الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!! Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
مايكل عادل
مايكل عادل
عضو نشيط
عضو نشيط

التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!! Empty التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!!

الخميس مايو 22, 2008 3:17 pm


الصلاة والعمل والراحة


بقلم: الأرشمندريت أغناطيوس ديك
يتوزع نشاط المسيحي بين الصلاة والعمل والراحة. فالصلاة تغذي ارتباطه بالله مصدر حياته وغايته القصوى. والعمل يحقق ارتباطه بأخيه الإنسان وسيطرته على الطبيعة. والراحة من متطلبات حياته الذاتيّة ليتمكن من التحرّر من عبوديّة العمل والتفرّغ لنموّه الذاتي ولحاجته إلى الصلاة.
يتوزّع وقت الإنسان على هذه الأنشطة الثلاثة ويترتّب على الإنسان أن لا يهدر الوقت لأن الوقت الإنساني هو شريحة من حياته ووجوده لا يحقّ لـه أن يستهتر بها أو يضيّعها بالعبث والترهات.
كان شعار القديس بنادكنوس أبو الرهبان في الغرب (وهو ينطبق على كلّ مسيحي)، "صلِّ واعملْ". وكان المعلّمون الروحانيّون الشرقيّون يقولون إن الصلاة والعمل هما الجناحان اللذان يطير بهما الإنسان نحو الله (من لي بجناحين كالحمامة فأطير واستريح مزمور 55/7).
الصلاة واجب عبادة، وتواصل حبّ وامتلاء من الروح.
هناك الصلاة الليتورجيّة، التي يلتئم فيها أفراد الكنيسة لا سيّما في ذبيحة القدّاس، والصلوات الجماعيّة المختلفة لا سيّما صلوات العائلة، الصلاة الزوجيّة التي تجمع الزوجين في اللقاء مع الرب والصلاة العائليّة التي تضمّ الأولاد إلى والديهم. والصلاة الفردية التي قد تستخدم صلوات شفهيّة مقتبسة من المزامير والتي قد تتطوّر إلى مناجاة حميمة مع الرب تتجاوز الكلمات لتكون تطلّعاً محبّاً إلى الله. والروح القدس يأتي لنجدتنا بأنّاتٍ لا توصف. لا نتوسّع في موضوع الصلاة لأن العدد الأخير من رسالة الأخويّات تناولها بإسهاب.
العمل هو جهد إنساني يؤدّي خدمات للمجتمع وللعائلة ويحقّق إنجازات فكريّة أو ماديّة تسدّ حاجات الإنسان وتساهم في الرقيّ الإنساني.
العمل شرف كبير. إنّه مشاركة في عمل الله الخلاّق الذي عمل في بدء الكون (تكوين 2/36) ولا يزال يعمل (يوحنّا 5/17). والمسيح كان عاملاً نجّاراً والقدّيس بولس كان يعمل بيديه (حياكة الخيام) لئلاّ يكون عالة على أحد (1 تسالونيكي 2/9).
ولمّا كان العمل اليدوي مُحتقراً في المجتمع الروماني ويُعتبر من شؤون العبيد، يشدّد القدّيس بولس على أنّه كان يعمل بيديه ويحرّض المؤمنين على العمل وتجنّب البطالة: "نوصيكم أيّها الأخوة باسم الرب يسوع المسيح أن تبتعدوا عن كلّ أخ يسير سيرة باطلة خلافاً لما أخذتم عنّا من سنّة. فإنكم تعلمون كيف يجب أن تقتدوا بنا. فنحن لم نسر بينكم سيرة باطلة ولا أكلنا الخبز من أحد مجّاناً بل عملنا ليل نهار بجدّ وكدّ لئلاّ نثقلّ على أحد منكم. لا لأنّه لم يكن لنا حقّ في ذلك بل لأنّنا أردنا أن نجعل من أنفسنا قدوة تقتدون بها. فلمّا كنّا عندكم كنّا نوصيكم هذه الوصيّة: إذا كان أحد لا يريد أن يعمل فلا يأكل" (2 تسالونيكي 3/6-10).
يقول البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامة، العمل البشري : "لا بدّ من أن يعمّ فهم العمل البشري كمشاركة في عمل الله على حدّ ما يعلّم المجمع فيتناول كلّ الأعمال اليوميّة، فالرجال والنساء الذين في اهتمامهم لتوفير معيشتهم ومعيشة عيالهم يقومون بنشاطاتهم على نحو نافع للمجتمع يحقّ لهم أن يعتبروا أنّهم بعملهم هذا يواصلون عمل الخالق وينفعون أخوة لهم، ويسهمون شخصيّاً في إنجاز قصد الله في التاريخ" (ص 82)... يشكّل فهم العمل كمشاركة الإنسان في عمل الخالق أقوى دافع للالتزام بهذا العمل في مختلف قطاعاته. نقرأ في دستور "نور الأمم" ما يلي: "على المؤمنين أن يعتبروا أنّ الخليقة كلّها بما هي في جوهرها الصميم وما هي عليه من قدر ونظام إنّما هي في سبيل مجد الله وأن يساعدوا بعضهم بعضاً حتى بالأعمال الزمنيّة على تقديس حياتهم بحيث يمتلئ العالم من روح المسيح فيبلغ غايته على وجه أجدى في العدل والمحبّة والسلام... وليبذلوا كلّ جهودهم بما لها من كفاءة وهمّة ترفعها نعمة المسيح لكي يحسن البشر بعملهم و تقنيّتهم وثقافتهم استغلال الأشياء المخلوقة طبقاً لقصد الله وعلى هدى كلمته" (ص 84).
ليس العمل مجرّد شرف وواجب بل هو يكمّل الإنسان وقد يكون متعة: كما أنّ النشاط البشري يصدر عن الإنسان فإلى الإنسان يعود. فالإنسان في عمله لا يحوّل الأشياء والمجتمع فحسب بل يكمّل ذاته. يتعلّم أشياء كثيرة ينمّي مواهبه يخرج من ذاته ويسمو عليها. مثل هذا النمو إذا استقام فهمه يفوق قدراً كل ما يمكن أن يجنى من كنوز ماديّة. وهذه بالتالي هي قاعدة النشاط البشري: أن يكون حقّاً لصالح الجنس البشري طبق قصد الله وإرادته وأن يتيح للإنسان بوصفه فرداً أو عضواً في المجتمع تنمية دعوته وتتميمها على أكمل وجه ( 87).
وللعمل وجه آخر إذ يرافقه العناء والتعب. واتضح ذلك في مطلع سفر التكوين إذ إن الخطيئة شوّهت المخطّط المثالي الذي وضعه الله. فارتبط بالعمل البنّاء الخلاّق طابع العذاب والعقاب. "ملعونة الأرض بسببك بالمشقّة تأكل منها طوال أيام حياتك. بعرق جبينك تأكل خبزك حتى تعود إلى التراب الذي أخذت منه" (تكوين 3/17-19). هذا البعد الآخر للعمل يجعل منه علاوة على المشاركة بعمل الله الخلاّق، مشاركة بالصليب والفذاء : " إنّ العرق والتعب اللذين يلازمان حال البشريّة يتيحان لكلّ إنسان مدعو هو الآخر لأنّ يتبع المسيح أن يشترك بالمحبّة في العمل الذي جاء المسيح ينجزه. وعمل الخلاص هذا تمّ في الألم والموت على الصليب. فعندما يقدم الإنسان التعب الذي يناله من العمل، مع المسيح المصلوب من أجلنا يعمل على طريقته مع ابن الله لفداء الجنس البشري. وتلميذ يسوع يحمل صليبه كلّ يوم في المهمّات الملتزم بها...يجد المسيحي في العمل البشري جزءاً من صليب المسيح فيقبله بروح الفداء الذي به حمل المسيح صليبه من أجلنا. وبفضل النور المشعّ من قيامة المسيح علينا نلمح دائماً قبساً من نور الحياة الجديدة والخيرات الجديدة يبشّر بسماوات جديدة وأرض جديدة يكون للإنسان والعالم فيهما نصيب بالعمل والتعب (الرسالة "العمل البشري" ص 89-90).
إن كان العمل متوجّباً على الإنسان فلا بدّ لـه أيضاً من أن يستريح، كي لا يصبح عبداً للعمل ويستعيد قواه ويتفرّغ لأموره الذاتيّة والعائليّة ولشؤون الله. جاء في مطلع سفر التكوين: انتهى الله في اليوم السابع من عمله الذي عمله واستراح في اليوم السابع من كلّ عمله الذي عمله وبارك الله اليوم السابع وقدّسه لأنّه فيه استراح من كلّ عمله الذي عمله خالقاً (تكوين 2/2-3).
الانقطاع عن العمل حاجة إنسانيّة وقد أخذ بُعداً دينيّاً في تقديس "يوم الرب". الذي تحوّل في العهد المسيحي من السبت إلى الأحد ذكرى قيامة المسيح، اليوم الأول واليوم الثامن الذي يبشّر بالخلق الجديد والخلود. يتقدّس يوم الأحد بالاشتراك بالليتورجية الأفخارستية وبالانقطاع عن العمل العادي. وإن كان الكثيرون من جراء وظائفهم مضطرون للعمل يوم الأحد يبقى عليهم واجب الحفاظ على الطابع الخاص للأحد كيوم عيد، ويوم مقدّس.
التناوب بين العمل والراحة هو في صلب الطبيعة البشريّة ويعكس الإرادة الإلهيّة كما يظهر في رواية الخلق في سفر التكوين. فالراحة أمر مقدّس يتيح للإنسان أن يتخلّص من دوّامة المهمّات الأرضيّة التي تنهكه أحياناً ويعي ثانيّة أنّ كلّ شيء هو من عمل الله ... (الرسالة البابويّة "يوم الرب" ص 83)
"هذه الراحة يجب ألاّ تتبدّد في الفراغ وتصبح مصدراً للملل بل أن تتيح لصاحبها إغناء روحيّاً ومجالاً من الحرّية أوسع وإمكان التفرغ للتأمل والشركة الأخويّة. ومن ثم فعلى المؤمنين أن يختاروا ما بين وسائل التثقّف والتلهّي التي يوفّرها المجتمع تلك التي تتناغم على أحسن وجه مع حياة خاضعة لتعاليم الإنجيل. في هذا المنظار تكتسي راحة الآحاد والأعياد بعداً نبويّاً وذلك بأنها تؤكّد لا أوّلية الله المطلقة وحسب بل أيضاً أوّلويّة وكرامة الإنسان الذي يتخطّى ضرورات الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة استباقاً نوعاً ما للسماوات الجديدة والأرض الجديدة" حيث يصبح الانعتاق من عبوديّة الحاجات أمراً حاسماً وكاملاً. وخلاصة القول إنّ يوم الرب ّيصبح هكذا على أصح وجه يوم الإنسان ( الرسالة "يوم الرب" ص 86-87). "يجب أن يتّخذ المسيحيّون في هذه الأيام موقفاً من جوانب ثقافة أدركت – لحسن الحظ – ضرورة الراحة وأوقات الفراغ ولكنّها تعيشها غالباً بطريقة سطحيّة وتنساق أحياناً لإغراءات أنواع من التسلية مريبة أدبيّاً. لا شكّ أنّ المسيحي يشعر بضرورة التضامن مع غيره من الناس في التمتّع بيوم الراحة الأسبوعيّة ولكنه يعي في الوقت نفسه وعياً حاداً جدّة الأحد ومزيّته وهو اليوم الذي يدعى فيه إلى الاحتفال بخلاصه وخلاص البشريّة جمعاء. فإذا كان الأحد يوم فرح واستراحة فذلك لأنّه بالتحديد "يوم الرب" يوم الناهض من القبر (الرسالة يوم الرب ص 102).
ليس من انفصال تام بين الصلاة والعمل والراحة. فالصلاة تتسرّب إلى العمل الذي قد يصبح صلاة وقد تشغل الصلاة جزءاً كبيراً من الراحة. فهناك وحدة حياتيّة بين سائر الأنشطة الإنسانيّة. يقول البعض "ساعة لك وساعة لربّك"، هذا ليس بصحيح لأن ما للرب هو لي و ما لي هو للرب وكلّ ما نعمله يوجّه للربّ وفي الوقت نفسه لخيرنا.
يقول القديس بولس : "ما من أحد يحيا لنفسه وما من أحد يموت لنفسه. فإذا حيينا فللرب نحيا وإذا متنا فللرب نموت. سواء حيينا أم متنا فإننا للرب" (روم 14/7) "فإذا أكلتم أو شربتم أو مهما فعلتم فافعلوا كل شيء لمجد الله" ( 1 كور 10/31).
التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!! Side_left

avatar
fr. atef
عضو فعال
عضو فعال

التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!! Empty رد: التوفيق بين العمل والصلاة والراحة!!!

الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 9:57 pm
الأب/ عاطف أبو الخير الفرنسيسكاني

ما الذي ينتظر الشباب من تحدّياتٍ في الألف الثالث ؟


أرى أنها أربع:
أولاً :التحدّيات الثقافية

فالسؤال يطرح نفسه بقوة: ما الذي ستكون عليه ثقافة الألف الثالث أو أقله ثقافة المئة سنة الأولى منه؟

1. من الواضح أنها ستكون ثقافة المعلوماتية، والنظم المتعددة للإتصال Multimedia. فالكتاب، كمروِّج ثقافي، مرشحٌ لأن يُستبدَل بشاشة الكومبيوتر، ودور النشر بالمتصفّحات العملاقة Proxies التي، عن طريق الإنترنت، ستنشر ثقافة الألفية القادمة. ونتساءل بعد ذلك : هل ستبقى ثمة حاجة للقلم أو للجريدة والمجلة أوغيرها من الأدوات غير المصنوعة من السيليكون كما هي حال رقائق أجهزة الكومبيوتر microprocessor الحالية؟

2. وتطالعنا تباشير الألف الجديد بثورة علميّة أخرى لا تقل أهمية عن ثورة المعلوماتية هي الطب الجينيّ Médecine génétique. فحين سيكتمل مشروع رسم خريطة التركيب الجينّيgénome humain للموروثات البيولوجية للإنسان ADN، فإن الكثير من موروثاتنا الثقافيّة ستتبدّل. وليس الإستنساخ سوى أبسط أُطُر التدخل في قواعد الموروث الجيني code génétique.

وما قانون تموز 1999 الفرنسي حول التشخيص المُبكر السابق للزرع الجيني diagnostic préimplantatoire المعروف بـ DPI سوى إشعار بأن الحرية التي تُعطى للطب في تعاطيه مع مستقبل إنسان الألف الثالث تمتد مساحتها شيئاً فشيئاً. فبموجب DPI، أصبح ممكناً إجراء تشخيص على الجنين في لحظات تكوّنه الأولى In vitro للتأكد من عدم وجود أمراض وراثية غير قابلة للشفاء عنده، ومن ثمّ البحث في إمكانية زرعه في رحم الأم أم لا.

3. وفي السياق نفسه، فإن علم دراسة الخلايا الدماغية والأعصاب neurobiologie ينتظر هو الآخر مستجداتٍ واستكشافاتٍ مثيرة، ستغيّرُ حتماً من طريقة فهمنا للذكاء الإنساني وللأداء البشري تالياً.

فحين ستغدو بعض خفايا المناطق المجهولة من دماغنا معروفةً، سنتساءل : هل إن أدمغة الألف الثالث – وأدمغة الشباب تخصيصاً- ستبقى على ما كانت عليه في الألف الثاني؟ هذا من دون أن نستطرد عن الأدمغة الألكترونية.

4. أما علم الفضاء cosmologie والفلك - أي علم الفيزياء الفلكية astrophysique وليس التنجيم والأبراج astrologie طبعاً – فإنه يخطو هو الآخر خطواتٍ جبّارة نحو تأكيد النظريات الكوسمولوجية كنظرية النسبيّة العامّة relativité générale d’Einstein ، ونحو غزو الفضاء الخارجي، وصولاً لتنظيم رحلات سياحية إلى المريخ ابتداء من الربع الأول للقرن المقبل يتمّ الإعلان عنها حالياً على صفحات الإنترنت. ولسوف نتساءل : هل التكاليف الباهظة التي ترصدها الدول الصناعية لمشاريع الفضاء، تستأهل أن نفكر بقضاء عيد الميلاد على كوكب المريخ سنة 2025 مثلاً ؟!

وبالإجمال، فإن تكن ثورة الألف القادم علميّة الطابع فإنها ، مع ذلك وربما بسببه، تطرح علينا تحدياً ثقافياً ملحاً: أي مكان سيبقى للفلسفة والشعر واللاهوت والأدب والمسرح في ثقافة الأجيال المقبلة ؟ ومن هو الذي سيروِّج ويسوِّق معرفتنا المستقبلية، ويراقبها (إذا كان ثمة مراقبة ممكنة بعد)، ويحميها من الخليط الثقافي المتعاظم يوماً بعد يوم ؟

وهل ستبقى الحقيقة واقعاً راهناً أم ستضحي ، شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر التي يتهافت عليها شبابنا ، حقيقةًً افتراضية Réalité virtuelle ؟

وفي كل الأحوال، لا بد لشباب الألف الثالث من معالجة هذه الأسئلة لأن العصرَ سيكون عصرُهم، ولأن القرار سيكون حينها بأيديهم.
ثانياً : التحدّيات الاجتماعية

1. يبدو واضحاً لمن يتأمل خريطة عالمنا اليوم، أنه مقسوم إلى عالمين: عالم الأغنياء وعالم الفقراء. عالم الأغنياء هو عالم نصف الكرة الشمالي (أوروبا الشمالية-أميركا الشمالية- اليابان)، وعالم الفقراء هو عالم نصف الكرة الجنوبي ( أميركا الجنوبية- إفريقيا- دول البلقان...). وتلعب التكنولوجيا المتقدمة دوراً هاماً في جعل الأغنياء أكثر غنى والفقراء أكثر فقراً. مما يضع الشباب في مأزق الهجرة التي لا بد منها صوب بلدان الشمال حيث تتجمع الأدمغة في الجامعات ومراكز البحث والشركات، في حين تضحي بلدان الجنوب مجرد حقول لاستخراج المواد الأولية، أو لتشغيل اليد العاملة بكلفة أقل أو .. مكاناً للإستجمام والسياحة ليس إلا.

2. إن الفارق بين الشمال والجنوب ليس فقط مادةً للإعلان السياحي، بل يزيده اتساعاً بُعدٌ اجتماعي آخر له طابع حضاري تاريخي. فبنظر الكثيرين أن الحضارة التي ولدت في الشرق ( الأقصى والأوسط) منذ ما قبل المسيح دون شكّ، وترعرعت في أوروبا المسيحية حتى بداية القرن العشرين، يبدو أنها تعيش مراهقتها اليوم في أميركا. والشباب،في كل العالم، منجذبون إلى المثال الأميركي الذي يفرض سيطرته عبر وسائل الإعلام. مما يطرح تحدياً مهماً : أليس للشباب الحق في أن يكون لهم مثالٌ آخر (modèle ) غير المثال الأميركي ؟ وهل صحيح أن الموسيقى التي تلائم شباب القرن المقبل هي موسيقى الولايات المتحدة الأميركية وحدها ؟ أو أن اللغة التي لا غنى عنها للحضارة هي اللغة الإنكليزية ؟

وإذا إفترضنا أن مقولة مركزيّة الحضارة صحيحة، فما هو مصير حضارات شعوب المجاهل الأفريقية وأميركا اللاتينية والصين ذات المليار ومئتي مليون نسمة ؟ وما هو دور شباب هذه الحضارات والمكان المُتاح لهم في صنع حضارة الألف الثالث القادم إن لم يهاجروا صوب الشمال؟ !

3. أما إذا نظرنا إلى سياسة الألف الثاني المنصرم فإننا نرى أنها سياسة اندثار الأمبراطوريات والممالك وقيام الجمهوريات، فحتى الدكتاتوريات الشعبية (كالشيوعية مثلاً) انهارت تحت وطأة الأدلجة idéologisme السياسية.

كما أن قرناً واحداً لم يمر دون أن يشهد حركة عنيفة عدوانية إما على شكل حرب، أو إجتياح، أو فتحٍ باسم الدين، أو غزو باسم الحضارة. وهذا ما يطرح على الشباب تحديا" سياسياً مهماً : هل ستسقط مقولة الحرب في القرن الواحد والعشرين أم سيظلّ الشباب وقود الحروب الدائمة ؟ وأي سياسة سيصنعها شباب القرن القادم لمن سيأتي بعدهم: هل هي سياسة الطوباويات الحالمة (كالماركسية والتشي غيفارية )، أم سياسة القهر والدم الهتلرية، أم سياسة سطوة رأس المال وسيطرة التكنولوجيا الاستهلاكية؟ وبكلمة اخرى: ما الذي سيكون عليه سياسيّوالألف الثالث الشباب؟

4. أما على الصعيد السوسيولوجي البحت فإن ما ينتظر الشباب كبير: فالعائلة، كمفهومٍ وواقع، تبدو معرَّضة للزوال بكل بساطة، في ظل السماح بالإنجاب من دون رابط زواج les mères célibataires ، والقوانين التي ترعى حرية زواج المثليين homosexuels (ومنها مثلاً قانون PACS في فرنسا).

ما يعني أن مفهوم الأبوّة والأمومة لن يبقى على ما هو عليه. وبما أن شباب اليوم هم آباء وأمهات المستقبل، فإن سؤالاً كبيراً ينتظرهم : كيف يستعدّون، وماذا نفعل لهم نحن، ليكونوا آباء الألف الثالث الذين سيصنعون مجتمع القرن الحادي والعشرين لأبنائهم ؟
ثالثاً: التحديات التربوية

1. يطرح القرن القادم علينا،شباباً وبالغين، نظاماً جديداً للتعلّم. فاللوح الأسود سيُستعاض عنه بشاشة الكومبيوتر، ولن يعود حضورالأستاذ الشخصي ضرورياً إذ يكفي أن ينشر محاضرته على الإنترنت لكي يحصل عليها كل من يودّ متابعته، في أي مكان وفي أي وقت، مع إمكانية محادثته chating بالصوت أم بالصورة من وراء الشاشة. فعلاوةً على تلاشي المكان délocalisation والزمان détemporalisation، أصبح "التلميذ" ليس فقط مستمعاً بل ومشاركاً أيضاً في نقل المعلومة ونشرها، كما وفي نشر معلومته الشخصيّة في الموضوع ومشاركتها، ليس فقط مع العشرات بل مع الألوف من المهتمين بالموضوع Discussion group، إضافةً لإتصاله السهل عبر الوسائط المتعددة multimedia "بالأستاذ" ومناقشته. وسيصبح بإمكان أي كان أن يبقى في منزله ويحصل على ما يودّ من معلومات، ويجري بالطريقة الإفتراضية virtual reality أي اختبار علميّ فيزيائي أم رياضي أم كيميائي وحتى بيولوجي كتشريح جسم افتراضي مثلاً.

هذا النظام دُعي أولاً " اليد في العجين" hands on وبالفرنسية la main dans la patte، ليصير، مع دخول الإنترنت، الجامعة الإفتراضية université virtuelle والمدرسة الإفتراضية أيضاً. ما يطرحه هذا النظام من تحدٍ هو إمكانية تغييب بل وإلغاء العلاقة الشخصية بين المعلم والتلميذ. فعن قليلٍ وتصبح التربية هي أيضاً وظيفة الآلات!

ولكن التحدّي الأكبر هو كيفية إفهام الطلاب، وخاصة صغار السن منهم، أن الواقع المُعاش هو غير الواقع الإفتراضي المرئي على الشاشة ... فعلى سبيل المثال، إن تعلّم قيادة السيارات بالطريقة الإفتراضية لها مزاياها وسهولتها، إلا أن حوادث السير بين المراهقين تدل على إن نسبة كبيرة منهم تدرّج على قيادة الفورمولا واحد الإفتراضية 3D Formula One ، والتي يلزمها مقود " افتراضي" فقط لنشعر كما لو أننا داخل سيارة سباقٍ فعلية، لكن هؤلاء المراهقين لم ينتبهوا أن القيادة في طريق واقعية réelle لا يمكن أن تكون هي نفسها من وراء شاشةٍ كلُّ ما فيها غير واقعي virtuel.

2. وهذا يقودنا إلى تساؤل آخر : ما هي الشخصية التي سيتربّى عليها جيل القرن الواحد والعشرين؟ ومن هو الشاب النموذجي الذي بدأت تتكون ملامح صورته في نهاية هذا القرن ؟ من الواضح أنه لن يكون ذاك الشاب المزارع الساكن بهدوء في الجبل بل هاوي الكومبيوتر- ذي النظارات ربما ، الراكض وراء آخر أخبار البورصة أو الرياضة أو ...القابع في أحد مقاهي الإنترنتcybercafé . وكيف يمكن ألاّ يقارن شباب الغد أنفسهم بأغنى رجل في العالم، الشهير Bill Gates صاحب مايكروسوفت الشهيرة هي أيضاً، والذي تبلغ ثروته الشخصية 90مليار دولار وهو ما يزال في الخامسة والثلاثين من عمره؟

3. أما البيئة فإن ما ينتظرها في الألف القادم يتراوح بين نقيضين: إما الإهمال أو العبادة. فاستغلال الموارد البيئية يبدو بلا رادع عند البعض إلى حد استنفاد المخزون الطبيعي دون الإهتمام بآثاره السلبية كالتلوث مثلاً..وعند البعض الآخر تبدو قضايا البيئة موضوع إيمان وإضاءة شموع وإلتزام إلى حد الإستشهاد. ويتحمس الشباب للإنضواء تحت لواء الجمعيات البيئية. ويبدو بعضهم متحمسين لدرجة يصح معها التساؤل : هل ستكون التربية على احترام البيئة نظام الألف الثالث التربوي الجديد ؟ أم ديانته الجديدة؟

4. أما التربية على السلام والغفران والمصالحة فسوف يكون لها أيضاً من ينافسها. فبناء حضارة تقوم على المحبة لا على البغض ليس بالأمر التربوي السهل في وقتٍ تـُعوّدنا فيه كبسة الفأرة الإلكترونية clic على إزاحة كل من لا يعجبنا من الدرب!

5. وتبدو الحركات الطالبية كأنها قد فقدت زخمها. فالثورات التي أشعلها الطلاب في أوائل القرن العشرين من أجل العدالة والمساواة والإخاء ووحدة العمّال، وفي الستينات والسبعينات من هذا القرن من أجل تحرير الكثير من المفاهيم التربوية كالسلطة والجنس والنظام، تبدو كأنها تعيد حساباتها : فحلم الدولة الأممية العادلة انهار. وتشي غيفارا أكلته الثورة نفسها. والجنس لم يصِرْ أسهل وأرخص وأكثر حرية بل خضع أكثر لعوامل السوق والدعايات السينمائية والاستهلاكية، حتى كأن ممارسة الجنس نفسها أصبحت محكومة ومسيَّرة من سلطة خفيّة طالما نادى المتحررون بالخلاص منها. ولم يجدِ فلتان الضوابط الأخلاقية في جعل الوئام والسلام يعمان العالم كله كما قال مغنّو البيتلز، بل زاد معدل الجريمة والإنتحار والإجهاض وحوادث السير والسكر وجرائم المافيا والمخدرات والتهريب وتبييض الأموال والفساد في الدوائر والموت بالجرعة الزائدة overdose . وسجلت زيادة المهلوسين ومنقسمي الشخصية بين قادة الثورات الطلابية أنفسهم.

6. مما يدفعنا للتساؤل : هل أن ما شهده قرننا من ازدهار هائل للأساليب التربوية المرتبطة بالتحليل النفسي الفرويدي psychanalyse ، والتي قامت على أساس قتل الأب patricide والتحرر من ضغط الموروثات السلطوية المانعة للتحرر الجنسي، سيُكتب لها الإستمرار بعد في القرن المقبل؟ وهل أن ما يحققه علم جراحة الدماغ والأعصاب neurobiologie من تقدم باهر في شفاء أمراض كانت تعتبر مستعصية إلى أمد قريب كداء النقطة épilepsie والباركنسون وربما قريباً الهستيريا وغيرها...هو دليل على أن الحاجز البيولوجي la barrière biologique الذي قال فرويد بصعوبة اختراقه بات يعطي إشارات تفتـّتِه؟ وهل أن الطب سيشفي كل ما كان يُعتبر في القرن الفائت "حالات نفسية معقدة وشاذة"، تاركاً الكثير من النظم والنظريات والأساليب التربوية والعقائد من عقدة الأوديب إلى ثورة Fleich الجنسية في مهب الريح؟

7. وهل سيلجأ مربّو القرن الواحد والعشرين إلى هذه الأساليب أم سيكون للتربية الجديدة مربّون جدد؟

وأخيراً وليس آخراً، هل ستبقى ثمة حاجة لإندلاع الثورات بين صفوف الطلاب أم أن الطلاب أنفسهم سيسأمون من هذا الأسلوب التربوي "القديم"؟!
رابعاً: التحديات اللاهوتية

1. بعد أن شهد القرن العشرون بروز الحركات والفلسفات والنظريات المجابهة للدين عامةً، وللأديان التقليدية خاصة، وبعد أن تفشّت موجة الإلحاد athéisme واللاأدرية agnosticisme ومعاداة رجال الدين anticléricalisme ، وبعد أن ساهمت الحركات السياسية في فصل الدين عن الدولة واعتماد العلمنة laïcisme في الكثير من البلدان (أوروبا وأميركا والصين وروسيا...)، وبعد أن نادى نيتشه Nietzsche بموت الله ليحيا الإنسان المتفوق، يبدو أن القرن الواحد والعشرين سيعيد طرح مسألة الدين على بساط البحث، وربما يعود الله بقوة أكبر! والسؤال المطروح هو: هل ماتت الأديان التقليدية حقاً، وهل لم يعد ثمة حاجة للدين بعد؟

2. كثيرون من رجال عصرنا ( المؤمنين بالله) يرون أن الألف الأول شهد ولادة ونمو الديانات التقليدية وأخصها المسيحية التي طبعت العالم القديم أي الأمبراطورية الرومانية بطابعها، ثم أتى الألف الثاني ليشهد تزعزع هذه الديانات وتلاحُق ظاهرة الإنشقاقات فيها، وها هو الألف الثالث آتٍ، حسب زعمهم، ليشهد انطفاء المسيحية وغيرها من الأديان التقليدية، كي يولد دين جديد لعصرٍ جديد (New Age ).

فهل يكون القرن الواحد والعشرون قرن الرجوع إلى الدين، كما أكَّد عليه الكاتب الفرنسي أندريه مالرو Malraux ، أم لا يكون؟ وإذا نعم، فأي ديانة "صافية" ستكون ديانة أجيال الإنترنت؟ إنه التحدي اللاهوتي والإيماني الأكبر.

3. أما في ما يخصنا كشباب مسيحي، فإن وحدة أبناء المسيح هي التحدي المستمر. فالشباب يبدو محتاراً أمام كثرة المذاهب المسيحية وتنوّع أفكارها، تلبس أحياناً طابع الصراع الفكري- وغير الفكري كما في إيرلندا مثلاً- الحاد والعنيف وغير المبرَّر. مما يدفعنا للتساؤل: اين تكمن العقبة الحقيقية التي تحول دون أن يعترف كل المسيحين بوحدة الحقيقة التي تجمعهم؟ أهي في السلطة؟ إنه من المفارق فعلاً أن يكون البابا رمز وحدة المسيحين كما يقول اللاهوت الكاثوليكي، وفي الوقت نفسه العقبة الأولى أمام ملء الشراكة كما يقول اللاهوت الأورثوذكسي. فأي لاهوتٍ يصدّق الشباب؟

4. وما الذي على الإكليروس أن يفعله لكي يبقى شبابنا المسيحي خارج إطار التجاذبات اللاهوتية التي أثبتت عقمها عبر الألفي سنة الماضية، إذ زادت من تشرذم المسيحين وقلّصت من وجودهم في مناطق مختلفة من العالم (الصراع الخلقيدونياللاخلقيدوني في الشرق الأوسط مثلاً)، كما ومن عددهم أيضاً (الحروب الكاثوليكيةالبروتستانتية في أوروبا)؟

إنه لمن الواضح أن مهمة الشهادة للحقيقة في الوحدة، في عالمٍ أصبح المسيحيون يشكلون فيه الثلث تقريباً فيما هم منقسمون بين بعضهم وعلى بعضهم أحياناً، ستكون تحدياً مطروحاً على شباب الألف الثالث،علمانيين وإكليروساً. فكهنة الألف الثالث الشباب لن يكون دورهم أقل استهدافاً من نظرائهم العلمانيين، وربّما يقع عليهم العبء الأكبر في تحمل المشقات اللازمة لكي يصير اتحاد المسيحيين واقعاً فكرياً وعملياً وإدارياً.

5. إلا أن الخطر الأكبر الذي يتهدد شباب الألف الثالث يبدو أنه متأتٍ ليس عن انعدام الشعور الديني بل عن انحرافه. فالبِدَع التي تسعى وراء استمالة الشباب كثيرة ومتنوعة، وتهدد ليس الشباب أنفسهم وحسب بل العصب الإجتماعي بكامله. هذه البدع التي يحلو لبعض علماء الإجتماع تسميتها " الحركات الدينية الجديدة "، تفضّل اصطياد الشباب على سواهم. وهي تنتشر بسهولة في المجتمعات المسيحية ربما بسب التسامح الديني الذي توفرّه المسيحية. وهي تطرح علينا تحدياً مهماً: أليس من الأفضل أن يكون الله مغيَّباً من أن يكون مشوَّهاً؟ وهل تجيب كنيستنا، كنيسة الألفين الأول والثاني، عن تساؤلات الألف الثالث؟ أوليست وحدة المسيحيين عاملاً مهماً في الحد من انتشارالبدع ، وبخاصةً تلك التي تبشّر بانتهاء المسيحية في الألف الثالث القادم علينا بعد قليل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى