أطباء في مستشفى الفاتيكان أجروا عملية استثنائية لإنقاذ جنين في الأسبوع الـ28 من الحمل
الخميس يونيو 18, 2020 9:34 am
تُعتبر العمليات الجراحية داخل الرحم دقيقة، ما يجعل من النجاح الاستثنائي لهذا النوع من العمليات علامة رجاء وانتصار بشري.
من الجميل أن نسمع أخبارًا سارة تجلب الأمل، بخاصة في هذا الوقت العصيب. في الآونة الأخيرة، حدثت معجزة مع حياة جديدة على شكل عملية جراحية استثنائية تم إجراؤها لأول مرة في مستشفى بامبينو جيسو في روما، وهي مؤسسة لطب الأطفال ذات أهمية دولية يديرها الفاتيكان.أجريت الجراحة في نيسان الماضي لإنقاذ جنين خلال الأسبوع الـ28 من الحمل بعد أن تم تشخيصه بالفتق الحجابي الخلقي الخطير، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الإيطالية أنسا. وعلى الرغم من خطورة الجراحة، إلّا أنها لاقت نجاحًا باهرًا.
ما هو الفتق الحجابي الخلقي؟
هو مرض نادر يصيب واحدة من كل 2500-4000 ولادة. في إيطاليا أي حيث يعيش الجنين الذي لم يولد بعد، يصيب هذا المرض حوالي 150 إلى 180 طفلًا سنويًا؛ أما في الولايات المتحدة، فيتجاوز العدد ال1600 حالة، وفقًا لـسي دي إتش إنترناشنول.
ويحدث ذلك “عندما يتعذّر على الحجاز الحاجز للطفل (وهو عبارة عن طبقة رقيقة من العضلات التي تفصل البطن عن الصدر) أن يتكوّن بشكل كامل، ما يسمح للأعضاء الموجودة في منطقة البطن بالدخول إلى تجويف الصدر فتمنع نمو الرئتَين“، وفقًا للمصدر نفسه. ويتراوح معدل الوفيات المرتبط بهذا المرض بحسب الخطورة التي يصل إليها الخلل ونوع العلاج الذي يستطيع الطفل تلقيه؛ وذكرت سي دي إتش إنترناشنول أن متوسط نسبة الشفاءات يصل إلى 50٪.
نجاح الجراحة!
كان على أطباء مستشفى بامبينو جيسو وأطباء عيادة مانجاياغالي في ميلانو ومستشفى سان بيترو فاتيبينفراتيللي في روما، أن يُدخِلوا منظار الجنين (منظار رفيع جدًا مجهز بكاميرا الألياف الضوئية) في بطن الأم الحامل، ثم إلى رحمها للوصول إلى فم الجنين الذي كان يبلغ طوله 14 بوصة فقط ووزنه حوالي 2.6 رطل.
ثم نزل منظار الجنين إلى قصبته الهوائية ليضع وينفخ بالونًا يكون بمثابة سدادة من الفلّين، بهدف منع سائل الرئتين من التسرّب نتيجة دفع الأعضاء الأخرى له، الأمر الذي من شأنه أن يضر بنمو الرئتين بطريقة لا يمكن معالجتها. وهكذا، يسمح السائل المُحتفَظ به داخل الرئتين بنموهما تدريجيًا؛ وبالتالي، سيضمن حصول الطفل على نسبة أكسيجين كافية عندما يولد.
استغرقت العملية 45 دقيقة دون مضاعفات. بعد عشرة أيام، كشف الفحص بالموجات فوق الصوتية عن زيادة حجم رئتي الجنين بفضل البالون.
لم يتم الكشف عن هوية الجنين ووالدَيه بهدف حماية خصوصيتهما؛ لذلك، كان من الصعب متابعة التطورات، لكننا نأمل ونصلي أن يستمر الحمل بأمان وهدوء لكل من الأم والطفل.
خلال هذه الفترة التي نشعر فيها بالقلق حيال عدم تطور العلم بشكل كافٍ في مواجهة وباء كورونا، تُقدم لنا النتيجة المذهلة لهذه الجراحة الصعبة الرجاء وتعطينا الثقة بالقدرة البشرية بمساعدة الخالق، للانتصار على المِحَن التي قد نضطر إلى مواجهتها.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى