- aziz sabbahعضو VIP
كليمان أسقف الإسكندريّة ــ4ــ
السبت يونيو 29, 2013 5:50 pm
فيكتاب أوّل , دعا كليمان الوثنيّين إلى المسيح . هذا إذا أرادوا الحياة والخلود . وفي كتاب ثانٍ , دعاهم لكي يتعرّفوا إلى " المعلّم " الذي لا معلِّم بعده . فالذين تبعوا نصيحة كليمان وانضمّوا إلى المسيح , يستطيعون أن يقرأوا هذا المؤلّف الذي ينطلق من تعاليم اليونان الفاسفيّة ويغنيها بنصوص من العهدين القديم والجديد . ففي النهاية مدعوّون لنكون أبناء الله . وهؤلاء " الأبناء ز" ليسوا من طبقة دنيا , لأنّهم لم يجدوالهم طريقاً أخرى. هم العارفون . هم المتيقّظون . نالوا الفداء ووُلدوا بالمعموديّة . قال كليمان : "حين أعتمدنا استنرنا , وحين استنرنا صرنا أبناء . وإذا صرنا أبناء تثبّبنا في الكمال . وحين صرنا كاملين , صرنا خالدين . " فالكلمة الإلهيّ يرفع أبناء الله داياً إيّاهم إلى المحبّة .بعد ذلك ,وصل كليمان إلى الخلقيّات في كل مجالات الحياة : الطعام , الشراب , اللباس , أثاث البيت , الراحة واللذّة والعطور ...هو لا يطلب من المؤمنين أن يتركوا العلوم , أن يحرموا نفوسهم من رفاهيّة ... ما يشدّد عليه هو موقف النفس : يحافظ المسيحيّ على قلب حرّ ومحرّر من خيرات العالم بحيث لا يتعلّق بشبء . عندئذٍ , هو يهرب من محيطه يدعونا أن نشهد له جين . لا ينعزل " معارة " , بل هو يجعل الروح المسيحيّة تتغلغل في حضارة المدينة . المسيحيّ لا يترك العالم يسيطر عليه لأنه ليس من العالم , بل هو من يدفع العالم بروح المسيح . هذا قليل من كثير ممّا تركه لنا هذا الأسقف والمعلّم . وهو يدعونا لأن نعترف بالمسيح , بحياتنا وأعمالنا . كما يدعونا أن نشهد له حين نعلن إنجيلنا وما يقدّم للعالم من تعاليم سامية وقيم رفيعة . {المنسيور بولس الفغالي }
عن السلام والخير
عن السلام والخير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى