزامير داوود وسفر يهوديت وما نقرأه عن النبية
حنة في انجيل لوقا. (7) كما ان الصوم الطوعي هو تحضير وتهيئة النفس والجسد
روحياً قبل القدوم على أمر مهم ومقدس، أو عمل شيء استجابة لطلب من الله.

اننا
نرى النبي موسى يصوم أربعين يوما قبل ان يستلم الكلمات العشر:"وأقام موسى
هناك عند الرب أربعين يوما وأربعين ليلة، لا يأكل ولا يشرب ماء، فكتب على
اللوحين كلام العهد، الكلمات العشر"؛(8) والنبي ايليا عند توجهه الى جبل
الله حوريب، قد صام أربعين يوما: "فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة
أربعين يوماً وأربعين ليلة الى جبل الله حوريب." (9)

????: منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسي
اذن
الصوم في العهد القديم هو مسيرة ارتداد وعودة الى الله، وهو مسيرة توبة
حقيقية وتواصل مع الله من خلال الصلاة والتأمل وعمل الرحمة والخير ومحبة
الحق والسلام كما يقول النبي زكريا: "احكموا حكم الحق واصنعوا الرحمة
والرأفة..." (10) لذا، كانت الأصوام مشروطة بالتقوى وبطاعة كلمة الله
ومحبة الانسان وبالابتعاد عن ظلم الآخرين والاساءة اليهم واستعمال العنف
ضدهم. وفي هذا المجال يقول النبي أشعيا: "لا تكثروا الصلوات لي لأني لا
أقبل ذلك منكم لان ايديكم مملوءة دما" (11).والنبي ارميا يقول أيضاً: "قال
لي الله أما انت، فلا تصل على هذه الأمة ولا تدع لهم لانهم ان صلوا لم
أسمع منهم صلواتهم وان قربوا قربانا لم أُرِده." (12)


الصوم في العهد الجديد

ان
العهد الجديد لا يأمر بالصوم ولا يحدده كفريضة على المؤمنين ولا يحدد فترة
زمن الصوم. لكننا نرى ان السيد المسيح يشير الى أهميته وفعاليته عندما
يخاطب التلاميذ قائلاً: "وهذا الجنس من الشيطان لا يخرج إلا بالصلاة
والصوم." (13) لذا، يصبح الصوم أمرا مهما في حياة المؤمن تماما كما ان
الصلاة مهمة؛ وضروري في حياة التعبد والتقشف كما يخبرنا الانجيلي لوقا عل
هذا عندما يتكلم عن النبية حنة بنت فانوئيل: "وكانت هناك نبية هي حنة ابنة
فانوئيل من سبط آشر، طاعنة في السن، عاشت مع زوجها سبع سنوات ثم بقيت
أرملة فبلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لا تفارق الهيكل، متعبدة بالصوم
والصلاة ليل نهار." (14)


كما
نجد في العهد الجديد ان الصوم هو أمر نافع وجيد وضروري في حياة المؤمنين
لانه كالصلاة يقوي الايمان ويعتبر جسراً قوياً للتواصل مع الله، ومسيرة
توبة وعودة الى الرب وتكفير عن الخطايا والذنوب، ومصدر قوة روحية لقهر
الشر وللصمود أمام التجارب والاغرءات الدنيوية. اننا نرى في صوم المسيح
أربعين يوما وأربعين ليلة، مثلاً ومدرسة لصمود المؤمنين أمام التجارب وقهر
الشر والشيطان، وذلك يكون فقط بالاكثار من صلواتنا وأصوامنا وبعبادة الرب
وحده: "اذهب يا شيطان لانه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد." كما
ونلاحظ ان صوم المسيح وصموده أمام كل أنواع التجارب قد سبق الاعلان عن بدء
البشارة بالخبر السار، أي بملكوت السماوات: "وقد بدأ يسوع من ذلك الحين
ينادي فيقول: توبوا، قد اقترب ملكوت السماوات." (15)


لذا،
نلاحظ ان التلاميذ كانوا يصومون ويصلون قبل أي عمل وقبل اتخاذ أي قرار مهم
بالنسبة للحياة المسيحية وللكنيسة الأولى، وهذه اشارة تؤكد على أهمية ودور
الصوم والصلاة في حياة المؤمنين وفي القرارات التي يتخذونها: "قال لهم
الروح القدس: افردوا برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه". فصاموا
وصلوا، ثم وضعوا عليهما أيديهم وصرفوهما" (16)، وفي موقع آخر نقرأ ان
الرسل أيضا قد صاموا وصلوا قبل اتخاذ قرارهم بتعيين مسؤولين في الكنيسة:
"فعيّنا شيوخا في كل كنيسة وصليا وصاما، ثم استودعاهم الرب الذي آمنوا
به." (17)

وهناك
آيات عديدة تشير الى ان الصوم يقوي المؤمن ويساعده على الثبات في الايمان
رغم الشدائد والضائقات التي يواجهها كما يقول لنا بولس الرسول: "بل نوصي
أنفسنا في كل شيء على اننا خدم الله بثباتنا العظيم في الشدائد
والمضايق... والتعب والسهر والصوم" (18)؛ ويقول بولس أيضا على ان الصوم هو
من الأعمال الصالحة في حياة المؤمنين اضافة الى أمور اخرى: "جهد وكدّ، سهر
كثير، وجوع وعطش، صوم كثير...." (19)

????: منتديات الشبكة الأرثوذكسية العربية الأنطاكية - منتدى الشبيبة الأرثوذكسية
من
خلال قراءتنا للعهد الجديد لا نرى اية اشارة تدل على ان الصوم فريضة ولا
نجد تحديدا لزمن ومدة الصوم. ولكن، العهد الجديد مليء بالآيات التي تؤكد
على أهمية وضرورة ومنفعة الصوم في حياة المؤمنين والسيد المسيح يذكر أنه
"ستأتي أيام فيها يرفع العريس فحينئذ يصومون." (20) وفي موقع آخر يؤكد
المسيح على أهمية الصدقة والصلاة والصوم كعمل توبة وعودة الى الله شرط ان
يكون بخشية وتواضع وصدق ومحبة، وان الله يكافئ المتصدقين والمحسنين
والمصلين والصائمين الحقيقيين. وبالنسبة للصوم يطلب المسيح من الصائم ان
يكون فرحا ومبتهجا وسعيدا وصادقا في صيامه وان لا يتظاهر او يتفاخر بصومه
او بعمل الخير او بتعبده وبتوبته أمام الآخرين كما يفعل المراؤون: "وان
صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فانهم يكلحون وجوههم ليظهر للناس انهم صائمون.
الحق اقول لكم انهم اخذوا أجرهم. اما انت، فاذا صمت، فادهن رأسك واغسل
وجهك، لكيلا يظهر للناس أنك صائم، بل لأبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي
يرى في الخفية يجازيك." (21)


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يتابع.....
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي Empty رد: الصوم عند آباء الكنيسة وفي التراث العربي المسيحي

الأربعاء نوفمبر 04, 2009 4:13 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الجزء الثاني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


????: كما
ذكرت سابقا لا نجد في العهد الجديد أية إشارة على ان الصوم "فريضة" بل كل
الآيات التي ذكرته تؤكد على ضرورته وأهميته في حياة المسيحيين.


واذا نظرنا الى تاريخ الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى نجد ان الصوم الأربعيني لم يكن معروفا، والصوم الذي مورس دعي بالصوم الفصحي.


ولكن
من كتابات عدد من مؤرخي الكنيسة، نفهم ان عادة الصوم كانت متبعة عند
الموعوظين وهم الذين كانوا يستعدون للمعمودية المقدسة بسماع الوعظ
والارشاد والتعلم عن العقائد المسيحية وكان يستمر تحضيرهم لمدة ثلاث سنوات
ومن بعدها يقضون خمسين يوما عند الأسقف للتعلم وللاستعداد لعمادهم حتى يوم
سبت النور. وهناك إجماع على ان هؤلاء الموعوظين هم الذين بدأوا بالصوم
لينقطعوا عن خبز الأرض استعداداً لقبول خبز السماء الذي هو كلمة الله.
وكان الموعوظون الذين تعمدوا من قبل، يتضامنون بالصوم مع الذين يتحضرون
للعماد فرحاً وابتهاجاً لدخولهم كنيسة المسيح. وهكذا انتشرت عادة الصوم
ورتبتها الكنيسة فيما بعد، علما أن تقاليد الصوم تختلف من كنيسة الى
كنيسة، واختلفت من مكان لآخر، ويوجد هناك أكثر من صوم في المسيحية حسب ما
سنرى لاحقاً.


ومن
الأهمية بمكان التنويه أولا الى ما ذكره اسابيوس القيصري من مؤرخي القرن
الرابع، في اختلاف المسيحيين في العصور الأولى حول اليوم الذي ينتهي به
الصوم المقدس ويقول: "ان جميع أبرشيات آسيا اعتقدت - بناء على تقليد قديم
– ان اليوم الرابع عشر القمري، وهو اليوم الذي أمر فيه اليهود ان يذبحوا
خروف الفصح، هو الذي يجب ان يحفظ كعيد فصح مخلصنا. لذلك كان يجب ان ينتهي
صومهم في ذلك اليوم، بغض النظر عن وقوعه في أي يوم من الاسبوع. ولكن لم
تجر العادة في سائر كنائس العالم انهاء الصوم في ذلك الوقت، لانه جرت
عادتهم، التي تسلموها من التقليد الرسولي، ان لا ينهوا صومهم في أي يوم
آخر سوى يوم قيامة مخلصنا" (22) ويتابع أسابيوس قائلاً ان عددا من
الاساقفة لم يقبل موقف رئيس كنيسة روما البابا فكتور الذي أراد ان يحرم
كنائس آسيا بسبب موقفهم هذا، وكان من بينهم ايريناوس الذي بعث اليه برسالة
يستشف منها ان الصوم كان يشمل الأيام الأخيرة من جمعة الآلام، ويقول: "ان
النزاع ليس محصوراً في يوم الفصح فقط، بل يتعلق أيضاً بطريقة الصوم.
فالبعض يظنون انهم يجب ان يصوموا يوماً واحداً وغيرهم يومين وغيرهم
أكثر... وهذا الاختلاف في حفظ الصوم لم ينشأ في أيامنا، بل في أيام
آبائنا... ومع ذلك فقد عاش جميع هؤلاء بسلام... وعدم الاتفاق في الصوم
يؤيد الاتفاق في الإيمان." (23)


أما
القديس ترتليانس يذكر انه لا يعرف صوما فرضته الكنيسة غير يوم عيد الفصح،
والفصح هنا يعني الجمعة العظيمة: "كانت كنيسة روما تصوم الصوم الكامل يومي
الجمعة والسبت العظيمين" (24)، وذلك تبعاً لأمر الرب "ستأتي أيام يرفع
فيها العريس عنهم، فحينئذ يصومون في تلك الأيام." (25) وفي موقع آخر يذكر
ترتليانوس: "كانوا يصومون بعض الصوم يوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع
مكتفين بالخبز والماء فقط".(26)


والقديس
ديونيسيوس الاسكندري (+264) يقول أن "الصوم كان في كل أيام أسبوع
الآلام."(27) وفي كتاب "الديداسكالي" نقرأ: "الصوم هو من اليوم العاشر من
القمر الذي هو الاثنين من الساعة التاسعة الى الخميس تصومون ولا تتناولون
سوى الخبز والملح والماء، والجمعة والسبت تنقطعون بتاتاً عن الطعام ولا
تتناولون شيئاً".(28) وفي مجلدات آباء الكنيسة نقرأ لديونيسيوس ايضا: "كان
الصوم في الاسكندرية لا يتجاوز الاسبوع وهي عادة قديمة والاختلاف فيها
كثير. فمنهم من صام يومين متواصلين ومنهم ثلاثة ومنهم أربعة ومنهم من اذا
لم يصم الأربعة الأيام الأولى طوى يومي الجمعة والسبت العظيمين
صائماً."(29)


نستنج
مما سبق انه حتى النصف الثاني من القرن الثالث لم يكن يمتد الصوم إلاّ الي
يومين أو الى ستة أيام. أما في القرن الرابع نرى ان القانون الخامس من
المجمع النيقاوي يتكلم او يذكر "الأربعينية": "يعقد المجمع المحلي قبل
الاربعينية والثاني إبان فصل الخريف." (30) وقد اختلف بعض المفسرين او
المؤرخين ومنهم "سلا قيل" "لكلمة الاربعينية" وقالوا انها تشير الى عيد
الصعود كما تدل كلمة "الخمسينية" على عيد العنصرة أي بعد خمسين يوماً من
القيامة. كما واعتبرت "الاربعينية" من البعض وقت استعداد للعماد او لحل
التائبين. ولكن من المؤكد أن "الصوم" ذكر في مجمع نيقيا بحيث نجد ذكراً
للصوم بعد المجمع عند عدد من آباء الكنيسة. وعلى سبيل المثال لا الحصر،
فان القديس يوحنا الذهبي الفم (387م) يشير في مواعظه الى الصوم الأربعيني.
والقديس كيرلس الأورشليمي (348) يتكلم عن الصوم الأربعيني؛ والسائحة
إيثريا (385 وَ 396) تتكلم عن الصوم الأربعيني أيضاً. أما في الاسكندرية
فالقديس اثناسيوس ( 330) يخبرنا على انه في كنيسة الاسكندرية "لم يكن الاّ
الصوم الفصحي، ثم أضيف اليه الصوم الأربعيني ولكن لم يلتزم به الكثيرون.
ولكن بعد عام 340م أوعز اثناسيوس الى الأساقفة أن يأمروا الكنائس بالصوم
الأربعيني، ولم تتجاوز مدة الصوم ستة أسابيع". (31) وفي روما نستنتج من
روايات بعض الكتاب والمؤرخين انه كان الصوم الأربعيني بشكل مؤكد في العام
340م، وأنه كانت مدة الصوم في روما في القرن الخامس ستة أسابيع ولم يصوموا
يوم الأحد فقط. لذا كان عدد أيام الصوم عندهم ستة وثلاثون يوماً. ومن
المؤكد أنه كانت أكثر الكنائس تصوم منذ القرن الخامس ستة وثلاثون يوماً
ولا تبيح إلا بأكل وجبة واحدة في النهار؛ وبعد القرن السابع جعلوا الصوم
أربعين يوما اقتداء بصوم المسيح.

وتجدر بنا الإشارة هنا التنويه إلى نقطة مهمة ألا وهي انه إضافة إلى ما ذكر عن الصوم في كتب مؤرخي الكنيسة في القرون الأولى وما ذكرهآباء
الكنيسة، هناك إشارات مهمة وتأكيد على الصوم في عدة مراجع لمؤرخين مسلمين
في العصور الوسطى. وبما اننا في زمن الصوم المبارك، زمن التوبة والمحبة
والاحترام المتبادل والمصالحة، اريد ان أؤكد على ان اهتمام المسلمين
بالصوم وبتقاليده وبالعادات التي اتبعها المسيحيون في أعيادهم أمرا يساهم
كثيرا في عيشنا المشترك كإخوة مؤمنين باله واحد وكعامل لتعميق الأخوة
الإسلامية المسيحية في بلادنا وفي شرقنا. اذكر هنا بعضهم على سبيل المثال
لا الحصر كابن خلدون الذي قال: "شرّع المسيح الشرائع من الصلاة والصوم
وسائر القرُبات وحلل وحرّم وأُنزل عليه الإنجيل...".وقد ذكر القلقشندي:
"الفصح وهو العيد الكبير عندهم يعملونه يوم الفطر من صومهم الأكبر...".وفي
كتاب المسعودي "التنبيه والإشراف" نقرا : "وال***** تصوم الأربعاء لأن
يشوع ولد فيها والجمعة لأنه صلب فيه عندهم تطوعا لا فريضة..." . ونجد
تحديدا لصوم المسيحيين في تاريخ ابن الوردي بحيث يقول: "صوم ال***** تسعة
وأربعون يوما أولها يوم الاثنين... وفطرهم يكون يوم الأحد الخمسين من هذا
الصوم".(32) كما ونرى في بعض كتاباتهم تحديدا لصوم المسيحيين وعلى سبيل
المثال يذكر الهاشمي (المسلم) الى الكندي (المسيحي) التالي: "ورأيت أيضا
ما يتدبر به الرهبان في قلاليهم (معابدهم) أيام صياماتهم الستة أعني
الأربعة الكبار والاثنين الصغيرين". (33)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى