- الفيعضو جديد
الخطاب الديني في الزمان والمكان والحوار مع الحداثة في ظل الإ
الخميس أبريل 24, 2008 10:51 pm
الخطاب الديني في الزمان والمكان والحوار مع الحداثة في ظل الإيمان ودور الإنثقاف
([/size]إنثقاف الإيمان)
مقدمة: سرعة الإحداث المتجددة للقرن الحادي والعشرون
مشاعر الإنسان وأحلامه في القرن الحادي والعشرين تختلف عن ذي قبل، فالزمن كان بطئاً وكان للإنسان الفرصة في التأمل والأحلام. لكن الإنسان الحالي يلهث لكي يلاحق سرعة الأحداث المتجددة لكل لحظة. فما حققته البشرية في النصف الأخير من القرن العشرين يزيد على ما حققته في التسعة عشر قرناً السابقة عليه. فنجد العولمة، والاستخدام المذهل لوسائل الاتصال والأقمار الصناعية. فلكل هذا آثار اقتصادية، وسياسية، وفكرية، وثقافية وأيضاً دينية. وبما أن التفكير اللاهوتي هو نوع من التفكير، فلابد أن نهتم بهذا الجانب من الناحية الفكرية لأنه يتصل بحياتنا الدينية. فقد مضى الزمن الذي كان فيه الناس يتقوقعون حول أنفسهم ويحتفظون بتراث آبائهم وأجدادهم بنوع من التقديس، ففي العصر الحالي أصبح الإنسان في أصغر قرية في العالم يستطيع أن يرى ويسمع ويقرأ مختلف الأفكار والثقافات المتنوعة ويتأثر به عن طريق الوسائل الحديثة.
أمام هذه الظروف نجد ضرورة ملحة ألا وهي تجديد الخطاب الديني اللاهوتي لكي يتلاءم مع المكان والزمان في القرن الحادي والعشرين.
1- الكنيسة تحث على السير بمقتضيات العصر الحديث
الكنيسة لم تكن يوماً ما في التاريخ على هامش الحياة. إنها يسوع في التاريخ يجدد العهد والتاريخ المقدس المشترك بين تدبير الله، الراعي، وبين محبوبه الإنسان الحر. فاللاهوت هو أداة الكنيسة التي تجدد "العهد" مع الله على المستوى الشخصي والعام.
لذلك يعلمنا المجمع الفاتيكاني الثاني في (دستور الكنيسة في العالم المعاصر): إن الله عهد بالخليقة للإنسان، والإنسان عندما يؤدي عمل في هذا العالم، يبني الجماعة الإنسانية التي تتصل بالخليقة بأسرها. والبشرية في عصرنا الحالي، وفي غمرة إعجابها بالاكتشافات التي حققتها بقدرتها الذاتية. تتساءل في قلق عن التطور الحالي للعالم، ومكان الإنسان في هذا التطور، وعن الدور الذي يجب أن تؤديه. فالإنسان في حالة تطور مستمر، ولكل تقدم مراحله التي يمر فيها. لذلك يجب على الكنيسة أن تبحث في كل وقت عن علامات الزمن وتفسرها على ضوء الإنجيل حتى تستطيع أن تتعرف على ذاتها وأساسها الإلهي ورسالتها الجوهرية في الحياة، وما يجب عمله في وقتنا الحاضر لمواجهة احتياجات ومشاكل الإنسان العصري، ولكي يجيب على الأسئلة التي لم يتوقف العالم عن طرحها حول معنى الحياة لتتلاءم مع العصر.
فالبشرية تعيش حقبة جديدة من تاريخها التي تتميز بتغيرات عميقة وسريعة، تمتد على الكرة الأرضية بأجمعها، هذه المتغيرات تنعكس على إحكام ورغبات الإنسان. فأمام هذا الموقف المعقد يصعب على الكثيرين من معاصرينا التعرف على القيم والتوفيق بينها وبين الاكتشافات الحديثة لذلك يغمرهم القلق.
2- الخطاب الدين والحداثة
لكي نتعرف على ماهية الخطاب الديني في الحداثة والزمن لابد أن نتعرف أولاً على معنى الزمن والحداثة ثم نتعرف على الخطاب الديني.
2-1 الزمن
ليس الزمن دائرياً يكرر ذاته، بل هو زمن متطور على الدوام حسب خط الماضي. فالتقليد متمركز حول الماضي، بينما الحداثة متمركزة حول المستقبل وتعكس الماضي في الوقت نفسه. فالزمن هو صيرورة للمجتمع يفتح المجال للاكتمال. والخطاب الديني لابد أن يأخذ بعين الاعتبار الحاضر، ويأخذ بعين الاعتبار خاصية انتمائه الفعلي للماضي.
2-2 تعريف الحداثة
الحداثة هي حركة انفصال، إنها انقطاع عن الماضي، ولكن لا لنبزه وإنما لاحتوائه وتلوينه وإدماجه في مخاضها المتجدد، وبتالي هي اتصال وانفصال، استمرار وقطعية، أي استمرار تحويلي لمعطيات الماضي لنقض بعض أسسه ولتلوينه بالحاضر. أو بصورة أخري الحداثة هي تطور تاريخي وتغير في الذهنية. لأن الإبداع والخلق لا يحدثان إلا من اللحظة الحاضرة. فالحاضر هو أرض المستقبل المتصل بالماضي، وبدون تغير الحاضر لا يمكن العمل في المستقبل، الحداثة هي مغامرة نحو المستقبل.
2-3 الخطاب الديني
هو التعامل اللاهوتي مع الواقع المعاش بأسلوب حكيم يأخذ بعين الاعتبار ثوابت الإيمان والتعامل معه بكل مرونة، لذلك الخطاب الديني مصدره الأساسي الوحي الإلهي، وتقاليد الآباء، وتعاليم الكنيسة. لكن هذه التعاليم تأخذ بعين الاعتبار ما يحتاجه أبناء العصر في الزمان والمكان. لأن المؤسسة التي تشعر بالمسؤولية هي التي عاشت عصرها وعرفت موقعها وماذا يتطلب منه في هذا العصر، لا التي تعيش في عالم الخيال.
تجديد الخطاب الديني لا يعني محاولة إدخال نظريات جديدة على الموضوعات اللاهوت القديمة، لكن هو أسلوب جديد ينظر به الإنسان إلى هذه الموضوعات اللاهوتية متحرراً من جمود الفكر التقليدي متواكباً مع الإحداث العالمية، واعياً بالتغيرات التي تحدث، معترفاً بتنوع أساليب البشر في مختلف العصور، وما به من رمزية وخيال وتعبيرات لغوية، ومتسلح بالمنطق والإيمان وبعمل الله في التاريخ من خلال الروح وكل ذلك في روح التواضع الذي من صفات العلماء الذين يدركون إمكانية الخطأ واحتمال الصواب.
وبذلك يصبح تجديد الخطاب الديني هو تجاوبنا مع عمل الروح القدس، وهذا ما يؤكد عليه يسوع المسيح عندما يقول: «لا يزال عندي أشياء كثيرة أقواها لكم، ولكنكم لا تطيقون الآن حملها. فمتى جاء هو أي الروح، أرشدكم إلى الحق» (يو16/12-13). فالمسيحية تتميز بعمل الروح القدس مع المؤمنين لذلك هي ديانة ليست جامدة بل متطورة، لأن المسيح حي فيها بروحه الخلاق بواسطة الروح القدس الذي يرشدها إلى الحق.
والتجديد والحداثة التي يجب أن يسلكه الخطاب الديني لكي يواكب العصر، لا يعني الخروج عن التراث مطلقاً، لأن التجديد هو لمصلحة الإنسان ولابد من ملاحظة الإنسان ومكانته في هذا الوجود.
3- صفات الخطاب الديني الذي يواكب الحداثة
1- الإيمان بالعالم الطبيعي، هو عالم حقيقي وليس زائلاً ولا مجرد جسر نعبر به للعالم الآخر الحقيقي. لذلك لابد من اكتشاف هذا العالم والقوانين التي تنظمه، وتكون المعرفة المتراكمة عن هذا الاكتشاف واستخدام هذه المعرفة في السيطرة على قوى الطبيعة.
2- الإيمان بالإنسان، فهو أهم كائن في العالم وهو الغاية في التطور والتحضر.
3- الإيمان بالعقل والعلم، لأنهما مصدر تفوق الإنسانية وبهما نصل إلى الحقيقة.
4- الرغبة في المغامرة والتهيؤ للدخول في أنشطة جديدة وعلاقات جديدة وطرق جديدة لحل مشكلات الحياة اليومية.
5- التحرر من القيود التقليدية التي لا تناسب مع متطلبات العصر. مثل: استخدام السلطة الخاطئ (التخويف والترغيب). في سبيل الحجر على الآخرين. وعدم انشغاله بأخطاء الماضي، وتكفير البعض وإلصاق التهم بالبعض الآخر.
6- أن يكون الخطاب الديني مبنياً على الدراسة الموضوعية بعيداً عن الغلو والتطرف، ولا بد من معرفة هدف الكتابة والتصريح وآثارها وحيزها ومخاطبيها.
7- لابد أن يكون هناك مرجعية ثابتة، وسلطة تعليمية تراقب الخطاب الديني حتى يكون متطابقاً مع الوحي ومتوافقاً مع الواقع المعاش.
8- أن يدعو إلى التخطيط للمستقبل، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والسياسية والوطنية.
9- أن يكون الخطاب في طريق الرقي والتطور ومعايشة العصر حتى يتماشى مع الواقع الذي يعيشه المجتمع ومن حوله.
10- أن يكون الخطاب الديني مفعماً بالروح التقريبية بين جميع البشر لا أن يفصل الواحد عن الآخر.
11- أن ينطلق الخطاب الديني من مبادئ الإيمان، وخلق المجتمع. وينبذ التخويف والإرهاب، وينسجم مع المحبة والسماحة والمنطق، فلا إكراه في ظل العدالة والسلام ولا عناد مع الدليل والحجة،
12- أن يكون الخطاب الديني يتناول موضوعات الساعة، مراعياً الزمان والمكان، والأحداث المتطورة للحياة.
4- الخطـاب الدينــي ولغـة العصـر
الخطاب الديني له وقع مؤثر في الكثير من المجتمعات، كما لا يخفى أن العصر والزمان لهما وجود يختلف عن قبله من العصور، وتطور العادات والعلاقات وتقدم المدنية والتكنولوجيا والفنون، وهو ما يؤثر تأثيراً واضحاً على تفكير الإنسان وبرامج عمله ونمط معيشته. ولا ننسى التلاقح المستمر بين الثقافات والآداب وحتى اللغات والأساليب والنقل العلمي والترجمة وما إلى ذلك من روافد الحضارات كل ذلك يؤثر على العصر الذي يعيش به الإنسان. ومع تطور الحياة تتطور الأخلاق. ومن هنا نقول أن لكل زمان خطاب ديني ولغة خاصة، فإذا ما تأخر هذا الخطاب بأسلوبه، وبتفحصه للواقع المعاش، فسوف يُركن جانباً، وإن دخل الخطاب الديني التيار الحديث وعمل لصبغ التيار بلونه فسيكون له الوجود في الحياة. لذلك من الضروري ملاحظة لغة العصر والتطور العلمي والتكنولوجي والتطور الفكري والأخلاقي والتطور الاجتماعي في العالم الحديث حتى تستطيع الكنيسة مواكبته، ولكي يكون الخطاب الديني حسب العصر لأنه مع تبدل العصور تبدلت الوسائل المستعملة وشكل الحياة ووسائل الاتصالات التي أفرزت ما يسمى بالقرية الجديدة كل ذلك جلب معه تبدل في العلاقات الإنسانية وتطور سريع في الأخلاق، لذلك يجب على الخطاب الديني أن يكون متماشياً مع لغة عصره.
5- المطلوب من الفكر اللاهوتي المسيحي
1-إعادة النظر في أسلوب الخطاب الديني بحيث نتماشى مع العصر ونستدركه. وهذه مسؤولية أو تحدٍّ. على البشارة أن تقوم دائماً وعبر التاريخ بحركة المثاقفة، وتطعيم الفكر العالمي وجعله مسيحياً. الفكر المسيحي لا يتغير في شؤون الخلاص ولكنّ المؤلفات والشروحات تتبدل مع تبدل السؤال الإنساني. المثاقفة لا تعني أن نفقد خصوصيتنا الكنيسة في العالم أي أن نكون داخل العالم ولكن ليس من العالم.
2- استخدام وسائل الإعلام الحديثة، فعدم استخدام الوسائل الحديثة يجعل الكنيسة منغلقة على ذاتها، ولم يعد للكلمة وسيلة إلى الناس وبات الفكر المسيحي واللاهوت محصوراً لجماعة المختصين التي تطلبه وليس للجميع، وتلك الجماعة في تقلص مستمر. لأن الشاشة الصغير صارت مركز الحياة اليومية. شاشة الكمبيوتر أصبحت باب العلم والتجارة والبحث.
3- التجديد الداخلي لمناهج التعليم اللاهوتية لمواجهة الواقع، وإعطاء الحلول لكل المسائل القديمة والحديثة. وأن يكون اللاهوت لاهوتاً رعائياً وان يميل إلى العملي وليس إلى التنظير. وان يعالج واقع الإنسان، خاصةً اليوم في عصر الاستهلاك والمادة.
4- على اللاهوت أن يتفاعل مع العلوم الأخرى. فهو علم الكلمة الإلهية الذي يجب أن يُطعِّم بكلّ العلوم وخاصةً العلوم الإنسانية.
[/b]
إن غاب الفكر المسيحي اليوم في عالم العولمة يصبح وبصراحة مدلول على فشل نقل البشارة التي أوصى به يسوع المسيح «إذهبوا وأعلنوا البشارة للخلق أجمعين» (مر16/15).
الإكليريكي/ الفي رسمي
- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
موضوع رائع
الأربعاء مايو 07, 2008 11:10 pm
[size=24]اولا السلام لك من الله ابينا الرب يسوع المسيح وبركة الروح القدوس تكون معاك
موضوع رااااااااااااااائع جدااااااااااااااااااا
ونتمنى فعلا اننا نوصل الى حوار مقدس بيننا وبين الاخرين
صلى لاجلى
اخوك مايكل وليم [/size]
موضوع رااااااااااااااائع جدااااااااااااااااااا
ونتمنى فعلا اننا نوصل الى حوار مقدس بيننا وبين الاخرين
صلى لاجلى
اخوك مايكل وليم [/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى