تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - ماهيّة الحقيقة.
الأحد يوليو 18, 2010 11:48 pm
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - ماهيّة الحقيقة.
عرّف القديس توما الأكويني كما هو معلوم الحقيقة بأنها تطابق الفكر مع الواقع... فإدراك الحقيقة عملية تجعل الإنسان ينسجم مع الوجود... إنه اتّحاد الـ"أنا" والعالم، إنه حالة تناغم، أي أن تحلّ علينا النعمة وتنقّينا. وبقدر ما يطلق الإنسان العنان لنفسه لكي توجهه الحقيقة وتنقّيه، بقدر ما يجد سبيله، ليس فقط إلى ذاته الحقيقية بل أيضاً إلى ذات الإنسان الآخر. فالحقيقة، في الواقع، هي الوسيط الذي من خلاله يتواصل البشر، في وقت يؤدي غياب الحقيقة إلى تغرّب البشر عن بعضهم. وعليه، فإن المسيرة نحو الحقيقة تفترض الإعتدال. فإن كانت الحقيقة تنقّي الإنسان من التبجّح والأنانية ومن وهم الإستقلالية الذاتية المطلقة، وإن كانت تجعله مطيعاً وتمنحه قوة التواضع، فهي أيضاً تعطيه ألا ينخدع بالإنتاجية بل يرى فيها تحريفاً للحرية ويكشف القناع عن اللغو المشوَّش ليرى فيه تحريفاً للحوار. إنه انتصار على الميل إلى أن نخلط الأمور فنحسب غياب القيود دليل حرية. وبالتالي، فإن الحقيقة تكون مثمرة بالتحديد إذا أحبها المرء لذاتها.
عرّف القديس توما الأكويني كما هو معلوم الحقيقة بأنها تطابق الفكر مع الواقع... فإدراك الحقيقة عملية تجعل الإنسان ينسجم مع الوجود... إنه اتّحاد الـ"أنا" والعالم، إنه حالة تناغم، أي أن تحلّ علينا النعمة وتنقّينا. وبقدر ما يطلق الإنسان العنان لنفسه لكي توجهه الحقيقة وتنقّيه، بقدر ما يجد سبيله، ليس فقط إلى ذاته الحقيقية بل أيضاً إلى ذات الإنسان الآخر. فالحقيقة، في الواقع، هي الوسيط الذي من خلاله يتواصل البشر، في وقت يؤدي غياب الحقيقة إلى تغرّب البشر عن بعضهم. وعليه، فإن المسيرة نحو الحقيقة تفترض الإعتدال. فإن كانت الحقيقة تنقّي الإنسان من التبجّح والأنانية ومن وهم الإستقلالية الذاتية المطلقة، وإن كانت تجعله مطيعاً وتمنحه قوة التواضع، فهي أيضاً تعطيه ألا ينخدع بالإنتاجية بل يرى فيها تحريفاً للحرية ويكشف القناع عن اللغو المشوَّش ليرى فيه تحريفاً للحوار. إنه انتصار على الميل إلى أن نخلط الأمور فنحسب غياب القيود دليل حرية. وبالتالي، فإن الحقيقة تكون مثمرة بالتحديد إذا أحبها المرء لذاتها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى