- sr.Mari safaa Fعضو فعال
شهود القيامة وهبتها
الخميس أبريل 21, 2011 9:32 am
شهود القيامة وهبتها |
يستند اللاهوت المسيحي على حدث القيامة، وإن لم يقم المسيح من بين الأموات، وفقاً للقديس بولس، فإن كل إيماننا بلا معنى ونحن المسيحيون :" فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ" (1كو19:15). نحن نجاهد و بقسوة لنربح الحياة الثانية التي ما تأكدنا بوجودها لولا القيامة. إن لم يقم المسيح من بين الأموات لسيطر الموت والخطيئة على العالم، يكتب القديس بولس أيضاً لأهل رومية : "حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ" (رو 21:5). الموت يجعلنا أن نُحب ذاتنا، أما المرض فيملئنا خوفاً وشكاً، وكلاهما يدفعانا للاهتمام بالأمور الأرضية والجسدية أكثر، التي منها ينبع كل الأشياء السيئة، أما قيامة المسيح فأعطتنا الإمكانية أن نقوم نحن أيضاً غير مهتمين بالمرض لأنه زائل وغير آبهين بالموت الجسدي لأننا أصبحنا من أهل القيامة، وهذا كلّه يكون بعد أن نتحد بجسد الكنيسة الذي هو رأسها. القيامة كهبة مجّانية: قيامة المسيح هي هدية لكل الجنس البشري سنراها جميعنا الأخيار والأشرار، العادلين والظالمين، المؤمنين وغير المؤمنين، المسيحيين وغير المسيحيين، الأرثوذكس وغيرهم، هذا ما نسميه بـ "القيامة العامة". الجميع سيراها ولكن لن يعيشها سوى الذين تقدّسوا أما البقية فسيرونها ويتحسّرون على فقدانها، هي مرتبطة بالخلاص للذين جاهدوا في حياتهم ونالوا نعمة الروح القدس و بها سيسكنون الفردوس، في القيامة العامة ستتمجد كل الطبيعة البشرية التي قبلت نعمة الروح القدس وتقدّست وسيفنى الشر بكل أشكاله، ستتبدّل الأجساد لتصبح غير فانية، النفس ستتخلص من الشرور التي ذرعت فيها وستقتني كل الصالحات، ويكون ذلك بنعمة الله وإرادته. هدية الله لنا ليس أن ينتفي الشرّ بل أن نعيش معه، هي هبة مجانية للجميع ولكن سيقتنيها الإنسان وسط الكنيسة بحريته عائشاً بفكر نقي ومحبة للمسيح مطبّقاً وصاياه وكلماته المقدسة. شهود القيامة: يقول القديس مكسيموس المعترف بأن المسيح حاضر في وصاياه، وكل من يطبّق هذه الوصايا يتحد معه ويدخل تاريخ الكنيسة كشاهدٍ لقيامة المسيح، ومنذ ألفي كان أول شهود القيامة هم حاملات الطيب وتلاميذ المسيح ولكنهم لم يكونوا الآخرين. يخبرنا الإنجيلي لوقا في كتاب أعمال الرسل أن المسيح بعد قيامته ظهر لكثيرين ولمدة أربعين يوماً فأكل معهم وعلّمهم وسلّمهم وصاياه وكلّمهم عن الملكوت السماوي في حين لم يظهر للشعب العبري لأن هذا الشعب كان غليظ القلب ولم يسمع كلامه، أما التلاميذ ورغم أنهم كانوا خائفين من الذين صلبوه، ورغم عدم فهمهم لكثير من أحاديثه تواصل السيد معهم وظهر لهم لأنهم كانوا مهيئين لرؤيته قائماً، لأنهم ذووا قلوبٍ نقيةٍ مُخْتارون من الروح القدس، ذاك الروح الذي كان فاعلاً فيهم حتى قبل يوم العنصرة: "أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ" (يو3:15). حَدَثُ القيامة أثّر في التلاميذ وساعدهم على تشديد إيمانهم بعد أن تعرّضوا لتجربة قاسية من تسليم السيد وصلبه وموته، هم رأوا يهوذا يسلّمه بقبلة واليهود يعاملونه كمجرم وسمعوا بإنكار بطرس ثلاثاً ورأوا عدم إيمان توما ومن ثم كيف استعاده، فتزعزعوا بكل هذه الأحداث ولكنهم بالنهاية تثبّتوا بالإيمان بعد رؤية السيد القائم وبكلامه: "حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ و َقَالَ لَهُمْ: هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" (لو45:24-46)، رؤية المسيح القائم لم تكن كافية ليثبتوا حتى الشهادة من أجل البشارة كانوا بحاجة لنعمة الروح القدس لكي تقويهم لأن السيد قال لهم انتظروا حتى: "تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي" (لو49:24) وستكونون شهوداً لذلك. نحن أيضاً يمكننا أن نكون شهود للقيامة وذلك عندما نقبل المعمودية المقدسة ونترك الروح القدس يفعل فينا، فيظهر فاعلاً في أعمالنا وأقوالنا، وعندما نعيش ليتورجية الكنيسة التي تدفعنا أن نعيش الأحداث الإنجيلية وكأننا حاضرون فيها ومن ثم تأتي أسرار الكنيسة لتقوّينا فنصبح ثابتين بإيماننا عبر الروح القدوس وهكذا نصير شهوداً حقيقيين للقيامة ببصيرتنا الروحية لكلام السيد ووصاياه و سنصرخ مبشرين كل البشرية قائلين من أعماق قلوبنا: "المسيح قام". |
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى