المنسينيور مسلم: سنقاطع احتفالات بيت لحم لاستقبال قداسة البا

المنسينيور مسلم: سنقاطع احتفالات بيت لحم لاستقبال قداسة البابا إذا لم يسمح لنا بلقائه في القدس






وفـا- أعلن المنسينيور منويل مسلم، راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة، اليوم، أن المسيحيين الفلسطينيين سيقاطعون احتفالات بيت لحم لاستقبال قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، بابا الفاتيكان، إذا لم يسمح لهم بلقائه في مدينة القدس.


ورأى المنسينيور مسلم أن زيارة قداسة البابا كان يجب أن لا تتم والمدينة المقدسة رازحة تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأن شعبنا يرحب به وبخلفائه في ظروف تكون القدس فيه محررة وفيها أصحابها الشرعيين.

وشدد في كلمة له في احتفال أقامته مدرسة العائلة المقدسة بمناسبة يوم الأرض الخالد تحت عنوان 'يوم الأرض.. أرض القدس'، على أنه لا حوار على القدس، وكل حوار عليها، عبثي مرفوض ولا جهاد لغير القدس، وأن كل موت في سبيل غيرها عبثي مرفوض، ومرفوض الحوار الذي لا يدعمه دم ومرفوض سفك الدم الذي لا يسانده حوار.

وقال: 'لا تسألوا الآن السلام للقدس بل اعملوا للعدالة، التي تلد السلام للقدس، في هذا الزمن تعيش فلسطين أرضنا، أقسى لحظات عمرها، فالجدران الالتفافية تطوق عنقها وتخنقها والبناء الاستيطاني يثقل كاهلها ويمزق ثياب فخرها وحشمتها والحفريات في جسدها تنخرها كما ينخر الزيتون، وهدم البيوت يشوه نعومة وجنتيها ونزيف سكانها يصيب رأسها بالدوار والخنادق تحت الأقصى تزعزع أركانه'.

وأضاف أن فلسطين تنوح على أبنائها عامة وفي قطاع غزة خاصة، وقد روت دماؤهم ترابها المقدس بعد حرب بربرية عليها، وشرقت سجون إسرائيل بآلاف السجناء، وأن صوت الصلاة في الأقصى لا يُسمع من ضجيج الحفريات تحته وبقربه، كذا صراخ مدينة بيت لحم من آلم حبل الاستيطان والجدار الملتفّ حول رقبتها لا يُسمع بسبب صوت مناشير الحجر والبناء في جبل 'أبو غنيم'، كما أن بكاء مخيم جنين لا تسمعه أمه الناصرة المحتلة'.

واستهجن المنسينيور مسلم أن أحدا في أوروبا وأميركا، لا يسمع هدير طائرات إسرائيل ولا قصف مدافعها وزوارقها الحربية وهي تدمر قطاع غزة على رؤوس أبناء شعبنا، بل يسمع العالم الأطرش فقط صوت صواريخ وقذائف المقاومة الفلسطينية، وأن إرهاب دولة إسرائيل يصبح حق حماية شعبها وحدودها، متسائلاً: ومن أين لها حدود!! ومقاومتنا نحن تحت الاحتلال تصبح إرهاباً مدمراً.

واستغرب أن يتنادى رؤساء العالم حتى في المحافل الدولية ويتباكون ويستصدرون قرارات دولية حول جندي إسرائيلي واحد أسير، ولا يلتفت أحد إلى أثني عشر ألف أسير وعائلة فلسطينية يعانون من غياهب سجون إسرائيل عقوداً وعقوداً، مشدداً على أن إسرائيل تخطئ إن قالت:' القدس ليست لفلسطين'، فالوردة وعطرها شيء واحد، والقدس وشعبها الفلسطيني شيء واحد، وأن كل شعبنا بوصلته القدس وأن القدس بوصلة السلام، ولا سلام دون القدس.

ولفت إلى أن المهندسين المسيحيين الأولين، كانوا يثبتون اتجاه الخرائط إلى القدس ومن هذا التثبيت أخذ اتجاه الشمال، وأن إسرائيل اليوم صنعت ميدالية وفيها بوصلة تتجه دائماً نحو القدس، فحبذا لو قام المسؤولون عن لجنة القدس عاصمة الثقافةالعربية 2009 وصنعوا للفلسطينيين ذلك.

ودعا مسلم ليوم فيه تترابط الأيدي في كل فلسطين من أجل القدس، يوم يكتب فيها كل الفلسطينيين كلمة القدس على أيديهم، يوم يكتب فيه اسم القدس على جميع جباه الأطفال في كل المدارس، يوم يحيّي فيه بعضنا بعضا: 'القدس لنا'، مشدداً على أن القدس في عيون أبناء شعبنا وسيبقى يتقلب ظهراً إلى بطن حتى يستريح فيها.

وبدورهم، اعتبر عدد من المتحدثين، ممثلي فصائل العمل الوطني والإسلامي، أن الاحتفال بيوم الأرض، هو عنوان التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، التي قدم القادة والشهداء حياتهم ثمناً لها، مشيرين إلى أنه عندما نتحدث عن الأرض، لا يمكن ذلك إلا ونحن متحدين ومتمسكين بالثوابت، في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وشددوا على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، كعنوان لتمسك بالقضايا والثوابت المتعرف عليها لدى جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي، متمنين أن يكون في نهاية المطاف حوار وطني، عبر التوقف عن الحملات التحريضية، والالتفات جميعا إلى جو إيجابي يسوده محبة وعلاقات طيبة، حتى يتسنى المحافظة على تضحيات وتاريخ شعبنا، من خلال الدخول إلى منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

وتساءلوا متى تعود لقطاع غزة مكانته، كرافعة للمشروع الوطني الفلسطيني، والذي حمل المشروع الوطني منذ خمسينيات القرن الماضي، واليوم يئن شعبه تحت وطأة الانقسام، مشددين على أن القطاع يستعيد دوره رافعة وحاملة للمشروع الوطني الفلسطيني، عندما ينتهي هذا الانقسام، ويستعيد شعبنا وحدته الوطنية.

من جهته، استعرض المؤرخ الدكتور سليم عرفات المبيض، تاريخ القدس والقضايا الفلسطينية طوال القرن الماضي، من عام 1900 وحتى يومنا هذا، لافتاً إلى أن الحزبية والفئوية الضيقة والنزعة العائلية، هي التي كانت دوما تفشل أي جهود لتحرير الوطن.

وكان احتفال 'يوم الأرض.. أرض القدس'، الذي حضره حشد من المواطنين وممثلي فصائل العمل الوطني، استهل واختتم بالسلام الوطني، وتخلله فقرات فلكلورية وطنية، وتوج بغرس شجرة زيتون في باحة مدرسة العائلة المقدسة، باسم 'القدس'.