- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
سانتا كلوز
الجمعة ديسمبر 12, 2008 10:40 pm
العرائس الثلاث
لقاء خفي
إذ اقترب عيد الميلاد المجيد، كانت أفكار أبينا الأسقف كلها ممتصة في مجيء رب المجد إلى أرضنا...
مع قرابة نصف الليل، دخل الأسقف كعادته الكنيسة التي كان يتركها مفتوحة طوال الليل والنهار. دخل في خطوات هادئة حتى لا يشعر به أحد، وذلك في وسط الضوء الخافت الصادر عن "القناديل" الموضوعة أمام أيقونات السيدة العذراء والقديس يوحنا المعمدان والملائكة والرسل والشهداء والقديسين.
انحنى الأسقف أمام الهيكل وسجد ثلاث مرات، وهو يرنم بفرح*، قائلاً سرًا:
"نسجد لك أيها المسيح*،
مع أبيك الصالح*، والروح* القدس،
لأنك أتيت وخلصتنا".
دخل إلى الهيكل وقبَّل المذبح* ثم ركع، وانطلقت أفكاره إلى المزود ليقول:
"احسبني يا مخلصي مع المجوس.
لقد أرسلت إليهم ملاكًا منيرًا في شكل نجمٍ،
لكي تجتذبهم إلى حبك!
هب لي أن أقدم لك حياتي: ذهبًا ولبانًا ومرًا،
لتقبلها تقدمة حب!
اقبلها حياة ملوكية كالذهب،
حياة صلاة كاللبان،
وحياة الألم المجيد حيث أشاركك مرارة صليبك!
اسمح* لي أن أدخل مع الرعاة الساهرين،
لأقدم لك كل شعبك، قطيعك الناطق!
هب لي أن أسهر على خلاصهم،
تئن نفسي مع كل أنين يصدر عنهم،
ويلتهب قلبي كما بنارٍ مع انحراف أي واحدٍ منهم!
لأموت معك من أجلهم!
وليعيشوا هم لك ومعك وفيك،
أيها الحياة الحقيقية!
صمت قلب أبينا الأسقف قليلاً، لكي يسمع صوت طفل المزود في داخله...
فجأة قطع الأسقف تأملاته على أثر تنهدات إنسانٍ تصدر من "المقصورة" الملاصقة للَّهيكل.
أراد أبونا الأسقف أن يدخل المقصورة لكي يلتقي بهذا الإنسان، لعلَّه يقدر أن يسنده في شيء. لكنه في ترددٍ توقف، قائلاً في نفسه: "يليق بي ألا أقطع صلواته وصرخات قلبه".
سمع الأسقف هذا الإنسان وهو يئن، قائلاً:
"آه أيها الطفل، مولود المزود، العجيب!
أنت هو الحب كله!
أنت كنزي وغناي!
تطلع إليّ فإني لم أتذمر قط!
لن أنسى محبتك ورعايتك لي،
حقًا لا يعرف أحد احتياجاتي غيرك،
لا أريد أن استجدي إنسانًا مادمت أنت راعيَّ الصالح*!
أذكر يا رب ابنتك مارجو،
أذكر أنها تريد أن تنكر الإيمان بك لتتزوج رجلاً وثنيًا!
لم أستطع أن أقوم بدوري كأبٍ،
فإنه ليس لدي مالاً أشتري به لها حجرة النوم لتتزوج إنسانًا مسيحيًا!
ولا حتى ملابس العرس،
وهوذا مرقس الوثني يغويها بماله ليتزوجها!
ماذا أفعل؟!
إنها تريد أن تتزوج منه مهما كلفها الأمر، حتى على حساب إيمانها وخلاصها الأبدي!
مخازنك متسعة يا رب...
أرسل لنا منها لكي تتزوج بأحد أولادك!
أرشدني أيها الحكمة الإلهي حتى لا تهلك مارجو وأخواتها الست!"
انهار الرجل وهو يبكي بمرارة قائلاً:
"خذ يا رب نفسي،
ولا تسمح بهلاك بناتي!
إنهن بناتك!
أنهن عطيتك لي!
فَرِّح* قلبي لا بزواجهن، بل بخلاصهن!
أريدهن عرائس مقدسات لك، أيها العريس الأبدي!"
عرف الأسقف الرجل من صوته، خاصة وأنه ذكر اسم ابنته الكبرى "مارجو" وأن له ثلاث بنات.
سالت الدموع من عيني أبينا الأسقف، وصار يصنع مطانيات (سجود حتى الأرض)، وهو يقول:
"هذه خطيتك يا نيقولاوس البائس!
لو كنت أبًا حقيقيًا لعرفت احتياجات هذا الرجل وبناته...
ولم تتركهم في هذا الحال المر!
أخطأت يا مخلصي الصالح*،
لا تسمح* أن يهلك أحد من أولادك!
أرشدني ماذا أفعل يا سيدي؟!"
كتم أبونا الأسقف تـنهداته حتى لا يشعر به الرجل، فيُحرج منه، وبقي في الهيكل يصلي سرًا.
ارتمى أبونا الأسقف على المذبح* راكعًا ومصليًا، يطلب مشورة ذاك الذبيح*!
قال في نفسه:
"إن أقل واجب عليّ أن ألتزم بالإنفاق على بنات هذا الرجل حتى يتزوجن،
ولكن كيف أقدم لهن المال وأنا أعرف أن والدهن رجل وقور مملوء حياءً، لن يقبل أية عطية، خاصة من الكنيسة؟!
إنه حتمًا سيقول: يوجد من هم أكثر مني احتياجًا!
أرشدني يا رب كيف أبعث إليه بالمال".
إذ خرج الرجل وسط الظلام... خرج أبونا الأسقف بعد دقائق إلى الأسقفية الملاصقة للكنيسة...
في خزينة الأسقفية
لم يكن ممكنًا لأبينا الأسقف أن يتحرك نحو حجرته الخاصة لكي ينام، فقد انشغل بأمر هذا الرجل وبناته الثلاث، بل انطلق نحو الخزينة ليجمع ما بها ويضعها في كيسٍ ويلصق به مظروفًا به "كارت عيد الميلاد المجيد".
أمسك الأسقف بالكارت ليسجل فيه كلمة محبة لابنته مارجو، جاء فيها:
--------------------------------------------------------------------------------
الابنة المباركة/ مارجو
هذه هدية مقدمة من ذاك الذي يحبك!
إنها هدية بسيطة يقدمها ذاك الذي من أجلك صار إنسانًا ليقيم منك شريكة له في المجد الأبدي!
لأجلكِ افتقر لكي ُيغنيكِ إلى الأبد.
إنه عريس نفسكِ،
يطلب جمال إنسانك الداخلي الذي لن يشيخ!
اقبلي هذه العطية البسيطة من ذاك الذي قدم حياته كلها فدية عنك!
إنها هدية لزواجك في المسيح* يسوع مقدِّسكِ!"
--------------------------------------------------------------------------------
إذ سجل أبونا الأسقف هذه الرسالة بدأ يفكر كيف يبعث بها إلى مارجو. وأخيرًا إذ بدأ النور يظهر تخفي الأسقف في زي عاملٍ بسيطٍ، وحمل ُسلَّمًا وذهب إلى بيتِ مارجو، وصعد على السلَّم وألقى بالهدية من النافذة، ثم نزل ليحمل السلَّم ويعود إلى مسكنه متهللاً!
العروس التائبة
رأت ماري الكيس فأمسكت به؛ وإذ قرأت الظرف المرفق به وجدت الرسالة موجهة إلى أختها مارجو، فحملت الهدية، وجاءت بها إلى مارجو!
- مارجو، لماذا ألقيتِ بهذا الكيس على الأرض؟
- أي كيس يا ماري؟
- هذا الكيس!
- إنه ليس كيسي!
- إنه مرفق به ظرف مكتوب عليه اسمك!
أمسكت مارجو الكيس والظرف، ولم تجرؤ أن تفتحهما، بل ذهبت بهما إلى والدها متعجبة، تقول: "لقد َوجَدت ماري أختي هذا الكيس ومعه الظرف على الأرض بجوار النافذة!"
أمسك الرجل بالكيس والظرف، ثم سلَّم الظرف لابنته لتفتحه، وتقرأ ما به!
انهمرت الدموع من عينيها، وهي تقرع صدرها في حزنٍ وندامةٍ مع فرح*ٍ وتهليلٍ بعمل اللَّه معها.
قرأت الرسالة على والديها وأختيها، ولم يفكروا فيمن أرسل هذه الهدية، إنما قدموا تمجيدًا للمخلص طفل المزود!
بكت مارجو بمرارة وصرخت تطلب من السيد المسيح* الصفح* عن خطيتها، إذ فكرت جدِّيًا في إنكار إيمانها من أجل الزواج بالغنى الوثني.
قالت مارجو: "اسمح* لي يا أبي أن أذهب إلى أبينا الأسقف أنبا نيقولاوس لأعترف له".
همَّت مارجو بالخروج، فخرجت العائلة كلها معها، وانطلق الكل نحو الكنيسة التي بالأسقفية ليطلبوا من الأب الأسقف عمل قداس شكر للَّه المحب والسامع لأولاده في ضيقتهم.
رآهم الأب الأسقف فجرى إليهم وقابلهم ببشاشته المعهودة، ثم دخل بهم إلى الكنيسة.
طلبت مارجو منه أن تجلس معه على انفراد لتعترف، فأخذها إلى جوار الهيكل، وهناك اعترفت مارجو بما فكرت فيه، كما أظهرت له الرسالة المكتوبة المرفقة بالكيس... أما هو فطيَّب خاطرها، ووعدها أن يحضر بنفسه خطوبتها وإكليلها، وحدَّد معهم يومًا لعمل قداس الشكر حسب طلبهم.
بعد أيامٍ تقدم أحد الشبان المسيحيين ليخطب مارجو، وبارك أبونا الأسقف الخطبة وأيضًا الإكليل!
العرائس الثلاث
فرح* الأسقف وتهلَّلت نفسه وهو يرى العروس مارجو تقف في الإكليل في خشوع وتقوى، وتشترك في صلوات الإكليل بكل مشاعرها، لكي يعطيها الرب الإله بيتًا مقدسًا يسكن فيه، ويكون الرب هو ثالثهم فعلاً في البيت، ويكون هو رب الأسرة الحقيقي الخفي!
عاد الأسقف من الإكليل، وبدأ يفكر في أختيها. إذ عبر قرابة أسبوع كرَّر أبونا الأسقف ما قد سبق أن فعله مع مارجو، مقدِّمًا هديته الثانية باسم أختها ماري.
عمَّ الفرح* كل الأسرة، وتمَّ أيضًا زواج ماري.
قرر الرجل أن يعرف من هو هذا السخي في عطائه، العامل في الخفاء. ترقب الرجل إلقاء الكيس الثالث للفتاة الأخيرة، وإذ سقط الكيس من النافذة أسرع الرجل إلى الشارع ليرى عاملاً بسيطًا ينزل من السلّم الذي وضعه بجوار النافذة.
أمسك الرجل بيد العامل وهو يقول له:
"اخبرني من أنت؟
ومن الذي أرسلك لتلقي كل هذه الأموال لإنقاذنا؟"
تطلع الرجل إلى وجه العامل، فأدرك أنه الأسقف نيقولاوس. للحال سقط على الأرض أمامه، أما الأسقف فانحنى واحتضنه، وهو يقول له: "لماذا تشكرني؟ أنتم جميعًا أولادي وبناتي! الذي أرسلني هو مخلصنا يسوع المسيح*!"
جرت الدموع من عيني الرجل وهو يقبّل يديْ الأسقف. أما الأسقف فطلب منه ألا يخبر أحدًا بالأمر حتى >
--------------------------------------------------------------------------------
هذه هي قصة الأنبا نيقولاوس أسقف مورا الذي تحتفل الكنيسة بعيد نياحته قبل عيد الميلاد (10 كيهك)، وقد حوَّلها الغرب إلى تقليد "سانتا كلوز" أو "بابا نويل" الذي يقدم الهدايا للأطفال في ليلة عيد ميلاد السيد المسيح* خفية!
منقووول من كتب ابونا تادرس يعقوب ملطى
لقاء خفي
إذ اقترب عيد الميلاد المجيد، كانت أفكار أبينا الأسقف كلها ممتصة في مجيء رب المجد إلى أرضنا...
مع قرابة نصف الليل، دخل الأسقف كعادته الكنيسة التي كان يتركها مفتوحة طوال الليل والنهار. دخل في خطوات هادئة حتى لا يشعر به أحد، وذلك في وسط الضوء الخافت الصادر عن "القناديل" الموضوعة أمام أيقونات السيدة العذراء والقديس يوحنا المعمدان والملائكة والرسل والشهداء والقديسين.
انحنى الأسقف أمام الهيكل وسجد ثلاث مرات، وهو يرنم بفرح*، قائلاً سرًا:
"نسجد لك أيها المسيح*،
مع أبيك الصالح*، والروح* القدس،
لأنك أتيت وخلصتنا".
دخل إلى الهيكل وقبَّل المذبح* ثم ركع، وانطلقت أفكاره إلى المزود ليقول:
"احسبني يا مخلصي مع المجوس.
لقد أرسلت إليهم ملاكًا منيرًا في شكل نجمٍ،
لكي تجتذبهم إلى حبك!
هب لي أن أقدم لك حياتي: ذهبًا ولبانًا ومرًا،
لتقبلها تقدمة حب!
اقبلها حياة ملوكية كالذهب،
حياة صلاة كاللبان،
وحياة الألم المجيد حيث أشاركك مرارة صليبك!
اسمح* لي أن أدخل مع الرعاة الساهرين،
لأقدم لك كل شعبك، قطيعك الناطق!
هب لي أن أسهر على خلاصهم،
تئن نفسي مع كل أنين يصدر عنهم،
ويلتهب قلبي كما بنارٍ مع انحراف أي واحدٍ منهم!
لأموت معك من أجلهم!
وليعيشوا هم لك ومعك وفيك،
أيها الحياة الحقيقية!
صمت قلب أبينا الأسقف قليلاً، لكي يسمع صوت طفل المزود في داخله...
فجأة قطع الأسقف تأملاته على أثر تنهدات إنسانٍ تصدر من "المقصورة" الملاصقة للَّهيكل.
أراد أبونا الأسقف أن يدخل المقصورة لكي يلتقي بهذا الإنسان، لعلَّه يقدر أن يسنده في شيء. لكنه في ترددٍ توقف، قائلاً في نفسه: "يليق بي ألا أقطع صلواته وصرخات قلبه".
سمع الأسقف هذا الإنسان وهو يئن، قائلاً:
"آه أيها الطفل، مولود المزود، العجيب!
أنت هو الحب كله!
أنت كنزي وغناي!
تطلع إليّ فإني لم أتذمر قط!
لن أنسى محبتك ورعايتك لي،
حقًا لا يعرف أحد احتياجاتي غيرك،
لا أريد أن استجدي إنسانًا مادمت أنت راعيَّ الصالح*!
أذكر يا رب ابنتك مارجو،
أذكر أنها تريد أن تنكر الإيمان بك لتتزوج رجلاً وثنيًا!
لم أستطع أن أقوم بدوري كأبٍ،
فإنه ليس لدي مالاً أشتري به لها حجرة النوم لتتزوج إنسانًا مسيحيًا!
ولا حتى ملابس العرس،
وهوذا مرقس الوثني يغويها بماله ليتزوجها!
ماذا أفعل؟!
إنها تريد أن تتزوج منه مهما كلفها الأمر، حتى على حساب إيمانها وخلاصها الأبدي!
مخازنك متسعة يا رب...
أرسل لنا منها لكي تتزوج بأحد أولادك!
أرشدني أيها الحكمة الإلهي حتى لا تهلك مارجو وأخواتها الست!"
انهار الرجل وهو يبكي بمرارة قائلاً:
"خذ يا رب نفسي،
ولا تسمح بهلاك بناتي!
إنهن بناتك!
أنهن عطيتك لي!
فَرِّح* قلبي لا بزواجهن، بل بخلاصهن!
أريدهن عرائس مقدسات لك، أيها العريس الأبدي!"
عرف الأسقف الرجل من صوته، خاصة وأنه ذكر اسم ابنته الكبرى "مارجو" وأن له ثلاث بنات.
سالت الدموع من عيني أبينا الأسقف، وصار يصنع مطانيات (سجود حتى الأرض)، وهو يقول:
"هذه خطيتك يا نيقولاوس البائس!
لو كنت أبًا حقيقيًا لعرفت احتياجات هذا الرجل وبناته...
ولم تتركهم في هذا الحال المر!
أخطأت يا مخلصي الصالح*،
لا تسمح* أن يهلك أحد من أولادك!
أرشدني ماذا أفعل يا سيدي؟!"
كتم أبونا الأسقف تـنهداته حتى لا يشعر به الرجل، فيُحرج منه، وبقي في الهيكل يصلي سرًا.
ارتمى أبونا الأسقف على المذبح* راكعًا ومصليًا، يطلب مشورة ذاك الذبيح*!
قال في نفسه:
"إن أقل واجب عليّ أن ألتزم بالإنفاق على بنات هذا الرجل حتى يتزوجن،
ولكن كيف أقدم لهن المال وأنا أعرف أن والدهن رجل وقور مملوء حياءً، لن يقبل أية عطية، خاصة من الكنيسة؟!
إنه حتمًا سيقول: يوجد من هم أكثر مني احتياجًا!
أرشدني يا رب كيف أبعث إليه بالمال".
إذ خرج الرجل وسط الظلام... خرج أبونا الأسقف بعد دقائق إلى الأسقفية الملاصقة للكنيسة...
في خزينة الأسقفية
لم يكن ممكنًا لأبينا الأسقف أن يتحرك نحو حجرته الخاصة لكي ينام، فقد انشغل بأمر هذا الرجل وبناته الثلاث، بل انطلق نحو الخزينة ليجمع ما بها ويضعها في كيسٍ ويلصق به مظروفًا به "كارت عيد الميلاد المجيد".
أمسك الأسقف بالكارت ليسجل فيه كلمة محبة لابنته مارجو، جاء فيها:
--------------------------------------------------------------------------------
الابنة المباركة/ مارجو
هذه هدية مقدمة من ذاك الذي يحبك!
إنها هدية بسيطة يقدمها ذاك الذي من أجلك صار إنسانًا ليقيم منك شريكة له في المجد الأبدي!
لأجلكِ افتقر لكي ُيغنيكِ إلى الأبد.
إنه عريس نفسكِ،
يطلب جمال إنسانك الداخلي الذي لن يشيخ!
اقبلي هذه العطية البسيطة من ذاك الذي قدم حياته كلها فدية عنك!
إنها هدية لزواجك في المسيح* يسوع مقدِّسكِ!"
--------------------------------------------------------------------------------
إذ سجل أبونا الأسقف هذه الرسالة بدأ يفكر كيف يبعث بها إلى مارجو. وأخيرًا إذ بدأ النور يظهر تخفي الأسقف في زي عاملٍ بسيطٍ، وحمل ُسلَّمًا وذهب إلى بيتِ مارجو، وصعد على السلَّم وألقى بالهدية من النافذة، ثم نزل ليحمل السلَّم ويعود إلى مسكنه متهللاً!
العروس التائبة
رأت ماري الكيس فأمسكت به؛ وإذ قرأت الظرف المرفق به وجدت الرسالة موجهة إلى أختها مارجو، فحملت الهدية، وجاءت بها إلى مارجو!
- مارجو، لماذا ألقيتِ بهذا الكيس على الأرض؟
- أي كيس يا ماري؟
- هذا الكيس!
- إنه ليس كيسي!
- إنه مرفق به ظرف مكتوب عليه اسمك!
أمسكت مارجو الكيس والظرف، ولم تجرؤ أن تفتحهما، بل ذهبت بهما إلى والدها متعجبة، تقول: "لقد َوجَدت ماري أختي هذا الكيس ومعه الظرف على الأرض بجوار النافذة!"
أمسك الرجل بالكيس والظرف، ثم سلَّم الظرف لابنته لتفتحه، وتقرأ ما به!
انهمرت الدموع من عينيها، وهي تقرع صدرها في حزنٍ وندامةٍ مع فرح*ٍ وتهليلٍ بعمل اللَّه معها.
قرأت الرسالة على والديها وأختيها، ولم يفكروا فيمن أرسل هذه الهدية، إنما قدموا تمجيدًا للمخلص طفل المزود!
بكت مارجو بمرارة وصرخت تطلب من السيد المسيح* الصفح* عن خطيتها، إذ فكرت جدِّيًا في إنكار إيمانها من أجل الزواج بالغنى الوثني.
قالت مارجو: "اسمح* لي يا أبي أن أذهب إلى أبينا الأسقف أنبا نيقولاوس لأعترف له".
همَّت مارجو بالخروج، فخرجت العائلة كلها معها، وانطلق الكل نحو الكنيسة التي بالأسقفية ليطلبوا من الأب الأسقف عمل قداس شكر للَّه المحب والسامع لأولاده في ضيقتهم.
رآهم الأب الأسقف فجرى إليهم وقابلهم ببشاشته المعهودة، ثم دخل بهم إلى الكنيسة.
طلبت مارجو منه أن تجلس معه على انفراد لتعترف، فأخذها إلى جوار الهيكل، وهناك اعترفت مارجو بما فكرت فيه، كما أظهرت له الرسالة المكتوبة المرفقة بالكيس... أما هو فطيَّب خاطرها، ووعدها أن يحضر بنفسه خطوبتها وإكليلها، وحدَّد معهم يومًا لعمل قداس الشكر حسب طلبهم.
بعد أيامٍ تقدم أحد الشبان المسيحيين ليخطب مارجو، وبارك أبونا الأسقف الخطبة وأيضًا الإكليل!
العرائس الثلاث
فرح* الأسقف وتهلَّلت نفسه وهو يرى العروس مارجو تقف في الإكليل في خشوع وتقوى، وتشترك في صلوات الإكليل بكل مشاعرها، لكي يعطيها الرب الإله بيتًا مقدسًا يسكن فيه، ويكون الرب هو ثالثهم فعلاً في البيت، ويكون هو رب الأسرة الحقيقي الخفي!
عاد الأسقف من الإكليل، وبدأ يفكر في أختيها. إذ عبر قرابة أسبوع كرَّر أبونا الأسقف ما قد سبق أن فعله مع مارجو، مقدِّمًا هديته الثانية باسم أختها ماري.
عمَّ الفرح* كل الأسرة، وتمَّ أيضًا زواج ماري.
قرر الرجل أن يعرف من هو هذا السخي في عطائه، العامل في الخفاء. ترقب الرجل إلقاء الكيس الثالث للفتاة الأخيرة، وإذ سقط الكيس من النافذة أسرع الرجل إلى الشارع ليرى عاملاً بسيطًا ينزل من السلّم الذي وضعه بجوار النافذة.
أمسك الرجل بيد العامل وهو يقول له:
"اخبرني من أنت؟
ومن الذي أرسلك لتلقي كل هذه الأموال لإنقاذنا؟"
تطلع الرجل إلى وجه العامل، فأدرك أنه الأسقف نيقولاوس. للحال سقط على الأرض أمامه، أما الأسقف فانحنى واحتضنه، وهو يقول له: "لماذا تشكرني؟ أنتم جميعًا أولادي وبناتي! الذي أرسلني هو مخلصنا يسوع المسيح*!"
جرت الدموع من عيني الرجل وهو يقبّل يديْ الأسقف. أما الأسقف فطلب منه ألا يخبر أحدًا بالأمر حتى >
--------------------------------------------------------------------------------
هذه هي قصة الأنبا نيقولاوس أسقف مورا الذي تحتفل الكنيسة بعيد نياحته قبل عيد الميلاد (10 كيهك)، وقد حوَّلها الغرب إلى تقليد "سانتا كلوز" أو "بابا نويل" الذي يقدم الهدايا للأطفال في ليلة عيد ميلاد السيد المسيح* خفية!
منقووول من كتب ابونا تادرس يعقوب ملطى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى