- fr lukas rasmiعضو مميز
اسئلة ما بعد مذبحة الإسكندرية
الأحد يناير 23, 2011 8:40 am
اسئلة ما بعد مذبحة الإسكندرية
بقلم أحمد الأسواني
لا أعتقد ان كل كلمات العزاء والمواساة التى قيلت وما زالت تقال يمكن أن تعوّض عن قطرة دم شهيد واحد ممن سقطوا أمام كنيسة القديسين ولكن عزائنا الوحيد أن تكون هذه المذبحة اغلاق لسنوات من الإعتداءات الإجرامية البغيضة وأن تكون نقطة إنطلاق لبناء مصر جديدة يتعانق فيها الجميع تحت راية العمل والمساواة وليس تحت رايات دينية ولكى يتم ذلك يجب أن نجيب عن أسئلة شائكة لا يمكن البناء الصحيح دون ان نجيب عنها بالشكل الصحيح حتى لا نصحو قريباً جداً على مذابح أقوى وأعنف. السؤال الأول: لماذا خرج الرئيس مبارك بعد ساعات من المذبحة على الشاشات بهذا البيان السريع؟ هل خرج فعلاً لفداحة الجريمة؟ ام خرج سريعاً ليوجه الإتهام لقوى خارجية دون اساس؟ لأنه حتى تاريخ كتابة هذه السطور بعد أسبوع من الجريمة لم يتم القطع بشكل نهائى عن كيفية حدوث التفجير ولا عن هوية الإنتحارى ان كان بالفعل موجوداً ولا حتى هناك تقدير صحيح لحجم المتفجرات المستعملة، ولكن كل التسريبات متضاربة فى مختلف وسائل الإعلام ولا ندرى من أين إستلهم الرئيس فكرة الأصابع الخارجيه؟ هل هى الهام رئاسى أم ان الوحى هبط على قصرالعروبة؟ ام انها كانت اعطاء الإشارة لجوقة المنافقين فى الإعلام والشارع ليعزفوا على نفس النغمة واثبات ان كل شئ تمام فى الداخل؟ السؤال الثانى: ان كان الرئيس يقصد تنظيم القاعدة فلماذا لم يذكر ذلك صراحة؟ هل لأن ذلك سيستدعى الإشارة الى تهديداتهم لأقباط مصر وكنائسهم وكيفية تعاملنا معها بمنتهى الإستخفاف وخروج الخبراء الأمنيين للفضائيات من اللواءات السابقين وقتها للإشارة الى انها كلام فارغ وان القاعدة بعيدة عن مصر ولا يمكنها الإقتراب منا فى ظل الأمن المتيقظ دائما كما قالوا، أليس هذا تقصيراً أمنياً؟ ألا يعد نشر قائمة بالكنائس المستهدفة ومنها كنيسة القديسين بالإسكندرية على بعض المواقع الجهادية ونشر كيفية صنع المتفجرات اللازمة وتحديد ليلة رأس السنه موعداً للتنفيذ، ألا يستدعى ذلك تشديداً على حراسة هذه الكنائس المحددة وهو ما حدث بعدها من منع السيارات من الإنتظار فى هذه الليلة بجوار الكنائس ووضع بوابات الكترونية؟ وأين كاميرات المراقبة؟ وهو ما يقودنا الى السؤال الثالث؟ السؤال الثالث: لماذا لم يسافر الرئيس الى الموقع كما حدث فى حادث الأقصر وحادث شرم الشيخ؟ ولماذا لم يقيل وزير الداخلية كما حدث فى حادث الأقصر؟ وهل دماء السائحين الأجانب أغلى من دماء الأقباط المصريين؟ ولماذا لم يتنازل ويتعطف السيد وزير الداخلية وينزل لموقع الجريمة على الطبيعة بنفسه لكى يرى نتيجة تقصير رجاله؟ واين كانت جحافل الأمن المركزى التى تبلغ طبقا لمنظمات حقوق الإنسان اكثر من مليون وسبعمائة الف جندى، اى انها ضعف عدد قوات الجيش المصرى؟ ولماذا لا يتم نشر كاميرات مراقبة فى الشوارع وامام الكنائس والأماكن المهمة كما يحدث فى جميع دول العالم؟ فقد فوجئت ان كاميرات المراقبة فى الشوارع المصرية أقل من الف كاميرا وهذه مهزلة عندما تعلم أن فى فندق واحد فى لاس فيجاس الأمريكية اكثر من خمسة آلاف كاميرا ومع ان ميزانية وزارة الداخلية المصرية هى اكبر بند للإنفاق وتزيد عن مخصصات الإنفاق على التعليم والصحة معا، فأين تذهب هذه المليارات ان لم تخصص لحماية المصريين، ففيما تستخدم؟ السؤال الرابع: ما هى حدود تدخل الأمن فى الموضوع الطائفى والدينى؟ ولماذا كانت تخرج مظاهرات السلفيين كل جمعة فى الإسكندرية فى حماية الأمن لتهاجم الكنائس والبابا والمسيحيين عموماً، بل وترفع لافتات تحرّض على مهاجمة الكنائس؟ ولماذا لم يرد الأمن ببيان واضح على اتهامات سليم العوا وأحمد منصور على قناة الجزيرة بأن الكنائس تخزّن الأسلحة وتحتجز المسلمات الأسيرات حسب كلامهم؟ وما هى حدود علاقة الأمن بالسلفيين وبالقنوات الدينية المتطرفة بعد أن إستمعنا للمسئولين عن هذه القنوات وهم يؤكدون أن الأمن لم يعترض على المحتوى الطائفى الذى كانوا ينشرونه والذى ساهم بالنصيب الأكبر فى اذكاء نار التعصب المقيت والبغيض؟ ولماذا يظهر للأمن دور مشبوه فى إغواء البنات القاصرات المسيحيات وابعادهن عن اهلهن؟ ولماذا اصلاً يوضع ملف بهذه الخطورة فى يد الأمن؟ السؤال الخامس: لماذا محاولة تمييع الموضوع وإظهار الجريمة ليس على حقيقتها انها ضد الكنيسة والأقباط ولكن انها تستهدف المسلمين والأقباط بينما لا يوجد قتيل مسلم واحد بين الضحايا؟ ولماذا الإصرار على المساواة فى التطرّف والإرهاب بين الجانبين وهذا غير حقيقى؟ فتجد النغمة السائدة أن هناك متطرّفين مسلمين وأقباط وقد يكون هذا حقيقى ولكن لم نجد متطرّف قبطى يفجّر مساجد أو يقتحم مسجداً حاملاً سيفاً كما يحدث من المتطرّفين المسلمين؟ كما ان المساواة بين خطبة الجمعة وعظة الأحد وان الخطباء فيهما متطرّفون ليس حقيقى بالمّرة لأن خطبة الجمعة معمّمة على الكل يسمعها المسلم والمسيحى من خلال مكبّرات الصوت بينما القس فى كنيسته لا نسمع له صوتاً ولا يجرحنا فى ديننا كما يحدث من خطيب الجمعة الذى لا يترك فرصة دون السب فى عقيدة النصارى وإستنزال اللعنات عليهم! لذلك فان من يساوى بين الجانى الدائم والضحية الدائمة هو منافق ومشارك فى الجريمة. ولماذا كيل الإتهامات لأقباط المهجر وتخوينهم ورميهم بالعمالة وهم من أشرف ابنائنا الذين خرجوا ليشرّفونا فى بلادهم الحالية؟ بل ووصل الفُجر بجريدة المصريين المتطرّفة على الإنترنت أن تبتدع وجود تنظيم قبطى متطرّف وراء المذبحة والكارثة أن يتلقف استاذعلوم سياسية مثل حسن نافعة هذا الإتهام ليصدقه وينشره ولا تدرى كيف اصبح هذا الرجل معلماً؟ وأين المنهج العلمى الذى درسه ويدرّسه؟ ولا تدرى اين العقل فى هذا الإتهام؟ فهل يوجد فى العالم الآن ومنذ اكثر من عشر سنوات وعلى امتداد العالم كله من يقوم بالإرهاب الا بنى ديننا المسلمون؟ بل من الذى يفجّر المساجد فى العراق وباكستان وافغانستان؟ أليسوا هم اخواننا قادة الجهاد الإسلامى ويفخرون بذلك؟ فلماذا العمى عن الحقيقة الساطعة؟ السؤال السادس: مع سعادتى بكل مظاهر التضامن والحب التى تملأ جوانب مصر حالياً وكثير منها صادق بالفعل وخاصة من الشباب الذى إنفعل إيجابياً مع الجريمة، ولكن كثيرين ممن يتصدرون المشهد الآن ويظهرون الحزن والتضامن ليسوا كذلك ولكنها مجرد انحناءة للعاصفة ثم يعودون. مثلا، فعندما تجد شيخ الأزهر يفيض كلاماً جميلاً عن المواطنة والمساواة وهو نفس الرجل الذى اعاد الى مقرّرات الأزهر النصوص الفقهية التى الغاها الراحل طنطاوى عن معاملة الذمّيين وإحتقارهم وقتالهم، وهو نفس الرجل الذى اصدر منذ اسابيع قليلة تقريراً للرد على تقرير لجنة الحريات الأمريكية ذكر فيه ان مصر لا تحتاج الى كنائس جديدة وأن الأقباط حاصلين على اكثر من حقهم بالكنائس، ويدّعى بالكذب ان الحرية الدينية متوفّرة فى مصر وأن من حق الأقباط عرض دينهم دون التنصير! ولا تفهم معنى هذا بالضبط وان المساواة متحققة واكثر، ولا ادرى كيف مرّ هذا التقرير دون رد من مفكر قبطى واحد؟ بل قرأت فى بعض الصحف الحكومية ان قيادات كنسية أبدت تأييدها لما ورد فيه، كما ان مشايخ السلفية الذين عبّروا عن رفضهم لما حدث هم انفسهم الذين سخروا من الإنجيل وسبّوه بألفاظ بذيئة واعتبروه كتاب جنسى؟ بل ووجدنا العوا ومحمد عمارة على الخط يشجبون ويستنكرون وهم ملطخة أيديهما بدماء الشهداء، فأحدهما عمارة نشر أن دماء واموال واعراض الأقباط حلال للمسلمين، والثانى سليم العوا أعلن ان الكنائس مخازن أسلحة وسجون للمسلمات، فلماذا لا يتم تفجيرها وبعد كل ذلك تسمعهم يتساءلون عن المجرم الحقيقى؟ الكارثة الكبرى ان تمر المذبحة وبعد أيام يعود الحال لما كان عليه دون صدور قانون لمنع التمييز، وقانون للبناء الموحّد لدور العبادة وهذا ما نلمحه من تصريحات مفيد شهاب وفتحى سرور وصفوت الشريف والكلام عن ان الأقباط حصلوا على كنائس فى عصر مبارك اكثر من اى عهد آخر ولم يذكروا ان عدد القتلى والجرحى من الأقباط فى عصر مبارك فاق عددهم منذ مئات السنين ومن يتحدث عن الكنائس ينسى انه لا يوجد شارع او حارة فى مصر الا وبها مسجد او اكثر، كما ان من يتحدثون عن ان الفقر والجهل هم اسباب للتطرف مخطئون ياسادة، فلم يكن بن لادن والظواهرى وغيرهما من الفقراء بل من اثرى الأثرياء كما ان الجهل ليس مقياساً، ودليلى ما يحدث فى اعلى مستوى علمى فى كليات الطب فى الجامعات المصرية من منع المسيحيين من دخول اقسام معيّنة ومنعهم من الترقّى الى درجات معينة كما ان من الأحداث التى عاينتها فى هيئة علمية كبرى حكومية فى مصر لا يعمل بها الا حاملى الدكتوراه ومع ذلك عندما تم تعيين زميلة مسيحية عاملها الجميع معاملة من اسوأ ما يكون. فهل تصدّقون ان السيدات من حاملى الدكتوراة فى هذه الهيئة رفضوا منحها مفتاح دورة المياه الخاصة بالنساء ولولا ان اختى تعمل بهذه الهيئة ورفضت هذه المعاملة وأعطتها مفتاحها لتنسخه وتدخل كيفما شاءت وهذه نقطة فى بحر من قصص التمييز المعروفة وفى اعلى الهيئات العلمية. نعم قد يكون الجهل والفقر عوامل مساعدة ولكنهما ليسا الأساس ياسادة وندعوا لله بزوال الغمّة وأن يفيق الجميع حتى لا نصحو على الكارثة الأعظم. قل لمن يحمل همّاً ... بأن همُّه لن يدوم فكما تفنى السعادة ... هكذا تفني الهموم
بقلم أحمد الأسواني
لا أعتقد ان كل كلمات العزاء والمواساة التى قيلت وما زالت تقال يمكن أن تعوّض عن قطرة دم شهيد واحد ممن سقطوا أمام كنيسة القديسين ولكن عزائنا الوحيد أن تكون هذه المذبحة اغلاق لسنوات من الإعتداءات الإجرامية البغيضة وأن تكون نقطة إنطلاق لبناء مصر جديدة يتعانق فيها الجميع تحت راية العمل والمساواة وليس تحت رايات دينية ولكى يتم ذلك يجب أن نجيب عن أسئلة شائكة لا يمكن البناء الصحيح دون ان نجيب عنها بالشكل الصحيح حتى لا نصحو قريباً جداً على مذابح أقوى وأعنف. السؤال الأول: لماذا خرج الرئيس مبارك بعد ساعات من المذبحة على الشاشات بهذا البيان السريع؟ هل خرج فعلاً لفداحة الجريمة؟ ام خرج سريعاً ليوجه الإتهام لقوى خارجية دون اساس؟ لأنه حتى تاريخ كتابة هذه السطور بعد أسبوع من الجريمة لم يتم القطع بشكل نهائى عن كيفية حدوث التفجير ولا عن هوية الإنتحارى ان كان بالفعل موجوداً ولا حتى هناك تقدير صحيح لحجم المتفجرات المستعملة، ولكن كل التسريبات متضاربة فى مختلف وسائل الإعلام ولا ندرى من أين إستلهم الرئيس فكرة الأصابع الخارجيه؟ هل هى الهام رئاسى أم ان الوحى هبط على قصرالعروبة؟ ام انها كانت اعطاء الإشارة لجوقة المنافقين فى الإعلام والشارع ليعزفوا على نفس النغمة واثبات ان كل شئ تمام فى الداخل؟ السؤال الثانى: ان كان الرئيس يقصد تنظيم القاعدة فلماذا لم يذكر ذلك صراحة؟ هل لأن ذلك سيستدعى الإشارة الى تهديداتهم لأقباط مصر وكنائسهم وكيفية تعاملنا معها بمنتهى الإستخفاف وخروج الخبراء الأمنيين للفضائيات من اللواءات السابقين وقتها للإشارة الى انها كلام فارغ وان القاعدة بعيدة عن مصر ولا يمكنها الإقتراب منا فى ظل الأمن المتيقظ دائما كما قالوا، أليس هذا تقصيراً أمنياً؟ ألا يعد نشر قائمة بالكنائس المستهدفة ومنها كنيسة القديسين بالإسكندرية على بعض المواقع الجهادية ونشر كيفية صنع المتفجرات اللازمة وتحديد ليلة رأس السنه موعداً للتنفيذ، ألا يستدعى ذلك تشديداً على حراسة هذه الكنائس المحددة وهو ما حدث بعدها من منع السيارات من الإنتظار فى هذه الليلة بجوار الكنائس ووضع بوابات الكترونية؟ وأين كاميرات المراقبة؟ وهو ما يقودنا الى السؤال الثالث؟ السؤال الثالث: لماذا لم يسافر الرئيس الى الموقع كما حدث فى حادث الأقصر وحادث شرم الشيخ؟ ولماذا لم يقيل وزير الداخلية كما حدث فى حادث الأقصر؟ وهل دماء السائحين الأجانب أغلى من دماء الأقباط المصريين؟ ولماذا لم يتنازل ويتعطف السيد وزير الداخلية وينزل لموقع الجريمة على الطبيعة بنفسه لكى يرى نتيجة تقصير رجاله؟ واين كانت جحافل الأمن المركزى التى تبلغ طبقا لمنظمات حقوق الإنسان اكثر من مليون وسبعمائة الف جندى، اى انها ضعف عدد قوات الجيش المصرى؟ ولماذا لا يتم نشر كاميرات مراقبة فى الشوارع وامام الكنائس والأماكن المهمة كما يحدث فى جميع دول العالم؟ فقد فوجئت ان كاميرات المراقبة فى الشوارع المصرية أقل من الف كاميرا وهذه مهزلة عندما تعلم أن فى فندق واحد فى لاس فيجاس الأمريكية اكثر من خمسة آلاف كاميرا ومع ان ميزانية وزارة الداخلية المصرية هى اكبر بند للإنفاق وتزيد عن مخصصات الإنفاق على التعليم والصحة معا، فأين تذهب هذه المليارات ان لم تخصص لحماية المصريين، ففيما تستخدم؟ السؤال الرابع: ما هى حدود تدخل الأمن فى الموضوع الطائفى والدينى؟ ولماذا كانت تخرج مظاهرات السلفيين كل جمعة فى الإسكندرية فى حماية الأمن لتهاجم الكنائس والبابا والمسيحيين عموماً، بل وترفع لافتات تحرّض على مهاجمة الكنائس؟ ولماذا لم يرد الأمن ببيان واضح على اتهامات سليم العوا وأحمد منصور على قناة الجزيرة بأن الكنائس تخزّن الأسلحة وتحتجز المسلمات الأسيرات حسب كلامهم؟ وما هى حدود علاقة الأمن بالسلفيين وبالقنوات الدينية المتطرفة بعد أن إستمعنا للمسئولين عن هذه القنوات وهم يؤكدون أن الأمن لم يعترض على المحتوى الطائفى الذى كانوا ينشرونه والذى ساهم بالنصيب الأكبر فى اذكاء نار التعصب المقيت والبغيض؟ ولماذا يظهر للأمن دور مشبوه فى إغواء البنات القاصرات المسيحيات وابعادهن عن اهلهن؟ ولماذا اصلاً يوضع ملف بهذه الخطورة فى يد الأمن؟ السؤال الخامس: لماذا محاولة تمييع الموضوع وإظهار الجريمة ليس على حقيقتها انها ضد الكنيسة والأقباط ولكن انها تستهدف المسلمين والأقباط بينما لا يوجد قتيل مسلم واحد بين الضحايا؟ ولماذا الإصرار على المساواة فى التطرّف والإرهاب بين الجانبين وهذا غير حقيقى؟ فتجد النغمة السائدة أن هناك متطرّفين مسلمين وأقباط وقد يكون هذا حقيقى ولكن لم نجد متطرّف قبطى يفجّر مساجد أو يقتحم مسجداً حاملاً سيفاً كما يحدث من المتطرّفين المسلمين؟ كما ان المساواة بين خطبة الجمعة وعظة الأحد وان الخطباء فيهما متطرّفون ليس حقيقى بالمّرة لأن خطبة الجمعة معمّمة على الكل يسمعها المسلم والمسيحى من خلال مكبّرات الصوت بينما القس فى كنيسته لا نسمع له صوتاً ولا يجرحنا فى ديننا كما يحدث من خطيب الجمعة الذى لا يترك فرصة دون السب فى عقيدة النصارى وإستنزال اللعنات عليهم! لذلك فان من يساوى بين الجانى الدائم والضحية الدائمة هو منافق ومشارك فى الجريمة. ولماذا كيل الإتهامات لأقباط المهجر وتخوينهم ورميهم بالعمالة وهم من أشرف ابنائنا الذين خرجوا ليشرّفونا فى بلادهم الحالية؟ بل ووصل الفُجر بجريدة المصريين المتطرّفة على الإنترنت أن تبتدع وجود تنظيم قبطى متطرّف وراء المذبحة والكارثة أن يتلقف استاذعلوم سياسية مثل حسن نافعة هذا الإتهام ليصدقه وينشره ولا تدرى كيف اصبح هذا الرجل معلماً؟ وأين المنهج العلمى الذى درسه ويدرّسه؟ ولا تدرى اين العقل فى هذا الإتهام؟ فهل يوجد فى العالم الآن ومنذ اكثر من عشر سنوات وعلى امتداد العالم كله من يقوم بالإرهاب الا بنى ديننا المسلمون؟ بل من الذى يفجّر المساجد فى العراق وباكستان وافغانستان؟ أليسوا هم اخواننا قادة الجهاد الإسلامى ويفخرون بذلك؟ فلماذا العمى عن الحقيقة الساطعة؟ السؤال السادس: مع سعادتى بكل مظاهر التضامن والحب التى تملأ جوانب مصر حالياً وكثير منها صادق بالفعل وخاصة من الشباب الذى إنفعل إيجابياً مع الجريمة، ولكن كثيرين ممن يتصدرون المشهد الآن ويظهرون الحزن والتضامن ليسوا كذلك ولكنها مجرد انحناءة للعاصفة ثم يعودون. مثلا، فعندما تجد شيخ الأزهر يفيض كلاماً جميلاً عن المواطنة والمساواة وهو نفس الرجل الذى اعاد الى مقرّرات الأزهر النصوص الفقهية التى الغاها الراحل طنطاوى عن معاملة الذمّيين وإحتقارهم وقتالهم، وهو نفس الرجل الذى اصدر منذ اسابيع قليلة تقريراً للرد على تقرير لجنة الحريات الأمريكية ذكر فيه ان مصر لا تحتاج الى كنائس جديدة وأن الأقباط حاصلين على اكثر من حقهم بالكنائس، ويدّعى بالكذب ان الحرية الدينية متوفّرة فى مصر وأن من حق الأقباط عرض دينهم دون التنصير! ولا تفهم معنى هذا بالضبط وان المساواة متحققة واكثر، ولا ادرى كيف مرّ هذا التقرير دون رد من مفكر قبطى واحد؟ بل قرأت فى بعض الصحف الحكومية ان قيادات كنسية أبدت تأييدها لما ورد فيه، كما ان مشايخ السلفية الذين عبّروا عن رفضهم لما حدث هم انفسهم الذين سخروا من الإنجيل وسبّوه بألفاظ بذيئة واعتبروه كتاب جنسى؟ بل ووجدنا العوا ومحمد عمارة على الخط يشجبون ويستنكرون وهم ملطخة أيديهما بدماء الشهداء، فأحدهما عمارة نشر أن دماء واموال واعراض الأقباط حلال للمسلمين، والثانى سليم العوا أعلن ان الكنائس مخازن أسلحة وسجون للمسلمات، فلماذا لا يتم تفجيرها وبعد كل ذلك تسمعهم يتساءلون عن المجرم الحقيقى؟ الكارثة الكبرى ان تمر المذبحة وبعد أيام يعود الحال لما كان عليه دون صدور قانون لمنع التمييز، وقانون للبناء الموحّد لدور العبادة وهذا ما نلمحه من تصريحات مفيد شهاب وفتحى سرور وصفوت الشريف والكلام عن ان الأقباط حصلوا على كنائس فى عصر مبارك اكثر من اى عهد آخر ولم يذكروا ان عدد القتلى والجرحى من الأقباط فى عصر مبارك فاق عددهم منذ مئات السنين ومن يتحدث عن الكنائس ينسى انه لا يوجد شارع او حارة فى مصر الا وبها مسجد او اكثر، كما ان من يتحدثون عن ان الفقر والجهل هم اسباب للتطرف مخطئون ياسادة، فلم يكن بن لادن والظواهرى وغيرهما من الفقراء بل من اثرى الأثرياء كما ان الجهل ليس مقياساً، ودليلى ما يحدث فى اعلى مستوى علمى فى كليات الطب فى الجامعات المصرية من منع المسيحيين من دخول اقسام معيّنة ومنعهم من الترقّى الى درجات معينة كما ان من الأحداث التى عاينتها فى هيئة علمية كبرى حكومية فى مصر لا يعمل بها الا حاملى الدكتوراه ومع ذلك عندما تم تعيين زميلة مسيحية عاملها الجميع معاملة من اسوأ ما يكون. فهل تصدّقون ان السيدات من حاملى الدكتوراة فى هذه الهيئة رفضوا منحها مفتاح دورة المياه الخاصة بالنساء ولولا ان اختى تعمل بهذه الهيئة ورفضت هذه المعاملة وأعطتها مفتاحها لتنسخه وتدخل كيفما شاءت وهذه نقطة فى بحر من قصص التمييز المعروفة وفى اعلى الهيئات العلمية. نعم قد يكون الجهل والفقر عوامل مساعدة ولكنهما ليسا الأساس ياسادة وندعوا لله بزوال الغمّة وأن يفيق الجميع حتى لا نصحو على الكارثة الأعظم. قل لمن يحمل همّاً ... بأن همُّه لن يدوم فكما تفنى السعادة ... هكذا تفني الهموم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى