الايمان في زمن الكورونا ( ٣ ) __ ——- المصالحة .. للأب مايكل وليم راعى كنيسة السيدة العذراء – الحواصلية – ايبارشية المنيا

المصالحة. كلمة رائعة إنسانية تعبّر عن القيمة العظمى للانسان في قدرته على عيش المحبة العملية والمتجسدة في القدرة على المصالحة الكونية.
– فقيمة الانسان لا تكمن في الثروات بل في القدرة على بذل الذات.
– قيمة الانسان لا تتحقق بتحقيق الانسان لذاته بكبريائه وعناده، بل باختلاءه واتضاعه ووداعته.
– قيمة الانسان لا في مظهره الخارجي وامكانياته، بل في جوهره البسيط القلبي وقدرته على معايشة المصالحة باستمرار.

ما اجمل فضيلة المصالحة، انها فضيلة ايمانية يعيشها المؤمن ليبرهن بها عن ايمانه الحقيقي بالله، فالايمان بالله في زمن الامراض والتجارب التي نعيشها لا بد ان ينعكس على الانسان من خلال سعيه المستمر ليتصالح مع الكل: مع الله/ مع الاخرين/ مع ذاته/ مع الكون كله. فلا يوجد شيء باق على الارض سوى اعمال المحبة والرحمة والمصالحة……
ولكن المصالحة لكي تتحقق فنحن بحاجة الى سر نعمة الهية تسند ضعفنا، فنعمة الله ومحبته لنا تجعلنا نجسد حضور المصالحة والسلام:
+ فعندما نتجاوب مع نعمة الله، ونضع ارادتنا بجوار ارادة الله نستطيع ان نعيش المصالحة. ولكن عندما نرفض الاصغاء لالهامات النعمة، ونتصرف دائما حسب ارادتنا البشرية، فحينها تصعب معايشة المصالحة لان الذات تملك على قلب الانسان وفكره.

+ المصالحة يا احبائي تتطلب من الانسان:
صلاة/ تواضع/ اصغاء/ صمت/ تسليم لارادة الله/ شكر/ ان ارى الخير دائما في كل ما يحدث وفي كل شخص اراه/ ان اواجه الاساءة بالمغفرة على مثال المسيح وكل القديسين/ تنازلات مستمرة عن حقوق ومكاسب معينة في سبيل كسب وارضاء الجميع على قدر الامكان، وهذا ليس بضعف، بل انه عظم القوة، مثل المسيح الذي اظهر بالضعف ما هو اعظم من القوة باخلاءه واتضاعه وبذله حتى المنتهى لذاته لاجل كل العالم….حسبت كل الاشياء نفاية لاربح الحب والصلح والسلام الذي هو المسيح…..

فلنكن يا احبائي في هذا الزمن الصعب رسلا للمصالحة، نتصالح مع الجميع فنعيش في سلام وانسجام يجعلنا نترك بصمة في العالم بعد مفارقتنا له بعد اتمام مسيرتنا ورسالتنا.

+ ابناء الله يعيشون دائما في مصالحة اخوية مستمرة مع الجميع…ابناء ابليس يعيشون دائما مع نزاعات وخلافات وصراعات مع الجميع…..ابناء الله يتصالحون فيما بينهم ويتجنبون المشاكل باحتوائهم ومرونتهم وتنازلاتهم المستمرة، وابناء ابليس يتصارعون فيما بينهم ويختلقون المشاكل لابسط الاسباب.

+++ نصلي يا احبائي كيما يمنحنا الله القوة والنعمة لكي ما نعيش رسلا وتلاميذا للمصالحة وللسلام وللمحبة مع جميع الناس، فنهزم الشرير والشر بالخير والحب. فليمنح الرب نعمة لكل العالم والقيادات الدينية والسياسية كيما يجسدوا بحياتهم حضور المحبة والانسانية والمصالحة الاخوية دوما على الدوام. امين