- ماريعضو نشيط
قصة الناسك وابليس
الجمعة أبريل 10, 2009 2:27 pm
« هذا الشعب قد اقترب الى بفمه واكرمنى بشفتيه واما قلبه فابعده عنى »
ليس هناك أقوى من انسانٍ يقاتل من أجل فكرة أو عقيدة ولكنّ قدرا كبيرا من غيرة الكثيرين ليست لأجل الله ولكن من اجل الدينار و"الأنا". ولو كان الله فى قلوبنا، لما خفنا العظما،ء بل كنا نوبخ الخطايا ولو كانت فى الملوك.
لنقدّم للهِ حضورنا حيثُ هو وضعنا مع عزيمتنا بالصراع من أجل ما نؤمن به..
ولنكن ثابتين في أمانتنا له وهو يريدنا كما نحن وله حيّزٌ في قلوبنا.. حتّى إذا لم نكن عندئذٍ، إلاّ حُصاةً أمام العديد،
لنبقى جنوداً وابناء صالحين ..
ونقف ثابتين..
ونقاوم كلّ موجات القذارةِ والأعمال الغير لائقة..
قصة الناسك المحارب
من قصص الكاتب توفيق الحكيم في إحدى قصصه القصيرة ، "ألناسك وأبليس "
أتخذ قوم شجرةً ،وصاروا يعبدوها ...... فلم يكد يقترب منها أحد النساك لكى يقطعها حتى ظهر له " أبليس " حائلا بينه وبين الشجرة ، وهو يصيح به :
- مكانك أيها الرجل ... لماذا تريد قطعها ؟
- لأنها تضل الناس .
- وما شأنك بهم ؟ دعهم في ضلالهم .
- كيف أدعهم ... ومن واجبي أن أهديهم ؟!
- من واجبك أن تترك الناس أحرارا ، يفعلون ما يحبون .
- أنهم ليسوا سوى أحرارا .... أنهم يصغون ألى وسوسة الشيطان ...
- أوتربد أن يصغوا ألى صوتك أنت ؟
- أريد أن يصغوا ألى صوت ألله .
- لن أدعك تقطع هذه الشجرة .
- لا بد لي أن أقطعها .
فتصارعا طويلا ......الى أن أنجلت المعركة عن أنتصار الناسك . وقال له :
- هل رأيت قوتي؟
فقال أبليس المهزوم بصوت مخنوق :
- ما كنت أحسبك بهذه القوة . دعني وأفعل ما شئت .
فأخلى الناسك سبيل الشيطان ... فلما كان اليوم التالي حمل فأسه ، وذهب يريد قطع الشجرة ، وأذا أبليس يخرج له من خلفها صائحا :
- أعدت اليوم أيضا لقطعها ؟
- قلت لك لا بد لي من أن أقطعها .
- أوتظنك قادرا على أن تغلبني اليوم أيضا ؟
- سأظل أقاتلك حتى أعلي كلمة ألحق .
فرأى أبليس النصر على هذا الرجل فقط عن طريق " الحيلة" . فقال له بلهجة الناصح المشفق :
- أتعرف لما أعارضك في قطع هذه الشجرة ؟أني ما أعارض ألا خشية عليك ورحمة بك. فأنك بقطعها ستعرض نفسك لسخط الناس . ما لك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك؟ أترك قطعها وأنا أجعل لك في كل يوم دينارين ...وتعيش في أمان وطمأنيتة .
- دينارين؟
- نعم ...في كل يوم تجدهما تحت وسادتك .
وافق الناسك بعد أن قطع له أبليس وعدا بذلك .. وصار يمد يده تحت وسادته كل صباح لمدة شهر ، . وفي ذات صباح مد ألناسك يده تحت الوسادة فخرجت فارغة . لقد قطع أبليس عنه قبض الذهب فغضب الناسك ، وذهب لقطع الشجرة ...فأعترضه أبليس في ألطريق ، وصاح فيه :
- مكانك ..ألى أين ؟
- ألى الشجرة أقطعها .
فقهقه ألشيطان ساخرا :
- بل لأزيل ألضلال وأضيىء مشعل الهداية .
- أنت ؟ - أتهزأ بي أيها أللعين ؟
- لا تآخذني .منظرك يثير الضحك .
- أنت الذي يقول هذا ، أيها الكاذب المحتال ؟
وأنقض ألناسك على أبليس متصارعين وأذا المعركة تنجلي عن سقوط الناسك تحت حافر أبليس .فقد أنتصر وجلس على صدر الناسك مزهوا متكبرا يقول له :
- أين قوتك ألآن أيها الرجل ؟
فخرج من صدر الناسك المقهور صوت كالحشرجة ( الغرغرة عند الموت وتردد النفس ) يقول :
- أخبرني كيف تغلبت أيها الشيطان ؟.
- لما غضبت لله غلبتني !،،، ولما غضبت لنفسك غلبتك.... لما قاتلت لعقيدتك صرعتني ... ولما قاتلت لمنفعتك صرعتك
ليس هناك أقوى من انسانٍ يقاتل من أجل فكرة أو عقيدة ولكنّ قدرا كبيرا من غيرة الكثيرين ليست لأجل الله ولكن من اجل الدينار و"الأنا". ولو كان الله فى قلوبنا، لما خفنا العظما،ء بل كنا نوبخ الخطايا ولو كانت فى الملوك.
لنقدّم للهِ حضورنا حيثُ هو وضعنا مع عزيمتنا بالصراع من أجل ما نؤمن به..
ولنكن ثابتين في أمانتنا له وهو يريدنا كما نحن وله حيّزٌ في قلوبنا.. حتّى إذا لم نكن عندئذٍ، إلاّ حُصاةً أمام العديد،
لنبقى جنوداً وابناء صالحين ..
ونقف ثابتين..
ونقاوم كلّ موجات القذارةِ والأعمال الغير لائقة..
قصة الناسك المحارب
من قصص الكاتب توفيق الحكيم في إحدى قصصه القصيرة ، "ألناسك وأبليس "
أتخذ قوم شجرةً ،وصاروا يعبدوها ...... فلم يكد يقترب منها أحد النساك لكى يقطعها حتى ظهر له " أبليس " حائلا بينه وبين الشجرة ، وهو يصيح به :
- مكانك أيها الرجل ... لماذا تريد قطعها ؟
- لأنها تضل الناس .
- وما شأنك بهم ؟ دعهم في ضلالهم .
- كيف أدعهم ... ومن واجبي أن أهديهم ؟!
- من واجبك أن تترك الناس أحرارا ، يفعلون ما يحبون .
- أنهم ليسوا سوى أحرارا .... أنهم يصغون ألى وسوسة الشيطان ...
- أوتربد أن يصغوا ألى صوتك أنت ؟
- أريد أن يصغوا ألى صوت ألله .
- لن أدعك تقطع هذه الشجرة .
- لا بد لي أن أقطعها .
فتصارعا طويلا ......الى أن أنجلت المعركة عن أنتصار الناسك . وقال له :
- هل رأيت قوتي؟
فقال أبليس المهزوم بصوت مخنوق :
- ما كنت أحسبك بهذه القوة . دعني وأفعل ما شئت .
فأخلى الناسك سبيل الشيطان ... فلما كان اليوم التالي حمل فأسه ، وذهب يريد قطع الشجرة ، وأذا أبليس يخرج له من خلفها صائحا :
- أعدت اليوم أيضا لقطعها ؟
- قلت لك لا بد لي من أن أقطعها .
- أوتظنك قادرا على أن تغلبني اليوم أيضا ؟
- سأظل أقاتلك حتى أعلي كلمة ألحق .
فرأى أبليس النصر على هذا الرجل فقط عن طريق " الحيلة" . فقال له بلهجة الناصح المشفق :
- أتعرف لما أعارضك في قطع هذه الشجرة ؟أني ما أعارض ألا خشية عليك ورحمة بك. فأنك بقطعها ستعرض نفسك لسخط الناس . ما لك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك؟ أترك قطعها وأنا أجعل لك في كل يوم دينارين ...وتعيش في أمان وطمأنيتة .
- دينارين؟
- نعم ...في كل يوم تجدهما تحت وسادتك .
وافق الناسك بعد أن قطع له أبليس وعدا بذلك .. وصار يمد يده تحت وسادته كل صباح لمدة شهر ، . وفي ذات صباح مد ألناسك يده تحت الوسادة فخرجت فارغة . لقد قطع أبليس عنه قبض الذهب فغضب الناسك ، وذهب لقطع الشجرة ...فأعترضه أبليس في ألطريق ، وصاح فيه :
- مكانك ..ألى أين ؟
- ألى الشجرة أقطعها .
فقهقه ألشيطان ساخرا :
- بل لأزيل ألضلال وأضيىء مشعل الهداية .
- أنت ؟ - أتهزأ بي أيها أللعين ؟
- لا تآخذني .منظرك يثير الضحك .
- أنت الذي يقول هذا ، أيها الكاذب المحتال ؟
وأنقض ألناسك على أبليس متصارعين وأذا المعركة تنجلي عن سقوط الناسك تحت حافر أبليس .فقد أنتصر وجلس على صدر الناسك مزهوا متكبرا يقول له :
- أين قوتك ألآن أيها الرجل ؟
فخرج من صدر الناسك المقهور صوت كالحشرجة ( الغرغرة عند الموت وتردد النفس ) يقول :
- أخبرني كيف تغلبت أيها الشيطان ؟.
- لما غضبت لله غلبتني !،،، ولما غضبت لنفسك غلبتك.... لما قاتلت لعقيدتك صرعتني ... ولما قاتلت لمنفعتك صرعتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى