- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
المسبحة الوردية ( 2 )
الأحد نوفمبر 22, 2009 1:04 pm
الوردية المقدسة
ظهرت مسبحة العذراء مريم في الألفية الثانية من الميلاد، وقد كان جليا منذ لحظة ميلاد هذه الصلاة القوة العجائبية والنفخة الإلهية التي حولتها في غضون سنوات قليلة إلى أحدى أهم الصلوات في تاريخ المسيحية. فالمسبحة هي الصلاة التي أوقدت قلوب عشرات الآلاف، من المسيحيين بوجه عام ومن القديسين على وجه الخصوص، على مر التاريخ. ورغم بساطتها إلا أنها اتسمت بعمق عجيب واستطاعت أن تغزو كل البلدان وكل اللغات وكل الطقوس وكل الثقافات غزواً هادئاً سعى الجميع إليه.
ورغم أننا نحيا الآن في بداية الألف الثلث لميلاد المخلص، إلا أن هذه الصلاة لازالت حتى يومنا هذا شابة بهية جذابة، ولازالت تجتذب عشرات الملايين وتقود إياهم إلى طريق القداسة، تشبها بالعذراء مريم كاملة القداسة. فالشعب المسيحي عندما يتلو المسبحة، يضع نفسه في "مدرسة العذراء"، تاركاً مثال مريم يقوده عبر طرق هذه الحياة الوعرة، إلى التأمل في جمال وبهاء الحياة الإلهية، وبكلمات أخرى يمكننا القول بأن صلاة المسبحة تجعل المسيحي يتذوق عذوبة حياة النعمة، فيحيا في كنف الله، مصحوباً ومقاداً من "أم الله" مريم أم المخلص.
ولكن لكي يصل المصلى إلى هذه الدرجة الروحية العميقة، يجب عليه أن يتلو المسبحة بتأن متأملاً كلمات"السلام الملائكي" واضعاً أمام عينيه وجه العذراء الكلى العذوبة، تاركاً زمام حياته لأمه العذراء، ومتذكراً دائماً أن مريم هي أم المسيح المخلص، وهى في نفس الوقت أم كل مسيحي مخلص، كانت هذه هي رغبة المسيح الذي، برغم كل آلامه من فوق خشبة الصليب، أعطى أمه ليوحنا الرسول الحبيب لتصبح منذ تلك اللحظة أماً لكل الكنيسة ولكل مسيحي. ومن ثم فالصلاة لمريم ليست إنقاصاً من مكانة الابن، ولكنها على عكس ذلك عوناً روحياً يقود المصلى إلى الابن، عوناً يساعده على أن يعرف ويتيقن من أن الإنسان، بمساعدة النعمة الإلهية، يمكنه أن يصل إلى ما قد وصلت إليه العذراء، فهي برغم كونها إنسانة استطاعت أن تصبح أم الله.
فالمسيح هو وحده الطريق إلى ألآب، ولكن مريم "أم المسيح" هي الطريق للابن، وكما أنه لا يستطيع أحد أن يصل للأب إلا عن طريق الابن ، هكذا يمكننا القول بأنه لا يستطيع أحد أن يصل للابن إلا بصحبة الأم، فهي الدليل والمرشد والمثال الأكمل للقداسة.
والمسبحة ليست إلا صلاة يستطيع المصلى من خلالها أن يتأمل سر ميلاد المسيح(أسرار الفرح)، سر محبة المسيح الكاملة والتي تظهر من خلال آلامه وصلبه(أسرار الحزن)، وسر نصرة وغلبة المسيح على الموت وعلى الخطيئة(أسرار المجد)، مروراً أيضاً ببعض الأوقات الهامة في حياة "الكلمة المتجسدة" (أسرار النور). ومن ثم فالمسبحة ليست صلاة إلى العذراء بقدر كونها صلاة العذراء وبصحبتها إلى الابن.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن أسرار النور التي أضافها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى صلاة المسبحة لا تهدف إلا إلى أغناء هذه الصلاة التي كانت ولازالت مصدر غنى لكل التراث المسيحي عبر كل العصور، وينبوعاً فاض ماء عذباً لكل عطشان ذهب إليه راغباً في الارتواء. وأسرار النور تهدف، عن طريق التأمل في حياة يسوع العلانية، إلى مساعدة المصلى على أن يحيا هذه الصلاة بطريقة تبتعد عن الرتابة، مجدداً دائماً حيويتها عن طريق التأمل في حياة المسيح التي لا يمكن الانتهاء من التأمل فيها.
وأخيراً، فالمسبحة هي الصلاة التي طلبتها العذراء في كل ظهوراتها العجائبية، وهذا يعنى أنها الصلاة المحببة والقريبة إلى قلب أم الله وأم البشر. الصلاة الأكثر غنى رغم كونها الأكثر بساطة، الصلاة التي تضعنا في حضرة الابن وصحبة العذراء، الصلاة التي تؤكد لنا أن الإيمان ممكن وأن القداسة ليست حكراً على بغض المختارين بل هي دعوة كل مؤمن يختار المسيح مخلصاً له والعذراء أماً ومثالاً له.
والي اللقاء واذكروني في صلواتكم
ورغم أننا نحيا الآن في بداية الألف الثلث لميلاد المخلص، إلا أن هذه الصلاة لازالت حتى يومنا هذا شابة بهية جذابة، ولازالت تجتذب عشرات الملايين وتقود إياهم إلى طريق القداسة، تشبها بالعذراء مريم كاملة القداسة. فالشعب المسيحي عندما يتلو المسبحة، يضع نفسه في "مدرسة العذراء"، تاركاً مثال مريم يقوده عبر طرق هذه الحياة الوعرة، إلى التأمل في جمال وبهاء الحياة الإلهية، وبكلمات أخرى يمكننا القول بأن صلاة المسبحة تجعل المسيحي يتذوق عذوبة حياة النعمة، فيحيا في كنف الله، مصحوباً ومقاداً من "أم الله" مريم أم المخلص.
ولكن لكي يصل المصلى إلى هذه الدرجة الروحية العميقة، يجب عليه أن يتلو المسبحة بتأن متأملاً كلمات"السلام الملائكي" واضعاً أمام عينيه وجه العذراء الكلى العذوبة، تاركاً زمام حياته لأمه العذراء، ومتذكراً دائماً أن مريم هي أم المسيح المخلص، وهى في نفس الوقت أم كل مسيحي مخلص، كانت هذه هي رغبة المسيح الذي، برغم كل آلامه من فوق خشبة الصليب، أعطى أمه ليوحنا الرسول الحبيب لتصبح منذ تلك اللحظة أماً لكل الكنيسة ولكل مسيحي. ومن ثم فالصلاة لمريم ليست إنقاصاً من مكانة الابن، ولكنها على عكس ذلك عوناً روحياً يقود المصلى إلى الابن، عوناً يساعده على أن يعرف ويتيقن من أن الإنسان، بمساعدة النعمة الإلهية، يمكنه أن يصل إلى ما قد وصلت إليه العذراء، فهي برغم كونها إنسانة استطاعت أن تصبح أم الله.
فالمسيح هو وحده الطريق إلى ألآب، ولكن مريم "أم المسيح" هي الطريق للابن، وكما أنه لا يستطيع أحد أن يصل للأب إلا عن طريق الابن ، هكذا يمكننا القول بأنه لا يستطيع أحد أن يصل للابن إلا بصحبة الأم، فهي الدليل والمرشد والمثال الأكمل للقداسة.
والمسبحة ليست إلا صلاة يستطيع المصلى من خلالها أن يتأمل سر ميلاد المسيح(أسرار الفرح)، سر محبة المسيح الكاملة والتي تظهر من خلال آلامه وصلبه(أسرار الحزن)، وسر نصرة وغلبة المسيح على الموت وعلى الخطيئة(أسرار المجد)، مروراً أيضاً ببعض الأوقات الهامة في حياة "الكلمة المتجسدة" (أسرار النور). ومن ثم فالمسبحة ليست صلاة إلى العذراء بقدر كونها صلاة العذراء وبصحبتها إلى الابن.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن أسرار النور التي أضافها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى صلاة المسبحة لا تهدف إلا إلى أغناء هذه الصلاة التي كانت ولازالت مصدر غنى لكل التراث المسيحي عبر كل العصور، وينبوعاً فاض ماء عذباً لكل عطشان ذهب إليه راغباً في الارتواء. وأسرار النور تهدف، عن طريق التأمل في حياة يسوع العلانية، إلى مساعدة المصلى على أن يحيا هذه الصلاة بطريقة تبتعد عن الرتابة، مجدداً دائماً حيويتها عن طريق التأمل في حياة المسيح التي لا يمكن الانتهاء من التأمل فيها.
وأخيراً، فالمسبحة هي الصلاة التي طلبتها العذراء في كل ظهوراتها العجائبية، وهذا يعنى أنها الصلاة المحببة والقريبة إلى قلب أم الله وأم البشر. الصلاة الأكثر غنى رغم كونها الأكثر بساطة، الصلاة التي تضعنا في حضرة الابن وصحبة العذراء، الصلاة التي تؤكد لنا أن الإيمان ممكن وأن القداسة ليست حكراً على بغض المختارين بل هي دعوة كل مؤمن يختار المسيح مخلصاً له والعذراء أماً ومثالاً له.
والي اللقاء واذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى