- ماريتاعضو نشيط
الغضب وحفظ الاساءة
الخميس يونيو 27, 2013 1:42 pm
إن قول الرب لجليٌ وواضح، لكنه أيضاً رهيب:
(( كلُ مَنْ يَغضب على أخيه باطلاً مُستوجِبَ الحكم)) (متى 22:5).
لهذا (( اغضبوا ولا تخطأوا. لا تَغرُبُ الشمسُ على غيظكم... ليرفع من بينكم كلُ مرارةٍ وسُخطٍ وغضبٍ وصياحٍ وتجديفٍ مع كلِّ خُبثٍ. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعضٍ شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح )) (أفسُس 26:4 ، 32:31)
الإنسان الغضوب أعمى ومجنون. لا يدري ماذا يقول وماذا يفعل. دائماً بعد ثورانه يندم بمرارة عن كلِّ ما فعله وما قاله من سخافة؛ لأن الغضب غير المُروَّض يُشوش الذهن، ويقلق النفس، ويرهق العقل، ويبعد روحَ الله، ويترك الإنسان وحيداً خاوياً بين يدي الشيطان. من يُروِّض غضبه بسرعة يستطيع أن يضبط نفسه من الشرور. إن حدث مرَّةً وأغضبك أحدُهم، لا تقل شيئاً ابداً، بل اصمُت وارحل ولا تسمح للهيب الغضب أن يخرج منك. لأنه سيحرقُك مع المحيطين بك. وعندما يهدأ قلبك، قلْ، إن احتاج الأمر، كلمتَي محبة من أجل المنفعة والبناء. قولٌ واحدٌ وديعٌ وهادئ سيكون أكثر إثماراً وإقناعاً من آلاف الكلمات الغاضبة!... في النهاية، تذكر دوماً أنك لو كنت متواضعاً لما غضبت، فالغضب هو الابن المُصطفى للغرور، فحيث يظهر التواضع يتلاشى الغضب كالدخان. من غلات الغضب حفظ الإساءة وحفظ الإساءة هي حفظ للغضب وشرُ مستمر، وسوُس النفس، ومسمارٌ مغروزٌ في النفس لا يتزعزع، فهو قاتل المحبة والصلاة والتوبة وكل الفضائل. إن أردت أن تنتصر على حفظ الإساءة فعليك أن تحارب هوى الغضب الذي يولدها. لكن إن أردت أن تقضي عليها فعليك عندئذٍ أولاً أن تجتهد لاقتناء المحبة والتواضع. وإلى ذلك الحين استعمل - كبلسم مهدئٍ للأعصاب - ذكر آلام الرب يسوع المسيح، لأن تذكر آلام السيد المسح الرهيبة وموته على الصليب ستلين نفسك الحافظة للإساءة لأنك ستشعر بخجل بالغ وأنت تفكر بتسامحه اللامتناهي.
من كتاب الأبجدية الروحية للقديس ديمتريوس روستوف
(( كلُ مَنْ يَغضب على أخيه باطلاً مُستوجِبَ الحكم)) (متى 22:5).
لهذا (( اغضبوا ولا تخطأوا. لا تَغرُبُ الشمسُ على غيظكم... ليرفع من بينكم كلُ مرارةٍ وسُخطٍ وغضبٍ وصياحٍ وتجديفٍ مع كلِّ خُبثٍ. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعضٍ شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح )) (أفسُس 26:4 ، 32:31)
الإنسان الغضوب أعمى ومجنون. لا يدري ماذا يقول وماذا يفعل. دائماً بعد ثورانه يندم بمرارة عن كلِّ ما فعله وما قاله من سخافة؛ لأن الغضب غير المُروَّض يُشوش الذهن، ويقلق النفس، ويرهق العقل، ويبعد روحَ الله، ويترك الإنسان وحيداً خاوياً بين يدي الشيطان. من يُروِّض غضبه بسرعة يستطيع أن يضبط نفسه من الشرور. إن حدث مرَّةً وأغضبك أحدُهم، لا تقل شيئاً ابداً، بل اصمُت وارحل ولا تسمح للهيب الغضب أن يخرج منك. لأنه سيحرقُك مع المحيطين بك. وعندما يهدأ قلبك، قلْ، إن احتاج الأمر، كلمتَي محبة من أجل المنفعة والبناء. قولٌ واحدٌ وديعٌ وهادئ سيكون أكثر إثماراً وإقناعاً من آلاف الكلمات الغاضبة!... في النهاية، تذكر دوماً أنك لو كنت متواضعاً لما غضبت، فالغضب هو الابن المُصطفى للغرور، فحيث يظهر التواضع يتلاشى الغضب كالدخان. من غلات الغضب حفظ الإساءة وحفظ الإساءة هي حفظ للغضب وشرُ مستمر، وسوُس النفس، ومسمارٌ مغروزٌ في النفس لا يتزعزع، فهو قاتل المحبة والصلاة والتوبة وكل الفضائل. إن أردت أن تنتصر على حفظ الإساءة فعليك أن تحارب هوى الغضب الذي يولدها. لكن إن أردت أن تقضي عليها فعليك عندئذٍ أولاً أن تجتهد لاقتناء المحبة والتواضع. وإلى ذلك الحين استعمل - كبلسم مهدئٍ للأعصاب - ذكر آلام الرب يسوع المسيح، لأن تذكر آلام السيد المسح الرهيبة وموته على الصليب ستلين نفسك الحافظة للإساءة لأنك ستشعر بخجل بالغ وأنت تفكر بتسامحه اللامتناهي.
من كتاب الأبجدية الروحية للقديس ديمتريوس روستوف
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى