- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
تساؤلات بخصوص تقديم الاكرام للقديسة مريم العذراء ؟
الإثنين مايو 12, 2008 5:07 pm
تساؤلات بخصوص تقديـم الإكرام للقديسة مريم أم يسوع
سؤال: يلزم لأي تعليم او طقس أو أي ممارسات من أن تكون لهـا أصول انجيليـة، ونرفض تماماً أي مصادر أخرى كالتقليد أو غيرهـا لأن أي تعليم يجب أن يكون مصدره من الكتاب الـمقدس وحده وليس أي مرجع آخر Sola Scripture
الرد:
1. موقف غريب ممن يرفضون التقليد الكنسي ولكنهم يعملون بالكثير منه عملاً كمثل تخصيص يوم الأحد للرب بدل السبت، عماد الأطفال أو الكبار عند الإنضمام للكنيسة، أو عقد أكاليل الزواج ولم يأت أي ذكر من تلك الممارسات بصورة قاطعة فى الكتاب المقدس.
ومن العجيب ان إجراءات وطقوس عبادتهم هى تقليد متوارث بينهم منذ 300 عام فقط وليس من أيام الرسل والآباء.
2. الكثيـر ممـا يؤمنون بـه كقانون الإيـمان أو الثالوث الأقدس أو قانون الكتاب الـمقدس لا يمكن أن نجده مكتوبـاً حرفيـاً فى العهد القديم أو العهد الجديد.
3. أن مفهوم كنيسة السيد الـمسيح حسب ما جاء فى قانون الإيـمان والذى يؤمنون به ويرددونـه والذى جاء فيـه " نؤمن بكنيسة واحدة جامعـة مقدسة رسوليـة" لا ينطبق على طوائفهـم والتى تعددت إلى أكثـر من 2000 طائفة ومِلـة.
4. أيـن يـمكننا أن نجد أن يسوع قد أعطى رسله أو تلاميذه أن يكتبوا أقوالـه وتعاليـمه؟
5. أين يـمكننا أن نجد فى الكتاب الـمقدس أن الإيـمان الـمسيحي يجب أن يُبنـى فقط على ما هو مكتوب؟
6. كيف عرفنـا من كَتب الأناجيل والرسائل التى نؤمن بهـا جميعا؟
7. أيـن يمكن أن نجد فى العهد الجديد قائـمة بالكتب التى يجب أن تكون ضمن كتب الكتاب الـمقدس؟ أليس ذلك جاء بـما أورده أبـاء الكنيسة الأول؟. لقد مضى أكثـر من 380 عامـا بعد قيامـة السيد الـمسيح حتى تم الإعتراف بقانونيـة كتب العهد القديم والجديد فى الكنيسة جمعاء.
8. عن القول بأن السيد الـمسيح قد أدان سُنـّة الشيوخ عندما قال:"لأنكم تركتم وصايا الله وتـمسكتم بسُنـّة الناس من غسل جِرار وكؤوس وأشياء أخرى كثيرة أمثال هذه تفعلونهـا"(مرقس8:7و13)، فكيف طلب يسوع من سامعيـه قائلاً:"إن الكتبـة والفريّسيين جالسون على كرسي موسى فـمهما قالوا لكم فإحفظوه واعـملوا بـه وأمـا مثل أعـمالهم فلا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون"(متى2:23-3)؟
9. عن القول بأن بولس الرسول قد أدان التقليد الشفوي مستندين الى قولـه:"إحذروا أن يسلبكم أحد بالفلسفة والغرور الباطل حسب سُنـّة الناس على مقتضى أركان العالـم لا على مقتضى الـمسيح"(كولوسي8:2) فلـماذا قال نفس الرسول لأهل تسالونيكي:"أما تذكرون أنـّي لـما كنتُ عندكم قلت لكم ذلك"(2تس5:2)، ومدح أهل كورنثوس قائلاً:"وإنـي أمدحكم أيها الإخوة لأنكم تذكروني فى كل شيئ وتحافظون على التقاليد كما سلّـمتها لكم"(1كورنثوس2:11)؟، ولـماذا قال بطرس الرسول عن رسائل القديس بولس أنهـا"على حسب الحكمة التى أُتيهـا كما أن رسائله كلها أيضاً يُتكلم فيها عن هذه الأمور إلاّ أن فيها أشياء صعبـة الفهم يُحرفهـا الذين لا عِلم عندهم ولا رسوخ كما يفعلون فى سائر الكتابات لهلاك نفوسهم" (2بطرس 16:3).
لقد اعلن المجمع الفاتيكاني الثاني فى دستور الوحي الإلهي رقم 9:" إن التقليد والكتاب المقدس يرتبطان ويتصلان فيما بينهما بشكل وثيق فكلاهما ينبعان من مصدر إلهي واحد، ويؤلفان بصورة ما وحدة لا تتجزأ ويهدفان الى غاية واحدة. فالكتاب المقدس هو حقا كلمة الله، من حيث انه مكتوب بوحي من الروح القدس وأما التقليد المقدس فينقل كلمة الله التى عهد بها السيد المسيح والروح القدس الى الرسل. وهو يبلغها كاملة الى خلفائهم لكى يحفظوها ويعلموا بها وينشروها بكل امانة بواسطة تبشيرهم، ينيرهم روح الحق. ولذلك يتضح ان الكنيسة لا تستقي يقينها بشأن كل حقائق الوحى من الكتاب المقدس وحده. ومن ثم يجب قبول كل من الكتاب المقدس والتقليد ويجب تكريمهما بقدر متساو من التقوى والإجلال"
سؤال: لابد من تفسيـر دقيق وحرفـي لآيات الكتاب الـمقدس. آيات صريحة تقول ان مريم قد أنجبت بعد يسوع كما جاء فى الإنجيل بحسب متى عن يوسف الذى "أخذ إمرأتـه ولم يعرفهـا حتى ولدت إبنهـا البِكر وسمّاه يسوع"(متى25:1)، وما ذُكر عن أخوة ليسوع
(متى54:13-55).
الرد: تلك النقاط سيأتـى الرد عليها فى الجزء الخاص عن "بتوليـة مريـم الدائـمة"ولكن لابد من توضيح نقطـة هامـة وهـى أن الكتاب الـمقدس ليس هو مجرد آيـة أو آيات، وإنـما هو روح معينـة تتمشى فى الكتاب كله والشخص الذى يضع أمـامـه آيـة واحدة أو أجزاء من آيـة فاصلاً إياهـا عن ظروفهـا وملابساتها وعن الـمعنى العام كله فهو يُخطئ فى تفسيره وعليـه أن يجمع كل النصوص التى تتعلق بنقطة البحث ويرى على أي شيئ تدل. ذلك التطبيق الحرفـي والذى هاجم السيد الـمسيح الفريسيون عندما قال: "لقد ضلّلتم لأنكم لم تعرفوا الكتب ولا قوّة الله"(متى 29:22)، ولذلك ففى تعرفنـا على الإيمان السليم علينا أن نتذكر قول الرسول بولس: "لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيي"(2كورنثوس6:3)، ولنبحث ونفتش الكتب"وبكل ما نطقت بـه الأنبيـاء" حتى يمكن أن نرى هل جاء أي شيئ يختص بأم الـمسيّا كما جاء عن يسوع والذى قام هو بنفسه أولاً بالتفسير لتلميذي عمواس"من موسى ومن جميع الأنبيـاء ما يختص بـه فى الأسفار كلها"(لوقا25:24-26).
والآن فلنبحث عن مريم العذراء فى الكتاب الـمقدس ونجمع ما جاء عنهـا نتأمل فيـه ولا نتخذ آية واحدة لكي تدعم عقيدة أو تعليم كنسي مـا.
سؤال: على الرغم من الإهتمام الكبير بمريم فى الكنيسة الكاثوليكية إلاّ انه لم يذكر الكتاب المقدس إلاّ القليل عنها. ان هذه الملاحظة مهمة امام علم اللاهوت المريمي كما اخترعته الكنيسة الكاثوليكية وهذا الكمّ الهائل من الإكرامات والعبادات المقدمة لها. ومن العجيب ايضاً ان جميع هذه التعاليم والتى تخص مريم هى بالفعل تعاليم حديثة (الحبل بلا دنس 1854 وانتقالها للسماء عام 1950)؟
الرد: لقد جاء فى انجيل يوحنا عن القديسة مريم فى عدة مواضع وخاصة عند الصليب (يوحنا25:19-27) عندما كان يسوع تحت الآلام وهو معلق على خشبة العار حاملاً خطايا البشر ووسط كل ذلك فكّر فى امه وبمن يعتنى بها من بعده. ان يسوع والذى احب مريم بهذا المقدار فهل نحبها نحن اقل؟. لم تخترع الكنيسة الكاثوليكية تعليما جديدا بل جاءت الإعلانات فى عصرنا الحديث تتويجا لما تناقلته الأجيال عبرعصور الكنيسة من تقديم الإكرام والمدائح والإماتات الروحية لمريم ام يسوع وذلك لإيمانها بمكانة مريم فى الكنيسة وفى خطة الله الخلاصية للبشر منذ ان سلّمت نفسها كاملة لله.
سؤال: لقد كرّم الملاك مريم كأم ليسوع ودعاها "مباركة بين النساء" وليس فوق النساء (لوقا28:1) وهذا لا يعنى انه يدعونا ان نؤلها او نعبدها او نصلي لها. لقد وصف الكتاب المقدس مريم كإمرأة مطيعة وفاضلة ومُحبة ولكن لم يفرض علينا عبادتها لأن مثل هذا التعليم هو شرك بالله؟
الرد: ان الترجمة السليمة لتحية الملاك لمريم:"السلام لكِ يا ممتلئة نِعمة مباركة انت فى النساء" وهذا لا يعنى مطلقا انها مؤلهة ولم تعّلم الكنيسة مطلقاً ان نعبد مريم ولا يوجد تعليم او دستور او قانون كنسي يفرض على المؤمنين تقديم العبادة لمريم ام يسوع.
سؤال: قال الله انه "لا يُعطى مجده لآخر"(اشعيا8:42) فلماذا يُعطى المجد لمريم؟
الرد: ان هذه الآية بكاملها كما جاءت:"انا الرب وهذا اسمي ولا اعطى لآخر مجدي ولا للمنحوتات حمدي"، انما تشير الى المنحوتات والتماثيل فالله لا يريدنا ان نقدّم أي مجد او عبادة الى أي آلهة كاذبة. ان الكنيسة الكاثوليكية فى تعاليمها لا تقدم العبادة لمريم بل تكريم فائق لمكانتها الفائقة فوق الملائكة والقديسين والأبرار. ان الله الخالق لا يعطى المجد الذى له وحده لأي مخلوق آخر سواه حتى الى مريم ولكنه يمنح النعمة والمجد للأبرار كما جاء "يؤتي النعمة والمجد"(مزمور11:83)،وكون مريم "الممتلئة نِعمة" فهى قد تمجدت من قِبل الرب عندما اختارها لتكون أماً لله الكلمة ولهذا استحقت التكريم وليس العبادة.
سؤال: كيف يمكن الإدعاء بأن الكنيسة الكاثوليكية لا تعبد مريم بينما اهم الصلوات الكاثوليكية هى المسبحة الوردية هى صلاة الى مريم؟
الرد:ان الذبيحة الإلهية للقداس هى اهم صلاة كاثوليكية وليست المسبحة الوردية والقداس هو ذبيحة مقدمة لله تعالى. فهل تقدم الكنيسة الكاثوليكية الذبائح الى مريم؟ بالطبع لا وعلى هذا فلا يمكن اتهام الكنيسة الكاثوليكية بعبادة مريم.
سؤال: حيث ان هناك ملايين من المسيحيين الصالحين لا يقدموا الإكرام لمريم فهل هذا يعني فى الحقيقة ان هناك أي ضرورة لتقديم مثل هذا الإكرام؟
الرد: هذا السؤال يشابه القول بأن سر التناول المقدس ليس هو الطريق الوحيد للحصول على الخلاص فهل هذا يعنى عدم ممارسته؟ وعليه فيمكن طرح السؤال بطريقة اخرى: هل من الضروري إدخال مثل هذا الإكرام؟ وتكون الإجابة – غير ضروري. ولكن يتبع ذلك سؤال آخر هل مثل ذلك الإكرام مطابق لمشيئة الله وخطته الخلاصية هنا تكون الإجابة بنعم. فعندما لا يُقدم الإكرام لمريم فهذا يعنى انها مثل أي مسيحي عادي لا يستحق أي تكريم أكثر من أي عضو آخر و انه من غير الضروري ان تُذكر او أن نتشبه بها، واذا كان هذا صحيحاً فكيف وصفها الكتاب المقدس "المباركة" (لوقا 28:1)؟، وكيف نطق الروح القدس على لسان القديسة اليصابات:"مباركة أنتِ فى النساء"(لوقا42:1)، وما نطقت به مريم نفسها وهى ممتلئة من الروح القدس "فها منذ الآن تُطوبني جميع الأجيال"(لوقا48:1)، وكيف يطلق عليها كل مكرموها لقب "القديسة مريم العذراء"؟
سؤال: هل يمكن ان يكون مثل هذا الإكرام عبارة عن تعصب وهلوسة مريمية قد يؤدى الى أخطاء لاهوتية حقيقية؟
الرد: هذا ممكن. لكن إذا لم يصبح الإكرام فى حدود التعاليم الكنسية كما حددها المجمع الفاتيكاني الثاني والتى حذّرت من الإفراط فى هذا التكريم أو إهمال ان مريم لم تكن فى حاجة للخلاص، أو بإعطاء مريم مكانة خاصة وإعتبارها انها أرحم من يسوع مثلا او بإعتبارها شخصية كتابية كالشخصيات الأخرى ومن انها ليست إلاّ اماً ليسوع وانتهى بهذا دورها والى غير ذلك من التعاليم التى تقلل او ترفع ممارسيات المؤمنين التقوية الى درجة الإنكار أو العبادة.
سؤال: منطق التفكيـر بـ "إمـا أن تُحب الله أو تحب مريم"،قإما أن تحب يسوع أو مريم، أو إمـا أن تطيع يسوع أو تطيع بابا الكنيسة الكاثوليكية، فلا يمكن أن تحب أو تطيع الإثنيـن معاً!!
الرد: لـم يضع أبداً الكتاب الـمقدس مريم العذراء فى مكانـة للـمنافسة مع يسوع، وأيضاً لـم تفعل الكنيسة الكاثوليكية هذا ولـم تُعلّم بـه، بل وضعت يسوع ومريـم كفريق واحد ينفذا مشيئة إلهيـة واحدة هى تـمجيد الله. ان يسوع فى صلاتـه الأخيرة قبل أن يُصلب ويـموت ويقوم من بين الأموات قال:" أنـا قد مجدّتك على الأرض وأتممتُ العـمل الذى أعطيتني لأعمله"(يوحنا4:17)،ومريم العذراء أم يسوع هتفت عندمـا حيّتهـا وكرّمتهـا اليصابات وهى ممتلئة بالروح القدس قائلـة:"تعظم نفسي الرب"(لوقا 46:1). ففى كل مرّة يُقدم الإكرام للعذراء مريـم ترفعـه هـى للـه تعالـى (لوقا46:1-55)، فلا مـجال لذلك الـمنطق العجيب من أنـه لا يُـمكن تقديـم الـتمجيد للـه إذا مـا أطعنـا تعاليـم الكنيسة.
سؤال: ما هذا الكم الهائل من التعاليم الكنسية والتى هى من صنع البشر؟
الرد: الذين يهاجمون الكنيسة لا يفهمون جيداً الفرق بين كيفيـة تطور و نشر أي تعليم أو عقيدة فـما هو إلا عبارة عن إعادة إكتشاف لهـا ومن ثَم إعلان صحتهـا، وبين أي تغييـر فى هذا التعليم أو العقيدة والـمسلّم لنـا من الرسل والذى إذا حدث دون سند من الوحي الإلهي أو التقليد الكنسي يُعتبـر حينئذاك باطل أو غير صحيح.
مـا من أحد يُنكـر أن حياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدة، فهى دائما فى حالة نـمو وتجديد مستمر فينمو فى حياتـه الروحيـة ويزداد فهـمه للأشياء كلـما تعمق فى دراستهـا أو إختبارهـا. فإذا طبقنا ذلك على الإيمان والذى يقوم على بشارة السيد الـمسيح والرسل والكنيسة، ولقد تبلور هذا الإيـمان فى الأجيال الأولى للـمسيحية فى صيغ عقائديـة وألفاظ لاهوتيـة، وأنظـمة تقويـة تعبر عنـه وتحتفل بـه وتنقله للأجيال، وكان على الكنيسة أن تساعد أبنائهـا على النمو فى التعمق فى الإيمان ومعايشته بطريقة صحيحة تبنى حياتهم الروحية وعلاقتهم بالله والقريب والـمجتمع.
ان الكنيسة وهى جسد السيد الـمسيح الحي (كولوسي24:1)، وهى الكرمة بأغصانهـا وفروعهـا (يوحنا5:15)، التى تنمو وتزدهر أغصانها"حتى أن طيور السماء تأتي وتستظل فى أغصانها"(متى31:13-32)، وهى تتعلـم من خبراتهـا وتسترشد بالروح القدس الذى قال عنـه السيد الـمسيح "فهو يرشدكم إلى جميع الحق"(يوحنا13:16)، وتستخدم سلطانهـا التعليـمي الـُمعطى والـمأخوذ مباشرة من السيد الـمسيح:"كل ما ربطتموه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً فى السماء"(متى18:18)، وكما قال :"من سمع إليكم سمع لي"(لوقا16:10).
فلم تخترع الكنيسة الكاثوليكية أبداً او تستحدث عقيدة جديدة تخالف الحقائق الإيمانية كما تسلمتهـا من السيد والـمعلّم ومن الرسل وخلفائهم من بعدهم. وعليـه فلا يـمكن إستحداث أي عقيدة جديدة لم يأتِ بهـا الكتاب الـمقدس أو التقليد الكنسي الـمقدس. ولقد أعلن أعلن الـمجمع الفاتيكاني الثاني (فى دستور الوحي الإلهـي رقم 9):"التقليد والكتاب المقدس يرتبطان ويتصلان معاً فكلاهما ينبعان من مصدر إلهي واحد وهما وحدة واحدة لا تتجزأ يهدفان الى غاية واحدة..ومن ثـم يجب قبول كل من الكتاب الـمقدس والتقليد ويجب تكريمهما بقدر متساو".
سؤال: يلزم لأي تعليم او طقس أو أي ممارسات من أن تكون لهـا أصول انجيليـة، ونرفض تماماً أي مصادر أخرى كالتقليد أو غيرهـا لأن أي تعليم يجب أن يكون مصدره من الكتاب الـمقدس وحده وليس أي مرجع آخر Sola Scripture
الرد:
1. موقف غريب ممن يرفضون التقليد الكنسي ولكنهم يعملون بالكثير منه عملاً كمثل تخصيص يوم الأحد للرب بدل السبت، عماد الأطفال أو الكبار عند الإنضمام للكنيسة، أو عقد أكاليل الزواج ولم يأت أي ذكر من تلك الممارسات بصورة قاطعة فى الكتاب المقدس.
ومن العجيب ان إجراءات وطقوس عبادتهم هى تقليد متوارث بينهم منذ 300 عام فقط وليس من أيام الرسل والآباء.
2. الكثيـر ممـا يؤمنون بـه كقانون الإيـمان أو الثالوث الأقدس أو قانون الكتاب الـمقدس لا يمكن أن نجده مكتوبـاً حرفيـاً فى العهد القديم أو العهد الجديد.
3. أن مفهوم كنيسة السيد الـمسيح حسب ما جاء فى قانون الإيـمان والذى يؤمنون به ويرددونـه والذى جاء فيـه " نؤمن بكنيسة واحدة جامعـة مقدسة رسوليـة" لا ينطبق على طوائفهـم والتى تعددت إلى أكثـر من 2000 طائفة ومِلـة.
4. أيـن يـمكننا أن نجد أن يسوع قد أعطى رسله أو تلاميذه أن يكتبوا أقوالـه وتعاليـمه؟
5. أين يـمكننا أن نجد فى الكتاب الـمقدس أن الإيـمان الـمسيحي يجب أن يُبنـى فقط على ما هو مكتوب؟
6. كيف عرفنـا من كَتب الأناجيل والرسائل التى نؤمن بهـا جميعا؟
7. أيـن يمكن أن نجد فى العهد الجديد قائـمة بالكتب التى يجب أن تكون ضمن كتب الكتاب الـمقدس؟ أليس ذلك جاء بـما أورده أبـاء الكنيسة الأول؟. لقد مضى أكثـر من 380 عامـا بعد قيامـة السيد الـمسيح حتى تم الإعتراف بقانونيـة كتب العهد القديم والجديد فى الكنيسة جمعاء.
8. عن القول بأن السيد الـمسيح قد أدان سُنـّة الشيوخ عندما قال:"لأنكم تركتم وصايا الله وتـمسكتم بسُنـّة الناس من غسل جِرار وكؤوس وأشياء أخرى كثيرة أمثال هذه تفعلونهـا"(مرقس8:7و13)، فكيف طلب يسوع من سامعيـه قائلاً:"إن الكتبـة والفريّسيين جالسون على كرسي موسى فـمهما قالوا لكم فإحفظوه واعـملوا بـه وأمـا مثل أعـمالهم فلا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون"(متى2:23-3)؟
9. عن القول بأن بولس الرسول قد أدان التقليد الشفوي مستندين الى قولـه:"إحذروا أن يسلبكم أحد بالفلسفة والغرور الباطل حسب سُنـّة الناس على مقتضى أركان العالـم لا على مقتضى الـمسيح"(كولوسي8:2) فلـماذا قال نفس الرسول لأهل تسالونيكي:"أما تذكرون أنـّي لـما كنتُ عندكم قلت لكم ذلك"(2تس5:2)، ومدح أهل كورنثوس قائلاً:"وإنـي أمدحكم أيها الإخوة لأنكم تذكروني فى كل شيئ وتحافظون على التقاليد كما سلّـمتها لكم"(1كورنثوس2:11)؟، ولـماذا قال بطرس الرسول عن رسائل القديس بولس أنهـا"على حسب الحكمة التى أُتيهـا كما أن رسائله كلها أيضاً يُتكلم فيها عن هذه الأمور إلاّ أن فيها أشياء صعبـة الفهم يُحرفهـا الذين لا عِلم عندهم ولا رسوخ كما يفعلون فى سائر الكتابات لهلاك نفوسهم" (2بطرس 16:3).
لقد اعلن المجمع الفاتيكاني الثاني فى دستور الوحي الإلهي رقم 9:" إن التقليد والكتاب المقدس يرتبطان ويتصلان فيما بينهما بشكل وثيق فكلاهما ينبعان من مصدر إلهي واحد، ويؤلفان بصورة ما وحدة لا تتجزأ ويهدفان الى غاية واحدة. فالكتاب المقدس هو حقا كلمة الله، من حيث انه مكتوب بوحي من الروح القدس وأما التقليد المقدس فينقل كلمة الله التى عهد بها السيد المسيح والروح القدس الى الرسل. وهو يبلغها كاملة الى خلفائهم لكى يحفظوها ويعلموا بها وينشروها بكل امانة بواسطة تبشيرهم، ينيرهم روح الحق. ولذلك يتضح ان الكنيسة لا تستقي يقينها بشأن كل حقائق الوحى من الكتاب المقدس وحده. ومن ثم يجب قبول كل من الكتاب المقدس والتقليد ويجب تكريمهما بقدر متساو من التقوى والإجلال"
سؤال: لابد من تفسيـر دقيق وحرفـي لآيات الكتاب الـمقدس. آيات صريحة تقول ان مريم قد أنجبت بعد يسوع كما جاء فى الإنجيل بحسب متى عن يوسف الذى "أخذ إمرأتـه ولم يعرفهـا حتى ولدت إبنهـا البِكر وسمّاه يسوع"(متى25:1)، وما ذُكر عن أخوة ليسوع
(متى54:13-55).
الرد: تلك النقاط سيأتـى الرد عليها فى الجزء الخاص عن "بتوليـة مريـم الدائـمة"ولكن لابد من توضيح نقطـة هامـة وهـى أن الكتاب الـمقدس ليس هو مجرد آيـة أو آيات، وإنـما هو روح معينـة تتمشى فى الكتاب كله والشخص الذى يضع أمـامـه آيـة واحدة أو أجزاء من آيـة فاصلاً إياهـا عن ظروفهـا وملابساتها وعن الـمعنى العام كله فهو يُخطئ فى تفسيره وعليـه أن يجمع كل النصوص التى تتعلق بنقطة البحث ويرى على أي شيئ تدل. ذلك التطبيق الحرفـي والذى هاجم السيد الـمسيح الفريسيون عندما قال: "لقد ضلّلتم لأنكم لم تعرفوا الكتب ولا قوّة الله"(متى 29:22)، ولذلك ففى تعرفنـا على الإيمان السليم علينا أن نتذكر قول الرسول بولس: "لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيي"(2كورنثوس6:3)، ولنبحث ونفتش الكتب"وبكل ما نطقت بـه الأنبيـاء" حتى يمكن أن نرى هل جاء أي شيئ يختص بأم الـمسيّا كما جاء عن يسوع والذى قام هو بنفسه أولاً بالتفسير لتلميذي عمواس"من موسى ومن جميع الأنبيـاء ما يختص بـه فى الأسفار كلها"(لوقا25:24-26).
والآن فلنبحث عن مريم العذراء فى الكتاب الـمقدس ونجمع ما جاء عنهـا نتأمل فيـه ولا نتخذ آية واحدة لكي تدعم عقيدة أو تعليم كنسي مـا.
سؤال: على الرغم من الإهتمام الكبير بمريم فى الكنيسة الكاثوليكية إلاّ انه لم يذكر الكتاب المقدس إلاّ القليل عنها. ان هذه الملاحظة مهمة امام علم اللاهوت المريمي كما اخترعته الكنيسة الكاثوليكية وهذا الكمّ الهائل من الإكرامات والعبادات المقدمة لها. ومن العجيب ايضاً ان جميع هذه التعاليم والتى تخص مريم هى بالفعل تعاليم حديثة (الحبل بلا دنس 1854 وانتقالها للسماء عام 1950)؟
الرد: لقد جاء فى انجيل يوحنا عن القديسة مريم فى عدة مواضع وخاصة عند الصليب (يوحنا25:19-27) عندما كان يسوع تحت الآلام وهو معلق على خشبة العار حاملاً خطايا البشر ووسط كل ذلك فكّر فى امه وبمن يعتنى بها من بعده. ان يسوع والذى احب مريم بهذا المقدار فهل نحبها نحن اقل؟. لم تخترع الكنيسة الكاثوليكية تعليما جديدا بل جاءت الإعلانات فى عصرنا الحديث تتويجا لما تناقلته الأجيال عبرعصور الكنيسة من تقديم الإكرام والمدائح والإماتات الروحية لمريم ام يسوع وذلك لإيمانها بمكانة مريم فى الكنيسة وفى خطة الله الخلاصية للبشر منذ ان سلّمت نفسها كاملة لله.
سؤال: لقد كرّم الملاك مريم كأم ليسوع ودعاها "مباركة بين النساء" وليس فوق النساء (لوقا28:1) وهذا لا يعنى انه يدعونا ان نؤلها او نعبدها او نصلي لها. لقد وصف الكتاب المقدس مريم كإمرأة مطيعة وفاضلة ومُحبة ولكن لم يفرض علينا عبادتها لأن مثل هذا التعليم هو شرك بالله؟
الرد: ان الترجمة السليمة لتحية الملاك لمريم:"السلام لكِ يا ممتلئة نِعمة مباركة انت فى النساء" وهذا لا يعنى مطلقا انها مؤلهة ولم تعّلم الكنيسة مطلقاً ان نعبد مريم ولا يوجد تعليم او دستور او قانون كنسي يفرض على المؤمنين تقديم العبادة لمريم ام يسوع.
سؤال: قال الله انه "لا يُعطى مجده لآخر"(اشعيا8:42) فلماذا يُعطى المجد لمريم؟
الرد: ان هذه الآية بكاملها كما جاءت:"انا الرب وهذا اسمي ولا اعطى لآخر مجدي ولا للمنحوتات حمدي"، انما تشير الى المنحوتات والتماثيل فالله لا يريدنا ان نقدّم أي مجد او عبادة الى أي آلهة كاذبة. ان الكنيسة الكاثوليكية فى تعاليمها لا تقدم العبادة لمريم بل تكريم فائق لمكانتها الفائقة فوق الملائكة والقديسين والأبرار. ان الله الخالق لا يعطى المجد الذى له وحده لأي مخلوق آخر سواه حتى الى مريم ولكنه يمنح النعمة والمجد للأبرار كما جاء "يؤتي النعمة والمجد"(مزمور11:83)،وكون مريم "الممتلئة نِعمة" فهى قد تمجدت من قِبل الرب عندما اختارها لتكون أماً لله الكلمة ولهذا استحقت التكريم وليس العبادة.
سؤال: كيف يمكن الإدعاء بأن الكنيسة الكاثوليكية لا تعبد مريم بينما اهم الصلوات الكاثوليكية هى المسبحة الوردية هى صلاة الى مريم؟
الرد:ان الذبيحة الإلهية للقداس هى اهم صلاة كاثوليكية وليست المسبحة الوردية والقداس هو ذبيحة مقدمة لله تعالى. فهل تقدم الكنيسة الكاثوليكية الذبائح الى مريم؟ بالطبع لا وعلى هذا فلا يمكن اتهام الكنيسة الكاثوليكية بعبادة مريم.
سؤال: حيث ان هناك ملايين من المسيحيين الصالحين لا يقدموا الإكرام لمريم فهل هذا يعني فى الحقيقة ان هناك أي ضرورة لتقديم مثل هذا الإكرام؟
الرد: هذا السؤال يشابه القول بأن سر التناول المقدس ليس هو الطريق الوحيد للحصول على الخلاص فهل هذا يعنى عدم ممارسته؟ وعليه فيمكن طرح السؤال بطريقة اخرى: هل من الضروري إدخال مثل هذا الإكرام؟ وتكون الإجابة – غير ضروري. ولكن يتبع ذلك سؤال آخر هل مثل ذلك الإكرام مطابق لمشيئة الله وخطته الخلاصية هنا تكون الإجابة بنعم. فعندما لا يُقدم الإكرام لمريم فهذا يعنى انها مثل أي مسيحي عادي لا يستحق أي تكريم أكثر من أي عضو آخر و انه من غير الضروري ان تُذكر او أن نتشبه بها، واذا كان هذا صحيحاً فكيف وصفها الكتاب المقدس "المباركة" (لوقا 28:1)؟، وكيف نطق الروح القدس على لسان القديسة اليصابات:"مباركة أنتِ فى النساء"(لوقا42:1)، وما نطقت به مريم نفسها وهى ممتلئة من الروح القدس "فها منذ الآن تُطوبني جميع الأجيال"(لوقا48:1)، وكيف يطلق عليها كل مكرموها لقب "القديسة مريم العذراء"؟
سؤال: هل يمكن ان يكون مثل هذا الإكرام عبارة عن تعصب وهلوسة مريمية قد يؤدى الى أخطاء لاهوتية حقيقية؟
الرد: هذا ممكن. لكن إذا لم يصبح الإكرام فى حدود التعاليم الكنسية كما حددها المجمع الفاتيكاني الثاني والتى حذّرت من الإفراط فى هذا التكريم أو إهمال ان مريم لم تكن فى حاجة للخلاص، أو بإعطاء مريم مكانة خاصة وإعتبارها انها أرحم من يسوع مثلا او بإعتبارها شخصية كتابية كالشخصيات الأخرى ومن انها ليست إلاّ اماً ليسوع وانتهى بهذا دورها والى غير ذلك من التعاليم التى تقلل او ترفع ممارسيات المؤمنين التقوية الى درجة الإنكار أو العبادة.
سؤال: منطق التفكيـر بـ "إمـا أن تُحب الله أو تحب مريم"،قإما أن تحب يسوع أو مريم، أو إمـا أن تطيع يسوع أو تطيع بابا الكنيسة الكاثوليكية، فلا يمكن أن تحب أو تطيع الإثنيـن معاً!!
الرد: لـم يضع أبداً الكتاب الـمقدس مريم العذراء فى مكانـة للـمنافسة مع يسوع، وأيضاً لـم تفعل الكنيسة الكاثوليكية هذا ولـم تُعلّم بـه، بل وضعت يسوع ومريـم كفريق واحد ينفذا مشيئة إلهيـة واحدة هى تـمجيد الله. ان يسوع فى صلاتـه الأخيرة قبل أن يُصلب ويـموت ويقوم من بين الأموات قال:" أنـا قد مجدّتك على الأرض وأتممتُ العـمل الذى أعطيتني لأعمله"(يوحنا4:17)،ومريم العذراء أم يسوع هتفت عندمـا حيّتهـا وكرّمتهـا اليصابات وهى ممتلئة بالروح القدس قائلـة:"تعظم نفسي الرب"(لوقا 46:1). ففى كل مرّة يُقدم الإكرام للعذراء مريـم ترفعـه هـى للـه تعالـى (لوقا46:1-55)، فلا مـجال لذلك الـمنطق العجيب من أنـه لا يُـمكن تقديـم الـتمجيد للـه إذا مـا أطعنـا تعاليـم الكنيسة.
سؤال: ما هذا الكم الهائل من التعاليم الكنسية والتى هى من صنع البشر؟
الرد: الذين يهاجمون الكنيسة لا يفهمون جيداً الفرق بين كيفيـة تطور و نشر أي تعليم أو عقيدة فـما هو إلا عبارة عن إعادة إكتشاف لهـا ومن ثَم إعلان صحتهـا، وبين أي تغييـر فى هذا التعليم أو العقيدة والـمسلّم لنـا من الرسل والذى إذا حدث دون سند من الوحي الإلهي أو التقليد الكنسي يُعتبـر حينئذاك باطل أو غير صحيح.
مـا من أحد يُنكـر أن حياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدة، فهى دائما فى حالة نـمو وتجديد مستمر فينمو فى حياتـه الروحيـة ويزداد فهـمه للأشياء كلـما تعمق فى دراستهـا أو إختبارهـا. فإذا طبقنا ذلك على الإيمان والذى يقوم على بشارة السيد الـمسيح والرسل والكنيسة، ولقد تبلور هذا الإيـمان فى الأجيال الأولى للـمسيحية فى صيغ عقائديـة وألفاظ لاهوتيـة، وأنظـمة تقويـة تعبر عنـه وتحتفل بـه وتنقله للأجيال، وكان على الكنيسة أن تساعد أبنائهـا على النمو فى التعمق فى الإيمان ومعايشته بطريقة صحيحة تبنى حياتهم الروحية وعلاقتهم بالله والقريب والـمجتمع.
ان الكنيسة وهى جسد السيد الـمسيح الحي (كولوسي24:1)، وهى الكرمة بأغصانهـا وفروعهـا (يوحنا5:15)، التى تنمو وتزدهر أغصانها"حتى أن طيور السماء تأتي وتستظل فى أغصانها"(متى31:13-32)، وهى تتعلـم من خبراتهـا وتسترشد بالروح القدس الذى قال عنـه السيد الـمسيح "فهو يرشدكم إلى جميع الحق"(يوحنا13:16)، وتستخدم سلطانهـا التعليـمي الـُمعطى والـمأخوذ مباشرة من السيد الـمسيح:"كل ما ربطتموه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً فى السماء"(متى18:18)، وكما قال :"من سمع إليكم سمع لي"(لوقا16:10).
فلم تخترع الكنيسة الكاثوليكية أبداً او تستحدث عقيدة جديدة تخالف الحقائق الإيمانية كما تسلمتهـا من السيد والـمعلّم ومن الرسل وخلفائهم من بعدهم. وعليـه فلا يـمكن إستحداث أي عقيدة جديدة لم يأتِ بهـا الكتاب الـمقدس أو التقليد الكنسي الـمقدس. ولقد أعلن أعلن الـمجمع الفاتيكاني الثاني (فى دستور الوحي الإلهـي رقم 9):"التقليد والكتاب المقدس يرتبطان ويتصلان معاً فكلاهما ينبعان من مصدر إلهي واحد وهما وحدة واحدة لا تتجزأ يهدفان الى غاية واحدة..ومن ثـم يجب قبول كل من الكتاب الـمقدس والتقليد ويجب تكريمهما بقدر متساو".
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى