الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
مجادلة دينية ج  3  للموضوع بقية Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  3  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية ج 3 للموضوع بقية

الخميس مايو 15, 2008 2:39 pm
وما في الأرض طوعا وكرها. وزعم أن كلّما في السما والأرض قد دخل في الإسلام طائعا أو كارها ثمّ رخّص لقوم ورخَّص لقوم وتهدّد قوما. ووعد بهبات لآخرين. وأقتع طائفة أخرى بالأقوال المبهرجة والألفاظ السفسطية وكان قصده فيهم الطاعة له ليملك عليهم ويسطو بهم ليصل بذلك إلى بغيته من النسا لأن شغفه بهنّ كان زائدا كثيرا. وتحقيق ذلك أنه لم يكفه ما كان عنده من كثرة النسا فهام بامرأة زيد مولاه سابقا لما نظر إليها. وأخذها منه كُرها وزعم أنّ الله قد أزوجه بها دون زيد وخاطب بها صحابته قائلا: ولما قضى زيد منها وطرا أزوجناك بها يا محمد. وزعم أن هذا وحي من الله أُنزل عليه في امرأة زيد. ولما خاطب بذلك صحابته قالوا خذ يا رسول الله ما أنعم به عليك وحلله لك وحرّمه على غيرك.

قال المسلم: ويجك يا أقلف فقد سأله زيد وطلب إلى محمد في أخذها وأقرّ على ذاته أنها عليه حرام

قال الراهب: نعم. ولو لم يقل ذلك لكان حلّ به به ما حلّ بغيره

قال المسلم: ما حلّ بغيره

قال الراهب: أما سمعت بخبر الأعرابي الذي وجّه نبيّك محمد فقتله وهو راقد على مضجعه وفراشه؟ وقد حرّم الله قتل الطير إذا كان على مرقده. ولما سألوا محمدا يا رسول الله ما جرم العبد؟ قال سبق السيف العذل.[sup][1][/sup][2]

قال المسلم: إن رأيت بنقص رأيك وسوء قياسك أن هذه نقيصة لمحمد تعيبه بها فله الفضيلة الكبيرة والمحمدة العظيمة والدالة الزائدة عند الله تعالى بما هدى على يده من أمّة إسماعيل.

قال الراهب: هداكم لعمري على ما شاء هو وأنتم أو بحسب هواكم وهواه لا على ما يشاء الله. لعمري إن محمدا يقول إنه وأنتم على هدى أو ضلال مبين عن الهدى والطريق المستقيم بقوله ما أعلم ما بي وبكم وقال أيضا: إني وإياكم على هدى أم على ضلال مبين (سورة سبأ) وقوله: اتقوا ما استطعتم لعلكم تفلحون ثم رسم لكم في كل صلاة تصلونها أن تسألوا الله الهدى إلى الطريق المستقيم. بقولكم اهدنا السراط المستقيم (الفاتحة) فإن كنتم على هدى فما لكم حاجة لتسألوا الهدى لأن من قد اهتدى دفعة فما باله يسأل الهدى. بل يسأل الله العون للسير في هداه. وخذ المثل في ذلك واجعل أيها الأمير أنني اليوم قد خرجت عن حضرتك طالبا المقرّ والوطن وضللت عن السبيل فلا أزال أسأل الله والناس الهدى حتى أجد السبيل الراشد إلى الوطن فإذا وجدتُ السبيل فما بي حاجة أن أسأل الهدى بل أسأل العون على الوصول إلى الوطن

قال المسلم: وهو كما تقول

قال الراهب: ولو عرف محمد أنكم على هدى لما سنَّ وشرّع لكم السؤال إلى الله في الرشد والهدى. ثم لعلمه أن صلاته لا تجزيه عند الله تعالى ربطك أيضا وشرّع لكم الصلاة عليه بقوله يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

قال المسلم: أما علمتَ أن الله وملائكته يصلّون على محمد أفما يجب أن أصلي أنا عليه؟

قال الراهب: أفما كان أولى بك أن تصلي على ذاتك وتسأل الله العفو عن زلاتك. ولا تكون كمن أضواه الجوع وهو يسأل الطعام لغيره أو كمن انسقم بذاته ويطلب الطبّ لغيره. فإذا كنتَ أنت والله والملائكة يصلّون على محمّد فمن الإله الذي يقبل الصلاة؟ فإذا كان هذا الرأي فقد ساويت بالصلاة بين الله وملائكته والناس.

قال المسلم: إن الصلاة هي رحمة منه على عباده

قال الراهب: فمن قدر على نيل رحمة الله وملائكته فما به حاجة إلى صلاتك بل الأولى بك أن تصلي على نفسك

قال المسلم: أفما تصلون أنتم النصارى على مسيحكم

قال الراهب: لا. ولكنا نصلي إليه لأنه إلهنا وخالقنا وهو يقبل صلاة العباد

قال المسلم: يا ذا الكفر المبين والرأي الفاسد الوخيم إنكم تعبدون إنسانا مخلوقا ولد من امرأة وصابه من الهوان ما أنتم به مقرّون وأنت يا راهب لا تنكره على نفسك وأنت تتَّقح وتهجو نبيّنا محمد المصطفى

قال الراهب: إنّا لم نأتِ بشيء من عندنا وإنما أوردنا ذلك من كتابك وقرآنك أو ما تقرّ أن محمدا قرشي من الأعراب؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: أو لا تعلم أنه اتخذ عدّة من النساء منهن مهاريات ومنهن سريات بغير ناموس واستعمل السيف والقتل وأخذ حرمة زيد؟

قال المسلم: نعم والله أمره وأوحى إليه بذلك

قال الراهب: أفليس تقرّ أنه مات وتلاشت عظامه تحت الثرى في الأرض؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: فنحن لم نذكر من عيوب نبيك إلا ما أنتم به مقرّون فلمَ تنكرون علينا ذلك وتغضبون؟

قال المسلم: ويحك إنما ننكر عليكم أنكم تجعلون لله ابنا وأن المسيح ابن الله وأنه الأزلي خالق الخلائق وتجعلونه مساويا لله في الطبيعة والجوهر والقدرة وهو إنسان ولد من امرأة ومثله مثل آدم قال له الله كن فكان.

قال الراهب: هل أنت يا أبا سلامة مصدّق كلما ذكره نبيك في القرآن؟

قال المسلم: نعم أنا مصدّق جميع ما في القرآن لأنه منزل من الله على نبيه المصطفى محمد

قال الراهب: أفليس في القرآن أن المسيح روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم؟

قال المسلم: نعم كذلك هو

قال الراهب: فإذاً لله روح وكلمة؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: أخبرني عن روح الله وكلمته أزليّة هي أم محدثة؟

قال المسلم: بل أزليّة غير محدثة

قال الراهب: فهل كان الله في وقتٍ من الأوقات أصم أخرس خاليا من كلمة وروح؟

قال المسلم: أعوذ بالله من ذلك حيث إن الله لم يخلُ قط من كلمته وروحه

قال الراهب: وكلمة الله خالقة أم مخلوقة؟

قال المسلم: ما أشك في أنها خالقة

قال الراهب: أفما تعبد أنت الله؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: فهل عبادتك لله مع كلمته وروحه أم لا

قال المسلم: أعبد الله وروحه وكلمته

قال الراهب: قل الآن أومن بالله وروحه وكلمته

قال المسلم: آمنت بالله وروحه وكلمته ولكني لا أجعلهم ثلاثة آلهة بل إله واحد

قال الراهب: فهذا الرأي هو رأيي واعتقادي واعتقاد كل نصراني. وإلى هذا كان قصدي بأن أقودك إليه لتعرف الثالوث الآب الذي هة الله والابن الذي هو كلمته وروحهما القدوس.



وكان الأمير متكئا فاستولى جالسا ورفع عن حاجبيه شربوشه وصفّق وكبّر وقال ضاحكا: وحق علي يا أبا سلامة لقد نصّرك الراهب وأدخلك في دينه.



فظهر من المسلم شكل الغضب والخجل. وبرز منهم الفقيه أبو الفضل الحلبي وقال لرفقائه لو كنتم تركتموني في الأول ابتدي وأخاطب الراهب بالمسائل والكلام لقد كنت كفيتكم صلفه وافتخاره وأريتكم هزيمته ولكنكم لم تروا لي موضعا عندكم ولا مكانا. ثم التفت إلى الأمير وقال أعزك الله أيها الأمير إن أهل الكفر كالنار من دنا منهم على ما اتفق أحرقوه وذلك أن إبليس رأس الخديعة والطغيان ينطق على أفواههم.

قال الراهب: ما بالك تنسبنا إلى ما هو راجع إليك وإلى صاحبك وإنما تكلّمنا وأوردنا البرهان والبيان إن المسيح روح الله وكلمته من قرآنك ونبيّك. فإن يكن ما أوردناه من إبليس أم من روح الخديعة والطغيان فقد نسبت ذلك إلى قرآنك وكتابك ونبيّك.

قال الأمير: خزاك الله يا أبا الفضل. لقد والله سكوتك أصلح وأفود لنا من كلامك. فيا ليت كان الله أنزل بك الصمم والسكتة وكفانا شرّك. فخجل هذا وانصرف.

قال الراهب: وأما قولك يا أبا سلامة أن نبيك قال وما مثل عيسى ابن مريم إلا مثل آدم قال له كن فكان (سورة آل عمران) فقد صدق نبيك في قوله لأن كلمة الله وروحه الخالقة الأزلية غير المحدودة وغير المدركة اتخذت لها من طبيعة آدم جسما من مريم وسكن فيه واحتجب به لاهوت الكلمة لأجل السياسة والتدبير لأن الجوهر اللطيف لا يظهر إلا في جسم. وخذ المثل من جوهر النار فإنه جوهر لطيف لا يُنظر ولا يُرى إلا في مادة من المواد. ثم اعلم أن موسى النبي طلب من الله تعالى أن يبصر الله بجوهر اللاهوت فقال له الله ادخل في باطن الصخرة وأنا أضع يدي في ثقب الصخرة وأنت تبصر ما وراءي. فلما كان منه ذلك أبصر موسى ما كان وراء الجوهر الإلهي فلمع وجه موسى نورٌ لا يستطاع النظر إليه حتى ما كان أحد من الشعب ينظر إلى وجه موسى إلا مات. فاحتاج إلى برقع كان يضعه على وجهه حين كان يخاطب الشعب لئلا يموت كل من ينظر إلى وجه موسى من الشعب.

قال المسلم: إذا كان اعتقادك أن روح الله وكلمته حلا في بطن مريم فقد بقي الله بغير روح ولا كلمة بعد حلولها في بطن مريم

قال الراهب: توهّمك هذا يا أبا سلامة يليق بصبيان المكاتب وأهل القرى والمضارب لأنك تقايس الإله الجوهر اللطيف الذي لا يُحَدُّ ولا يُدرَ ولا يحصره مكان ولا يحويه زمان وهو غير المتنقل وتتخيله محصورا ومتنقلا. أبعد هذا الوهم من ظنك وهذا الرأي من رأيك ولا تتخيّل روح الله وكلمته محصورة ومتنقلة

قال المسلم: فكيف يمكنني أن أحقّق أن كلمة الله وروحه بجملتها في بطن مريم وهي بجملتها على العرش عند الله ولا يخلو منه ولا يفارقه على حسب رأيك؟

قال الراهب: توهّمك هذا يناسب عيشتك الغليظة الرخية ومذهبك وناموسك وشريعتك لأنكم تتصورون وتنسبون الأشياء المعقولة كالأشياء المحسوسة بحسب عقولكم المكدرة من رخاوة العيشة واستعمال اللذات الجسدية ولكني لا أكسل عن أن أوضّح لك البيان عما سألت وآتيك بمثالات توضّح الصدق. فما قولك في الشمس أليس هي في أفق السما؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: أفليس تبعث شعاعها وحرارتها ونورها على الأرض كلها؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: فهل نورها وحرارتها حين تبعثهما إلى الأرض أم لا؟

قال المسلم: لا يفارقها ولا يخلو منها

قال الراهب: كذلك كلمة الله وروحه حلت في مريم ولم تخلُ من الله الآب. ونأتيك بمثال آخر فنقول إن مولانا الأمير إذا تكلم كلمة برزت من عقله ومن فيه وصارت الكلمة في كتاب من الرق والمداد وحصلت في جسم ثم نودي بها في العالم وصارت مسموعة عند الكل فهل كلمة الأمير فارقت عقله وبقي فيما بعد بغير كلمة؟! أفليس الكلمة بجملتها في عقل الأمير وهي بجملتها في الكتاب والقرطاس والمداد؟!

قال المسلم: نعم.



فلم يزالا على مثل ذلك من السؤال والجواب حتى أدرك المساء وحان وقت الانصراف فاستأذنا الأمير وبعد الجهد أطلقهما بعد أن رسم لهما الحضور بين يديه في الغد عند الصباح فانصرف الفقهاء بخجل وقهر وانشغال بالٍ.

وبعد هذا قال الأمير: وأنت يا راهب هل تحب الانصراف؟

قال الراهب: لله الأرض بكمالها ونحن عنها راحلون ولا تثبت لنا دار ولا لأحد الناس فيها ثبات ولا قرار

قال الأمير: لله درّك يا راهب ما أحلى كلامك وأعذب ألفاظك فإن شئت فما بك حاجة للانصراف فها لنا خارجا خيمتان فارقد أنت ورفاقك في أيهما شئت.



ورسم للخدام الاهتمام بالراهب ومن معه من رفاقه.



ولما كان غد ذلك اليوم صباحا حضر أبو سلامة وأبو ضاهر وصحبتهما فقيه آخر يقال له الرشيد بن المهدي. معروفا عند أهله ببلاغة الكلام وعلم الخطاب ذو دربة في كل سؤال وجواب عن كل أمر في الدين. فأُخير الأمير بحضورهم فأمر بمثولهم بين يديه فدعوا وسلموا وكان الراهب قد تقدّم بحضوره قبلهم. فلما جلسوا قال أبو سلامة:



أعز الله الأمير. قد كنا بالأمس سألنا الراهب عن المسيح وعن روح الله وكلمته وحلولها في بطن مريم فأورد لنا الجواب أمثالا وأشباها فليقل الآن ما عنده من الجواب أمام الرشيد.

قال الراهب: دع ما كان من أمس فقد مضى مع أمس ولا تفعل فعل المرء البخيل الذي يغذي ضيفه من فضلات عشائه فإن كنت طبخت اليوم شيئا فقدّمه الآن فما بنا حاجة إلى طعام أمس فقد بات وفات. فإن لم يكن عندك جديد فاعترف ببخلك وفقرك ونحن نقبل لك عذرك.

فقال الأمير: صدق الراهب بقوله دع ما كان أمس فقد مضى مع أمس فهات ما عندك جديدا فكل جديد مقبول لذيذ.



وأومى نحو الرشيد وقال له: لقد أدهشنا الراهب بحيل المسائل من كتابننا وقرآننا.



قال الرشيد: سوف ترى هزيمته وإبطال مقاومته وقال: يا راهب، ألا تقر أن المسيح إله وإنسان؟

قال الراهب: نعم

قال المسلم: فأيهما تعبد الإله أم الإنسان أو إلها وإنسانا معا؟

قال الراهب: يا رشيد، اعلم أن للكلام ثلاثة: سامع ومقنع ومقتنع

قال المسلم: أنا ممن يسمع ويقنع ويقتنع

قال الراهب: لو أنك كما تقول لكفيت السؤال وكفينا التعب في رد الجواب لأنك أنت وكتابك ونبيك تشهدون لي بصحة ديني وقد انتصبت لي اليوم خصما فما أقبح بالشاهد أن يكون خصما

قال المسلم: ومن الشاهد لك بصحة دينك

قال الراهب: أنت ونبيك وكتابك

قال المسلم: فما بيان ذلك؟



للموضوع بقية


[1][2] قُتل غيلة على فراشه كعب بن الأشرف اليهودي من بني طي بأمر محمد بيد رجال الأوس من أنصاره وبعد ذلك قتل غيلة على فراشه أبو رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي بأمره على يد رجال من الخزرج من أنصاره.
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  3  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية

الخميس مايو 15, 2008 2:41 pm
قال الراهب: أليس يقول كتابك في سورة آل عمران إن من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله في الليل والنهار ويؤمنون بالله واليوم الأخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم الصالحون بأعمالهم ونورهم يعلو كل نور. ويقول أيضا فيها إنا أنزلنا القرآن نورا وهدى مصدقا لما بين يديه من التوراة والإنجيل ويقول: آمنا بالذي أنزل عليك وعلينا وإلهنا وإلهكم إله واحد (سورة العنكبوت) ويقول لتجدنّ أقرب الناس إلينا مودة الذين قالوا إننا نصارى وذلك أن فيهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون وهم أمّة من الصالحين يتلون آيات الله ويهذّون بالحق (سورة آل عمران). ويقول في سورة آل عمران المسيح كلمة الله وروحه ألقاها إلى مريم. ويقول أيضا يا عيسى ابن مرين إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهِّرك من الذين كفروا وجاعل الذين آمنوا بك فوق الذين كفروا بك وإنت ديان العالمين (سورة آل عمران) أليس نبيك وكتابك يشهد أن لنا بهذه الشهادات وأكثر منها. وأن المسيح له في السماء الفضل على سائر الأنبياء وأنت تتقح ولا تصدّق نبيك وكتابك. أفما تعلم أنك إذا لم تصدّق الإنجيل فقد كذّبت نبيّك وكتابك. فما تكون فيما بعد لا مسلما ولا نصرانيا.

قال المسلم: أنا مصدّق القرآن لأنه منزل من المسا وأصدّق جميع ما كتب فيه عن عيسى.

قال الراهب: لو صدَّقتَ القرآن لصدَّقت الإنجيل

قال المسلم: سألناك يا راهب عن شيء أجبتنا عن شء. سألناك عن معنى فأجبتنا عن غيره.

قال الراهب: وأنا أعلم بذلك ولكنني اخترت أن أُعرِّفك أولا أن نبيك وكتابك يشهدان لي ويحققان الإنجيل وقد أوردنا الشهادات من القرآن

قال المسلم: لا تغالط في الكلام ولا تتأخر عن رد الجواب. هات أجبنا عن مسيحك وعن قولك أنه إله وإنسان.

قال الراهب: يا رشيد لقد سألت عن معنى لطيف وشيء دقيق يحتاج من يسمعه إلى عقل وافٍ ولبّ صاف. فأنا أخشى لكدر عقلك أن لا يصل إلى فهمك ما رأته الحكمة الإلهية في السياسة والتدبير من أجل خلاص العالم.

قال المسلم: قد أنزلتنا منزلة الأميين الذين لا يعرفون ولا يعلمون

قال الراهب: لا. ولكني أعلم أنك من أهل الكتاب والأدب تفهم وتعلم.

قال المسلم: قل لي ما عندك يا راهب فإني معدّ لكل سؤال جوابا. وأقر بالحق إذا ظهر واعتررف بالصدق إذا حضر.

قال الراهب: إن الله بعظيم رحمته وغزير جوده وصلاحه خلق المخلوقات جميعها بكلمته وروحه حسبما يقول النبي داود بكلمة الله خُلِقَت السماوات والأرض وبروح فيه كل قواتها (مز 32، 6) وما كان لله تعالى حاجة إلى شيء من المخلوقات بل ليشترك بنعمته عدد جزيل من مخلوقاته. ولما نما جنس الناس في تطاول الزمان تركوا عبادة الله وعبدوا شهواتهم وتهوروا إلى كل رذيلة وعبدوا الخليقة دون خالقها فصاروا بهواهم تحت يد إبليس وخديعته وعبدوا الأصنام المهلكة نفوسهم فلم تحتمل رحمة الله وصلاحه أن يرى ما أبدعته يداه تحت يد عدوّه متهورين في خديعته فأدّبهم حينا بأوبئة وميتات وحينا بحروب ومجاعات ووقتا آخر بطوفان المياه وحينا بزلازل ورجفات فلم يعلموا ويعرفوا في وقتٍ من الأوقات من أين عرضت تلك النوائب ولا من أين وردت عليهم هذه النكبات. فمنهم من كان ينسب الحادث إلى روح الخبيث والنفاق وغيرهم إلى الطالع وحركات لنجوم والأفلاك فكان سقمهم وداؤهم أعظم من دوائهم وتلافيهم فوجب عند الله والسياسة الإلهية العظيمة برحمته أن يخاطبهم بذاته.



ولما كنا ذوي أجسام وجب عند حكمته أن يخاطبنا بجسم لأن اللاهوت عادم الجسم كما إن جوهر النار لا يُعلَنُ ولا ينتفع الناس منه إن لم يظهر في مادة من المواد. فأرسل الله ابنه وحبيبه الذي هو كلمته وروحه إلى مريم العذراء حسبما يشهد بذلك نبيك وكتابك بقوله ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا (سورة التحريم) ويقول أيضا إن الله اصطفى كلمته وروحه الخاقة الأزلية وحلت في بطن مريم ومع حلولها اتخذت جسما من طبيعة آدم بريئا من الخطية وكونته كما شاءت. واحتجبت الكلمة والروح اللطيف بذلك الجسم واتحدت به ولم يتقدم الجسم قبل حلول الكلمة والروح بل مع حلول كلمة وروح الله الخالقة تكوَّن الجسم. ومثال ذلك يكون الضو مع البرق وظهور الضو مع حضور النار. واتحد اللاهوت بالناسوت المأخوذ من طبيعة آدم اتحادا بلا اختلاط لأن الطبيعة الإلهية لم تنتقل إلى طبيعة الجسم الآدمي ولا طبيعة الجسم الآدمي انتقلت إلى طبيعة اللاهوت بل صار كل منهما مالكا خاصته وطبيعته. مثال ذلك أنك إذا أخذت سيفا أو سكينا وأحميتهما بالنار حميا بليغا صار ذلك السيف أو السكين يفعل فعل الحديد وفعل النار النار يقطع ويحرق ولم تنتقل طبيعة الحديد إلى طبيعة النار. كذلك الجسد المأخوذ من طبيعة آدم صار يفعل فعل اللاهوت باتاده باللاهوت. وبيان ذلك أن المسيح أقام الموتى وشفى البرص والمرضى وفتح عيون العميان بوضع يده. وبتوسط ذلك الجسم المقدس نحن نسجد لإله متأنس. فإن عزلت بوهمٍ ذلك الجسم عن كلمة الله وروحه فإنه غير مسجود ولا معبود.ولكنّا نعتقد أن الواحد إله والآخر تأله بحلول الإله فيه. فإذا أخذت خمس حبّات مسك ثم وضعتها في خزانة وأدخلتها في منديل ألا تحصل رائحة المسك في الخزانة والمنديل؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: فإذا كان المسك الذي هو مادة من المواد المخلوقة يملك هذه القوة والفعل فكم تقدر كلمة الله روحه الخالقة الأزلية إذا اصطفت لها مسكنا وحلّت فيه لأجل قصدٍ اعتمدته من السياسة والتدبير

قال المسلم: صدقتَ يا راهب ولكنّك لم توضّح لنا البيان الشافي فيما سألناك عن عبادتكم المسيح وسجودكم للإلهٍ وإنسان.

قال الراهب: قد قال السيد المسيح لتلاميذه: لكم أعطي أن تعرفوا وتفهموا أسرار ملكوت الله وأما لأولئك فبأمثال (متى 13، 11) يعني اليهود والأمم. لأن المثل يجعل المعنى أقرب إلى فهم عقولهم الغليظة. فنجعل أحد الناس كان مقدما عند سلطان هذه البلدة في أشرف المراتب والعزّ ثمّ سخط السلطان على ذلك الإنسان لأجل ما ظهر له من غدره بعهده وخلاف أوامره وخروجه عن طلعته ومراسيمه فأبعده السلطان عن القرب منه ونفاه إلى أراض بعيدة وحكم عليه بقضية الموت بعد مقامه في الحبس مدّة من الزمان. فلما مكث ذلك العبد في السجن تحت الغضب زمانا طويلا ذكره السلطان وعرف ما هو فيه من الضرّ ورقّ له وانعطف بالرحمة عليه فرسم أن يكتب له منشورا يقول هكذا: إن فلانا قد حظي عندنا بالرحمة لهُ وقد أقلناه من عثرته وصفحنا عن ذنبه وعفونا عن زلته فليعد الآن إلينا وليكن في أشرف المراتب عندنا وقد أمّناه من كل محذور يناله من جهتنا. ووضع خاتمه وعلامته على ذلك المنشور ووّجه به إلى ذلك العبد المغضوب عليه. فإذا وقف العبد الآيس من ذاته الموقن بهلاكه على ذلك الكتاب فقل لي غي أية منزلة يكون عنده ذلك المنشور. وماذا تشير أنت على ذلك العبد إن يظهر من الإكرام والإجلال لذلك الكتاب والخاتم؟

قال المسلم: يجب أن يكون عنده هذا المنشور شريفا مكرما ويضعه على رأسه وعينيه

قال الراهب: ولِمَ ذلك أيها المسلم لأن المداد والكتاب لم يقدرا على إنقاذ ذلك العبد وخلاصه. بل كلمة السلطان الكتوبة فيه. فلمَ تشير على العبد وتأمره بتقديم الإكرام والتشريف لذلك الكتاب والمداد؟

قال المسلم: لأجل كلمة السلطان وإنعامه

قال الراهب: فقد قدر إذاً الكتاب والخاتم على نفع العبد وفرج كربته وخلاصه

قال المسلم: نعم بحسب كلام السلطان الذي فيه

قال الراهب: أمسك لي الآن ما معك. فإذا حضر العبد أمام السلطان ماذا تشير أيضا أن يعمل ذلك العبد؟

قال المسلم: يسجد أتم السجود ويقبّل الأرض وقدمي السلطان ويديه

قال الراهب: فها قد أمرت العبد بتقبيل الأرض والسجود على قدمي السلطان ويديه وليس الأرض ولا اليدان والرجلان أنعمت على ذلك العبد. بل الكلمة البارزة من عقل السلطان. فلمَ لا تشير عليه بالسجود لكلمته دون الأرض وأعضاء جسمه؟

قال المسلم: ألا تعلم يا راهب أن إكرام الملوك والسجود لهم واصل إلى أجسامهم ونفوسهم وكلامهم؟

قال الراهب: صدقت يا رشيد. وديباجة الملك يسجد لها إذا كان الملك لابسها وإن عزلتها عنه فلا تجد أحدا من الناس يسجد لها. وكذلك نحن النصارى لاعتقادنا أن المسيح ذو طبيعتين طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية نسجد لهما مع استقرار ونفوذ إحداهما في الأخرى بغير اختلاط ولا انفصال فإن اخترت الاقتناع فاقتنع بما أوردت لك من الشهادات والبراهين من كتابك ونبيك ومن ناموس القياس والعقل. فإن كان عندك سؤال آخر عن اعتقادي وديني فقل ما عندك فإنني معدّ لكل سؤال جوابا.

قال المسلم: يا راهب إنما ننكر عليكم إذ تقولون إن الله والدا وتمسّون المسيح ابن الله. وقد قال الله فيما أنزله على نبيه محمد إن الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (سورة الإخلاص).

قال الراهب: وقد قال في قرآنك إن الله لو أراد أن يتخذ له ولدا لاصطفاه من ولد آدم (سورة الزمر) أفتنكر أن الله اصطفى كلمته وروحه وسماها ولدا له. وإنما نبيك محمد لما عرف من غلظ فهمك وكثافة عقلك لئلا تتصور في الله ولادة جسمية قال لك قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد. يا مسلم أليس الكلمة البارزة من فم الإنسان مولودة من عقله؟

قال المسلم: نعم

قال الراهب: أليس شعاع الشمس والضو مولودين من الشمس وكذلك النار تلد الضو أيضا. فإن قلت لك إن الكلمة مولودة من العقل والضو من الشمس والخمر من الكرمة فهل تنكر ذلك؟

قال المسلم: لا

قال الراهب: فلِمَ تنكر علينا قولنا إن كلمة الله وروحه مولودة من الله ونسميها ابن الله. وإذا كان نبيك وقرآنك يشهدان أن المسيح روح الله وكلمته فلِمَ تنكر علينا قولنا إنه ابن الله. فإن ثبتَّ على إنكارك هذا فقد جعلت مبيك وكتابك كاذبين.



فسكت الرشيد ولم يُجِب بشيء.



فقال الأمير: فما بالك ساكتا يا رشيد.

قال الرشيد: لأنه يصيدني بأقواله ويجادلني من قرآني كأنه صياد يحاول الظبي ويأخذ عليه الدروب ومخارج السبل فلا شكّ أن له تابعا من الجنّ.

قال الراهب: وأنا لهذا أقصد بك ولهذا تعبت في إطالة الشرح لكي أصيدك وأدنيك مني وأوقفك على ما أنا عليه لتعرف الصدق والحق وتختاره طائعا.

قال المسلم: إنما الحق عندي في ديني الذي أنزله الله على محمد نبيه المصطفى

قال الراهب: ما معنى افتخارك هذا الباطل يا مسلم وكتابك ونبيك يشهدان لديني بالحق اليقين بقوله: إن الله حقق الحق بكلمته وروحه. وتارة يشهد عليكم نبيكم أنكم على هدى أم ضلال مبين وما أعلم ما بي وبكم. واهدنا السراط المستقيم. فلو كنتم على هدى لما جعلكم تسألون الهدى.



ثم برز إلى الراهب أبو ظاهر الغدادي وقال يا راهب: سلام عليك

قال الراهب: وعليك بما أتيت يا مسلم

قال المسلم: ألا تقرّ أن المسيح إلهك

قال الراهب: نعم

قال المسلم: أفيجوز أن يكون الإله يولد من امرأة ويأكل ويشرب ثم يُصلب ويُضرب بالسياط ويوضع على رأسه إكليل من الشوك ويُلطَم ويُسقى خلا وصبرا ويموت ويُدفن كما تقولون أنتم النصارى؟

قال الراهب: ما بالك كنتَ مختفيا يا أبا ظاهر ولماذا لم تظهر إلى الآن؟

قال: فها قد ظهرت.

قال الراهب: ما بالك أوردت أفعال سياسة المسيح التي تناسب إنسانيته ولم تذكر الأفعال التي تناسب ألوهيته من افتعال المعجبات والمعجزات في مدة مقامه بين عالمه وعند صلبه من الظلمة الحادثة في الشمس وتزلزل الأرض وانشقاق حجاب الهيكل وتشقق الصخور وانفتاح القبور ونشور الأموات وقيامته من القبر وصعوده إلى السماء.

قال المسلم: إن كان المسيح كما تقول إلها مقتدرا وخالقا فلمَ اصطبر على هذه المكاره التي وصفناها؟

قال الراهب: إن المسيح يحوي طبيعتين طبيعة إلهية وطبيعة إنسانية فلذلك امتلك فعلين فعلا يناسب طبيعته الإلهية وفعلا يناسب طبيعته الإنسانية التي كوَّنها من طبيعة آدم. وكان قصده في اصطباره على تلك الحوادث المظنونة عندك مكاره ان يفيدنا فوائد كثيرة في اصلاح الأخلاق وإحكام أسرارها وهو لم يكن كارها لها ولا مقهورا عليها لأنه أرانا في ذات طبيعتنا التي اتحد بها نموذجا ومثالا للصبر على ما يرد علينا من النوائب والأحزان لأنّ المسيح لم يعلّم شيئا إلا وقد عمله حتى إذا ما صبرنا على محزنات هذا العالم نرث مفرحات الآخرة. واعتمد أيضا بذلك سرّا آخر عظيما وهو خلاص الخلائق من عبادة الأصنام لكونهم تحت سلطان إبليس اللعين الذي خدعهم وأضلّهم عن عبادة الله خالقهم وإلههم.

قال المسلم: أفما كان الله قادرا أن يخلّص خلقه وعالمه دون أن يصابر تلك المكاره وأن يضرب إبليس عدوهم من علو عرشه وسمائه؟

قال الراهب: نعم قد كان قادرا ومالكا القدرة والسلطان على ذلك ولكنّ عدله وإنصافه أوقفه عن ذلك وهذا هو السر الذي أحكمه في حلوله واحتجابه في طبيعتنا واصطباره بحسب ظنك على تلك المكاره.

قال المسلم: فهل عدله وإنصافه منعه عن بلوغ إرادته واستعمال سلطانه؟

قال الراهب: نعم.

قال المسلم: أورد لنا الجواب بإيضاحٍ وبيان لنعرف ذلك ونفهمه.

قال الراهب: فهم ذلك عسرٌ جدا عليك وعلى من كان نظيرك من أهل دينك لأن اعتقاد النصارى أن دينهم موضوع من الله وهو يناسب الطبيعة الإلهية والجوهر اللطيف وأوصافه معقولة غير محسوسة. وإن وجدت فيه شيئا محسوسا فهو يشير به إلى أمور معقولة تُفهم بالعقل الصافي من كدر العيشة الرخية الغليظة. وأما أنتم المسلمين العائشين بهوى الجسم واللذة وإلى غلظ الدم واللحم ولا يوجد عندكم ما يناسب الطبيعة الإلهية والجوهر اللطيف حتى إنكم بعد انحلالكم وموتكم ونقلتكم من هذه الدنيا إلى غيرها لا تتخيلون شيئا لطيفا ولا معقولا. ألا تقولون إنكم تنتقلون إلى جنة فيها أكل وشرب ونكاح؟ ولكن أنا أدنو منك وأتقرب إليك وأنحدر مع غلظ عقلك وكثافة لبّك واستعمل في إقناعك ألفاظا تناسب فهمك بِمَثَلٍ أورده لك أبيّن فيه المعنى عن سؤالك ولا تنكر عليَّ ذلك لأنّ الضرورة تدعوني إليه لأنّ الأخرس الأصم إن خاطبته بنطق اللسان فما تحظى منه بفهم أقوالك ولا يحصل عنده من كلامك منفعة بل يجب عليك أن تصير أخرس مثله وتبطل نطقك وتخاطبه بيديك وأصابعك وبسطها وجمعها وتومي إليه بعينيك وتحريك رأسك ورفع حواجبك. وكذلك الآباء يخاطبون أطفالهم الصغار بلغة تلايم سنّهم.

قال المسلم: دع مداهشتك وتمويهاتك وسبّك إيّانا وذمّك لنا وأتنا بالجواب عما سألناك.

قال الراهب: سأفعل ذلك إن رسم الأمير مولاي
الفي
الفي
عضو جديد
عضو جديد

مجادلة دينية ج  3  للموضوع بقية Empty مجادلة دينية

الخميس مايو 15, 2008 2:42 pm
قال الأمير: قل ما عندك يا راهب فلا مُتَّ ولا فنيتَ

قال الراهب: زعموا أيّها الأمير أن ملكا من الملوك الأوائل كان معظّما في ملكه ممجدا في شرفه مالكا في ذاته الفضائل جميعها وجملتها ثلاثة وهي العدل والقوة والحكمة. لأنه كان يملك العدل والإنصاف في غايته وكذلك من القوة والقدرة ما لا يمكن قياسه وكان له من الحكمة والمعرفة ما لا يردك قدره. وكان لهذا الملك عبد مُكَرَّم عنده في أعلى المراتب وأجل المنازل. فلما رأى (العبد) ذاته مقدما ومكرّما في الشرف والرتبة تداخله الإعجاب والكبرياء وتعظم برأيه وفكره واختار أن يكون نظير مولاه في الملك والكرامة. فعلم ذلك الملك الحكيم بحكمته ومعرفته بما أضمره ذلك العبد اللئيم من وخيم رأيه وسوء ضميره فطرحه عن مكانه وشرفه ونفاه من قصره ومرتبته بعد أن خلع عنه حلة شرفه. فلما خاب العبد من قصده وفقد أمله وافتكر فيما كان وإلى أين صار آيس من ذاته وتداخله الشر والحسد لبعده من الخير والصلاح وصار ماردا شريرا. وإذ لم يمكنه أن يوصل شره إلى الملك صار يعمل بحيله أن يواصل الإضرار من شره وخبثه بأهل تلك البلدة المختصّة بالملك.



وإن سألتَ عما عمله أجبتك أنه وجد فضاءً (فسحة) واسعا في أرض تلك البلدة فاجتازها واحتوى عليها وجعلها له بستانا وغرس فيه أشجارا مثمرة ونُصوبا مطرفة وعمارات مزخرفة وجعل فيها أغاني وملاهي وغير ذلك مما يلذ الحواس وفتح أبواب ذلك البستان ونادى بعابر الطريق معلنا لكل من أراد الفرح والسرور والطرب والحبور فليقبل إلى داري وبستاني فإن عندي ما يلذه ويطربه ويسرّه ويبهجه. فصار كل من يعبر تلك الطريق وينظر ذلك البستان يطرب لحسنه ويميل نحوه ويدخل إليه مخدوعا بما يراه من ملاذ الجسم ونعيمه والعيش الرخي فيه.



وكان لذلك العبد المارق رسمٌ وعادة (خطّة) يستعملها في كل من يحتوي عليه ويأتي إليه وهو أن كل إنسان دخل ذلك البستان من تلك البلدة، كان يُلذّه ويُسِرُّه ويُطرِبُه زمنا يسيرا ثم يقبض عليه ويربط يديه ورجليه ويرمي به في هاوية عميقة كانت في جانب ذلك البستان خفية لا يعلم بها أحد غيره وفيها مطامير ودهاليز مظلمة لا يمكن المطروح فيها أن يصعد منها بل يثبت في تلك الهاوية مخلدا ويدوم في هذا الشقا محزونا أبدا. وبقدر ما سُرَّ واستعمل من ملاذ ذلك البستان يكون شقاؤه وعذابه في تلك الهاوية كثيرا.



ولعمري إن الملك العظيم عرف بأعمال ذلك المارق عالما بحكمته التي لا توصف ولا يخفى عليه شيء وبما يصل إلى عبيده من الأضرار من ذلك العاصي وكان قديرا على استعمال قوته وسلطانه ونفوذ أمره في ذلك المارق. ولكن كان يتجّه إلى هذا المارد حجّة عند إبادته وهلاكه قائلا لِمَ تظلمني أيها الملك وأنتَ عادلٌ ومنصفٌ وأنا ما غصبتُ ولا أكرهتُ أحدا من الناس بل هم من ذاتهم اختاروا استعمال ما عندي من الملاذ غير مجبورين ولا مُكرهين.

قال الأمير: نعم قد كان يليق به أن يقول هذا

قال الراهب: أفما كان عدله وإنصافه قد أبطل قوته واقتداره؟

قال المسلم: لا شك بذلك.

قال الراهب: فلما وقفت القوة من جهة العدل حينئذ استعمل الملك الحكمة. وإن سألتَ عما أحكمه الملك أجبتك: انه طرح عنهُ سمات الملك وزي السلطان ولبس ثياب أحد العبيد وصار كأحد الناس العوام وسار قرب ذلك البستان وكان لا يميل نحوه ولا يلتفت إليه فنظر إليه الشرير صاحب البستان متهاونا به ولا يحفل بما عنده ولا ينظر نحوه. فأقبل إليه (العبد الشرير) يخاطبه قائلا: ما بالك أيها الإنسان لا تُقبِل إلينا ولا تُسَرّ بما لدينا؟ فإن عندنا ما يسرُّك ويلذّك ويطربك. فما بالك تنفر منا وتعرض عنا كأنك غير عارف بنا. فقال له (الملك): لعمري إنني خبير بك وعالم بما عندك فليس لي معك كلام ولا لي عندك مقام فما بي حاجة إلى ما عندك وإنني عارف بمكرك ودغلك فاذهب عنّي يا شيطان.



فلما سمع ذلك الشرير هذا الكلام صار مفكرا من جهة وحائرا من أخرى وقال في ذاته: ما هذا الإنسان ومن هو وما شأنه وكيف هذا وحده دون غيره ممن عبر ههنا لا يبالي بنا متهاونا بما عندنا؟ فلا شك أنه عارف بنا وبغشنا والمكيدة التي عندنا. فإن أفلت من يدي فيخبر غيره بما عندي ويُظهر شَرّي ومكري. فدعا بمن كان يلوذ به وفي الشر نظيره فوسوس لهم قائلا: هذا الإنسان يضرّ بي وبكم فخذوه واجلدوه واربطوا يديه ورجليه وألقوهُ في تلك الهاوية والسجن المظلم مخلَّدا محشورا مع من فيه وأوثقوا عليه الأبواب والأقفال باحتراز وثيق. فأسرعوا إليه بفعل ذلك وأوصلوا إليه الضرب والهوان وألقوه في ذلك السجن المظلم المهوي وكان بحسب ظنهم مقهورا.



ولما تمت هذه الأفعال أظهر ذلك الملك ذاته وسلطانه ومقدرته ورمى عنه سربال العبد وظهر بشكل ملكه فأرعد صوتا وأبدى ضجّة تزلزلت أقطار ذلك الصقع كله منها واهتزت أساسات السجن جميعها وتفكّكت الأقفال وتخلّعت الأبواب من ذاتها وتسامعت الأجناد وتقاطرت القوات إلى ملكهم وسيدهم. فأمر الملك بإحضار ذلك الشرير المارق فحضر كارها وهو يرتعد من الخوف. ولما وقف بين يدي الملك قال له: أيها العبد الشرير المارق ما بالك أسرفت في تعدّيك وجورك على هؤلاء الناس المحبوسين عندك. فأجاب الشرير بنغمة منخفضة من الخوف مرتعدا: إنني لم أكرههم ولم أغصبهم بالدخول إلى عندي والميل نحوي. بل هم اختاروا ورضوا بما عندي.

قال له الملك: فإن كان هؤلاء خدعتهم بمكرك فرضوا بما عندك، فأنا، أيّة حجّة تتجه لك عليّ وأي عذر تبديه عن ظلمك لي وتعدّيك عليَّ؟ فهل سألتك في الدخول عندك؟ أو رأيتني متنعما بخيراتك؟ وهل تصرفتُ فيما يخصّك؟

فلبث صامتا لا يمكنه أن يردّ جوابا ثم قال له الملك: انا لا أحكم عليك إلا بما حكمت عليَّ لأنَّ ظلمك يعود إلى رأسك وجورك يرجع إليك وتكون في هذه الهاوية دائما مؤبدا مغلولا بتلك الرباطات. ومع كلام الملك حصل القول في ذلك المارد فعلا وأمر الملك بخراب ذلك السجن وبإطلاق من فيه وأن يُدرس درسا كليّا وعاد الملك إلى قصره قاهرا ظافرا. فقد استبان الآن بيانا واضحا أن العدل والإنصاف يوقفان القوة عن أفعالها.

قال المسلم: صدقتَ يا راهب بل وقد خادع خصمه.

قال الراهب: نعم ولكن خديعة بخديعة تحسب وجها من العدل. وكذلك تجد في الناس من مزج كأسا قاتلا وقدَّمه إلى من أراد قتله عامدا من ملوك الناس أم من عوامّهم فعرف من قدَّم له الكأس بما فيه من السمّ القاتل فأمر لمن قدَّمه أن يشربه أولا فشربه الذي مزجه ومات موتا غاصبا. فقل لي يا مسلم من هو الظالم ومن المظلوم منهما؟

قال المسلم: لا ذلك ظالما ولا من قدَّم السمَّ مظلوما.

قال الراهب: إلا أنَّ العدل في الحكم يوجب على أنَّ الظالم من يبتدي بالشر

قال المسلم: صدقتَ يا راهب.

قال الراهب: فإذا من الضرورة كان تجسّد كلمة الله وظهور المسيح وصبره على تلك المكاره التي وصفها؟

قال المسلم: نعم على ما يوجبه الصواب والقياس وإن ما شرحته في هذا المعنى كافيا وافيا.

قال الأمير: يا راهب قد تعلّق قلبي بفهم معاني هذه الألفاظ وتلخيصها وقد وصل إلينا وإلى فهمنا بعضها فأسألك أن توقفنا على الباقي منها فإنني أرى على ما لاح لوهمي منها أن كلَّ لفظة فيها تحوي معنىً يخصّها.

قال الراهب: أعزَّ الله الأمير. إعلم أنَّ ذلك العظيم هو الله تعالى. والعبد العاصي هو الشيطان خزاه الله. ونفيه وإبعاده عن الملك ومدينته فهو سقوط إبليس من السماوات وملكها. وأما الطريق فيشير بها إلى عبور الناس في هذه الدنيا والدخول إليها. والبستان فهو هذه الدنيا وما فيها من المفرحات واللذات والمطربات وما ينسب إليها. والبستاني فهو إبليس خزاه الله لأنَّ الشيطان يخادع الناس بمفرحات هذه الدنيا ونعيمها ولذّتها ليعدمهم ثوابهم والحظوى عند الله ربّهم بالإسراف في استعمالها لأنَّ إنجيلنا وشريعتنا يأمراننا وينهياننا ألا نحب العالم وما في العالم وأنه بقدر ما ينال الإنسان ويستعمل من ملاذ هذه الدنيا ونعيمها ينقص سروره بحكم الله في الحياة العتيد كونها. وبقدر ما يصابر من الشقا في هذا العالم الفاني بقدر ذلك وأعظم يحظى بالعز والنياح في عالم البقاء. وأما عابر الطريق أعني الملك المتسربل زيَّ العبيد فهو السيّد المسيح الملك العظيم. والسربال والثوب فهما الجسد الذي لبسه من طبيعتنا أي طبيعة آدم واحتجب به وستر اللاهوت بالناسوت. وأمّا قوله لذلك المارد ما لَكَ معي كلام ولا لي عندك مقام فهو أن السيد المسيح لم يقتنِ شيئا من متاع هذه الدنيا ولا شيئا من ملذاتها ولا من أفراحها ولا من مطرباتها ولا من حكامها. وبيان ذلك ما نجده في الإنجيل مسطرا وذلك أن أحد الناس دنا من يسوع وقال له آذن لي يا رب أن أتبعك. فأجابه وقال له إن الثعالب لها أحجار وطيور السما أعشاش وابن البشر فليس له موضع يسند إليه رأسه (لو 9، 57-58) وقال أيضا سيجي رئيس هذا العالم ولا يجد له فيَّ شيئا (يو 14، 30) يعني برئيس هذا العالم إبليس خزاه الله. وأما أولئك الرجال الذين وسوس لهم المارد وقال هذا الإنسان يضرّ بي وبكم فهم هيرودس وبيلاطس واليهود الذي أوجبوا الحكم على سيدنا يسوع المسيح بالصلب. وأما تلك الهاوية فيشير بها إلى موضع العقاب الذي يُحشَر فيه مرتكبو المحارم وعاملو السيّئات والمآثم.

قال الأمير: لقد سعدنا اليوم بعالِمٍ خبير وأديب حكيم.

قال أبو سلامة: يا راهب، هل أنت مطران النصارى؟

قال الراهب: لا

قال المسلم: فهل أنت أسقف أم قسيس؟

قال الراهب: ليس أنا مطران ولا أسقف ولا قسيس ولا راهب

قال المسلم: كيف تقول ولا راهب

قال الراهب: إنَّ الراهب من يرهب الله ويعمل مرضاته

قال أبو ظاهر: يا أبا سلامة، هذا من دأب النصارى فإنهم لا يستكبرون حسبما يذكر النبيّ عنهم في القرآن.

قال الراهب: إنَّ الشهادات لنا من نبيّك وكتابك كثيرة بتحقيق ديننا وإنجيلنا مما لأولى بك بتصديقه إن كنتَ مسلما.

قال المسلم: أنا مصدّق كتابي ونبيَّ بما أُنزِل عليه وإنما ننكر عليكم ما لا يليق بالعابدين.

قال الراهب: وما ذلك؟

قال المسلم: عبادتكم وسجودكم للصليب وهو خشبة لا تضرّ ولا تنفع.

قال الراهب: أتظنّ بنا أنا نحن نعبد الصليب

قال المسلم: نعم

قال الراهب: قد خاب ظنك وسقط وهمك وأعوذ بالله أن نعبد غير الله وكلمته وروحه الجوهر الواحد. فلو أنّا نعبد الصليب لما صنعناه من موادّ شتّى وأجسام مختلفة. فلو أنّا لم نسجد للصليب إلا في مادة من خشب حسب ظنّك لما سجدنا له في أخرى لأنّك ترانا نصنعه من مواد وأجسام لا تُقدَّر ولا تحصى. فإن كنتَ ذا لبّ وفياس وفهم صائب استبان لك بيانا واضحا أننا لا نكرّم مادة الصليب الموجودة فيه وإنّما نكرّم الرسم والشكل والمثال.

قال المسلم: قد استبان لنا من قولك في هذا الوجه صدقا. فما معنى إكرامكم للرسم والمثال؟

قال الراهب: لَمَعانٍ عدّة لأنّه أولا علامة النصراني التي يتميّز بها عن غير المؤمن والثاني لأننا نستعمله حرزا واقيا وعلامة غالبة على الأرواح الخبيثة والقوات الضديّة والثالث لأنّ عليه قدّم المسيح عنا ذاته ضحيّة مقبولة وبِهِ أيضا ظهر تعطّف إلهنا واقتداره وحكمته التي استعملها في خلاص عالمه من يد إبليس وجنوده والسلطان عليهم بمكرِهِ وخديعته. والرابع لأننا به نذكر إحسان الله إلينا ونعمته علينا وقد وجدنا في القديمة فعلا إلهيا رسما له من شقّ البحر بالعصا طولا ثم طّقه بعودتها عليه عرضا (خر 4، 21-27) ولما كان موسى وشعبه في البرّيّة مهسكرا خرجت عليهم حيّات تلذغ الشعب لدغا مميتا فقال الله لموسى: اصنع لك حية من نحاس وارفعها على رمح عالٍ فإنّ كل من نظر إليها من الشعب ما يموت من نهش الحيّات ولدغها. فصنع موسى الحية ووضعها على رمح طويل فما أغنت الشعب شيئا. فقال الله لموسى ضع الحيّة عرضا. فلما وضعها عرضا وصارت برسم صليب لم يمت من الشعب أحد (عدد 21، 6-9). فإن كنتَ لم تقنع بأقوالي ولم تصل إليك قوّتها فأنا آتيك بمثال يصل إلى فهمك وصولا شافيا.

قال المسلم: هاتِ ما عندك وزدنا بيانا.

قال الراهب: كان أحد الناس شريفا مكرما وكان لهُ الفضيلة والإحسان طبعا. وكان لهذا الشريف عبد قدّم العناية والهمّة في رعايته وترتيبه وفوّض إليه خيراته وكان مقدّما في الكرامة عنده. فبطر ذلك العبد واختار لذاته التصرّف بهواه وإرادته وخالف إرادة مولاه ومضى وصاحَبَ أناسا أشرارا متظاهرين بصداقته وهم يدرسون الشرّ في إخفاء لهلاكه. فدبَّروا عليه رأيا خبيثا وأوقعوه في السجن وأوثقوه بالقيود والأغلال وثاقا بليغا وحُكِم عليه أخيرا بقضية الموت. فصار آيسا من ذاته. فلمّا علم مولاه ما حلّ به وما صار إليه والقضيّة المحكوم بها عليه تداخلته الرحمة له والإحسان إليه واختار أن يبذل ذاه فديةً عنه وعمل الرأي في قلبه بأن يطرح عنه لباس شرفه وزيّ فخره وعزّه وصار مجهولا كأحد الناس فوجد فرصة من غفلة السجّان وجهله بع فدخل الحبس وحصل في باطنه فوجد العبد في غاية الشقا فأخذ السيد ثياب العبد مع قيوده ووضعها عليه وألبس العبد حلّته وأمره بالخروج من الحبس وقال له ها قد فديتك بذاتي وبذلتُ في إنقاذك دمي. فخرج العبد من ذلك السجن متحيّرا في ذاته مكرما في إحسان مولاه الذي لم يكن له أهلا. وتسلّم السيّد قضيّة العبد فحكم عليه بصلبه وموته. ولما تمّت القضية حضر العبد عند مولاه ليحضر قضيته وموته وقال: يا سيّدي أيّة مجازاة أملكها عن إحسانك إلى عبدك وإنعامك إليَّ. قال له السيّد: أن تذكر على الدائم إحساني إليك وإشفاقي عليك وتحمل علامة موتي ورسم وفاتي وتنادي في العالم كلّه بصنيعي بك. فهل وجب على ذلك العبد أن يصنع مرسوم مولاه أم لا.

قال المسلم: نعم ويبالغ في ذلك بجهده وطاقته مدّة حياته.

قال الراهب: هل وصل إليك قوّة المعنى وفهم ما أتينا به في هذا المثل؟

قال المسلم: إن كان قد فهمنا بعضه فأنت أولى بتلخيص الباقي وإيضاحه.قال الراهب: الإنسان الشريف هو المسيح الذي هو كلمة الله وروحه. والعبد فهو أنا ومن كان نظيري في الطبيعة من أولاد آدم لأنّا خرجنا عن أمر الله بهوانا وعبدنا الأوثان باتّباعنا هوانا. وأمّا الناس الأشرار فهم الشياطين الذين يخادعوننا ويغرونا بالعيشة الرخيّة واستعمال اللذّات. وأمّا الحبس وقضية الموت فهو هذه الدنيا والحصول في جهنم بعدها. وأمّا تعطّف السيد على العبد فهو إشارة إلى رحمة الله وجوده على عباده.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى