- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
في ختام السينودس... التواضع والثقة
الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:26 pm
في ختام السينودس... التواضع والثقة
الفاتيكان، الأحد 24 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – اختتم البابا بندكتس السادس عشر الجمعية الخاصة بسينودس الأساقفة لأجل الشرق الأوسط صباح اليوم بقداس احتفالي دعا فيه إلى التواضع أمام جلالة الله. وقد شارك في القداس الإلهي مختلف آباء السينودس، في ختام جمعية كثيفة امتدت على مدى أسبوعين من 10 وحتى 24 من الجاري.
بدأ البابا حديثه منطلقًا من إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني الذي يتحدث عن مثل الفريسي والعشار وقال الأب الأقدس: "لقد تركنا هذا الصباح قاعة السينودس وأتينا إلى "الهيكل للصلاة"؛ لذلك، يعنينا وبشكلٍ مباشر مَثَلُ الفرّيسيّ والعشّار الذي أورده يسوع".
وأوضح أن الأساقفة والبطاركة أيضًا هم "عرضة للتجربة، مثل الفرّيسيّ، بأن نذكّر الله بأفضالنا، ربّما إن فكّرنا بما قمنا به في هذه الأيّام"، ولكن، تابع بندكتس السادس عشر "من أجل أن تصعد إلى السماء، على الصلاة أن تنبع من قلبٍ متواضعٍ، فقير".
وعليه دعا إذًا البابا إلى شكر الله على هذا الحدث الكنسيّ، الذي ليس ثمرة استحقاقاتنا بل هو هبة صنعها الله لنا.
وتابع الأب الأقدس قائلاً للآباء السينودسين الذين سيبدأون في هذه الأيام بمفارقة روما: "نحن ندرك بأنّنا صغار ومحتاجون للخلاص، للرحمة؛ ندرك بأنّ منه يأتي كلّ شيء، وبنعمته فقط سيتحقّق كلّ ما قاله لنا الروح القدس. هكذا فقط نستطيع "العودة إلى البيت" مُغتنين فعلاً، أكثر برًّا وأكثر قدرة على السير في دروب الربّ".
قوة صلاة المتواضع
ثم سلط الأب الأقدس انتباهه على القراءة الأولى المستمدة من سفر ابن سيراخ. تتحدث هذه القراءة عن قوة صلاة المتواضع التي "تنفذُ الغيوم" وذلك لأن الرب، كما يقول صاحب المزامير، "قريبٌ من منكسري القلوب / ويخلّص منسحقي الأرواح".
وتوجه فكر الأب الأقدس إلى الذين يعيشون أوضاعًا صعبة في منطقة الشرق الأوسط والذين يعانون من أوضاعٍ صعبة، ثقيلة بعض المرّات. ورأى في قراءات اليوم كلمة من الرب تحمل نور رجاء معزٍ، لأن الله حاضر لمن يرفع الصلاة المتواضعة.
وبالحديث عن القراءة الثانية المستمدة من رسالة القديس بولس إلى تلميذه تيموثاوس تحدث البابا عن دور الثقة بالله الذي يحرر أحبائه. فثقة بولس بالطيبة الإلهية جعلته يؤمن أن الله لن يجازيه إلا خيرًا على أمانته للرسالة.
وبالحديث عن الجمعيّة السينودسيّة قال البابا: "إنها استحضرت دائمًا أيقونة الجماعة المسيحيّة الأولى والموصوفة في سفر أعمال الرسل: "وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة " (أع 4: 32). وهي حقيقة اختبرناها في الأيّام السابقة، حيث تشاركنا أفراح وآلام وهموم وآمال مسيحيّي الشرق الأوسط، وعشنا وحدة الكنيسة في تعدديّة الكنائس الحاضرة في تلك المنطقة. وأصبحنا، بقيادة الروح القدس، "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" في الإيمان وفي الرجاء وفي المحبّة، لا سيّما خلال الإحتفالات الإفخارستيّة، ينبوع الشركة الكنسيّة وقمّتها، كما أيضًا في ليتورجيّة الساعات، المحتفل بها كلّ صباح بواحدة من الطقوس السبعة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط".
وأشاد بخبرة الصلاة المشتركة التي منحت الجميع فرصة تقدير غنى الجماعات الكنسية الأخرى. وبالتحديد في صلب تنوع وغنى كنائس الشرق الأوسط شرح البابا أننا "بحاجة للتواضع لنعترف بمحدوديّتنا وأخطائنا وإغفالاتنا، لكي نستطيع أن نشكّل فعلاً " قلبًا واحدًا وروحًا واحدة".
خميرة سلام في الشرق
وبالحديث بالتحديد عن مسيحيي الشرق الأوسط ذكر البابا كلمات يسوع القائل: "لا تخف أيّها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت". وعلّق قائلاً: "بالفعل، حتّى لو كانوا قلّة عدديّة، لكنّهم حاملو البشرى السارّة لمحبّةّ الله للإنسان، محبّة تجلّت بالذات في الأرض المقدّسة في شخص يسوع المسيح".
وأوضح البابا أن السلام هو عطيّة من الله، ولكنه هو أيضًا "نتيجة جهود البشر ذوي الارادة الحسنة، والمؤسّسات الوطنيّة والدوليّة، وخصوصًا الدول الأكثر مشاركة في البحث عن حلّ للنـزاعات". وشدد أنه لا يجبُ أن نرضخ أبدًا أمام غياب السلام لأن "السلام ممكن. السلام ملّح. السلام شرطٌ لا بدّ منه لحياة كريمة للشخص البشريّ وللمجتمع. السلام هو أيضًا الدواء الأنجع لتلافي الهجرة من الشرق الأوسط".
هذا واعتبر أن تعزيز حرية دينيّة وضميريّة حقيقيّة هو حق من الحقوق الأساسيّة للشخص البشريّ، على كلّ دولةٍ أن تحترمه دائمًا، لافتًا إلى أن المسيحيين يستطيعون أن يقدموا إسهامًا خاصًا في هذا المجال.
وختامًا تحدث البابا عن "الحاجة المُلِّحَة لتبشيرٍ جديد بالإنجيل حتّى في الشرق الأوسط" معلنًا قراره بتكريس الجمعيّة العامّة العاديّة القادمة، عام 2012، للموضوع الآتي: "التبشير الجديد بالإنجيل من أجل نقلِ الإيمان المسيحيّ".
منقول من زينت
اذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
الفاتيكان، الأحد 24 أكتوبر 2010 (ZENIT.org). – اختتم البابا بندكتس السادس عشر الجمعية الخاصة بسينودس الأساقفة لأجل الشرق الأوسط صباح اليوم بقداس احتفالي دعا فيه إلى التواضع أمام جلالة الله. وقد شارك في القداس الإلهي مختلف آباء السينودس، في ختام جمعية كثيفة امتدت على مدى أسبوعين من 10 وحتى 24 من الجاري.
بدأ البابا حديثه منطلقًا من إنجيل اليوم بحسب الطقس اللاتيني الذي يتحدث عن مثل الفريسي والعشار وقال الأب الأقدس: "لقد تركنا هذا الصباح قاعة السينودس وأتينا إلى "الهيكل للصلاة"؛ لذلك، يعنينا وبشكلٍ مباشر مَثَلُ الفرّيسيّ والعشّار الذي أورده يسوع".
وأوضح أن الأساقفة والبطاركة أيضًا هم "عرضة للتجربة، مثل الفرّيسيّ، بأن نذكّر الله بأفضالنا، ربّما إن فكّرنا بما قمنا به في هذه الأيّام"، ولكن، تابع بندكتس السادس عشر "من أجل أن تصعد إلى السماء، على الصلاة أن تنبع من قلبٍ متواضعٍ، فقير".
وعليه دعا إذًا البابا إلى شكر الله على هذا الحدث الكنسيّ، الذي ليس ثمرة استحقاقاتنا بل هو هبة صنعها الله لنا.
وتابع الأب الأقدس قائلاً للآباء السينودسين الذين سيبدأون في هذه الأيام بمفارقة روما: "نحن ندرك بأنّنا صغار ومحتاجون للخلاص، للرحمة؛ ندرك بأنّ منه يأتي كلّ شيء، وبنعمته فقط سيتحقّق كلّ ما قاله لنا الروح القدس. هكذا فقط نستطيع "العودة إلى البيت" مُغتنين فعلاً، أكثر برًّا وأكثر قدرة على السير في دروب الربّ".
قوة صلاة المتواضع
ثم سلط الأب الأقدس انتباهه على القراءة الأولى المستمدة من سفر ابن سيراخ. تتحدث هذه القراءة عن قوة صلاة المتواضع التي "تنفذُ الغيوم" وذلك لأن الرب، كما يقول صاحب المزامير، "قريبٌ من منكسري القلوب / ويخلّص منسحقي الأرواح".
وتوجه فكر الأب الأقدس إلى الذين يعيشون أوضاعًا صعبة في منطقة الشرق الأوسط والذين يعانون من أوضاعٍ صعبة، ثقيلة بعض المرّات. ورأى في قراءات اليوم كلمة من الرب تحمل نور رجاء معزٍ، لأن الله حاضر لمن يرفع الصلاة المتواضعة.
وبالحديث عن القراءة الثانية المستمدة من رسالة القديس بولس إلى تلميذه تيموثاوس تحدث البابا عن دور الثقة بالله الذي يحرر أحبائه. فثقة بولس بالطيبة الإلهية جعلته يؤمن أن الله لن يجازيه إلا خيرًا على أمانته للرسالة.
وبالحديث عن الجمعيّة السينودسيّة قال البابا: "إنها استحضرت دائمًا أيقونة الجماعة المسيحيّة الأولى والموصوفة في سفر أعمال الرسل: "وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة " (أع 4: 32). وهي حقيقة اختبرناها في الأيّام السابقة، حيث تشاركنا أفراح وآلام وهموم وآمال مسيحيّي الشرق الأوسط، وعشنا وحدة الكنيسة في تعدديّة الكنائس الحاضرة في تلك المنطقة. وأصبحنا، بقيادة الروح القدس، "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" في الإيمان وفي الرجاء وفي المحبّة، لا سيّما خلال الإحتفالات الإفخارستيّة، ينبوع الشركة الكنسيّة وقمّتها، كما أيضًا في ليتورجيّة الساعات، المحتفل بها كلّ صباح بواحدة من الطقوس السبعة الكاثوليكيّة في الشرق الأوسط".
وأشاد بخبرة الصلاة المشتركة التي منحت الجميع فرصة تقدير غنى الجماعات الكنسية الأخرى. وبالتحديد في صلب تنوع وغنى كنائس الشرق الأوسط شرح البابا أننا "بحاجة للتواضع لنعترف بمحدوديّتنا وأخطائنا وإغفالاتنا، لكي نستطيع أن نشكّل فعلاً " قلبًا واحدًا وروحًا واحدة".
خميرة سلام في الشرق
وبالحديث بالتحديد عن مسيحيي الشرق الأوسط ذكر البابا كلمات يسوع القائل: "لا تخف أيّها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت". وعلّق قائلاً: "بالفعل، حتّى لو كانوا قلّة عدديّة، لكنّهم حاملو البشرى السارّة لمحبّةّ الله للإنسان، محبّة تجلّت بالذات في الأرض المقدّسة في شخص يسوع المسيح".
وأوضح البابا أن السلام هو عطيّة من الله، ولكنه هو أيضًا "نتيجة جهود البشر ذوي الارادة الحسنة، والمؤسّسات الوطنيّة والدوليّة، وخصوصًا الدول الأكثر مشاركة في البحث عن حلّ للنـزاعات". وشدد أنه لا يجبُ أن نرضخ أبدًا أمام غياب السلام لأن "السلام ممكن. السلام ملّح. السلام شرطٌ لا بدّ منه لحياة كريمة للشخص البشريّ وللمجتمع. السلام هو أيضًا الدواء الأنجع لتلافي الهجرة من الشرق الأوسط".
هذا واعتبر أن تعزيز حرية دينيّة وضميريّة حقيقيّة هو حق من الحقوق الأساسيّة للشخص البشريّ، على كلّ دولةٍ أن تحترمه دائمًا، لافتًا إلى أن المسيحيين يستطيعون أن يقدموا إسهامًا خاصًا في هذا المجال.
وختامًا تحدث البابا عن "الحاجة المُلِّحَة لتبشيرٍ جديد بالإنجيل حتّى في الشرق الأوسط" معلنًا قراره بتكريس الجمعيّة العامّة العاديّة القادمة، عام 2012، للموضوع الآتي: "التبشير الجديد بالإنجيل من أجل نقلِ الإيمان المسيحيّ".
منقول من زينت
اذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى