- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
فكرة حوار كاثوليكي ازهري
الجمعة مايو 07, 2010 12:28 pm
مقابلة مع رئيس لجنة حوار الاديان بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بمصر (1)
فكرة تكوين لجنة حوار كاثوليكي ازهري على الصعيد المحلي تخدم الاستقرار والتعاون المشترك في مصر
القاهرة، الأربعاء 05 مايو 2010 (Zenit.org). -ننشر في ما يلي القسم الأول من المقابلة التي أجرتها وكالة زينيت مع رئيس لجنة حوار الأديان في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر.
حاوره أميل أمين
تمر هذه السنة الذكرى العاشرة لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى مصر ... بوصفك احد الذين نسقوا لهذه الزيارة كيف تتذكرها اليوم ؟
استطيع ان اقول ان احلى ذكريات عشتها في تاريخ الحوار الاسلامي المسيحي بين الأزهر والفاتيكان خاصة هي تلك الايام التي زار فيها البابا يوحنا بولس الازهر ومصر، فقد كانت بمثابة تتويج لما تم الاتفاق عليه في عام 1998 بين الازهر والفاتيكان ولا استطيع ان انسى تواضع البابا الكبير وهو يعبر لي عن امتنانه عن زيارة الازهر وسعادته بروح اللقاء مع علماء المسلمين ، هذه الزيارة تبقى بالنسب لي نوع من غذاء الروح الفكري ان صح التعبير .
لماذا قدمت استقالتك من لجنة الحوار في الازهر الشريف وانت احد اعمدتها ومؤسسيها ؟
حوار الاديان يخضع لقانون العصر، وهو نشاط يحتاج لامكانيات وهو ليس فقط صلوات ، لكن مؤتمرات وسفر ونشر واتصالات وتوظيف عناصر تجيد لغات اجنبية والامام الاكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي رحمه الله كان يعتقد ان الازهر يجب ان لا يتحمل مصاريف لجنة الحوار وان تذهب تلك التكاليف لتوجهات اخرى ، وقد قلت له في خطاب الاستقالة " الاشكالية هي ان احتياجات الحوار غير محدودة وامكانياتي الشخصية التي انفقت منها من قبل محدودة بطبيعة الحال .
كيف ترى حال حالة الحوار الراهن بين الازهر والفاتيكان ؟
رغم انني لست اطلاقا من النوع الذي يقول في عهدنا جرى كذا ، وبعد عهدنا تدهور الامر اقول ان الحوار لا بد له من ممارسة مستمرة وهو جزء من تحرك دولي ويجب ان تكون ايضا انت جزء منه ، ان تتفاعل معه ويتفاعل معك. استطيع ان اقول دون ظلم لأحد، من لا يتقدم يتأخر وتقليدية العمل لا تخدمه فلا يكفي اجتماعان في العام واحد في الفاتيكان والاخر في الازهر ، هذا اسلوب تقليدي ولا بد ان ياخذ التعاون والنشاط ابعادا اكثر طموحا بمراحل .
كما ان وفاة البابا يوحنا بولس الثاني وكل سوء الفهم او سوء التفسير واحيانا التعابير التي ادت الى بعض الجروح لدى الطرف الاسلامي، كل هذا كان له دور على الاقل معطل بنسبة او اخرى لمسيرة الحوار .
ما الذي تراه اختلف في ابجديات الحوار في زمن البابا بندكتس عما كان سائدا في عهد البابا يوحنا بولس الثاني ؟
لا شك ان هناك اختلاف واضح فالبابا الراحل نجح في ان تكون له شعبية وقبول واحترام على جميع المستويات والاديان ، وقد حضرت بنفسي مؤتمر اسيزي حيث اجتمع رجال الدين من العالم كله ومن كل الاديان وكان لهذا أثارة النفسية الايجابية في احساس الناس بالاقتراب والتفاهم معه .
وعندما جاء البابا بندكتس ولانه شخصية عامة مستهدفة اعلاميا فقد تم التركيز على بعض التعابير التي صدرت عنه واسميها بكل ادب " تعابير سيئة الحظ " ولم يتم اختيارها بحذر لذا فان الامر كان يحتاج الى وقت حتى تعود المياه الى مجاريها .
وانا اعتقد ان اهتمامات البابا بندكتس الاولى هي اعادة ترتيب بيت الكنيسة الكاثوليكية من الداخل أكثر منه من الانفتاح على العالم الخارجي بعكس استراتيجية البابا يوحنا بولس الثاني الذي فتح الابواب كاهتمام اولي على العالم الخارجي .
ولهذا اعتقد ان مسيرة الحوار تاخرت لكن هذا لا يمنع ان عجلة التاريخ تتحرك والحوار يبقى دائرا.
تشغل حاليا رئيس لجنة حوار الاديان في المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ... ماذا عن هذا المجلس وهل عمله يتضاد مع عمل الازهر ؟
المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية يتبع الدولة ويراس وزير الاوقاف تقليديا اي وزير الشؤون الدينية ،وهو حاليا الدكتور محمود حمدي زقزوق وهو رجل منفتح بحكم تعليمه الاوروبي في المانيا ، وانفتاحه على الثقافة الغربية الامر الذي يتجلى دائما في كتاباته وكتبه واراءه .
وعمل هذه اللجنة يكمل عمل الازهر فلجنة الحوار في الازهر مع الفاتيكان هي تهتم بجانب واحد بينما لجنة المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية تتعاطى مع كافة الاطراف الدينية في كل دول العالم وبمنظور اوسع واشمل .
ماذا عن اهم اعمال تلك اللجنة ؟
طرح ومناقشة اهم القضايا الحوارية بل والخلافية التي تموج بها الساحة الفكرية في مصر وحول العالم، والحوار مع الاديان واتباعها وهي لجنة مع ذلك تخلو من رجال الدين فكل اعضاءها مدنيين مهتمين بالشان الاسلامي الحواري مع الاخر، وما نناقشه نستعمله على مستويين: الاول مؤتمرات نتحرك من خلالها والثاني عقد طاولة مستديرة بصفة شبه دورية ندعو فيها غير المسلمين من خارج مصر وداخلها ثم نصدر توصيات في شكل كتيبات عملية مفيدة للعامة عما جرى في تلك اللقاءات لتنتشر الفائدة .
الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الحالي صرح عندما كان عميدا لجامعة الازهر بأن حوار الاديان بات مناسبات بروتوكولية لاغ جدوى منها لكنه عدل عن رأيه واشار الى اهمية هذا الحوار بعد منصبه الجديد ... هل هناك تضاد في المشهد ؟
الدكتور الطيب كان من قبل يتكلم عن واقع حال فعلي، وهو نفس الواقع الذي تكلمت عنه ، اي اننا وصلنا الى حالة من الاجتماعات البروتوكولية لان ما هو اكثر من ذلك في احتياج الى امكانيات، الى تعاون، هذا لم يكن قائم. اذن الرجل كان على حق .
وحينما جاء الى الازهر اصبح لديه القرار والسلطة وشعرت القيادات الاسلامية المحلية والعالمية ان نظرة الدكتور الطيب تغيرت لانه اصبح صانع قرار وهذا معناه انه هو شخصا يريد للامر ان يمضي كما وضح تاليا ولا ننسى ان دراسته في السوربون كان لها اثر في جعله انساناً منفتحاً على الاخر .
مؤخرا زار البطريرك انطونيوس نجيب بطريرك الاسكندرية للاقباط الكاثوليك الدكتور الطيب وجرى حديث عن تكوين لجنة حوار كاثوليكية محلية مع الازهر .. كيف تقيم هذه الفكرة ؟
الحوار على المستوى المحلي امر مهم وقائم ولا يتعارض مع الحوار الاوسع المباشر مع الفاتيكان وانت كشيخ للازهر في قلب عالمية الاسلام، انت ايضا في مصر والحوار على ارض مصر يخدم الاستقرار والامان والجالية الكاثوليكية القبطية في مصر جالية هامة وفكرة هذه اللجنة تعطي رسالة عن استعداد الدكتور الطيب والازهر للانفتاح على كافة الطوائف المسيحية وليس على الاقباط الارثوذكس فقط بوصفهم اكثرية عددية بين مسيحي مصر فهو منفتح كذلك على الانجيليين وعلى الانجليكان وهناك تعاون كبير مع الجميع (منقول من زينــت)
وليم اسكندر .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى