التراث العربي المسيحي القديم
الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:39 pm
التراث العربي المسيحي القديم
قسم اللاهوت
٢
مدخل لا بد منه
سيقوم المعهد الاكليريكي الاورشليمي في بيت جالا، وابتدأ من هذا الشهر، بادخال مساق
"الترث العربي المسيحي القديم" في هذا الموقع والذي يدرس ذا المعهد. فكان لا بد، في البدء من
هذا المدخل ككلمة توضيح منعا لكل التباس:
يقول الاب سمير خليل احد اشهر وانشط العاملين في مجال التراث العربي المسيح ي: "ان التراث
العربي المسيحي يكاد يكون مجهولا تماما في جميع الفئات، سواء كانت الفئات الدينية او ا لعلمانية،
عند المسيحيين والمسلمين من العرب، ش رقا وغرب ا. ومن الغريب الاليم ا ني لم اسمع شيئا، خلال حياتي
الدراسية في مصر والبلاد العربية عن هذا التراث العربي المسيح ي. وقد سمعت عنه للمرة الاولى سنة
١٩٦٢ ، اثناء اقامتي في المانيا للبحث عن مراجع عربية واسلامية مخطوطة، فاكتشفت موسوعة
Gesschichte der Christichen arabischen " تاريخ التراث العربي المسيح ي " Georg Graf جورج غراف
التي تحتوي مما يقارب ٢٤٠٠ صفحة". literatur
وهذا ما شعرت به بنفسي ايضا، عندما ُ طلب مني ان ُأد رس مساق التراث العربي المسيحي
بجانب مساق آباء الك نيسة اليونان واللات ين. وترددت كثيرا قبل القبول لعدم معرفتي ذا الموضوع،
ولقلة المصادر المتوفرة لد ي. ولكن بعد مدة من البحث والتنقيب، تك ون لدي دراسات ووثائق
ومحاضر ومراجع وترجمات حوله، مما دفعني لتجميع ما توفر، وترتيبه على شكل مساق يمكن ان
يعطي فكرة ولو مب سطة عن هذا الموضوع الشيق والمهم لطلاب المعهد الاكليريكي الاورشليمي،
الذين معظمهم من الطلاب العرب، والذين مثلي ومثل الكثير من الاكليروس يجهلون هذا الترا ث.
وأملي ان يستفدوا منه كما استفدت انا منه اولا.
مساق "التراث العربي المسيح ي" اذن ليس تأليف وانما اعداد و ترتيب، والفضل فيه يعود الى
كل الكتاب والمؤلفين الذين وضعت اسمائهم بجانب كل مقال، كما وفي لائحة المراج ع. فلهم جزيل
الشكر، على ما بذلوه ويبذلوه في تعريف هذا اال من التراث العربي المسيحي.
الاب اديب زعمط
٣
التراث العربي المسيحي القديم
مقدمة
يكتسي التراث العربي المسيحي القديم اهمية خاصة، لانه تعبير عن خبرة فريدة للكنيسة في عالم الاسلا م. لذلك
عبر امع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن تقديره لهذا التراث ودعا الى دراسته والحفاظ علي ه. يقول امع في قراره
مجمعي "الكنائس الشرقية الكاثوليكية"
١- تولي الكنيسة ال كاثوليكية الكنائس الشرقية، بمؤسساا وطقوسها الليترجية وتقاليدها الكنيسة ونظامها "
في الحياة المسيحية، عظيم تقديره ا. ذلك بأن هذه الكنائس يتألق فيها، بما لها من عراقة القدم، التقليد الذي انتقل من
الرسل بالآباء، وهو بعض تراث الكنيسة الجامعة الذي لا يتجز أ. وان امع المسكوني، في ما يكنه من خالص
الاهتمام للكنائس الشرقية التي هي شاهد حي لهذا التقليد، يتمنى لها الازدهار، وان تحمل، بنشاط رسولي متجدد
.( على الدوام، اعباء الرسالة المنوطة ا…"(رقم ١
٥- ان التاريخ والتقاليد والمؤسسات الكنسية العديدة تشهد شهادة وضاءة لما للكنائس الشرقية من عديد "
المآثر في خدمة الكنيسة الجامع ة. من اجل ذلك لا يكتفي امع بأن يولي هذا التراث الكنسي والروحي ما هو حقيق
به من تقدير وثناء، بل يرى فيه مشددا تراثا عاما لكنيسة المسيح بأسره ا. لذلك يصرح بوجه رسمي ان من حق
الكنائس في الشرق، وواجبها ، تماما كالكنائس في الغرب، ان تحكم نفسها طبقا لانظمتها الخاصة ا. ذلك بان هذه
الانظمة هي عريقة في القدم، وهي اكثر تلاؤما مع عادات المؤمنين المنتمين اليها، واكثر فعالية لتضمن للنفوس نفعا
.( جزيلا" (رقم ٥
٦- وليعلم جميع الشرقيين يقينا ام يحق لهم، بل يجب ع ليهم، ان يحتفظوا على الدوام بطقوسهم الشرعية، "
ونظامهم الكنسي، وان لا يدخل من التغيير عليها الا ما تقضي به سنة النمو الذاتي العضو ي. فعلى الشرقيين اذن ان
يحافظوا هم انفسهم على ذلك كله بكل امانة، وان يزيدوا به معرفة ابلغ، وبممارسته كمالا اوف ر. واذا كانت
ظروف الزمان واحوال الناس قد اضطرم الى الانحراف عنه فليفرغوا كنانة الجهد في العودة الى تقاليد آبائه م. واما
الذين تدعوهم وظيفتهم او رسالتهم الى الاتصال المتواتر بالكنائس الشرقية او بابنائها فيجب عليهم، بحكم اهمية
المهمة التي يضطلعون ا، ان يثقفوا تثقفيا دقيقا في معرفة ما يختص بالشرقيين من طقوس وانظمة وتعاليم وميزات
.( خاصة، وتقديره حق قدره…"(رقم ٦
وبدورها تشدد الرسالة الراعوية الاولى لبطاركة الشرق الكاثولي ك: "الحضور المسيحي في الشر ق: شهادة
ورسالة" على نفس التوصيات فتقول:
"التراث الشرقي:
وهنا لا بد لنا من أن نلا حظ ان كنائسنا في الشرق اظهرت عبر التاريخ مقدرة فائقة على هذا التكيف
الحضاري، الذي ادى الى نشوء حضارات وتراثات مختلفة ومتنوعة غذت التراث الكنسي العام والثقافة الانسانية
بغنى عطائها وأصالة مساهمته ا. وهو التراث الذي اشار اليه امع الفاتيكاني الثاني، واشاد ب غناه، واعتبره ثروة
الكنيسة باسره ا. ولا تز ال هذه التراثات حية عبر مختلف الكنائس المشرقية تستضيء ا وتضيء، وتجد فيها حافزا
لمواجهة التحديات الثقافية والحضارية الحالي ة. ولا يسعنا في هذا اال الا ان نشجع المبادرات التي ترمي الى احياء
هذا التراث وترجمته ودراسته وتمحيصه وتعميمه كي يغذي الذاكرة المسي حية في بلداننا، وهي تواجه التحديات
الحاضرة والنداءات المستقبلي ة. وهو ما يتم، ولو بشكل متواضع حتى الان، في مختلف كنائسن ا. وحبذا لو وضع كل
هذا تحت تصرف المؤمنين من مختلف كنائسنا ليشكل تراثنا المشترك الذي به نفخر ونستنير، اذ انه مرجع من مراجع
.( حيوية ايماننا وحياتنا المسيحية. (رقم ٢٨
٤
"تجسد في اللغة العربية
ان التفاعل الحضاري لكنائسنا لم يتوقف في وقت من الاوقات، بل احتفظ بحيوية متجددة عبر الاجيال
والمراحل التاريخية المتعاقبة التي مرت ا منطقتن ا. وهنا لا بد من الاشارة الى الحيوية الثقافية التي امتازت ا كنائس نا
بعد الفتح العربي، حيث لم تقف الكنائس الشرقية المختلفة متفرجة، سجينة ماض ولى، بل راحت تعمل جاهدة
للتعبير عن ذاا، وفق الظروف الثقافية الجديد ة. فدخلت اللغة العربية تدريجيا في مجالات حياا الطقسية والفكرية
واليومية. وذا نجحت كنائسنا في اجتياز تلك العتب ة التاريخية بنجاح، بالرغم من جميع الصعوبات والعقبات،
فاكتسبت اوراق اعتمادها، واصبحت جزءا لا ينفصل عن المسيرة الحضارية في هذه البقعة من العالم، التي ارادها الله
حيزا لايماا وعمقا لتجسده الحضار ي. ولهذا فان المقولة السائد ة: "ابت العربية ان تتنصر والنصرانية ان تتعر ب"
.( تناقضها الوقائع التاريخية الدامغة". (رقم ٢٩
"وفي الحضارة العربية
لم يكتف المسيحيون في الشرق باتخاذ اللغة العربية كأداة تعبير في طقوسهم وثقافتهم ومعاملام اليومية، بل
تعدوا ذلك الى الاهتمام بالشأن الثقافي والحضاري العا م. لم يقف المسيحيون متفرج ين ازاء التبلور التدريجي
للحضارة العربية، بل اسهموا فيها مساهمة فعالة، سواء عن طريق الترجمة او التأليف، خالقين بذلك صيغة رفيعة
للتعاون الحضاري مع اخوم المسلمين تعتبر نموذجا حضاريا نفخر به بحق، وصورة من الصور المشرقة للعيش مع ا.
وهذا هو التعاون الذي ادى الى تفتح حضارة عربية اصيلة مدت الثقافة الانسانية بديناميتها وغناها لقرون عديد ة.
وبذلك نشأ التراث الثقافي الواحد الذي ساهم الطرفان الدينيان في بلورته، والذي جعل التعاون والتلاحم الحضاري
بين المسيحية والاسلام في بلادنا حقيقة واقعة في امانة كل طرف لايمانه ومعتقد ه. ونشير هنا الى ان اخوتنا اليهود
كانوا، هم ايضا، طرفا مهما في هذا التفاعل الحضاري الخلاق، الذي يميز الماضي ويلهم المستقب ل. ولم يقتصر الامر
على تلك الحقبة المبدعة للحضارة العربية، بل تعداه الى الفترات التاريخية اللاحق ة. ففي عصر النهضة الحديثة كان
المسيحيون، أسوة باخوم المسلمين، من رواد تلك النهضة الثقافية والسياسية في العالم العربي التي لا نزال ننهل من
معينها حتى اليو م. وهذا هو الحوار الحضاري الخلاق الذي ندعو الجميع في بلداننا الى المضي به قدما، مما يقتضي
.( التواصل المستمر بينهم في ظروف تاريخية جديدة تفتح الباب امام المستقبل" (رقم ٣٠
"التراث المسيحي العربي
ونود هنا ان ننوه ذا التراث الضخم والواسع والفريد الذي اتخذ من العربية لغة ما، وهو ما اصبح يعرف
اليوم ب "التراث المسيحي العر بي"، الذي نشأ بنوع خاص ما بين القرنين الثامن والرابع عشر في مختل ف الكنائس
المسيحية في الشر ق. بقي هذا التراث حتى زمن قريب دفين المكتبات على شكل مخطوطات اثرية تبهر الباحثين
بعددها، وتنوع موضوعاا، وغنى مضامينها، وأصالة طروحا ا. اما اليوم فاننا نشيد بجميع الجهود التي تبذل منذ
سنوات لتحقيق هذا التراث ونشره ودراسته بالاضافة الى البحوث العلمية التي تتناول ه. ونود ان نشجع هذا الاتجاه
ونوفر له الظروف الملائمة، كي يستمر ويتنامى لما فيه من افادة ومن حافز لصقل فكر مسيحي عربي في عصرنا
الحالي. ونوجه النداء الى جامعاتنا ومعاهدنا ومراكز البحث العلمي عندنا كي تولي هذا الموضوع اهتماما وتوظف له
.( الامكانات البشرية والمادية اللازمة" (رقم ٣١
"المتطلبات الحالية
ان العودة الى مثل هذا التراث لهو حافز لملاقاة احتياجات كنائسنا الحالية الملحة في اال الثقافي والفكر ي.
وفي مقدمتها تأتي اهمية الكتاب المسيحي والنتاج الفكري الاصي ل. ان تراثنا المشرقي عريق وأصيل، ولكنه بحاجة الى
ديمومة الحيوية والتجدد والخلق والابداع لخدمة المتطلبات الجديدة في ظروفنا الراهن ة. ان حركة الترجمة والبحث
والتأليف والنشر، وبالرغم من نشاطها المتنامي في العقود الاخيرة، لا تزال محدودة اذا ما قارناها بما يستجد من
احتياجات. وهذا ما يدعونا الى مضاعفة الجهود، واتخاذ المبادرات العلمية، لاثراء المكتبة المسيحية العربية بما يلزمها
من وسائل فكرية متنوعة تسند مسيرتنا المسيحية، وتعطيها مضمونا ثقافيا لا يمكن الاستغناء عن ه. ويتصل ذه
الضرورة الحاجة الى دور نشر وتوزيع متخصصة تنسق في ما بينها لبعث الحركة الفكرية المسيحية في بلدانن ا. أضف
الى ذلك ضرورة الاهتمام بوسائل الاعلام الحديثة بغية اقامة اداة عصرية للاعلام والثقافة تكون في الوقت عينه اداة
.( حقيقية للحضور المسيحي والشهادة المسيحية"(رقم ٣٢
"يبتع
قسم اللاهوت
٢
مدخل لا بد منه
سيقوم المعهد الاكليريكي الاورشليمي في بيت جالا، وابتدأ من هذا الشهر، بادخال مساق
"الترث العربي المسيحي القديم" في هذا الموقع والذي يدرس ذا المعهد. فكان لا بد، في البدء من
هذا المدخل ككلمة توضيح منعا لكل التباس:
يقول الاب سمير خليل احد اشهر وانشط العاملين في مجال التراث العربي المسيح ي: "ان التراث
العربي المسيحي يكاد يكون مجهولا تماما في جميع الفئات، سواء كانت الفئات الدينية او ا لعلمانية،
عند المسيحيين والمسلمين من العرب، ش رقا وغرب ا. ومن الغريب الاليم ا ني لم اسمع شيئا، خلال حياتي
الدراسية في مصر والبلاد العربية عن هذا التراث العربي المسيح ي. وقد سمعت عنه للمرة الاولى سنة
١٩٦٢ ، اثناء اقامتي في المانيا للبحث عن مراجع عربية واسلامية مخطوطة، فاكتشفت موسوعة
Gesschichte der Christichen arabischen " تاريخ التراث العربي المسيح ي " Georg Graf جورج غراف
التي تحتوي مما يقارب ٢٤٠٠ صفحة". literatur
وهذا ما شعرت به بنفسي ايضا، عندما ُ طلب مني ان ُأد رس مساق التراث العربي المسيحي
بجانب مساق آباء الك نيسة اليونان واللات ين. وترددت كثيرا قبل القبول لعدم معرفتي ذا الموضوع،
ولقلة المصادر المتوفرة لد ي. ولكن بعد مدة من البحث والتنقيب، تك ون لدي دراسات ووثائق
ومحاضر ومراجع وترجمات حوله، مما دفعني لتجميع ما توفر، وترتيبه على شكل مساق يمكن ان
يعطي فكرة ولو مب سطة عن هذا الموضوع الشيق والمهم لطلاب المعهد الاكليريكي الاورشليمي،
الذين معظمهم من الطلاب العرب، والذين مثلي ومثل الكثير من الاكليروس يجهلون هذا الترا ث.
وأملي ان يستفدوا منه كما استفدت انا منه اولا.
مساق "التراث العربي المسيح ي" اذن ليس تأليف وانما اعداد و ترتيب، والفضل فيه يعود الى
كل الكتاب والمؤلفين الذين وضعت اسمائهم بجانب كل مقال، كما وفي لائحة المراج ع. فلهم جزيل
الشكر، على ما بذلوه ويبذلوه في تعريف هذا اال من التراث العربي المسيحي.
الاب اديب زعمط
٣
التراث العربي المسيحي القديم
مقدمة
يكتسي التراث العربي المسيحي القديم اهمية خاصة، لانه تعبير عن خبرة فريدة للكنيسة في عالم الاسلا م. لذلك
عبر امع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن تقديره لهذا التراث ودعا الى دراسته والحفاظ علي ه. يقول امع في قراره
مجمعي "الكنائس الشرقية الكاثوليكية"
١- تولي الكنيسة ال كاثوليكية الكنائس الشرقية، بمؤسساا وطقوسها الليترجية وتقاليدها الكنيسة ونظامها "
في الحياة المسيحية، عظيم تقديره ا. ذلك بأن هذه الكنائس يتألق فيها، بما لها من عراقة القدم، التقليد الذي انتقل من
الرسل بالآباء، وهو بعض تراث الكنيسة الجامعة الذي لا يتجز أ. وان امع المسكوني، في ما يكنه من خالص
الاهتمام للكنائس الشرقية التي هي شاهد حي لهذا التقليد، يتمنى لها الازدهار، وان تحمل، بنشاط رسولي متجدد
.( على الدوام، اعباء الرسالة المنوطة ا…"(رقم ١
٥- ان التاريخ والتقاليد والمؤسسات الكنسية العديدة تشهد شهادة وضاءة لما للكنائس الشرقية من عديد "
المآثر في خدمة الكنيسة الجامع ة. من اجل ذلك لا يكتفي امع بأن يولي هذا التراث الكنسي والروحي ما هو حقيق
به من تقدير وثناء، بل يرى فيه مشددا تراثا عاما لكنيسة المسيح بأسره ا. لذلك يصرح بوجه رسمي ان من حق
الكنائس في الشرق، وواجبها ، تماما كالكنائس في الغرب، ان تحكم نفسها طبقا لانظمتها الخاصة ا. ذلك بان هذه
الانظمة هي عريقة في القدم، وهي اكثر تلاؤما مع عادات المؤمنين المنتمين اليها، واكثر فعالية لتضمن للنفوس نفعا
.( جزيلا" (رقم ٥
٦- وليعلم جميع الشرقيين يقينا ام يحق لهم، بل يجب ع ليهم، ان يحتفظوا على الدوام بطقوسهم الشرعية، "
ونظامهم الكنسي، وان لا يدخل من التغيير عليها الا ما تقضي به سنة النمو الذاتي العضو ي. فعلى الشرقيين اذن ان
يحافظوا هم انفسهم على ذلك كله بكل امانة، وان يزيدوا به معرفة ابلغ، وبممارسته كمالا اوف ر. واذا كانت
ظروف الزمان واحوال الناس قد اضطرم الى الانحراف عنه فليفرغوا كنانة الجهد في العودة الى تقاليد آبائه م. واما
الذين تدعوهم وظيفتهم او رسالتهم الى الاتصال المتواتر بالكنائس الشرقية او بابنائها فيجب عليهم، بحكم اهمية
المهمة التي يضطلعون ا، ان يثقفوا تثقفيا دقيقا في معرفة ما يختص بالشرقيين من طقوس وانظمة وتعاليم وميزات
.( خاصة، وتقديره حق قدره…"(رقم ٦
وبدورها تشدد الرسالة الراعوية الاولى لبطاركة الشرق الكاثولي ك: "الحضور المسيحي في الشر ق: شهادة
ورسالة" على نفس التوصيات فتقول:
"التراث الشرقي:
وهنا لا بد لنا من أن نلا حظ ان كنائسنا في الشرق اظهرت عبر التاريخ مقدرة فائقة على هذا التكيف
الحضاري، الذي ادى الى نشوء حضارات وتراثات مختلفة ومتنوعة غذت التراث الكنسي العام والثقافة الانسانية
بغنى عطائها وأصالة مساهمته ا. وهو التراث الذي اشار اليه امع الفاتيكاني الثاني، واشاد ب غناه، واعتبره ثروة
الكنيسة باسره ا. ولا تز ال هذه التراثات حية عبر مختلف الكنائس المشرقية تستضيء ا وتضيء، وتجد فيها حافزا
لمواجهة التحديات الثقافية والحضارية الحالي ة. ولا يسعنا في هذا اال الا ان نشجع المبادرات التي ترمي الى احياء
هذا التراث وترجمته ودراسته وتمحيصه وتعميمه كي يغذي الذاكرة المسي حية في بلداننا، وهي تواجه التحديات
الحاضرة والنداءات المستقبلي ة. وهو ما يتم، ولو بشكل متواضع حتى الان، في مختلف كنائسن ا. وحبذا لو وضع كل
هذا تحت تصرف المؤمنين من مختلف كنائسنا ليشكل تراثنا المشترك الذي به نفخر ونستنير، اذ انه مرجع من مراجع
.( حيوية ايماننا وحياتنا المسيحية. (رقم ٢٨
٤
"تجسد في اللغة العربية
ان التفاعل الحضاري لكنائسنا لم يتوقف في وقت من الاوقات، بل احتفظ بحيوية متجددة عبر الاجيال
والمراحل التاريخية المتعاقبة التي مرت ا منطقتن ا. وهنا لا بد من الاشارة الى الحيوية الثقافية التي امتازت ا كنائس نا
بعد الفتح العربي، حيث لم تقف الكنائس الشرقية المختلفة متفرجة، سجينة ماض ولى، بل راحت تعمل جاهدة
للتعبير عن ذاا، وفق الظروف الثقافية الجديد ة. فدخلت اللغة العربية تدريجيا في مجالات حياا الطقسية والفكرية
واليومية. وذا نجحت كنائسنا في اجتياز تلك العتب ة التاريخية بنجاح، بالرغم من جميع الصعوبات والعقبات،
فاكتسبت اوراق اعتمادها، واصبحت جزءا لا ينفصل عن المسيرة الحضارية في هذه البقعة من العالم، التي ارادها الله
حيزا لايماا وعمقا لتجسده الحضار ي. ولهذا فان المقولة السائد ة: "ابت العربية ان تتنصر والنصرانية ان تتعر ب"
.( تناقضها الوقائع التاريخية الدامغة". (رقم ٢٩
"وفي الحضارة العربية
لم يكتف المسيحيون في الشرق باتخاذ اللغة العربية كأداة تعبير في طقوسهم وثقافتهم ومعاملام اليومية، بل
تعدوا ذلك الى الاهتمام بالشأن الثقافي والحضاري العا م. لم يقف المسيحيون متفرج ين ازاء التبلور التدريجي
للحضارة العربية، بل اسهموا فيها مساهمة فعالة، سواء عن طريق الترجمة او التأليف، خالقين بذلك صيغة رفيعة
للتعاون الحضاري مع اخوم المسلمين تعتبر نموذجا حضاريا نفخر به بحق، وصورة من الصور المشرقة للعيش مع ا.
وهذا هو التعاون الذي ادى الى تفتح حضارة عربية اصيلة مدت الثقافة الانسانية بديناميتها وغناها لقرون عديد ة.
وبذلك نشأ التراث الثقافي الواحد الذي ساهم الطرفان الدينيان في بلورته، والذي جعل التعاون والتلاحم الحضاري
بين المسيحية والاسلام في بلادنا حقيقة واقعة في امانة كل طرف لايمانه ومعتقد ه. ونشير هنا الى ان اخوتنا اليهود
كانوا، هم ايضا، طرفا مهما في هذا التفاعل الحضاري الخلاق، الذي يميز الماضي ويلهم المستقب ل. ولم يقتصر الامر
على تلك الحقبة المبدعة للحضارة العربية، بل تعداه الى الفترات التاريخية اللاحق ة. ففي عصر النهضة الحديثة كان
المسيحيون، أسوة باخوم المسلمين، من رواد تلك النهضة الثقافية والسياسية في العالم العربي التي لا نزال ننهل من
معينها حتى اليو م. وهذا هو الحوار الحضاري الخلاق الذي ندعو الجميع في بلداننا الى المضي به قدما، مما يقتضي
.( التواصل المستمر بينهم في ظروف تاريخية جديدة تفتح الباب امام المستقبل" (رقم ٣٠
"التراث المسيحي العربي
ونود هنا ان ننوه ذا التراث الضخم والواسع والفريد الذي اتخذ من العربية لغة ما، وهو ما اصبح يعرف
اليوم ب "التراث المسيحي العر بي"، الذي نشأ بنوع خاص ما بين القرنين الثامن والرابع عشر في مختل ف الكنائس
المسيحية في الشر ق. بقي هذا التراث حتى زمن قريب دفين المكتبات على شكل مخطوطات اثرية تبهر الباحثين
بعددها، وتنوع موضوعاا، وغنى مضامينها، وأصالة طروحا ا. اما اليوم فاننا نشيد بجميع الجهود التي تبذل منذ
سنوات لتحقيق هذا التراث ونشره ودراسته بالاضافة الى البحوث العلمية التي تتناول ه. ونود ان نشجع هذا الاتجاه
ونوفر له الظروف الملائمة، كي يستمر ويتنامى لما فيه من افادة ومن حافز لصقل فكر مسيحي عربي في عصرنا
الحالي. ونوجه النداء الى جامعاتنا ومعاهدنا ومراكز البحث العلمي عندنا كي تولي هذا الموضوع اهتماما وتوظف له
.( الامكانات البشرية والمادية اللازمة" (رقم ٣١
"المتطلبات الحالية
ان العودة الى مثل هذا التراث لهو حافز لملاقاة احتياجات كنائسنا الحالية الملحة في اال الثقافي والفكر ي.
وفي مقدمتها تأتي اهمية الكتاب المسيحي والنتاج الفكري الاصي ل. ان تراثنا المشرقي عريق وأصيل، ولكنه بحاجة الى
ديمومة الحيوية والتجدد والخلق والابداع لخدمة المتطلبات الجديدة في ظروفنا الراهن ة. ان حركة الترجمة والبحث
والتأليف والنشر، وبالرغم من نشاطها المتنامي في العقود الاخيرة، لا تزال محدودة اذا ما قارناها بما يستجد من
احتياجات. وهذا ما يدعونا الى مضاعفة الجهود، واتخاذ المبادرات العلمية، لاثراء المكتبة المسيحية العربية بما يلزمها
من وسائل فكرية متنوعة تسند مسيرتنا المسيحية، وتعطيها مضمونا ثقافيا لا يمكن الاستغناء عن ه. ويتصل ذه
الضرورة الحاجة الى دور نشر وتوزيع متخصصة تنسق في ما بينها لبعث الحركة الفكرية المسيحية في بلدانن ا. أضف
الى ذلك ضرورة الاهتمام بوسائل الاعلام الحديثة بغية اقامة اداة عصرية للاعلام والثقافة تكون في الوقت عينه اداة
.( حقيقية للحضور المسيحي والشهادة المسيحية"(رقم ٣٢
"يبتع
رد: التراث العربي المسيحي القديم
الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:42 pm
الفصل الثالث
خصائص التراث العربي المسيحي القديم
١٧٣- ١٩٨١ ص ١٦٩ ، مقالات الاب سمير خليل اليسوعي مجلة صديق الكاهن ١٩٨٣ ومجلة المسرة ٦٧
للتراث العربي المسيحي القديم عدة خصائص، نذكر منها اربعا:
١- سعة هذا التراث
لو اجرينا مقارنة تاريخية بين التراث العربي المس يحي واي تراث غربي مسيحي (الماني او فرنسي
او ايطا لي)، لوجدنا ان الفكر العربي المسيحي اعرق واقدم من أي فكر لاهوتي غر بي. فاللاهوت
العربي يبدأ في اية القرن الثامن الميلادي، بينما لا نجد نصوصا لاهوتية في اللغات الغربية
الحديثة يرقى عهدها الى ما قبل القرن الرا بع عش ر. اما التراث العربي المسيحي فيبدأ في عصر
"الجاهلية" مع بعض الشعراء، امثال زيد بن عدي، والخطباء، امثال قس بن ساعدة.
وهذا التراث العربي واسع اذ يشمل جميع بلاد المشرق (سورية والعراق وفلسطين ولبنان ومصر)
وبعض بلاد المغرب العربي ولا سيما الاندلس (ان اقدم مؤلف اندلسي مسيحي يدعى الحفص
بن ألبر القوطي الذي نظم المزامير شعرا نحو سنة ٩٦٠ م).
وان تعدد الطوائف المسيحية في الشرق قد جعل هذا التراث يتسع اتساعا كبيرا، اذ كانت كل
طائفة تضع مؤلفات خاصة ا، بصرف النظر عما وضعته الطوائف الاخرى، حتى تتناسب هذه
المؤلفات وتقاليدها وعقائدها.
وخلاصة القول ان التراث العربي المسيحي يأتي في المترلة الثالثة من حيث سعته وضخامته، بعد
التراث اليوناني والتراث اللاتيني، وقبل التراث السرياني والتراث الارمني.
والمسيحيون الشرقيون يظنون احيانا ان الفكر المسيحي الصميم يأتي من الغر ب. بينما الواقع
عكس ذلك تمام ا. فلدينا تراث عربي عريق يعود الى القرن الثامن الميلاد ي. وليس هناك لغة من
اللغات الغربية من شأا ان تضاهي هذا التراث العربي المسيحي تأص لا. فالتراث الديني الايطالي
والفرنسي والانجليز ي… الخ يعود الى القرون الوسطى، الى القرن الرابع عشر او القرن الثالث
عشر فقط.
١٧
وكثيرا ما نعتمد نحن على اللاهوت الغربي في تكويننا وتنشئتنا الدينية، وننسى ان لدينا لاهوتا
وقانونا كنسيا واخلاقيات وتفاسير للكتاب المقدس وترجمات لمؤلفات الآبا ء. وهذه كلها اقدم
واعرق مما لدى المسيحيين الغربيين.
٢- شمولية هذا التراث
لقد ورث التراث العربي ما سبقه من التراثات الشرقية، كاليونانية والسريانية والقبطي ة. فترجم
اجدادنا تراثهم القديم الى اللغة العربية، كل منهم عن لغته الاصلي ة. فترجم الروم عن اليونانية،
والسريان عن السريانية، والاقباط عن القبطي ة. ونجد احيانا نصا واحدا مترجما مرت ين او ثلاث
مرات عن لغات مختلف ة. فان "ميامر" أي اقوال مار افرام السرياني مثلا، يزيد عددها على ٤٠٠
ميمر، مع الملاحظة ان كل ميمر له اكثر من صيغة.
وترجم الروم اهم مؤلفات الآباء اليونانيين من امثا ل: يوحنا الذهبي الفم، وغريغوريوس النيصي
وغريغوريوس التريتري وباسيل يوس الكبير وكيرلس الاورشليمي وكيرلس الاسكندري ويوحنا
الدمشقي واثناسيوس السينائ ي. وقد اشتهر عندهم من النقل ة: ابو فتح عبدالله بن الفضل
الانطاكي وابراهيم بن يوحنا البروطوسبارطار الانطاكي وأنبا انطونيوس رئيس دير مار سمعان،
وهم من القرن العاشر ومطلع القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد ترجم السريان (المشارقة والمغارب ة) اهم مؤلفات الآباء السريان من امثال مار افرام السرياني
وثاودورس المصيصي المفسر ويعقوب الرهاوي واسحق النينوي وابن العبري وابن الصليبي
وغيرهم.
اما الاقباط فترجموا كثيرا من الميامر النسكية والرهبانية والروح ية، كما ترجموا سير الآباء
القديسين وتواريخ البيعة من اللغة القبطية الى العربي ة. وقد اسهم سويروس بن المقفع اسقف
الاشمونين بصفة خاصة في حركة الترجمة هذه.
لذلك نقول ان التراث العربي المسيحي يتميز بشموليت ه. انه لا ينحصر في بلد او طائفة، بل
يشمل جميع البلدان ا لعربية والطوائف الشرقية، وهو لا ينحصر في ثقافة معينة، بل يستقي من
الثقافات السابقة، من يونانية وقبطية وسريانية وفارسية، لا بل من الارمنية واللاتيني ة. لذلك
اصبح تراثا شاملا، متعدد الوجوه، مسكونيا.
٣- الطابع المسكوني للفكر العربي المسيحي
ان التراث العربي المسيحي وحد بين المسيحيين الشرقيين.
١) اهمية اللغة العربية في توحيد المسيحيين العرب
لقد اختلف المسيحيون فيما بينهم في القرنين الرابع والخامس، وانقسموا الى طوائف مختلفة
عقائديا وثقافي ا. وكان المعلوم ان لهذا الانقسام اسبابا عديد ة: منها سياسية، ومنها ثقافية
وفلسفية.
١٨
ولقد لعبت الثقافة دورا هاما في الانقسام في القرن الخامس وما بعده، اذ كانت لكل طائفة لغ ة:
اللغة اليونانية، واللغة السريانية، واللغة القبطية، واللغة الارمني ة. وازدهرت الثقافات المحلية،
واصبح المسيحيون يكتبون كل واحد منهم بلغته القومية، بعد ان كانت اليو نانية هي اللغة
المشتركة بينهم جميعا، وان كانوا سريانا او اقباطا او ارم ن. فازدهر الفكر السرياني والقبطي
والارمني، علاوة على الفكر اليوناني البيزنط ي. وكانت نتيجة هذا الازدهار تلاشي الوحدة التي
كانت من قبل، وانقطاع الصلة بين الفكر المسيحي الخلقيدوني والفكر المسيحي اللاخلقيدوني.
وبعد الفتح العربي الاسلامي، انتشرت العربية في الشرق الاوسط كل ه. فاستعرب المسيحيون في
مصر وفي العراق وفي الشام، وانضموا الى المسيحيين العرب اصلا فاصبحت اللغة العربية حلقة
الاتصال بين جميع المسيحيين في المشرق. كما كانت اللغة اليونانية تربط بين المسيحيين الشرقيين
في القرون الاولى، فحلت العربية مكان اليونانية وربطت بين السريان والروم والاقباط وغيرهم.
وكان المسيحيون يستخدمون النصوص التي الفت في الطوائف الاخرى، بصرف النظر عن
الاختلاف العقائدي، الا في اشياء بسيطة اختلفوا عليها ما بينهم، في ما يخص سر تجسد المسيح،
عن الطبيعة او الطبيعتين في اقنوم المسي ح. وحتى في هذه المواضيع، كان النساخ ينسخون هذه
المخطوطات المخالفة لعقيدم، ويضيفون في الهامش ملاحظة للقارى ء. يقولون مث لا: "انتبه ايها
القارىء، هذه هي عقيدة المشارقة، وهي مخالفة لعقيدتنا، او "هذه هي عقيدة الروم وهي مخالفة
لعقيدتنا" وهلم جرا.
وفي رأينا ان هذا كله من فض ل العناية الالهية التي وحدت شمل المسيحيين بعد تفرقهم. وفي ذلك
ايضا عبرة لنا. فاذا فهمنا معنى انتشار الثقافة العربية في الشرق المسيحي الذي كان مسيحيا يوما
ما ثم اصبح اليوم اسلاميا، واذا فهمنا ان اللغة العربية والثقافة العربية هما اللذان وحدا
المسيحيين، حتى اصبح أي نص يؤلف في بغداد مثلا يعرف بعد عشر سني او عشرين سنة في
القاهرة، او بالعكس، وبات أي نص ملكي يقرأ عند السريان بعد عشر سنوات من تأليفه،
فهمنا عندئذ اهمية اللغة العربية بالنسبة الى المسيحيين الشرقي ين. لذلك نقول ان اللغة العربية
وثقافتها هما اللذان وحدا المسيحيين.
٢) كثرة المؤلفات المسكونية:
ابتداء من القرن التاسع نجد مؤلفات عديدة قد وضعت لاثبات اتفاق العقيدة المسيحية رغم
اختلاف الفلسفات والالفاظ والمصطلحات. ومن بين هذه المؤلفات:
٨٢٣ م). - ١- مقالة لطيموثاوس الجاثوليق ( ٧٨٠
٢- مقالة لنجم الدين في القرن التاسع ردا على باشوش الضرير.
.( ٣- مقالة للقس ابي علي نظيف بن يمن الطبيب الملكي البغدادي (توفى عام ٩٩٠
.( ٤- مقالة للمطران ساويرس بن المقفع اسقف الاشمونين في صعيد مصر (توفي عام ١٠٠٠
٥- مقالة لعلي بن الارفادي، وهو من ارفاد بجوار حلب ومؤلف سرياني من القرن الحادي
عشر.
٦- مقالة لابي فرج عبدالله بن الطيب الطبيب، مدير البيمارستان العضدي في بغداد واستاذ
الطب والفلسفة الارسطوطالية واكبر اطباء عصره ومن كبار فلاسفة زمانه، واكبر مفسر
١٩
للكتاب المقدس، صاحب كتاب "فردوس النصراني ة"، واول فقيه مسيحي، صاحب كتاب "فقه
.( النصرانية"، وسكرتير البطريرك. (توفي عام ١٠٤٣
.( ٧- مقالة ليحيى بن جرير التكريتي السرياني (توفي نحو عام ١٠٨٠
٨- مقالة مجهولة المؤلف من القرن الثاني عشر.
. ٩- مقالة لصفي الدولة ابو الفضائل بن العسال القبطي موضوعة سنة ١٢٣٦
١٠ - مقالة لاخيه مؤتمن الدولة ابي اسحق ابن العسال (نحو سنة ١٢٦٠ ) في كتابه "مجموع
اصول الدين ومسموع محصول اليقين".
هذه هي المؤلفات المسكونية التي وضعت حتى القرن الثالث عش ر. وكان مؤلفوها كلهم
يرددون الفكرة نفسه ا: ان المسيحيين متفقون في الايمان مختلفون في الالفا ظ. يقول علي بن
الارفادي: "
مثل النصارى كمثل ثلاث ة اشخاص يصعدون جبلا عالي ا. كل منهم يريد الوصول الى القمة، وكل
منهم يصف الجبل من وجهة نظر ه. فهو يصف الجبل، الا انه لا يصف الا جزءا او ناحية من ه. فالقمة
هي المسي ح. ونحن كلنا متجهون نحوه، ونفهم ناحية منه فقط، ولا يمكننا حصر مفهوم المسيح كل ه.
ولكن اذا اعترفنا ان ما نراه وما نصفه ما هو الا ناحية واحدة من المسيح، واعترفنا ان ما يقوله غيرنا
صحيح، اتفقنا في الرأي رغم اختلاف ما نقوله عن المسيح".
٤- التراث العربي المسيحي يشتمل على فكر لاهوتي وضع في بيئة غير
مسيحية
هذه الميزة الرابعة وقد تكون اهم خصائص هذا التراث، فه ي ان التراث العربي تراث وضع في
بيئة اسلامية.
ان الفكر العربي المسيحي هو الفكر المسيحي الوحيد في العصور الوسطى الذي عني، حين وضع
بغير المسيحيين من مسلمين ويهو د. فان هذا التراث قد يكون الفكر المسيحي الوحيد الذي عبر
عن ايمانه في بيئة غير مسيحية، وحاول ان يقدم مفهوم الايمان المسيحي لغير المسيحي.
معنى ذلك ان المسيحي (امس واليو م) عندما يخاطب مسيحيا اخر، او عندما يؤلف كتابا
لاهوتيا، لا يستطيع ان ينسى اننا نعيش في بيئة غير مسيحية وان علينا ان نعبر عن ايماننا بطريقة
يفهمها غير المسيحي.
فضلا عن ان المسلمين كانوا د وما يطالبون المسيحيين بتبرير ايمام، لا سيما اذا كانت هناك
صداقة بين المسيحيين والمسلمين، على نحو ما كانت عليه الحال في العصر العباسي عندما كان
المسيحيون يلعبون دورا هاما في بناء الحضارة العربي ة. فاضطروا الى عرض ايمام للمسلم
باساليب مفهومة، تعتمد اساسا على العقل (لا سيما على منطق ارسطو وفلسفت ه)، ثم على
النقل (الكتاب المقدس واقوال الآبا ء)، واحيانا على القرآن الكريم وعلى الاخبار والاحادي ث.
كما نرى ذلك في مؤلفات ابي الفرج عبدالله بن الطيب وايليا النصيبي وغيرهما. اما اذا تصفحت
كتب اللاهوت الغربية، فانك تجدها تعتمد دائما على الاصول المسيحية (الكتاب المقدس
والآباء)، وتضيف احيانا الى ذلك ادلة عقلية.
٢٠
والبيئة التي عاش فيها المسيحيون ساعدم على التفكير، وعلى التعمق في ايمام، لان المسيحيين
العرب كانوا (ابتدأ من القرن العاش ر) اقلية في البلاد العربي ة. ويقال (حسب تق دير بعض
المستشرقين) ان عددهم في القرن العاشر لم يتجاوز عشرين في المئة، بينما لا يتجاوز اليوم عشرة
في المئ ة. فاضطروا الى ان يستعملوا سلاحا واحدا في علاقام مع غير المسيحيين، وهو سلاح
الفكر. وكانوا ائمة الفكر في العصر العباسي الاول لام تثقفوا بالثقافة الي ونانية والسريانية
والفارسية، والعربية بالطب ع. فكان لهم آفاق لم تكن لغيرهم من المفكرين، او قل لاغلبية
المفكرين الآخرين. فكانوا من ناحية اقلية عددا، وهم ائمة الفكر ثقافة.
فالمسيحي العربي لا يستطيع ان يفهم معنى التوحيد والتثليث، كما يفهمه المسيحي في الغر ب.
فعندما، على سبيل المثال، نرسم اشارة الصليب، نقو ل: "بسم الآب والابن والروح القدس الاله
الواحد. آمين". اما في الغرب فيقولو ن: "بسم الاب والابن والروح القد س. آمين"، ولا يقولون
"الاله الواح د". فلماذا نضيف نحن "الاله الواح د"؟ لاننا مطالبون بالشهادة عن التوحيد، علين ا
ان نتأكد ونؤكد لغيرنا اننا موحدون، وان الثالوث لا يناقض التوحي د. وهكذا نجد دوما في
التراث العربي المسيحي فكرا مسيحيا معبرا عنه باساليب مفهومة لدى اليهودي والمسل م. هذا
هو التراث الوحيد في العصور الوسطى الذي وضع للمسيحيين ولغير المسيحيين على السواء.
ولاهمية هذا الموضوع، اخذ بعض الباحثين في دراسة هذا اللون من اللاهوت وحصر المؤلفات
الدفاعية. وفي رأينا، هذه هي اهم مميزات التراث العربي المسيحي، وهي التي جعلته هاما في
التراث المسيحي العالم ي. ان لكل ثقافة دورا في العا لم. اما الثقافة العربية المسيحية، فدورها ان
تسهم في الفكر العالمي بتقديم هذه النظرة.
خصائص التراث العربي المسيحي القديم
١٧٣- ١٩٨١ ص ١٦٩ ، مقالات الاب سمير خليل اليسوعي مجلة صديق الكاهن ١٩٨٣ ومجلة المسرة ٦٧
للتراث العربي المسيحي القديم عدة خصائص، نذكر منها اربعا:
١- سعة هذا التراث
لو اجرينا مقارنة تاريخية بين التراث العربي المس يحي واي تراث غربي مسيحي (الماني او فرنسي
او ايطا لي)، لوجدنا ان الفكر العربي المسيحي اعرق واقدم من أي فكر لاهوتي غر بي. فاللاهوت
العربي يبدأ في اية القرن الثامن الميلادي، بينما لا نجد نصوصا لاهوتية في اللغات الغربية
الحديثة يرقى عهدها الى ما قبل القرن الرا بع عش ر. اما التراث العربي المسيحي فيبدأ في عصر
"الجاهلية" مع بعض الشعراء، امثال زيد بن عدي، والخطباء، امثال قس بن ساعدة.
وهذا التراث العربي واسع اذ يشمل جميع بلاد المشرق (سورية والعراق وفلسطين ولبنان ومصر)
وبعض بلاد المغرب العربي ولا سيما الاندلس (ان اقدم مؤلف اندلسي مسيحي يدعى الحفص
بن ألبر القوطي الذي نظم المزامير شعرا نحو سنة ٩٦٠ م).
وان تعدد الطوائف المسيحية في الشرق قد جعل هذا التراث يتسع اتساعا كبيرا، اذ كانت كل
طائفة تضع مؤلفات خاصة ا، بصرف النظر عما وضعته الطوائف الاخرى، حتى تتناسب هذه
المؤلفات وتقاليدها وعقائدها.
وخلاصة القول ان التراث العربي المسيحي يأتي في المترلة الثالثة من حيث سعته وضخامته، بعد
التراث اليوناني والتراث اللاتيني، وقبل التراث السرياني والتراث الارمني.
والمسيحيون الشرقيون يظنون احيانا ان الفكر المسيحي الصميم يأتي من الغر ب. بينما الواقع
عكس ذلك تمام ا. فلدينا تراث عربي عريق يعود الى القرن الثامن الميلاد ي. وليس هناك لغة من
اللغات الغربية من شأا ان تضاهي هذا التراث العربي المسيحي تأص لا. فالتراث الديني الايطالي
والفرنسي والانجليز ي… الخ يعود الى القرون الوسطى، الى القرن الرابع عشر او القرن الثالث
عشر فقط.
١٧
وكثيرا ما نعتمد نحن على اللاهوت الغربي في تكويننا وتنشئتنا الدينية، وننسى ان لدينا لاهوتا
وقانونا كنسيا واخلاقيات وتفاسير للكتاب المقدس وترجمات لمؤلفات الآبا ء. وهذه كلها اقدم
واعرق مما لدى المسيحيين الغربيين.
٢- شمولية هذا التراث
لقد ورث التراث العربي ما سبقه من التراثات الشرقية، كاليونانية والسريانية والقبطي ة. فترجم
اجدادنا تراثهم القديم الى اللغة العربية، كل منهم عن لغته الاصلي ة. فترجم الروم عن اليونانية،
والسريان عن السريانية، والاقباط عن القبطي ة. ونجد احيانا نصا واحدا مترجما مرت ين او ثلاث
مرات عن لغات مختلف ة. فان "ميامر" أي اقوال مار افرام السرياني مثلا، يزيد عددها على ٤٠٠
ميمر، مع الملاحظة ان كل ميمر له اكثر من صيغة.
وترجم الروم اهم مؤلفات الآباء اليونانيين من امثا ل: يوحنا الذهبي الفم، وغريغوريوس النيصي
وغريغوريوس التريتري وباسيل يوس الكبير وكيرلس الاورشليمي وكيرلس الاسكندري ويوحنا
الدمشقي واثناسيوس السينائ ي. وقد اشتهر عندهم من النقل ة: ابو فتح عبدالله بن الفضل
الانطاكي وابراهيم بن يوحنا البروطوسبارطار الانطاكي وأنبا انطونيوس رئيس دير مار سمعان،
وهم من القرن العاشر ومطلع القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد ترجم السريان (المشارقة والمغارب ة) اهم مؤلفات الآباء السريان من امثال مار افرام السرياني
وثاودورس المصيصي المفسر ويعقوب الرهاوي واسحق النينوي وابن العبري وابن الصليبي
وغيرهم.
اما الاقباط فترجموا كثيرا من الميامر النسكية والرهبانية والروح ية، كما ترجموا سير الآباء
القديسين وتواريخ البيعة من اللغة القبطية الى العربي ة. وقد اسهم سويروس بن المقفع اسقف
الاشمونين بصفة خاصة في حركة الترجمة هذه.
لذلك نقول ان التراث العربي المسيحي يتميز بشموليت ه. انه لا ينحصر في بلد او طائفة، بل
يشمل جميع البلدان ا لعربية والطوائف الشرقية، وهو لا ينحصر في ثقافة معينة، بل يستقي من
الثقافات السابقة، من يونانية وقبطية وسريانية وفارسية، لا بل من الارمنية واللاتيني ة. لذلك
اصبح تراثا شاملا، متعدد الوجوه، مسكونيا.
٣- الطابع المسكوني للفكر العربي المسيحي
ان التراث العربي المسيحي وحد بين المسيحيين الشرقيين.
١) اهمية اللغة العربية في توحيد المسيحيين العرب
لقد اختلف المسيحيون فيما بينهم في القرنين الرابع والخامس، وانقسموا الى طوائف مختلفة
عقائديا وثقافي ا. وكان المعلوم ان لهذا الانقسام اسبابا عديد ة: منها سياسية، ومنها ثقافية
وفلسفية.
١٨
ولقد لعبت الثقافة دورا هاما في الانقسام في القرن الخامس وما بعده، اذ كانت لكل طائفة لغ ة:
اللغة اليونانية، واللغة السريانية، واللغة القبطية، واللغة الارمني ة. وازدهرت الثقافات المحلية،
واصبح المسيحيون يكتبون كل واحد منهم بلغته القومية، بعد ان كانت اليو نانية هي اللغة
المشتركة بينهم جميعا، وان كانوا سريانا او اقباطا او ارم ن. فازدهر الفكر السرياني والقبطي
والارمني، علاوة على الفكر اليوناني البيزنط ي. وكانت نتيجة هذا الازدهار تلاشي الوحدة التي
كانت من قبل، وانقطاع الصلة بين الفكر المسيحي الخلقيدوني والفكر المسيحي اللاخلقيدوني.
وبعد الفتح العربي الاسلامي، انتشرت العربية في الشرق الاوسط كل ه. فاستعرب المسيحيون في
مصر وفي العراق وفي الشام، وانضموا الى المسيحيين العرب اصلا فاصبحت اللغة العربية حلقة
الاتصال بين جميع المسيحيين في المشرق. كما كانت اللغة اليونانية تربط بين المسيحيين الشرقيين
في القرون الاولى، فحلت العربية مكان اليونانية وربطت بين السريان والروم والاقباط وغيرهم.
وكان المسيحيون يستخدمون النصوص التي الفت في الطوائف الاخرى، بصرف النظر عن
الاختلاف العقائدي، الا في اشياء بسيطة اختلفوا عليها ما بينهم، في ما يخص سر تجسد المسيح،
عن الطبيعة او الطبيعتين في اقنوم المسي ح. وحتى في هذه المواضيع، كان النساخ ينسخون هذه
المخطوطات المخالفة لعقيدم، ويضيفون في الهامش ملاحظة للقارى ء. يقولون مث لا: "انتبه ايها
القارىء، هذه هي عقيدة المشارقة، وهي مخالفة لعقيدتنا، او "هذه هي عقيدة الروم وهي مخالفة
لعقيدتنا" وهلم جرا.
وفي رأينا ان هذا كله من فض ل العناية الالهية التي وحدت شمل المسيحيين بعد تفرقهم. وفي ذلك
ايضا عبرة لنا. فاذا فهمنا معنى انتشار الثقافة العربية في الشرق المسيحي الذي كان مسيحيا يوما
ما ثم اصبح اليوم اسلاميا، واذا فهمنا ان اللغة العربية والثقافة العربية هما اللذان وحدا
المسيحيين، حتى اصبح أي نص يؤلف في بغداد مثلا يعرف بعد عشر سني او عشرين سنة في
القاهرة، او بالعكس، وبات أي نص ملكي يقرأ عند السريان بعد عشر سنوات من تأليفه،
فهمنا عندئذ اهمية اللغة العربية بالنسبة الى المسيحيين الشرقي ين. لذلك نقول ان اللغة العربية
وثقافتها هما اللذان وحدا المسيحيين.
٢) كثرة المؤلفات المسكونية:
ابتداء من القرن التاسع نجد مؤلفات عديدة قد وضعت لاثبات اتفاق العقيدة المسيحية رغم
اختلاف الفلسفات والالفاظ والمصطلحات. ومن بين هذه المؤلفات:
٨٢٣ م). - ١- مقالة لطيموثاوس الجاثوليق ( ٧٨٠
٢- مقالة لنجم الدين في القرن التاسع ردا على باشوش الضرير.
.( ٣- مقالة للقس ابي علي نظيف بن يمن الطبيب الملكي البغدادي (توفى عام ٩٩٠
.( ٤- مقالة للمطران ساويرس بن المقفع اسقف الاشمونين في صعيد مصر (توفي عام ١٠٠٠
٥- مقالة لعلي بن الارفادي، وهو من ارفاد بجوار حلب ومؤلف سرياني من القرن الحادي
عشر.
٦- مقالة لابي فرج عبدالله بن الطيب الطبيب، مدير البيمارستان العضدي في بغداد واستاذ
الطب والفلسفة الارسطوطالية واكبر اطباء عصره ومن كبار فلاسفة زمانه، واكبر مفسر
١٩
للكتاب المقدس، صاحب كتاب "فردوس النصراني ة"، واول فقيه مسيحي، صاحب كتاب "فقه
.( النصرانية"، وسكرتير البطريرك. (توفي عام ١٠٤٣
.( ٧- مقالة ليحيى بن جرير التكريتي السرياني (توفي نحو عام ١٠٨٠
٨- مقالة مجهولة المؤلف من القرن الثاني عشر.
. ٩- مقالة لصفي الدولة ابو الفضائل بن العسال القبطي موضوعة سنة ١٢٣٦
١٠ - مقالة لاخيه مؤتمن الدولة ابي اسحق ابن العسال (نحو سنة ١٢٦٠ ) في كتابه "مجموع
اصول الدين ومسموع محصول اليقين".
هذه هي المؤلفات المسكونية التي وضعت حتى القرن الثالث عش ر. وكان مؤلفوها كلهم
يرددون الفكرة نفسه ا: ان المسيحيين متفقون في الايمان مختلفون في الالفا ظ. يقول علي بن
الارفادي: "
مثل النصارى كمثل ثلاث ة اشخاص يصعدون جبلا عالي ا. كل منهم يريد الوصول الى القمة، وكل
منهم يصف الجبل من وجهة نظر ه. فهو يصف الجبل، الا انه لا يصف الا جزءا او ناحية من ه. فالقمة
هي المسي ح. ونحن كلنا متجهون نحوه، ونفهم ناحية منه فقط، ولا يمكننا حصر مفهوم المسيح كل ه.
ولكن اذا اعترفنا ان ما نراه وما نصفه ما هو الا ناحية واحدة من المسيح، واعترفنا ان ما يقوله غيرنا
صحيح، اتفقنا في الرأي رغم اختلاف ما نقوله عن المسيح".
٤- التراث العربي المسيحي يشتمل على فكر لاهوتي وضع في بيئة غير
مسيحية
هذه الميزة الرابعة وقد تكون اهم خصائص هذا التراث، فه ي ان التراث العربي تراث وضع في
بيئة اسلامية.
ان الفكر العربي المسيحي هو الفكر المسيحي الوحيد في العصور الوسطى الذي عني، حين وضع
بغير المسيحيين من مسلمين ويهو د. فان هذا التراث قد يكون الفكر المسيحي الوحيد الذي عبر
عن ايمانه في بيئة غير مسيحية، وحاول ان يقدم مفهوم الايمان المسيحي لغير المسيحي.
معنى ذلك ان المسيحي (امس واليو م) عندما يخاطب مسيحيا اخر، او عندما يؤلف كتابا
لاهوتيا، لا يستطيع ان ينسى اننا نعيش في بيئة غير مسيحية وان علينا ان نعبر عن ايماننا بطريقة
يفهمها غير المسيحي.
فضلا عن ان المسلمين كانوا د وما يطالبون المسيحيين بتبرير ايمام، لا سيما اذا كانت هناك
صداقة بين المسيحيين والمسلمين، على نحو ما كانت عليه الحال في العصر العباسي عندما كان
المسيحيون يلعبون دورا هاما في بناء الحضارة العربي ة. فاضطروا الى عرض ايمام للمسلم
باساليب مفهومة، تعتمد اساسا على العقل (لا سيما على منطق ارسطو وفلسفت ه)، ثم على
النقل (الكتاب المقدس واقوال الآبا ء)، واحيانا على القرآن الكريم وعلى الاخبار والاحادي ث.
كما نرى ذلك في مؤلفات ابي الفرج عبدالله بن الطيب وايليا النصيبي وغيرهما. اما اذا تصفحت
كتب اللاهوت الغربية، فانك تجدها تعتمد دائما على الاصول المسيحية (الكتاب المقدس
والآباء)، وتضيف احيانا الى ذلك ادلة عقلية.
٢٠
والبيئة التي عاش فيها المسيحيون ساعدم على التفكير، وعلى التعمق في ايمام، لان المسيحيين
العرب كانوا (ابتدأ من القرن العاش ر) اقلية في البلاد العربي ة. ويقال (حسب تق دير بعض
المستشرقين) ان عددهم في القرن العاشر لم يتجاوز عشرين في المئة، بينما لا يتجاوز اليوم عشرة
في المئ ة. فاضطروا الى ان يستعملوا سلاحا واحدا في علاقام مع غير المسيحيين، وهو سلاح
الفكر. وكانوا ائمة الفكر في العصر العباسي الاول لام تثقفوا بالثقافة الي ونانية والسريانية
والفارسية، والعربية بالطب ع. فكان لهم آفاق لم تكن لغيرهم من المفكرين، او قل لاغلبية
المفكرين الآخرين. فكانوا من ناحية اقلية عددا، وهم ائمة الفكر ثقافة.
فالمسيحي العربي لا يستطيع ان يفهم معنى التوحيد والتثليث، كما يفهمه المسيحي في الغر ب.
فعندما، على سبيل المثال، نرسم اشارة الصليب، نقو ل: "بسم الآب والابن والروح القدس الاله
الواحد. آمين". اما في الغرب فيقولو ن: "بسم الاب والابن والروح القد س. آمين"، ولا يقولون
"الاله الواح د". فلماذا نضيف نحن "الاله الواح د"؟ لاننا مطالبون بالشهادة عن التوحيد، علين ا
ان نتأكد ونؤكد لغيرنا اننا موحدون، وان الثالوث لا يناقض التوحي د. وهكذا نجد دوما في
التراث العربي المسيحي فكرا مسيحيا معبرا عنه باساليب مفهومة لدى اليهودي والمسل م. هذا
هو التراث الوحيد في العصور الوسطى الذي وضع للمسيحيين ولغير المسيحيين على السواء.
ولاهمية هذا الموضوع، اخذ بعض الباحثين في دراسة هذا اللون من اللاهوت وحصر المؤلفات
الدفاعية. وفي رأينا، هذه هي اهم مميزات التراث العربي المسيحي، وهي التي جعلته هاما في
التراث المسيحي العالم ي. ان لكل ثقافة دورا في العا لم. اما الثقافة العربية المسيحية، فدورها ان
تسهم في الفكر العالمي بتقديم هذه النظرة.
رد: التراث العربي المسيحي القديم
الأربعاء نوفمبر 04, 2009 3:52 pm
الفصل الرابع
الهدف من دراسة التراث العربي المسيحي
١٦٤- من مقالات للاب سمير خليل اليسوعي مجلة "صديق الكاهن" ١٩٨٣ ومجلة المسرة ٧٦ سنة ١٩٩٠ ص ١٦٠
ان التراث العربي المسيحي واسع جدا، كما قلنا في البداية، اذ يتضمن عشرات الآلاف من المؤلفا ت. وهناك
سببان يدفعان الى دراسة هذا التراث، او هدفان يحثان على احيائه:
الهدف الاول: اجتماعي - ثقافي
١- مشكلة اجتماعية دينية: تمييز العروبة عن الاسلام
يقول احيانا بعض مواطنينا من المسلم ين: "ان الحضارة العربية تعني الحضارة الاسلامي ة". او "ان العروبة
والاسلام شيء واح د!"، وربما اعتبر بعضهم المسيحيين دخلاء على هذه البلاد، او اجانب، او غير عر ب. وقد يوافقهم
للاسف كثير من المسيحيين، ويرفضون القول بام عرب، فيلجأون الى القوميات الاخرى (القبطية والاشورية
والمارونية ا لخ.). وكأن العروبة ترتبط بدين ما، او كأا مفهوم عرقي "عصبي" (حسب تعبير ابن خلدو ن). فان هؤلاء
ينسون او يتناسون ان المسيحيين في بلادنا كانوا عربا قبل نشأة الاسلام، وان غير العرب منهم استعربوا منذ الف سنة،
كما استعرب اخوم المسلمون في بلادن ا. فالعروبة لا تشير الى جنس او عرف، ولا تشير الى دين؛ وانما تشير الى ثقافة
وحضارة مشتركة وتاريخ مشترك ومصير مشترك.
واذا بحثنا الموضوع بحثا موضوعيا وجدنا ان هناك فرقا شاسعا بين العروبة والاسلام، فمن ناحية تلاحظ ان
الاغلبية الساحقة من المسلمين هم من غير العرب، اذ ان المسلمين العرب قلة بين مسلمي العالم، حسب تقدير
المسلمين، وان اكبر الدول الاسلامي ة عددا هي دول غير عربية، امثال اندونيسيا وبنغلاديش والباكستان والهند، فلا
يمكننا اذا ان نساوي بين الاسلام والعروبة، ومن ناحية اخرى لا يمكننا ان نساوي بين العروبة والاسلام، لان هناك
عددا لا يستهان به من المسيحيين العر ب. وعندما نقول "عرب" في مصطلحنا، فهم من ينطقون باللغة العربية، وان
المسيحيين العرب سبقوا المسلمين العرب، اذ ان وجودهم يؤكد منذ القرن الرابع، فضلا من ام مذكورون في اعمال
الرسل.
فالعروبة اذا ليست تضاهي دينا من الاديان واللغة العربية ليست خاصة بالمسلم ين. يقول الدكور طه حس ين في
كتاب "مستقبل الثقافة في مصر":
"ليست اللغة العربية لغة المسلمين وحدهم، ولكنها لغة الذين يتكلموا، مهما تختلف اديا م. وما دام الاقباط
مصريين، وما دامت اللغة العربية مقوما من مقومات الوحدة المصرية والوطن المصري، فلا بد من ان يتثقف ا
الاقباط، كما يتثقف ا المسلمو ن. ولا بد من ان يتثقف ا رجال الدين من الاقباط، كما يتثقف ا رجال
الدين من المسلمين".
واني افتخر بعروبتي (مؤلف المقال الاب سيمر خليل)، وبالنصارى الذين سبقوا الدعوة الاسلامية والذين جاءوا
بعدها. ولكني افتخر ايضا بالاسلام كمقوم من مقومات الحضارة العربي ة. فلست ارفض الاسلام كاهم مقوم لحضارتنا
، العربية، ولكني لا ُأضاهي بينه وبين العروب ة. ويذكرني ذلك بما كتبه ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قبل سنة ٨٤٦
في "الرد على النصارى"، محاولا تعليل عطف العوام على النصارى. قال:
"وعطف قلوب دهماء العرب على النصارى اُلملك الذي كان فيهم، والقرابة التي كانت له م. ثم رأت عوامنا ان
فيها ملكا قائم ا. وان فيهم عربا كثيرة، وان بنات الروم ولدن لملوك الاسلام، وان في النصارى متكلمين واطباء
ومنجمين".
"ومما عظمهم في قلوب العوام، وحببهم الى الطغام، ان منهم ُ كتاب السلاطين، وفراشي الملوك، واطباء الاشراف ،
والعطارين، والصيارفة".
فلماذا اذن، نحن المسيحيون، نتسمى بشتى الاسماء ما عدا الاسم الوحيد الذي ينطبق علينا؟ لماذا نقول اننا
ننتمي الى الكنيسة القبطية او المارونية او الكلدانية ولا نقول الى الكنيسة العربية؟ فكل طائفة تسمي نفسها باسم سبق
الاسلام، وكأننا نحا ول ان ننسى ان الاسلام موجود، وان الدعوة الاسلامية قامت في بلادنا منذ اكثر من اربعة عشر
فرنا هجريا،
فالهدف الاول من احياء التراث العربي المسيحي هو اذن هدف اجتماع ي ثقا في. ويقوم على ابراز دور
المسيحيين في بناء الحضارة العربية ولا سيما في اهم مراحله ا. أي في العصر العباسي الاول، وفي مطلع القرن الثامن
عشر والنصف الثاني من القرن التاسع عشر (عصر النهضة).
مما سيق ينتج ثلاثة امور:
الامر الاول- ضروري تمييز الحضارة العربية عن الحضارة الاسلامية
مهما كانت صعوبة هذا التميي ز، فالحضارة العربية لست حضارة اسلامية، والا ل سميت "حضارة اسلامي ة".
كما ان الحضارة الاسلامية تتميز عن الحضارة العربية، بدليل ان المسلمين العرب قلة في الاسلا م. إن الحضارة العربية
اسلامية مسيحية يهودية، واذ نذكر اليهود، كي لا ننسى، سعيد الفيومي المفسر، وما شاء الله الفلكي، واين ياقودا
المتصوف، وابن جاب يرول الشاعر، وموسى ابن ميمون الطبيب الفيلسوف وغيرهم من اليهود العر ب. فالحضارة العربية
اذن اسلامية مسيحية يهودية، وان كان الطابع الاسلامي غالبا عليه ا، كما ان الحضارة الاسلامية عربية وغير عربية،
وان كان الطابع العربي غالبا احيانا عليه ا. وهذا ما يرفع من شأن ا لحضارة العربية، لاا انفتحت على تقاليد ومفاهيم
ومذاهب مختلفة؛ بخلاف نا ححدث بالحضارة الاوروبية التي انحصرت على حضارة دينية واحدة.
الامر الثاني – جعل المسيحيين العرب يعتزون بعروبتهم
ان ما نرمي اليه من خلال دراسة التراث العربي المسيحي، هو جعل المسيحيين يعتز ون بعروبتهم ويفتخرون
بتراثهم العر بي. وقد يساعدهم على ذلك اكتشاف دورهم في بناء تلك الحضارة العربية، لا سيما في اهم مراحله ا: في
العصر العباسي الاول ببغداد، وفي مطلع القرن الثامن عشر بحلب، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بلبنان
ومصر. آليس اول من رفع شعار العروبة في القرن الماضي، ردا على الترعة التركية والسيطرة العثمانية، نصارى لبنان ؟
١٩٠٦ ) مناديا: - الم يكن اول صوت دوى في ارجاء الوطن العربي صوت الشيخ ابراهيم اليازجي ( ١٨٤٧
تنبهوا واستفيقوا ايها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
"الله اكبر! ما هذا المنام؟ فقد
شكاكم المهد واشتاقتكم الترب!
…بالله يا قومنا، هبوا لشأنكم
فكم تناديكم الاشعار والخطب
ألستم من سطوا في الارض، واقتحموا
شرقا وغربا، وعزوا اينما ذهبوا
وتلك القصيدة الشهيرة التي انشدها في اوائل سنة ١٨٦٨ ، ولم يبلغ ٢١ سنة، انشدها في الجمعية السورية:
سلام ايها العرب الكرام وجاد ربوع فكركم الغمام
[... ] ونحن أولو المأثر من قديم وان جحدت مآثرنا اللئام".
اجل! ان هناك من يحتكر لفظ العروبة، من المسلم ين. فهل يحق للمسيحي رفض هذا اللفظ، بسبب جه ل
البعض او تع صبهم؟ كيف نستطيع ان نرفض ماضينا وحاضرنا، وان ننكر كياننا وحقيقتنا؟
الامر الثالث- تكامل المسلمين والمسيحيين في بناء الحضارة العربية
كل مجتمع بشري ناهض يقوم على مقوم ين: التأصل والتفت ح. فالتأصل يضمن استمرارية هذا اتمع، ويحافظ
عليه خالصا من الانحراف والضياع الذا تي. والتفتح يضمن له التجدد المستمر والصلة بالعالم الخارج ي. وامع الناهض
هو الذي يجد الاتزان بين هاتين الترعتين، دون ان يضحي بواحدة منهم ا. وهو ما حدث في العصر العباسي الاول، وفي
عصر النهضة الحديثة في اية القرن التاسع عشر.
ويبدو لي، من خلال دراستي التاريخ العربي، ان للنصارى والمسلمين دورين متكاملين في بناء هذا اتمع
المرموق. فعلى النصارى ان يضمنوا عامل التفتح على الحضارات الاخرى، كما فعلوا ايام العباسيين بالنسبة للحضارة
اليونانية، وكما فعلوا في القرنين السابع والثامن عشر اذ اطل عوا الغرب على حضارة الشرق (العربية والسريانية،
الاسلامية والمسيحي ة)، وكما فعلوا في اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين بالنسبة للحضارة الاوروبية،
وكما يفعلون اليوم (لا سيما في لبنا ن) بالنسبة لعالمنا المعاص ر. وعلى المسلمين ان يضمنوا عامل التأصل والحفاظ على
الطابع العربي الاصيل، كما فعل ا ُلمصلِحون والسلفيون دائم ا. ومن البديهي ان هذه المسؤولية جماعية لا فردية، أي اا
"فرض كفاية" لا "فرض عين"، بمعنى اا تترك لكل فرد مطلق الحرية لاتباع ما يناسبه من التيارين.
وهناك شرط اساسي لنجاح هذا التكامل والتفاعل، وهو ان يتفتح كل واحد من الطرفين على نزعة الطرف
الاخر. فمن نادى بالتفتح، وانكر التأصل في العروبة، ضر ولم يأت بشي ء. ومن نادى بالتأصل، وانكر ضرورة التفتح
على الحضارات الاخرى، ضر ولم يفد. وكلاهما من المتحيزين المتعصبين، اعاذنا الله من شرهما.
فلو فهم كل من الم سلمين والمسيحيين دوره الخاص، واحترم الموقف الآخر المكمل له، لتوصلنا الى ذلك اتمع
العربي المنشود، مجتمع متأصل في تربته، متفتح على كل حسن من اين ات ى. كما قال "فيلسوف العر ب" ابو يوسف
٨٧٣ ): "ينبغي انا ان لا نستحي من استحسان الحق واقتنا ء الحق من اين اتى، وان اتى - يعقوب الكندي (نحو ٧٩٦
من الاجناس القاصية عنا والمباينة لنا"
الهدف الثاني: القيام بنهضة دينية
اسهم المسيحيون العرب دوما في كل ضة اسهاما بالغا.
ونحن اليوم، في كنائسنا، بحاجة ماسة الى القيام بنهضة فكرية وروحي ة. وهذه النهضة لا تتم الا بالانفتاح على
مطالب عصرنا من ناحية، وبالعودة الى اصولنا وجذورنا الثقافية القديمة (اليونانية والسريانية والقبطية والارمني ة…)،
والعربية المسيحية من ناحية اخر ى. وفي الواقع اننا منفتحون على عالمنا المعاصر نسبيا، وعلى الثقافات القديمة الى حد
ما، غير اننا لم نكتشف بعد ثقافتنا وتر اثنا العربي المسيح ي. فهو الاهم لانه الاوسع والاقرب الينا ومن شأنه ان يغذينا
اليوم ويحيينا.
اجل لقد قمنا بنهضة اعلى في الشرق العربي بالعودة الى التراث السرياني والقبطي واليوناني، وهذا لا بد منه،
الا ان التراث العربي ما زال مجهولا، وكأننا نحاول ان نقفز فوق ا لفكر العربي لنصل الى الفكر السرياني او القبطي او
اليوناني، وكأننا نحاول ان نتجاهل الاسلام والحضارة الاسلامية لننسى مشاكلنا اليومية، الا ان هذا التجاهل يفقدنا
شخصيتنا. واهمالنا هذا لتراثنا العربي المسيحي (ولتراثنا العربي اجما لا) هو في غاية الخطور ة. ونتيجته ان المسيحي العربي
اصبح غريبا في بلده ووطنه. فمعاهدنا اللاهوتية تد رس لاهوتا غربيا نشأ وترعرع في بيئة بعيدة عن بيئتنا. لا بل غالبا ما
ي درس هذا اللاهوت بلغة اجنبية، كأن اللغة العربية غير صالحة للتعبير عن المفاهيم اللاهوتية المسيحية، في حين اا اعرق
من اللغ ات الاوروبية في هذا اا ل. كما ان رهباننا وراهباتنا يتكونون روحيا في كتب اجنبية وكأن تراثنا العربي خال
من المؤلفات الروحية النسكية والرهباني ة. فنحن إزاء عملية اغتراب فكري حق ة. فنحن ازاء عملية اغترا ب. لماذا ننظر
دائما الى الغرب عندما نحتاج الى ما يخص فكرنا وتفكرينا المسيحي؟ سبب ذلك بسيط، لأننا انقطعنا عن تراثنا فظننا ان
ليس لنا تراث.
ان العودة الى تراثنا العربي المسيحي لبعثه واحيائه سوف يربط الطوائف المسيحية بعضها ببعض ويعيدها الى
الاصل المشتر ك. فالفكر المسيحي في شرقنا اليوم مشتت ومبعثر، في حين أننا بأمس حا جة الى جمع شملنا. نحن في حاجة
اليوم الى تفكير لاهوتي عربي، كما يحتاج العالم الى تفكير لاهوتي افريقي، وتفكير لاهوتي لامريكا اللاتينية. ويا حبذا لو
تسهم جميع الطوائف في احياء التراث العربي المسيحي المشترك، وفي اغناء هذا التراث العربي بترجمة ما لم يترجم من
التراثات القديمة (اليونانية والسريانية والارمنية والقبطي ة). اا لعملية تطول وتصع ب. لذلك لا بد من مباشرة العمل
سريعا، اذ ان مستقبل المسيحية العربية في ايدينا.
الهدف من دراسة التراث العربي المسيحي
١٦٤- من مقالات للاب سمير خليل اليسوعي مجلة "صديق الكاهن" ١٩٨٣ ومجلة المسرة ٧٦ سنة ١٩٩٠ ص ١٦٠
ان التراث العربي المسيحي واسع جدا، كما قلنا في البداية، اذ يتضمن عشرات الآلاف من المؤلفا ت. وهناك
سببان يدفعان الى دراسة هذا التراث، او هدفان يحثان على احيائه:
الهدف الاول: اجتماعي - ثقافي
١- مشكلة اجتماعية دينية: تمييز العروبة عن الاسلام
يقول احيانا بعض مواطنينا من المسلم ين: "ان الحضارة العربية تعني الحضارة الاسلامي ة". او "ان العروبة
والاسلام شيء واح د!"، وربما اعتبر بعضهم المسيحيين دخلاء على هذه البلاد، او اجانب، او غير عر ب. وقد يوافقهم
للاسف كثير من المسيحيين، ويرفضون القول بام عرب، فيلجأون الى القوميات الاخرى (القبطية والاشورية
والمارونية ا لخ.). وكأن العروبة ترتبط بدين ما، او كأا مفهوم عرقي "عصبي" (حسب تعبير ابن خلدو ن). فان هؤلاء
ينسون او يتناسون ان المسيحيين في بلادنا كانوا عربا قبل نشأة الاسلام، وان غير العرب منهم استعربوا منذ الف سنة،
كما استعرب اخوم المسلمون في بلادن ا. فالعروبة لا تشير الى جنس او عرف، ولا تشير الى دين؛ وانما تشير الى ثقافة
وحضارة مشتركة وتاريخ مشترك ومصير مشترك.
واذا بحثنا الموضوع بحثا موضوعيا وجدنا ان هناك فرقا شاسعا بين العروبة والاسلام، فمن ناحية تلاحظ ان
الاغلبية الساحقة من المسلمين هم من غير العرب، اذ ان المسلمين العرب قلة بين مسلمي العالم، حسب تقدير
المسلمين، وان اكبر الدول الاسلامي ة عددا هي دول غير عربية، امثال اندونيسيا وبنغلاديش والباكستان والهند، فلا
يمكننا اذا ان نساوي بين الاسلام والعروبة، ومن ناحية اخرى لا يمكننا ان نساوي بين العروبة والاسلام، لان هناك
عددا لا يستهان به من المسيحيين العر ب. وعندما نقول "عرب" في مصطلحنا، فهم من ينطقون باللغة العربية، وان
المسيحيين العرب سبقوا المسلمين العرب، اذ ان وجودهم يؤكد منذ القرن الرابع، فضلا من ام مذكورون في اعمال
الرسل.
فالعروبة اذا ليست تضاهي دينا من الاديان واللغة العربية ليست خاصة بالمسلم ين. يقول الدكور طه حس ين في
كتاب "مستقبل الثقافة في مصر":
"ليست اللغة العربية لغة المسلمين وحدهم، ولكنها لغة الذين يتكلموا، مهما تختلف اديا م. وما دام الاقباط
مصريين، وما دامت اللغة العربية مقوما من مقومات الوحدة المصرية والوطن المصري، فلا بد من ان يتثقف ا
الاقباط، كما يتثقف ا المسلمو ن. ولا بد من ان يتثقف ا رجال الدين من الاقباط، كما يتثقف ا رجال
الدين من المسلمين".
واني افتخر بعروبتي (مؤلف المقال الاب سيمر خليل)، وبالنصارى الذين سبقوا الدعوة الاسلامية والذين جاءوا
بعدها. ولكني افتخر ايضا بالاسلام كمقوم من مقومات الحضارة العربي ة. فلست ارفض الاسلام كاهم مقوم لحضارتنا
، العربية، ولكني لا ُأضاهي بينه وبين العروب ة. ويذكرني ذلك بما كتبه ابو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قبل سنة ٨٤٦
في "الرد على النصارى"، محاولا تعليل عطف العوام على النصارى. قال:
"وعطف قلوب دهماء العرب على النصارى اُلملك الذي كان فيهم، والقرابة التي كانت له م. ثم رأت عوامنا ان
فيها ملكا قائم ا. وان فيهم عربا كثيرة، وان بنات الروم ولدن لملوك الاسلام، وان في النصارى متكلمين واطباء
ومنجمين".
"ومما عظمهم في قلوب العوام، وحببهم الى الطغام، ان منهم ُ كتاب السلاطين، وفراشي الملوك، واطباء الاشراف ،
والعطارين، والصيارفة".
فلماذا اذن، نحن المسيحيون، نتسمى بشتى الاسماء ما عدا الاسم الوحيد الذي ينطبق علينا؟ لماذا نقول اننا
ننتمي الى الكنيسة القبطية او المارونية او الكلدانية ولا نقول الى الكنيسة العربية؟ فكل طائفة تسمي نفسها باسم سبق
الاسلام، وكأننا نحا ول ان ننسى ان الاسلام موجود، وان الدعوة الاسلامية قامت في بلادنا منذ اكثر من اربعة عشر
فرنا هجريا،
فالهدف الاول من احياء التراث العربي المسيحي هو اذن هدف اجتماع ي ثقا في. ويقوم على ابراز دور
المسيحيين في بناء الحضارة العربية ولا سيما في اهم مراحله ا. أي في العصر العباسي الاول، وفي مطلع القرن الثامن
عشر والنصف الثاني من القرن التاسع عشر (عصر النهضة).
مما سيق ينتج ثلاثة امور:
الامر الاول- ضروري تمييز الحضارة العربية عن الحضارة الاسلامية
مهما كانت صعوبة هذا التميي ز، فالحضارة العربية لست حضارة اسلامية، والا ل سميت "حضارة اسلامي ة".
كما ان الحضارة الاسلامية تتميز عن الحضارة العربية، بدليل ان المسلمين العرب قلة في الاسلا م. إن الحضارة العربية
اسلامية مسيحية يهودية، واذ نذكر اليهود، كي لا ننسى، سعيد الفيومي المفسر، وما شاء الله الفلكي، واين ياقودا
المتصوف، وابن جاب يرول الشاعر، وموسى ابن ميمون الطبيب الفيلسوف وغيرهم من اليهود العر ب. فالحضارة العربية
اذن اسلامية مسيحية يهودية، وان كان الطابع الاسلامي غالبا عليه ا، كما ان الحضارة الاسلامية عربية وغير عربية،
وان كان الطابع العربي غالبا احيانا عليه ا. وهذا ما يرفع من شأن ا لحضارة العربية، لاا انفتحت على تقاليد ومفاهيم
ومذاهب مختلفة؛ بخلاف نا ححدث بالحضارة الاوروبية التي انحصرت على حضارة دينية واحدة.
الامر الثاني – جعل المسيحيين العرب يعتزون بعروبتهم
ان ما نرمي اليه من خلال دراسة التراث العربي المسيحي، هو جعل المسيحيين يعتز ون بعروبتهم ويفتخرون
بتراثهم العر بي. وقد يساعدهم على ذلك اكتشاف دورهم في بناء تلك الحضارة العربية، لا سيما في اهم مراحله ا: في
العصر العباسي الاول ببغداد، وفي مطلع القرن الثامن عشر بحلب، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بلبنان
ومصر. آليس اول من رفع شعار العروبة في القرن الماضي، ردا على الترعة التركية والسيطرة العثمانية، نصارى لبنان ؟
١٩٠٦ ) مناديا: - الم يكن اول صوت دوى في ارجاء الوطن العربي صوت الشيخ ابراهيم اليازجي ( ١٨٤٧
تنبهوا واستفيقوا ايها العرب
فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
"الله اكبر! ما هذا المنام؟ فقد
شكاكم المهد واشتاقتكم الترب!
…بالله يا قومنا، هبوا لشأنكم
فكم تناديكم الاشعار والخطب
ألستم من سطوا في الارض، واقتحموا
شرقا وغربا، وعزوا اينما ذهبوا
وتلك القصيدة الشهيرة التي انشدها في اوائل سنة ١٨٦٨ ، ولم يبلغ ٢١ سنة، انشدها في الجمعية السورية:
سلام ايها العرب الكرام وجاد ربوع فكركم الغمام
[... ] ونحن أولو المأثر من قديم وان جحدت مآثرنا اللئام".
اجل! ان هناك من يحتكر لفظ العروبة، من المسلم ين. فهل يحق للمسيحي رفض هذا اللفظ، بسبب جه ل
البعض او تع صبهم؟ كيف نستطيع ان نرفض ماضينا وحاضرنا، وان ننكر كياننا وحقيقتنا؟
الامر الثالث- تكامل المسلمين والمسيحيين في بناء الحضارة العربية
كل مجتمع بشري ناهض يقوم على مقوم ين: التأصل والتفت ح. فالتأصل يضمن استمرارية هذا اتمع، ويحافظ
عليه خالصا من الانحراف والضياع الذا تي. والتفتح يضمن له التجدد المستمر والصلة بالعالم الخارج ي. وامع الناهض
هو الذي يجد الاتزان بين هاتين الترعتين، دون ان يضحي بواحدة منهم ا. وهو ما حدث في العصر العباسي الاول، وفي
عصر النهضة الحديثة في اية القرن التاسع عشر.
ويبدو لي، من خلال دراستي التاريخ العربي، ان للنصارى والمسلمين دورين متكاملين في بناء هذا اتمع
المرموق. فعلى النصارى ان يضمنوا عامل التفتح على الحضارات الاخرى، كما فعلوا ايام العباسيين بالنسبة للحضارة
اليونانية، وكما فعلوا في القرنين السابع والثامن عشر اذ اطل عوا الغرب على حضارة الشرق (العربية والسريانية،
الاسلامية والمسيحي ة)، وكما فعلوا في اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين بالنسبة للحضارة الاوروبية،
وكما يفعلون اليوم (لا سيما في لبنا ن) بالنسبة لعالمنا المعاص ر. وعلى المسلمين ان يضمنوا عامل التأصل والحفاظ على
الطابع العربي الاصيل، كما فعل ا ُلمصلِحون والسلفيون دائم ا. ومن البديهي ان هذه المسؤولية جماعية لا فردية، أي اا
"فرض كفاية" لا "فرض عين"، بمعنى اا تترك لكل فرد مطلق الحرية لاتباع ما يناسبه من التيارين.
وهناك شرط اساسي لنجاح هذا التكامل والتفاعل، وهو ان يتفتح كل واحد من الطرفين على نزعة الطرف
الاخر. فمن نادى بالتفتح، وانكر التأصل في العروبة، ضر ولم يأت بشي ء. ومن نادى بالتأصل، وانكر ضرورة التفتح
على الحضارات الاخرى، ضر ولم يفد. وكلاهما من المتحيزين المتعصبين، اعاذنا الله من شرهما.
فلو فهم كل من الم سلمين والمسيحيين دوره الخاص، واحترم الموقف الآخر المكمل له، لتوصلنا الى ذلك اتمع
العربي المنشود، مجتمع متأصل في تربته، متفتح على كل حسن من اين ات ى. كما قال "فيلسوف العر ب" ابو يوسف
٨٧٣ ): "ينبغي انا ان لا نستحي من استحسان الحق واقتنا ء الحق من اين اتى، وان اتى - يعقوب الكندي (نحو ٧٩٦
من الاجناس القاصية عنا والمباينة لنا"
الهدف الثاني: القيام بنهضة دينية
اسهم المسيحيون العرب دوما في كل ضة اسهاما بالغا.
ونحن اليوم، في كنائسنا، بحاجة ماسة الى القيام بنهضة فكرية وروحي ة. وهذه النهضة لا تتم الا بالانفتاح على
مطالب عصرنا من ناحية، وبالعودة الى اصولنا وجذورنا الثقافية القديمة (اليونانية والسريانية والقبطية والارمني ة…)،
والعربية المسيحية من ناحية اخر ى. وفي الواقع اننا منفتحون على عالمنا المعاصر نسبيا، وعلى الثقافات القديمة الى حد
ما، غير اننا لم نكتشف بعد ثقافتنا وتر اثنا العربي المسيح ي. فهو الاهم لانه الاوسع والاقرب الينا ومن شأنه ان يغذينا
اليوم ويحيينا.
اجل لقد قمنا بنهضة اعلى في الشرق العربي بالعودة الى التراث السرياني والقبطي واليوناني، وهذا لا بد منه،
الا ان التراث العربي ما زال مجهولا، وكأننا نحاول ان نقفز فوق ا لفكر العربي لنصل الى الفكر السرياني او القبطي او
اليوناني، وكأننا نحاول ان نتجاهل الاسلام والحضارة الاسلامية لننسى مشاكلنا اليومية، الا ان هذا التجاهل يفقدنا
شخصيتنا. واهمالنا هذا لتراثنا العربي المسيحي (ولتراثنا العربي اجما لا) هو في غاية الخطور ة. ونتيجته ان المسيحي العربي
اصبح غريبا في بلده ووطنه. فمعاهدنا اللاهوتية تد رس لاهوتا غربيا نشأ وترعرع في بيئة بعيدة عن بيئتنا. لا بل غالبا ما
ي درس هذا اللاهوت بلغة اجنبية، كأن اللغة العربية غير صالحة للتعبير عن المفاهيم اللاهوتية المسيحية، في حين اا اعرق
من اللغ ات الاوروبية في هذا اا ل. كما ان رهباننا وراهباتنا يتكونون روحيا في كتب اجنبية وكأن تراثنا العربي خال
من المؤلفات الروحية النسكية والرهباني ة. فنحن إزاء عملية اغتراب فكري حق ة. فنحن ازاء عملية اغترا ب. لماذا ننظر
دائما الى الغرب عندما نحتاج الى ما يخص فكرنا وتفكرينا المسيحي؟ سبب ذلك بسيط، لأننا انقطعنا عن تراثنا فظننا ان
ليس لنا تراث.
ان العودة الى تراثنا العربي المسيحي لبعثه واحيائه سوف يربط الطوائف المسيحية بعضها ببعض ويعيدها الى
الاصل المشتر ك. فالفكر المسيحي في شرقنا اليوم مشتت ومبعثر، في حين أننا بأمس حا جة الى جمع شملنا. نحن في حاجة
اليوم الى تفكير لاهوتي عربي، كما يحتاج العالم الى تفكير لاهوتي افريقي، وتفكير لاهوتي لامريكا اللاتينية. ويا حبذا لو
تسهم جميع الطوائف في احياء التراث العربي المسيحي المشترك، وفي اغناء هذا التراث العربي بترجمة ما لم يترجم من
التراثات القديمة (اليونانية والسريانية والارمنية والقبطي ة). اا لعملية تطول وتصع ب. لذلك لا بد من مباشرة العمل
سريعا، اذ ان مستقبل المسيحية العربية في ايدينا.
رد: التراث العربي المسيحي القديم
الأربعاء نوفمبر 04, 2009 4:01 pm
الفصل السابع
مصادر لدراسة تاريخ الادب العربي المسيحي
(٣٣٢ - (مقال للاب يوسف نصرالله "تاريخ الادب العربي المسيحي" (المسرة ١٩٧٦ ص. ٣١٩
(tebayan com (من مقال "راهب يسوعي يشكو ضعف العلوم المشرقية" الصفحة الالكترونية
.(٩٤٨- (مقال للمطران ناوفيطوس ادلبي، "الكتاب العرب المسيحيون وعلم اللاهوت.." مجلة المسرة، ١٩٧٩ ، ص. ٩٣٥
(من محاضرة للاب سمير خليل اليسوعي، في المعهد الاكليريكي الاورشليمي بيت جالا)
على مثال كل فترات الادب العربي المسيحي، يبقى من الصعب معرفة الاعمال التي ُ كتبت وُألفت في
الفترة التي تمتد من القرن الثامن وحتى الثاني عشر. هذه الصعوبة ناتجة عن قلة المصادر التي بحوزتنا سواء القديمة
ام الحديثة.
١- المصادر القديمة وهي مصادر معظمها اسلامية
خلال القرن العاشر، ظهر في الأدب العربي باب جديد هو باب الطبقا ت. وفيه يصنف الادباء والعلماء
والناون بحسب مشاهم مع تعداد مؤلفا م. ومن ا ج ّ ل الكتب نفعا في هذا اال، واشدها لزوما لكل من
يرغب في معرفة الحركة الادبية في الشرق العربي، والاطلاع على من اشتهر من الادباء والعلماء حتى القرن
٩٨٧ ) وتاريخ الحكماء لابن القفطي ( ١٢٤٨ ) وعيون / الثالث عشر، كتاب الفهرس ت لابن النديم ( ٨
الانبياء في طبقات الاطباء لابن ابي اصيبعة (ت ١٢٩٩٧ * ووفيات الاعيان لابن خلكان (ت ١٢٨٢ ) وارشاد
الآريب الى معرفة الادي ب لياقوت الحموي (ت ١٢٢٩ )… يضاف اليها الضوء اللامع في اعيان القرن التاسع
١٩٣٦ ). والكواكب السائرة في -١٩٣٤/١٣٥٥- ١٢ ج، القاهرة ١٣٠٣ ، عشر للسخاوي (ت ١٤٩٧
، اعيان المئة العاشر ة لنجم الدين الغزي (طبعة جبرائيل جبور، في منشورات الجامعة الاميركية في بيروت، ج ١
١٩٤٩ )، خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عش ر لمحمد اُلمحيي (ت ١٦٩٩ ، القاهرة، ، ١٩٤٥ ، ج ٢
(١٨٨٣/ ١٢٨٩ ه )، مسلك ال درر في اعيان القرن الث اني عش ر لمحمد اُلم رادي ( ٤ ج، القاهرة، ١٣٠١
وغيرها من المؤلفات.
ولم يظهر شيء من مثل ذلك بالنسبة الى الكتاب المسيحي ين. وعلى كون المؤلفات الثلاثة الاولى اتت
على ذكر اطباء وفلاسفة وعلماء الا ان الأدب يضم نواحي اخرى ُأغفلت اغفالا تاما.
وبالنسبة الى كتاب السريانية فإن فهرس عبد يشو ع لجزيل الفائد ة. ولكن من دواعي الاس ف ا ن ليس
له مثيل في العربية.
لا جرم ان الطبيب النسطوري عبيدالله بن جبرائيل بختيشوع (ت ١٠٥٨ ) في كتابه مناقب الاطبا ء،
والملكي ابن المطران الدمشقي (ت ١١٩١ ) في كتاب الاطباء وروضة الالبا ء بجزئين، قد جمعا تراجم الاطبا ء.
بيد ان المؤلفين على ما يعودان به من نفع، يقتصران على باب واحد، وان كان الاطباء غالب الاحيان فلاسفة
وكتابا في شؤون ديني ة. ومهما يكن من أمر فاننا لا ندري هل الكتابان موجودان ام مفقودان، لان مخطوطاما
كانت في مجموعات حلبية تبعثرت.
ان الفهارس الوحيدة للكتاب المسيحيين بالعربية هي التي وضعها مؤلفان قبطيا ن: فالمؤتمن ابو اسحق
ابراهيم ابن العسال، يذكر اسماء ومؤلفات آباء الكنيسة والكتاب الملكيين والنساطرة واليعاقبة في موسوعته
اللاهوتية مجموع اصول الديم ومسموع محصول اليقين. أما شمس الرياسة ابو البركات فله قائمة اشمل واكمل،
يبسط فيها اسماء الكتاب بخلاف ابن العسال الذي يقتصر على ذكر من استقى منه الحجج في الدفاع عن ارائ ه.
وهي تؤلف الفصل السابع من كتابه مصباح الظلمة وايضاح الخدم ة. وهذان الفهرسان، على اقتضاما
ونقصهما، جزيلا الفائدة والجدوى.
ولا يسعنا الا ابدا ء الاسف الشديد لفقدان كت اب الاصول لكاتب مجهول من القرن الثالث عشر، اورد
فيه اسماء الكتاب المسيحيين وعدد مؤلفا م. وقد اتى بولس سباط على ذكر مخطوط لهذا الكتاب من القرن
٢٤٢٩ ). ولكن بلغنا، ويا للآسف، ان تلك ، نفسه محفوظ في مكتبة ورثة رزق الله باسيل في حلب (الفهرس ٣
المكتبة قد تبعثرت بعد ذلك وبيعت محتوياا كورق للرزم.
ولعل المصير السىء نفسه قد أصاب كتابين آخريين وهما اخبار الفلاسف ة الذي ينطوي على تراجم
للفلاسفة منقولة عن السريانية، وكان منه نسخة تعود الى القرن الثالث عشر، في مجموعة بخاش (الفهرس رقم
٢٤٣٠ ). ورسالة في اسماء الآباء والمصنف ين للراهب جرير التكريتي، وهي تحتوي دراسة موجزة عن آباء
.( الكنيسة وكتاا، وكانت النسخة الاصلية منها تعود الى سنة ١٤٨٢ (الفهرس، رقم ٢٥٥٧
ولا بد من الانتقال الى القرن الثامن عشر لايجاد مساهمة ضئيلة في تاريخ الادب المسيحي باللغة الع ربية،
قام ا البطريرك الملكي الانطاكي مكاريوس الثالث زعيم (ت ١٦٧٢ م). كان هذا الحبر الجليل الجوالة
يصطحب في رحلاته مصنفات يونانية وعربية. وكان حيثما حل، في الاديار والدور الاسقفية يطالع المخطوطات
المحفوظة ويدون منها ما شاء، ثم يعمد هو او ابنه الشماس بولس الذي يماثله في شغفه بالمطالعة، الى جمع حصيلة
قراءاما في مجلدا ت. وهكذا خلفا لنا منوعات عد ة. ولو هيمن على ذلك العمل روح نقدي وعلمي لكان لنا
منه مجموعة ذات شأن كبير.
والمثال على ذلك مخطوط المتحف البريطاني العربي المسيحي رقم ٢٨ : فهو يبدأ بين الصحيفتين ٦ق -
٥٦ و بكتاب لمكاريوس بعنوا ن: تراجم القديسين الذين هم من بلادن ا. ويحوي الفصل الرابع منه تعدادا
للقديسين من البطريركية الان طاكية الذين عاشوا بعد امع ا لمسكوني السادس ( ٦٨٠ )… ومن الصحيفة ٦٠ ق
حتى ٦٤ ق قائمة بكتاب يونانيين معروفين بالشأن الدفاعي مصنفين بحسب الحر وف الهجائي ة. ومن الصحيفة
٦٦ و - ٦٨ لائحة بالعلماء الذين علقوا على كتاب الرؤيا.
وفي مقدمة كتابه النحلة يتوسع مكاريوس في الكلام على استعمال المسيحيين للغة العربية ويعدد بعض
الكتاب الملكي ين. وبذكر حبيب زيات لمكاريوس مقالة تقع في ١٩ صفحة حول اسماء واخبار الآبا ء معلمي
الكنيسة والمرتلين وهم واحد واربعون. ونخشى ان تكون هذه المقالة قد ُفقدت.
ان سير كتاب القرن الثامن عشر ومؤلفام معروفة لدينا نسبيا من خلال المصادر التاريخية التي تحدثنا
عنهم. فالفصل السادس من حوض الجداول التاريخية في طائفة الروم الكاثوليكية للمطران غريغوريوس عطا (ت
١٨٩٩ ) على سبيل المثال يضم جدولا بالكتاب الذين اشتهروا من ابناء تلك الطائفة في القرون الاخير ة. وكتابه
الآخر مختصر تاريخ طايفة الروم الملكيين الكاثوليكيين يحوي في هذا اال معلومات وفبرة.
فالمستندات اذن معدومة خصوصا بالنسبة الى العهود الس ابقة. ولذلك اضطر الباحثون الى اللجوء الى
المصنفات التي تبحث في التاريخ السياسي والديني للطوائف الشرقية، والى البيئة الانسانية والادبية والجغرافية التي
تضطرب فيها تلك الطوائف وتتطور وتنمو، او تتصل ا على وجه من الوجو ه. ولا بد للحصول على تفاصيل
من حياة كاتب وانتاجه واثره من التغلغل في مطاوي تاريخ الشرق وسراديبه.
لا جرم ان مؤلفات الكتاب هي الدليل الافضل في هذا السبي ل. اذ ليس من خطة اجدى، للراغب في
رسم ملامح أدب من الآداب، من الاتصال اتصالا وثيقا بالآثار التي يتحدث عنه ا. وذلك يقتضي فريقا من
الباحثين سنوات طوي لة من الجهد، ويتجاوز امكانات الفرد المحدود ة. يبقى في غالب الاحيان اللجوء الى دلائل
المخطوطات. الا ان هذه، ويا للآسف! لا تحتوي بالضرورة تحليلات مفصلة وبعضها كتابة عن لوائح لا غير.
٢) المصادر الحديثة
كانت الابحاث باللغة الالمانية سباقة في التعريف بالادب ال عربي المسيحي وتناولت اول ما تناولت الادب
الذي ظهر في اسبانيا.
ولا مراء في ان صاحب الفضل الاكبر في هذا اال هو الدكتور جورج غراف. فقد نشر منذ سنة
١٩٠٥ خلاصة باسم الادب المسيحي العر بي. ثم عكف على اعداد العدة لمؤلف مستفيض جامع يدور حول
هذا الادب الذي وقف حي اته على التنقيب عنه والتعريف ب ه. فاسفر جهده الدائب عن كتاب ضخم يقع في
اربعة اجزاء كبيرة هو تاريخ الادب المسيحي العربي ، وقد نشر في مجموعة مكتبة الفاتيكان المعروفة باسم :
٦٢٢ ص.)، والثاني الكتاب حتى منتصف الق رن +٤٦ / دروس وشهو د. فالجزء الاول يضم التراجم ( ١٩٤٤
٥١٢ ص.)، والثالث الكتاب الملكيين والموارنة من منتصف القرن الخامس عشر +٣١ ، الخامس عشر ( ١٩٤٧
٥٢٥ ص.)، والرابع الكتاب السريان والارمن والاقباط، وأدب الرسالة، +٣٣ ، حتى اية التاسع عشر ( ١٩٤٩
٣٤٢ ص.)، ثم أضيف جزء خامس +٣٦ ، من منتصف القرن الخامس عشر حتى اية التاسع عشر ( ١٩٥١
١٩٦ ص). ، يحوي فهارس جامعة مفيدة ( ١٩٥٣
الاب جورج غراف
ومع غراف لا بد م ذكر باح ثين آخ رين يرتبط اسماهما بكل دراسة تتن اول الادبين العربي والسرياني،
وهما: ز. بروكلمان و أ. بومشتارك، اللذان خصا الادب المسيحي العربي بصفحات تبين بعض جوانيه.
ويعتبر الاب لويس شيخ و رائدا في هذا اا ل. فمن العام ١٨٨٠ حتى موته العام ١٩٢٩ ، كان مديرا
للمكتبة الشرقية الملتصقة بالكلية الشرقية التي تأسست العام ١٩٠٢ (والتي اصبحت العام ١٩٣٦ معهد الاداب
الشرقية). ضمن هذه المكتبة الكتب والات واموعات العربية والمشرقي ة. واستطاع ان الحصول دوما على
مخطوطات عربية (وسريانية) تم اختيارها بعناية وقد فهرسها بنفسه في جداول تقصيلي ة. ومنذ ظهور مجلة
المشرق، سنة ١٨٩٨ ، نشر فيها الاب لويس شيخو اليسوع ي مقالات كثيرة تبرز ملامح الادب المسيحي العربي
وتذيع آثار اعلامه، فكان له بذلك فضل كبير، وعنه قال كراتشوفسك ي: "انه اعظم الم ّ طلعين في مجال الادب
العربي". وضع الاب شيخو مؤلفات جامعة عدة، منها النصرانية وآداا بين عرب الجاهلي ة، شعراء النصراني ة
١٩٢٦ )، الآداب العربية في القرن التاسع عش ر ( ١٩٢٤ )، تاريخ الآداب العربية في الربع الاول من القرن )
٢٠٨ ص). وهذان الكتابات الاخيران، لا يقتصران على الآدباء المسيحيين ولكنهما ، العشرين ( ١٩٢٦
، يفسحان لهم في طياما مكانا واسع ا. وله ايضا كتاب المخطوطات العربية لكتبة النصرانية (ب يروت ١٩٢٤
٢٨٦ ص). ومعظم هذه الكتب ظهر في مقالات على صفحات المشرق التي كان الاب شيخو يديرها منذ
تأسيسها.
ولا يسعنا في هذا الصدد، اغفال الخدمات الجلى التي أداها الى هذا الادب ثلاثة من البحاثة هم الاب
قسطنطين باشا، والاب بولس سباط، وحبيب زيا ت. فالاول نشر بعض المؤلفات لكتاب مسيحيين عرب ولا
سيما ابي قرة، والثاني وضع ثبتا للمخطوطات التي في مكتبته او التي وقع عليها في الخزائن الخاصة، فكان منها
مكتبة مخطوطات بولس سباط في ثلاثة اجزاء (القاهرة، ١٩٢٨ )، والفهرست في ثلاثة اجزاء كذلك
١٩٣٨٠١٩٤٠ ). اما الزيات فقد توفر عل ى اظهار تاريخ النصرانية في الشرق ولا سيما الرهباني من خلال )
المصادر الاسلامية.
وكانت بعض جوانب الادب العربي المسيحي الخاصة قد استرعت انتباه الباحثين قبيل الشروع في
الدراسات الجامعة الشامل ة. من ذلك المناظرات المسيحية الاسلامية التي توفر على دراستها مورنتس شت ينشنيدر،
و ك.ه.بيكر، و ج. غراف، وجيرار كلينغ ي. ثم ترجمات الكتاب المقدس والتفاسير، التي عالجها ج. غراف
والبيرتو فاكاري.
وفي ايامنا الحاضرة كثرت الدراسات التي تدور حول الكتاب المسيحيين باللغة العربي ة. وراحت مجموعة
علمية تفسح في اال على صفحاا لنشر مؤلفا ت ك تاب قدامى باللغات الشرقية، معتمدة بالاسلوب النقدي
الرصين. وس هلت البعثات العلمية للباحثين امر الولوج الى المكاتب مهما بعدت الشقة، كما جرى لخزانة دير
سينا، ومكنتهم من الحصول على افلام صغيرة مفيد ة. وهكذا لم تعد دراسة النصوص ذاا حكرا على بعض
المحظوظين. وتجاوز تاريخ الادب المسيحي العربي مرحلة العموميات واصبح يعتمد دراسة اهم المؤلفات في كل
عصره وفي كل فن من فنون الادب.
هناك اليوم اربع مجموعات علمية تنشر مؤلفات المسيحيين العرب وخصوصا اللاهوتيين منهم:
Graffin- التي اصدر في باريس بادارة العالمين (Patrologia Orientalis) الاولى – محموعة الآباء الشرقيين
ظهر من هذه السلسلة اكثر من ٤٠ كتاب او مجلد عربي مسيحي. ابتدأت في اوائل القرن العشرين .Nau
.(١٩٠١)
طبعت ،(Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium) الثانية – مجموعة ال ُ كتاب المسيحيين الشرقيين
بلوفان، هي ايضا ظهرت ابتداء من القرن العشرين، ظهر منها حتى الان حوالي ٣٠ مجلد عربي مع ترجمة فرنسية
وانجليزية والمانية.
التي تصدر عن معهد الاداب ا لشرقية التابع لجامعة القديس "Recherches الثالثة – سلسلة "ابحاث
يوسف في بيروت.
الرابعة: سلسلة "التراث العربي المسيحي"، التي من مؤسسها الاب سمير خليل اليسوعي.
ويعتبر الاب سمير خليل اليسوعي، اليوم، من انشط العاملين في مجال "التراث العربي المسيح ي"، بانشائه عام
الذي يقوم، من خلال هذا ،(CEDRAC) " ١٩٨٦ " مركز التراث العربي المسيحي للتوثيق والبحث والنش ر
المركز، بمجموعة من المشاريع في سبيل نشر وتعريف هذا التراث.
الاب سمير خليل اليسوعي
ينشر ثلاث "Collectanea" و "Parole de l'Orient" فبجانب المساهمة في ادارة مجلتين علميتين
سلاسل علمية:
١) سلسلة "التراث العربي المسيحي" ظهر منها حتى الان عشرون مجلدا:
١١٦ ص). ) ١- مصباح العقل، لساويروس بن المقفع، تحقيق، الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٧٨
٣٠٨ ص). +٤٣) ٢- مقالة في التوحيد، ليحيى بن عدي، تحقيق الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٨٠
٢٩٨+٥٦) ٣- ميمر في وجو د الخالق والدين القو يم، لثاوذورس ابي قرة، تحقيق الاب اغناطيوس ديك، ١٩٠٢
ص).
٤- مقالة في التثليث والتجسد وصحة المسيحي ة، لبولس البوشي، تحقيق الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٨٣
٢٧٨ ص). +٤٦)
٢٨٧+١٨) ٥- علماء النصرانية في الاسلا م، للاب لويس شيخو، تحقيق الاب كميل حشي مة اليسوعي، ١٩٨٣
ص).
٦ حواشي ابن الممحرومة على كتاب "تنقيج الابحاث للملل الثلا ث" لابن كمونة، تحقيق المطران حبيب باشا،
٢٨٤ ص). +١١٤) ١٩٨٤
٢٦٧ ص). +٣٧) ٧- سليمان الغزي، مقدمة هامة لمؤلقاته الشعرية، للمطران ثاوفيطوس ادلبي، ١٩٨٤
٤٥٩ ص ). +٩) ، ٨- سليمان الغزي، الديوان الشعري، للمطران ناوفيطوسى ادلبي، ١٩٨٦
٣٦٣ ص). + ٩- سليمان الغزي، المقالات اللاهوتية النثرية، للمطران ناوفيطوس ادلبي ( ٧
٢٧٢ ص). +٢٨) ١٠ - ميمر في اكرام الايقونات، لثاوذورس ابي قرة، تحقيق الاب غناطيوس ديك/ ١٠٨٦
٢٧٩+ ١١ - وزراء النصرانية وكتاا في الاسلا م، للاب لويس شيخو، تحقيق الاب كميل حشيمة اليسوعي ( ٣١
ص).
٥٠٠ ص). +١٤) ١٣ - مجموع قوانين غبريال بن تريك، للاب انطونيوس مينا، ١٩٩٣ /١٢
٠٣ اجزاء في ٩٢٥ صفحة) ١٦ ، احوال نصارى العراق ايام بني امية، للاب سهيل قاشا، ٢٠٠٥ /١٥/١٤
٥٧١+٣١) ١٨ / كتاب اصول الدين، ايليا الث اني، تقديم وتحقيق الاب جان-ماريا جانتسا، السالسي، ٢٠٠٥ /-١٧
ص).
٦٢٦ ص). +١٢٦) ٢٠ - اناجيل عبديشوع الصوباو ي، تحقيق وشرح وتعليق الخوري سامي خوري، ٢٠٠٧ /١٩
٢) هناك مشروع ضخم جدا، وهو تاريخ التراث العربي للمسيحيين في نحو ٢٥ مجلدا.... وهذا مش روع
اساسي لأنه عبارة عن جرد لجميع المؤلفات والمطبوعات والمخطوطات الموجودة في العالم، مع توضيح بسيط
لمضمون كل منها...
٣) مشروع اخر في ايطاليا ، حيث ك ون الاب سمير منذ عدة سنوات مجموعة من المستشرقين الذين يجيدون
اللغة العربية والدراسات الاسلامية، وهم من الشب اب، و عرض عليهم ترجمة نصوص عربية مسيحي ة. وقد صدر
حتى الان عدة كت ب. وكل كتاب عبارة عن ترجمة الى الايطالية، مع شروحات وتوضيحات، مع مقدمة وبحث
Groupo Pro شامل. والسلسة تحمل في الايطالية اسم "التراث الثقافي العربي المسيحي". تدعى هذا موعة
.Ricerca Arabo-Cristiana (GRAC)
٤) تأسيس "مركز التراث العربي المسيحي للتوثيق والبحث والنش ر". وفي هذا المركز نحو ٤٥٠٠ مخطوط
عربي مسيحي مصور بالاضافة الى مراجع وكتب الخ.
٥) مشروع تصوير للمخطوطات العربية المسيحي ة الموجودة في الشرق (مخطوطات المكتبة الشرقية، مخطوطات
جامعة البلمند للروح الارثوذكس، مكنتبة حريصا للملكيين).
٦) مشروع "فهارس المخطوطات المسيحية العربية في العالم".
الات
هناك عدة مجلات عربية نشرت وتنشر عن موضوع "التراث العربي المسيحي: نذكر منها:
- مجلة المشرق، التي تعتبر من بين المراجع الاساسية.
- الة المخلصية ومجلة النصارى، اللتين نشرتا قليلا عن هذا الموضوع.
- مجلة "صديق الكاهن ورسالة الكاهن"
- مجلة "ما بين النهرين" العراقية.
اما الات الكبرى المهمة التي كتبت في هذا اال، نذكر منها:
من المعهد الشرقي في روما. "Orientalia Christiana Periodica" -
الالمانية. "Oriens Chrisctianus" -
،"Bulletin" اما من ناحية الببلوغرافيا (او فهارس الكت ب)، فهناك مجلة ظهرت منذ عدة سنوات اسمها
وسبقتها مجلة ، "Arabes de l'Orient" جميع اعدادها موجودة في مكتبة الطنطور. وبلبنان مجل ة
في الكسليك. "Melto" وهذه الاخيرة اندمجت فيما بعد بمجلة ،"L'Orient Syrien"
مصادر لدراسة تاريخ الادب العربي المسيحي
(٣٣٢ - (مقال للاب يوسف نصرالله "تاريخ الادب العربي المسيحي" (المسرة ١٩٧٦ ص. ٣١٩
(tebayan com (من مقال "راهب يسوعي يشكو ضعف العلوم المشرقية" الصفحة الالكترونية
.(٩٤٨- (مقال للمطران ناوفيطوس ادلبي، "الكتاب العرب المسيحيون وعلم اللاهوت.." مجلة المسرة، ١٩٧٩ ، ص. ٩٣٥
(من محاضرة للاب سمير خليل اليسوعي، في المعهد الاكليريكي الاورشليمي بيت جالا)
على مثال كل فترات الادب العربي المسيحي، يبقى من الصعب معرفة الاعمال التي ُ كتبت وُألفت في
الفترة التي تمتد من القرن الثامن وحتى الثاني عشر. هذه الصعوبة ناتجة عن قلة المصادر التي بحوزتنا سواء القديمة
ام الحديثة.
١- المصادر القديمة وهي مصادر معظمها اسلامية
خلال القرن العاشر، ظهر في الأدب العربي باب جديد هو باب الطبقا ت. وفيه يصنف الادباء والعلماء
والناون بحسب مشاهم مع تعداد مؤلفا م. ومن ا ج ّ ل الكتب نفعا في هذا اال، واشدها لزوما لكل من
يرغب في معرفة الحركة الادبية في الشرق العربي، والاطلاع على من اشتهر من الادباء والعلماء حتى القرن
٩٨٧ ) وتاريخ الحكماء لابن القفطي ( ١٢٤٨ ) وعيون / الثالث عشر، كتاب الفهرس ت لابن النديم ( ٨
الانبياء في طبقات الاطباء لابن ابي اصيبعة (ت ١٢٩٩٧ * ووفيات الاعيان لابن خلكان (ت ١٢٨٢ ) وارشاد
الآريب الى معرفة الادي ب لياقوت الحموي (ت ١٢٢٩ )… يضاف اليها الضوء اللامع في اعيان القرن التاسع
١٩٣٦ ). والكواكب السائرة في -١٩٣٤/١٣٥٥- ١٢ ج، القاهرة ١٣٠٣ ، عشر للسخاوي (ت ١٤٩٧
، اعيان المئة العاشر ة لنجم الدين الغزي (طبعة جبرائيل جبور، في منشورات الجامعة الاميركية في بيروت، ج ١
١٩٤٩ )، خلاصة الاثر في اعيان القرن الحادي عش ر لمحمد اُلمحيي (ت ١٦٩٩ ، القاهرة، ، ١٩٤٥ ، ج ٢
(١٨٨٣/ ١٢٨٩ ه )، مسلك ال درر في اعيان القرن الث اني عش ر لمحمد اُلم رادي ( ٤ ج، القاهرة، ١٣٠١
وغيرها من المؤلفات.
ولم يظهر شيء من مثل ذلك بالنسبة الى الكتاب المسيحي ين. وعلى كون المؤلفات الثلاثة الاولى اتت
على ذكر اطباء وفلاسفة وعلماء الا ان الأدب يضم نواحي اخرى ُأغفلت اغفالا تاما.
وبالنسبة الى كتاب السريانية فإن فهرس عبد يشو ع لجزيل الفائد ة. ولكن من دواعي الاس ف ا ن ليس
له مثيل في العربية.
لا جرم ان الطبيب النسطوري عبيدالله بن جبرائيل بختيشوع (ت ١٠٥٨ ) في كتابه مناقب الاطبا ء،
والملكي ابن المطران الدمشقي (ت ١١٩١ ) في كتاب الاطباء وروضة الالبا ء بجزئين، قد جمعا تراجم الاطبا ء.
بيد ان المؤلفين على ما يعودان به من نفع، يقتصران على باب واحد، وان كان الاطباء غالب الاحيان فلاسفة
وكتابا في شؤون ديني ة. ومهما يكن من أمر فاننا لا ندري هل الكتابان موجودان ام مفقودان، لان مخطوطاما
كانت في مجموعات حلبية تبعثرت.
ان الفهارس الوحيدة للكتاب المسيحيين بالعربية هي التي وضعها مؤلفان قبطيا ن: فالمؤتمن ابو اسحق
ابراهيم ابن العسال، يذكر اسماء ومؤلفات آباء الكنيسة والكتاب الملكيين والنساطرة واليعاقبة في موسوعته
اللاهوتية مجموع اصول الديم ومسموع محصول اليقين. أما شمس الرياسة ابو البركات فله قائمة اشمل واكمل،
يبسط فيها اسماء الكتاب بخلاف ابن العسال الذي يقتصر على ذكر من استقى منه الحجج في الدفاع عن ارائ ه.
وهي تؤلف الفصل السابع من كتابه مصباح الظلمة وايضاح الخدم ة. وهذان الفهرسان، على اقتضاما
ونقصهما، جزيلا الفائدة والجدوى.
ولا يسعنا الا ابدا ء الاسف الشديد لفقدان كت اب الاصول لكاتب مجهول من القرن الثالث عشر، اورد
فيه اسماء الكتاب المسيحيين وعدد مؤلفا م. وقد اتى بولس سباط على ذكر مخطوط لهذا الكتاب من القرن
٢٤٢٩ ). ولكن بلغنا، ويا للآسف، ان تلك ، نفسه محفوظ في مكتبة ورثة رزق الله باسيل في حلب (الفهرس ٣
المكتبة قد تبعثرت بعد ذلك وبيعت محتوياا كورق للرزم.
ولعل المصير السىء نفسه قد أصاب كتابين آخريين وهما اخبار الفلاسف ة الذي ينطوي على تراجم
للفلاسفة منقولة عن السريانية، وكان منه نسخة تعود الى القرن الثالث عشر، في مجموعة بخاش (الفهرس رقم
٢٤٣٠ ). ورسالة في اسماء الآباء والمصنف ين للراهب جرير التكريتي، وهي تحتوي دراسة موجزة عن آباء
.( الكنيسة وكتاا، وكانت النسخة الاصلية منها تعود الى سنة ١٤٨٢ (الفهرس، رقم ٢٥٥٧
ولا بد من الانتقال الى القرن الثامن عشر لايجاد مساهمة ضئيلة في تاريخ الادب المسيحي باللغة الع ربية،
قام ا البطريرك الملكي الانطاكي مكاريوس الثالث زعيم (ت ١٦٧٢ م). كان هذا الحبر الجليل الجوالة
يصطحب في رحلاته مصنفات يونانية وعربية. وكان حيثما حل، في الاديار والدور الاسقفية يطالع المخطوطات
المحفوظة ويدون منها ما شاء، ثم يعمد هو او ابنه الشماس بولس الذي يماثله في شغفه بالمطالعة، الى جمع حصيلة
قراءاما في مجلدا ت. وهكذا خلفا لنا منوعات عد ة. ولو هيمن على ذلك العمل روح نقدي وعلمي لكان لنا
منه مجموعة ذات شأن كبير.
والمثال على ذلك مخطوط المتحف البريطاني العربي المسيحي رقم ٢٨ : فهو يبدأ بين الصحيفتين ٦ق -
٥٦ و بكتاب لمكاريوس بعنوا ن: تراجم القديسين الذين هم من بلادن ا. ويحوي الفصل الرابع منه تعدادا
للقديسين من البطريركية الان طاكية الذين عاشوا بعد امع ا لمسكوني السادس ( ٦٨٠ )… ومن الصحيفة ٦٠ ق
حتى ٦٤ ق قائمة بكتاب يونانيين معروفين بالشأن الدفاعي مصنفين بحسب الحر وف الهجائي ة. ومن الصحيفة
٦٦ و - ٦٨ لائحة بالعلماء الذين علقوا على كتاب الرؤيا.
وفي مقدمة كتابه النحلة يتوسع مكاريوس في الكلام على استعمال المسيحيين للغة العربية ويعدد بعض
الكتاب الملكي ين. وبذكر حبيب زيات لمكاريوس مقالة تقع في ١٩ صفحة حول اسماء واخبار الآبا ء معلمي
الكنيسة والمرتلين وهم واحد واربعون. ونخشى ان تكون هذه المقالة قد ُفقدت.
ان سير كتاب القرن الثامن عشر ومؤلفام معروفة لدينا نسبيا من خلال المصادر التاريخية التي تحدثنا
عنهم. فالفصل السادس من حوض الجداول التاريخية في طائفة الروم الكاثوليكية للمطران غريغوريوس عطا (ت
١٨٩٩ ) على سبيل المثال يضم جدولا بالكتاب الذين اشتهروا من ابناء تلك الطائفة في القرون الاخير ة. وكتابه
الآخر مختصر تاريخ طايفة الروم الملكيين الكاثوليكيين يحوي في هذا اال معلومات وفبرة.
فالمستندات اذن معدومة خصوصا بالنسبة الى العهود الس ابقة. ولذلك اضطر الباحثون الى اللجوء الى
المصنفات التي تبحث في التاريخ السياسي والديني للطوائف الشرقية، والى البيئة الانسانية والادبية والجغرافية التي
تضطرب فيها تلك الطوائف وتتطور وتنمو، او تتصل ا على وجه من الوجو ه. ولا بد للحصول على تفاصيل
من حياة كاتب وانتاجه واثره من التغلغل في مطاوي تاريخ الشرق وسراديبه.
لا جرم ان مؤلفات الكتاب هي الدليل الافضل في هذا السبي ل. اذ ليس من خطة اجدى، للراغب في
رسم ملامح أدب من الآداب، من الاتصال اتصالا وثيقا بالآثار التي يتحدث عنه ا. وذلك يقتضي فريقا من
الباحثين سنوات طوي لة من الجهد، ويتجاوز امكانات الفرد المحدود ة. يبقى في غالب الاحيان اللجوء الى دلائل
المخطوطات. الا ان هذه، ويا للآسف! لا تحتوي بالضرورة تحليلات مفصلة وبعضها كتابة عن لوائح لا غير.
٢) المصادر الحديثة
كانت الابحاث باللغة الالمانية سباقة في التعريف بالادب ال عربي المسيحي وتناولت اول ما تناولت الادب
الذي ظهر في اسبانيا.
ولا مراء في ان صاحب الفضل الاكبر في هذا اال هو الدكتور جورج غراف. فقد نشر منذ سنة
١٩٠٥ خلاصة باسم الادب المسيحي العر بي. ثم عكف على اعداد العدة لمؤلف مستفيض جامع يدور حول
هذا الادب الذي وقف حي اته على التنقيب عنه والتعريف ب ه. فاسفر جهده الدائب عن كتاب ضخم يقع في
اربعة اجزاء كبيرة هو تاريخ الادب المسيحي العربي ، وقد نشر في مجموعة مكتبة الفاتيكان المعروفة باسم :
٦٢٢ ص.)، والثاني الكتاب حتى منتصف الق رن +٤٦ / دروس وشهو د. فالجزء الاول يضم التراجم ( ١٩٤٤
٥١٢ ص.)، والثالث الكتاب الملكيين والموارنة من منتصف القرن الخامس عشر +٣١ ، الخامس عشر ( ١٩٤٧
٥٢٥ ص.)، والرابع الكتاب السريان والارمن والاقباط، وأدب الرسالة، +٣٣ ، حتى اية التاسع عشر ( ١٩٤٩
٣٤٢ ص.)، ثم أضيف جزء خامس +٣٦ ، من منتصف القرن الخامس عشر حتى اية التاسع عشر ( ١٩٥١
١٩٦ ص). ، يحوي فهارس جامعة مفيدة ( ١٩٥٣
الاب جورج غراف
ومع غراف لا بد م ذكر باح ثين آخ رين يرتبط اسماهما بكل دراسة تتن اول الادبين العربي والسرياني،
وهما: ز. بروكلمان و أ. بومشتارك، اللذان خصا الادب المسيحي العربي بصفحات تبين بعض جوانيه.
ويعتبر الاب لويس شيخ و رائدا في هذا اا ل. فمن العام ١٨٨٠ حتى موته العام ١٩٢٩ ، كان مديرا
للمكتبة الشرقية الملتصقة بالكلية الشرقية التي تأسست العام ١٩٠٢ (والتي اصبحت العام ١٩٣٦ معهد الاداب
الشرقية). ضمن هذه المكتبة الكتب والات واموعات العربية والمشرقي ة. واستطاع ان الحصول دوما على
مخطوطات عربية (وسريانية) تم اختيارها بعناية وقد فهرسها بنفسه في جداول تقصيلي ة. ومنذ ظهور مجلة
المشرق، سنة ١٨٩٨ ، نشر فيها الاب لويس شيخو اليسوع ي مقالات كثيرة تبرز ملامح الادب المسيحي العربي
وتذيع آثار اعلامه، فكان له بذلك فضل كبير، وعنه قال كراتشوفسك ي: "انه اعظم الم ّ طلعين في مجال الادب
العربي". وضع الاب شيخو مؤلفات جامعة عدة، منها النصرانية وآداا بين عرب الجاهلي ة، شعراء النصراني ة
١٩٢٦ )، الآداب العربية في القرن التاسع عش ر ( ١٩٢٤ )، تاريخ الآداب العربية في الربع الاول من القرن )
٢٠٨ ص). وهذان الكتابات الاخيران، لا يقتصران على الآدباء المسيحيين ولكنهما ، العشرين ( ١٩٢٦
، يفسحان لهم في طياما مكانا واسع ا. وله ايضا كتاب المخطوطات العربية لكتبة النصرانية (ب يروت ١٩٢٤
٢٨٦ ص). ومعظم هذه الكتب ظهر في مقالات على صفحات المشرق التي كان الاب شيخو يديرها منذ
تأسيسها.
ولا يسعنا في هذا الصدد، اغفال الخدمات الجلى التي أداها الى هذا الادب ثلاثة من البحاثة هم الاب
قسطنطين باشا، والاب بولس سباط، وحبيب زيا ت. فالاول نشر بعض المؤلفات لكتاب مسيحيين عرب ولا
سيما ابي قرة، والثاني وضع ثبتا للمخطوطات التي في مكتبته او التي وقع عليها في الخزائن الخاصة، فكان منها
مكتبة مخطوطات بولس سباط في ثلاثة اجزاء (القاهرة، ١٩٢٨ )، والفهرست في ثلاثة اجزاء كذلك
١٩٣٨٠١٩٤٠ ). اما الزيات فقد توفر عل ى اظهار تاريخ النصرانية في الشرق ولا سيما الرهباني من خلال )
المصادر الاسلامية.
وكانت بعض جوانب الادب العربي المسيحي الخاصة قد استرعت انتباه الباحثين قبيل الشروع في
الدراسات الجامعة الشامل ة. من ذلك المناظرات المسيحية الاسلامية التي توفر على دراستها مورنتس شت ينشنيدر،
و ك.ه.بيكر، و ج. غراف، وجيرار كلينغ ي. ثم ترجمات الكتاب المقدس والتفاسير، التي عالجها ج. غراف
والبيرتو فاكاري.
وفي ايامنا الحاضرة كثرت الدراسات التي تدور حول الكتاب المسيحيين باللغة العربي ة. وراحت مجموعة
علمية تفسح في اال على صفحاا لنشر مؤلفا ت ك تاب قدامى باللغات الشرقية، معتمدة بالاسلوب النقدي
الرصين. وس هلت البعثات العلمية للباحثين امر الولوج الى المكاتب مهما بعدت الشقة، كما جرى لخزانة دير
سينا، ومكنتهم من الحصول على افلام صغيرة مفيد ة. وهكذا لم تعد دراسة النصوص ذاا حكرا على بعض
المحظوظين. وتجاوز تاريخ الادب المسيحي العربي مرحلة العموميات واصبح يعتمد دراسة اهم المؤلفات في كل
عصره وفي كل فن من فنون الادب.
هناك اليوم اربع مجموعات علمية تنشر مؤلفات المسيحيين العرب وخصوصا اللاهوتيين منهم:
Graffin- التي اصدر في باريس بادارة العالمين (Patrologia Orientalis) الاولى – محموعة الآباء الشرقيين
ظهر من هذه السلسلة اكثر من ٤٠ كتاب او مجلد عربي مسيحي. ابتدأت في اوائل القرن العشرين .Nau
.(١٩٠١)
طبعت ،(Corpus Scriptorum Christianorum Orientalium) الثانية – مجموعة ال ُ كتاب المسيحيين الشرقيين
بلوفان، هي ايضا ظهرت ابتداء من القرن العشرين، ظهر منها حتى الان حوالي ٣٠ مجلد عربي مع ترجمة فرنسية
وانجليزية والمانية.
التي تصدر عن معهد الاداب ا لشرقية التابع لجامعة القديس "Recherches الثالثة – سلسلة "ابحاث
يوسف في بيروت.
الرابعة: سلسلة "التراث العربي المسيحي"، التي من مؤسسها الاب سمير خليل اليسوعي.
ويعتبر الاب سمير خليل اليسوعي، اليوم، من انشط العاملين في مجال "التراث العربي المسيح ي"، بانشائه عام
الذي يقوم، من خلال هذا ،(CEDRAC) " ١٩٨٦ " مركز التراث العربي المسيحي للتوثيق والبحث والنش ر
المركز، بمجموعة من المشاريع في سبيل نشر وتعريف هذا التراث.
الاب سمير خليل اليسوعي
ينشر ثلاث "Collectanea" و "Parole de l'Orient" فبجانب المساهمة في ادارة مجلتين علميتين
سلاسل علمية:
١) سلسلة "التراث العربي المسيحي" ظهر منها حتى الان عشرون مجلدا:
١١٦ ص). ) ١- مصباح العقل، لساويروس بن المقفع، تحقيق، الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٧٨
٣٠٨ ص). +٤٣) ٢- مقالة في التوحيد، ليحيى بن عدي، تحقيق الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٨٠
٢٩٨+٥٦) ٣- ميمر في وجو د الخالق والدين القو يم، لثاوذورس ابي قرة، تحقيق الاب اغناطيوس ديك، ١٩٠٢
ص).
٤- مقالة في التثليث والتجسد وصحة المسيحي ة، لبولس البوشي، تحقيق الاب سمير خليل اليسوعي، ١٩٨٣
٢٧٨ ص). +٤٦)
٢٨٧+١٨) ٥- علماء النصرانية في الاسلا م، للاب لويس شيخو، تحقيق الاب كميل حشي مة اليسوعي، ١٩٨٣
ص).
٦ حواشي ابن الممحرومة على كتاب "تنقيج الابحاث للملل الثلا ث" لابن كمونة، تحقيق المطران حبيب باشا،
٢٨٤ ص). +١١٤) ١٩٨٤
٢٦٧ ص). +٣٧) ٧- سليمان الغزي، مقدمة هامة لمؤلقاته الشعرية، للمطران ثاوفيطوس ادلبي، ١٩٨٤
٤٥٩ ص ). +٩) ، ٨- سليمان الغزي، الديوان الشعري، للمطران ناوفيطوسى ادلبي، ١٩٨٦
٣٦٣ ص). + ٩- سليمان الغزي، المقالات اللاهوتية النثرية، للمطران ناوفيطوس ادلبي ( ٧
٢٧٢ ص). +٢٨) ١٠ - ميمر في اكرام الايقونات، لثاوذورس ابي قرة، تحقيق الاب غناطيوس ديك/ ١٠٨٦
٢٧٩+ ١١ - وزراء النصرانية وكتاا في الاسلا م، للاب لويس شيخو، تحقيق الاب كميل حشيمة اليسوعي ( ٣١
ص).
٥٠٠ ص). +١٤) ١٣ - مجموع قوانين غبريال بن تريك، للاب انطونيوس مينا، ١٩٩٣ /١٢
٠٣ اجزاء في ٩٢٥ صفحة) ١٦ ، احوال نصارى العراق ايام بني امية، للاب سهيل قاشا، ٢٠٠٥ /١٥/١٤
٥٧١+٣١) ١٨ / كتاب اصول الدين، ايليا الث اني، تقديم وتحقيق الاب جان-ماريا جانتسا، السالسي، ٢٠٠٥ /-١٧
ص).
٦٢٦ ص). +١٢٦) ٢٠ - اناجيل عبديشوع الصوباو ي، تحقيق وشرح وتعليق الخوري سامي خوري، ٢٠٠٧ /١٩
٢) هناك مشروع ضخم جدا، وهو تاريخ التراث العربي للمسيحيين في نحو ٢٥ مجلدا.... وهذا مش روع
اساسي لأنه عبارة عن جرد لجميع المؤلفات والمطبوعات والمخطوطات الموجودة في العالم، مع توضيح بسيط
لمضمون كل منها...
٣) مشروع اخر في ايطاليا ، حيث ك ون الاب سمير منذ عدة سنوات مجموعة من المستشرقين الذين يجيدون
اللغة العربية والدراسات الاسلامية، وهم من الشب اب، و عرض عليهم ترجمة نصوص عربية مسيحي ة. وقد صدر
حتى الان عدة كت ب. وكل كتاب عبارة عن ترجمة الى الايطالية، مع شروحات وتوضيحات، مع مقدمة وبحث
Groupo Pro شامل. والسلسة تحمل في الايطالية اسم "التراث الثقافي العربي المسيحي". تدعى هذا موعة
.Ricerca Arabo-Cristiana (GRAC)
٤) تأسيس "مركز التراث العربي المسيحي للتوثيق والبحث والنش ر". وفي هذا المركز نحو ٤٥٠٠ مخطوط
عربي مسيحي مصور بالاضافة الى مراجع وكتب الخ.
٥) مشروع تصوير للمخطوطات العربية المسيحي ة الموجودة في الشرق (مخطوطات المكتبة الشرقية، مخطوطات
جامعة البلمند للروح الارثوذكس، مكنتبة حريصا للملكيين).
٦) مشروع "فهارس المخطوطات المسيحية العربية في العالم".
الات
هناك عدة مجلات عربية نشرت وتنشر عن موضوع "التراث العربي المسيحي: نذكر منها:
- مجلة المشرق، التي تعتبر من بين المراجع الاساسية.
- الة المخلصية ومجلة النصارى، اللتين نشرتا قليلا عن هذا الموضوع.
- مجلة "صديق الكاهن ورسالة الكاهن"
- مجلة "ما بين النهرين" العراقية.
اما الات الكبرى المهمة التي كتبت في هذا اال، نذكر منها:
من المعهد الشرقي في روما. "Orientalia Christiana Periodica" -
الالمانية. "Oriens Chrisctianus" -
،"Bulletin" اما من ناحية الببلوغرافيا (او فهارس الكت ب)، فهناك مجلة ظهرت منذ عدة سنوات اسمها
وسبقتها مجلة ، "Arabes de l'Orient" جميع اعدادها موجودة في مكتبة الطنطور. وبلبنان مجل ة
في الكسليك. "Melto" وهذه الاخيرة اندمجت فيما بعد بمجلة ،"L'Orient Syrien"
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى