- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
الحياة الرهبانية (الجزء الثالث)
الثلاثاء أغسطس 14, 2007 4:23 pm
أولاً : التقليد المصري:
فيه طرق ثلاث : الطريقة التوحدية، الطريقة الجماعية، والطريقة الجماعية التوحدية.
أ- الطريقة التوحدية:
كان الأنبا بولا الطيبي واحداً من هؤلاء الذين هربوا إبان إحدى موجات الاضطهاد على الكنيسة على عهد الإمبراطور ديسيوس سنة 250م. ومن قصة الأنبا بولا يتضح أنه ولد في طيبة من والدين غنيين ماتا عندما بلغ السادسة عشر ويقال أنه حب الله ملك على قلبه وعقله. وأنه بعد أن دفن أباه عاد مع أخيه إلى بيتهما ليقتسما ميراثيهما، فأظهر أخوه طمعاً في تركه أبيه، واقترح الاحتكام إلى حام المدينة، غير أنه أثناء المناقشات هدده زوج أخته بإبلاغ المسئولين عن اعتناقه المسيحية، ففضل بولا الانصراف إلى العبادة، والبعد عن مشكلات العالم فهرب من طيبة إلى طافوس غربي المدينة. وظل بهذا المكان ثلاثة أيام قضاها مصلياً، حتى إذا جاء اليوم الرابع غادره إلى الصحراء الشرقية، وأستقر به المقام أخيراً في أحدى كهوف الجبال المطلة على البحر الأحمر، وهو المكان الذي يوجد به دير الأنبا بولا الحالي.. وذلك بسبب ما وجد على مقربة من ذلك الكهف من أسباب الحياة، وهي نبع ماء رائق وبضعة نخيل. كان من بينها نخلة واحدة مثمرة، فأعتمد بولا على ثمر النخلة في غذائه، كما صنع لنفسه ثوباً من ليف النخلة، ومكث بولا عابداً ناسكاً حتى بلغ الثالثة عشر بعد المائة – قام الأنبا أنطونيوس بزيارة الأنبا بولا في سنة 347م تقريباً، وهي نفس السنة التي توفى فيها الأنبا بولا.
لقاء الأنبا أنطونيوس بالأنبا بولا:
بعد رحلة مملؤه بالمشقات والمخاطر وصل الأنبا أنطونيوس إلى مدخل مسكن بولا، فلما رآه بولس قفل الباب في وجهه، ولكن أنطونيوس بدأ يرجوه ويتوسل إليه أن يفتح له الباب فلما فعل ذلك تعانق الشيخان وبينما هما يتحادثان نزل عليهما غراب ومعه رغيف من الخبز، فقال الأنبا بولا"هاهو الله أرسل لنا غذاءنا، الله الرحيم الشفوق، ولقد مكثت ستين سنة هنا وأنا أكل نصف رغيف يومياً ولكن بمجيئك أنت، ضاعف المسيح الطعام" وعندئذ تجادل القديسان عمن يكسر الرغيف، ولكنهما استطاعا أن يتفقا على الحل حبياً، وعندما انتهيا من طعامهما، استأذن بولا في أنه يحتاج إلى رداء خاص من دير انطونيوس، وطلب من أنطونيوس أن يحضره، أما حقيقة الأمر فأن بولا عرف أن ساعة موته قد اقتربت، فأراد أن يجنب أنطونيوس مرارة الموقف، وعندما رجع أنطونيوس بالرداء كان بولا قد رقد، فلف أنطونيوس جسده بالرداء وحمله إلى الخارج ليدفنه، ولكنه تحير كيف يحفر القبر، ولكن فجأة جاء أسدان يجريان من الصحراء وانحنيا أمام الجسد ثم حفرا قبراً بمخالبهما، وبعد أن تركا المكان دفن أنطونيوس جسد بولا ثم رجع إلى الدير بعد أن أخذ معه رداء بولا المصنوع من ألياف النخيل والذي كان يلبسه بولا دائماً.
وخلاصة القول أن خروج الأنبا بولا إلى الصحراء الشرقية كان مبعثه موجه الاضطهاد التي اجتاحت مصر في عهده، وهكذا فضل الأنبا بولا أن يحيا حياة نسكية مسيحية بعيداً عن مشكلات العالم وأضطراباته، والراجح أنه لو وكان خروج القديس بولا لتأسيس نظام رهباني لسلك مسلك القديس أنطونيوس في الإقامة على مقربة من المدن ليجتذب إليه التابعين، إذ المعروف أن الأنبا بولا هرب فجأة إلى جوف الصحراء وبقيت قصته مدة طويلة في طي الكتمان دون أن يدونها أحد، حتى أن أثناسيوس بطريرك الإسكندرية العشرين لم يذكر في سيرة القديس أنطونيوس التي كتبها شيئاً عن الأنبا بولا.
ولقد تحدث القديس جيروم اللاتيني (345 – 419م) فيقول : أن أنطونيوس لم يكن أول راهب متوحد بل سبقه الأنبا بولا الطيبي الذي أختار الرهبنة حياة له في أيام الاضطهاد الذي حدث في عهد ديسيوس وفاليريان (249 – 259م).
التقليد المصري يستند على رأي بلاديوس من أن حياة الأنبا بولا انتهت في عهد ديسيوس أوفاليريان أي بين سنتي 249-270م فتكون ولادة الأنبا بولا حوالي سنة 150م وبداية حياته النسكية قبل نهاية القرن الثاني الميلادي ووفاته حوالي 263م، في وقت أن كان أنطونيوس الذي ولد حوالي سنة 251م في الثانية عشرة ولازال في رعاية والديه، وهذا ينفى حدوث الزيارة وقتذاك، ويزيد هذا وضوحاً أن الأنبا بولا ذكر للقديس انطونيوس أثناء المقابلة أن هروبه كان في عهد الإمبراطور ديسيوس وكان عمره آنذاك حوالي 16 سنة وبذلك تكون ولادته حوالي سنة 234م.
رواية أثناسيوس الرسولي عن أنطونيوس:
من النساك الذين سلكوا طريق النسك المسيحي الأول القديس أنطونيوس، وهو الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للنظام الرهباني في مصر، نظراً لما استحدثه من النظم والترتيبات لراغبي الحياة الرهبانية، وتتفق معظم الروايات على أنه ولد في قرية "كوما" وهي قمن العروس الحالية مركز الواسطى حوالي سنة 251م، من والدين غنيين، ولم يكن أمياً كما تصوره البعض لكنه أتقن لغته، وما كاد يبلغ الثامنة عشر حتى حرم عليه أبويه اللذين توفيا في سنة واحدة بعد أن تركا له ثروة طائلة وأخت صغيرة، ولعل من دوافع اتجاهه إلى الحياة الرهبانية، ما عرف بمصر وقتذاك من الأفكار النسكية، وكثرة النساك في الأكواخ المتفرقة على ضفاف النهر.
وحدث أن ذهب أنطونيوس إلى الكنيسة فسمع الكاهن يتلو فصل الإنجيل، فاجتذبته الآية القائلة "إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع كل ما لك وأعط الفقراء وتعال اتبعني فيكون لك كنز في السماء" وتقول سيرته أنه أعتبر كأن هذه الفقرة قرئت له هو بالذات، لانطباعها على حالة وبعد وفاه والديه، ولم يبق له في الدنيا سوى أخته، ففي الحال خرج من الكنيسة ووزع أرضه الواسعة المساحة على فقراء قريته، محتفظاً لنفسه بقليل من المال لمصلحة أخته، غير أنه دخل الكنيسة مرة أخرى وسمع الكاهن يتلو مما في الإنجيل، "لا تهتموا للغد".
فخرج من الكنيسة عاقداً العزم على أن يسلك مسلكاً جديداً في حياته، فأرسل أخته إلى بيت للعذارى، ثم خرج من القرية حوالي سنة 270م، إلى مكان قريب من قريته حيث أقام في كوخ صغير إلى جوار شاطئ النيل، يدرب نفسه على حياة النسك، كما فعل النساك المسيحيون السابقون، ولما كان أنطونيوس شاباً حديث العهد بحياة النسك، فأنه دأب على الاتصال بالشيوخ النساك المجاورين له.
الخطوة الثانية في حياة أنطونيوس:
كانت الخطوة الثانية أن ذهب وعاش مع رجل عجوز يحيا حياة الزهد، فهذا أرشده ووجهه إلى خطوات الأولى في حياة الرهبنة، في أثناء هذه الفترة واجه أنطونيوس تجربته الأولى:"فقد ذكره الشيطان بالممتلكات التي تركها والرعاية التي كانت أخته تحتاج إليها منه، وكبرياء الحب والنسب ومحبة المال، واللذات الحسية، التي كانت تزخر بها الحياة، ومن الناحية الأخرى أظهر له الصعاب الفائقة والمخاطر التي عليه أن يواجهها في سعيه وراء الفضيلة، ثم ضعف الجسد والسنوات الطويلة التي سوف يعيشها على هذه الحالة وبالاختصار فقد ملأ عقله بسحابة سوداء من الأفكار.
الخطوة الثالثة: أنطونيوس يذهب إلى المقابر والحصون القريبة من القرية:
رأى أنطونيوس أن في إقامته في ذلك المكان خطراً على حياته الروحية، بسبب رؤيته لبعض النساء اللاتي كن ينزلن إلى النهر للاستحمام، فارتحل إلى المقابر القريبة من القرية، ولكنه لم يطل الإقامة بها، إذ هداه تفكيره إلى عبور النهر إلى المناطق الجبلية حيث أقام في حصن مهجور في منطقة بسبير Pispir على الضفة الشرقية للنيل، وأتفق أخيراً مع بعض الذين اجتمعوا حوله من المعجبين بطريقة حياته، والذين انتشروا في مناطق متفرقة على أن يحضروا له الخبز الجاف ثلاث مرات في السنة دون أن يحاولوا الاتصال به أو الإقامة عنده.
صلوا لاجل ضعفى/ مايكل وليم
فيه طرق ثلاث : الطريقة التوحدية، الطريقة الجماعية، والطريقة الجماعية التوحدية.
أ- الطريقة التوحدية:
كان الأنبا بولا الطيبي واحداً من هؤلاء الذين هربوا إبان إحدى موجات الاضطهاد على الكنيسة على عهد الإمبراطور ديسيوس سنة 250م. ومن قصة الأنبا بولا يتضح أنه ولد في طيبة من والدين غنيين ماتا عندما بلغ السادسة عشر ويقال أنه حب الله ملك على قلبه وعقله. وأنه بعد أن دفن أباه عاد مع أخيه إلى بيتهما ليقتسما ميراثيهما، فأظهر أخوه طمعاً في تركه أبيه، واقترح الاحتكام إلى حام المدينة، غير أنه أثناء المناقشات هدده زوج أخته بإبلاغ المسئولين عن اعتناقه المسيحية، ففضل بولا الانصراف إلى العبادة، والبعد عن مشكلات العالم فهرب من طيبة إلى طافوس غربي المدينة. وظل بهذا المكان ثلاثة أيام قضاها مصلياً، حتى إذا جاء اليوم الرابع غادره إلى الصحراء الشرقية، وأستقر به المقام أخيراً في أحدى كهوف الجبال المطلة على البحر الأحمر، وهو المكان الذي يوجد به دير الأنبا بولا الحالي.. وذلك بسبب ما وجد على مقربة من ذلك الكهف من أسباب الحياة، وهي نبع ماء رائق وبضعة نخيل. كان من بينها نخلة واحدة مثمرة، فأعتمد بولا على ثمر النخلة في غذائه، كما صنع لنفسه ثوباً من ليف النخلة، ومكث بولا عابداً ناسكاً حتى بلغ الثالثة عشر بعد المائة – قام الأنبا أنطونيوس بزيارة الأنبا بولا في سنة 347م تقريباً، وهي نفس السنة التي توفى فيها الأنبا بولا.
لقاء الأنبا أنطونيوس بالأنبا بولا:
بعد رحلة مملؤه بالمشقات والمخاطر وصل الأنبا أنطونيوس إلى مدخل مسكن بولا، فلما رآه بولس قفل الباب في وجهه، ولكن أنطونيوس بدأ يرجوه ويتوسل إليه أن يفتح له الباب فلما فعل ذلك تعانق الشيخان وبينما هما يتحادثان نزل عليهما غراب ومعه رغيف من الخبز، فقال الأنبا بولا"هاهو الله أرسل لنا غذاءنا، الله الرحيم الشفوق، ولقد مكثت ستين سنة هنا وأنا أكل نصف رغيف يومياً ولكن بمجيئك أنت، ضاعف المسيح الطعام" وعندئذ تجادل القديسان عمن يكسر الرغيف، ولكنهما استطاعا أن يتفقا على الحل حبياً، وعندما انتهيا من طعامهما، استأذن بولا في أنه يحتاج إلى رداء خاص من دير انطونيوس، وطلب من أنطونيوس أن يحضره، أما حقيقة الأمر فأن بولا عرف أن ساعة موته قد اقتربت، فأراد أن يجنب أنطونيوس مرارة الموقف، وعندما رجع أنطونيوس بالرداء كان بولا قد رقد، فلف أنطونيوس جسده بالرداء وحمله إلى الخارج ليدفنه، ولكنه تحير كيف يحفر القبر، ولكن فجأة جاء أسدان يجريان من الصحراء وانحنيا أمام الجسد ثم حفرا قبراً بمخالبهما، وبعد أن تركا المكان دفن أنطونيوس جسد بولا ثم رجع إلى الدير بعد أن أخذ معه رداء بولا المصنوع من ألياف النخيل والذي كان يلبسه بولا دائماً.
وخلاصة القول أن خروج الأنبا بولا إلى الصحراء الشرقية كان مبعثه موجه الاضطهاد التي اجتاحت مصر في عهده، وهكذا فضل الأنبا بولا أن يحيا حياة نسكية مسيحية بعيداً عن مشكلات العالم وأضطراباته، والراجح أنه لو وكان خروج القديس بولا لتأسيس نظام رهباني لسلك مسلك القديس أنطونيوس في الإقامة على مقربة من المدن ليجتذب إليه التابعين، إذ المعروف أن الأنبا بولا هرب فجأة إلى جوف الصحراء وبقيت قصته مدة طويلة في طي الكتمان دون أن يدونها أحد، حتى أن أثناسيوس بطريرك الإسكندرية العشرين لم يذكر في سيرة القديس أنطونيوس التي كتبها شيئاً عن الأنبا بولا.
ولقد تحدث القديس جيروم اللاتيني (345 – 419م) فيقول : أن أنطونيوس لم يكن أول راهب متوحد بل سبقه الأنبا بولا الطيبي الذي أختار الرهبنة حياة له في أيام الاضطهاد الذي حدث في عهد ديسيوس وفاليريان (249 – 259م).
التقليد المصري يستند على رأي بلاديوس من أن حياة الأنبا بولا انتهت في عهد ديسيوس أوفاليريان أي بين سنتي 249-270م فتكون ولادة الأنبا بولا حوالي سنة 150م وبداية حياته النسكية قبل نهاية القرن الثاني الميلادي ووفاته حوالي 263م، في وقت أن كان أنطونيوس الذي ولد حوالي سنة 251م في الثانية عشرة ولازال في رعاية والديه، وهذا ينفى حدوث الزيارة وقتذاك، ويزيد هذا وضوحاً أن الأنبا بولا ذكر للقديس انطونيوس أثناء المقابلة أن هروبه كان في عهد الإمبراطور ديسيوس وكان عمره آنذاك حوالي 16 سنة وبذلك تكون ولادته حوالي سنة 234م.
رواية أثناسيوس الرسولي عن أنطونيوس:
من النساك الذين سلكوا طريق النسك المسيحي الأول القديس أنطونيوس، وهو الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للنظام الرهباني في مصر، نظراً لما استحدثه من النظم والترتيبات لراغبي الحياة الرهبانية، وتتفق معظم الروايات على أنه ولد في قرية "كوما" وهي قمن العروس الحالية مركز الواسطى حوالي سنة 251م، من والدين غنيين، ولم يكن أمياً كما تصوره البعض لكنه أتقن لغته، وما كاد يبلغ الثامنة عشر حتى حرم عليه أبويه اللذين توفيا في سنة واحدة بعد أن تركا له ثروة طائلة وأخت صغيرة، ولعل من دوافع اتجاهه إلى الحياة الرهبانية، ما عرف بمصر وقتذاك من الأفكار النسكية، وكثرة النساك في الأكواخ المتفرقة على ضفاف النهر.
وحدث أن ذهب أنطونيوس إلى الكنيسة فسمع الكاهن يتلو فصل الإنجيل، فاجتذبته الآية القائلة "إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع كل ما لك وأعط الفقراء وتعال اتبعني فيكون لك كنز في السماء" وتقول سيرته أنه أعتبر كأن هذه الفقرة قرئت له هو بالذات، لانطباعها على حالة وبعد وفاه والديه، ولم يبق له في الدنيا سوى أخته، ففي الحال خرج من الكنيسة ووزع أرضه الواسعة المساحة على فقراء قريته، محتفظاً لنفسه بقليل من المال لمصلحة أخته، غير أنه دخل الكنيسة مرة أخرى وسمع الكاهن يتلو مما في الإنجيل، "لا تهتموا للغد".
فخرج من الكنيسة عاقداً العزم على أن يسلك مسلكاً جديداً في حياته، فأرسل أخته إلى بيت للعذارى، ثم خرج من القرية حوالي سنة 270م، إلى مكان قريب من قريته حيث أقام في كوخ صغير إلى جوار شاطئ النيل، يدرب نفسه على حياة النسك، كما فعل النساك المسيحيون السابقون، ولما كان أنطونيوس شاباً حديث العهد بحياة النسك، فأنه دأب على الاتصال بالشيوخ النساك المجاورين له.
الخطوة الثانية في حياة أنطونيوس:
كانت الخطوة الثانية أن ذهب وعاش مع رجل عجوز يحيا حياة الزهد، فهذا أرشده ووجهه إلى خطوات الأولى في حياة الرهبنة، في أثناء هذه الفترة واجه أنطونيوس تجربته الأولى:"فقد ذكره الشيطان بالممتلكات التي تركها والرعاية التي كانت أخته تحتاج إليها منه، وكبرياء الحب والنسب ومحبة المال، واللذات الحسية، التي كانت تزخر بها الحياة، ومن الناحية الأخرى أظهر له الصعاب الفائقة والمخاطر التي عليه أن يواجهها في سعيه وراء الفضيلة، ثم ضعف الجسد والسنوات الطويلة التي سوف يعيشها على هذه الحالة وبالاختصار فقد ملأ عقله بسحابة سوداء من الأفكار.
الخطوة الثالثة: أنطونيوس يذهب إلى المقابر والحصون القريبة من القرية:
رأى أنطونيوس أن في إقامته في ذلك المكان خطراً على حياته الروحية، بسبب رؤيته لبعض النساء اللاتي كن ينزلن إلى النهر للاستحمام، فارتحل إلى المقابر القريبة من القرية، ولكنه لم يطل الإقامة بها، إذ هداه تفكيره إلى عبور النهر إلى المناطق الجبلية حيث أقام في حصن مهجور في منطقة بسبير Pispir على الضفة الشرقية للنيل، وأتفق أخيراً مع بعض الذين اجتمعوا حوله من المعجبين بطريقة حياته، والذين انتشروا في مناطق متفرقة على أن يحضروا له الخبز الجاف ثلاث مرات في السنة دون أن يحاولوا الاتصال به أو الإقامة عنده.
صلوا لاجل ضعفى/ مايكل وليم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى