تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العذاب والحبّ.
الأحد يوليو 18, 2010 10:36 pm
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - العذاب والحبّ.
الألم جزء من الإنسان. ومن أراد حقاً التخلص من العذاب عليه أولاً أن يتخلص من الحب قبل أي أمرٍ آخر، لأنه ما من مكان للحب من دون عذاب، لأن الحبّ يفترض باستمرار عنصر تضحية بالذات، سيّما وأن الإختلافات في الطبع وتطوّر الحالات المعقدة دائماً ما تحمل معها التخلّي والألم. وعندما ندرك أن درب الحبّ –هذا الإرتحال والعبور، هذا الخروج من الذات- هو الطريق الحق الذي من خلاله يصبح الإنسان إنساناً، عندذاك ندرك أيضاً أن العذاب هو الدرب إلى نضوجنا. ومن قَبِل في داخله العذاب أصبح أكثر نضجاً وأكثر تفهماً للآخرين، قُل أكثر إنسانيةً. أما ذاك الذي أكبّ طوال حياته على الهروب من العذاب فهو عاجز عن فهم الآخرين، فقد بات قاسياً وأنانياً... فإن قلنا إن العذاب هو البعد الداخلي للحبّ، نفهم آنذاك أيضاً لما علينا أن نتعلّم كيف نتعذّب- ولما، في المقابل، من شأن تلافي العذاب أن يجعل المرء غير جاهز للتكيف مع الحياة. فحسبُه أن يبقى في فراغ وجودي، له أن يمتزج فيما بعد بالمرارة والرفض، وليس بأي قبول داخلي أو تقدم باتجاه النضوج.
الألم جزء من الإنسان. ومن أراد حقاً التخلص من العذاب عليه أولاً أن يتخلص من الحب قبل أي أمرٍ آخر، لأنه ما من مكان للحب من دون عذاب، لأن الحبّ يفترض باستمرار عنصر تضحية بالذات، سيّما وأن الإختلافات في الطبع وتطوّر الحالات المعقدة دائماً ما تحمل معها التخلّي والألم. وعندما ندرك أن درب الحبّ –هذا الإرتحال والعبور، هذا الخروج من الذات- هو الطريق الحق الذي من خلاله يصبح الإنسان إنساناً، عندذاك ندرك أيضاً أن العذاب هو الدرب إلى نضوجنا. ومن قَبِل في داخله العذاب أصبح أكثر نضجاً وأكثر تفهماً للآخرين، قُل أكثر إنسانيةً. أما ذاك الذي أكبّ طوال حياته على الهروب من العذاب فهو عاجز عن فهم الآخرين، فقد بات قاسياً وأنانياً... فإن قلنا إن العذاب هو البعد الداخلي للحبّ، نفهم آنذاك أيضاً لما علينا أن نتعلّم كيف نتعذّب- ولما، في المقابل، من شأن تلافي العذاب أن يجعل المرء غير جاهز للتكيف مع الحياة. فحسبُه أن يبقى في فراغ وجودي، له أن يمتزج فيما بعد بالمرارة والرفض، وليس بأي قبول داخلي أو تقدم باتجاه النضوج.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى