- aziz sabbahعضو VIP
القديس فرنسيس و ذئب كاسر ( 1)
الإثنين أكتوبر 06, 2014 4:22 pm
اي شر ثنعت بالذئاب حتى تفترسني : كان فرنسيس يوم في طريقه الى بلدة غوبيو , وقد امتطى حمارا , لكثرة أمراضه وضعفه . وكثرة ما ينتابه من الام وامراض . حتى اذا بلغ سكان البلدة خبر مجيئه , اسرعوا الى لقائه بالسكاكين والعصي , ليردوا عنه الذئاب المتوحشة الهائمة بكثرة في تلك الجوار , ميما لو هاجمته . وحذروه من خطر التجول في المنطقة , اصبحت مسرحا ومراحا لوحوش ضوار تعبث فيها فسادا . واستغرب فرنسيس هذا التحوف الذي لا مبرر له في نظره . فأجابهم بسذاجة الاطفال : واي شرًّ صنعنا بالذئاب , انا وحماري , حتى تسطو علينا وتفترسنا ؟ . ورثى فرنسيس لحالة البلدة , واشفق على السكان من جو الفزع الذي يعيشون فيه . فصمم على الخروج املاقاة ذئب ذخم الجثة هائل , حدثوه عمه, كان يتردد على البلدة بين الحين والحين , فلا يقنع بتمزيق ما يصادف من بهائم , حتى يتعرض للسكان من رجال ونساء واطفال , يهاجمهم ويفتك بهم . وحاول السكان منع فرنسيس من هذه المغامرة خوفا عليه , لكن أصر على الذهاب للقاء الذئب . فرسم اشارة الصليب على ذاته , ثم خرج يلحق به نفر من تلاميذه . ولم يجد السكان بدا من مرافقته , تحوطا للخضر الداهم . وتطلع الذئب من بعيد , فراى جمعا غفيرا متجها صوبه ,فهجم فاغرا شدقيه مكشرا عن انياب حادة . حتى اذا اصبح على مقربة من القديس بادره هذا باشرة الصليب رسمها عليه قائلا : اي الذئب ؛ هلم الي .تني اَمرك من قبل المسيح ان لا تمسني بسوء قط , ولا تؤذي احد من هؤلاء الناس . ويا للعجب ما اتهى القديس من رسم اشارة الصليب , حتى اطبق الذئب الهائل شدقيه , وجمد في مكانه فامره القديس بالاقتراب , ففعل وكأنه الحمل الوديع . وربض عند قدمي فرنسيس .
واذ ذاك خاطبه فرنسيس بقواه : اخي الذئب يظهر لي انك تعيث فسادا في الجوار . لقد احدثت اضرارا جمة وارتكبت جرائم فظيعة,
بقتلك مخلوقات الله بدون استئذانه. ولم تكف بقتل الحيوانات وافتراسها بل اقدمت ايضا على الفتكبالبشر المخلوقين على ضورة الله ومثااله . فلاجل هذا انت مجرم تستحق الشنق وانت لص وقاتل سفاح . وهذا ما يبرّر تظلم الناس منك ومعاداتهم لك . ومع ذلك , يا اخي الذئب , اريد ان اكون وسيط صلح بينك وبينهم , بحيث لا تعود انت تمسهم بأذى , وهم من جهتهم يصفحون عما مضى ,ولا يعودون لملاحقتك , لا هم ولا كلابهم . ــــ بعد هذا الكلمات, راح الذئب يحرك جسمه واذنيه ويبصبص بذنبه وهز راسه , معبرا عن رضاه باقتراح القديس , وعزمه على التقيد به . فقال فرنسيس عند ذاك : اخي الذئب ما دمت ترضى بهذه المصالحة وتتقيد يها , فانا كفيل لك بان يضمن سكان البلدة ما تحتاجه من غذاء , فلاتقاسي جوعا , حتى يوافيك الاجل . نعم انا عالم بان الجوع هو الذي يدفعك الى هذه الشرور والمساوء . وبما اني سألتمس لك النعمة من السكان , فانا اررغب اليك , يا اخي الذئب ان تعدني صادقا , الاتمس بسوء احداً من الناس او الحيوانات . فهل تعدني بان تحفظ العهدوالمثاق ؟ وهز الذئب راسه للتدليل على موافقته ووعده . فتابع فرنسيس
اخي الذئب احب منك ان تقطع لى عهدا . على نفسك , اثق به كل الثقة ومد القديس يده ال الذئب ليأخذ منه عهدا .فرفع الذئب يده اليمنى ووضعها في يد القديس , جاهدا في التعبير عن العهد الذي يعطيه . واذ ذاك قال فرنسيس : والان , اخي الذئب , اني اَمرك باسم يسوع ان تصبني دون ان ترتاب في شيءلنمضي ونوثق هذه المصالحة باسم الرب . واطاع الذئب وسار مع القديس جنبا الى جنب
واخذ العجب من الحضرين كل ماخذ لهذا المشهد . فتراكض السكا الى ساحة البلدة ليشاهدوا الذئب في صحبة القديس . وتوافدوا جميعا , الرحال والنساء, الكبار الصغار , الشيوخ الشباب . .ولما راى فرنسيس جماهير الشعب تحيط به , وحده فرصة سانحة لوعظهو . وكان من جملة ما قاله : يا اخوتي ان الله يسمح بمثل هذا البلايا , عقابا على الخطايا . ولكن نيران جهنم التي لا تنطفىء الى الابد . سوف تكون اشد هولا على الهالكين , من شراسة الذئب الذي لا يستطيع ان يفتك الابالجسد دون الروح . واذا كان شدق حيوان حقير , يذيب هاع مثل هذا الجمهور الغفير , فكم سوف يكون مرعبا هائلا شدق الجحيم .فعودوا يا احبائي الى الله , وتوبوا عن خطاياكم , توبة نصوحا . وعندذاك ينجيكم الرب من ضدق الذئب في هذه الحياة , ومن نار الجحيم في المستقبل . ولما انتهى فرنسيس من عظته قال : والان سماعا يا اخوتي . هذا الذئب اخي , الحاضر هنا امام عيونكم , قد وعدني ,واعطاني عهدا موثقا ان يبرم معاهدة صلح معكم , فلا يمس احداً منكم بأذى لن كنتم تضمنون له الضروري الذييحتاجه لغذائه . وانا كفيله بان يبر بوعده ولا يحنث في يمينه . وضجت ساحة البلدة بصوت واحد : نعم نحن نضمن اعالة الذئب ما عاش . وتوجه فرنسيس بكلامه الى الذئب : هل تاخذ على نفسك ان تثبت على عهدك هذا , بحيث لا تعود تؤذياحدا من الناس او البهائم او اي مخلوق كان ؟ فركع الذئب خافض الراس , واوما ما استطاع الى ذلك سبيلا , بتحريك ذيله وجشمه واذنيه , الى انه سيبقى وافيا صادق العهد . فقال له فرنسيس : اخي الذئب اريد منك ان تصافح يدي , امام الحضور , على نحوما فعلت ونجن خارج ابواب المدينة . لتثبت العهد الثيق الذي اعطيتني , فلا تنقضه ولا تغدر بكفالتي لياك . عند ذاك رفع الذئب يده اليمنى ووضعها في يد القديس . ولما راى الشعب هذا المشهد , استولى عليهم سرور بالغ , ودهشوا كل الدهش لتقوى القديس وطرافة الاعجوبة . وطفقوا يسبحون الله ويباركون بترانيم بلغت عنان السماء , لكونه بعث اليهم القديس فرنسيس لينقذهم بفضل استحقاقاته , من فتك الوحش الضاري . وعاش الذئب بعد هذه المعاهدة في بلدة غوبيو , على ما يذكر المؤرخون يدخل البيوت كالحيوان الاليف الداجن , متنقلا من باب الى باب , دون ان يؤذي احدا ,او تمتد اليه يد بسوء يلاعب كبارهم ويداعب الصغار . وعاله الشعب بسخاء وسماحة واحسنوا معاملته . حتى الكلاب ما كانت تنبحه وهو يدخل البلدة او يخرج منها اويتجول متنقلا بين البيوت .ولما مات الاخ الذئب من هرم وشيخوخة , حزن لموته اهل البلدة حزنا بليغا . لانهم بمشاهدته يتجول في البلدة بوداعة وايناس , كانوا يذكرون على نحو افضل , قوة القديس فرنسيس وقداسته . والحمد للمسيح . امين
( عن كتاب رجال ونساء )
واذ ذاك خاطبه فرنسيس بقواه : اخي الذئب يظهر لي انك تعيث فسادا في الجوار . لقد احدثت اضرارا جمة وارتكبت جرائم فظيعة,
بقتلك مخلوقات الله بدون استئذانه. ولم تكف بقتل الحيوانات وافتراسها بل اقدمت ايضا على الفتكبالبشر المخلوقين على ضورة الله ومثااله . فلاجل هذا انت مجرم تستحق الشنق وانت لص وقاتل سفاح . وهذا ما يبرّر تظلم الناس منك ومعاداتهم لك . ومع ذلك , يا اخي الذئب , اريد ان اكون وسيط صلح بينك وبينهم , بحيث لا تعود انت تمسهم بأذى , وهم من جهتهم يصفحون عما مضى ,ولا يعودون لملاحقتك , لا هم ولا كلابهم . ــــ بعد هذا الكلمات, راح الذئب يحرك جسمه واذنيه ويبصبص بذنبه وهز راسه , معبرا عن رضاه باقتراح القديس , وعزمه على التقيد به . فقال فرنسيس عند ذاك : اخي الذئب ما دمت ترضى بهذه المصالحة وتتقيد يها , فانا كفيل لك بان يضمن سكان البلدة ما تحتاجه من غذاء , فلاتقاسي جوعا , حتى يوافيك الاجل . نعم انا عالم بان الجوع هو الذي يدفعك الى هذه الشرور والمساوء . وبما اني سألتمس لك النعمة من السكان , فانا اررغب اليك , يا اخي الذئب ان تعدني صادقا , الاتمس بسوء احداً من الناس او الحيوانات . فهل تعدني بان تحفظ العهدوالمثاق ؟ وهز الذئب راسه للتدليل على موافقته ووعده . فتابع فرنسيس
اخي الذئب احب منك ان تقطع لى عهدا . على نفسك , اثق به كل الثقة ومد القديس يده ال الذئب ليأخذ منه عهدا .فرفع الذئب يده اليمنى ووضعها في يد القديس , جاهدا في التعبير عن العهد الذي يعطيه . واذ ذاك قال فرنسيس : والان , اخي الذئب , اني اَمرك باسم يسوع ان تصبني دون ان ترتاب في شيءلنمضي ونوثق هذه المصالحة باسم الرب . واطاع الذئب وسار مع القديس جنبا الى جنب
واخذ العجب من الحضرين كل ماخذ لهذا المشهد . فتراكض السكا الى ساحة البلدة ليشاهدوا الذئب في صحبة القديس . وتوافدوا جميعا , الرحال والنساء, الكبار الصغار , الشيوخ الشباب . .ولما راى فرنسيس جماهير الشعب تحيط به , وحده فرصة سانحة لوعظهو . وكان من جملة ما قاله : يا اخوتي ان الله يسمح بمثل هذا البلايا , عقابا على الخطايا . ولكن نيران جهنم التي لا تنطفىء الى الابد . سوف تكون اشد هولا على الهالكين , من شراسة الذئب الذي لا يستطيع ان يفتك الابالجسد دون الروح . واذا كان شدق حيوان حقير , يذيب هاع مثل هذا الجمهور الغفير , فكم سوف يكون مرعبا هائلا شدق الجحيم .فعودوا يا احبائي الى الله , وتوبوا عن خطاياكم , توبة نصوحا . وعندذاك ينجيكم الرب من ضدق الذئب في هذه الحياة , ومن نار الجحيم في المستقبل . ولما انتهى فرنسيس من عظته قال : والان سماعا يا اخوتي . هذا الذئب اخي , الحاضر هنا امام عيونكم , قد وعدني ,واعطاني عهدا موثقا ان يبرم معاهدة صلح معكم , فلا يمس احداً منكم بأذى لن كنتم تضمنون له الضروري الذييحتاجه لغذائه . وانا كفيله بان يبر بوعده ولا يحنث في يمينه . وضجت ساحة البلدة بصوت واحد : نعم نحن نضمن اعالة الذئب ما عاش . وتوجه فرنسيس بكلامه الى الذئب : هل تاخذ على نفسك ان تثبت على عهدك هذا , بحيث لا تعود تؤذياحدا من الناس او البهائم او اي مخلوق كان ؟ فركع الذئب خافض الراس , واوما ما استطاع الى ذلك سبيلا , بتحريك ذيله وجشمه واذنيه , الى انه سيبقى وافيا صادق العهد . فقال له فرنسيس : اخي الذئب اريد منك ان تصافح يدي , امام الحضور , على نحوما فعلت ونجن خارج ابواب المدينة . لتثبت العهد الثيق الذي اعطيتني , فلا تنقضه ولا تغدر بكفالتي لياك . عند ذاك رفع الذئب يده اليمنى ووضعها في يد القديس . ولما راى الشعب هذا المشهد , استولى عليهم سرور بالغ , ودهشوا كل الدهش لتقوى القديس وطرافة الاعجوبة . وطفقوا يسبحون الله ويباركون بترانيم بلغت عنان السماء , لكونه بعث اليهم القديس فرنسيس لينقذهم بفضل استحقاقاته , من فتك الوحش الضاري . وعاش الذئب بعد هذه المعاهدة في بلدة غوبيو , على ما يذكر المؤرخون يدخل البيوت كالحيوان الاليف الداجن , متنقلا من باب الى باب , دون ان يؤذي احدا ,او تمتد اليه يد بسوء يلاعب كبارهم ويداعب الصغار . وعاله الشعب بسخاء وسماحة واحسنوا معاملته . حتى الكلاب ما كانت تنبحه وهو يدخل البلدة او يخرج منها اويتجول متنقلا بين البيوت .ولما مات الاخ الذئب من هرم وشيخوخة , حزن لموته اهل البلدة حزنا بليغا . لانهم بمشاهدته يتجول في البلدة بوداعة وايناس , كانوا يذكرون على نحو افضل , قوة القديس فرنسيس وقداسته . والحمد للمسيح . امين
( عن كتاب رجال ونساء )
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى