- الإكليريكي/ مايكل وليمعضو VIP
تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول الجنس والزواج.......
الثلاثاء أغسطس 14, 2007 4:45 pm
تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول الجنس والزواج
من أقوال البابا يوحنا بولس الثانيكونوا أحراراً من كل أنواع العبودية، لا سيّما الممارسات الشاذة ( بيونس ايرس 1987)
كم عدد الذين يعتقدون أنّه لأجل أن المجتمع يقبل بعض الأنواع من السلوك، فهم على حق أخلاقياً.. إنّهم يهينون عطيّة الجنس الرائعة " ( مانيلاّ 1995)
أناشد الشباب بصفة خاصة، أن يعيدوا اكتشاف غنى الحكمة، وكمال الضمير، والفرح الداخلي النابعين من احترام الجنس الإنساني المتفهّم كعطيّة عظيمة من الله، والمعاشة طبقاً لحقيقة معنى الذوات المرتبطة زواجياً ( دنفر 1993)
عندما يُفكّر معظم الناس في تعليم الكنيسة الكاثوليكية حول الجنس والزواج، فلا ينظرون إليه نظرةً إيجابية. فقد وصل إلى مسامعهم أفكار غامضة أن الكنيسة تُنادي بأن ممارسة الجنس خارج الزواج خطيئة، وبالتأكيد لم يتلقوا تفسيراً واضحاً حول سبب هذا التصريح في ذلك الوقت وفي هذا السن. وأقصد بذلك أنه في هذه الأيام دخل الجنس في كل شيء، بل ويمكن استخدامه لشراء حاجاتنا بدءاً من معجون الأسنان حتى إطارات السيارات.
هناك فئة من الناس تعتقد أنه يجب على الكنيسة أن تتأخر وتكبت وتعقّد بعض الأمور بلا جدوى.. حسناً هذه الفئة لم تلتقِ بالبابا يوحنا بولس الثاني.
إن المعنى الزوجي للجسد مشتق من لاهوت الجسد، لأجل هؤلاء اللذين لم تُقرأ أوراقُهم في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات سوف أشرحها. في كل أربعاء يُقدم البابا ما هو معروف بلقاء الأربعاء، يتحدث في ميدان القديس بطرس للسيّاح، وبعض السيدات الإيطاليات المسنّات، وبعض الصحفيين.
قضى أغلب الباباوات هذا الوقت في التحدّث عن ولاية الكنيسة، أو الوسائل العامة لتكون كنيسة مقدسة، وموضوعات أخرى من هذا القبيل. ما عدا هذا البابا الذي قضى الخمسة سنوات الأولى في التحدّث عن الجنس والزواج. نعم لقد أدرك هذا البابا وجود بعض الغموض بين الشعب الكاثوليكي، ويتركز في الفهم الخاطئ للأمور الجنسية، لذا استخدم البابا هذا اللقاء كي يساعد على توضيح الأمور.
ماذا يقول البابا عن الجنس لمدة خمسة سنوات متواصلة ؟
لا تفعلوا هذا..لا تفعلوا هذا..لا تفعلوا هذا..لا تفعلوا هذا.. لا تفعلوا هذا
لم يكن هدفه فقط أن يقول لنا كي ننتظر حتى الزواج حتى نمارس الجنس، لقد أراد، وما زال يريدنا أن نتفهّم أهمية الجنس في خلق الله، وكيف يُشير بدوره إلى سر الزواج.
يريد البابا منّا أن نفهم أن الله خلق الجنس ليعبّر عن معنى محدد، ولغة محددة.
يريدنا أن ننظر للجنس كعطية رائعة من الله، ولكي نحيا حقيقة أجسادنا.
يريدنا أن نختبر ونلمس الفرح الكامن في أعماقنا الصادر من قولنا "لا"للممارسة الجنسية الخاطئة، لكن من تفهّم لماذا قلنا ذلك.. إنه الفرح الناتج من إدراكنا أن كلمة "لا" هي وحدها جزء من "نعم" كبيرة لمخطط الله لنا. يبدأ البابا يوحنا بولس بالعودة إلى سفر التكوين، للخلق عندما خلق الله الجنس والزواج:
"فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلق البشر، ذكراً وأنثى خلقهما، وباركهم الله، فقال لهم: انموا واكثروا واملئوا الأرض (تك1/27-28)
ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بامرأته، فيصيران جسداً واحداً" (تك 2/24).
في رواية الخلق كما هي في سفر التكوين، قال الله بعد خلق آدم:"لا يحسن أن يكون الإنسان وحده" فالله لا يتكلّم عن آدم فقط، فهو يتكلّم عنّا أيضاً. فلم يخلقنا الله لنحيا في الحياة بمفردنا، بل خلقنا لنحيا حياتنا، ليس فقط لأنفسنا ولكن لأجل ومع أناسٍ آخرين.فعندما نلجأ للحياة داخل جزر ذواتنا المنعزلة، نستسلم للانفرادية والوحدة والمرارة..هذه ليست بحياة. إننا نريد أن ندمج حياتنا مع حياة أناس آخرين، نريد أن نتجاوز ذواتنا، نريد أن نتواجد أيضاً في مجال حياة كل إنسان، وليس فقط في مجالنا.
هكذا خلق الله حوّاء، فقال آدم:"هذه الآن عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي" تك2/23 لقد رأى آدم للمرة الأولى إنساناً آخر، طريقاً آخر لكي نكون ذواتنا، لقد رأى آدم شخصاً ما، مساوياً له، مثله، يستطيع أن يشاركه حياته. لقد أعطى الله الوجود لأدم وحوّاء لتحقيق غاية تفوق الحياة لذواتهم فقط، لقد خُلقوا ليحيوا لأجل الخير العام{خير الآخر وخير الجماعة التي سيُكوّنوها}.. لقد خُلقوا ليجدوا كمالهم خلال اهتمام كلٍ منهم بالآخر.
ننتقل إلى مشهد آخر غير مألوف، الرجل وإمرأته، كلاهما عريانان، ولا يخجلان، كيف فعلا ذلك؟ هل أجسادهم مثل أجسادنا؟ أم هي فائقة الطبيعة؟ ما أريد أن أقوله هو ما تتساءل عنه مجلّة بلاي بوي Play Boy "لماذا استطاعا أن يكونا عريانين ولا يخجلان؟ أن السبب الذي جعلهما يفعلان ذلك: إنهما كانا يثقان كلّيةً في بعضهما البعض قبل الخطيئة الأصلية. فيذكر الكتاب المقدس " الرجل وامرأته" أي أن آدم وحوّاء كانا متزوجين، في أروع صورة زوجية، كانا ملتزمين كلّية بعهد لبعضهما البعض، رغم أنه لم يكن لديهما أي فرصة لاختيار بعضهما.كان شغل آدم الشاغل البحث عمّا هو الأفضل لحوّاء، وبالمثل نفس الأمر بالنسبة لحوّاء، وقد عرف كل منهما ذلك.. أدركت حوّاء أنّها يمكنها أن تثق كلّية في آدم، مدركةً أنه لن يستغلّها، بالمثل بالنسبة لأدم. لذا كان من السهل على حوّاء أن تعيش كلّية لأجل آدم، لأنها أدركت أنّه يعيش كلّيةً لأجلها أيضاً.لذلك فهو لم يأخذ ميزة لكرامتها. كانت هذه حالة الإنسان الأول قبل الخطيئة الأصلية.. لقد أختبر آدم وحوّاء أروع قصة حب، أروع حياة زوجية.
Our Bodies are not just lumps of flesh that our souls ride
around it.كان الجنس بين الإنسان الأول وزوجته يفوق كونه وسيلة لللذة، كان امتدادا ورمزاً للحب الفائق الطبيعة والثقة المطلقة التي كانا يتمتعان بها.فمن خلال هبة أجسادهم لبعضهما البعض، يهبون معها ذواتهم بالمثل. تأكيداً لقول الكتاب المقدس: "لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويتحد بامرأته فيصيران جسداً واحداً {كيانا واحداً} فكلاهما يقول للآخر: أنا لكِ، أنا كلّي بجملتي لخدمتكِ، أنا أهب ذاتي لخيركِ ولخير أسرتنا حتى نهاية حياتي!! فمن خلال فعل الحب المجسّد في عطاء الذات يتعاونا مع الله، في عمله المفضّل، تكوين حياة جديدة للعالم.
هذا هو المعنى الزوجي للجسد، فالكتاب يقول أن أجسادنا ليست كتل من لحم تستحوذ أرواحنا داخلها، فأجسادنا هي ذواتنا، كياننا، وتعبّر عمّا في باطن الإنسان للعالم الخارجي، فالجسد وأفعاله لها مغزى، لغة،فلا يوجد في أي مكان ما هو أكثر حقيقة من لغة التعبير الجنسي.
لقد صمّم الله الجنس لكي يقول شيئاً ما، لكي يقول:
"أنا أهب ذاتي لك للأبد، وأكرّس نفسي لما هو الأفضل بالنسبة لك"
لا يقصد بذلك " أنا أعطي ذاتي لك الآن، ولكنّي سأستردها فيما بعد، أو أني أفعل ذلك لأستمتع بشيء ما".فالجسد له مغزى، للزواج، والقلب يعلم أن التعبير بلغة الجنس ينطق دائماً فيعلن عن الزواج، وقد فعله عندئذٍ، وما زال يفعله لليوم.
أليس ذلك رائعاً؟ أن يكون هناك ارتباط أبدي بينك وبين إنسانٍ آخر تُحبّه، ان يفعل ما هو لخيرك؟ شخص ما تستطيع أن تثق كلّيةً فيه، لا ينفصل عنك، لا يؤذيك، لا يجرحك، لا يتلاعب بك، شخصٌ ما يستطيع كلّية أن يقبلك ويُحبّك مهما كنت؟ عليك أن تكون حرّاً لكي تحب وتهب ذاتك كلّيةً للشخص الآخر، بلا شروط، لأنه عليك أن تعرف أن الطرف الآخر لن يستغل هذه الحالة. يمكنك أن تنفتح لأنك لن تحتاج لأن تحجب أو تحمي نفسك.تستطيع أن تؤثر وتعمل لأجل سعادة قرينك (شريكك)، واثقاً، مطمئناً، أن ذلك الشريك ينظر لخيرك…فالجنس مع شخصٍ ما تعرف أنه لن يتركك أبداً، لن يستخدمك أبداً، لن يقسو عليك سيكون تعبيراً عن حبٍّ نقي طاهر.
هذا المفترض أن يكون عليه الجنس، وبالتالي ما يكون عليه الزواج، تلك هي حقيقة الجسد، معنى الجسد الزواجي الذي قصده البابا. لذلك تعلّم الكنيسة الكاثوليكية بأن الزواج ارتباط أبدي، ليس قانوناً،إنه مجرّد وصف، ليس الزواج مجرّد علاقة بين شخصين. لا أنه علاقة ثالوثية، بين شخصين والله ثالثهما، فالله من خلال سر الزواج يربطهما برباط روحي أبدي لا ينحل. لذا ترفض الكنيسة الطلاق لأن الله لم يعطها السلطان فما جمّعه الله لا يُفرّقه الإنسان، وقد وضّح المسيح لليهود بأن كل من طلّق امرأته وتزوّج بأخرى، يجعلها تزني (مت5/32).
كثيراً ما يسألني الشباب عن بطلان الزواج؛ أليس ذلك مجرّد ترجمة كاثوليكية للطلاق؟ لا.. فبطلان الزواج لا يعني انفصال الزوجين في الوقت الراهن. في بطلان الزواج تنظر الكنيسة فيما حدث وقت الزواج لترى إذا كان ثمّة أمرٍ ما قد يحول دون اكتمال سر الزواج كالغش من أحد الطرفين، أو عدم الرغبة في الدوام والاستمرارية. عندئذ فما حدث في ذلك الوقت لم يعد زواجاً، ولا يربطهم أي رابط، بالتالي بطلان الزواج مجرّد إعلام بهذا الواقع، لكنّه لا يغيّر أي أمور، ولا يكسر الارتباط.
بالطبع لو كانت الأمور كما هي عليه كما هو الحال بين آدم وحوّاء ما كنا لننزعج بشأن الطلاق إطلاقاً، فحبهما كان طاهراً وثقتهما مكتملة. وللأسف تمضي كل الأمور الجميلة نحو النهاية، لقد أغرت الحيّة حوّاء فأكلت الثمرة، وسقطا الاثنان معاً، ففقدا كل امتيازاتهما، وقصرت الحياة.. لكن ماذا يعني هذا لبقيتنا؟ وماذا عن المعنى الزيجي للجسد ؟ وهل ينتصر الحب في النهاية ؟ أيمكن لسر الزواج أن يُصارع لأجل البقاء ؟
After the fall – Loving Turns to Using
بعد السقوط..تحوّل الحب إلى استعمال
أثّرت الخطيئة الأصلية تأثيراً بالغاً على العلاقة بين الجنسين، وقد تخطّى ذلك التأثير دائرة الجنس، فأثّرت على كل فرد في لقاءه بالجنس الآخر، سواء كان هناك اتصالاً جنسياً أو لا، كما أمتد تأثيرها إلى المتزوجين…بعد السقوط، قال الله لحوّاء أمراً في غاية الأهمية:" إلى زوجكِ يكون اشتياقكِ وهو يسودُ عليكِ" تك3/16 أي أن حواء ستتوق إلى الحصول على الوحدة الكلّية والثقة التي كانت لديهما قبل السقوط، وسيكون من الصعب جداً استردادها؛ وذلك لأن تجربة آدم ستكون في استخدام رغبة حوّاء للوحدة ليحصل على شيء لمنفعته الشخصية مثل الجنس أو الظهور.
"اختبأت لأني عريان" أول كلمة أجاب بها آدم على الله بعد الخطيئة.. كيف عرف آدم فجأة إنه عريان؟ كان فيما سبق عرياناً ولم يخجل ، فهل لاحظ عريه فجأة ؟ هل اختلف جسده عمّا سبق ؟ هل اكتشف امتلاء بطنه بسبب كئوس البيرة التي شربها مثلاً ؟
لا.. لم يتغيّر جسده، لكن شيئاً ما بداخله قد تغيّر. في الماضي كان جسده يُعبّر عن تكريسه الكلّي لحوّاء ولسعادتها، لكن الآن الموقف اختلف.. أدرك أنه لم يعد يهمّه البحث عن خيرها وسعادتها.. لا يهمّه سوى ذاته فقط. للمرة الأولى اكتشف أنه يمكنه استخدامها كي تسعده، وقد اكتشفت حوّاء نفس الأمر بالنسبة لآدم ..هذا الاستخدام المتبادل يُعد خطيئة، إنه مفهوم جديد للخطيئة.
الطامة الكبرى هي أن كل فرد اكتشف إمكانية اسـتخدام الآخر له، فتلاشت الثقة بينهما. تدرك حوّاء أن آدم قد يستخدمها، ويدرك آدم ذلك بالمثل، ربّما يبغي كل منهما استخدام الآخر واستغلاله، لكنهما في نفس الوقت لا يريدان أن يُستخدما، فيحصّنوا أنفسهما، يختفيان، خجلاً وخوفاً من الاستخدام وتنتهي حفلة الزواج الرائعة..!!
هذا الموقف يتشابه مع موقفنا اليوم، علينا أن ندرك أن هذا الكلام مُوجّه لأنا أيضاً وليس لأدم وحوّاء فقط، فقد تركت خطيئتهم آثارها علينا أيضاً، فنميل إلى الأنانية، واستغلال الآخر، والبحث عن منفعتنا الذاتية فقط، وفوق كل ذلك انعدمت الثقة تماماً.
It can be really tempting to use people
استخدام الآخرين هو تجربة حقيقية لنا للسقوط
آثّر كل من نقص الثقة واستخدام الآخرين على كل جوانب حياتنا، ربّما انعدمت الثقة؛ ربّما تشوّه معنى الجنس وتشوّهت معه العلاقات بين الجنسين.إننا نُريد أن نُحبِّ، وأن نحب ولكن بسبب ميلنا للخطيئة التي ورثناها من أبوينا الأولين اعتدنا على السقوط في تجربة استخدام الآخرين، وبدأنا في الاقتناع بمنطق السعي للحصول على ما تشتهيه ذواتنا؛ غير مهتمين بالضرر الذي احدثناه بالآخر.الجزء الآخر من المشكلة هو إننا لا نعرف على الإطلاق تفكير الناس عنّا، وغير مطمئنين فيما نثق فيهم. فيصبح من الصعب أن تتكلّم مع شخص يهتم بك بالفعل لذاتك أم يتظاهر بذلك كي يستخدمك لأغراضه[size=21].
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى