العائلة كنيسة بيتية وأول مدرسة للصلاة - الخوري اميل هاني
الأربعاء سبتمبر 15, 2010 7:08 pm
العائلة كنيسة بيتية وأول مدرسة للصلاة
العائلة هي المكان الأول لنقل الإيمان
ــ تشارك العائلة المسيحية بوصفها كنيسة بيتية في حمل البشارة التي تلقتها وآمنت بها، من خلال سرّ الزواج ومعمودية الأولاد. فتصبح المؤسسة الأولى والأساسية المكلّفة نقل سرّ الخلاص الإلهي. لأن الأهل هم بدرجة أولى المعلنون للإيمان الذين يعتنقون. والعائلة تحتاج إلى أن تستعين بالمدرسة والرعية لكي يصل الأبناء إلى درجة من النضج الإيماني المسيحي.
ــ إذا أردنا كنيسة قويّة علينا أن نجد عائلات مسيحية ترسخ إيمانها وتدرك دورها الأساسي في نقل الإيمان لأولادها.
ــ يوصي المجمع الفاتيكاني الثاني في هذا الصدد : " أما الزواج الذي زاد من عظمتهم دورهم كآباء وأمهات فليقوموا بحسب ضميرهم بواجب التربية خصوصاً التربية الدينية لأن الحق فيها يعود إليهم أولاً " (الكنيسة في عالم اليوم ٤٨)، يعتبر الوالدان أول المربين لأبنائهم وأهمّهم وعليهم يقع الإلتزام الخطير في تربيتهم لأنهم هم الذين أعطوهم الحياة.
ــ فكما يعطي الوالدان الحياة ويصونانها، ويعلّمون الأولاد على المحبة والإحترام، وأصول التربية وأدب الحياة والقيم الإنسانية والإجتماعية والثقافية كذلك تقع عليهم مسؤولية التربية الدينية وتعلّم مبادىء الإيمان، وحياة القديسين، وقصص الكتاب المقدّس.
ــ العائلة هلي مشتل الدعوات الرهبانية والكهنوتية ومنبت القديسين.
ــ فالعائلة تربى على حبّ الله والصلاة منذ نعومة الأظافر يتعلّم الإنسان الصلاة المريمية والصلاة الربية فينمو في جوٍ من السلام والألفة والصلاة التي تساعد الإنسان على النضج الإنساني والروحي وتجعله يعي أهمية وعمق علاقته مع الله
ــ فالرهبان والكهنة والراهبات والقديسين قلما يخرجون من عائلة مفكّكة، أو عائلة ملحدة، أو عائلة لا تصلّي بل بالعكس، ييخرجون من عائلات عرفت أن تجعل من يسوع محور حياتها والأول فيها لذلك عرفت أعفاؤها أن يعملوا مشيئة الله وإرادته أولاً في حياتهم ولبّوا صوت الربّ في حياتهم.
ــ لذا فلا خوف على وطن إذا كانت العائلة تصلّي، ولا خوف على كنيسة إذا كانت العائلة تصلّي، ولا خوف على مصير ولا على مستقبل إذا كانت العائلة تصلّي، لأنّ العائلة التي تصلّي تعرف أن تتخطّى محن الزمن الحاضر بقوّة الإيمان وتنظر إلى مشاكلها بعين الرجاء المسيحي .
ــ فكم هو جميل أن ترى العائلة تصلّي قبل الذهاب إلى العمل في الصبح وقبل الأكل، وقبل النوم وفي كلّ لحظة لتشكر الربّ على كل العطايا والمواهب التي يعطيها إيّاها الربّ بكل مجانية، وكم هو جميل أن نرى عائلة بأكملها تأتي الأحد للمشاركة بالذبيحة الإلهية قبل إنصرافها إلى النزهة والبحر والصيد .... بحيث يكون الأهل قدوة ومثال لأولادهم في عيش الصلاة والإيمان وتجسيدهما في حياتهم اليومية.
ــ المجمّع البطريركي الماروني يقول في إلتزام العائلة المارونية بالحياة الروحية أن العائلة تحصّنت بالإيمان المسيحي ونظمت حياتها اليومية على مثال الكهنة والرهبان (صلاة الفرض، ٣-٦-٩....) ومن خلال الليتورجية الذي جعل العائلة تعيش نهج قداسة. فالروحانية في حياة العائلة إنتقلت من الكنيسة والبيت إلى الحقل حيث كان أفراد العائلة يعملون يغنون ويصلّون معاً. حتى أخذ المسيح والعذراء بعض الصفات الزراعية، سيدة الزروع، سيدة الحقلة، سيدة الكرمة ...
ــ كما كان في كلّ بيت مذبحاً صغيراً يجتمع حوله أعضاء البيت كلّهم ويصلّون على طريقتهم البسيطة شاكرين الله كل ما أعطاهم في نهارهم مسلّمينه ذواتهم وأرزاقهم وبيوتهم.
ــ كما خصّت العائلة المارونية العذراء بتكريم خاص فكانت تجتمع أمام صورتها لتصلّي صلاة المسبحة وتزيّح زيّاح العذراء.
ــ كما عزز الإرتباط الكنسي في الرعية العلاقات الإجتماعية بيت العائلات المارونية فكانوا يتشاركون في الأفراح والأفراح وفي (العونة). حيث يشارك الجميع بمساعدة الفرد.
ــ كما إنفتحت العائلة على كلّ من كان يعيش حولها بجوّ من الإنفتاح والحوار والشهادة لإيمانها.
ــ شدّدت العائلة على التربية المسيحية ولم تبخل بتشجيع أولادها للحياة المكرّسة والرهبانية، ولم تبخل بأرزقها وأراضيها من أجل نموّ وإستمرارية الكنيسة.
ــ واجهت العائلة المسيحية في الماضي مصاعب عدّة إقتصادية وإجتماعية وتهجير وفقر، لكن كلّ ذلك لم يثنيها عن محبّة الله والقريب فقد ظلّت على إيمانها متحلّية بالثقة والإيمان الكبير بالله، من خلال العمل في الأرض والصلاة، وإنجاب البنين بإعتبارهم بركة ونعمة من الله بالرغم من الفقر، على حدّ قول المثل: يجي الولد وبتجي رزقتو معو.
ــ وهي تعلّمنا أنه مهما حدث معنا من صعوبات فلنظلّ مؤمنين بالله الذي هو رجاؤنا الذي لا يخيب ونتحدّى المصاعب بروح الإيمان والثقة المطلقة بالله، مقتدين بيسوع الذي عانى التهجير والإضطهاد والهرب منذ طفولته.
أيّها الربّ يسوع يا من وهبت العائلة نعمة العطاء والإنجاب ومسؤولية نقل الإيمان إلى أولادها، أعطها القوّة والثبات، لتتمّ الرسالة التي أوكلتها إليها حتى تكون شاهدة لحبّك بحياتها آمين.
الخوري اميل هاني
العائلة هي المكان الأول لنقل الإيمان
ــ تشارك العائلة المسيحية بوصفها كنيسة بيتية في حمل البشارة التي تلقتها وآمنت بها، من خلال سرّ الزواج ومعمودية الأولاد. فتصبح المؤسسة الأولى والأساسية المكلّفة نقل سرّ الخلاص الإلهي. لأن الأهل هم بدرجة أولى المعلنون للإيمان الذين يعتنقون. والعائلة تحتاج إلى أن تستعين بالمدرسة والرعية لكي يصل الأبناء إلى درجة من النضج الإيماني المسيحي.
ــ إذا أردنا كنيسة قويّة علينا أن نجد عائلات مسيحية ترسخ إيمانها وتدرك دورها الأساسي في نقل الإيمان لأولادها.
ــ يوصي المجمع الفاتيكاني الثاني في هذا الصدد : " أما الزواج الذي زاد من عظمتهم دورهم كآباء وأمهات فليقوموا بحسب ضميرهم بواجب التربية خصوصاً التربية الدينية لأن الحق فيها يعود إليهم أولاً " (الكنيسة في عالم اليوم ٤٨)، يعتبر الوالدان أول المربين لأبنائهم وأهمّهم وعليهم يقع الإلتزام الخطير في تربيتهم لأنهم هم الذين أعطوهم الحياة.
ــ فكما يعطي الوالدان الحياة ويصونانها، ويعلّمون الأولاد على المحبة والإحترام، وأصول التربية وأدب الحياة والقيم الإنسانية والإجتماعية والثقافية كذلك تقع عليهم مسؤولية التربية الدينية وتعلّم مبادىء الإيمان، وحياة القديسين، وقصص الكتاب المقدّس.
ــ العائلة هلي مشتل الدعوات الرهبانية والكهنوتية ومنبت القديسين.
ــ فالعائلة تربى على حبّ الله والصلاة منذ نعومة الأظافر يتعلّم الإنسان الصلاة المريمية والصلاة الربية فينمو في جوٍ من السلام والألفة والصلاة التي تساعد الإنسان على النضج الإنساني والروحي وتجعله يعي أهمية وعمق علاقته مع الله
ــ فالرهبان والكهنة والراهبات والقديسين قلما يخرجون من عائلة مفكّكة، أو عائلة ملحدة، أو عائلة لا تصلّي بل بالعكس، ييخرجون من عائلات عرفت أن تجعل من يسوع محور حياتها والأول فيها لذلك عرفت أعفاؤها أن يعملوا مشيئة الله وإرادته أولاً في حياتهم ولبّوا صوت الربّ في حياتهم.
ــ لذا فلا خوف على وطن إذا كانت العائلة تصلّي، ولا خوف على كنيسة إذا كانت العائلة تصلّي، ولا خوف على مصير ولا على مستقبل إذا كانت العائلة تصلّي، لأنّ العائلة التي تصلّي تعرف أن تتخطّى محن الزمن الحاضر بقوّة الإيمان وتنظر إلى مشاكلها بعين الرجاء المسيحي .
ــ فكم هو جميل أن ترى العائلة تصلّي قبل الذهاب إلى العمل في الصبح وقبل الأكل، وقبل النوم وفي كلّ لحظة لتشكر الربّ على كل العطايا والمواهب التي يعطيها إيّاها الربّ بكل مجانية، وكم هو جميل أن نرى عائلة بأكملها تأتي الأحد للمشاركة بالذبيحة الإلهية قبل إنصرافها إلى النزهة والبحر والصيد .... بحيث يكون الأهل قدوة ومثال لأولادهم في عيش الصلاة والإيمان وتجسيدهما في حياتهم اليومية.
ــ المجمّع البطريركي الماروني يقول في إلتزام العائلة المارونية بالحياة الروحية أن العائلة تحصّنت بالإيمان المسيحي ونظمت حياتها اليومية على مثال الكهنة والرهبان (صلاة الفرض، ٣-٦-٩....) ومن خلال الليتورجية الذي جعل العائلة تعيش نهج قداسة. فالروحانية في حياة العائلة إنتقلت من الكنيسة والبيت إلى الحقل حيث كان أفراد العائلة يعملون يغنون ويصلّون معاً. حتى أخذ المسيح والعذراء بعض الصفات الزراعية، سيدة الزروع، سيدة الحقلة، سيدة الكرمة ...
ــ كما كان في كلّ بيت مذبحاً صغيراً يجتمع حوله أعضاء البيت كلّهم ويصلّون على طريقتهم البسيطة شاكرين الله كل ما أعطاهم في نهارهم مسلّمينه ذواتهم وأرزاقهم وبيوتهم.
ــ كما خصّت العائلة المارونية العذراء بتكريم خاص فكانت تجتمع أمام صورتها لتصلّي صلاة المسبحة وتزيّح زيّاح العذراء.
ــ كما عزز الإرتباط الكنسي في الرعية العلاقات الإجتماعية بيت العائلات المارونية فكانوا يتشاركون في الأفراح والأفراح وفي (العونة). حيث يشارك الجميع بمساعدة الفرد.
ــ كما إنفتحت العائلة على كلّ من كان يعيش حولها بجوّ من الإنفتاح والحوار والشهادة لإيمانها.
ــ شدّدت العائلة على التربية المسيحية ولم تبخل بتشجيع أولادها للحياة المكرّسة والرهبانية، ولم تبخل بأرزقها وأراضيها من أجل نموّ وإستمرارية الكنيسة.
ــ واجهت العائلة المسيحية في الماضي مصاعب عدّة إقتصادية وإجتماعية وتهجير وفقر، لكن كلّ ذلك لم يثنيها عن محبّة الله والقريب فقد ظلّت على إيمانها متحلّية بالثقة والإيمان الكبير بالله، من خلال العمل في الأرض والصلاة، وإنجاب البنين بإعتبارهم بركة ونعمة من الله بالرغم من الفقر، على حدّ قول المثل: يجي الولد وبتجي رزقتو معو.
ــ وهي تعلّمنا أنه مهما حدث معنا من صعوبات فلنظلّ مؤمنين بالله الذي هو رجاؤنا الذي لا يخيب ونتحدّى المصاعب بروح الإيمان والثقة المطلقة بالله، مقتدين بيسوع الذي عانى التهجير والإضطهاد والهرب منذ طفولته.
أيّها الربّ يسوع يا من وهبت العائلة نعمة العطاء والإنجاب ومسؤولية نقل الإيمان إلى أولادها، أعطها القوّة والثبات، لتتمّ الرسالة التي أوكلتها إليها حتى تكون شاهدة لحبّك بحياتها آمين.
الخوري اميل هاني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى