بمناسبة استعدادات الكنيسة القبطية باحتفالات مار جرجس الإسكندري, نعطي نظرة على حياته وقبل أن نبدأ بسيرة هذا الشهيد لابد أن نتعرف علي ألبوم القديسين وكيف تقسم الكنيسة هؤلاء القديسين ؟تقسم الكنيسة هذا الألبوم إلى فئات:أولا) تلاميذ يسوع المسيح:وهم الذين عاشوا مع يسوع المسيح كالتلاميذ الإثني عشر والسبعين رسولا وتلاميذهم كبولس الرسول ومرقس الرسول وتيموثاوس... ثانيا) الآباء الرسوليين أو الأولين:إكليمنضس أسقف روما, أغناطيوس الأنطاكي, بوليكربس الأزميري. ثالثا) آباء الكنيسةالكتاب الكنسيون دعوا آباء الكنيسة بالمعنى الحصري استنادا إلى المعايير الأربعة التالية:1- نقاوة العقيدة على الآباء أن تكون تعاليمهم اللاهوتية في مجملها موافقة لتعليمالكنيسة غير أن هذا لا يتضمن عصمة مطلقة في كل التفاصيل.2- قداسة الحياة :القداسة بمعنى الكنيسة القديمة حيث لا يتعلق إكرام القديسين بتطويب صريح، بل باعتراف شعب المؤمنين بحياتهم المثالية وإكرامهم إياهم.3- اعتراف الكنيسة: على الكنيسة أن تعترف بالشخص وبتعاليمه، وإن يكن من غير الضروري أن يتم هذا الاعتراف بشكل إعلان رسمي4-القِِدَم أي الانتماء إلى القرون الأولى.وما هي حدود زمن الآباء؟ من المتعارف عليه في الكنيسة الكاثوليكية أن زمن الآباء يشمل الفترة التي تمتد من السنوات التي تلي مباشرة عهد الرسل حتى إيسيذورس أسقف إشبيلية الذي توفي حوالي (636) في الغرب، ويوحنا الدمشقي الذي توفى حوالي سنة 750 في الشرق والبعض يوسعونها في الغرب إلى القديس برناردس رئيس دير كليرفو الذي توفى حوالي سنة1153والبابا إينوشنتيوس الثالث الذي توفى حوالي سنة1216 وفي الشرق إلى جناديوس الثاني بطريرك القسطنطينية الذي توفى حوالي سنة1472.وهذه الفئة تنقسم حسب أماكنهم:-أ) آباء الكنيسة الغربيةكالقديس يوستينوس, أغسطينوس, ترتليانوس, أمبروسيوس... ب) آباء كنيسة الإسكندريةكالقديس اكليمنضس, أوريجانوس, أثناسيوس, كيرلس ...ج) آباء الكنيسة اليونانيةكالقديس باسيليوس الكبير, غريغوريوس النازيانزي, يوحنا ذهبي الفم, يوحنا الدمشقي وهو آخر آباء الكنيسة الجامعة . د)آباء الكنيسة السريانيةكالقديس أفرام, يعقوب السروجي, اسحق الإنطاكي,رابولا أسقف الرها... ثالثا) الشهداءالاستشهاد هو تحمل الآلام حتى بذل الحياة وشهادة حقيقية قاسوها بعض المسيحيين للحفاظ علي الإيمان, كالشهيد مار(كلمة «مار» سريانية تعني السيد, وهي لفظ تكريمي يستعمل في الكنائس أمام أسماء القديسين والأساقفة) جرجس, مينا العجايبي, وكالشهيدة دميانة, بربارة... رابعا) الرهبان الديريونكالراهب بولا أول السواح, أنطونيوس أب الرهبان, باخوميوس أب الشركة الرهبانية, مكاريوس الكبير...فالرهبان هم خلفاء الشهداء.بعد هذه البانورامة البسيطة عن ألبوم القديسين نعطي لمحة متواضعة عن سيرة الشهيد مار جرجس ...في ذات يوم سأل شاب أحد الكهنة إنني رأيت صورة للشهيد مار جرجس بدون جارب (الشنب) ولا حصان ولا تنيل أيضًا؟ فأجابه الكاهن الفاضل: يا بنيّ هناك أربع شخصيات باسم مار جرجس وهم:أ) الأول يدعي مار جرجس الإسكندراني والإيقونة المتداولة له هي شخصيه بدون جارب«الشنب» وعلي رأسه هالة القداسة وتحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية والأرثوذكسية في يوم 7 هاتور من كل سنة أي اليوم الواقع في 16من شهر نوفمبر« إذا كانت السنة كبيسة يقع اليوم في 17من الشهر عينه», وفي هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتدشين بيعة مار جرجس الروماني أو الكبادوكي أو الفلسطيني.ب) الثاني يدعي مار جرجس الروماني أو الكبادوكي أو الفلسطيني وإيقونته التي هي متداولة في المكتبات وهي منقوش عليها الشهيد مار جرجس بالحصان والتنيل والكنيسة التي أمامها تمثال أمّنا مريم العذراء وتحتفل به كنيستنا في يوم 15من شهر برمودة الواقع في يوم 23من شهر أبريل « إذا كانت السنة كبيسة يقع اليوم في 24من الشهر عينه».ج) الثالث يدعي مار جرجس العابد و تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 17من شهر برمهات الواقع في يوم 26مارس « إذا كانت السنة كبيسة يقع اليوم في 27من الشهر عينه».د) الرابع يدعي مار جرجس الجديد المزاحم وتحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم 19من شهر بؤونة الواقع في يوم 26يونيو .وبعد هذه الإجابة المتواضعة من الكاهن الورع سأله الشاب سؤلاً: لماذا الكنيسة الكاثوليكية لم تعترف بمار جرجس العابد وبمار جرجس الجديد المزاحم؟ أجابه الكاهن قائلا: يا بنيّ إن الكنيسة الكاثوليكية دائما تبحث وتنقب وتفحص بدقة في كل سيرة قديس وهذا العمل يسند إليه متخصصين وباحثين لا بل دارسين في هذا العمل لكي يخرجوا من هذا العمل بسير قديسين وشهداء تنطبق عليهم كل صفات القداسة بالنسبة إلى القديس والشهيد تنطبق عليه صفات الشهيد فأولئك كان لهم دور كبير في حفظ وديعة الإيمان المسيحي وكما يكتب كاتب الرسالة إلي العبرانيين «الذين بالإيمان قهروا ممالك, وعملوا البر, ونالوا المواعد, وسدوا أفواه الأسود, أطفئوا حدة النار...ورجموا ونشروا وامتحنوا وقتلوا بحد السيف... » عب11 /33 و37. أولا: سيرة الشهيد العظيم مار جرجس الإسكندريفي يوم 7 هاتور استشهد هذا الشهيد الإسكندراني الذي كان والده أرسانيوس تاجرًا من أهل مدينة الإسكندرية ووالدته أخت زوجة أرمانيوس والي مدينة الإسكندرية يوم ذاك وكانت ديانتهما هي الوثنية ثم تعرّف علي المسحية من خلال اختلاطه بالمسيحيين في ذلك الزمان فانضموا إلي المسيحية . ولم يكن لهما ابنا وفي عيد تدشين كنيسة مار جرجس الروماني في اللّد ذهب الوالدان لهذه الكنيسة وتشفعا لشفيعهما بأن يشفع فيه عند الرب ليرزقه بابن فاستجاب الله منه فنال طلبه فرزق بولد فأسماه جرجس (معني الاسم الحارث أو الفلاح). ومن هنا وكان زوج خالته أرمانيوس والي مدينة الإسكندرية سنت ذاك فعند وفاة والديه ذهب جرجس إلي خالته وكان يبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة وكان محبًّا للمساكين رحومًا صالحًا محبًا للبيعة المقدسة علاوة على مواظبته علي الأسرار المقدسة والتأمل في الكتاب المقدس.وكانت ذرية خالته ابنة وحيدة وهذه الأسرة وثنية الديانة فخرجت ذات مرة هذه الفتاة مع أصدقائها فصادفت دير خارج المدينة فيه رهبان ونساك يعيشون الحياة الديرية الخاصة بهم كالتأملات في الكتاب المقدس والصلوات بالمزامير والقداسات والعظات فأعجبت هذه الفتاة بما رأته في الدير الرهباني فقصّت بما رأته لابنة خالتها جرجس عمّا شاهدته وسمعته ففسر لها جرجس التي شاهدته و سمعته ...فآمنت الفتاه بيسوع المسيح وذهبت لأبيها لتسرد له أنها آمنت بإله المسحيين فوالدها حاول معها أن تترك هذا الإله وتتبع الآلهة الوثنية الكائنة بالإسكندرية فرفضت هذه الابنة المباركة فأمر والدها بقطع رأسها خوفا على مركزه المرموق فقطعت رأسها ونالت إكليل الشهادة فعرف أبيها أن جرجس ابن شقيقة زوجته هو السبب في اعتناق ابنته للمسيحية فقبض على جرجس وعذب عذابا أليمًا ثم أرسله إلى أنصنا فعذبوه بعدة عذابات وفي آخر الأمر قطعت رأسه ونال أيضا إكليل الشهادة وكان هناك شماسًا يدعي صمؤئيل فأخذ جسده ومضي به إلي منف فلما عرفت امرأة خاله أرسلت أحد الأشخاص ليأخذ جسده و يضعه مع جسد ابنة خالته بالإسكندرية بركاتهم وشفاعاتهم فلتلازمنا في حياتنا اليومية آمين. والحقبة الزمنية بين استشهاد جرجس الإسكندري وجرجس الروماني هي 40 عاما ( مخطوط 84 تاريخ, دير أنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر, وتاريخ المخطوط 16 بؤونة سنة 1452ش), مخطوط أخبار أتعاب وجهاد الشهداء والقديسين وهي منسوخة من دير أنبا مقار بخط باسيليوس وهي كائنة بالمتحف القبطي, ميامر القديسين رقم 268بدير السريان). ثانيا: سيرة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني:له عدة ألقاب عديدة ومنها:1- مار جرجس الملطى: نسبة إلى مدينة ملطية موطن والديّ القديس وأجداده وهى تقع في إقليم كباد وكيه بآسيا الصغرى (تركيا حاليا) ولذلك يطلق عليه أحيانا اسم مار جرجس الكبادوكى.2- مار جرجس الفلسطيني: لأن والدته كانت من مدينة اللد بفلسطين.3- مار جرجس الروماني: لأنه كان يتمتع بحقوق المواطن الروماني كاملة وقد منح هذه الجنسية طبقاً لقانون (كاراكلا) الصادر عام 212 ويقضى بمنح الجنسية الرومانية لجميع سكان الإمبراطورية الرومانية والأمراء الأصليين.4- سان جورج: هو الاسم الذي يعرف به القديس في الكنيسة اللاتينية في الغرب.5- سريع الندهة: وهو اللقب الشعبي المعروف به القديس ( أي عندما يقع المؤمن في بلية يستنجد به قائلا:شلاه يا مار جرجس).6- أمير الشهداء: أول من لقبه بهذا الاسم هو القديس يوحنا ذهبي الفم (386-407).كانت الإمبراطورية الرومانية يوم ذاك يحكمها غورديانوس (238-243) فالإمبراطور نادي إلي جميع الشباب إلى الالتحاق بالجيش الروماني فسمع غاريتس هذا الأمر فضم للجيش فكان غاريتس وثنيا من كباد وكيا بتركيا وكان مشهود له بشجاعته الفائقة في الحروب الكثيرة, فرقي إلي درجة قائد ألف . فنقل إلي سورية ثم إلي فلسطين في قرية اللدّ و هي قريبة من يافا واستوطن غاريتس في هذه المنطقة . وبعد فترة من المعيشة أعجب بفتاة مسيحية اسمها بوليكرونيا فاعتنق غاريتس المسيحية بسببها ثم تزوجها وبعد فترة من الزواج أنجبا ابنًا وسمياه جرجس واهتما بتربيته وترسيخ الإيمان المسيحي فنمت الفضائل المسيحية السامية. وعندما استلم دقلديانوس الحكم سنة 284, فقسم هذا الإمبراطور العالم إلي قسمين هما :-1) القسم الغربي:-وتم تعين الإمبراطوران مكسيميانوس (286-305) ومقره في ميلانو, وكونستانس كلور (305-306), بلقب قيصر, في بريطانيا, وغاليا وأسبانيا وهو والد الإمبراطور قسطنطين.2) القسم الشرقي:-وكان فيه الإمبراطور دقلديانوس (284-305) وبلقب أوغست وكان مقره نيكوميديا, والإمبراطور غاليريوس (305-311) ومقره في ايليريا (البلقان) أي صهر دقلديانوس, وبلقب قيصر .فحرق قصر الإمبراطور دقلديانوس عدة مرات من المسيحيين فأنذرهم من هذا العمل ولكنهم لم يرجعوا عن هذا العمل الغير لائق فأمر الإمبراطور أن جميع الجنود أن يقدموا الذبائح للإله أبلون فرفض كل الجنود المسيحيين بما فيهم والد جرجس غاريتس فعلم الإمبراطور بذلك فأمر بسجنهم فقطعت رؤوسهم.فانخرط جرجس في الجندية مثل والده حتى رقى إلي أعلي المراتب وشنت علي المسيحيين العذابات بكل أنواعها فتم القبض علي جرجس لكي يقدم للإله أبلون القرابين فرفض أن يقدم القرابين للإله حتى كتب حواره مع هذا الإله كالتالي أن جرجس تقدم للتمثال ورسم إشارة الصليب. وقال للصنم: أتريد أن أقدم لك الذبائح كأنك إله السماء والأرض؟ فأجابه الصنم على الأرض وسقطت معه سائر الأصنام.وعندها صرخ الشعب والكهنة أن جرجس بفعل السحر حطم آلهتنا .فالموت لهذا الساحر فأمر الوالي داديانوس الفارسي الذي صار حاكما علي فينيقية «هناك يخلط البعض أن مار جرجس استشهد أمام الإمبراطور دقلديانوس ولكن في الحقيقة استشهد أمام الملك داديانوس وربما يكون هذا الخلط بين منشور دقلديانوس عن هدم الكنائس وبين تداخل مار جرجس الكبادوكي مع اسم جرجس الاسكندري, راجع مخطوط دفنار لشهر هاتور رقم 280 طقس بدير أنبا أنطونيوس علاوة على ذلك أن الحقبة الزمنية بين استشهاد جرجس الإسكندري وجرجس الروماني هي 40 عامًا راجع مخطوط 84 تاريخ, دير أنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر, وتاريخ المخطوط 16 بؤونة سنة 1452ش, مخطوط أخبار أتعاب وجهاد الشهداء والقديسين وهي منسوخة من دير أنبا مقار بخط باسيليوس وهي كائنة بالمتحف القبطي, ميامر القديسين رقم 268بدير السريان)» بسجنه وعذب سبع سنين بالجلد ووضعه في الزيت المغلي ووضع السم في الكأس ليشربه ... ,أخيرا قطعت رأسه كوالده. وأخذ المسيحيون منذ القرن الرابع يحجون إلي ضريح الشهيد, فينالون بشفاعته البركات والنعم الغزيرة, واتخذته بريطانية شفيعا لها. ودعي كثير من ملوكها باسمه. ويكرمه الإنجليز إكرامًا عظيمًا. وامتازت فرنسا أيضًا بتكريمه. واتخذته جمهورية جنوا في ايطاليا شفيعها الأول الأكبر جمهورية البندقية أنشأت فرقة رهبانية عسكرية على اسمه. ثالثًا: مكانة الشهيد في العالم: للقديس مار جرجس شهرة عالمية تمتد إلى كل أنحاء العالم: 1- في مدينة أورشليم: بني دير على اسمه يعود للقرن السادس، ودير آخر في مدينة أريحا.2- في ايطاليا: يتمتع سان جورج بمكانة عظيمة في الكنيسة اللاتينية فقد وجد في روما ونابولي كنائس قديمة جدا على اسم القديس جيؤرجيوس، فتدعو الكنيسة اللاتينية القديس جرجس نصير الكنيسة الجامعة في المُلمّات. وكان الحبر الروماني البابا جلاسيوس الأول (492-496) قد أثبت قداسة مار جرجس في مجمع عقد عُقد في حبريته في مدينة روما، وقد قال عنه:« إنه شهيد عظيم من أعظم رجال الشرق»، وازداد تكريمه في روما بعد اكتشاف هامة القديس في اللاتران، فقام الجالس على عرش القديس بطرس الرسول هامة الرسل قداسة البابا زكريا الأول (741-752) بعرضها على المؤمنين على قاعدة من ذهب نُقش عليها عبارة باللغة اليونانية اسم القديس جرجس الشهيد. استقطبت هذه الذخيرة الكثير من الحجاج المؤمنين. وأسس الطيب الذكر قداسة البابا غريغوريوس السادس (827-844) بازيليك القديس جرجس في روما بقناطرها الثلاث، ومازالت هذه الكنيسة إلى يومنا هذا. وفي إيطاليا، هناك 118 بلدية تحمل اسم القديس شفيعًا، وكثير من الكنائس تتخذه شفيعًا. وفي ميلانو منذ القرن الرابع عشر بدأت تحتفل بعيده.3- في بيروت عاصمة لبنان: كنائس باسم الشهيد مار جرجس وفى لبنان خليج تجثم على ضفته مدينة بيروت نفسها ويعرف بخليج مار جرجس أو بخليج الخضر.4- فهو شفيع بريطانيا: فقد أعلنه الملك ريشارد قلبُ الأسد ملك إنجلترا الشفيع الأول والخاص للملكة البريطانية، ومازالت صورته منقوشة على العملة الانجليزية الذهبية حتى يومنا هذا. و 152 قرية باسمه، وفرض المجمع الكنسي الذي عقد في أوكسفورد سنة 1222 اعتبار عيده في 23 أبريل من كل عام ويعتبر البريطانيون هذا اليوم عيدا قوميا لهم تعطل فيه الأعمال الحكومية، وكما أدخل الملك إدوار الثالث هتاف الحرب التالي: « أيها القديس جرجس أُنصر انجلترا »، وكما يطلق اسمه على المؤسسات التجارية والمحلات العامة والمدارس والملاجئ. وكثير من ملوك بريطانيا يتخذون اسمه لأنفسهم تبركًا به مثل جورج الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس. والذي يدهش في ذلك أثبتت الإحصائيات في إنجلترا بها مئة وخمسين كنيسة على اسم مار جرجس. وفي عهد الملك هنري الخامس(1387-1422)، جعل رئيس أساقفة كونتوربوري عيده موازيا لعيد الميلاد المجيد. وبعد الإصلاح في القرن السادس عشر، استمر اسمه في روزنامة الأعياد الاحتفالية في الكنيسة الأنجليكانية، واستمر عيده عيدا إلزاميًّا عند الكاثوليك الإنجليز حتى سنة 1778, وأُدخل اسمه وصورته في العلَم الإنجليزي. 5- في فرنسا: أنشأ الملك كلوفيس الثاني (638 - 656) كنيسة كبيرة على اسم سان جورج وكانت الملكة كلونيدا زوجته تؤمن بشفاعة البطل فأكثرت من بناء الكنائس على اسمه، وكانت تخصص الأموال الكثيرة لخدمة هذه الكنائس من مالها الخاص. 6- في النمسا: أنشأ الإمبراطور فريدريك في سنة 1470 رتبة من الكافليريه (الفروسية) على اسم القديس جرجس.7- في روسيا: كان للبطل جاورجيوس مكانة عظيمة في روسيا القيصرية، فرسموا صورته على الحصون. وفي سنة 1769 أنشأت الإمبراطورة كاترين الثانية وساما رفيع الشأن اسمه وسام جاورجيوس وهو على شكل صليب منقوش عليه في الوسط صورة للقديس، وكانت تمنحه للقادة العظماء الذين ينتصرون في الحروب مكافأة على شجاعتهم وتخليدا لبطولتهم وكان مار جرجس هو شفيعه الإمبراطورية الروسية قبل الثورة البلشفية سنة 1923. ولاشك أن الروس سيعودون إلى اتخاذه شفيعا لهم بعد انهيار الشيوعية في بلادهم. 8-في اليونان: يرمونه أعظم إكرام، ويشيدون على اسمه الكنائس و الديارات، ويسمونه باسم يتميز به عن جميع الشهداء، فيلقبونه بالظافر أو حامل علامة الظفر، كما يصفونه بالشهيد العظيم، ورئيس الشهداء9- في ألمانيا: أعلن المجمع الإقليمي في كولونيا سنة 1308 عيد القديس جرجس بين أعيد معلميّ الكنيسة، إذ إن كثيرًا من الأبرشيات التي اتخذته شفيعًا لها، تسير على هذا المنوال. ومن جهة أخرى اتخذته مجموعات كثيرة من الخيّالة شفيعًا لها. وفي الحركات الكشفيّة، يعتبر الشفيع الأول.10- في بولونيا جمهورية في أوربا الوسطى: من بدء القرن الحادي عشر ودخل تكريم القديس جرجس بدءًا من مدينة سيليزيا، وهناك ثماني كنائس دُشنت على اسمه في منطقة كراكوفيا.11-في المدن البحرية جنوا، والبندقية، اعتبرته كاتالونيا والأراغون والبرتغال وليتوانيا شفيعًا لها. 12- في جزيرة قبرص: دشنت ستين كنيسة على اسمه.13- في مدينة القسطنطينية: بها ثماني كنائس كبيرة على اسمه، وعلى حسب ما وافانا التاريخ الكنسي أن قسطنطين الكبير(280-337) وأمّه هيلانة هو الذي شيد أول كنيسة لمار جرجس في بلدة اللِّدّ.بعدما نقل رُفاته من مدينة نيقوميدية وأما أشهر الكنائس من بينها فهي كنيسته التي بناها الإمبراطور قسطنطين التاسع (1042-1055) لقد امتازت بذخائرها، ورسومها ومكتبتها الغنية. ثم تحولت إلى جامع مثل معظم الكنائس في تركيا. رابعا: الكنائس والديارات القديمة التي تحمل إسمه:1- كنائس وديارات باسم مار جرجس على حسب ما دونه أبو المكارم سعد الله بن جرجس مسعود في إرهاصات القرن الثالث عشر:( في أدريجة، في بركة الحبش، في طرة (المعادي)، أبو النمرس، بولاق الدكرور، في ببا، في نابوصير، في البهنسا، في بردنوها، في طحا المدينة، في ملوي، في أشروبة، في بني خصيب، بهجورة، في قوص، في المنيا، في الخصوص(أبنوب /أسيوط)، في طمبدي، في شينري(بني سويف)، في القلنديمون، في أتليدم (ملوي)، في البهنسا، في أسوان، في فقط، في قمولة، في الأشمونيين،3كنائس في حارة الروم، في دير الخندق، في ميت نما بقليوب، في قصر المغني، في سندبيس، في قرقشندة، في أشمون جريس، في بوهه شطانوف، في بهواش، في اسطنها، في محلة المرحوم، في سمنود، في منية سمنود، في نتال، في دمول، في سنجار، في المحلة الكبرى، في بهرمس، في أبو قير، في طوخ متور، في القرشية، في طهرشت، في محلة البرج، في نشيل القناطر، في درب الثقة، في برما، في شباس، في النحريرية، في بابيار، في طنطا، في نمري، في البنوانين، في سنهور المدينة، في جرجر، في دميرة، في أزري، في دكما، في الواط، في مطوبس الرمان، في خواد، في سنباط، في ميت غمر، في بنها العسل، في أشبول، في دقادوس، في شبرا دمسيس، في دمسيس، في قطور، في أبشويه، في سامول، في طرنيا، في محلة كرمين، في بلشبه، في نشا، في مونية حونت، في بساط، في ديما، في مليج، في منيتي مليج، في السكرية، في البتنون، في منية سلكا، في حانوت، في منية شابه، في شبرا المنة، في ببيج، في كلبشو، في مسيد وصيف، في طوخ طنبشا، في الجعفرية، في طناح، في دملوا، كنيستان في أشمون طناح، في منية السودان، في دمشلت، في منية أويش، في منية شها، في منية النصارى، في محلة انشاق، في منية ظافر، في منية منصور، في جمحيم، في نوسا، البدامس، في شرنفاش، في سندوب، في سلنت، في طنيوا، في دبيق، في دنشور، في شبين الكوم، في نستراوه، في منية غزال، في شنشا، في دبشتين، في بلتاج، في شرشابة، في محلة سدر، في بشلا، في سرسمون، كنيستان في بابن، في دنسور، في سنديون، في بير بنسفة، في دمنهور وحشى، في محلة أم حكيم، في محلة أبو علي، في محلة عبد الرحمن، في شبرا بليوه، في القهوقية، في نقانة، في شرنوب، في دير أبو يحنس القصير، في ثغر دمياط، في دنيس، في شطا، في فوة، في بورة، في الإسكندرية، في خط مسلة فرعون، في قسمار). 2- كنائس وديارات باسم مار جرجس على حسب ما دونه أحمد ابن على ابن عبد القادر المقريزي (1365-1442):(في طرة (المعادي)، في شرق بني مُرّ بأسيوط، في درنكة من قبليها مع الجبل بأسيوط،في قصر الشمع بمصر، في الثقة بدرب خط قصر الشمع، في أبو النمرس(الجيزة)، في ببا (بني سويف)، في ملوي، في باقور (أسيوط)، في سندوة، مرصفا(المنوفية)، صندفة(الغربية)، في دمياط، في الإسكندرية). 3-كنائس وديارات باسم مار جرجس على حسب ما دونه الرحالة جوفني ميكيله فنسلبيو سنة 1671: (في قصرية الريحان بالقاهرة، دير راهبات بمصر القديمة، في طرة (المعادي)، في سدمنت(بني سويف)، ببا نحو الغرب(بني سويف)، في الفنت نحو الغرب، في المنيا، في صنبو، في مير، في بلوط نحو الغرب، في بني مُرّ، في بويط(في الشرق)، في سندبيس، في ميت دمسيس، في العجميين، في طوخ النصارى، في برما). 4-كنائس وديارات باسم مار جرجس على حسب ما دُوِّن في سجل الكنائس في عاميّ 1887و1893:(في طرا، في حاجر أخميم، في جرجا، في العلوانية، في نقادة، في الجبل الغربي بحاجر الرزيقات، في حاجر البلاص). 5- بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك:وفي يومنا هذا نجد أبرشياتنا بها كنائس عديدة مُدشنة على اسم الشهيد مار جرجس ففي أبرشية القاهرة(عزبة القصيرين، أشمون)، وفي أبرشية الجيزة (الجيزة)، وفي الإسكندرية (باكوس)، وفي أبرشية المنيا(بني مزار، منسافيس، نجع الدك، عزبة حنا أيوب، دلجا، دير مواس)، وفي أبرشية أسيوط(درنكة، عزبة النصر، الزرابي، العزية، تل أولاد سراج، كوم أبو حجر، الشناينة، البلايزة، أبو تيج، وفي أبرشية سوهاج(سوهاج، جهينة، الكتكاتة، الشورانية، ساحل طهطا، المخالفة، نزلة خاطر)، وفي أبرشية الأقصر(أرمنت الوبرات) خامسا: صلاة وذكصولوجية لمار جرجس: 1- نص الصلاة:«أيها الجنديُّ جرجس، لقد سلكتَ بحسب اسمك، لأنك لما حملت صليب المسيح على عاتقك، حرثت الأرض المجدبة بالضلالة الشيطانية. ولما استأصلتَ أشواك مذهب الأوثان، غرست كرمة الإيمان المستقيم الرَّأي. فأنت لذلك تُفيض الأشفية الذين في كل المسكونة، إذ قد أصبحت حرَّاثًا صدِّيقًا للثالوث. فنتضرَّع إليك أن تتشفَّع من أجل سلام العالم وخلاص نفوسنا». 2- نص الذكصولوجية: «سبع سنين أكملها القديس جرجس. السبعون ملكا المنافقون يحكمون عليه كل يوم. ولم يقدروا يميلوا أفكاره، ولا إيمانه المستقيم، ولا عظم محبته في الملك المسيح. وكان يرتل مع داوود قائلا: "أحاطت بي جميع الأمم ولكن باسم يسوع إلهي انتقمت منهم" (مز118/10-12). عظيمة هي كرامتك يا سيدي الملك جرجس المسيح يفرح معك في أورشليم السمائية. السلام لك أيها الشهيد، السلام للشجاع المجاهد، السلام للابس الجهاد.سيدي الملك جرجس. أطلب من الرب عنا أيها الشهيد المجاهد سيدي الملك جرجس ليغفر لنا خطايانا». بنعمة الله
أخوكم الأب إسطفانوس دانيال جرجس
ومراسل الموقع لأبرشية سوهاج
خادم مذبح الله بالقطنة والأغانة – طما
stfanos2@yahoo.com |
| |