- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
[size=18]التساؤلات والبراهين عن التعاليم الكنسية عن القديسة
الخميس مارس 06, 2008 11:00 pm
+ الرد على القول بأن خطايا الأباء يحملهـا الأبنـاء حتى الجيل الرابع:
ان هذا الـمبدأ ينطبق على الخطايا الشخصيـة التى يقترفهـا الأباء وبهذا ينالون عقابهـا كما جاء:"وإن لم تطِع كلام الرب إلهك حافظاً وصاياه ورسومـه..تأتى عليك اللعنات كلهـا وتُدرك"(تثنية28)، فلا يمكن أن يُطبق هذا الـمبدأ على الخطيئـة الأصليـ. هذا بالإضافـة إلى أن تطبيق مثل هذا الـمبدأ على السيد الـمسيح والذى جاء من سلالة آدم إبن الله كما ذكر القديس لوقا فى سلسلة الأنساب (لوقا23:3-38) فغير مقبول لأن الـمسيح" الذى لـم يصنع خطيئة ولـم يُجد فى فـمه مكر"(1بط22:2) وبالتالـى لا يـمكن الإعتداد بهذا الـمبدأ وتطبيقـه على مريم العذراء.
+ الرد على من يستندون لقول بولس الرسول:"ليس من يعمل الصلاح ولا واحد" و "إذ الجميع قد خطئوا فيوعزهم مجد الله"(رومية12:3و22).
هذا الـمبدأ ينطبق أيضاً على الخطايـا الشخصيـة وليست الخطيئـة الأصليـة، هذا بالإضافـة
أن الرسول لا يعني بكلمة "الجميع" هنا والتى تعنى كل فرد بـمعناها الشامل وإلاّ فيجوز تطبيقهـا على آدم وحواء قبل السقوط.
+ الرد على من يستندون إلى الآيات:"من أجل ذلك كما انهـا بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالـم ولالخطيئة الـموت وهكذا إجتاز الـموت إلى جميع الناس بالذى خطِئوا فيـه"(رومية12:5)،و ايضاً ما جاء:"فإذن كما أنـه بـمعصيـة إنسان واحد جُعل الكثيرون خطأة"(روميـة18:5-19).
يـمكن القول بأنـه هناك دائـماً إستثناءات فإن أخنوخ مثلاً جاء عنـه "ولـم يُجد بعد لأن الله
أخذه"(تكوين22:5)، و"بالإيـمان نُقل أخنوخ لئلا يرى الـموت ولم يُجد لأن الله نقلـه لأنـه من قبل نقله شُهد لـه بأنـه أرضى الله"(عبرانيين5:11). وايليا النبي الذى أخذتـه مركبـة ناريـة وخيل ناريـّة...وطلع ايليل فى العاصفة نحو السماء"(4ملوك11:2).
+ الرد على أن العذراء مريم كانت تحتاج للخلاص مثلهـا مثل أي بشر ولهذا صرخت قائلـة:"وتبتهج روحي بالله مخلّصي"(لوقا47:1).
أي خلاص كانت ياتُرى تعنيـه القديسة مريـم؟
- أهو الخلاص من العدو مثلما قال موسى لبني اسرائيل:"قفوا وأنظروا خلاص الرب"(خروج13:14)؟
- أهو الخلاص من مرض كما قال السيد الـمسيح للـمرأة نازفـة الدم:"ثقي يا إبنـة إيـمانك خلّصكِ"(لوقا50:7)؟
- أهو الخلاص الذى يعني الإنقاذ كما قالوا عن السيد الـمسيح عند الصليب:"خلّص آخريـن أما نفسه فلم يقدر أن يخلّصهـا"(متى42:27)؟
- أهو الخلاص من الضيق عمومـا كما فعل ملاك الرب مع يعقوب والذى قال:"الله الذى سار
أمامي الـملاك الذى خلّصني من كل شر"(تكوين17:48)؟
أم هو الخلاص من الخطيـة الأولـى ومن عقوبتهـا ومن آثارهـا ودينونتهـا والذى هو عمل الله نفسه؟. هذا الخلاص قال عنـه بولس الرسول:"الذى خلّصنـا ودعانـا دعوة مقدسة لا بـمقتضى أعمالنـا بل بـمقتضى القصد والنعـمة التى أُعطيت لنـا فى الـمسيح يسوع قبل الأزمنـة الأزليـة، وانـما أظهرت الآن بظهور مخلصنـا يسوع الـمسيح الذى أبطل الـموت وأنار الحياة"(2تيموثاوس9:1-10)، وكما قال:"ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحساناتـه لا بأعمال فى بِر عملناها بل بـمقتضى رحمتـه خلّصنـا بغسل الـميلاد الثانـي وتجديد الروح القدس الذى سكبـه بغنـى علينـا بيسوع الـمسيح مخلصنـا"(تيطس3:3-6).
هذا الخلاص بالـمسيح يسوع نالـه جميع الناس فى جميع العصور ولجميع الخطايا فى كل مكان بعد موت الـمسيح على الصليب وقيامتـه من بين الأموات، ولكن نالتـه العذراء أيضاً بصفـة خاصـة مسبقاً وبإنعام فريد، فليس بـمعقول أن التى قدّم الخلاص بواسطتهـا لا تتمتع هى ببركات هذا الخلاص بصورة إستثنائيـة وعجيبة.
ان الكتاب الـمقدس يذكر لنا ان هناك خلاصاً آخر نهائيـا فيقول عنـه بولس الرسول:"فإن سيرتنـا نحن هى فى السموات التى منها أيضاً ننتظر مخلّصاً هو الرب يسوع الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"(فيلبي20:3)، فهذا الخلاص هو عندما نخلع هذا الجسد ونلبس جسد الـمجد بعد مجيئ الـمسيح الثانـي والقيامـة العامـة. ويقول كذلك الرسول بولس:"هكذا الـمسيح بعدما قدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونـه"(عبرانيين28:9)، فهذا هو الخلاص النهائي الذى يحدث بعد الـمجيئ الثانـي. وبنفس الـمعنى هكذا يقول القديس بطرس الرسول:"أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيـمان لخلاص مستعد أن يُعلن فى الزمان الأخيـر"(1بطرس5:1). عن هذا الخلاص يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس:"لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت ذلك تخلّص نفسك والذين يسمعونك"(1تيموثاوس16:4). وهذا الخلاص يحتاج الى صبر وجهاد فلقد نال الـمؤمنون الخلاص بدم الـمسيح فى الـمعموديـة ولكن،ه كان مجرد عربون(افسس14:1)، ولهذا ينصحنا الرسول قائلاً:"تمموا خلاصكم بخوف ورعدة"(فيلبي12:2).
فهل يمكن القول أن العذراء كانت عندما أنشدت "تبتهج روحي بالله مخلصّي" ربـما انهـا كانت تعنـي هذا الخلاص النهائـي؟
وما هو العجب فى أن تنشد العذراء هذا النشيد النبوي وهى فتاة يهوديـة متدينـة ومكرّسـة للرب، فداود سبّح فى القديم قائلاً: "أما نفسي فتبتهج بالرب وتُسر بخلاصـه"(مزمور9:34)، وايضاً "ليُسر بك جميع الذين يلتمسونك ويفرحوا وليقُل فى كل حين محبّوا خلاصك تَعظّم الرّب"(مزمور17:39). وهذا النشيد هو أيضاً مشابـه لنشيد حنّة أم صموئيل النبي التى أنشدت قائلة: "ابتهج قلبي بالرب..لأنـي قد فرحت بخلاصك"(1ملوك1:2-11)، فلا نتخذ من نشيد مريم العذراء حجـة من انهـا كانت تحتاج للخلاص أو نتخذه كدليل على إنهـا قد حصلت على الخلاص بالفعل لهذا هتفت قائلة "مـخلصّي".
------------------
تساؤلات بخصوص شفاعة مريم العذراء وشفاعة القديسين
سؤال: هل هناك أدلة من الكتاب المقدس تؤيد "شفاعة القديسين" عموما؟
الرد:
1. تذكر كلمة الشفاعة مرات عديدة في العهدين القديم والجديد، وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى العديد من الكلمات التي توضح المعنى ففي العهد القديم تدل عليها كلمة egp (بغى) العبرية والتي تعطى معنى قريب من المعنى العربي للكلمة بمعنى: "أراد الشيء وطلبه وألح فيه"، "يقدم التماسا بغرض قبوله"، "يتوسط" وقد ترجمت هذه الكلمة إلى "يلح" في (راعوث 1: 16، إرميا 7: 16)، و"يلتمس" في (تك 23: 8، أي 21: 15)، و"يتوسل" في (إرميا 27: 18)، و"يتضرع" (إرميا 15: 11).
أما في العهد الجديد فقد دلت عليها الكلمة اليونانية entugcanw (انتيجخانو) بمعنى "يلتمس أو يتوسل" (أع 25: 24، رو 8: 26 و27 و34، 11: 2، عب 7: 25)، كما ترجمت إلى كلمة صلاة في (1 تي 4: 5)، ابتهالات في ( 1 تي 2: 1).ويتضح في العديد من هذه المواقع السابقة أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال الله الأنبياء والقديسين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم ومن أجل شفاء آخرين أو التوسل من أجل عدم هلاكهم.
2. من الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة أن لا نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات، فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين يعيشون الآن من أعضاء الكنيسة هم الأحياء بينما المنتقلين من الآباء والقديسين هم أموات حيث أن هذا مخالف لتعاليم السيد المسيح نفسه حينما يقول:" أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (متى 22: 32). "ليس هو اله أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيراً" (مرقس 12: 27)، "وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس، والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة. إذن فالقديسون أحياء في السموات وليسوا أمواتا، فعلاقتنا إذن ليست بأموات بل بأحياء وإن كانوا غير مرئيين لأنهم ليسوا في الجسد. ويحتوي العهدين القديم والجديد على العشرات من المواضع التي تتحدث عن قبول الله لشفاعة قديسيه وأنبيائه: (دانيال35:3)، (اشعيا 17:63)، (3ملوك13:11)، (رؤيا 8:5-9)،(رؤبا 3:8).
3. جاء "عندما الحمل فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس المقتولين لأجل كلمة الله ولأجل الشهادة التى شهدوا بها فصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس الحق لا تقضي لدمائنا من سكان الأرض فاعطى كل واحد منهم حلة بيضاء وأُمروا أن يستريحوا مدة يسيرة بعد إلى أن يكمل عدد شركائهم فى الخدمة وأخوتهم الذى سيقتلون مثلهم” (رؤيا 9:9-11) فها أن أرواح الشهداء تلتمس من الله وهى فى السماء أن ينتقم عدله لدمائهم المسفوكة ظلماً وإعتداءاً ، فأجاب الله طلبهم مؤجلاً نفاذه حتى يكمل عدد اخوتهم. وفعلا عندما آن الآوان لحلول غضب الله على روما الوثنية وحلت بها الضربات السماوية دوى صوت فى السماء “إشمتي ايتها السماء وأيها القديسون والرسل والأنبياء فإن الله قد إنتقم لكم منها” (رؤيا 20:18).
4. "ويكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين" (لوقا 7:5) وهنا يؤكد السيد المسيح ان سكان السماء يفرحون بتوبة الخاطئ، فكيف علموا بهذه التوبة؟..وأليس هذا دليل على انه توجد صلة بين السماويين ونحن البشر.
5. قول يسوع" احذروا ان تحتقروا أحد هـؤلاء الصغار فإني أقول لكم ام ملائكتهم فى السموات كل حين يعاينون وجه أبي الذى فى السماوات" (مت 10:18). وهـذا برهان على ان الملائكة فى السماوات يعرفون ما يحدث على الأرض كإحتقار أحد الصغار الذين يحرسونهـم.
6. ان القول بعدم معرفة سكان السماء لصلوات الأرضيين مردود عليها بما هو مدون فى سفر الرؤيا (رؤ 3:8-4) " وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مـجمـرة من ذهب فأُعطي بخوراً كثيراً ليقدم صلوات القديسين كلهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش فصعد دخان البخور من صلوات القديسين من يد ملاك الله" وهذه عن الملاك الذى يقدم لله صلوات القديسين كلهم وكما جاء فى( رؤ8:5 )، فهل من الجائز ان خلائق مثل الملائكة والقديسين يرفعون صلوات الأرضيين ولا يدرون أمرها.
7. جاء فى رسالة بولس الرسول "أليس جميعهم أرواح خادمة ترسل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص" (عب 14:1) وهنا نجد ملائكة منتدبة للخدمة فهل لاتعرف من تخدم وتقف على احتياجة .
8. "اذا كنت تصلي بالدموع وتدفن الموتى فأنا الملاك روفائيل كنت أقدم صلاتك الى الله" (طوبيا 12:12).
9. "دنوتتم الى جبل صهيون ومدينة الله الحي أورشليم السماوية والى محفل ربوات من
الملائكة والى كنيسة الأبكار المكتوبين فى السماوات والى الله ديان الجميع والى أرواح الصديقين المكملين والى يسوع وسيط العهد الجديد" (عب 22:12-24).
10.أن الله بارك اسحق وأكثر نسله إكراماً لأبيه الراقد اذ قال له " أُكثر نسلك من أجل ان ابراهيم سمع قولي، فإني معك أباركك من أجل عبدي ابراهيم" (تك 24:26) وهذا ايضا دليل على ان الله يكرم قديسيه الراقدين.
11. ان أرميا النبي لما تشفع الى الله ان يرحم الشعب على ما حـل به من شدة القجط لم يقبل شفاعته نظراً لعظم خطيئة الشعب بل أجابه قائلاً “ وقال الرب لو أن موسى وصموئيل وقفا أمامي لما توجهت نفسي الى هذا الشعب فأطرحهم عن وجهي وليخرجوا “ (أر 1:15). وهـذا برهان من فم القدوس على ان قديسيه الراقدين كموسى وصموئيل يقفون امامه ويتشفعون فينا ويقبل شفاعتهتم.
12. الملاك الذى بشر منوح وزوجته بأمر شمشون “إن صنعت محرقة فللرب أصعدها...فكان عند إرتفاع اللهيب عن المذبح نحو السماء ان ملاك الرب صعد فى لهيب المذبح” (قضاة 16:13،20).
13. "فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة تصعد من الأرض فقال لها ما هي هيئته قالت رجل شيخ صاعد مرتديا برداء” وكان ان أخبرروح صموئيل النبي شاول عن موته (1صمو 15:28) وهذا يدل على معرفة السماويين بأمور نا نحن البشر.
14. "فنحن أيضا إذ يحدق بنا مثل هذا السحاب من الشهود فلنلق عنا كل ثقل وما يشتمل علينا من الخطيئة ولنسابق بالصبر فى الجهاد الذى امامنا" (عبرانيين 1:12).
15. "لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أناسا أضافوا ملائكة وهم لا يدرون” (عب 2:13).
16. رؤيا يهوذا المكابي “ رأيت أونيا الكاهن الأعظم رجل الخير والصلاح المهيب المنظر الحليم الأخلاق صاحب الأقوال الرائعة المواظب منذ صبائه على جميع ضروب الفضائل باسطاً يديه ومُصلياً لأجل جماعة اليهود بأسرها. ثم تراءى لي رجل كريم الشيبة أغر البهاء عليه جلالة عجيبة سامية. فأجاب أونيا وقال هذا مُحب الإخوة المكثر الصلوات لأجل الشعب والمدينة المقدسة إرميا نبي الله. ثم إرميا مد يمينه وناول يهوذا سيفا من ذهب وقال خذ هذا السيف المقدس هِبة من عند الله به تحطم الأعداء “ (2مكا 12:15-16).
17. ان أليشع النبي بعد موته أقام الميت الذى مس عظامه اذ طرح فى قبر اليشع خوفا من غزاة موآب (2ملوك 20:13-21) وهـذا يدل كيف ان الرب يكرم حتى رفات قديسيه ويصنع بها المعجزات.
18. ان أيليا النبي بعد إنتقاله من العالم للسماء علم ان يورام بن يوشافاط ملك يهوذا لم يسر فى طريق ابيه البار وعمل الشر فى عيني الرب فأرسل اليه ايليا كتابة يذكر له فيها هـذا الأمر ويتنبأ عليه ان الرب سيضربه هـو وشعبه ضربة عظيمة ، وتمت نبؤة ايليا (2أي12:21-16) وهـذه آية صريحة توضح ان القديسين بعد إنتقالهم عنا إلى السماء يعلمون عن أحوالنا على الأرض.
ولكننا ينبغي أن نعلم أننا حينما نطلب شفاعة العذراء والملائكة وتوسلات وصلوات القديسين من أجلنا فإننا لا نقدم لهم الصلاة أو العبادة، فالعبادة والصلاة لا تقدم إلا لله الواحد المثلث الأقانيم. وإنما نحن نطلب منهم كأحباء لنا، مثلما يطلب الطفل الصغير من أمه أن تطلب من أبيه من أجله، رغم أن الأب يحب الابن ويفرح بتلبية جميع طلباته إن كانت في صالحه.
ولا يعني طلبنا لتوسلات القديسين من أجلنا أن نمتنع نحن عن الصلاة أمام الله من أجل أن يستجيب طلباتنا، فلابد أن نصلي بلجاجة، ويدعمنا في هذه الصلاة أعضاء جسد المسيح من القديسين الذين ارضوا الله بمحبتهم. فالله يحبنا ويريد أن نقرع ونطلب ونسأل، ليفتح ويعطي ويجيب جميع ما نطلب، بل واكثر مما نطلب حسب غناه، حسب مشيئته الصالحة.
ان هذا الـمبدأ ينطبق على الخطايا الشخصيـة التى يقترفهـا الأباء وبهذا ينالون عقابهـا كما جاء:"وإن لم تطِع كلام الرب إلهك حافظاً وصاياه ورسومـه..تأتى عليك اللعنات كلهـا وتُدرك"(تثنية28)، فلا يمكن أن يُطبق هذا الـمبدأ على الخطيئـة الأصليـ. هذا بالإضافـة إلى أن تطبيق مثل هذا الـمبدأ على السيد الـمسيح والذى جاء من سلالة آدم إبن الله كما ذكر القديس لوقا فى سلسلة الأنساب (لوقا23:3-38) فغير مقبول لأن الـمسيح" الذى لـم يصنع خطيئة ولـم يُجد فى فـمه مكر"(1بط22:2) وبالتالـى لا يـمكن الإعتداد بهذا الـمبدأ وتطبيقـه على مريم العذراء.
+ الرد على من يستندون لقول بولس الرسول:"ليس من يعمل الصلاح ولا واحد" و "إذ الجميع قد خطئوا فيوعزهم مجد الله"(رومية12:3و22).
هذا الـمبدأ ينطبق أيضاً على الخطايـا الشخصيـة وليست الخطيئـة الأصليـة، هذا بالإضافـة
أن الرسول لا يعني بكلمة "الجميع" هنا والتى تعنى كل فرد بـمعناها الشامل وإلاّ فيجوز تطبيقهـا على آدم وحواء قبل السقوط.
+ الرد على من يستندون إلى الآيات:"من أجل ذلك كما انهـا بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالـم ولالخطيئة الـموت وهكذا إجتاز الـموت إلى جميع الناس بالذى خطِئوا فيـه"(رومية12:5)،و ايضاً ما جاء:"فإذن كما أنـه بـمعصيـة إنسان واحد جُعل الكثيرون خطأة"(روميـة18:5-19).
يـمكن القول بأنـه هناك دائـماً إستثناءات فإن أخنوخ مثلاً جاء عنـه "ولـم يُجد بعد لأن الله
أخذه"(تكوين22:5)، و"بالإيـمان نُقل أخنوخ لئلا يرى الـموت ولم يُجد لأن الله نقلـه لأنـه من قبل نقله شُهد لـه بأنـه أرضى الله"(عبرانيين5:11). وايليا النبي الذى أخذتـه مركبـة ناريـة وخيل ناريـّة...وطلع ايليل فى العاصفة نحو السماء"(4ملوك11:2).
+ الرد على أن العذراء مريم كانت تحتاج للخلاص مثلهـا مثل أي بشر ولهذا صرخت قائلـة:"وتبتهج روحي بالله مخلّصي"(لوقا47:1).
أي خلاص كانت ياتُرى تعنيـه القديسة مريـم؟
- أهو الخلاص من العدو مثلما قال موسى لبني اسرائيل:"قفوا وأنظروا خلاص الرب"(خروج13:14)؟
- أهو الخلاص من مرض كما قال السيد الـمسيح للـمرأة نازفـة الدم:"ثقي يا إبنـة إيـمانك خلّصكِ"(لوقا50:7)؟
- أهو الخلاص الذى يعني الإنقاذ كما قالوا عن السيد الـمسيح عند الصليب:"خلّص آخريـن أما نفسه فلم يقدر أن يخلّصهـا"(متى42:27)؟
- أهو الخلاص من الضيق عمومـا كما فعل ملاك الرب مع يعقوب والذى قال:"الله الذى سار
أمامي الـملاك الذى خلّصني من كل شر"(تكوين17:48)؟
أم هو الخلاص من الخطيـة الأولـى ومن عقوبتهـا ومن آثارهـا ودينونتهـا والذى هو عمل الله نفسه؟. هذا الخلاص قال عنـه بولس الرسول:"الذى خلّصنـا ودعانـا دعوة مقدسة لا بـمقتضى أعمالنـا بل بـمقتضى القصد والنعـمة التى أُعطيت لنـا فى الـمسيح يسوع قبل الأزمنـة الأزليـة، وانـما أظهرت الآن بظهور مخلصنـا يسوع الـمسيح الذى أبطل الـموت وأنار الحياة"(2تيموثاوس9:1-10)، وكما قال:"ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحساناتـه لا بأعمال فى بِر عملناها بل بـمقتضى رحمتـه خلّصنـا بغسل الـميلاد الثانـي وتجديد الروح القدس الذى سكبـه بغنـى علينـا بيسوع الـمسيح مخلصنـا"(تيطس3:3-6).
هذا الخلاص بالـمسيح يسوع نالـه جميع الناس فى جميع العصور ولجميع الخطايا فى كل مكان بعد موت الـمسيح على الصليب وقيامتـه من بين الأموات، ولكن نالتـه العذراء أيضاً بصفـة خاصـة مسبقاً وبإنعام فريد، فليس بـمعقول أن التى قدّم الخلاص بواسطتهـا لا تتمتع هى ببركات هذا الخلاص بصورة إستثنائيـة وعجيبة.
ان الكتاب الـمقدس يذكر لنا ان هناك خلاصاً آخر نهائيـا فيقول عنـه بولس الرسول:"فإن سيرتنـا نحن هى فى السموات التى منها أيضاً ننتظر مخلّصاً هو الرب يسوع الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده"(فيلبي20:3)، فهذا الخلاص هو عندما نخلع هذا الجسد ونلبس جسد الـمجد بعد مجيئ الـمسيح الثانـي والقيامـة العامـة. ويقول كذلك الرسول بولس:"هكذا الـمسيح بعدما قدّم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونـه"(عبرانيين28:9)، فهذا هو الخلاص النهائي الذى يحدث بعد الـمجيئ الثانـي. وبنفس الـمعنى هكذا يقول القديس بطرس الرسول:"أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيـمان لخلاص مستعد أن يُعلن فى الزمان الأخيـر"(1بطرس5:1). عن هذا الخلاص يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس:"لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك لأنك إذا فعلت ذلك تخلّص نفسك والذين يسمعونك"(1تيموثاوس16:4). وهذا الخلاص يحتاج الى صبر وجهاد فلقد نال الـمؤمنون الخلاص بدم الـمسيح فى الـمعموديـة ولكن،ه كان مجرد عربون(افسس14:1)، ولهذا ينصحنا الرسول قائلاً:"تمموا خلاصكم بخوف ورعدة"(فيلبي12:2).
فهل يمكن القول أن العذراء كانت عندما أنشدت "تبتهج روحي بالله مخلصّي" ربـما انهـا كانت تعنـي هذا الخلاص النهائـي؟
وما هو العجب فى أن تنشد العذراء هذا النشيد النبوي وهى فتاة يهوديـة متدينـة ومكرّسـة للرب، فداود سبّح فى القديم قائلاً: "أما نفسي فتبتهج بالرب وتُسر بخلاصـه"(مزمور9:34)، وايضاً "ليُسر بك جميع الذين يلتمسونك ويفرحوا وليقُل فى كل حين محبّوا خلاصك تَعظّم الرّب"(مزمور17:39). وهذا النشيد هو أيضاً مشابـه لنشيد حنّة أم صموئيل النبي التى أنشدت قائلة: "ابتهج قلبي بالرب..لأنـي قد فرحت بخلاصك"(1ملوك1:2-11)، فلا نتخذ من نشيد مريم العذراء حجـة من انهـا كانت تحتاج للخلاص أو نتخذه كدليل على إنهـا قد حصلت على الخلاص بالفعل لهذا هتفت قائلة "مـخلصّي".
------------------
تساؤلات بخصوص شفاعة مريم العذراء وشفاعة القديسين
سؤال: هل هناك أدلة من الكتاب المقدس تؤيد "شفاعة القديسين" عموما؟
الرد:
1. تذكر كلمة الشفاعة مرات عديدة في العهدين القديم والجديد، وقد ترجمت الكلمات العبرية واليونانية الدالة عليها إلى العديد من الكلمات التي توضح المعنى ففي العهد القديم تدل عليها كلمة egp (بغى) العبرية والتي تعطى معنى قريب من المعنى العربي للكلمة بمعنى: "أراد الشيء وطلبه وألح فيه"، "يقدم التماسا بغرض قبوله"، "يتوسط" وقد ترجمت هذه الكلمة إلى "يلح" في (راعوث 1: 16، إرميا 7: 16)، و"يلتمس" في (تك 23: 8، أي 21: 15)، و"يتوسل" في (إرميا 27: 18)، و"يتضرع" (إرميا 15: 11).
أما في العهد الجديد فقد دلت عليها الكلمة اليونانية entugcanw (انتيجخانو) بمعنى "يلتمس أو يتوسل" (أع 25: 24، رو 8: 26 و27 و34، 11: 2، عب 7: 25)، كما ترجمت إلى كلمة صلاة في (1 تي 4: 5)، ابتهالات في ( 1 تي 2: 1).ويتضح في العديد من هذه المواقع السابقة أن الشفاعة مقبولة بل مطلوبة من رجال الله الأنبياء والقديسين من أجل سكان الشعوب التي يعيشون بينهم ومن أجل شفاء آخرين أو التوسل من أجل عدم هلاكهم.
2. من الضروري حينما نتحدث عن الكنيسة أن لا نتحدث عنها بصورة أحياء وأموات، فمن الخطأ أن نعتقد أن الذين يعيشون الآن من أعضاء الكنيسة هم الأحياء بينما المنتقلين من الآباء والقديسين هم أموات حيث أن هذا مخالف لتعاليم السيد المسيح نفسه حينما يقول:" أنا اله إبراهيم واله اسحق واله يعقوب، ليس الله اله أموات بل اله أحياء" (متى 22: 32). "ليس هو اله أموات بل اله أحياء. فأنتم إذا تضلون كثيراً" (مرقس 12: 27)، "وليس هو اله أموات بل اله أحياء لأن الجميع عنده أحياء" (لوقا 20: 38). فمن الضروري أن نتحدث عن الكنيسة باعتبارها كنيسة واحدة، جسد المسيح الحي، بقسميها الكنيسة المنتصرة وتشمل المنتقلين الذين أكملوا جهادهم على الأرض وهم الآن أحياء بأرواحهم في الفردوس، والكنيسة المجاهدة وتشملنا نحن الذين نجاهد من أجل أن نكمل سعينا بخوف ورعدة. إذن فالقديسون أحياء في السموات وليسوا أمواتا، فعلاقتنا إذن ليست بأموات بل بأحياء وإن كانوا غير مرئيين لأنهم ليسوا في الجسد. ويحتوي العهدين القديم والجديد على العشرات من المواضع التي تتحدث عن قبول الله لشفاعة قديسيه وأنبيائه: (دانيال35:3)، (اشعيا 17:63)، (3ملوك13:11)، (رؤيا 8:5-9)،(رؤبا 3:8).
3. جاء "عندما الحمل فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس المقتولين لأجل كلمة الله ولأجل الشهادة التى شهدوا بها فصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس الحق لا تقضي لدمائنا من سكان الأرض فاعطى كل واحد منهم حلة بيضاء وأُمروا أن يستريحوا مدة يسيرة بعد إلى أن يكمل عدد شركائهم فى الخدمة وأخوتهم الذى سيقتلون مثلهم” (رؤيا 9:9-11) فها أن أرواح الشهداء تلتمس من الله وهى فى السماء أن ينتقم عدله لدمائهم المسفوكة ظلماً وإعتداءاً ، فأجاب الله طلبهم مؤجلاً نفاذه حتى يكمل عدد اخوتهم. وفعلا عندما آن الآوان لحلول غضب الله على روما الوثنية وحلت بها الضربات السماوية دوى صوت فى السماء “إشمتي ايتها السماء وأيها القديسون والرسل والأنبياء فإن الله قد إنتقم لكم منها” (رؤيا 20:18).
4. "ويكون فرح فى السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين" (لوقا 7:5) وهنا يؤكد السيد المسيح ان سكان السماء يفرحون بتوبة الخاطئ، فكيف علموا بهذه التوبة؟..وأليس هذا دليل على انه توجد صلة بين السماويين ونحن البشر.
5. قول يسوع" احذروا ان تحتقروا أحد هـؤلاء الصغار فإني أقول لكم ام ملائكتهم فى السموات كل حين يعاينون وجه أبي الذى فى السماوات" (مت 10:18). وهـذا برهان على ان الملائكة فى السماوات يعرفون ما يحدث على الأرض كإحتقار أحد الصغار الذين يحرسونهـم.
6. ان القول بعدم معرفة سكان السماء لصلوات الأرضيين مردود عليها بما هو مدون فى سفر الرؤيا (رؤ 3:8-4) " وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مـجمـرة من ذهب فأُعطي بخوراً كثيراً ليقدم صلوات القديسين كلهم على مذبح الذهب الذى أمام العرش فصعد دخان البخور من صلوات القديسين من يد ملاك الله" وهذه عن الملاك الذى يقدم لله صلوات القديسين كلهم وكما جاء فى( رؤ8:5 )، فهل من الجائز ان خلائق مثل الملائكة والقديسين يرفعون صلوات الأرضيين ولا يدرون أمرها.
7. جاء فى رسالة بولس الرسول "أليس جميعهم أرواح خادمة ترسل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص" (عب 14:1) وهنا نجد ملائكة منتدبة للخدمة فهل لاتعرف من تخدم وتقف على احتياجة .
8. "اذا كنت تصلي بالدموع وتدفن الموتى فأنا الملاك روفائيل كنت أقدم صلاتك الى الله" (طوبيا 12:12).
9. "دنوتتم الى جبل صهيون ومدينة الله الحي أورشليم السماوية والى محفل ربوات من
الملائكة والى كنيسة الأبكار المكتوبين فى السماوات والى الله ديان الجميع والى أرواح الصديقين المكملين والى يسوع وسيط العهد الجديد" (عب 22:12-24).
10.أن الله بارك اسحق وأكثر نسله إكراماً لأبيه الراقد اذ قال له " أُكثر نسلك من أجل ان ابراهيم سمع قولي، فإني معك أباركك من أجل عبدي ابراهيم" (تك 24:26) وهذا ايضا دليل على ان الله يكرم قديسيه الراقدين.
11. ان أرميا النبي لما تشفع الى الله ان يرحم الشعب على ما حـل به من شدة القجط لم يقبل شفاعته نظراً لعظم خطيئة الشعب بل أجابه قائلاً “ وقال الرب لو أن موسى وصموئيل وقفا أمامي لما توجهت نفسي الى هذا الشعب فأطرحهم عن وجهي وليخرجوا “ (أر 1:15). وهـذا برهان من فم القدوس على ان قديسيه الراقدين كموسى وصموئيل يقفون امامه ويتشفعون فينا ويقبل شفاعتهتم.
12. الملاك الذى بشر منوح وزوجته بأمر شمشون “إن صنعت محرقة فللرب أصعدها...فكان عند إرتفاع اللهيب عن المذبح نحو السماء ان ملاك الرب صعد فى لهيب المذبح” (قضاة 16:13،20).
13. "فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة تصعد من الأرض فقال لها ما هي هيئته قالت رجل شيخ صاعد مرتديا برداء” وكان ان أخبرروح صموئيل النبي شاول عن موته (1صمو 15:28) وهذا يدل على معرفة السماويين بأمور نا نحن البشر.
14. "فنحن أيضا إذ يحدق بنا مثل هذا السحاب من الشهود فلنلق عنا كل ثقل وما يشتمل علينا من الخطيئة ولنسابق بالصبر فى الجهاد الذى امامنا" (عبرانيين 1:12).
15. "لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أناسا أضافوا ملائكة وهم لا يدرون” (عب 2:13).
16. رؤيا يهوذا المكابي “ رأيت أونيا الكاهن الأعظم رجل الخير والصلاح المهيب المنظر الحليم الأخلاق صاحب الأقوال الرائعة المواظب منذ صبائه على جميع ضروب الفضائل باسطاً يديه ومُصلياً لأجل جماعة اليهود بأسرها. ثم تراءى لي رجل كريم الشيبة أغر البهاء عليه جلالة عجيبة سامية. فأجاب أونيا وقال هذا مُحب الإخوة المكثر الصلوات لأجل الشعب والمدينة المقدسة إرميا نبي الله. ثم إرميا مد يمينه وناول يهوذا سيفا من ذهب وقال خذ هذا السيف المقدس هِبة من عند الله به تحطم الأعداء “ (2مكا 12:15-16).
17. ان أليشع النبي بعد موته أقام الميت الذى مس عظامه اذ طرح فى قبر اليشع خوفا من غزاة موآب (2ملوك 20:13-21) وهـذا يدل كيف ان الرب يكرم حتى رفات قديسيه ويصنع بها المعجزات.
18. ان أيليا النبي بعد إنتقاله من العالم للسماء علم ان يورام بن يوشافاط ملك يهوذا لم يسر فى طريق ابيه البار وعمل الشر فى عيني الرب فأرسل اليه ايليا كتابة يذكر له فيها هـذا الأمر ويتنبأ عليه ان الرب سيضربه هـو وشعبه ضربة عظيمة ، وتمت نبؤة ايليا (2أي12:21-16) وهـذه آية صريحة توضح ان القديسين بعد إنتقالهم عنا إلى السماء يعلمون عن أحوالنا على الأرض.
ولكننا ينبغي أن نعلم أننا حينما نطلب شفاعة العذراء والملائكة وتوسلات وصلوات القديسين من أجلنا فإننا لا نقدم لهم الصلاة أو العبادة، فالعبادة والصلاة لا تقدم إلا لله الواحد المثلث الأقانيم. وإنما نحن نطلب منهم كأحباء لنا، مثلما يطلب الطفل الصغير من أمه أن تطلب من أبيه من أجله، رغم أن الأب يحب الابن ويفرح بتلبية جميع طلباته إن كانت في صالحه.
ولا يعني طلبنا لتوسلات القديسين من أجلنا أن نمتنع نحن عن الصلاة أمام الله من أجل أن يستجيب طلباتنا، فلابد أن نصلي بلجاجة، ويدعمنا في هذه الصلاة أعضاء جسد المسيح من القديسين الذين ارضوا الله بمحبتهم. فالله يحبنا ويريد أن نقرع ونطلب ونسأل، ليفتح ويعطي ويجيب جميع ما نطلب، بل واكثر مما نطلب حسب غناه، حسب مشيئته الصالحة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى