[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الباب الثالث 10 مثال من الكتاب لصلاة التعليم إيليا النبي الهارب (1ملوك 19) أرسلت إيزابل رسولاً إلى إيليا تقول: هكذا تفعل الآلهة وهكذا تزيد، إن لم أجعل نفسك كنفس واحد منهم، في نحو هذا الوقت غدًا. عندما سمع إيليا ذلك خاف، وقام ومضى لأجل نفسه، وأتى إلى بئر سبع التي ليهوذا وترك غلامه هناك. وجلس تحت رتمة وطلب الموت لنفسه، وقال «قد كفى الآن يا رب خذ نفسي لأني لست خيرًا من آبائي».
لقد شعر إيليا بالخوف والإحباط واليأس، وترك خدمته وشركته وطلب من الرب أن يأخذ نفسه. حتى أنه عندما سأله الرب «ما لك ههنا يا إيليا؟» كان الرد: «إن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف فبقيت أنا وحدي، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها». وعندما كرّر الرب السؤال عليه خارج المغارة كانت الإجابة نفس الإجابة. ومن هنا نرى أن إيليا عندما فكّر في تهديد إيزابل، وفسّر أموره بطريقة منطقية بشرية؛ توصّل إلى استنتاج مخيف: أنه ميت لا محالة، ولا أمل في النجاة. ولهذا خاف، وشعر باليأس، وطلب من الرب أن يأخذ نفسه. ولكن ماذا كان العلاج الإلهي لهذا النبي الخائف الهارب اليائس؟ لقد عالجه الرب بتصحيح مفاهيمه وتعليمه وإرشاده. فقد صحح له الرب ثلاثة أمور، كانت سبب خوفه وإحباطه: أولا: صحّح الرب له استنتاجه أنه بقى وحده. لقد قال له إنك لست وحدك تعبدني ولكني أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل الركب التي لم تجث للبعل وكل فم لم يقبله. ثانيا: صحّح الرب له توقعاته، فالرب يتعامل معنا ليس بالريح العظيمة التي تشق الجبال وتكسر الصخور أو الزلزلة أو النار، بل في صوت منخفض خفيف. إن الله موجود وعمله أكيد، ولكن بصورة تختلف عن توقعاتنا البشرية. ثالثًا: صحّح له قراراته، فبدلاً من أن يطلب الموت لنفسه، أرسله الرب راجعا ليمسح حزائيل وياهو ويمسح أليشع نبيًا عوضًا عنه. إن الرب في علاجه لخوفك ليس يسمعك ويضمك فقط، لكنه يعلّمك ويرشدك أيضًا. لقد أثبتت الأيام صدق الرب وكذب إيزابل. فإيليا لم يرَ الموت مطلقًا، لكنه صعد حيًّا في مركبة نارية إلى السماء. وإيزابل لم تستطع أن تقتل إيليا، بل أن إيليا تنبأ عليها بالموت فماتت ولحست الكلاب دمها.
أخي القارئ.. إن الكثير مما تخاف منه لن يحدث أبدًا، بل قد يحدث عكسه تمامًا! تعالَ إلى الرب في محضره، ليصحِّح استنتاجاتك وتوقعاتك وقراراتك، ليعلِّمك طريقه وليس طريقك. وأيضًا ليرشدك ماذا تفعل وكيف تتصرف وماذا تختار. ثق أنه يعلِّمك. كثيراً ما تخدعنا تفسيراتنا واستنتاجاتنا؛ فنعيش أسرى خوف كاذب أو قلق زائف.
مجدي صموئيل
|