لماذا السمك رمز مسيحى مقدس
الأربعاء أبريل 22, 2009 12:10 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نستكمل
حديثنا عن الرمزيه في الحياه القبطيه و نتحدث عن السمكه و ارتباطها
بالمسيحيه فنقول .السمك من المخلوقات التي خلقها الله وسلط عليها الإنسان
، كما سلطه علي الحيوانات وكل ما يدب علي الأرض ( تك 1 : 26 ) . ويكثر
السمك في فلسطين ، ولا سيما في بحر الجليل ، وقد ذكر الكتاب المقدس ان
سليمان الحكيم كانت له معرفة بأسماك فلسطين ( 1 مل 4 : 33 ) ، كما ذكر أن
العبرانيين اشتاقوا الي سمك النيل وهم في طريقهم إلي أرض كنعان إذ قالوا :
" قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانا " . ومن المعروف ان صيد
السمك كان الحرفة الأساسية لمعظم سكان فلسطين ، اما الصيادون فكانوا يأتون
بالسمك ليبيعوه في أورشليم ، وكان هناك باب يدخلون منه يسمي باب السمك ( 2
أخ 33 : 14 ) ، ومن الملاحظ ان بيت صيدا تعني بيت الصيد لأن أهلها اشتعلوا
بصيد السمك .
قدسية السمك عند المصريين القدماء
كإن
للسمك قدسية خاصة عند قدماء المصريين و كان هناك تحريما دينيا يحرم علي
جميع الأشخاص المتصلين بالدين كالملوك والكهنة ان يأكلوا الأسماك ، اما
غير رجال الدين فلم يحرم عليهم اكلها ، غير انه في احد الأعياد كان جميع
الشعب يأكل السمك المقلي أمام أبواب بيوتهم ، باستثناء الكهنة الذين
يقدمون عنهم ، إلا انه في يوم آخر لم يسمح بأكل السمك إطلاقا ، إذا
اعتقدوا أن آلهة " بوسيريس " حولت نفسها الي سمك البلطي في ذلك اليوم .
وهناك أنواع معينة من السمك كانت تحرم ولا تؤكل في بعض الأقاليم ، فكان
الصيادون يتركونها او يحفظونها بتبجيل ديني ، إلا أنها كانت تؤكل في
الأقاليم الأخري وإن كان هذا يسبب الحروب في بعض الأحيان ، فقد أشتبك أهل
" البهنسا " ذات يوم في حرب مع سكان المدينة المقابلة لهم ، لأنهم تجاسروا
وأكلوا إلههم وهو نوع من السمك يسمي " أبا بوز " إن معظم الأسماك كانت
مقدسة بطريقة ما ، وهناك انواع معينة كانت مخصصة للآلهة ، فكان " الأرض "
مكرسا للإلهة ( نيت ) ، و " ثعبان السمك " لإله ( هليوبولس ) ، أما ربه
الأسماك جميعا فكانت " أنثي الدلفين "
السمك في حياة المسيح
كان
للسمك مكانة خاصة عند السيد المسيح ، فقد ذكر عنه أنه أكل سمكا بعد
قيامته( لو 24 : 42 ، 43 ) وقد كان علي الأقل أربعة من تلاميذ السيد
المسيح يشتغلون بصيد السمك ، فالمسيح اختار بعضا من تلاميذ من أرب هذه
الحرفة ، ليجعلهم صيادي الناس بدلا من صيادي سمك " هلم ورائي فأجعلكما
صيادي الناس " . كما بارك في الخمس خبزات والسمكتين " فأمر الجموع ان
يتكئوا علي العشب ، ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء
وبارك وكسر وأعطي الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجمع " ( مت 14 : 19 ) ،
وبارك مرة ثانية في السبع خبزات وقيل من صغار السمك .( مت 15 : 36 ) .
وكانت اول معجزاته مع تلاميذه هي صيد السمك الكثير " فأجاب سمعان وقال له
يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئا ولكن علي كلمتك ألقي الشبكة ،
ولما فعلوا ذلك امسكوا سمكا كثيرا فصارت شباكهم تتخرق " ( لو 5 : 5 ، 6) ،
وآخر معجزاته لهم هي صيد ( 153 ) سمكة ( يو ( 21 : 8 –
11 ) . وعندما طلبوا منه أن يدفع الجزية ، سددت ضريبته سمكة " أذهب إلي
البحر والقي صنارة والسمكة التي تطلع أولا خذها ومتي فتحت فاها تجد إستارا
فخذه وأعطهم عني وعنك ( مت 17 : 27 ) .
رموز السمكة في العهد الجديد
للسمك
معني رمزي في المسيحية ، فمنذ الأجيال الأولي والمسيحيون يتخذون من السمك
رمزا لهم في كثير من فنونهم وصناعاتهم ، فقد كان الفنانون القدماء ينقشونه
علي حوامل الأيقونات القديمة ، والقديس " إكليمنضس السكندري " أوصي بنقش
السمك علي الأختام الكنسية خصوصا ختم القربان المقدس ، ويوجد ضمن معروضات
المتحف القبطي الان " مذبح " من الحجر الجيري قديم العهد ، إذ يرجع إلي
القرن الرابع الميلادي عليه شكل حمامة في الوسط وسمكة عن يمينها وأخري عن
يسارها ، ومحلاة بشكل نباتي يرمز للكرمة المقدسة كما توجد صورة تمثل قطعة
من الحجر الجيري عليها نقش يمثل صليبا بين أثنين من سمك الدولفن وعلي
الجانبين زخارف نباتية ، فالصليب علامة الخلاص في المسيحية والدولفن رمز
لخلاص الإنسان من الغرق.
نستطيع
ان نقول : إن المسيحية كما قدست الحمل كرمز للمسيح حمل الله الذي رفع
خطايا العالم ( يو 1 : 36 ) ، والحمامة كرمز للروح القدس الذي حل علي
المسيح في نهر الأردن ( مت 3 : 16 ) ، هكذا أيضا قدست السمك الذي كثيرا ما
يرمز إلي السيد المسيح و الي المؤمنين و الي الإيمان
السمك كرمز للمسيح
الحروف اليونانية لكلمة سمكة ( اخثوس ) مشتقة من الحروف الأولية للكلمات اليونانية التي
تعني " يسوع المسيح أبن الله المخلص " .أما السبب الثاني لتشبيه السيد
المسيح بالسمكة فهو تلك السمكة التي اعتادنا أن نطلق عليها أسم سمكة "
طوبيا " التي تشير أليه ، وقد أخرجت مرارتها الشياطين من سارة زوجة طوبيا
( طو 8 : 2 ، 3 ) ولا ننسي أن السمك أحد العنصرين الذين قدمهما السيد
المسيح طعاماً للجماهير ليشبعهم رمزاً عن نفسه طعام الحياة ( يو 6 : 5 –
15 ) ، أما العنصر الأول فكان " خمسة أرغفة من الشعير " ..هذا وقد وجد في
بعض السراديب التي كان يهرب إليها المسيحيون في العصور القديمة لحماية
أنفسهم من بطش أعدائهم ، أسماك من النحاس والزجاج ، منقوش على جانبها كلمة
" خلصنا " بالحرف اليونانية .أما المعاني الروحية التي تربط بين السمك
والسيد المسيح فهي كثيرة نذكر منها الآتي :
إن
السمك وهو مائت لكنه غير فاسد ، والمسيح الذي مات لم ير فساداً ، وكما أن
ملوحة السمك هي التي حفظته من الفساد ، هكذا أيضاً لاهوت المسيح حفظ
ناسوتة المتحد به من التعفن والتحلل ، أي حفظه من الفساد .
ــ
السمك حيوان لكنه لا يلد كما تلد الحيوانات الأخرى ، إنما يبيض كما تبيض
الطيور ، لهذا يجمع السمك بين طبيعتي الطيور السمائيه والحيوانات الرضية ،
وفي هذا إشارة للمسيح الذي كان له طبيعته واحدة من طبيعيتين إحداهما
سمائية والأخرى أرضية ، ألم يقل معلمنا بولس الرسول " .
ــ
وإذا تأملنا في طريقة ولادته ، نجد أن السمك يلد دون اجتماع الذكر بالأنثى
، فالأنثى تضع البيض ثم يأتي الذكر ويلقحه فيتم إخصابه ، وهذا إنما يشير
إلى رب المجد يسوع الذي ولد من عذراء لم تعرف رجل " لما كانت مريم أمة
مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلي من الروح القدس " (مت 1 : 18 ) ( (
لو 1 : 34 ) .
ــ
إذا خرج السمك من البحر إلى اليابسة ، يكون قد خرج من الحياة إلى الموت ،
ولماذا يموت ؟ أليس لكي يكون طعاماً للإنسان ! وهكذا أيضاً السيد المسيح
أبن الله ، خرج من حضن الآب إلى أرضنا الجافة المقفرة ، لكي يموت عوضا عنا
، ويعطينا جسده لنأكله ، لا لنحيا حياة أرضية ، وإنما لنحيا حياة أبدية (
يو 16 : 51 ) .
ــ
يعتبر السمك الطعام الوحيد ، الذي لا تمنع أي ديانة أكلة ميتاً ودمه فيه ،
دون أن يحسب هذا نجاسة ، ودون أن يتعارض مع نواهي الكتاب المقدس الذي يأمر
أن يمتنع عن الدم والمخنوق ( أع 15 : 29 ) ، والمسيح وهو في جسم البشرية
سمح أن نأكله لحماً ونشربه دماً ( مت 26 : 26 – 28 )
ــ
للسمك أسلوبان في صيده ، فقد تمسكه صناره ، وقد تقتنصه شبكة ، وإنما يشير
إلى عمل المسيح الكرازى في جذب النفوس ، فكثيراً ما يجذبهم عن طريق العمل
الفردي ( الصنارة ) ، أو عن طريق العمل الجماعي (الشبكة) .
ولا
ننسي أنه عن طريق سمكه ( حوت ) نجا يونان النبي ، ومرارة سمكة طوبيا أخرجت
الشياطين من سارة ، وفي هذا إشارة إلى الذين خلصوا بكرازة المسيح ونجوا من
قبضة إبليس ، إشارة أيضاً إلى الذين أخرج منهم الشياطين .
السمك كرمز للمؤمنين
كما
ترمز السمكة إلى المؤمنين ، ففي ( مت 13 : 47 ) أستخدمها السيد المسيح
رمزاً لشعبه إذ قال : " يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة
من كل نوع ، والمقصود بكل نوع هنا أنواع البشر المختلفة ، وفي ( لو 5 : 10
) أكد له المجد نفس المعني وذلك بقوله لبطرس : " من الآن تكون تصطاد الناس
" ، وفي هذا المعني يقول القديس كيرلس الأورشليمى " عن السيد المسيح
يصطادنا كما بسناره لا ليقتلنا وإنما ليقمنا أحياء بعد أن نموت " .
السمكة كرمز للإيمان
وقد
رمز المسيحيون الأولون بالسمك إلى إيمانهم ، فكان السمك علامة التعارف
بينهم ، فالتقليد يذكر لنا : عن المسيحي في عصور الاضطهاد كان عندما
يتقابل مع نظيرة المسيحي ، يرسم له رأس ونصف جسم سمكة ، فيبادله الآخر
برسم نصفها الثاني مع ذيلها ، فيتعارف الاثنان على أنهما مسيحيان .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى