يسوع يتضرع لأجلنا – الأب وليم سيدهم
الخميس يونيو 25, 2020 7:23 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يسوع وهو يستعد للقبض عليه ليصلب ويموت لم ينسى أن يتضرع إلى الآب من أجلنا، وهو الذي علمنا حينما نصلي أن نصلي إلى الآب قائلين: “أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ». (لوقا 11: 2- 4).
ها هو يقوم بصلاة حميمية للآب من أجلنا: “أَيُّهَا الآبُ الْقُدُّوسُ، احْفَظْهُمْ فِي اسْمِكَ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ. حِينَ كُنْتُ مَعَهُمْ فِي الْعَالَمِ كُنْتُ أَحْفَظُهُمْ فِي اسْمِكَ. الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي حَفِظْتُهُمْ، وَلَمْ يَهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ابْنُ الْهَلاَكِ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ” (يوحنا 17: 11- 13)
وكأن يسوع راعي الخراف العظيم أراد أن يقدم للآب كشف حساب لملخص رسالته في العالم، ويؤكد أنه “سهر” على رعيته ولم يهلك أحد إلا ابن الهلاك.
لقد كان حضور يسوع في العالم ومازال ثورة من نوع يختلف تمامًا عما نسميه نحن بثورة. لقد أعاد للإنسانية شبابها وغسل بدمه تعديها على حقوق الآب أعنى خطاياها وتجاوزاتها الوهمية وطمعها أن تحل محل الله الخالق، نفس الوهم الذي بسببه أقدم آدم على الأكل من الشجرة المحترمة ليصبح الهًا يناطح الله، لقد كان سلاحه الثورى هو “التجرد التام” فلم يعد مساواته لله غنيمة، بل أخذ صورة العبد وأطاع.
إن الطاعة التى عاشها المسيح بصفته ابن مرسل من الآب هي سر خلاصنا والطاعة التى نتحدث عنها ليست طاعة العبيد أو طاعة الجندى في النظام العسكري ولا طاعة المقهورين والمغيبين بفعل النظم الدكتاتورية.
إن طاعة مختلفة جذريًا، لأنها تقوم على الحرية التامة وعلى الحب المجاني اللامحدود للبشرية. فطاعة الابن مثلا كانت تمنعه من أن يستغل طبيعته الالهية ليهرب من الألم ومن الموت، بل كانت طاعة تامة عبّر عنها المزمور قائلًا: “مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ” (مز 40: 6). فقلت هأنذا آت لأعمل مشيئتك.
وحينما بلغ به الضعف الملاصق للطبيعة البشرية، وهو الرغبة في الهروب من الموت، صرخ وقال: ” «يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ».” (لو 22: 42) وما هي مشيئة الآب؟ هل أن يترك ابنه يموت تحت نظره؟ أبدًا … كانت طاعة الآب هي إحترام يسوع لطبيعته البشرية وعدم اللجوء إلى طبيعته الإلهية ليهرب من الموت لأنه اعتبر هذا الفعل هو خيانة لمبدأ تجسده. وهو الوقوع في فخ التجربة الشيطانية: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ».” (مت 4: 6) أو أنه يحول الحجارة الى خبز: “فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزًا».” (مت 4: 3)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى