- وليم اسكندر ابراهيمعضو VIP
العذراء مريم
الثلاثاء ديسمبر 15, 2009 12:56 pm
العذراء أعلى من الأنبياء
في اللاهوت الكنسي ترتفع العذراء في درجة قربها من الله ، وبالتالي قداستها وشفاعتها ، أكثر من الأنبياء لأن سرّ العذراء القديسة مريم أعلى من موهبة النبوة .
الأنبياء قبلوا الروح القدس في الذهن والفم لينطقوا بكلام الله إلى فترة زمنية حسب مقاصد الله ، أما العذراء فقبلت أن الروح القدس يتحد بكل كيانها حتى يستطيع كلمة الله أن يأخذ من لحمها ودمها جسداً لهُ .
الأنبياء كانوا آنية حملت الكلمة الإلهية إلى حين ، ثم فارقتهم ، فرجعوا كما كانوا غرباء عن كلمة الحياة ؛ أما العذراء فقد ارتبطت بـ ( كلمة الله ) كأم بقدر ما ارتبط ( كلمة الله ) بالعذراء كابن لها بالجسد ، فالعذراء ما تزال إلى الأبد حاملة صلة الأمومة لابن الله الكلمة المتجسد ، بقدر ما أصبح وما دام ابن الله حاملاً للقب ابن الإنسان .
العذراء نبيه
وإن البرهان على صحة عقيدة الكنيسة بأن العذراء أعلى من الأنبياء هو أن تكون العذراء أولاً نبيه ، وثانياً تأتي بنبوة أعلى مما أتى به الأنبياء !!!
من جهة المنطق ، لم يكن ممكناً أن تحمل العذراء (( بالكلمة )) ، كلمة الله ، وتبقى بدون نبوة ، بل بمجرد أن سكن (( الكلمة )) كلمة الله الآب في أحشاء الدائمة البتولية ، امتلأت ببهجة الخلاص وفتحت فاها مسبحة باسم الله القدوس ونطقت بعظائم الله :
(( فقالت مريم : تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته . فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني . لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس )) ( لو1: 46 – 48 )
هذه تسبحة نبوية ذات استعلان نبوي فائق ، تمتد تغطيتها الزمنية إلى كل الدهور ، وقد تحققت من يوم نطقت بها العذراء مريم الدائمة البتولية إلى اليوم بل وستستمر إلى كل الأجيال .
ولم نسمع قط على مر التاريخ كله أن نبياً يقول ( جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم ) ، بل على النقيض نسمع إشعياء عظيم الأنبياء يقول : " ويل لي . إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين !!! " ( إش 6: 5 )
بل لم يجرؤ أي نبي يقول ( جميع الأجيال تطوبني )
فالعذراء القديسة مريم البتول ، بقولها العجيب هذا تكشف مرة واحدة عن حالة انتساب وقُربَى لله فائقة على كل المستويات البشرية ، فهي تعلن بوضوح وعمق الاتضاع وبكل جرأة من أحب الله بصدق وأصالة وبكل أمانة ، أن القدير منحها حالة مجد دائم على الأرض وفي السماء بعد انتقالها .
حقيقي أن كل إنسان يمكن أن يتمجد من الله جزاء سلوك معين أو لحبه الحلو وصدق إيمانه بالله أو بطاعته لله بكل صدق القلب ، ولكن أن يوهب الإنسان أن جميع الأجيال تمجده في كل العصور ، أي بصورة دائمة ، لا كجزاء عن عمل صنعه أو سلوك أكمله بل عن استحقاق فائق من الله بسبب عظائم صنعها به الله ، فهذا شيء لم يُسمع به في دائرة تاريخ الإنسان على الإطلاق .
السلام للعذراء القديسة مريم الدائمة البتولية التي ولدت الله بالحقيقة السلام لك يا مريم يا ممتلئه نعمة الرب معك مباركة انت في النساء ومبارك ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح
يا قديسة مريم يا والدة الله صلي لاجلنا نحن الخطاة الان وفي ساعة موتنا امين
اذكروني في صلواتكم
وليم اسكندر
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى