استفانوس والنظر إلى المسيح الممجد
السبت مارس 13, 2010 11:34 pm
استفانوس والنظر إلى المسيح الممجد
أما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله
(أع7: 55)
إذا امتلأ الإنسان من الروح القدس، فإلى أين ينظر؟ وما الذي يميز شهادته؟ لقد حوَّل الروح القدس قلب استفانوس عن ضيقته الحاضرة إلى الرب نفسه، حيث هو الآن في مجد الله. لقد جعله الروح القدس يتفرَّس في ذلك الشخص المبارك الذي أحبه وبذل نفسه لأجله. جعله ينشغل بذلك الإنسان الممجد الذي كان منذ وقت قصير قد تألم بيد مسلّميه وقاتليه، والذي كان بلا شك يقوِّي إيمان خادمه ويشجع قلبه ويضع أمام نظره الإكليل الذي أُعد له. وهكذا الروح القدس يحوِّل أنظارنا دائماً إلى المسيح الممجد.
لهذا فشهادة استفانوس للآخرين كانت عن هذا الشخص العجيب الذي ملأ نفسه وشغل فكره وحلّ في أعماق قلبه. لقد امتلك الرب قلبه لدرجة أنه قال « ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله ». وهل كان يستطيع في فرصة كهذه أن يتكلم عن شيء غير الرب الممجد؟ وما أعظمها شهادة! إنها لم تكن عقيدة أو تعليماً كتابياً مهماً كان صحيحاً أو هاماً في موضعه، بل ما رآه وانشغل به كان الرب نفسه. فالمسيح الممجد هو بلا شك ما يحوّل الروح القدس قلوبنا إليه، وما يقودنا بالنعمة إلى تقديمه للآخرين.
ونتيجة انشغال استفانوس بالمسيح في السماء في كل نعمته ومجده، أنه تمثّل بسيده. إن هذا الشهيد المتألم استطاع أن يطلب من أجل الذين أبغضوه واحتقروه « ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية ». لا بل نراه، وحجارة قاتليه القُساة تنهال على جسمه مهشمة إياه للموت، يستودع نفسه، في هدوء وثقة، للرب قائلاً « أيها الرب يسوع اقبل روحي » وفي هذا نرى أن هذا الخادم المتألم على الأرض، بتثبيت نظره في الرب في السماء، استطاع على قدر قياسه أن يتمثل بسيده في مسيره على الأرض، ذلك السيد المبارك الذي في آلامه على الصليب صلى من أجل قاتليه قائلاً « يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » (لو23: 34). وأيضاً ختم سبيله هنا، سبيل الآلام، بالعبارة « يا أبتاه في يديك أستودع روحي » (لو23: 45).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى