- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
مقابلة مع الانبا كيرلس وليم (1)
الجمعة يوليو 09, 2010 10:08 pm
مقابلة مع الأنبا كيرلس وليم مطران كرسي أسيوط " ليكوبوليس (1)
** إشعاع الكنيسة الكاثوليكية لا يقتصر فقط على الكاثوليك بل يمتد ليشمل كل المصريين
** بسبب ضيق الوقت لم نستطع ان ندرس كل الغني الموجود في الخطوط الرئيسية لسينودس الشرق الأوسط.
حاوره إميل أمين
روما، الخميس 8 يوليو 2010 (ZENIT.org). – تعد ابرشية أسيوط للأقباط الكاثوليك في مصر قلب الكنيسة القبطية الكاثوليكية النابض وعن حق دون تهوين أو تهويل ، وربما لا يرجع الأمر الى عدد مؤمنيها والذي يتجاوز بحسب أخر إحصائيات أل " خمسين ألف نسمة "، فقط بل يعزى الأمر كذلك الى أنها ابرشية تجمع بين الأصالة الروحية والمعاصرة الشبابية في دينامية مبدعة كان وراءها سيادة المطران كيرلس وليم والذي تولى مهام مطران أسيوط في العام 1990.
في هذا الحوار الذي لا تنقصه الصراحة والمباشرة نفتح مع سيادته أهم الملفات الآنية التي تهم الكنيسة الكاثوليكية في مصر وقبلها نتوقف معه بمزيد من التوضيح الذي يغيب عن عيون معظمنا عن مفهوم أل " سينودس " سيما وان سيادته معروف بقربه من الدوائر الفاتيكانية صانعة القرار ولعل اختيار سيادته مؤخرا كعضو في لجنة سينودس أساقفة إفريقيا دليل على ذلك .
والى نص الحوار :
** مؤخرا تم تعيين نيافتكم عضوا بالمجلس الخاص بإفريقيا التابع للأمانة العامة لسينودس الأساقفة بروما .. ماذا يعني هذا الاختيار لكم وللكنيسة القبطية الكاثوليكية على نحو عام ؟
بالتأكيد التعيين جاء تقديرا للدور التاريخي العريق للكنسية القبطية الكاثوليكية ، ومع ان مصر جزء من إفريقيا إلا انه في واقع الحال نبقى بالأكثر قريبين من الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، أكثر من قربنا لكنائس إفريقيا ، ومؤخرا اجتمعت اللجنة التنفيذية لاتحاد أساقفة إفريقيا ومدغشقر في القاهرة وطلبوا منا المزيد من التعاون المتبادل عبر ترشيح أسقف يمثل الكنيسة الكاثوليكية في مصر في الاتحاد .
أما ما يعنيه تعيين المجلس لي كعضو وموافقة الحبر الأعظم فهو شرف كبير وكما قلت للسفير البابوي في مصر لدى إعلامه إياي بخبر التعيين "لا يمكن للكنيسة المقدسة ان تطلبنا في خدمة ما ونتأخر في جواب طلبها في أي بقعة من بقاع العالم وأصقاعه .
** كثيرون مؤخرا استمعوا الى مصطلح "سينودس " وبدا وكأنه غير مفهوم أو واضح المعالم بالنسبة لهم .. حال حاولنا تبسيط المعنى وإيضاح المبنى ما الذي يتوجب قوله ؟
السينودس هو تجمع لعدد معين من أساقفة الكنيسة للتشاور في شؤونها والتفكير سويا في التحديات والالتزامات التي تقابلها فالسينودس هو تجمع للمسؤولين عن الهيئات الوطنية الأسقفية الكاثوليكية ، وهذا ما حصل في سينودس إفريقيا ودعوتهم لنا ككنيسة مصرية كاثوليكية أمر له بعدان الأول هو ان الكنيسة القبطية لديها زخم وتراث روحي يعود الى بدايات المسيحية ، وقادرة على ان تغني بالتراث الروحي الذي لديها فكرا وقولا وطقسا فيما كنائس إفريقيا الجديدة مليئة بدينامية شبابية وإيمان متجدد وهي كنائس متعطشة للمزيد من الحضور الروحي ، في هذا الإطار تضحى الحاجة الى التجمع الذي يطلق عليه سينودس أمر واجب الوجود كما يقال .
** كيف انبثقت فكرة السينودس بشكل عام في تاريخ حاضرة الفاتيكان سيما في العقود التي أعقبت المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ؟
المجمع المسكوني هو تجمع لكل أساقفة الكنيسة الكاثوليكية حول العالم ، وهو أمر يستدعي تحضيرات وتجهيزات وإنفاق طائل وقد كانت المسافة الزمنية بين المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول والفاتيكاني الثاني مائة سنة ، ولان إيقاع الحياة يتطور بشكل سريع وتطفو على السطح قضايا ومستجدات تستوجب متابعة الكنيسة لها ، فقد نشأت الحاجة لآلية تقوم بنفس عمل المجمع لكن لا تكلف من الجهد والمال الكثير .
وتعود فكرة السينودس الى سعيد الذكر البابا بولس السادس الذي اقترح فكرة : انعقاد " سينودس الأساقفة " كل ثلاث أو أربع سنوات للنقاش في موضع تقتضيه الحاجة العصرية وتختاره الكنيسة ، ولا يشارك فيه كل أساقفة العالم بل ممثلين عن الهيئات الأسقفية بنسبة وتناسب ، بمعنى ان يحضر أسقف عن كل خمسة أساقفة ، بحيث لا يزيد عدد المشاركين عن ثلاثمائة بمن فيهم المراقبين والمتابعين للسينودس المعين .
وهناك نوعين من السينودس ، سينودس الدورات العادية وعادة يختار موضع الساعة من الموضوعات العصرية الملحة على التفكير ، ، المرة الاخيرة كان عن الكتاب المقدس كلمة الله ، والتي سبقتها كان عن الافخارستيا ، قبلها كان عن العلمانيين والمكرسين ، بمعنى اختيار الموضع الأكثر إلحاحا وحداثة وعصرانية .
ويتم تحضير كل سينودس بنفس الآلية ، ويختار مجلس لها السينودس ، والمجلس يتم اختياره على أساس نوعية الموضوع الذي ستتم مناقشته .
أما النوع الثاني فهو عادة ما يكون عبارة عن دعوة يوجهها الحبر الأعظم لمناقشة قضية خاصة ، على سبيل المثال سينودس من اجل لبنان كما جرى بالفعل ، أو سينودس بشان دول أوربا الشرقية ، ثم سينودس إفريقيا بشان العدالة والسلام والمصالحة هناك وفي أكتوبر القادم لدينا سينودس الشر ق الأوسط .
** كيف تجرى عادة احدثا ووقائع السينودس منذ دعوة الحبر الأعظم للانعقاد وصولا الى خروج الإرشاد ألرسولي عن الموضوع ذاته الى المؤمنين ؟
بعد دعوة الحبر الأعظم للسينودس المختار ، تضع اللجنة الخاصة بالسينودس الخطوط العريضة بمعنى تحديد ما هي القضايا التي تريد الكنيسة مناقشتها ، ويتم كتابة نص من فصلين أو ثلاثة حسب الظروف ولكل فصل عليه مجموعة أسئلة ، وهذه ترسل لكل من سيشترك في السينودس من أساقفة لمناقشتها مع فئات من المؤمنين في بلادهم بهدف إضفاء فكر ورؤية جديدة ، تتجمع الإجابات ومنها يقدم المجلس ورقة اكبر تسمى وثيقة العمل تتضمن الشكل النهائي للموضوعات التي ستناقش .
مع افتتاح السينودس يطرح المقرر العام الوثيقة ويشير الى التفكير الذي جرى حولها ثم تبدآ المناقشات ، وكل مشارك يسجل اسمه ويدلي برأيه في وقت محدد ويكون لديه ملخص صغير للصحافة ينشر في نشرة السينودس ويعلن في الجريدة الرسمية للفاتيكان .
مقرر السينودس من جهته يسجل كل ما يقال ويبذل جهدا كبيرا في تنسيق ما يدار من حوارات للخروج لاحقا بوثيقة أكثر حداثة بناء على المناقشات التي دارت بين الأساقفة المشاركين ، وتسمى وثيقة ما بعد المناقشات ، وكأنها بمثابة ورقة عمل جديدة ، هذه تطبع بسرعة وتوزع على المشاركين ثم تعقد مجموعات عمل ، مجدولة بجلسات وتوقيتات محددة ، كل مجموعة تصل لتوصيات بشان ما جاء في الوثيقة الأحدث ، وهذه كلها تجمع وتنسق لتنقيتها من أي تكرار ثم تصدر في كتيب ثم تعود لنا ثانية للتصويت عليها .
هذا التصويت يعكس الرأي الجماعي والحر والديمقراطي في الكنيسة الكاثوليكية حيث ينادي على كل أسقف ويعلن انه حاضر باسمه ويضع صوته في صندوق زجاجي من اكبر كاردينال الى اصغر أسقف مشارك ، هذا بجانب وجود تصويت الكتروني فوري يظهر نتائج التصويت .
بعد التصويت على التوصيات تتولى لجنة من المجلس عمل مسودة لها ورفعها الى سكرتارية الدولة لتنقيحها إذا كان بها تقاطعات أو تجاذبات مع القضايا السياسية الحساسة وأخيرا تمضي الى الحبر الأعظم ليخرج منها الإرشاد ألرسولي ثم يجتمع المجلس من جديد كي يأخذها ويناقش كيفية توصيلها للمؤمنين في بلاد العالم .
** عودة من جديد الى سينودس إفريقيا ... ماذا عن أهم القضايا التي طرحت للمناقشة فيه والى أي مرحلة وصلت أعماله ؟
قبل نحو عشر سنوات أو يزيد قليلا كان هناك في الفاتيكان سينودس خاص بإفريقيا ، لكن طفا على السطح من القضايا الجديدة ما استدعى عقد هذا السينودس والذي تركز موضوعه على الكنيسة الكاثوليكية في إفريقيا ودورها في خدمة العدالة والسلام والمصالحة وكانت الآية الإنجيلية التي استظل بها السينودس " انتم نور العالم انتم ملح الأرض "، وتركزت النقاشات جول الكيفية التي يمكن للكنيسة من خلالها ان تكون تنور يشع في ظلام بلاد خيمت عليها الحروب الأهلية وساد فيها الفقر ، وانتشر بين أهليها الفساد . والآن نحن في مرحلة المراجعة الاخيرة لتوصيات سينودس إفريقيا ، وضعنا ملاحظاتنا على التوصيات وراجعناها وهي شبه جاهزة لتقدم للحبر الأعظم ، وفي أكتوبر 2011 سيصدر الإرشاد ألرسولي لإفريقيا في صورته النهائية .
** في سياق الحديث عن فكرة السينودس بشكل عام يطرح سينودس الشرق الأوسط نفسه بنوع خاص وهل تم الإعداد له بشكل مناسب ووقت كافي وماذا عن التواصل مع الإعلام المحلي العربي بشأنه ؟
بشكل عام نشعر كأساقفة ان التواصل مع المؤمنين لم يكن بالشكل أو النوعية المطلوبة فعامل الوقت كان يلاحقنا بقوة ، نحن تسلمنا الخطوط العريضة والأسئلة في أول يناير وكان علينا ان نقدمها في أول ابريل ولذلك كان التواصل مع الكهنة والرهبان والراهبات وعدد قليل من العلمانيين لضيق الوقت ولهذا قلت في اجتماع لجنة سينودس إفريقيا الأخير للمطران ايتروفيتش الأمين العام لسينودس الأساقفة بالفاتيكان إننا لم نستطع ان ندرس كل الغني الموجود في الخطوط الرئيسية للموضوع وكان الرد ان ضغط الوقت يضطرنا لذلك لكي نتمكن من إصدار ورقة العمل في الوقت المناسب ونرسلها لجميع المشاركين قبل انعقاد السينودس بفترة كافية حتى يتمكنوا من دراستها بعناية .
أما على صعيد التواصل الإعلامي في مجتمعاتنا المحلية فإننا نحاول قدر المستطاع وفي إطار الوقت المتبقي التواصل مع المؤمنين من غير الكاثوليك مثل الأقباط الأرثوذكس في مصر ، وكذلك إلقاء الضوء عبر البرامج التلفزيونية الرسمية ، و الكتابة للصحف الصادرة في بلادنا لإفهام العوام الأهداف الرئيسية من السينودس دون مداراة أو مواراة ، وكذلك دون تهوين أو تهويل وبلا مغالاة
منقول من زينت .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى