- aziz sabbahعضو VIP
من الرسلة إلى بروبا للقديس أغسطينس الأسقف في الصلاة الربية
الثلاثاء أكتوبر 23, 2012 11:51 am
الكلماتُ في الصلاةِ ضرويّةٌ لنا , لننبِّهَ أنفسَنا ولنعرفَ ماذا نطلب , لا لنَزيدَ الله علماً أو عطفاً علينا . فإذا قُلْنا : "ليتقدّسْ اسمُكَ " , نحن ننبِّهُ أنفسَنا أنّه يجبُ أن نرغبَ في أن يكونَ اسمهُ القدُّوس مقدَّساً أيضاً بينَ الناسِ دائماً , أي غيرَ مُزدرىً ولا مجدَّفاً عليه . وهذا يعودُ بالنفعِ على الإنسانِ لا على الله . وإذا قُلْنا: " ليأتِ ملكوتُك " , فإنَّ ملكوتَه اَتٍ شئْنا أم أبيْنا . إلا أنّنا بهذه الكلماتِ ننبِّهُ إنفسَنا لنزدادَ رغبةً في الملكوت , ليأتيَ إلينا , ولنستحقَّ أن نملشكَ فيه . وإذا قثلْنا : " لتكُنْ مشيئتُكَ كما في السماءِ كذلكَ على الأرضِ " , فنحن نسألُ الطاعةَ لأنفسِنا , فنعملُ نحن بحسبِ مشيئتِه , كما يعملُ بها الملائكةُ في السماوات . وإذا قُلْنا : "أعطِنا خبزَنا اليومَ كفافَنا " , بقولِنا " اليوم " , نعني " في هذا الزمنِ " , فنطلبُ كفايتنا من الطعامِ الذي يشارُ إليه بما هو أكرمُ جزءٍ منه أي الخبز . أو هو سرُّ المؤمنين أي الخبزُ الروحي , و هو ضروريٌّ لنا في هذا الزمنِ , لا لبلوغِ سعادةِ هذا الزمنِ بل لبلوغِ السعادةِ الأبدية . وإذا قُلْنا : "اغفِرْ لنا خطايانا كما نغفِرُ لمن خطِىءَ إلينا " , فإنّنا ننبِّهُ أنفسَنا لِمَا نطلُبُ ولِمَا يجبُ أن نفعلَ حتى يُستجابَلنا . وإذا قُلْنا : " لا تَدخِلْنا في التجاربة " , فنحن ننبِّهُ أنفسَنا أن نطلُبَ ما يلي : ألاّ يَحرِمَنا الله عونَه فننخدِعَ ونقبلَ بالتجربةِ أو نَضعفَ فنقعَ فيها . وإذا قُلْنا : " نجِّنا من الشرّير " , فإنّنا ننّبِهُ أنفسِنا أننا لم نبلُغْ بعدُ حالةَ الصلاحِ التي لا نخافُ معها وطأةَ الشر . هذه الطلبةُ هي اَخِرُالطلَباتِ في الصلاةِ الربّّذيّة . والسببُ واضحٌ . فمهما كانَت الشدائدُ الّتي يتعرَّضُ لها المسيحيُّ فهو بهذه الصلاةِ يُسمِعُ أنينَه , وبها يسكُبُ دموعَه , و بها يبتدىءُ , وبها يُطيلُ الصلاةَ , وبها ينتهي . فكانَ من الضروريِّ أن نستودعَ هذه الأمورَ في ذهنِنا بهذه الكلمات . مهما كنَتْ الكلماتُ الأخرى التي يمكنُ أن نصلّيَ بها , فتصوِّرُها النفسُ قبلَ تلاوتِها لتوضِّحَ حاجتَها لنفسِها , أو لتركّزَ انتباهَها عليها فتُنَمِّي إمانَها , فإننا لا نقولُ شيئاً مغايراً لِمَا جاءَ في الصةِ الربّيّة , هذا إذا أحسنّا الصةَ وأتقنَّها .
لِيَستَجبْ لِصَلاتِكُم ويُصَالِحْكُم , وَلا يخذُلْكُمُ الربُّ إلهُكُم في أوَنِ السُّء . وَلْيُؤتِكُم جمِيعاً قَلباً لأن تَعبُدُوهُ وتَتَعمَلُوا بِمًشِيئتِهِ . {عن كتاب صلاة السّاعات الجزء الثاني }
لِيَستَجبْ لِصَلاتِكُم ويُصَالِحْكُم , وَلا يخذُلْكُمُ الربُّ إلهُكُم في أوَنِ السُّء . وَلْيُؤتِكُم جمِيعاً قَلباً لأن تَعبُدُوهُ وتَتَعمَلُوا بِمًشِيئتِهِ . {عن كتاب صلاة السّاعات الجزء الثاني }
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى