- fr. atefعضو فعال
سر التوبة والإعتراف
الإثنين سبتمبر 20, 2010 2:58 pm
سر التوبة والإعتراف
تأسيس السر :
الرب يسوع المسيح هو الذي أسس سر التوبة بعد قيامته من بين الأموات عندما ظهر لتلاميذه وقال لهم : " السلام لكم . كما أرسلني الآب أنا أرسلكم ، ولما قال هذا نفخ فيهم وقال لهم خذوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت " (يو21:20-23).
عمق السر:
لقد أعطى الرب الرسل وخلفاءهم سلطانه الإلهي أن يحلّوا ويربطوا الخطايا ، بقوة الروح القدس وفعله ، وقد مارس رعاة الكنيسة هذا السلطان فكانوا يفحصون أحوال الخطأة ويرشدون التائبين " أطلب إليكم أيها الأحباء أن تعترفوا بخطاياكم ما دمتم في الحياة الحاضرة حيث صفح الخطايا الممنوح من الكهنة مقبول ومرضي عند الله أيضا " (كبريانوس ، في الساقطين 29).
أ- التوبة هي سر إلهي يحصل به التائب ، بقوة الروح القدس ، على الصفح عن جميع خطاياه التي اقترفها بعد المعمودية واعترف بها بواسطة الكاهن ، فيتجدد تبريره ويتقدس ثانية ويتصالح مع الله من جديد . لهذا يعتبر سر التوبة بمثابة معمودية ثانية ، أي سر مصالحة الإنسان مع الله بعد المعمودية .
ب- ينتمي الإنسان بالأسرار الثلاثة ، المعمودية والميرون والإفخارستيا ، إلى المسيح وينضم إلى الكنيسة . وهو مدعو أن يفعل انتماءه هذا في حياته ويصل به إلى كماله ، بأن يتحول كيانه كله إلى الله بخلعه المتواصل للإنسان العتيق وثباته في الإنسان الجديد ، حتى يصل بنعمة الله إلى " قامة ملء المسيح "(أف13:4) . ولكنه يسقط بالخطيئة من هذه الدعوة ، ولهذا فكل الذين " لم يحفظوا نعمة الولادة الجديدة (المعمودية) بلا عيب وسقطوا من النعمة الإلهية بسبب خطاياهم ، يستطيعون أن يحصلوا ثانية على رأفة الله ومحبته برجوعهم إلى الكهنة واعترافهم لهم بخطاياهم واستحقاقهم للغفران " (البابا لاون ، الرسالة 32:85) . في التوبة يتغير الإنسان ويتحول الى الله . ولهذا فالتوبة تخص الذي خطئوا وابتعدوا عن الرب كما تخص كل الذين يعيشون مع الرب . وهي تبقى دعوة قائمة دائمة حتى الموت لكل مؤمن ، لأن الإنسان في تحول دائم نحو الله . فالتوبة ليست مجرد ندامة ولكنها شاملة لكل نواحي حياة الإنسان ، وتكون بأن يوطد الإنسان نفسه على أن يخرج من ظلمة الخطيئة الى نور الصلاح ومن ظلمة المخالفة الى طاعة الرب وحفظه وصاياه " من يحبني يحفظ وصاياي "(يو15:14) .
وكما تمارس الأسرار الأخرى في شركة الكنيسة كالمعمودية والإفخارستيا والزواج والكهنوت... كذلك فإنّ سرّ الاعتراف لا يمارس بعيدا عن هذه الشركة والألفة. فلا يكفي ـ كما يتوهم البعض ـ أن نتمتم بضع صلوات في أذهاننا, وندعي بأن ذلك اعتراف بخطايانا أمام الله مباشرة, بحيث لا حاجة بنا إلى الاعتراف أمام الكهنة, لأنّ شرط العودة إلى الله يقتضي العودة إلى الكنيسة, كما عاد الابن الأصغر إلى أبيه ولم يكتمل الفرح إلا بالمصالحة والألفة مع أخيه.
لا يجوز لنا أن نقبل من تعاليم الكنيسة والكتاب المقدس ما يتوافق وأهواؤنا الشخصية, ونهمل ما يتعارض مع قناعاتنا القائمة على إرضاء الأنا الذاتية, ثمّ ندعي أننا نحيا في إطار الكنيسة المقدسة, عالمين أنّ لا خلاص لنا خارجها, بل بواسطة الروح القدس الذي وعدها به يسوع المسيح وأرسله إليها , والذي يعمل فيها منذ يوم العنصرة ولا يزال. وعلينا أن ندرك أن سرّ الاعتراف هو سر تمارسه الكنيسة منذ تأسيسها وهو تقليد رسوليّ تحدّث عنه كلّ آباء الكنيسة ومعلّميها, كما هي حال التعاليم التي انتقلت إلينا بواسطة التسليم الشفهيّ والمكتوب.
فالكنيسة الرسولية لا تقوم على الكتاب المقدس وحده, بل على التقليد ـ أو التسليم ـ كما نعلم من ( 1كو15: 3-5, 2تس3: 6 , في4: 9 ... ).وقد أكد آباء الكنيسة أنّ الروح القدس الذي يعمل في الكنيسة هو الذي يصفح ويبرر المعترف, وما الكهنة سوى خدام للسر المقدس.
إنّ الأساس هو الاعتراف لله لأن خطايانا موجهة ضده تعالى, لكن علاقتنا به ـ كما ذكرت ـ لا تنفصل عن علاقتنا بالناس. العودة إلى الله تقتضي العودة إلى الإنسان الآخر حتى تكتمل. من هنا نفهم لماذا خرج الأب إلى حيث كان ابنه الآخر ( في مثل الابن الضال ) وتمنى عليه أن يدخل ويفرح مع أخيه الأصغر ويقبله حتى يكتمل فرح العائلة بعودة الخاطئ.
طالب الاعتراف لا يعترف لشخص الكاهن, بل يعترف لله, أمام الكاهن الذي يمثل الكنيسة وينوب عنها كشاهد على عودة الخاطئ إلى الله والناس ويتضرّع باسم الكنيسة من أجل التائب العائد ليقبل الله عودته إلى شركته, عبر قبول الكنيسة له مجددا في شركتها. والكاهن يمنح الشخص المعترف الحلّ من الخطايا التي اعترف بها باسم الثالوث الأقدس, بقوة السلطان المعطى للكنيسة من يسوع المسيح بالروح القدس.
في القرون الأولى , كان الخاطئ يعترف بذنوبه علنا أمام الكنيسة لتكون الجماعة شاهدة على الاعتراف, ثم حصرت هذه الشهادة بالكاهن كممثل ينوب عن الجماعة المؤمنة, بعد أن يحصل على إذن من أسقفه.
سرّ التوبة والاعتراف يحمل في جوانبه التواضع والمحبة. الكاهن كغيره بشر خاطئ وبحاجة لرحمة الله, لكن الإنسان الذي يتذرّع بهذه الحجة ليبرر عدم ممارسته لهذا السر المقدس, هو شخص يتكبّر على سائر أخوته, ويحول دون عمل الروح القدس على تغيير حياته. ومن يرفض مصارحة الناس بخطاياه يرفض ضمنا مصارحة الله الذي لا يراه بها. كما أنّ من لا يعود إلى شركة الكنيسة ويبقى خارجها هو شخص يحيا خارج مجال عمل الروح القدس الذي انسكب على الكنيسة يوم العنصرة.
أكد الرب ورسله الأطهار وآباء الكنيسة على عظمة التواضع. بالإتضاع حصل العشار على المغفرة دون الفريسيّ, وبالاعتراف بالسيد نال اللص المصلوب الفردوس في آخر لحظات حياته, وبالندامة والتوبة عاد الابن الضال إلى حضن أبيه ومحبته. بالاعتراف يعود المؤمن مبررا تماما كما كان لحظة خروجه من مياه المعمودية المقدسة.
† من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت †
تأسيس السر :
الرب يسوع المسيح هو الذي أسس سر التوبة بعد قيامته من بين الأموات عندما ظهر لتلاميذه وقال لهم : " السلام لكم . كما أرسلني الآب أنا أرسلكم ، ولما قال هذا نفخ فيهم وقال لهم خذوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت " (يو21:20-23).
عمق السر:
لقد أعطى الرب الرسل وخلفاءهم سلطانه الإلهي أن يحلّوا ويربطوا الخطايا ، بقوة الروح القدس وفعله ، وقد مارس رعاة الكنيسة هذا السلطان فكانوا يفحصون أحوال الخطأة ويرشدون التائبين " أطلب إليكم أيها الأحباء أن تعترفوا بخطاياكم ما دمتم في الحياة الحاضرة حيث صفح الخطايا الممنوح من الكهنة مقبول ومرضي عند الله أيضا " (كبريانوس ، في الساقطين 29).
أ- التوبة هي سر إلهي يحصل به التائب ، بقوة الروح القدس ، على الصفح عن جميع خطاياه التي اقترفها بعد المعمودية واعترف بها بواسطة الكاهن ، فيتجدد تبريره ويتقدس ثانية ويتصالح مع الله من جديد . لهذا يعتبر سر التوبة بمثابة معمودية ثانية ، أي سر مصالحة الإنسان مع الله بعد المعمودية .
ب- ينتمي الإنسان بالأسرار الثلاثة ، المعمودية والميرون والإفخارستيا ، إلى المسيح وينضم إلى الكنيسة . وهو مدعو أن يفعل انتماءه هذا في حياته ويصل به إلى كماله ، بأن يتحول كيانه كله إلى الله بخلعه المتواصل للإنسان العتيق وثباته في الإنسان الجديد ، حتى يصل بنعمة الله إلى " قامة ملء المسيح "(أف13:4) . ولكنه يسقط بالخطيئة من هذه الدعوة ، ولهذا فكل الذين " لم يحفظوا نعمة الولادة الجديدة (المعمودية) بلا عيب وسقطوا من النعمة الإلهية بسبب خطاياهم ، يستطيعون أن يحصلوا ثانية على رأفة الله ومحبته برجوعهم إلى الكهنة واعترافهم لهم بخطاياهم واستحقاقهم للغفران " (البابا لاون ، الرسالة 32:85) . في التوبة يتغير الإنسان ويتحول الى الله . ولهذا فالتوبة تخص الذي خطئوا وابتعدوا عن الرب كما تخص كل الذين يعيشون مع الرب . وهي تبقى دعوة قائمة دائمة حتى الموت لكل مؤمن ، لأن الإنسان في تحول دائم نحو الله . فالتوبة ليست مجرد ندامة ولكنها شاملة لكل نواحي حياة الإنسان ، وتكون بأن يوطد الإنسان نفسه على أن يخرج من ظلمة الخطيئة الى نور الصلاح ومن ظلمة المخالفة الى طاعة الرب وحفظه وصاياه " من يحبني يحفظ وصاياي "(يو15:14) .
وكما تمارس الأسرار الأخرى في شركة الكنيسة كالمعمودية والإفخارستيا والزواج والكهنوت... كذلك فإنّ سرّ الاعتراف لا يمارس بعيدا عن هذه الشركة والألفة. فلا يكفي ـ كما يتوهم البعض ـ أن نتمتم بضع صلوات في أذهاننا, وندعي بأن ذلك اعتراف بخطايانا أمام الله مباشرة, بحيث لا حاجة بنا إلى الاعتراف أمام الكهنة, لأنّ شرط العودة إلى الله يقتضي العودة إلى الكنيسة, كما عاد الابن الأصغر إلى أبيه ولم يكتمل الفرح إلا بالمصالحة والألفة مع أخيه.
لا يجوز لنا أن نقبل من تعاليم الكنيسة والكتاب المقدس ما يتوافق وأهواؤنا الشخصية, ونهمل ما يتعارض مع قناعاتنا القائمة على إرضاء الأنا الذاتية, ثمّ ندعي أننا نحيا في إطار الكنيسة المقدسة, عالمين أنّ لا خلاص لنا خارجها, بل بواسطة الروح القدس الذي وعدها به يسوع المسيح وأرسله إليها , والذي يعمل فيها منذ يوم العنصرة ولا يزال. وعلينا أن ندرك أن سرّ الاعتراف هو سر تمارسه الكنيسة منذ تأسيسها وهو تقليد رسوليّ تحدّث عنه كلّ آباء الكنيسة ومعلّميها, كما هي حال التعاليم التي انتقلت إلينا بواسطة التسليم الشفهيّ والمكتوب.
فالكنيسة الرسولية لا تقوم على الكتاب المقدس وحده, بل على التقليد ـ أو التسليم ـ كما نعلم من ( 1كو15: 3-5, 2تس3: 6 , في4: 9 ... ).وقد أكد آباء الكنيسة أنّ الروح القدس الذي يعمل في الكنيسة هو الذي يصفح ويبرر المعترف, وما الكهنة سوى خدام للسر المقدس.
إنّ الأساس هو الاعتراف لله لأن خطايانا موجهة ضده تعالى, لكن علاقتنا به ـ كما ذكرت ـ لا تنفصل عن علاقتنا بالناس. العودة إلى الله تقتضي العودة إلى الإنسان الآخر حتى تكتمل. من هنا نفهم لماذا خرج الأب إلى حيث كان ابنه الآخر ( في مثل الابن الضال ) وتمنى عليه أن يدخل ويفرح مع أخيه الأصغر ويقبله حتى يكتمل فرح العائلة بعودة الخاطئ.
طالب الاعتراف لا يعترف لشخص الكاهن, بل يعترف لله, أمام الكاهن الذي يمثل الكنيسة وينوب عنها كشاهد على عودة الخاطئ إلى الله والناس ويتضرّع باسم الكنيسة من أجل التائب العائد ليقبل الله عودته إلى شركته, عبر قبول الكنيسة له مجددا في شركتها. والكاهن يمنح الشخص المعترف الحلّ من الخطايا التي اعترف بها باسم الثالوث الأقدس, بقوة السلطان المعطى للكنيسة من يسوع المسيح بالروح القدس.
في القرون الأولى , كان الخاطئ يعترف بذنوبه علنا أمام الكنيسة لتكون الجماعة شاهدة على الاعتراف, ثم حصرت هذه الشهادة بالكاهن كممثل ينوب عن الجماعة المؤمنة, بعد أن يحصل على إذن من أسقفه.
سرّ التوبة والاعتراف يحمل في جوانبه التواضع والمحبة. الكاهن كغيره بشر خاطئ وبحاجة لرحمة الله, لكن الإنسان الذي يتذرّع بهذه الحجة ليبرر عدم ممارسته لهذا السر المقدس, هو شخص يتكبّر على سائر أخوته, ويحول دون عمل الروح القدس على تغيير حياته. ومن يرفض مصارحة الناس بخطاياه يرفض ضمنا مصارحة الله الذي لا يراه بها. كما أنّ من لا يعود إلى شركة الكنيسة ويبقى خارجها هو شخص يحيا خارج مجال عمل الروح القدس الذي انسكب على الكنيسة يوم العنصرة.
أكد الرب ورسله الأطهار وآباء الكنيسة على عظمة التواضع. بالإتضاع حصل العشار على المغفرة دون الفريسيّ, وبالاعتراف بالسيد نال اللص المصلوب الفردوس في آخر لحظات حياته, وبالندامة والتوبة عاد الابن الضال إلى حضن أبيه ومحبته. بالاعتراف يعود المؤمن مبررا تماما كما كان لحظة خروجه من مياه المعمودية المقدسة.
† من غفرتم خطاياهم تغفر لهم ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت †
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى