كليمان أسقف الإسكندريَّة ــ3 ــ

أمّا كليمان , فتسلّح بعلم دنيويّ , خصوصاً في أثينة . كما تسلّح بدراسة معمّقة للأسفار المقدّسة في أشهر المدارس المسيحيّة في القرون الأولى للمسيحيّة . فقدّم أوّل كتبه : إرشاد إلى اليونانيّين . حثّهم على الاهتداء إلى الدين المسيحيّ , وبيّن ما في هذا الدين الجديد من غنى , هوما خاف , والمسيحيُن أقلّيّة في خضمّ العالم . الكثرة لا تعني أنّها على حقٍّ لأنّها أكثريّة . هم يسيرون بحسب العادة . ولا يفكرون كثيراً .وخصوصاً يسيرون كما يقول لهم " الرئيس " . والويل لمن يعصي أوامره . توخّى كليكان أن يبرهن لمابدي الآلهة الوثنيّة أ، ما يفعلون هو جهالة وبلادة وبيّن أنّ معتقدات الوثنيّين لا تليق بأشخاص يحترمون نفوسهم . ما معنى تقبيل رحل الصنم وخصوصاً إذا مثّل أحد الأياطرة مثل نيرون مثلاً أو ديوكليسيان . أمّا الديانات التيتتمُ في الخفية وفي العتمة , فهي شرور مخبّأة تحت قناع . أمّا الديانة الحقيقيّة ديانة الوغس , الكلمة الإلهيّ , فقد أعلن عنها الأنبياء وتمت في شخص يسوع المسيح . وهذا اللوغس , هذا الكلمة الإلهيّ, فهو يعدُ بحياة تملأ الانتظار البشريّ أعظم سعادة وأعظم فرح . فهي تمنحنا الفداء وعدم الموت . قال : أنا معجّل بأن أراك تخلص . والمسيح يريد ذلك . بكلمة واحدة يمنحك  الحاة  . وما هي هذه الكلمة ؟ تعلّمْها في بعض أقوال : كلمة الحقيقة , كلمة اللافساد , يلد الإنسان , يرفعه إلى الجقيقة , إلى قمّة اخلاص . وهو يطرد الفساد وينفي الموت . وهو يبني هيكلاً في كلّ إنسان لكي يقيم الله في مل إنسان .
 {المنسنيور بولس الفغالي } عن السلام والخير