- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
سر الانجيل في الافخارستيا
الخميس نوفمبر 18, 2010 4:50 pm
حينما ندخل الكنيسة ونقف وسط إخوتنا قارعين باب أسرار الله ، لنشترك فيها ونتذوق قوة الحياة التي تشع فيها ، فلنقف بانتباه لكل ما يحدث وبدقة ، لأن كل ما هو في الكنيسة هو أسرار إلهية تُكشف بالإيمان داخل قلوب من يحب الرب وصريح في إيمانه ، وببساطة الأطفال يقف بانتباه لأنه سيحصل على كنز عظيم إن كان منتبهاً إليه !!!
+ ولنلاحظ سر الإنجيل في الإفخارستيا :
فحينما يقف الكاهن أمام المذبح ويرفع الإنجيل ، فهو بذلك يُشير إلى إعلان الرب يسوع عن ذاته للجموع ، لأن الإنجيل هو شخص الكلمة المتجسد الحاضر معنا بمجده ومجد أبيه والروح القدس بسرّ عظيم يفوق كل وصف .
وحينما ترتل الكنيسة آجيوس ، فهي تُعلن بوضوح وبقوة إيمانها الصريح أن المسيح يسوع ملك المجد حاضر بيننا ، ويجعلنا نرتفع لمستوى السمائيين لنرتل معهم بنشاط والتزام وبوقار وهدوء دون ان نلتفت هنا أو هناك ، أو نفكر في شيء خارج هذا المكان المهيب ، أو نحاول أن نسلم على أحد أو ننشغل بأحد أو بأي فكر آخر ، بل بعيون القلب نشخص إليه قائلين : قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت ...
وفي قراءة الإنجيل على مسامع الشعب تستعيد الكنيسة حياة يسوع التبشيرية لتصير قوة حياة تتدفق من الكلمة لكل من يسمع بقلبه لكلمة الله ، وبعد ذلك يحمل رب كل اسرة كنز كلمة الله في قلبه بقوة بشارة الإنجيل وفرح الروح القدس ، يحملها معه من القداس الإلهي ليوزعها على أسرته ، حتى يصير بيته مكان سكنى الله بفرح القديسين والملائكة الذين يصحبون الرب في كل مكان بسر عظيم ...
يا أحبائي - الكتاب المقدس - لا نقرأه أو نسمعه في الكنيسة أو في الخدمة او في اي مكان كمجرد واجب علينا كمسيحيين أو للبحث الفكري أو للفلسفة ، بل نحن ملتزمين به كغذاء حي لأنه كلمة الله نفسه وبشخصه ، ونحن نقرأه بدافع داخلي ، على أساس أنه خبز حياة النفس ، لأن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ، ولأن كلمة الله حية وفعالة ، تعمل في القلب ، تقدسه وتنقيه ليقدر أن يبصر الله ويعاينه بالسرّ ...
وفي الكتاب المقدس نعرف أسرار رب المجد يسوع ونستوعب بالسرّ حقيقة الفداء العظيم الذي يتمثل في محبة الله المجسمة على الصليب ، حتى ندخل في سر الصليب ونحيا بخبرة مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ ...
ومن خلال الكتاب المقدس نحيا مع المسيح كلمة الله [ الكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده ] ، وحضور القداس هوالقوة الروحية واللاهوتية التي نطل من خلالها على الأبدية في شركة اجتماع القديسين والمقدسين من البشر مع الملائكة في حضرة الرب يسوع الذي يكلمنا فيه بكلمته المقروءه والمسموعة ، فيتحول لنما القداس من مجرد كلمات إلى ترنيمة وتسبحة حب ويظهر لنا على مستوى الخبرة كأعظم عمل يمكن ان يتم في حياتنا ، لأنه يجسد حضور الأزلي الممجد في صميم حياتنا اليومية ....
فلننبه أن نزيد غذاؤنا الروحي كما نهتم بأجسادنا ، ونجلس على مائدة عُرس الحمل لنستقبل السيد الرب بكل هيبة ووقار ، لكي لا يكون بالنسبة لنا كمجرد زائر أو نحن مجرد زوار لبيته ، بل نكون رعية مع القديسين وأهل بيت الله ؛ النعمة معكم واذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى