البابا كليمنضس (كليمنس) الأول
الإثنين يوليو 02, 2007 5:28 pm
كليمنضس (كليمنس) الأول
- قديس وأول آباء الكنيسة (؟ - توفي نحو 97 م)
- يُذكر في التقويم الروماني في 23 تشرين الثاني
لنفكِّرْ ملِياً: إنَّه قريبٌ منَّا، ولا شيءَ من أفكارِنا أو كلامِنا يَخفَى عليه. فمن المنطقِ إذاً ألا نحاولَ الهربَ من إرادتهِ. ومن الأفضلِ أن نقاومَ الناسَ الحمقى والجهَّالَ والمتكبِّرِين والمفاخرين بكلامِهم، من أن نقاومَ الله.
لنكرِّمِ الربَّ يسوعَ المسيحَ الذي بذلَ دمَه من أجلِنا، ولْنهَبْ رؤساءَنا، ولْنَحترِمِ الشيوخ، وَلْنُرَبِّ الشبابَ على سُنَّةِ مخافةِ الله، ولنُرشدْ أزواجنا إلى كلِّ ما هو صالح . لِتظهَرْ فيهنَّ أخلاقُ العفةِ المستحبَّة، وليسطَعْ فيهنَّ حِلمُهنَّ بنيةٍ طاهرةٍ صادقة. وليُظهِرْنَ اعتدالَهنَّ بصمتِ لسانِهنَّ. ولتتجلَّ محبتُهنَّ من غيرِ انحيازٍ وبالتساوي لجميعِ الذين يخافون الله مخافةً مقدَّسة.
لِيشاركْ أبناؤكم في تعاليمِ المسيح. ليتعلموا كم هو عظيمٌ التواضعُ أمامَ الله، وكم هي قديرةٌ المحبةُ العفيفةُ لدَيه، وكم هي صالحةٌ وجليلةٌ مخافة الله: فهي سببُ خلاصٍ لكلِّ من يمارسونها بقلبٍ نقيٍّ. هو فاحصُ الأفكارِ والقلوبِ، وواضعُ روحِه فينا ومستردُّه حين يشاء.
يؤكدُ ذلك كله الإيمانُ بالمسيح. فهو يدعونا بالروحِ القدسِ، ويَحثُنا بهذا الكلامِ: "هَلُمُّوا، أيُّها البَنُونَ، وَلِيَ استَمعُوا. مَخافَةَ الرَّبِّ أعَلِّمُكُم. مَن ذا الذي يَهوى الحياة، ويُحِبُّ الأيامَ ليرى فيها الخيراتِ؟ مِنَ الشر صُنْ لِسانَكَ، ومِن كَلامِ الغِشِّ شَفتَيْكَ. جَانِبِ الشَّرَّ واصنعِ الخيرَ، وابتَغِ السَّلامَ واسعَ إليهِ " (مزمور 33: 12-15 ).
إنَّ الله الرحيمَ الرؤوفَ يُحِبُّ خائفِيه، ويمنحُ مواهبَه بحبٍّ وحنانٍ لكلِّ من يتقدَّمُون إليه بقلبٍ بسيط. ولهذا لا نكُنْ ذوِي لسانَيْن، ولا نُشوِّهْ مواهبَه الساميةَ الجليلة.
- قديس وأول آباء الكنيسة (؟ - توفي نحو 97 م)
- يُذكر في التقويم الروماني في 23 تشرين الثاني
لمحة عن حياته
بحسب شهادة إيريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (3 / 3 / 3) اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد القديس بطرس وقد عَرَفَ شخصياً القديسين بطرس وبولس.
يخبرنا أوسابيوس القيصري في "تاريخ الكنيسة" (3 / 15 / 34) بأن فترة حبرية اكليمنضس قد بدأت في السنة الثانية عشرة من حكم الإمبراطور دوميطيانوس أي في عام 92 م. بحسب ترتليانوس قد نال سيامته الأسقفية من القديس بطرس نفسه الذي كان في أواخر أيامه. يؤكد إيبيفانيوس هذا الأمر ويزيد عليه نظريةً تحاول التوفيق بينه وبين الخبر القائل بأن اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد بطرس، فيعتقد بأن اكليمنضس فضّل أن يترك الحبرية للينوس وقد استعادها بعد وفاة أناكليتوس وذلك "حرصاً منه على السلام".
نظرية أخرى أطلقها روفينوس دي أكويلايا تقول بأن لينوس وأناكليتوس قد مارسا الخدمة الأسقفية على كرسي روما خلال حياة القديس بطرس الذي كان قد تفرّغ للخدمة كرسول للمسيح، وبعد وفاته خلفه اكليمنضس.
كل هذه المحاولات كانت تهدف لأن تحافظ على مكانة اكليمنضس بين أساقفة روما، كشخص قريب جداً من الرسل، لكننا لا نعرف بشكلٍ دقيق مدى صحتها. كما أننا نجهل حياته قبل هذه الفترة. فما يقوله أوريجانوس وأوسابيوس من أن اكليمنضس هو نفسه المذكور في رسالة بولس إلى أهل فيليبي (4 / 3) يفتقر إلى براهين، شأنه شأن من يقول بأنه هو نفسه القنصل تيطس فلافيوس اكليمنضس الذي قُتِل عام 95 أو 96 بسبب انتسابه للمسيحية.
أما عن وفاته فقد تضاربت الأنباء، فبعضها تجعل منه شهيداً في اليونان (Liber pontificalis) وغيرها تجعل منه شهيداً في كريمايا أو في أنقرة (Passio sancti Clementis).
2. الرسالة لأهل كورنثوس
تُعدّ رسالة اكليمنضس لأهل كورنثوس (حوالي 96) من أهم وثائق المسيحية على الإطلاق، للتعرف على حياة الكنيسة الأولى، على تعليمها وتنظيمها. كُتبت في عهد الإمبراطور دوميطيانوس بهدف وضع حد للخلافات في تلك الكنيسة، فقد قام البعض - على ما يبدو - بالتمرد على السلطة الكنسية وخلعوا الرؤساء الروحيين من خدمتهم، ولم يبقَ إلا عدد قليل من المؤمنين الذي ظلّوا أمناء لتلك السلطة. عن طريق هذه الرسالة حاول اكليمنضس أن يحل المصالحة بين الأطراف ويتفادى الشهادة السيئة التي أدتها هذه الكنيسة أمام الوثنيين.
بحسب شهادة إيريناوس في كتابه "ضد الهرطقات" (3 / 3 / 3) اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد القديس بطرس وقد عَرَفَ شخصياً القديسين بطرس وبولس.
يخبرنا أوسابيوس القيصري في "تاريخ الكنيسة" (3 / 15 / 34) بأن فترة حبرية اكليمنضس قد بدأت في السنة الثانية عشرة من حكم الإمبراطور دوميطيانوس أي في عام 92 م. بحسب ترتليانوس قد نال سيامته الأسقفية من القديس بطرس نفسه الذي كان في أواخر أيامه. يؤكد إيبيفانيوس هذا الأمر ويزيد عليه نظريةً تحاول التوفيق بينه وبين الخبر القائل بأن اكليمنضس هو ثالث أساقفة روما بعد بطرس، فيعتقد بأن اكليمنضس فضّل أن يترك الحبرية للينوس وقد استعادها بعد وفاة أناكليتوس وذلك "حرصاً منه على السلام".
نظرية أخرى أطلقها روفينوس دي أكويلايا تقول بأن لينوس وأناكليتوس قد مارسا الخدمة الأسقفية على كرسي روما خلال حياة القديس بطرس الذي كان قد تفرّغ للخدمة كرسول للمسيح، وبعد وفاته خلفه اكليمنضس.
كل هذه المحاولات كانت تهدف لأن تحافظ على مكانة اكليمنضس بين أساقفة روما، كشخص قريب جداً من الرسل، لكننا لا نعرف بشكلٍ دقيق مدى صحتها. كما أننا نجهل حياته قبل هذه الفترة. فما يقوله أوريجانوس وأوسابيوس من أن اكليمنضس هو نفسه المذكور في رسالة بولس إلى أهل فيليبي (4 / 3) يفتقر إلى براهين، شأنه شأن من يقول بأنه هو نفسه القنصل تيطس فلافيوس اكليمنضس الذي قُتِل عام 95 أو 96 بسبب انتسابه للمسيحية.
أما عن وفاته فقد تضاربت الأنباء، فبعضها تجعل منه شهيداً في اليونان (Liber pontificalis) وغيرها تجعل منه شهيداً في كريمايا أو في أنقرة (Passio sancti Clementis).
2. الرسالة لأهل كورنثوس
تُعدّ رسالة اكليمنضس لأهل كورنثوس (حوالي 96) من أهم وثائق المسيحية على الإطلاق، للتعرف على حياة الكنيسة الأولى، على تعليمها وتنظيمها. كُتبت في عهد الإمبراطور دوميطيانوس بهدف وضع حد للخلافات في تلك الكنيسة، فقد قام البعض - على ما يبدو - بالتمرد على السلطة الكنسية وخلعوا الرؤساء الروحيين من خدمتهم، ولم يبقَ إلا عدد قليل من المؤمنين الذي ظلّوا أمناء لتلك السلطة. عن طريق هذه الرسالة حاول اكليمنضس أن يحل المصالحة بين الأطراف ويتفادى الشهادة السيئة التي أدتها هذه الكنيسة أمام الوثنيين.
من رسالة القديس اكليمنضس الأول البابا إلى أهل قورنتس
"لا نهرب من مشيئة الله"
أيُّها الإخوة، إنَّ نِعَمَ الله عديدة. احذروا أن تكونَ سببَ دينونةٍ لنا جميعاً، إذا لم نسِرْ بِها سِيرةً لائقة، ولم نكُنْ متَّفقيِن في عملِ ما هو صالحٌ ومَرضِيٌ أمامَه. فقد قال: "إنَّ روحَ الربِّ سراجٌ يضيءُ ويفحصُ خفايا القلوب" (ر. أمثال 20: 27) .لنفكِّرْ ملِياً: إنَّه قريبٌ منَّا، ولا شيءَ من أفكارِنا أو كلامِنا يَخفَى عليه. فمن المنطقِ إذاً ألا نحاولَ الهربَ من إرادتهِ. ومن الأفضلِ أن نقاومَ الناسَ الحمقى والجهَّالَ والمتكبِّرِين والمفاخرين بكلامِهم، من أن نقاومَ الله.
لنكرِّمِ الربَّ يسوعَ المسيحَ الذي بذلَ دمَه من أجلِنا، ولْنهَبْ رؤساءَنا، ولْنَحترِمِ الشيوخ، وَلْنُرَبِّ الشبابَ على سُنَّةِ مخافةِ الله، ولنُرشدْ أزواجنا إلى كلِّ ما هو صالح . لِتظهَرْ فيهنَّ أخلاقُ العفةِ المستحبَّة، وليسطَعْ فيهنَّ حِلمُهنَّ بنيةٍ طاهرةٍ صادقة. وليُظهِرْنَ اعتدالَهنَّ بصمتِ لسانِهنَّ. ولتتجلَّ محبتُهنَّ من غيرِ انحيازٍ وبالتساوي لجميعِ الذين يخافون الله مخافةً مقدَّسة.
لِيشاركْ أبناؤكم في تعاليمِ المسيح. ليتعلموا كم هو عظيمٌ التواضعُ أمامَ الله، وكم هي قديرةٌ المحبةُ العفيفةُ لدَيه، وكم هي صالحةٌ وجليلةٌ مخافة الله: فهي سببُ خلاصٍ لكلِّ من يمارسونها بقلبٍ نقيٍّ. هو فاحصُ الأفكارِ والقلوبِ، وواضعُ روحِه فينا ومستردُّه حين يشاء.
يؤكدُ ذلك كله الإيمانُ بالمسيح. فهو يدعونا بالروحِ القدسِ، ويَحثُنا بهذا الكلامِ: "هَلُمُّوا، أيُّها البَنُونَ، وَلِيَ استَمعُوا. مَخافَةَ الرَّبِّ أعَلِّمُكُم. مَن ذا الذي يَهوى الحياة، ويُحِبُّ الأيامَ ليرى فيها الخيراتِ؟ مِنَ الشر صُنْ لِسانَكَ، ومِن كَلامِ الغِشِّ شَفتَيْكَ. جَانِبِ الشَّرَّ واصنعِ الخيرَ، وابتَغِ السَّلامَ واسعَ إليهِ " (مزمور 33: 12-15 ).
إنَّ الله الرحيمَ الرؤوفَ يُحِبُّ خائفِيه، ويمنحُ مواهبَه بحبٍّ وحنانٍ لكلِّ من يتقدَّمُون إليه بقلبٍ بسيط. ولهذا لا نكُنْ ذوِي لسانَيْن، ولا نُشوِّهْ مواهبَه الساميةَ الجليلة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى