القديس بطرس
الإثنين مارس 30, 2009 7:54 am
1 الدعوة:
إن اسم كيفا الذي أطلقه المسيح على سمعان (متى 16: 18، يوحنا ا: 42، راجع 1 كورنتس 1: 12، 15: 5، غلاطية 1: 1
يعني "صخر". وبفضل النعمة المعلّقة على هذا الاسم الجديد الذي يعبّر عن
المهمّة المعينة له، يشترك سمعان بطرس في هذه الصفات التي ينسبها الكتاب
المقدس إلى الله وإلى مسيحه، ألا وهي الصلابة التي تدوم والأمانة التي لا
تتزعزع. وهذا ما يبين مركزه الفريد. لا يرجع اختيار بطرس إلى شخصيته مهما
كانت جذّابة، ولا إلى أي فضل فيه (حتى قبل إنكاره). وإنما يرتكز هذا
الاختيار المجاني وما يتبعه من رفعة على الرسالة التي عهد المسيح إليه
بها، والتي سوف يتمّمها فيما بعد، في الأمانة و الحب (يوحنا 21: 15- 17).
02 الأوليّهَ:
كان
سمعان من بين الأوائل الذين دعاهم يسوع لأتباعه، (يوحنا 1: 35- 42). بل
توحي الأناجيل الإزائية بأن بطرس هو أول المدعوين (متى 4: 18- 22//)،
قاصدين إظهار أوليّته مسبّقاً، منذ حياة يسوع الأرضية. وأيّاً كان الأمر،
يحتلّ بطرس مكانة فائقة ما بين التلاميذ، في رأس قائمة الرسل (متى 10: 2)،
وقائمة جماعة الثلاثة المفضلين (راجع متى 17: 1//). وفي كفرناحوم، يجعل
يسوع من بيت بطرس إقامته المألوفة (راجع مرقس 1: 29)، وهو الذي يتكلم
دوماً باسم الآخرين (متى 16: 23، 18: 21، 19: 27)، وبخاصة في اللحظة
الخطيرة التي يعترف فيها بأن يسوع هو المسيح المنتظر (متى16: 16//، يوحنا
6: 6.
والرسالة الموجهة للنساء بعد القيامة (مرقس 16: 7) تتضمّن ذكراً خاصاً
لبطرس. ويتيح يوحنا له أن يكون أول من يدخل القبر (يوحنا 20: 1- 10)،
وأخيراً، يظهر المسيح بنوع خاص بعد القيامة لكيفا قبل ظهوره للاثني عشر(
لوقا 24: 34، 1 كورنتس 15: 5). وفي كل موضع، في العهد الجديد، تبرز أوليّة
بطرس. ولكن لا يعفيه هذا الامتياز من ضرورة البحث الجاد عن قصد الله (راجع
أعمال 10- 15 وغلاطية 2، في خصوص انتشار الكنيسة بين الأمم) كما أنه لا
يلغي المسئولية الجماعية للرسل، ولا مبادرات الأشخاص الآخرين مثل بولس،
فهذا الأخير، بعد هدايته، ومع وعيه بدعوته الخاصة (غلاطية 1: 15- 16)،
يصعد إلى أورشليم للقاء بطرس (غلاطية 1: 1.
وإن كان بولس يوبخ بطرس بمناسبة حادث أنطاكيا (غلاطية 2: 11- 14)، لتردّده
حول الموقف الواجب إتّباعه في حالة عملية، مع ذلك فهو يكلمه بهذه اللهجة،
باعتباره صاحب السلطة وقائد مسيرة الكنيسة.
03 الرسالة:
تعتمد أوليّة بطرس هذه على رسالته، التي تفصح عنها نصوص إنجيلية عدة.
أ) متى 16: 13- 23:
يقيم
المسيح بطرس صخراً (راجع إشعيا 51: 1- 3، متى 3: 9)، وأساساً لجماعته
الاسكاتولوجية، ويكلفه برسالة ينبغي أن يفيد منها جميع الشعب، على مثال
رسالة ابراهيم. والكنيسة، المقامة على بطرس، تضمن الانتصار على قوى الشر،
التي هي سلطات الموت. وهكذا قد عهد إلى بطرس، الذي اعترف بأنّ يسوع هو ابن
الله الحي، بأسمى رسالة ألا وهي تجميع بني البشر في جماعة تمنح لهم
السعادة والحياة الأبدية. وكما أنه في الجسم، لا يمكن أن تتوقف وظيفة
حيوية، كذلك في الكنيسة، الكائن الحيّ والمحيي، لا بد لبطرس أن يكون
حاضراً على الدوام، من أجل توصيل حياة المسيح إلى المؤمنين دون ما توقف.
ب) لوقا 22: 31- 32 وأعمال الرسل:
مع
التلميح إلى اسمه دون شك، يخبر يسوع بطرس بأنه ينبغي له، بعد رجوعه عن
إنكاره، أن "يثبّت" إخوته. ولن يزول إيمانه، بفضل صلاة يسوع. هذه هي رسالة
بطرس، كما يصفها لوقا في أعمال الرسل. فهو يرأس الجماعة الملتئمة في
العليّة (أعمال 1: 13)، ويشرف على عملية انتخاب متّيا (1: 15)، ويحكم على
حننيا وسفيرة (5: ا- 11)، وباسم سائر الرسل الموجودين معه، يعلن للجماهير
تمجيد المسح القائم من بين الأموات ويبشر بفيض الروح (2: 14- 36)، ويدعو
إلى المعمودية جميع الناس (2: 37- 41)، ممن فيهم "الوثنيين" (10: 1، 11: 1،
ويتفقّد جميع الكنائس (9: 32). وبمثابة علامات تؤيد سلطانه على الحياة
يشفي المرضى (3: 1- 10) ويقيم ميّتاً، باسم يسوع (9: 36- 42). ومن جهة
أخرى، إن بعض الأحداث مثل تبرير بطرس لمسلكه في تعميد كرنليوس (11: 1- 1،
وتداول مجمع أورشليم (15: 1- 35)، وكذلك بعض تنويهات بولس (غلاطية 1: 18
إلى 2: 14)، كل هذه توضح أن في الإدارة الجماعية لكنيسة أورشليم، كان
يعقوب يحتلّ مركزاً هاماً، وأن لموافقته أهمية عظمى. ولكنّ هذه الوقائع
وسردها، بدلاً من أن تقيم عقبة في سبيل أوليّة بطرس ورسالته، فإنها توضّح
معناها العميق. فسلطة يعقوب، في الواقع، لا تتأصّل من نفس الجذور التي
يستمد منها بطرس سلطته: فمند تلقّى هذا الأخير -بناء على أساس فريد مع كل
ما يترتب على ذلك- رسالة نقل الإيمان سالماً (راجع غلاطية 1: 1، واستؤمن على مواعد الحياة (متى 16: 18- 19).
جـ) يوحنا 21:
وفي
صورة رسمية، ولعلها قانونية، يعهد المسيح بعد القيامة، ثلاثاً، إلى بطرس،
بالعناية بالقطيع كله، حملاناً وخرافاً. وأنه على ضوء مثل الراعي الصالح
(يوحنا 10: 1- 2،
ينبغي فهم هذه الرسالة. يخلّص الراعي الصالح خرافه، جامعاً إياها في قطيع
واحد (10: 16، 11: 52)، ويمنح لها الحياة بوفرة، ومن أجلها يبذل حياته
الخاصة (10: 11). لذلك فإن المسيح، إذ ينبئ بطرس باستشهاده الوشيك، يضيف
قائلاً: "اتبعني". فإن كان عليه أن يسير على خطى سيّده، فلا يكون ذلك فقط
ببذل حياته، وإنما بتوصيل الحياة الأبدية لخرافه، حتى لا تهلك أبداً (10: 2.
و"باتّباعه" المسيح الصخرة والحجر الحيّ (1 بطرس 2: 4) وبصفته الراعي الذي
له سلطة ضمّ المؤمنين إلى الكنيسة، أي إنقاذهم من الموت، وتوصيل الحياة
الإلهية إليهم، ينشئ بطرس وظيفة أساسية في الكنيسة، ويصبح هكذا بكل حقّ
نائب المسيح. تلك هي رسالته وتلك هي عظمته.
إن اسم كيفا الذي أطلقه المسيح على سمعان (متى 16: 18، يوحنا ا: 42، راجع 1 كورنتس 1: 12، 15: 5، غلاطية 1: 1
يعني "صخر". وبفضل النعمة المعلّقة على هذا الاسم الجديد الذي يعبّر عن
المهمّة المعينة له، يشترك سمعان بطرس في هذه الصفات التي ينسبها الكتاب
المقدس إلى الله وإلى مسيحه، ألا وهي الصلابة التي تدوم والأمانة التي لا
تتزعزع. وهذا ما يبين مركزه الفريد. لا يرجع اختيار بطرس إلى شخصيته مهما
كانت جذّابة، ولا إلى أي فضل فيه (حتى قبل إنكاره). وإنما يرتكز هذا
الاختيار المجاني وما يتبعه من رفعة على الرسالة التي عهد المسيح إليه
بها، والتي سوف يتمّمها فيما بعد، في الأمانة و الحب (يوحنا 21: 15- 17).
02 الأوليّهَ:
كان
سمعان من بين الأوائل الذين دعاهم يسوع لأتباعه، (يوحنا 1: 35- 42). بل
توحي الأناجيل الإزائية بأن بطرس هو أول المدعوين (متى 4: 18- 22//)،
قاصدين إظهار أوليّته مسبّقاً، منذ حياة يسوع الأرضية. وأيّاً كان الأمر،
يحتلّ بطرس مكانة فائقة ما بين التلاميذ، في رأس قائمة الرسل (متى 10: 2)،
وقائمة جماعة الثلاثة المفضلين (راجع متى 17: 1//). وفي كفرناحوم، يجعل
يسوع من بيت بطرس إقامته المألوفة (راجع مرقس 1: 29)، وهو الذي يتكلم
دوماً باسم الآخرين (متى 16: 23، 18: 21، 19: 27)، وبخاصة في اللحظة
الخطيرة التي يعترف فيها بأن يسوع هو المسيح المنتظر (متى16: 16//، يوحنا
6: 6.
والرسالة الموجهة للنساء بعد القيامة (مرقس 16: 7) تتضمّن ذكراً خاصاً
لبطرس. ويتيح يوحنا له أن يكون أول من يدخل القبر (يوحنا 20: 1- 10)،
وأخيراً، يظهر المسيح بنوع خاص بعد القيامة لكيفا قبل ظهوره للاثني عشر(
لوقا 24: 34، 1 كورنتس 15: 5). وفي كل موضع، في العهد الجديد، تبرز أوليّة
بطرس. ولكن لا يعفيه هذا الامتياز من ضرورة البحث الجاد عن قصد الله (راجع
أعمال 10- 15 وغلاطية 2، في خصوص انتشار الكنيسة بين الأمم) كما أنه لا
يلغي المسئولية الجماعية للرسل، ولا مبادرات الأشخاص الآخرين مثل بولس،
فهذا الأخير، بعد هدايته، ومع وعيه بدعوته الخاصة (غلاطية 1: 15- 16)،
يصعد إلى أورشليم للقاء بطرس (غلاطية 1: 1.
وإن كان بولس يوبخ بطرس بمناسبة حادث أنطاكيا (غلاطية 2: 11- 14)، لتردّده
حول الموقف الواجب إتّباعه في حالة عملية، مع ذلك فهو يكلمه بهذه اللهجة،
باعتباره صاحب السلطة وقائد مسيرة الكنيسة.
03 الرسالة:
تعتمد أوليّة بطرس هذه على رسالته، التي تفصح عنها نصوص إنجيلية عدة.
أ) متى 16: 13- 23:
يقيم
المسيح بطرس صخراً (راجع إشعيا 51: 1- 3، متى 3: 9)، وأساساً لجماعته
الاسكاتولوجية، ويكلفه برسالة ينبغي أن يفيد منها جميع الشعب، على مثال
رسالة ابراهيم. والكنيسة، المقامة على بطرس، تضمن الانتصار على قوى الشر،
التي هي سلطات الموت. وهكذا قد عهد إلى بطرس، الذي اعترف بأنّ يسوع هو ابن
الله الحي، بأسمى رسالة ألا وهي تجميع بني البشر في جماعة تمنح لهم
السعادة والحياة الأبدية. وكما أنه في الجسم، لا يمكن أن تتوقف وظيفة
حيوية، كذلك في الكنيسة، الكائن الحيّ والمحيي، لا بد لبطرس أن يكون
حاضراً على الدوام، من أجل توصيل حياة المسيح إلى المؤمنين دون ما توقف.
ب) لوقا 22: 31- 32 وأعمال الرسل:
مع
التلميح إلى اسمه دون شك، يخبر يسوع بطرس بأنه ينبغي له، بعد رجوعه عن
إنكاره، أن "يثبّت" إخوته. ولن يزول إيمانه، بفضل صلاة يسوع. هذه هي رسالة
بطرس، كما يصفها لوقا في أعمال الرسل. فهو يرأس الجماعة الملتئمة في
العليّة (أعمال 1: 13)، ويشرف على عملية انتخاب متّيا (1: 15)، ويحكم على
حننيا وسفيرة (5: ا- 11)، وباسم سائر الرسل الموجودين معه، يعلن للجماهير
تمجيد المسح القائم من بين الأموات ويبشر بفيض الروح (2: 14- 36)، ويدعو
إلى المعمودية جميع الناس (2: 37- 41)، ممن فيهم "الوثنيين" (10: 1، 11: 1،
ويتفقّد جميع الكنائس (9: 32). وبمثابة علامات تؤيد سلطانه على الحياة
يشفي المرضى (3: 1- 10) ويقيم ميّتاً، باسم يسوع (9: 36- 42). ومن جهة
أخرى، إن بعض الأحداث مثل تبرير بطرس لمسلكه في تعميد كرنليوس (11: 1- 1،
وتداول مجمع أورشليم (15: 1- 35)، وكذلك بعض تنويهات بولس (غلاطية 1: 18
إلى 2: 14)، كل هذه توضح أن في الإدارة الجماعية لكنيسة أورشليم، كان
يعقوب يحتلّ مركزاً هاماً، وأن لموافقته أهمية عظمى. ولكنّ هذه الوقائع
وسردها، بدلاً من أن تقيم عقبة في سبيل أوليّة بطرس ورسالته، فإنها توضّح
معناها العميق. فسلطة يعقوب، في الواقع، لا تتأصّل من نفس الجذور التي
يستمد منها بطرس سلطته: فمند تلقّى هذا الأخير -بناء على أساس فريد مع كل
ما يترتب على ذلك- رسالة نقل الإيمان سالماً (راجع غلاطية 1: 1، واستؤمن على مواعد الحياة (متى 16: 18- 19).
جـ) يوحنا 21:
وفي
صورة رسمية، ولعلها قانونية، يعهد المسيح بعد القيامة، ثلاثاً، إلى بطرس،
بالعناية بالقطيع كله، حملاناً وخرافاً. وأنه على ضوء مثل الراعي الصالح
(يوحنا 10: 1- 2،
ينبغي فهم هذه الرسالة. يخلّص الراعي الصالح خرافه، جامعاً إياها في قطيع
واحد (10: 16، 11: 52)، ويمنح لها الحياة بوفرة، ومن أجلها يبذل حياته
الخاصة (10: 11). لذلك فإن المسيح، إذ ينبئ بطرس باستشهاده الوشيك، يضيف
قائلاً: "اتبعني". فإن كان عليه أن يسير على خطى سيّده، فلا يكون ذلك فقط
ببذل حياته، وإنما بتوصيل الحياة الأبدية لخرافه، حتى لا تهلك أبداً (10: 2.
و"باتّباعه" المسيح الصخرة والحجر الحيّ (1 بطرس 2: 4) وبصفته الراعي الذي
له سلطة ضمّ المؤمنين إلى الكنيسة، أي إنقاذهم من الموت، وتوصيل الحياة
الإلهية إليهم، ينشئ بطرس وظيفة أساسية في الكنيسة، ويصبح هكذا بكل حقّ
نائب المسيح. تلك هي رسالته وتلك هي عظمته.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى