رأس السنة والتقاليد القديمة ( 2 )

المصريون في عهد الفراعنة, فقد جعلوا الاحتفال برأس سنتهم يوم يفيض النيل , ولفيضان النيل عندهم من أهمية لخصب أرضيهم  ورضى الألهة عليهم , فكان الملك والأعيان وعامة الشعب يحضرون الاحتفال , فيقدم كاهنهم الأعظم عند الفجر قرباناً لايزيس , أحدى اَلهتهم , وكانوا يخرجون عند شروق الشمس وفي مقدمتهم ستة عشر كاهناً يحملون أنية مقدسة ويطوفون بها في المدينة , في كومب كبير , فيرقص
الحاضرون وينشدون , وكانوا يواصلون هذه الاحتفالات حتى اكتمال القمر فيأكلون عندئذ التين والعسل  وهم يهتفون : ما أحلى الحق .
ـــ وأما الفرس فقد سموا اىحتفال بعيد رأس السنة " النيروز " ومعناه : " اليوم الجديد "
ـــ وأما الرومان فكانوا يُعيِّدون رأس سنتهم بالولائم والأفراح , واعتاد الأعيان منهم أن يقدموا لزعمائهم في روما , الهدايا وأغصان السنديان  والغار والزيتون , يقطعونها من غابة مكرسة لعبادة الإله سترنة أعتقاداً منهم أن من يتقبل الهدايا يحصل على البركة . ومع الأيام
تحول اسم سترنة الى "بسترنة " كما هو عليه الحال اليوم , وأطلق هذا الاسم عند الرومان, على كل هدية من هدايا رأس السنة وأما الهدايا
فكانت عادة من الحلوى والمصابيح والملابس والحلي والمجوهرات  والنقود . وصارت أخيراً صفائح يكتبون عليها عبارات التهاني , فكان
ذلك المصدر الأول للبطقات البريدية التي ما زلنا نتبدل بها التهاني في الأعياد والمناسبات .