- ملاك وهبزائر
البشرية إنسانٌ مجروحٌ مؤلم .. ما أحوجها للشفاء
الأحد يوليو 20, 2008 1:56 pm
البشرية إنسانٌ مجروحٌ مؤلم .. ما أحوجها للشفاء
حين ننظر من حولنا، نرى جروحاً وآلاماً لا حصر لها. نرى صراعات ملأت القلوب من الداخل، وظهرت على الوجوه من الخارج. فنسمع عن حروبٍ، دمرت الإنسانَ نفساً وجسداً، ولوثت البيئة من كثرة الدماء التي سالت على الأرض، وما سببها إلا الأنانية وغياب المحبة.
نسمع عن زلازل وبراكين، وقد دمرت منازلاً لا حصر لعددها، كانت هذه المنازل تحوي بداخلها عدداً من البشر، مختلفون في الأعمار والجنس واللون، فمنهم الطفولة البريئة، وريعان الشباب، وحكمة الشيوخ، وأيضاً شرور الضمائر الميتة. كانت تحوى رجالاً ونساءً خُلقوا ليتمتعوا بحياة الحب التي وهبها لهم الخالق. لقد أوقف كل هذا الحياة، وما سبب هذا سوا هيجان طبيعي للطبيعة، كما تهيج أمعاء الإنسان بغتة، وربما دون سبب، ولا أحد يفسر هذا. لقد أنتجت الحروب والزلازل والبراكين، أمراضاً هددت ومازالت تهدد حياة الإنسان، أمراضاً ملأت القلوب بالاضطراب والمخاوف، جعلت العبث يعلو وجه الإنسان أكثر من الابتسامة.
نسمع عن الظلم وقد تفشى في ضمائر أصحاب السلطة، فنرى السجون وقد امتلأت عن أخرها بأشخاص ضحية لهذا الظلم ولهذه الضمائر الميتة. وقد أثبتت الخبرة، أنه كم من أشخاصٍ قُيدت حُريتهم فقط لأن الضمير قد مات. وما أسوء نتائج موت الضمير. إن المجرمون في المجتمع هم نتاج موت هذا الضمير، وتفشي هذا الظلم.
كم من أشخاصٍ، نسمع عنهم أنهم ماتوا من الجوع والعطش، من برد الشتاء القارص، وحرارة الشمس الحارقة، وكل هذا نتاج غياب العدالة في المجتمع، وسوء توزيع خيرات الأرض، وانعدام الشعور بالآخرين، وابتعاد المسئولون عن واقع مَن هم في مسئوليتهم ورعايتهم.
حين يضيع الأمان ويحل الاضطراب حول الإنسان، فإنه يفقد عقله، ويعيش كالحيوان فاقداً الإحساس بكل ما هو جميلٌ في الحياة، يأكل ويشرب وغداً سوف يموت!!
ومن جروح البشرية الكبيرة، إلى الجروح الصغيرة، التي تهدم حياة الإنسان على المدى البعيد. الأسّر التي تفككت وانهارت وضاع أبنائها، وربما لسوء التفاهم بين الزوجين، أو سير أحدهما وراء نزوةٍ أفقدته حكمته وشعوره بالمسئولية تجاه أسرته. وأسوء من ذلك حينما نرى عودة قايين داخل الأسرة، فيقتل الأخ أخاه من أجل الميراث، ويسرق الابن أبيه، ويسخر الأبناء من والديهم، إنه صراع المادة، صراع الجسد، غياب الروح، وموت الضمير.
لقد باتت البشرية ضعيفة، هزيلة، منكسرة، منهزمة، أمام كل هذه الجروح، ولقد بات الصراع سمة العصر السائدة، فحتى الأديان تتصارع، بل دخل الصراع بين الديانة الواحدة، ويا ليته كان صراعاً شريفاً يعمل للخير، بل صراعٌ شريرٌ، يعمل على ازدياد الشر وضياع الإنسان. لقد اغتنت البشرية بالشر أكثر من الخير، اغتنت بالظلم أكثر من الحق والعدل، وبالأنانية أكثر من المحبة، وبالظلام أكثر من النور، افتقرت لكل المبادئ الإنسانية الجميلة التي خلقها الله، لذلك هي مجروحةٌ ومتألمةٌ، وما أحوجها إلى الشفاء.
ربما يشعر أحدٌ أن الله غاب عن وجودنا، وعن عالمنا، ولكن الحقيقة أن الله حيٌ في وسطنا، يده ممدودة وقلبه مفتوح لنا كل لحظة، عينه لا تنام، وصوته مابرح ينادي «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقلي الأحمال وأنا أريحكم»، ما زال ينادي «يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي»، ولكن بصرنا هو الذي لا يرى، وقلبنا هو الذي لا يشعر، وقد أغلقنا أذاننا عن سمع صوته، فهُيئ لنا أنه غير موجود، والحقيقة نحن الغائبون عن عالمنا.
ما أحوجنا نحن البشر للعودة إلى الصورة الجميلة التي خلقنا عليها الله، ما أحوج أن تمتلئ قلوبنا بدف الحب، ما أحوجنا إلى قلبٍ كبيرٍ رحيمٍ مُحبٍ نرتمي فيه، فنشعر بالأمان والاطمئنان، وما يوجد قلب هكذا سوا قلب الله. ما أحوجنا إلى هذا القلب ليكون ملجأً لنا، حصناً نحتمي فيه من شرور الطبيعة، وشرور أنفسنا. إننا نحتاج لأن يحول الله ألمنا إلى تعزيةٍ وفرحٍ، نحتاج لأن يضمد جروحنا، نحتاج أن نذوق ونشعر بالرحمة والحنان والحب. وحده الله الذي يمنحنا هذا، فهو يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعير أحداً، بل لا ينتظر أي مقابل، سوى أن نعطي ما أخذناه للآخرين.
ربي وإلهي، نحن عالم مجروح متألم، أفقدتنا الخطيئة كل مباهج الحياة، أضاعت صورة البراءة التي خلقتنا عليها، أضاعت شريعتك، شريعة الحب المخلوقة في ضمائرنا والمكتوبة في قلوبنا والمطبوعة في عقولنا، وأضاعت الأمان والاطمئنان، فامتلاء جسدنا بالجراح. لقد أفقدتنا الخطيئة البصيرة الروحية، التي من خلالها نرى خلاص المسيح على الصليب، فأوقفت، بل وقيدت، أقدمنا عن السير نحو الصليب حتى لا نشرب من الدم المراق من أجلنا، أو نرتوي من الماء الخارج من الجنب المطعون بالحربة، فنخلص، ويملئ الفرح والحب قلوبنا. فهلم أنت بروحك القدوس، املأ القلوب بالحب، ضمد جراحنا، أنر ظلمة ضمائرنا، فيخرج منها كل ما هو طاهرٌ ونقيٌ وجميلٌ. بدل أيها الإله ألمنا بأفراحك، بدد الخوف الذي زرعته الشرور بداخلنا، أيقظ شعورنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا البعض. امنحنا قوةً ندوس بها كل قوة العدو، حول صراعنا إلى غيرة مقدسة، تخدم النفوس وتعمل من أجل خلاصها. إلهي نحن خليقتك المجروحة والمتألمة، ووحدك أنت الخالق الذي تضمد هذه الجراح وتبدد هذه الآلام.
حين ننظر من حولنا، نرى جروحاً وآلاماً لا حصر لها. نرى صراعات ملأت القلوب من الداخل، وظهرت على الوجوه من الخارج. فنسمع عن حروبٍ، دمرت الإنسانَ نفساً وجسداً، ولوثت البيئة من كثرة الدماء التي سالت على الأرض، وما سببها إلا الأنانية وغياب المحبة.
نسمع عن زلازل وبراكين، وقد دمرت منازلاً لا حصر لعددها، كانت هذه المنازل تحوي بداخلها عدداً من البشر، مختلفون في الأعمار والجنس واللون، فمنهم الطفولة البريئة، وريعان الشباب، وحكمة الشيوخ، وأيضاً شرور الضمائر الميتة. كانت تحوى رجالاً ونساءً خُلقوا ليتمتعوا بحياة الحب التي وهبها لهم الخالق. لقد أوقف كل هذا الحياة، وما سبب هذا سوا هيجان طبيعي للطبيعة، كما تهيج أمعاء الإنسان بغتة، وربما دون سبب، ولا أحد يفسر هذا. لقد أنتجت الحروب والزلازل والبراكين، أمراضاً هددت ومازالت تهدد حياة الإنسان، أمراضاً ملأت القلوب بالاضطراب والمخاوف، جعلت العبث يعلو وجه الإنسان أكثر من الابتسامة.
نسمع عن الظلم وقد تفشى في ضمائر أصحاب السلطة، فنرى السجون وقد امتلأت عن أخرها بأشخاص ضحية لهذا الظلم ولهذه الضمائر الميتة. وقد أثبتت الخبرة، أنه كم من أشخاصٍ قُيدت حُريتهم فقط لأن الضمير قد مات. وما أسوء نتائج موت الضمير. إن المجرمون في المجتمع هم نتاج موت هذا الضمير، وتفشي هذا الظلم.
كم من أشخاصٍ، نسمع عنهم أنهم ماتوا من الجوع والعطش، من برد الشتاء القارص، وحرارة الشمس الحارقة، وكل هذا نتاج غياب العدالة في المجتمع، وسوء توزيع خيرات الأرض، وانعدام الشعور بالآخرين، وابتعاد المسئولون عن واقع مَن هم في مسئوليتهم ورعايتهم.
حين يضيع الأمان ويحل الاضطراب حول الإنسان، فإنه يفقد عقله، ويعيش كالحيوان فاقداً الإحساس بكل ما هو جميلٌ في الحياة، يأكل ويشرب وغداً سوف يموت!!
ومن جروح البشرية الكبيرة، إلى الجروح الصغيرة، التي تهدم حياة الإنسان على المدى البعيد. الأسّر التي تفككت وانهارت وضاع أبنائها، وربما لسوء التفاهم بين الزوجين، أو سير أحدهما وراء نزوةٍ أفقدته حكمته وشعوره بالمسئولية تجاه أسرته. وأسوء من ذلك حينما نرى عودة قايين داخل الأسرة، فيقتل الأخ أخاه من أجل الميراث، ويسرق الابن أبيه، ويسخر الأبناء من والديهم، إنه صراع المادة، صراع الجسد، غياب الروح، وموت الضمير.
لقد باتت البشرية ضعيفة، هزيلة، منكسرة، منهزمة، أمام كل هذه الجروح، ولقد بات الصراع سمة العصر السائدة، فحتى الأديان تتصارع، بل دخل الصراع بين الديانة الواحدة، ويا ليته كان صراعاً شريفاً يعمل للخير، بل صراعٌ شريرٌ، يعمل على ازدياد الشر وضياع الإنسان. لقد اغتنت البشرية بالشر أكثر من الخير، اغتنت بالظلم أكثر من الحق والعدل، وبالأنانية أكثر من المحبة، وبالظلام أكثر من النور، افتقرت لكل المبادئ الإنسانية الجميلة التي خلقها الله، لذلك هي مجروحةٌ ومتألمةٌ، وما أحوجها إلى الشفاء.
ربما يشعر أحدٌ أن الله غاب عن وجودنا، وعن عالمنا، ولكن الحقيقة أن الله حيٌ في وسطنا، يده ممدودة وقلبه مفتوح لنا كل لحظة، عينه لا تنام، وصوته مابرح ينادي «تعالوا إليّ يا جميع المتعبين وثقلي الأحمال وأنا أريحكم»، ما زال ينادي «يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي»، ولكن بصرنا هو الذي لا يرى، وقلبنا هو الذي لا يشعر، وقد أغلقنا أذاننا عن سمع صوته، فهُيئ لنا أنه غير موجود، والحقيقة نحن الغائبون عن عالمنا.
ما أحوجنا نحن البشر للعودة إلى الصورة الجميلة التي خلقنا عليها الله، ما أحوج أن تمتلئ قلوبنا بدف الحب، ما أحوجنا إلى قلبٍ كبيرٍ رحيمٍ مُحبٍ نرتمي فيه، فنشعر بالأمان والاطمئنان، وما يوجد قلب هكذا سوا قلب الله. ما أحوجنا إلى هذا القلب ليكون ملجأً لنا، حصناً نحتمي فيه من شرور الطبيعة، وشرور أنفسنا. إننا نحتاج لأن يحول الله ألمنا إلى تعزيةٍ وفرحٍ، نحتاج لأن يضمد جروحنا، نحتاج أن نذوق ونشعر بالرحمة والحنان والحب. وحده الله الذي يمنحنا هذا، فهو يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعير أحداً، بل لا ينتظر أي مقابل، سوى أن نعطي ما أخذناه للآخرين.
ربي وإلهي، نحن عالم مجروح متألم، أفقدتنا الخطيئة كل مباهج الحياة، أضاعت صورة البراءة التي خلقتنا عليها، أضاعت شريعتك، شريعة الحب المخلوقة في ضمائرنا والمكتوبة في قلوبنا والمطبوعة في عقولنا، وأضاعت الأمان والاطمئنان، فامتلاء جسدنا بالجراح. لقد أفقدتنا الخطيئة البصيرة الروحية، التي من خلالها نرى خلاص المسيح على الصليب، فأوقفت، بل وقيدت، أقدمنا عن السير نحو الصليب حتى لا نشرب من الدم المراق من أجلنا، أو نرتوي من الماء الخارج من الجنب المطعون بالحربة، فنخلص، ويملئ الفرح والحب قلوبنا. فهلم أنت بروحك القدوس، املأ القلوب بالحب، ضمد جراحنا، أنر ظلمة ضمائرنا، فيخرج منها كل ما هو طاهرٌ ونقيٌ وجميلٌ. بدل أيها الإله ألمنا بأفراحك، بدد الخوف الذي زرعته الشرور بداخلنا، أيقظ شعورنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا البعض. امنحنا قوةً ندوس بها كل قوة العدو، حول صراعنا إلى غيرة مقدسة، تخدم النفوس وتعمل من أجل خلاصها. إلهي نحن خليقتك المجروحة والمتألمة، ووحدك أنت الخالق الذي تضمد هذه الجراح وتبدد هذه الآلام.
الإكليريكي
ملاك وهبة فرج
ملاك وهبة فرج
- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
ربنا يحفظنا
الأربعاء يوليو 30, 2008 5:05 pm
[size=21]ربي وإلهي، نحن عالم مجروح متألم، أفقدتنا الخطيئة كل مباهج الحياة، أضاعت صورة البراءة التي خلقتنا عليها، أضاعت شريعتك، شريعة الحب المخلوقة في ضمائرنا والمكتوبة في قلوبنا والمطبوعة في عقولنا، وأضاعت الأمان والاطمئنان، فامتلاء جسدنا بالجراح
كلام كله حكمة ونعمة وفعلا العالم اليوم اصبح ملىء بالشرور والآثام والظلم وعدم المحبة
ربنا يحفظنا من الخطيئة ويجعلنا دائما مكرسين له ومقدسين دائما
الاكليريكى / مايكل وليم[/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى