تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - دهن يسوع بالطيب في بيت عنيّا.
الإثنين يوليو 19, 2010 12:23 am
تأملات للبابا بندكتيوس السادس عشر - دهن يسوع بالطيب في بيت عنيّا.
عندما يقرأ المرء قصة دهن يسوع بالطيب في بيت عينا، يخالها، للمرة الأولى، مجرّد رواية لا أكثر. ولكن يسوع نفسه قد كرّسها كجزء ثابت من الإنجيل حين قال: "حيثما تُعلَن هذه البشارة في الأرض كلّها، يُحدَّث أيضاً بما صنعَت هذه، إحياءً لذكرها" (مر ١٤: ٩)... من الواضح أن يسوع كان يقارن ما حصل في بيت عنيا مع مشحة الملوك والمقتدرين عند مماتهم. فكانت هذه المشحة محاولة لمقاومة حدث الموت من باب الإقتناع بأن الموت لم يكمل عمله طالما أن الجسد لم يتحلل ويفسد بعد. فما دام الجسد قائماً، لم يكن الإنسان يُعتبَر قد مات بشكل نهائي. لذلك، فقد نظر يسوع إلى فعل مريم على أنه محاولة لتقيه الموت. فأدرك ما يحرّكها من اهتمام لا حول له ولكنه ينطوي على الكثير من المعاني في آنٍ معاً – إنه اهتمام يعبّر عن الحبّ- بأن تعطي الحياة، قُل الخلود، إلى الآخرين. وتبيّن الأحداث التي تَلَت بوضوح ان لا اهتمام أو قلق بشري، على قوّته وأهميته، يقدر على شراء الخلود للإنسان. فكل مشحة من هذا النوع، تنبري في نهاية المطاف، محاولةً ليس إلا لحفظ الجسد الميت من الفساد، وتعجز عن قهر الموت بحدّ ذاته. فليس سوى مشحة واحدة قادرة على التغلب على الموت: إنها مشحة الروح القدس، بارقليط محبة الله. وبالتالي، فإن في مبادرة مريم إلى دهن يسوع بالطيب في بيت عنيا فعلاً نموذجياً ومستداماً. فهي تحمل أولاً همّ إبقاء المسيح حياً في هذا العالم ومواجهة القوى التي كانت تهدف إلى إسكاته وقتله. إنه فعل إيمان ومحبة. وكل فعل من هذا القبيل قادر على أن يفعل الفعل نفسه.
عندما يقرأ المرء قصة دهن يسوع بالطيب في بيت عينا، يخالها، للمرة الأولى، مجرّد رواية لا أكثر. ولكن يسوع نفسه قد كرّسها كجزء ثابت من الإنجيل حين قال: "حيثما تُعلَن هذه البشارة في الأرض كلّها، يُحدَّث أيضاً بما صنعَت هذه، إحياءً لذكرها" (مر ١٤: ٩)... من الواضح أن يسوع كان يقارن ما حصل في بيت عنيا مع مشحة الملوك والمقتدرين عند مماتهم. فكانت هذه المشحة محاولة لمقاومة حدث الموت من باب الإقتناع بأن الموت لم يكمل عمله طالما أن الجسد لم يتحلل ويفسد بعد. فما دام الجسد قائماً، لم يكن الإنسان يُعتبَر قد مات بشكل نهائي. لذلك، فقد نظر يسوع إلى فعل مريم على أنه محاولة لتقيه الموت. فأدرك ما يحرّكها من اهتمام لا حول له ولكنه ينطوي على الكثير من المعاني في آنٍ معاً – إنه اهتمام يعبّر عن الحبّ- بأن تعطي الحياة، قُل الخلود، إلى الآخرين. وتبيّن الأحداث التي تَلَت بوضوح ان لا اهتمام أو قلق بشري، على قوّته وأهميته، يقدر على شراء الخلود للإنسان. فكل مشحة من هذا النوع، تنبري في نهاية المطاف، محاولةً ليس إلا لحفظ الجسد الميت من الفساد، وتعجز عن قهر الموت بحدّ ذاته. فليس سوى مشحة واحدة قادرة على التغلب على الموت: إنها مشحة الروح القدس، بارقليط محبة الله. وبالتالي، فإن في مبادرة مريم إلى دهن يسوع بالطيب في بيت عنيا فعلاً نموذجياً ومستداماً. فهي تحمل أولاً همّ إبقاء المسيح حياً في هذا العالم ومواجهة القوى التي كانت تهدف إلى إسكاته وقتله. إنه فعل إيمان ومحبة. وكل فعل من هذا القبيل قادر على أن يفعل الفعل نفسه.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى