- مايكل عادلعضو نشيط
الطريق إلى نضوج الشخصية2
الأربعاء مايو 28, 2008 2:29 pm
باقي مقال الطريق إلى نضوج الشخصية
الإجابة على السؤال المطروح عن حالة الفشل:
1- الحدث السلبي: أفشل في فحص او في عمل ما، فأشعر بالكآبة والإحباط والتقوقع.
2- الموقف الضمني: الفشل مضّر وغير نافع ابدا، اذ يقلل من قيمة الإنسان ويحطّم المعنويات.
3- مناقشة الموقف؛ ان الفشل سنّة الحياة، اذ سبحان من لا يخطأ، فكل انسان
معرّ ض للخطأ واذن للفشل. من ناحية اخرى، الفشل على المدى الأبعد لا يقلل
من قيمة الانسان. بالعكس، الفشل يدرّب الإنسان على تحمل الحياة وتقبلها في صعوباتها. فيجب عدم التخوف من الفشل، بل يجب الاستفادة منه. امّا عدم تخطي الفشل واقعيا نحو الأفضل، فذلك خطأ كبير.
4- ردة فعل جديدة: اعترف بواقعية وشجاعة بأسباب فشلي، وأشعر بارتياح بأني لست الفاشل الوحيد، واصمم بعزيمة على ان انطلق وأمشي الى الأمام بروح رياضية وأمل.
قياسا مع هذين المثالين، ثمة احداث اخرى متنوعة تتخلل حياتنا اليومية، وذلك في الميادين الدينية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية والعاطفية والجنسية، الخ. انها تؤثّر سلبيا على نفسيتنا، فننفعل وننزعج ونتعقّد بسببها. وقد نيأس في بعض الحالات ونتحطم نفسيا، وذلك اذا تركناها ولم نحاول مواجهتها بواقعية وصدق وشجاعة. ومن ناحية اخرى، قد لا تكون بعض الحالات التي تمرّ بنا هيّنة ابدا، فنحتاج عندئذ الى معالجة مطوّلة او الى استرشاد ومرافقة روحية. وفي آخر المطاف، لا يخفى علينا كمؤمنين بأن الرب يرعانا ويرافقنا في طريق حياتنا. على هذا، فجميع محاولاتنا للسير نحو توازننا الإنسانى تنصّب بشكل او آخر في ميدان علاقتنا مع الرب، الذي يدعونا الى تعميق علاقتنا مع ذواتنا ومع الآخرين.
(6) نظرتنا الإيمانية وتوازننا الإنسانى:
فيما سبق رأينا عموما الجانب النفسي للنظرة المتكاملة والمتزنة للشخصية الانسانية. بقي لنا ان نكمّل رؤيتنا بالقاء الأضواء على رؤيتنا الإيمانية عن الحياة. فيما يلي بعض الاعتبارات الإيمانية الأساسية التي ، اذا تحوّلت الى قناعات عميقة ، بامكانها ان تعدّل وتعمّق نظرتنا الى الحياة وعلاقتنا مع ذواتنا ومع الآخرين:
1- الله تعالى، الذي هو في جوهره محبة وعطاء، خلقنا لأنه احبنا وأراد ان يشاركنا
بحبه وحياته الإلهية في سر ثالوثه القدوس، ويجمعنا معه ومع كل الأسرة البشرية كجماعة واحدة محبة.
2- يحب الله كل واحد منا بحب مطلق غير مشروط، وذلك بالرغم من نقائصنا وعدم استحقاقنا. بناء على ذلك، فان حب الله لنا يقوينا ويرفعنا ويجعلنا قادرين ان ننمو ونتطور بالرغم من نقائصنا، وان ننضج ونكبر في الحكمة والمحبة.
3- ان الهنا المحب الذي يحبنا كما نحن، يريدنا حقا ان نحب ونقدّر ذواتنا كما نحن في ايجابياتنا وفي سلبياتنا، وان نتقبل بلطف كل ما هو محدود وضعيف فينا. واذا ما احببنا انفسنا هكذا، سيصبح بالإمكان ان تنطلق قوى الخير والحب التي هي فينا، وسيمكننا ان نحب القريب كما نحب انفسنا. وفي حال عدم توصلنا ، لسبب ما، الى محبة صحيحة لذواتنا ، فذلك سيجمّد قوى الحب الي هي فينا، فلا نعود نستطيع ان نحب الله والآخرين كما يجب. ولهذا، اذا حدث ان وقع احدنا في خطأ ما وشعر بالفشل والإحباط او بوخز الضمير، فانه قد يحتقر نفسه ولا يمكنه ان ينفتح جيدا لأله الخير والمحبة ولأي انسان يتقرب منه، فيصبح متقوقعا ومجروحا في اعماقه. ويعود ذلك النفور والقرف الى عدم الانفتاح الى البعد الأساسي للحب، وهو حب الذات الصحيح المنطلق من حب الله لنا الذي يحرر طاقاتنا لحب الآخرين.
4- عناية الله المحبة ترعى العالم وتسهر عليه بحنان ، وهي تحّن على كل انسان يولد ويعيش في كل زمان ومكان. ولهذا يبقى المؤمن والمتّكل على الله شجاعا ومتفائلا
بالرغم من كل العثرات والمصائب والتجارب ، مهما كان نوعها وخطورتها. فالله يبقى معنا على دروب حياتنا ، في أفراحنا وفي آلامنا، وانه يقوينا في عجزنا وضعفنا، ويملأ فراغ قلوبنا ويشفي جراحنا ، ويصلح كسورنا، ويبعث فينا الحياة، خاصة عندما يموت شيء فينا، جسميا ونفسيا وروحيا. ومن ناحية اخرى، فالله لا يطالبنا بشيء ، بل يدعونا دوما الى تقبل حبه والى الاستمتاع بدفء صداقته ، كما انه يدعونا الى العودة الى حبه عند ابتعادنا عنه. فانه يريدنا ان نسير دائما نحو استخدام طاقاتنا التي وضعها فينا، وذلك لخيرنا ولخير الآخرين.
5- وفي ظروف حياتنا وعالمنا، حيث نجد الحروب والنزاعات بين الشعوب ، وحيث تتوسع الهوّة بين الأغنياء والفقراء وبين الميسورين والمحتاجين، وحيث لا نرى الاّ جسد البشرية الممزق، يحسن بنا ان نتذكر بأن الرب يسوع المسيح ، بتجسده وموته وقيامته لأجلنا، اخترق اعماق نفوسنا في مخاوفنا وآلامنا، ويستطيع اذن من خلال جسده الممزق والقائم من الموت ان يساعدنا على ان نقوم كل يوم معه، بالرغم من كل شيء.
6- عبر هذه الحياة الفانية نحن مسافرون الى بيتنا السماوي الأبدي، وعلى الطريق
نحن مدعوون لنعيش ملء حياتنا بقدر الإمكان، متخطين الصعوبات التي لابد ان تجابهنا. وعلى الطريق يمكننا ان نستمتع برحلة حياتنا الأرضية، شريطة ان نقول نعم من كل قلوبنا للحياة كما تأتي ولحب الله لنا.
7- ايماننا الحي ليس في اساسه مجرد ثمرة سعينا ومهارتنا البشرية ، بل انه هبة مجانية من الله، نحصل عليها بانفتاحنا المستمر على الله، واذن على ذواتنا وعلى الآخرين. وانفتاحنا هذا يتمّ بنعمة الرب وبلمسة روحه القدوس، الذي يعمل فينا من الداخل ويجعلنا كل يوم خلقا جديدا: "اذا كان احد في المسيح، فانه خلق جديد، وقد زال كل شيء قديم وها كل شيء جديد." (2 قور 5/17 )
عليه، فالطريق الى نضوج الشخصية الإنسانية يستند على رؤيتنا المتكاملة نفسانيا وايمانيا، كما يعتمد كثيرا على ضرورة تحرير ذواتنا وانفتاحنا المستمر على الله
وعلى ذواتنا في عمقها وعلى الآخرين في حياتنا
الأب يوسف بربي اليسوعي
الإجابة على السؤال المطروح عن حالة الفشل:
1- الحدث السلبي: أفشل في فحص او في عمل ما، فأشعر بالكآبة والإحباط والتقوقع.
2- الموقف الضمني: الفشل مضّر وغير نافع ابدا، اذ يقلل من قيمة الإنسان ويحطّم المعنويات.
3- مناقشة الموقف؛ ان الفشل سنّة الحياة، اذ سبحان من لا يخطأ، فكل انسان
معرّ ض للخطأ واذن للفشل. من ناحية اخرى، الفشل على المدى الأبعد لا يقلل
من قيمة الانسان. بالعكس، الفشل يدرّب الإنسان على تحمل الحياة وتقبلها في صعوباتها. فيجب عدم التخوف من الفشل، بل يجب الاستفادة منه. امّا عدم تخطي الفشل واقعيا نحو الأفضل، فذلك خطأ كبير.
4- ردة فعل جديدة: اعترف بواقعية وشجاعة بأسباب فشلي، وأشعر بارتياح بأني لست الفاشل الوحيد، واصمم بعزيمة على ان انطلق وأمشي الى الأمام بروح رياضية وأمل.
قياسا مع هذين المثالين، ثمة احداث اخرى متنوعة تتخلل حياتنا اليومية، وذلك في الميادين الدينية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية والعاطفية والجنسية، الخ. انها تؤثّر سلبيا على نفسيتنا، فننفعل وننزعج ونتعقّد بسببها. وقد نيأس في بعض الحالات ونتحطم نفسيا، وذلك اذا تركناها ولم نحاول مواجهتها بواقعية وصدق وشجاعة. ومن ناحية اخرى، قد لا تكون بعض الحالات التي تمرّ بنا هيّنة ابدا، فنحتاج عندئذ الى معالجة مطوّلة او الى استرشاد ومرافقة روحية. وفي آخر المطاف، لا يخفى علينا كمؤمنين بأن الرب يرعانا ويرافقنا في طريق حياتنا. على هذا، فجميع محاولاتنا للسير نحو توازننا الإنسانى تنصّب بشكل او آخر في ميدان علاقتنا مع الرب، الذي يدعونا الى تعميق علاقتنا مع ذواتنا ومع الآخرين.
(6) نظرتنا الإيمانية وتوازننا الإنسانى:
فيما سبق رأينا عموما الجانب النفسي للنظرة المتكاملة والمتزنة للشخصية الانسانية. بقي لنا ان نكمّل رؤيتنا بالقاء الأضواء على رؤيتنا الإيمانية عن الحياة. فيما يلي بعض الاعتبارات الإيمانية الأساسية التي ، اذا تحوّلت الى قناعات عميقة ، بامكانها ان تعدّل وتعمّق نظرتنا الى الحياة وعلاقتنا مع ذواتنا ومع الآخرين:
1- الله تعالى، الذي هو في جوهره محبة وعطاء، خلقنا لأنه احبنا وأراد ان يشاركنا
بحبه وحياته الإلهية في سر ثالوثه القدوس، ويجمعنا معه ومع كل الأسرة البشرية كجماعة واحدة محبة.
2- يحب الله كل واحد منا بحب مطلق غير مشروط، وذلك بالرغم من نقائصنا وعدم استحقاقنا. بناء على ذلك، فان حب الله لنا يقوينا ويرفعنا ويجعلنا قادرين ان ننمو ونتطور بالرغم من نقائصنا، وان ننضج ونكبر في الحكمة والمحبة.
3- ان الهنا المحب الذي يحبنا كما نحن، يريدنا حقا ان نحب ونقدّر ذواتنا كما نحن في ايجابياتنا وفي سلبياتنا، وان نتقبل بلطف كل ما هو محدود وضعيف فينا. واذا ما احببنا انفسنا هكذا، سيصبح بالإمكان ان تنطلق قوى الخير والحب التي هي فينا، وسيمكننا ان نحب القريب كما نحب انفسنا. وفي حال عدم توصلنا ، لسبب ما، الى محبة صحيحة لذواتنا ، فذلك سيجمّد قوى الحب الي هي فينا، فلا نعود نستطيع ان نحب الله والآخرين كما يجب. ولهذا، اذا حدث ان وقع احدنا في خطأ ما وشعر بالفشل والإحباط او بوخز الضمير، فانه قد يحتقر نفسه ولا يمكنه ان ينفتح جيدا لأله الخير والمحبة ولأي انسان يتقرب منه، فيصبح متقوقعا ومجروحا في اعماقه. ويعود ذلك النفور والقرف الى عدم الانفتاح الى البعد الأساسي للحب، وهو حب الذات الصحيح المنطلق من حب الله لنا الذي يحرر طاقاتنا لحب الآخرين.
4- عناية الله المحبة ترعى العالم وتسهر عليه بحنان ، وهي تحّن على كل انسان يولد ويعيش في كل زمان ومكان. ولهذا يبقى المؤمن والمتّكل على الله شجاعا ومتفائلا
بالرغم من كل العثرات والمصائب والتجارب ، مهما كان نوعها وخطورتها. فالله يبقى معنا على دروب حياتنا ، في أفراحنا وفي آلامنا، وانه يقوينا في عجزنا وضعفنا، ويملأ فراغ قلوبنا ويشفي جراحنا ، ويصلح كسورنا، ويبعث فينا الحياة، خاصة عندما يموت شيء فينا، جسميا ونفسيا وروحيا. ومن ناحية اخرى، فالله لا يطالبنا بشيء ، بل يدعونا دوما الى تقبل حبه والى الاستمتاع بدفء صداقته ، كما انه يدعونا الى العودة الى حبه عند ابتعادنا عنه. فانه يريدنا ان نسير دائما نحو استخدام طاقاتنا التي وضعها فينا، وذلك لخيرنا ولخير الآخرين.
5- وفي ظروف حياتنا وعالمنا، حيث نجد الحروب والنزاعات بين الشعوب ، وحيث تتوسع الهوّة بين الأغنياء والفقراء وبين الميسورين والمحتاجين، وحيث لا نرى الاّ جسد البشرية الممزق، يحسن بنا ان نتذكر بأن الرب يسوع المسيح ، بتجسده وموته وقيامته لأجلنا، اخترق اعماق نفوسنا في مخاوفنا وآلامنا، ويستطيع اذن من خلال جسده الممزق والقائم من الموت ان يساعدنا على ان نقوم كل يوم معه، بالرغم من كل شيء.
6- عبر هذه الحياة الفانية نحن مسافرون الى بيتنا السماوي الأبدي، وعلى الطريق
نحن مدعوون لنعيش ملء حياتنا بقدر الإمكان، متخطين الصعوبات التي لابد ان تجابهنا. وعلى الطريق يمكننا ان نستمتع برحلة حياتنا الأرضية، شريطة ان نقول نعم من كل قلوبنا للحياة كما تأتي ولحب الله لنا.
7- ايماننا الحي ليس في اساسه مجرد ثمرة سعينا ومهارتنا البشرية ، بل انه هبة مجانية من الله، نحصل عليها بانفتاحنا المستمر على الله، واذن على ذواتنا وعلى الآخرين. وانفتاحنا هذا يتمّ بنعمة الرب وبلمسة روحه القدوس، الذي يعمل فينا من الداخل ويجعلنا كل يوم خلقا جديدا: "اذا كان احد في المسيح، فانه خلق جديد، وقد زال كل شيء قديم وها كل شيء جديد." (2 قور 5/17 )
عليه، فالطريق الى نضوج الشخصية الإنسانية يستند على رؤيتنا المتكاملة نفسانيا وايمانيا، كما يعتمد كثيرا على ضرورة تحرير ذواتنا وانفتاحنا المستمر على الله
وعلى ذواتنا في عمقها وعلى الآخرين في حياتنا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى