- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
الدكتور علي السمان :لو كنت مسؤول الأزهر
الخميس أبريل 07, 2011 3:43 pm
الدكتور علي السمان :لو كنت مسؤول الأزهر لما أوقفت الحوار مع الفاتيكان على هذا النحو
مقابلة مع رئيس لجنة حوار الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر (1)
الثلاثاء 5 أبريل 2011 (Zenit.org) – على هامش الأوضاع الراهنة في مصر، أجرت وكالة زينيت مقابلة مع الدكتور علي السمان، رجل الأزهر الذي رتب للاتفاقية الشهيرة التي عقدت عام 1998 بين الأزهر والفاتيكان. هذه العلاقة بين الأزهر والفاتيكان التي تمر بأزمة اليوم وللسمان فيها رأي خاص .
في هذا الحوار نتلمس العديد من الملفات الساخنة والمفتوحة على علامات استفهام غير واضحة المعالم أو محددة الاتجاهات في زمن الثورة المصرية
ننشر في ما يلي القسم الأول من المقابلة
حاوره إميل أمين
لنبدأ حسبت تسلسل الإحداث مع حادثة كنيسة الإسكندرية .. كيف رأيت هذا الفعل المؤلم ؟
ما جرى في الإسكندرية حادث أكثر من مؤسف ، انه درامي، وقد أحزنني أكثر ان اسمع لاحقا ان بعض المسؤولين من أجهزة الأمن كانوا مسؤولين عن هذا الحادث .
غير ان أكثر ما يزعجني في هذه النوعية من الأحداث هو تأخر سير التحقيقات وبالتالي تأخر معاقبة الجناة وهذا في حد ذاته اخطر من الحدث نفسه .
لماذا تصاعدت أحداث الفتنة الطائفية في مصر في الفترة السابقة ؟
في تقديري ان الفتنة الطائفية من أهم أسبابها التأخر في الجزاء والعقاب. فعلى سبيل المثال حينما تأخذ قضية مثل قضية الكموني الذي قتل عددا من الأقباط في نجع حمادي أكثر من عام ليحكم فيها فهذا أمر مؤسف، ولهذا اقترحت أكثر من مرة في أحاديث ومقالات وفي برامج انه يجب في عملية صياغة القوانين المتعلقة بجرائم الفتنة الطائفية وتعريض امن الوطن للخطر تطبيق إجراءات استثنائية وعاجلة ورادعة ويبقى التطرف هو الأب الروحي لكل هذه الجرائم .
كيف تقرأ ردة الفعل تجاه تصريحات البابا بندكتس على حادثة الإسكندرية وهل كانت عاطفية ام موضوعية ؟
حينما تأتي التعبيرات من قيادات ورموز يصبح الحكم أكثر قسوة ، وإذا كانت التصريحات تعطي الانطباع بان هناك سلطة تحمي مسيحي منطقة الشرق الأوسط فهذا يحي مشاعر قديمة وأحاديث تتعلق بالوصاية على هذا الفصيل من المسيحيين العرب والذين يذكر لهم التاريخ أنهم وقفوا مع إخوانهم من المسلمين في مواجهة غزوات الفرنجه يدا بيد .
لكن هل ما قاله البابا بندكتس يستوجب موقف الأزهر وقطعه لسبل الحوار مع الفاتيكان ؟
قد اختلف مع موقف الأزهر بمعنى إنني لو كنت المسؤول ما أوقفت الاتفاق على هذا النحو الذي جرت به المقادير ، ربما كنت اغلِّب فكرة اخذ مرحلة تفهم وعقد لقاءات لمحاولة الوصول الى حل تفاهمي وتواصلي قبل التجميد ، وبالطبع حينما أتكلم عن اتفاقية بين الأزهر والفاتيكان فانا أتكلم عن منطقة تمثل جزء من أهم مراحل حياتي حيث كنت مشاركا رئيسا في التوصل الى الاتفاق بدءا من زمن الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر وصولا الى إتمام الاتفاقية في عهد الشيخ طنطاوي عام 1998 .
إذن كنت تفضل ردة فعل متأنية عوضا عن التصرف السريع؟
دونما أدنى شك، نعم ، سيما وأنني اعرف ان داخل حاضرة الفاتيكان هناك شخصيات كثيرة كان يمكن ان يكونوا وسطاء خير لحل الازمة بأقل خسائر ممكنة .
ثم يبقى الأهم في القضية كلها مسيحيو الشرق الأوسط ومصالحهم وحضورهم وما نستطيع ان نفعله من اجلهم ، وأظن ان تصريحات البابا بندكتس فيما خص مصر كانت متأثرة ولا شك بالحادث السابق لكنيسة سيدة الوردية في العراق وهذه قد تكون دفعت البابا لتصريحاته المتقدمة .
ماذا إذن عن موقف وزارة الخارجية المصرية واستدعائها السفيرة المصرية للتشاور .... هل كان مزايدة على الأزهر وعلى الإسلاميين في مصر ؟
أنا لا أقيم موقف وزارة الخارجية ، لان هولاء خاضعون لقواعد دبلوماسية خاصة ، لكن من المؤكد ان عملية استدعاء السفيرة يعبر عن حالة من عدم الرضى تجاه تصريحات البابا، وان كنت أرى ان الدبلوماسية لها مهام أخرى أوسع وانفع وارفع من ردود الفعل العشوائية، ودائما أفضل ان نترك الباب مفتوحا لإعادة النظر والتقييم في أي قضية تحلق من حولها المشكلات .
هل اطلعت على شروط الأزهر لإعادة الحوار مع الفاتيكان ؟ وما رأيك فيها ؟
قصة الشروط هذه يُسأل فيها من تكلموا عنها، لكن وبكل صراحة أنا أثق في تعقل الشيخ الطيب شيخ الأزهر فهو رجل حوار ورجل هادئ، وكل ما أتمناه وهو يعلم ذلك انه حينما يكون لنا هذه الفرصة الاستثنائية المتمثلة في وجود سفير استثنائي للفاتيكان في مصر مثل رئيس الأساقفة مايكل لويس فيتزجيرالد والذي كان احد آباء اتفاقية الحوار عام 1998 يتوجب علينا انتهاز هذه الفرصة ومحاولة معالجة الأمر ولو بطرق غير رسمية، أي من خلال جلسات ودية يعرف فيها الفاتيكان ماذا يريد الأزهر وأنا شخصيا بمسؤولية معنوية من قبلي مستعد للعب دور الوساطة هذا لان الطرفين مهمين بالنسبة لي .
بعض الأصوات الإسلامية في أوروبا قالت بأنه من الخطأ ان يقطع الأزهر علاقته بالفاتيكان .. كيف تقرأ هذه الأصوات ؟
لا شك ان من يعيشون في أوروبا يعيشون أجواء أخرى ويعايشون داخل المجتمع الأوروبي أصوات مختلفة تعبر عن إدراك معين للغة التفاهم والتعاون، وأظن أننا بالفعل في أمس الحاجة الى مثل هذه الأصوات المعتدلة .
البابا بندكتس وجه الأسابيع الماضية أكثر من دعوة ونداء للسلام في الشرق الأوسط .... لماذا لم توجد ردود فعل ايجابية هذه المرة ؟
أظن ان هذا حدث بسبب سرعة دوران الأحداث الداخلية فعندما تضحى هذه الاخيرة ضاغطة وبقوة يضحى البعد الخارجي غير مهم أو لا يحظى بتركيز واهتمام كافيين ، ومن يتابع ما يجري في العالم العربي يدرك بالفعل انه أمام تغيرات هيكلية ولهذا لا أظن ان الأمر مقصود بتجاهل تصريحات البابا .
هل من مدلول ايجابي لهذه النداءات في تقديرك ؟
بلا شك نعم سيما وان تقييم هذه النداءات من حيث المبادئ العامة والأخلاقيات والدعوة لنشر السلام ووقف العنف وعدم إسالة الدماء كلها ترجى وتنتظر من القيادات الدينية وبالذات الرموز الكبيرة التي يتعلق بها السلام العالمي .
يتبع...
منقول من زينت
اذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
مقابلة مع رئيس لجنة حوار الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر (1)
الثلاثاء 5 أبريل 2011 (Zenit.org) – على هامش الأوضاع الراهنة في مصر، أجرت وكالة زينيت مقابلة مع الدكتور علي السمان، رجل الأزهر الذي رتب للاتفاقية الشهيرة التي عقدت عام 1998 بين الأزهر والفاتيكان. هذه العلاقة بين الأزهر والفاتيكان التي تمر بأزمة اليوم وللسمان فيها رأي خاص .
في هذا الحوار نتلمس العديد من الملفات الساخنة والمفتوحة على علامات استفهام غير واضحة المعالم أو محددة الاتجاهات في زمن الثورة المصرية
ننشر في ما يلي القسم الأول من المقابلة
حاوره إميل أمين
لنبدأ حسبت تسلسل الإحداث مع حادثة كنيسة الإسكندرية .. كيف رأيت هذا الفعل المؤلم ؟
ما جرى في الإسكندرية حادث أكثر من مؤسف ، انه درامي، وقد أحزنني أكثر ان اسمع لاحقا ان بعض المسؤولين من أجهزة الأمن كانوا مسؤولين عن هذا الحادث .
غير ان أكثر ما يزعجني في هذه النوعية من الأحداث هو تأخر سير التحقيقات وبالتالي تأخر معاقبة الجناة وهذا في حد ذاته اخطر من الحدث نفسه .
لماذا تصاعدت أحداث الفتنة الطائفية في مصر في الفترة السابقة ؟
في تقديري ان الفتنة الطائفية من أهم أسبابها التأخر في الجزاء والعقاب. فعلى سبيل المثال حينما تأخذ قضية مثل قضية الكموني الذي قتل عددا من الأقباط في نجع حمادي أكثر من عام ليحكم فيها فهذا أمر مؤسف، ولهذا اقترحت أكثر من مرة في أحاديث ومقالات وفي برامج انه يجب في عملية صياغة القوانين المتعلقة بجرائم الفتنة الطائفية وتعريض امن الوطن للخطر تطبيق إجراءات استثنائية وعاجلة ورادعة ويبقى التطرف هو الأب الروحي لكل هذه الجرائم .
كيف تقرأ ردة الفعل تجاه تصريحات البابا بندكتس على حادثة الإسكندرية وهل كانت عاطفية ام موضوعية ؟
حينما تأتي التعبيرات من قيادات ورموز يصبح الحكم أكثر قسوة ، وإذا كانت التصريحات تعطي الانطباع بان هناك سلطة تحمي مسيحي منطقة الشرق الأوسط فهذا يحي مشاعر قديمة وأحاديث تتعلق بالوصاية على هذا الفصيل من المسيحيين العرب والذين يذكر لهم التاريخ أنهم وقفوا مع إخوانهم من المسلمين في مواجهة غزوات الفرنجه يدا بيد .
لكن هل ما قاله البابا بندكتس يستوجب موقف الأزهر وقطعه لسبل الحوار مع الفاتيكان ؟
قد اختلف مع موقف الأزهر بمعنى إنني لو كنت المسؤول ما أوقفت الاتفاق على هذا النحو الذي جرت به المقادير ، ربما كنت اغلِّب فكرة اخذ مرحلة تفهم وعقد لقاءات لمحاولة الوصول الى حل تفاهمي وتواصلي قبل التجميد ، وبالطبع حينما أتكلم عن اتفاقية بين الأزهر والفاتيكان فانا أتكلم عن منطقة تمثل جزء من أهم مراحل حياتي حيث كنت مشاركا رئيسا في التوصل الى الاتفاق بدءا من زمن الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر وصولا الى إتمام الاتفاقية في عهد الشيخ طنطاوي عام 1998 .
إذن كنت تفضل ردة فعل متأنية عوضا عن التصرف السريع؟
دونما أدنى شك، نعم ، سيما وأنني اعرف ان داخل حاضرة الفاتيكان هناك شخصيات كثيرة كان يمكن ان يكونوا وسطاء خير لحل الازمة بأقل خسائر ممكنة .
ثم يبقى الأهم في القضية كلها مسيحيو الشرق الأوسط ومصالحهم وحضورهم وما نستطيع ان نفعله من اجلهم ، وأظن ان تصريحات البابا بندكتس فيما خص مصر كانت متأثرة ولا شك بالحادث السابق لكنيسة سيدة الوردية في العراق وهذه قد تكون دفعت البابا لتصريحاته المتقدمة .
ماذا إذن عن موقف وزارة الخارجية المصرية واستدعائها السفيرة المصرية للتشاور .... هل كان مزايدة على الأزهر وعلى الإسلاميين في مصر ؟
أنا لا أقيم موقف وزارة الخارجية ، لان هولاء خاضعون لقواعد دبلوماسية خاصة ، لكن من المؤكد ان عملية استدعاء السفيرة يعبر عن حالة من عدم الرضى تجاه تصريحات البابا، وان كنت أرى ان الدبلوماسية لها مهام أخرى أوسع وانفع وارفع من ردود الفعل العشوائية، ودائما أفضل ان نترك الباب مفتوحا لإعادة النظر والتقييم في أي قضية تحلق من حولها المشكلات .
هل اطلعت على شروط الأزهر لإعادة الحوار مع الفاتيكان ؟ وما رأيك فيها ؟
قصة الشروط هذه يُسأل فيها من تكلموا عنها، لكن وبكل صراحة أنا أثق في تعقل الشيخ الطيب شيخ الأزهر فهو رجل حوار ورجل هادئ، وكل ما أتمناه وهو يعلم ذلك انه حينما يكون لنا هذه الفرصة الاستثنائية المتمثلة في وجود سفير استثنائي للفاتيكان في مصر مثل رئيس الأساقفة مايكل لويس فيتزجيرالد والذي كان احد آباء اتفاقية الحوار عام 1998 يتوجب علينا انتهاز هذه الفرصة ومحاولة معالجة الأمر ولو بطرق غير رسمية، أي من خلال جلسات ودية يعرف فيها الفاتيكان ماذا يريد الأزهر وأنا شخصيا بمسؤولية معنوية من قبلي مستعد للعب دور الوساطة هذا لان الطرفين مهمين بالنسبة لي .
بعض الأصوات الإسلامية في أوروبا قالت بأنه من الخطأ ان يقطع الأزهر علاقته بالفاتيكان .. كيف تقرأ هذه الأصوات ؟
لا شك ان من يعيشون في أوروبا يعيشون أجواء أخرى ويعايشون داخل المجتمع الأوروبي أصوات مختلفة تعبر عن إدراك معين للغة التفاهم والتعاون، وأظن أننا بالفعل في أمس الحاجة الى مثل هذه الأصوات المعتدلة .
البابا بندكتس وجه الأسابيع الماضية أكثر من دعوة ونداء للسلام في الشرق الأوسط .... لماذا لم توجد ردود فعل ايجابية هذه المرة ؟
أظن ان هذا حدث بسبب سرعة دوران الأحداث الداخلية فعندما تضحى هذه الاخيرة ضاغطة وبقوة يضحى البعد الخارجي غير مهم أو لا يحظى بتركيز واهتمام كافيين ، ومن يتابع ما يجري في العالم العربي يدرك بالفعل انه أمام تغيرات هيكلية ولهذا لا أظن ان الأمر مقصود بتجاهل تصريحات البابا .
هل من مدلول ايجابي لهذه النداءات في تقديرك ؟
بلا شك نعم سيما وان تقييم هذه النداءات من حيث المبادئ العامة والأخلاقيات والدعوة لنشر السلام ووقف العنف وعدم إسالة الدماء كلها ترجى وتنتظر من القيادات الدينية وبالذات الرموز الكبيرة التي يتعلق بها السلام العالمي .
يتبع...
منقول من زينت
اذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى