إحتجاجات على فيلم تركى ( فتح 1453 ) لإهانته الكنيسة
الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 12:22 am
والمسيحيين
ا
الأنتفاد
بعد أيام عديدة على بثّ براءة المسلمين لسام باسيل (نقولا باسيلي نقولا)،
وما أثاره من اضطراب في العالم الإسلاميّ تحديداً، انفجرت مسألة جديدة
مرتبطة بشعور مسيحي أرثوذكسي بالإساءة إلى المسيحيين الأرثوذكس أساساً على
أيدي أناس أتراك، من خلال فيلم فتح 1453 لفاروق آكصوي، الذي تناول قصّة
فتح القسطنطينية من قبل جيش المسلمين، في العهد العثماني بقيادة محمد
الفاتح. والفيلم، الذي يُعد أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ صناعة السينما
التركية (بلغت ميزانية إنتاجه 18 مليونا و200 ألف دولار أميركي)، حرّض على
مواجهته في بقاع مختلفة من العالم، احتجاجاً على وجهة نظر تركية للفتح
المذكور، وعلى ما اعتُبِر إساءة للروم وللكنيسة على حدّ سواء.
(... )... وعلى الرغم من أن الغليان الإسلاميّ لا يزال في ذروته، إلاّ أن
الحملة الموجّهة ضد فتح 1453 بدت كأنها مطلوبة لعدم التفريط بما يُسمّى
تعايشاً مشتركاً، أو عيشاً مشتركاً بين الديانتين المسيحية والإسلامية
وأبنائهما. الفيلم المسيء إلى الإسلام مسيء إلى السينما أولاً وأساساً.
والفيلم الذي اعتبره مسيحيون متشدّدون مسيئاً للكنيسة، قد يكون أهمّ وأفضل
وأجمل من براءة المسلمين (وهذا أمر آخر). المأزق الأخطر كامنٌ في أن
التشدّد الأصوليّ المتزمّت لن يكون أبداً حكراً على إسلاميين، لأن هناك في
المقابل متشدّدين أصوليين مسيحيين يُشبهون أولئك الذين يرغبون دائماً في
احتكار الأديان، وتجييرها لمصالحهم الأرضية الضيّقة.
بدءاً من الحدث الميداني: فقد دعا ناشطون إلى اعتصام يُقام عند الرابعة من
بعد ظهر السبت المقبل في ساحة ساسين (الأشرفية)، تحت عنوان يداً واحدة في
مواجهة الفيلم المسيء لحضارة الروم المسيحية، احتجاجاً على الفيلم التركي
فتح 1453، الذي يروي فتح العثمانيين للقسطنطينية من وجهة نظر تركية. جاء
في الدعوة: حضورنا ضروري، وفاءً لأجدادنا، ومنعاً لتزوير التاريخ، والمسّ
بالمقدّسات. يُذكر أن الحملة ضدّه بدأت في اليونان على شبكة إنترنت، بعد
إعلان جريدة بروتو ثيما (أكثر الجرائد انتشاراً في البلد) تفاصيل الفيلم
وحبكته وإساءته إلى الكنيسة وأبنائها الأرثوذكسيين. في ألمانيا، دعت
مؤسّسة فيا دولوروسا (مؤسّسة نصرانية متشدّدة) إلى مقاطعة الفيلم قبل
تحديد موعد إطلاق عرضه التجاري، معلنة: بدلا من الاحتفال، على الأتراك أن
يستحوا من فعلهم في إلحاق الضرر بالنصارى.
إلى ذلك، أشادت تعليقات عديدة بالفيلم، معتبرة إياه حدثاً سينمائياً
مهمّاً. لكن هذه التعليقات نفسها لاحظت ما وصفته بعدم احترامه حقائق
تاريخية. يلماظ كورت (مدير كلية التاريخ في جامعة أنقرة) قال إن الفيلم حدث
على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمّت
لاعتبارات تجارية. علّق كورت على مشهد ظهر فيه الإمبراطور البيزنطي آمراً
قواته العسكرية بالخروج من المدينة، بقوله: إخراج الجيش (من المدينة) بهدف
مواجهة العثمانيين أمر سخيف في مدينة كانت في موقع الدفاع. لم تكن
المدينة تملك القوّة للقيام بهذا. مؤرّخون آخرون علّقوا على المشهد نفسه،
وأكّدوا ما قاله كورت.
يُذكر أن الفيلم عرض للمرّة الأولى في 16 شباط 2012، وشاهده في ذلك اليوم
300 ألف مُشاهد، كما أنه عُرض أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان
في منزله: أعجبني كثيراً. سلمت أيديكم، كما قال.
الكاتب ن. ج. في جريدة السفير
ا
الأنتفاد
بعد أيام عديدة على بثّ براءة المسلمين لسام باسيل (نقولا باسيلي نقولا)،
وما أثاره من اضطراب في العالم الإسلاميّ تحديداً، انفجرت مسألة جديدة
مرتبطة بشعور مسيحي أرثوذكسي بالإساءة إلى المسيحيين الأرثوذكس أساساً على
أيدي أناس أتراك، من خلال فيلم فتح 1453 لفاروق آكصوي، الذي تناول قصّة
فتح القسطنطينية من قبل جيش المسلمين، في العهد العثماني بقيادة محمد
الفاتح. والفيلم، الذي يُعد أكثر الأفلام تكلفة في تاريخ صناعة السينما
التركية (بلغت ميزانية إنتاجه 18 مليونا و200 ألف دولار أميركي)، حرّض على
مواجهته في بقاع مختلفة من العالم، احتجاجاً على وجهة نظر تركية للفتح
المذكور، وعلى ما اعتُبِر إساءة للروم وللكنيسة على حدّ سواء.
(... )... وعلى الرغم من أن الغليان الإسلاميّ لا يزال في ذروته، إلاّ أن
الحملة الموجّهة ضد فتح 1453 بدت كأنها مطلوبة لعدم التفريط بما يُسمّى
تعايشاً مشتركاً، أو عيشاً مشتركاً بين الديانتين المسيحية والإسلامية
وأبنائهما. الفيلم المسيء إلى الإسلام مسيء إلى السينما أولاً وأساساً.
والفيلم الذي اعتبره مسيحيون متشدّدون مسيئاً للكنيسة، قد يكون أهمّ وأفضل
وأجمل من براءة المسلمين (وهذا أمر آخر). المأزق الأخطر كامنٌ في أن
التشدّد الأصوليّ المتزمّت لن يكون أبداً حكراً على إسلاميين، لأن هناك في
المقابل متشدّدين أصوليين مسيحيين يُشبهون أولئك الذين يرغبون دائماً في
احتكار الأديان، وتجييرها لمصالحهم الأرضية الضيّقة.
بدءاً من الحدث الميداني: فقد دعا ناشطون إلى اعتصام يُقام عند الرابعة من
بعد ظهر السبت المقبل في ساحة ساسين (الأشرفية)، تحت عنوان يداً واحدة في
مواجهة الفيلم المسيء لحضارة الروم المسيحية، احتجاجاً على الفيلم التركي
فتح 1453، الذي يروي فتح العثمانيين للقسطنطينية من وجهة نظر تركية. جاء
في الدعوة: حضورنا ضروري، وفاءً لأجدادنا، ومنعاً لتزوير التاريخ، والمسّ
بالمقدّسات. يُذكر أن الحملة ضدّه بدأت في اليونان على شبكة إنترنت، بعد
إعلان جريدة بروتو ثيما (أكثر الجرائد انتشاراً في البلد) تفاصيل الفيلم
وحبكته وإساءته إلى الكنيسة وأبنائها الأرثوذكسيين. في ألمانيا، دعت
مؤسّسة فيا دولوروسا (مؤسّسة نصرانية متشدّدة) إلى مقاطعة الفيلم قبل
تحديد موعد إطلاق عرضه التجاري، معلنة: بدلا من الاحتفال، على الأتراك أن
يستحوا من فعلهم في إلحاق الضرر بالنصارى.
إلى ذلك، أشادت تعليقات عديدة بالفيلم، معتبرة إياه حدثاً سينمائياً
مهمّاً. لكن هذه التعليقات نفسها لاحظت ما وصفته بعدم احترامه حقائق
تاريخية. يلماظ كورت (مدير كلية التاريخ في جامعة أنقرة) قال إن الفيلم حدث
على مستوى كبير من النوعية والتقنية، لكن التضحية بالواقع التاريخي تمّت
لاعتبارات تجارية. علّق كورت على مشهد ظهر فيه الإمبراطور البيزنطي آمراً
قواته العسكرية بالخروج من المدينة، بقوله: إخراج الجيش (من المدينة) بهدف
مواجهة العثمانيين أمر سخيف في مدينة كانت في موقع الدفاع. لم تكن
المدينة تملك القوّة للقيام بهذا. مؤرّخون آخرون علّقوا على المشهد نفسه،
وأكّدوا ما قاله كورت.
يُذكر أن الفيلم عرض للمرّة الأولى في 16 شباط 2012، وشاهده في ذلك اليوم
300 ألف مُشاهد، كما أنه عُرض أمام رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان
في منزله: أعجبني كثيراً. سلمت أيديكم، كما قال.
الكاتب ن. ج. في جريدة السفير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى