الدليل الجديد للتعليم المسيحي : علينا أن نجعل الإنجيل آنيًا على الدوام من خلال ثقافة اللقاء
الخميس يونيو 25, 2020 7:15 pm
نقلا عن الفاتيكان نيوز
25 يونيو 2020
العلاقة الوثيقة بين البشارة والتعليم المسيحي هي ميزة الدليل الجديد الذي يسلّط الضوء على الوحدة بين الإعلان الأول ونضوج الإيمان في ضوء ثقافة اللقاء. وهذه الميزة هي ضرورية أكثر من أي وقت مضى إزاء تحديين للكنيسة في هذا الزمن المعاصر:
الثقافة الرقمية وعولمة الثقافة. كوريث لدليل التعليم المسيحي العام لعام ١۹٧١ وللدليل العام للتعليم المسيحي لعام ١۹۹٧، تمّت صياغة الدليل الجديد من قبل المجلس البابوي لتعزيز البشارة الجديدة ووافق عليه البابا فرنسيس في الثالث والعشرين من آذار مارس الماضي في الذكرى الليتورجية للقديس “Turibio di Mogrovejo” الذي وفي القرن السادس عشر أعطى دفعًا قويًّا للبشارة والتعليم المسيحي.
في أكثر من ٣٠٠ صفحة، مقسمة إلى ٣ أجزاء و١٢ فصلاً، يشير النص إلى أن كل شخص معمد هو تلميذ مرسل وأن هناك حاجة ماسة إلى الجهود والمسؤوليات للعثور على أساليب جديدة يتم من خلالها نقل الإيمان. ثلاثة مبادئ أساسية يمكننا العمل من خلالها: الشهادة، لأن “الكنيسة لا تنمو بالاقتناص، بل بالجذب”؛ الرحمة، التعليم المسيحي الحقيقي الذي يجعل إعلان الإيمان أكثر مصداقية؛ والحوار الحر والمجاني الذي لا يفرض أو يجبر وإنما وانطلاقًا من المحبة يساهم في السلام. وبهذا الأسلوب – يشرح دليل التعليم المسيحي – يساعد التعليم المسيحي المسيحيين لكي يعطوا معنى كاملاً لحياتهم.
في أكثر من ٣٠٠ صفحة، مقسمة إلى ٣ أجزاء و١٢ فصلاً، يشير النص إلى أن كل شخص معمد هو تلميذ مرسل وأن هناك حاجة ماسة إلى الجهود والمسؤوليات للعثور على أساليب جديدة يتم من خلالها نقل الإيمان. ثلاثة مبادئ أساسية يمكننا العمل من خلالها: الشهادة، لأن “الكنيسة لا تنمو بالاقتناص، بل بالجذب”؛ الرحمة، التعليم المسيحي الحقيقي الذي يجعل إعلان الإيمان أكثر مصداقية؛ والحوار الحر والمجاني الذي لا يفرض أو يجبر وإنما وانطلاقًا من المحبة يساهم في السلام. وبهذا الأسلوب – يشرح دليل التعليم المسيحي – يساعد التعليم المسيحي المسيحيين لكي يعطوا معنى كاملاً لحياتهم.
في الجزء الأول، الذي يحمل عنوان “التعليم المسيحي في رسالة الكنيسة التبشيرية”، يتوقّف النص بشكل خاص على تنشئة أساتذة التعليم المسيحي: لكي يكونوا شهودًا للإيمان ذوي مصداقية، أي أنّه يجب عليهم “أن يكونوا أساتذة تعليم مسيحي قبل أن يعلّموا التعليم المسيحي” وبالتالي يجب عليهم أن يعملوا بمجانية وتفاني وصدق بحسب الروحانية الإرسالية التي تبقيهم بعيدًا عن “الجهد الرعوي العقيم” وعن الفردانية. سيتعين على المعلّمين والمربّين والشهود وأساتذة التعليم المسيحي أن يرافقوا حرية الآخرين بتواضع واحترام. وفي الوقت عينه، سيكون من الضروري “أن نسهر بحزم لكي نضمن لكل شخص، وخاصة القاصرين والضعفاء، الحماية المطلقة ضدّ أي شكل من أشكال الاستغلال”. يُدعى أساتذة التعليم المسيحي أيضًا إلى تبني “أسلوب الشركة” ولكي يكونوا مبدعين في استخدام الأدوات والأساليب.
في الجزء الثاني من الدليل، الذي يحمل عنوان “عملية التعليم المسيحي”، تظهر بوضوح أهمية الأسرة: الفاعل النشيط للبشارة والمكان الطبيعي لعيش الإيمان بطريقة بسيطة وعفوية، فهي تقدم في الواقع تربية مسيحية تعاش في الشهادة من خلال أسلوب متواضع وشفوق. وإزاء المواقف غير النظامية والسيناريوهات العائلية الجديدة الحاضرة في المجتمع المعاصر، تدعو الكنيسة إلى المرافقة في الإيمان بالقرب والإصغاء والتفهُّم من أجل إعادة الثقة والرجاء للجميع. الإدماج والاستقبال والاعتراف هي الكلمات الرئيسية للتعليم المسيحي حتى إزاء الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة: شهود للحقائق الأساسية للحياة البشرية، ينبغي أن يتمَّ استقبالهم كعطيّة كبيرة، فيما تستحق عائلاتهم الاحترام والإعجاب. فئة خاصة أخرى هي فئة المهاجرين الذين، وإذ يعيشون بعيدًا عن أرضهم، يمكنهم أن يواجهوا أزمة إيمان: وبالنسبة لهم أيضًا، يجب أن يركز التعليم المسيحي على الضيافة والثقة والتضامن، لكي يتم دعمهم في مكافحة الأحكام المسبقة والأخطار الجسيمة التي قد يواجهونها، مثل الاتجار بالبشر. بعدها تنظر الوثيقة إلى السجون على أنها “أرض رسالة حقيقية”: بالنسبة للسجناء، سيكون التعليم المسيحي إعلان الخلاص في المسيح والإصغاء الحنون الذي يظهر الوجه الوالدي للكنيسة. محوريٌّ أيضًا الخيار التفضيلي للفقراء: في هذا السياق، سيتعين على التعليم المسيحي أن يربّي على الفقر الإنجيلي، ويعزز ثقافة الأخوة، وينمّي في المؤمنين الازدراء لحالات البؤس والظلم.
في الجزء الثالث، المكرس لـ “التعليم المسيحي في الكنائس الخاصة”، يبرز دور الرعايا، التي يتمُّ تحديدها كمثال للعمل الرسولي الجماعي، قادر على تقديم تعليم مسيحي خلاق و”في إنطلاق” نحو خبرات الأشخاص. أما بالنسبة للمدارس الكاثوليكية فهي مدعوة للانتقال من مدارس – مؤسسات إلى مدارس – جماعات إيمان، من خلال مشروع تربوي يقوم على قيم الإنجيل. في هذا السياق، تُخصّص فقرة للتعليم الديني الذي يختلف عن التعليم المسيحي ولكنّه مكّمل له؛ ويؤكِّد الدليل: إنَّ العامل الديني هو أحد أبعاد الحياة ولا يجب إهماله، لذلك، من حق الوالدين والطلاب الحصول على تنشئة متكامل تأخذ التعليم الديني أيضًا بعين الاعتبار.
قطاعات خاصة بالتعليم المسيحي أيضًا هي قطاع العمل المسكوني والحوار بين الأديان مع اليهودية والإسلام: فيما يتعلق بالنقطة الأولى، يشدد الدليل على كيف يجب على التعليم المسيحي أن يثير الرغبة في الوحدة بين المسيحيين ليكونوا أداة تبشير صادقة. أما بالنسبة لليهودية، فإن الحوار مدعو لمحاربة معاداة السامية وتعزيز السلام والعدالة، أما إزاء الأصولية العنيفة التي يمكن مواجهتها أحيانًا في الإسلام، تحث الكنيسة على تجنب التعميمات السطحية، وتعزيز المعرفة واللقاء مع المسلمين. على أي حال، وفي سياق التعددية الدينية، يجب على التعليم المسيحي أن يعمق ويقوي هوية المؤمنين، وأن يعزز دفعهم الرسولي من خلال الشهادة والحوار اللطيف والودي.
وبالتالي، ينتقل تأمّل الدليل إلى الثقافة الرقمية التي يُنظر إليها اليوم على أنها طبيعية، لدرجة أنها غيرت الأسلوب والتسلسل الهرمي للقيم على نطاق عالمي. غنيٌّ بالجوانب الإيجابية، يملك العالم الرقمي في الوقت عينه جانبًا مظلمًا: يمكنه أن يحمل إلى الوحدة، والتلاعب، والعنف، والتنمّر عبر الإنترنت، والأحكام المسبقة، والكراهية. بدون نسيان موقف “الإيمان الأعمى” الذي يمكن التحلّي به إزاء محرك البحث، على سبيل المثال. في هذا القطاع ينبغي على التعليم المسيحي أن يربّي على مكافحة “الثقافة الفورية”، الخالية من التسلسل الهرمي للقيم وغير القادر على التمييز بين الحقيقة والجودة. كذلك ينبغي مرافقة الشباب في البحث عن حرية داخلية تساعدهم على تمييز أنفسهم عن “القطيع الاجتماعي”. ويؤكّد دليل التعليم المسيحي أنَّ تحدي البشارة يتضمّن أيضًا تحدّي الانثقاف في القارة الرقميّة ويعيد التأكيد على أهمية تقديم فسحات خبرة إيمان حقيقي قادرة على تقديم تفسيرات لمواضيع قويّة كالعواطف والعدالة والسلام.
تركز الوثيقة أيضا على العلم والتكنولوجيا. وتعيد التأكيد مجدّدًا على أنهما في خدمة الشخص البشري وأنه يجب أن يكونا موجهين نحو تحسين الظروف المعيشية للعائلة البشرية، وتحثنا على توضيح النزاع الواضح بين العلم والإيمان وتعزيز شهادة العلماء المسيحيين، مثال التناغم والتوافق بين الاثنين. تأمّل يتمُّ في إطار الأخلاق الحيوية انطلاقا من الافتراض أنه “ليس كل ما هو ممكن من الناحية التقنية مسموح به أخلاقيا”، سيكون من الضروري التمييز بين التدخلات العلاجية والتلاعب، وإيلاء الاهتمام لعلم تحسين النسل والتمييز الذي ينطوي عليه. أما فيما يتعلق بتسمية “الجندر”، يُذكّر الدليل أن الكنيسة ترافق دائمًا وفي جميع الأوضاع، بدون أن تدين، الأشخاص الذين يعيشون حالات معقدة وأحيانًا متضاربة. ومع ذلك، ومن منظور الإيمان، ليس الجنس ليس عنصرًا جسديًا فحسب، بل هو قيمة يعهد بها إلى مسؤولية الشخص البشري، وجواب على دعوة الله الأصلية. لذلك، وفي مجال الأخلاقيات الحيوية، سيحتاج أساتذة التعليم المسيحي إلى تنشئة محددة تنطلق من مبدأ قدسية الحياة البشرية وحرمتها ويتناقض مع ثقافة الموت. وفي هذا الصدد، يدين الدليل عقوبة الإعدام، التي واصفًا إياها على أنّها إجراء لاإنساني يهين كرامة الشخص البشري.
من بين القضايا الأخرى التي تتناولها الوثيقة، الإشارة إلى ارتداد إيكولوجي عميق يتم تعزيزه من خلال تعليم مسيحي متنبّه لحماية الخليقة ويلهم حياة فاضلة، بعيدًا عن النزعة الاستهلاكية. قوي ايضًا التشجيع من أجل التزام اجتماعي ناشط من قبل الكاثوليك للعمل لصالح الخير العام. أما فيما يتعلّق بعالم العمل، فيحث الدليل على التبشير بحسب العقيدة الاجتماعية للكنيسة، مع اهتمام خاص بالدفاع عن حقوق الأشدّ ضعفًا. وختامًا، يركز الفصلان الأخيران من دليل التعليم المسيحي على التعليم المسيحي المحلي، مع التعليمات للحصول على موافقة من الكرسي الرسولي، والهيئات العاملة في خدمة التعليم المسيحي، بما في ذلك سينودس الأساقفة والمجالس الأسقفية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى