الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الصـــــلاح
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة ... سلام الرب يسوع معكم :- يرجى التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب فى الانضمام الى أسرة المنتدى/ نتشرف بتسجيلك معنا

الصـــــلاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
زوار المنتدى
حرف " أ " الجزء الاول Flags_1
المواضيع الأخيرة
البابا فرنسيس يستقبل العاهل الأردنيالجمعة نوفمبر 11, 2022 4:51 amماير
فيلم القديس أنطونيوس البدوانى الجمعة نوفمبر 11, 2022 4:22 amماير
تدفق ال RSS

Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
 

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصلاح على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط الصـــــلاح على موقع حفض الصفحات
تابعونا على الفيس وتويتر
FacebookTwitter

جميع الحقوق محفوظة لـ{الصلاح}
 Powered ELSALAH ®{elsalah.ahlamontada.com}
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اذهب الى الأسفل
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

حرف " أ " الجزء الاول Empty حرف " أ " الجزء الاول

الأحد أكتوبر 17, 2010 1:54 am
آباء وآب


Peres et Pere

المقدمة
أولاً: الآباء الجسديون
1. سيّد- وربّ:
2. أصل السلالة:
ثانياً: الآباء الروحيون
1. تجاوز فكرة التفوق العنصري:
2. من الروح القومية إلى الروح العالمية:
3. من الوعد إلى التحقيق:
ثالثاً: أبوّة إله الآباء
1. من الآباء إلى الآب:
2. سمو الأبوة الإلهية:
3. يهوه، أبو إسرائيل:
4. يهوه أبو الملك:
رابعاً: يسوع يكشف عن الآب
خامساً: الله أبو يسوع المسيح
1. كشف الله عن نفسه، بواسطة يسوع، أباً لابن وحيد:
2. يعطي الله لنفسه، بفعل أبوته الأبدية، ابناً يساويه في الجوهر:
3. في وضع التجسد، يبقى الابن خاضعاً للآب:
سادساً: الله أب المسيحيين



--------------------------------------------------------------------------------

المقدمة
بينما يزعم العالم إقامة أخوّة بدون أب، يكشف الكتاب المقدس أنّ الأبوة هي الصفة الأساسية لله. وانطلاقاً من الاختبار البشري للآباء والأزواج ممن توفر لهم الحياة العائلية وسيلة لممارسة السلطة وتحقيق الذات في المحبة، يَكشف العهد القديم محبة الله الحيّ وسلطته من خلال صورتي الأب والزوج. وهو يفعل ذلك بطريقة تختلف عن الطريقة المنحرفة التي كانت الوثنية تنقل بها إلى آلهتها هذه الأمور البشرية. ويعود العهد الجديد فيتخذ بدوره هاتين الصورتين ولكنه يبلغ بصورة الآب إلى كمالها بكشفه البنوّة الفريدة التي يتمتع بها يسوع وما تضيفه من أبعاد سامية، نظراً إلى أبوّة الله الشاملة لجميع البشر.
أولاً: الآباء الجسديون

1. سيّد- وربّ:
على المستوى الأفقي، يعتبر الأب بمثابة رأس العائلة، بلا نزاع، فتعترف الزوجة به كسيد ("باعال" تكوين 20: 3) وربّ ("آدون" 18: 12) ويرجع إليه حق تربية الأولاد (سيراخ 30: 1- 13)، وعقد الزيجات (تكوين 24: 2- 3 ، 28: 1- 2) والتحكم في مصير البنات (خروج 21: 7)، بل نراه قديماً يتصرّف في حياة الأبناء نفسها (تكوين 38: 24، 42: 37). فهو يجسّد العائلة بأجمعها محققاً وحدتها (راجع 32: 11)، فنسمّي حينئذ "بيت آب" أي المنزل الأبوي (34: 19). ومع الوقت أخذ لفظ البيت يطلق على العشيرة (راجع زكريا 12: 12- 14)، أو على جزء هام من الشعب (مثلاً "بيت يوسف") أو حتى على الشعب كله ("بيت إسرائيل"). فأصبحت سلطة قائد هذه الجماعات، على سبيل القياس، مصوّرة على نمط سلطة ربّ العائلة (راجع ارميا 35: 18). وفي نظام الملكية اعتبر الملك "أباً" للأمة (أشعيا 9: 5)، بالضبط كما أطلق على نابونيد في بابل لقب "أبي الوطن". ويطلق أيضاً اسم الأب على الكهنة (قضاة 17: 10، 18: 19)، وعلى المستشارين الملكيين (تكوين 45: 8، استير 3: 13، 8: 12)، وعلى الأنبياء (2 ملوك 2: 12)، و"الحكماء" (أمثال 1: 8 الخ، راجع أشعيا 19: 11) بسبب سلطتهم في التهذيب. وبواسطة إشعاعهم الأفقي، أعدّ الآباء الجسديون إسرائيل لقبول خلاص الله، كشعب موحّد، وأن يرى في الله أباً له.
2. أصل السلالة:
على المستوى الرأسي، يعتبر الأب أصلاً للسلالة كلها. فإنه بإنجاب البنين، يخلّد ذاته (تكوين 21: 12، 48: 16)، ويساهم في بقاء جنسه، مع ضمان حفظ التراث العائلي لورثة من صلبه (5: 2- 3)؛ أما إذا توفي الأب دون عقب، فيُعدّ ذلك قصاصاً من الله (عدد 3: 4، 27: 3- 4). على قمة السلالة يقوم الآباء بالمقام الأسمى، فهم يحملون مسبقاً مستقبل الجنس. وكما أن لعنة ابن حام تتضمن خضوع الكنعانيين لأولاد سام كذلك يجد إسرائيل سرّ عظمته مسبّقاً في اختيار إبراهيم وشموله بالبركة (تكوين 9: 20- 27، 12: 2). وفي مراحل حياة إبراهيم وإسحاق ويعقوب يتكرر بانتظام الوعد بذرية لا حصر لها وبأرض خصبة، لأن تاريخ إسرائيل مرسوم ضمناً في تاريخهم كما هي الحال بالنسبة لتاريخ الشعوب المجاورة، ضمن حياة لوط وإسماعيل وعيسو المستبعدين عن المواعيد (تكوين 19: 30- 38، 21: 12- 13، 36: 1). وعلى النمط نفسه، ترجع كل قبيلة إلى سلفها الأول، الذي تستمد منه اسمها، مسؤولية وضعها في إطار الأمة (تكوين 49: 4). إن سلسلة الأنساب وإن كانت كثيراً ما تعبّر عن صلات لا تتفق دوماً مع القرابة الدموية، إلاّ أنها تحدّد النسب الأبوي، وتؤكد هكذا أهمية الأسلاف الذين بأعمالهم قد رسموا مستقبل سلالتهم وحقوقها. وبوجهٍ خاص، تضع المصادر الكهنوتية (تكوين 5 و 11) تتابع الأجيال في علاقة بالاختيار الإلهي والخلاص، مبرزة المواصلة بين آدم ذاته والآباء.
ثانياً: الآباء الروحيون
إذا كان رؤساء الأسباط هم آباء بالمعنى الأسمى للشعب المختار، فلا يرجع الأمر أساساً إلى أبوّتهم الجسدية، ولكن إلى المواعيد التي سوف تتجاوز ذريتهم لتشمل في النهاية كل من يقتدون بإيمانهم. فأبوّتهم "من حيث البشر" (رومة 4: 1) لم تكن إلاّ شرطاً مؤقتاً لأبوّة روحية شاملة، قائمة على الاستمرارية والتناسق في التخطيط الخلاصي لإله لا يتوقف عن العمل، منذ اختياره لإبراهيم حتى تمجيد يسوع (خروج 3: 15، أعمال 3: 13). وهذه الأبوّة الروحية التي تخصص بولس في إبرازها لاهوتياً، كانت متضمنة منذ القدم في العهد القديم.
1. تجاوز فكرة التفوق العنصري:
يتّخذ الجانب الروحي لأبوّة الأسلاف أهمية متصاعدة في العهد القديم، بقدر ما تتعمّق فكرة التضامن في الشر وفي الخير. إن أهمية "الآباء" التي تتزايد من جيل إلى جيل، لا تشمل رؤساء الأسباط وحدهم، ولا حتى الأسلاف الذين نالوا قسطاً من المديح في القرن الثاني فحسب (سيراخ 44: 50، مكابيين 2: 51- 61) وإنما تشمل أيضاً بعض المتمردين، ومن بينهم يضع بعض الأنبياء يعقوب نفسه الذي يعتبر اسمه كناية عن الأمة (هوشع 12: 3- 5، اشعيا 43: 27). على أن هؤلاء المتمردين يلزمون أحفادهم بصفتهم متضامنين معهم في عصيانهم وفي احتمال العقاب (خروج 25: 5، إرميا 32: 18، باروك 3: 4- 5، مراثي 5: 7، اشعيا 65: 6- 7، دانيال 9: 16). فمن حيث أنهم آباء بحسب القرابة الجسدية يترتب على ذلك، في رأي البعض، أنهم يورّثون أبناءهم، بموجب أبوّة معنوية حقة، أخطاءهم، أو على الأقل عقابهم. وينبئ إرميا (إرميا 31: 29- 30) ويعلن حزقيال (حزقيال 18) زوال هذا المفهوم التلقائي للجزاء: فسوف لا يعاقب الإنسان إلا بمقدار خطيئته الشخصية. وابتداء من السبي، نرى تقدّماً مماثلاً يرتسم فيما يتعلق بالتضامن في الخير. وقد ظهر الله في صورة الأب الوحيد لشعبه بوضوح، في المحنة التي مرّ بها إسرائيل: فقد عزا للغرباء ميراث إبراهيم ويعقوب (راجع حزقيال 33: 24) وكأنهما قد تخليا عن ذريتهم (أشعيا 63: 16). فإنه في صميم المحنة ينشأ إسرائيل جديد "إسرائيل من حيث الكيف" لا ينتمي إليه كلّ الذرية المنحدرة من إبراهيم بحسب الجسد، وإنما فقط الذين يقتفون آثاره في سعيه للبر وفي رجائه الوطيد (أشعيا 51: 1- 3). أليس إسرائيل بالفعل جنساً غير نقي منذ البدء سواء من جهة الآباء أو من جهة الأرحام (حزقيال 16: 3)؟ ألم يعترف كاتب أخبار الأيام نفسه بعلاقة قرابة بين شعبه وبين العشائر الوثنية (1 أيام 2: 18- 55)؟ ألا يعلن بعض الأنبياء للمهتدين الجدد إمكانية انضمامهم إلى شعب المواعيد (أشعيا 56: 3- 8، راجع 2 أخبار الأيام 6: 32- 33)؟ ولن يكون الوقت بعيداً، بالرغم من بعض الانتفاضات الوطنية، حيث تتحقق أبوّة إبراهيم والأسلاف العظام، لا بحكم الجنس بعد ذلك بل بفضل الإيمان.
2. من الروح القومية إلى الروح العالمية:
بقدر ما يزداد مفهوم أبوة الأسلاف روحانية ، يتّخذ أيضاً طابعاً عالمياً. هذا واضح بالنسبة لإبراهيم. بحسب المصدر الكهنوتي ، يعني اسمه "أب أمم كثيرة" (تكوين 17: 5)، كذلك الوعد الوارد في تكوين 12: 3 : "يتبارك بك جميع عشائر الأرض..." يصبح في الترجمة اليونانية "فيك ستبارك..." (راجع سيراخ 44: 21، أعمال 3: 25، غلاطية 3: 8)، وكأن الترجمة السبعينية، بدلاً من رفع شأن الشعب المختار، ترمي إلى الإيحاء بأن جميع الشعوب ستشترك يوماً في بركة إبراهيم. وهذه التيارات ذات الطابع العالمي، التي كثيراً ما تناقضها نزعة معاكسة ذات طابع قومي متطرف (عزرا 9: 2)، تصل إلى كمالها بفضل تعليم يوحنا المعمدان ويسوع. فنسمع يوحنا يقول: "إن الله قادر على أن يخرج من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم" (متى 3: 9). وكذلك في نظر يسوع، إذا كانت هناك بنوة لإبراهيم ضرورية للخلاص، فإنها لا تتحقق بالانتماء العرقي وإنما بالتوبة (لوقا 19: 9)، وبالإقتداء بأعمال إبراهيم أي بإيمانه (يوحنا 8: 33 و 39-40). ويلمّح المسيح بأن الله سوف يقيم للآباء، عن طريق دعوة الوثنيين، ذريّة روحيّة من المؤمنين (متى 8: 11).
3. من الوعد إلى التحقيق:
قد حققت الكنيسة بصورة جزئية البشرى التي أعلن عنها يسوع، مما أتاح لبولس رسول الأمم (1 تيموتاوس 2: 7)- وقد أثارته أزمة القائلين بضرورة التهويد - أن يتعمّق في هذه الموضوعات نفسها. أجل، في نظر بولس، لا يزال أعضاء "إسرائيل بحسب البشر" (1 كورنتس 10: 18) "أحباء الله إكراماً للآباء" (رومة 11: 28) وهم يحتفظون بموجب المواعيد التي سلمت للآباء (أعمال 13: 17، 32- 33) بأولويّة في الدعوة إلى الخلاص(رومة 1: 16، راجع أعمال 3: 26)، رغم أن كثيرين منهم يرفضون أن يؤمنوا بالوريث الحقيقي للمواعيد (غلاطية 3: 16)، وبذلك يجعلون أنفسهم عبيداً مثل إسماعيل (غلاطية 4: 25). ولكن في داخل "إسرائيل الله" نفسه (غلاطية 6: 16)، لا فرق بين يهودي وأممي (أفسس 3: 6). فالجميع، سواء كانوا في الختان أم في القلف، يصبحون، بانتمائهم إلى "إيمان إبراهيم أبينا جميعاً، أبناء لإبراهيم، ويحظون بالبركات الموعودة لذريته (غلاطية 3: 7- 8، رومة 4: 11- 18). فبالمعمودية تنشأ ذرية روحيّة جديدة هم أولاد إبراهيم بحسب الموعد (غلاطية 3: 27- 29)، وسرعان ما يطلق على المؤسسين الأوائل لهذا الشعب الجديد لقب "الآباء" (2 بطرس 3: 4).
ثالثاً: أبوّة إله الآباء

1. من الآباء إلى الآب:
إن إبراز الطابع الروحي في الأبوّة البشرية قد ساعد على تفهّم أبوّة الله. وقد ساهم عجز الآباء، أيام السبي، في إعلاء شأن أبوّة يهوه الباقية (أشعيا 63: 16). فبرغم التباين، قد تعزى الأبوّة إلى الأسلاف وإلى الله: هذا ما يبدو أيضاً من خلال التاريخ الذي تسرده المصادر الكهنوتية التي وضِعَت، على قمة سلم الأجيال، آدم، المخلوق على صورة الله (تكوين 1: 27) والقادر أن ينجب أيضاً أولاداً على صورته (5: 1- 3)، وكأنها تقصد إرجاع التسلسل البشري إلى الله نفسه. وفيما بعد، سيسلك لوقا نفس المنهج (لوقا 3: 23- 38). وأخيراً سيرى بولس في الله الأب الأسمى الذي تستمدّ منه كلّ أبوّة وجودها وقيمتها (أفسس 3: 14- 15). وعليه فإننا نرى بين الآباء البشريين والله شبهاً يمكّننا من أن نُطلِق على الله تسمية الآب، بل أكثر من ذلك، إن هذه الأبوّة الإلهية هي وحدها التي تعطي كلّ أبوة بشرية معناها التام في إطار تخطيط الخلاص.
2. سمو الأبوة الإلهية:
لم يطلق إسرائيل على الله تسمية أب عن طريق البرهان والقياس، بل عن اختبار حيّ عاشه وربما كان هذا كردّ فعل تجاه مفاهيم الشعوب المجاورة. كانت جميع الأمم القديمة تدعو إلهها أباً لها، وترجع مثل هذه العادة عند الساميين إلى تاريخ بعيد، وكانت هذه الصفة الأبوية تتضمن في الإله مهمة الحماية والسيادة وغالباً، الخلق. وفي نصوص أوغاريت (القرن الرابع عشر)، كان "ايل" الإله الأسمى في المجموعة الإلهية الكنعانية، يطلق عليه تسمية "الملك الأب شونم" ، مما يعبّر عن سيطرته على الآلهة والبشر. ولعل اسم "ايل" نفسه، الذي هو أيضاً اسم إله الآباء (تكوين 46: 3) كان فيما يبدو، يدلّ في الأصل على الشيخ، وبالتالي يفترض سلطاناً على "عشيرته". وبهذا المعنى الأوّل دخلت فكرة الأبوّة الإلهية الكتاب المقدس. ولكن هناك معنى آخر يرفضه العهد القديم. فهذا الإله الفينيقي"ايل" المرموز إليه بالثور، على نحو "أييس" المصري كان يخصّب زوجته وينجب آلهة أخرى. وكانت تنسب إلى " بعل " بن ايل قوة تخصيب الأزواج من البشر والحيوانات ومنح الخصوبة للأرض، عن طريق طقس يمثّل اتحاده بإحدى الإلاهات. وأما يهوه فهو وحيد، لا نشاط جنسياً له ولا شريك له، ولا ابن بالمعنى الجسدي. حقا كان الشعراء يطلقون تسمية "أولاد الله" أحياناً على الملائكة (تثنية 32: 8، مزمور 29: 1، 89: 7، أيوب 1: 6…)، أو على الأمراء والملوك (مزمور 82: 1 و6)، لكنّهم كانوا يغيّرون الطابع الأصلي لمصادرهم السورية الفينيقية، بطريقة تظهر خضوع هذه المخلوقات العادية لله بدون أن تسند إلى الله أيّة أبوّة على المستوى الطبيعي. وإن كان يهوه يدعى بالأب الذي أنجب إسرائيل (تثنية 32: 6)، فمن البداهة أن هذا الإنجاب مأخوذ بالمعنى الأدبي: فهو ليس أباً للآلهة وزوجاً لإلاهة بل هو في نفس الوقت أب وزوج لشعبه، مما يدل على المعنى المجازي (هوشع، إرميا،. وهو أيضاً أب من حيث هو خالق (أشعيا 64: 7، ملاخي 2: 10، راجع تكوين 2: 7، 5: 1- 3) ولكن ليس بأسلوب توالد الآلهة الفاحش، المذكور في الأساطير البابلية. وأخيراً إن إله إسرائيل الذي بكامل سيادته "يدعو القمح" (حزقيال 36: 29)، لا صلة له بالبعل المخصب وبشعوذة طقوسه الجنسيّة التي يبغضها الأنبياء، وهو لا يريد أن يدعى أباً، بنفس الطريقة التي بها يدعو أتباع "بعل" إلههم (ارميا 2: 27). وهكذا نرى رغبة قادة إسرائيل واضحة في تنقية فكرة الأبوّة الإلهية السائدة عند جيرانه من كلّ أثر جنسي وهم لا يحتفظون منها إلا بالجانب الاجتماعي الذي يليق نقله إلى الله.
3. يهوه، أبو إسرائيل:
قد نشأ تصوّر الأبوة الإلهية خاصة بالمعنى الجماعي والتاريخي: إن الله قد كشف عن ذاته بوصفه أباً لإسرائيل أثناء الخروج كحارس له وكمن يقدّم له القوت الجسدي والروحي في الوقت نفسه. فالفكرة الأساسية هي فكرة سيادة جوّادة وعناية تتطلب خضوعاً وثقة (خروج 4: 22، عدد 11: 12، تثنية 14: 1، أشعيا 1: 2- 4، 30: 1 و9، إرميا 3: 14). يحتفظ هوشع وإرميا بهذا المفهوم مع إثرائه بالتركيز على حنان يهوه العظيم (هوشع 11: 3- 4و 8- 9، إرميا 3: 19، 31: 20). وابتداء من وقت السبي، بالإضافة إلى فكرة الأبوّة الإلهية القائمة على الاختيار (أشعيا 45: 10- 11، 63: 16، 64: 7- 8، طوبيا 13: 4، ملاخي 1: 6، 3: 17) وعلى التبني (تثنية 32: 10)، نجد عند بعض أصحاب المزامير (مزمور 27: 10، 103: 13) وبعض "الحكماء" (أمثال 3: 12، سيراخ 23: 1- 4، حكمة 2: 13- 18، 5: 5) الاعتبار أن كل شخص صالح هو ابن الله بمعنى أنه موضع حمايته المتّسمة بالحنان. وهذا التطبيق الفردي لن يشكّل شيئاً جديداً على الإطلاق، لو كنا نستطيع القطع بأن في الأسماء القديمة الدالّة على الصلة بالله مثل "ابيعازر" (يشوع 17: 2)، الجزء الأخير من لفظ "أب" يدل على الشخص المتكلم، بحيث يمكن أن تكون الترجمة "أبي هو عوني".
4. يهوه أبو الملك:
منذ عهد داود أخذوا ينادون بأبوّة يهوه للملك بصفة خاصة (2 صموئيل 7: 14- 15، مزمور2)، الجزء الأخير من لفظ "أب" وهو يدل على الشخص المتكلم، بحيث يمكن أن تكون الترجمة "أبي هو عوني". جميع ملوك الشرق الأوسط القديم يعتبرون في حكم الأبناء بالتبني لإلههم، وإننا نجد عبارة المزمور 2: 7 : "أنت ابني" واردة حرفياً في نصّ بابلي. ولكن خارج إسرائيل، تشكّل متطلبات الإله، في أكثر الأحيان، نزوات هوائية كما نشاهد ذلك عند "كموش"، حسب لوحة ميشا (راجع 2 ملوك3). وفي مصر يعتبر الإله بمثابة أب بالمعنى الجسدي. أما يهوه، فعلى عكس ذلك، هو إله يتسامى فوق المستوى الجسدي ويجازي الملوك على سلوكهم الأخلاقي (2صموئيل 7: 14). إن هذه النصوص الخاصة بالتبنّي الملكي تمهّد السبيل للوحي بالبنوّة الفريدة ليسوع، بقدر ما يرتسم على ملوك يهوذا وجه المسيا الحقيقي. وبعد السبي تقرّبنا إلى هذه الفكرة نفسها صورة الحكمة (أمثال 8) الماثلة في هيئة شخص ابنة الله. فهي تسبق الخلق كله وتتضمن في ذاتها الرجاء المعلّق على سلالة أسرة داود، ابتداء من نبوءة ناتان.
رابعاً: يسوع يكشف عن الآب
ومع اقتراب العصر المسيحي، لا يزال إسرائيل مدركاً بأن الله أب لشعبه وأب لكل واحد من مؤمنيه. ويندر جداً ورود تسمية الآب في الكتابات الرؤيوية وفي نصوص قمران، ربما تحفّظاً من استخدام هذه التسمية الجارية في الحضارة الهلّينية، ولكنّ هذه التسمية واردة بتواتر في الكتابات الحاخاميّة، حيث نجد هذه الصيغة بحرفيتها: "أبانا الذي في السموات" (متى 6: 9). يصل يسوع المسيح بالفكر اليهودي في أبوّة الله إلى ذروة كماله. على مثال ذلك المسكين المذكور في المزامير والذي يرى في جماعة "أنقياء القلب" ، إسرائيل الحقيقي الوحيد (مزمور 73: 1)، يفكّر يسوع في جماعة (إذ يدعونا نصلي قائلين "أبانا" وليس "أبي") مكوّنة من "الأطفال" (متى 11: 25)، يخصّهم الله بالإعلان عن أسراره، ويكون كلّ واحد منهم شخصياً ابناً لله (متى 6: 4 و6 و18). ولكنه يأتي بالجديد، في تفوّقه حتى على تيار الأبوّة الشاملة الذي ظهر في اليهودية المتأخرة. فإن كان هذا التيار يربط صفة أبوّة الله بعمل الخلق، إلاّ أنه لم يكن ليستنتج مع ذلك أن الله هو أب لجميع البشر، وأن سائر البشر جميعهم أخوة (راجع أشعيا 64: 7، ملاخي 2: 10). وكذلك كان يعتقد هذا التيار أن الرحمة الإلهية تمتد لتشمل "كل ذي جسد" (سيراخ 18: 12)، فلا ينعم بها تماماً، في نظرهم، إلاّ أبناء الله المتمثلين في الأبرار من إسرائيل (حكمة 12: 19- 22، راجع 2 مكابيين 6: 13- 16). فعليهم وحدهم عملياً كانت تطبّق الآية الواردة في كتاب التثنية (8: 5) بشأن "تأديب يهوه" النابع من الحب الأبوي (أمثال 3: 11- 12، راجع عبرانيين 12: 5- 13). وبالعكس، في نظر يسوع، فإن جماعة "الأطفال"- وإن كانت ما زالت بعد مقصورة في الواقع على اليهود التائبين وحدهم، الذين يعملون مشيئة الله (متى 21: 31- 33)- سوف تضم أيضاً وثنيين (متى 25: 22- 34) يحلون محل "أبناء الملكوت" (متى 8: 12). ونحو إسرائيل الجديد هذا، المنفتح مبدئياً منذ الآن للجميع، يبذل الآب بسخاء الخيرات الضرورية (متى 6: 26و32، 11:7)، وأهمها الروح القدس (راجع لوقا 13:11) مظهراً اتساع حنانه الرحيم (لوقا 15: 11- 32). فما على الإنسان إلا أن يعترف بتواضع بهذه الأبوّة الوحيدة (متى 23: 9)، وأن يعيش كطفل يناجي أباه (7: 7- 11)، ويضع ثقته فيه (6: 25- 34)، ويخضع له مقتدياً بحبه للجميع (5: 44- 45)، وبتسامحه (18: 33، راجع 6: 14- 15)، وبرحمته (لوقا 6: 36، راجع لاويين 19: 2)، وبكمال ذاته (متى 5: 48). وإن كان موضوع الاقتداء بالآب ليس بجديد تماماً (فقد ورد في الترجوم ما جاء في لوقا 6: 36) إلاّ أن الجديد فيه هو الإلحاح في تطبيقه على التسامح المتبادل، وعلى محبة الأعداء. وإن الله لا يظهر أبوته كاملة إلا عندما يحبّنا ويغفر لنا، ونحن لا نكون أبناءه حقاً، إلاّ عندما نسلك على نمطه في المعاملة مع جميع إخوتنا.
خامساً: الله أبو يسوع المسيح

1. كشف الله عن نفسه، بواسطة يسوع، أباً لابن وحيد:
تتخذ أبوّة الله ليسوع معنى خاصاً فريداً. هذا ما وضّحه يسوع بأسلوبه في التمييز بين "أبي" (راجع متى 7: 21، 11: 27، لوقا 2: 49، 22: 29) و "أبيكم" (راجع متى 5: 45، 6: 1، 7: 11، لوقا 12: 32)، وفي تقديم نفسه أحياناً باعتباره "الابن" (مرقس 13: 32)، الابن الحبيب، بمعنى الوحيد (مرقس 12: 6 //، راجع 1: 11//، 9: 7 //)، كما أننا نرى ذلك خاصة عندما يعبّر عن شعوره باتحاده العميق مع الآب، إلى حدّ أنه يسبر غور جميع أسرار الآب. وهو وحده يستطيع أن يكشفها (متى 11: 25- 27). إن مستوى التسامي في هذين اللفظين "آب" و "ابن" لم يكن واضحاً من تلقاء ذاته. ولم يدركه المستمعون حتى في لقب "ابن الله" الذي كان يسوع يتجنبه (في لوقا 4: 41، تعبير "ابن الله" يعادل لفظ المسيا)، إلاّ أن ما يؤكد هذا التسامي هو تعبير لقب "ابن الإنسان" ومطالبة يسوع بسلطة تتجاوز مستوى المخلوق. ويؤيده أيضاً تضرع يسوع الذي يخاطب أباه قائلاً "أبّا" (مرقس 14: 36)، الذي يعادل لفظنا "يا بابا": وهذا النوع من الدالة لم يكن يعرف لها مثيل قبل يسوع، وهي تدل على مودة حميمة ليس لها نظير.
2. يعطي الله لنفسه، بفعل أبوته الأبدية، ابناً يساويه في الجوهر:
يبيّن المفكرون اللاهوتيون الأوائل بوضوح ما تقوله الأناجيل الإزائية عن "أبي ربّنا يسوع المسيح" (رومة 15: 6، 2 كورنتس 1: 3، 11: 31، أفسس 1: 3، 1 بطرس 1: 3)- وكثيراً ما يتكلمون عنه في ظلّ تسميته "أباً" وهم يفكرون فيه عندما يقولون ببساطة "ho theos" (راجع، كورنتس 13: 13). يعالج بولس صلات الآب بالابن في عمل الخلاص، ولكنه يتكلم أيضاً عن "ابن الله بالذات" بتمييزه عن الأبناء بالتبني (رومة 8: 15و29و32) ويعزو إلى "ابنه الحبيب" عمل الخلق ذاته (كولسي 1: 13و 15- 17)، كل هذا يفرض أن في الله سرّ أبوّة متسامية أزلية. ويذهب يوحنا إلى أبعد من ذلك فيسمي يسوع الابن الوحيد والحبيب monogene le (يوحنا 1: 14و18، 3: 16و18، 1 يوحنا 4: 9). ويبرز الطابع الفريد للأبوّة التي تقابل هذه البنوّة (يوحنا 20: 17)، والوحدة الكاملة بينهما في المشيئة (5: 30) والعمل (5: 17- 20) وهي تظهر من خلال المعجزات التي يولي الواحد الآخر أن ينجزها (5: 36). كما أنه يبرز تداخلهما المتبادل (10: 38، 14: 10- 11، 17: 21)، وألفتهما الحميمة في المعرفة والمحبة (5: 20و23، 10: 15، 14: 31، 17: 24- 26)، وتمجيدهما المتبادل (12: 28، 13: 31- 32، 17: 1و4- 5). وإذ ينتقل اليهود من مستوى العمل إلى مستوى الطبيعة فإنهم يفهمون من تصريحات يسوع أنها إقرار بالمساواة مع الله (5: 17، 10: 33، 19: 7). وهم في ذلك على صواب: حقاً الله هو "الآب بالنسبة ليسوع" بنوع خاص، إن يسوع كائن من قبل إبراهيم (8: 57- 58) ومقيم في حضن الآب (1: 18، راجع 1 يوحنا 1: 1- 2).
3. في وضع التجسد، يبقى الابن خاضعاً للآب:
إن كانت كرامة يسوع تجعله مساوياً لله، فإنّ هذا لا يمنع الآب من الاحتفاظ بامتيازاته الأبوّية، بشهادة المسيح نفسه (راجع متى 26: 29، 11: 26- 27، 24: 36)، وشهادة كتبة العهد الجديد. تنسب الكرازة الأولى قيامة يسوع، إلى الآب (راجع أعمال 2: 24، 1 تسالونيكي 1: 10، 2 كورنتس 4: 14). وله ترجع مبادرة الخلاص: هو الذي يختار ويدعو المسيحي (راجع 2 تسالونيكي 2: 13- 14) والرسول (راجع غلاطية 1: 15- 16) كما أنه هو الذي يبرّر (راجع رومة 3: 26و30، 8: 30). وليس يسوع إلا الوسيط الضروري: يرسله الآب (غلاطية 4: 4، رومة 8: 3، يوحنا في مواضع متفرقة) ويسلمه (رومة 8: 32)، ويعهد إليه بعمل يقوم به (راجع يوحنا 17: 4)، وبكلام يقوله (12: 49) وبأشخاص يخلّصهم (6: 39- 40). فلآب مصدر كل الأشياء وغايتها (1 كورنتس 8: 6)، ولذا فالابن الذي لا يعمل إلا تبعاً له (يوحنا 5: 19، 14: 10، 15: 10) سيخضع له (1 كورنتس 15: 28) في آخر الأزمنة، خضوعه لرأسه (11: 3).
سادساً: الله أب المسيحيين
إن كان أعطى الله للبشر أن يصيروا أبناءه (يوحنا 1: 12)، فهذا يرجع إلى أن يسوع هو ابنه بالطبيعة. وتقدم لنا الأناجيل الإزائية الومضات الأولى في هذا الأمر، عندما يوحّد يسوع نفسه مع تلاميذه (راجع متى 18: 5، 25: 40)، ويقرّ بأنه أخ لهم (28: 10)، بل نراه مرة يطلق على نفسه وعليهم تسمية "بنون" المشتركة (17: 26). ولكن يرجع الفضل إلى بولس في إلقاء النور الكامل على هذه الحقيقة. ففي نظره، يحررنا الله من العبودية ويتبنّانا كأبناء له (غلاطية 4: 5- 7، رومة 8: 14- 17، أفسس 1: 5) بإيماننا بالمسيح المعلن في المعمودية، الذي يجعلنا كلنا كائناً واحداً في المسيح (غلاطية 3: 26- 28). ويجعل من المسيح الابن البكر الذي يشرك أخوته في الميراث الأبوي (رومة 8: 17و29، كولوسي 1: 18). أمّا الروح، فلأنه العامل الباطني لهذا التبني، فهو أيضاً الشاهد بذلك، وهو يضع على شفاهنا صلاة المسيح نفسها، ويجعلنا بها مطابقين له قائلين "أبتا" (غلاطية 4: 6، رومة 8: 14- 16، 29). فمنذ الفصح، تعبّر الكنيسة، بتلاوتها الصلاة الربيّة، عن إدراكها الواعي بأنها محبوبة بالمحبة نفسها التي يغمر الله بها ابنه الوحيد (راجع 1 يوحنا 3: 1). وهذا ما يوحي به لوقا على الأرجح عندما يجعلنا نكتفي بقولنا "أيها الآب" أسوة بالمسيح (لوقا 11: 2). وحياتنا البنوية المعلنة في الصلاة تظهر أيضاً من خلال المحبة الأخوية، لأننا إن أحببنا أبانا، فلا نستطيع إلا أن نحبّ جميع أبنائه الذين هم إخواننا: "كل من يحب الوالد يحبّ المولود منه أيضاً" (1 يوحنا 5: 1).
+++++++++++
الآباء


patriarches

ابراهيم
اختيار
وطن
آباء وآب
++++++++++++
آخر


salaire

تتميم
آدم
الله
يوم الرب
جديد
زمننعمة
عدل
جزاء
ملكوت
عمل
++++++++++
آخر الأزمنة


fine des temps

نهاية العالم
++++++
الآخرة


eschatologie

مدينة
خلق
تدبير الله
اختيار
رجاء
مثال
مجد
حرب
ميراث
ساعة
أورشليم
يسوع المسيح
يوم الرب
نور وظلام
جديد
سلام
فصح
فردوس
شعب
وجبة
ملكوت
خلاص
زمن
أرض
خمر
بتولية
افتقاد
++++++++++
آدم


Adam

أوّلاً: آدم وأبناء آدم
1. معنى الكلمات:
2. نحو قصة الخلق وخطيئة آدم:
آ ) إن الاعتقاد بعالمية الخطيئة
ب ) والإيمان بالله الخالق والفادي
3. آدم جدنا:
ثانياً: آدم الجديد
1. نحو اللاهوت عن آدم الجديد:
2. آدم الآخر والحقيقي:
3. المسيحي وآدم الأول وآدم الآخر:
مقدمة
العهد القديم
1. ليل الإنقاذ:
2. الليل والنهار:
3. في ليل التجربة:
العهد الجديد
1. ليل عيد القيامة ونهاره:
2. لسنا بعد في الظلمات (1 تسالونيكي 5: 5):
3. النهار وسط الليل:



--------------------------------------------------------------------------------

أوّلاً: آدم وأبناء آدم

1. معنى الكلمات:
على نقيض ما قد توحي به ترجمات الكتاب المقدس، فإنّ كلمة "آدم" لفظ شائع جداً، يدل على مجموعة كبيرة من المعاني. فعندما كان أحد اليهود ينطق بهذه الكلمة، فإنه لم يكن يفكر قط في الإنسان الأول. فإذا استثنينا قصة الخلق، حيث تلتبس دلالة اللفظ، فإن كلمة آدم لا تدل دلالة أكيدة على الإنسان الأول إلا في خمسة مواضيع (تكوين 4: 25، 5: 1و 3- 5، أيام 1: 1، طوبيا 8: 6). فهذا اللفظ يُعبَّر به، عادةً وبحقّ، عن الإنسان عامة (أيوب 14: 1)، أو عن الناس قاطبةً (أشعيا 6: 12)، أو عن شخص ما (جامعة 6: 12 راجع زكريا 13: 5)، أو عن "أحدهم" (1 ملوك 8: 46؛ مزمور 105: 14)، أو عن "الذات البشرية" (هوشع 11: 4؛ مزمور 94: 11). هذا، والمعنى الجماعي هو الغالب بشكل واضح. وينطبق نفس الشيء على عبارة "ابن آدم" ، التي لا تشير إلى شخص من نسل آدم كفرد، ولكنها توازي لفظ "إنسان" (أيوب 25: 6؛ مزمور 8: 5)، وتشير إلى شخص (ارميا 49: 18و 33؛ راجع حزقيال 1:2و 3 …) أو جماعة (أمثال 8: 31؛ مزمور 45: 3، 1 ملوك 8: 39و 42). وعندما تأتي عبارة "ابن آدم" في تضادٍّ مع "الله" فهي تبرز، مثل كلمة "جسد" ، حالة الإنسانية الضعيفة والفانية: "نظر الرب من السماء فرأى جميع بني البشر" (مزمور 33: 13؛ راجع تكوين 11: 5؛ مزمور 36: 8، إرميا 32: 19). فإن "أبناء آدم" هم إذن البشر في حالتهم الأرضية. وهذا ما يوحي به أيضاً التفسير الشعبي لأصل كلمة "آدم"، إذ يعتبرها مشتقة من adamah أي الأرض. آدم هو إذن الكائن الأرضي المجبول من تراب الأرض. وهذا الواقع التفسيري له انعكاس لاهوتي، فلا يكفي أن نرى في آدم الأول فرداً مثل باقي الأفراد. وهذا ما يستنتج من الانتقال المدهش، من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع في كلام الله الخالق: "لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا… وليتسلطوا" (في العبراني) (تكوين 1: 26). فيا ترى ماذا كان قصد صاحب الرواية في الفصول الأولى من كتاب التكوين ؟
2. نحو قصة الخلق وخطيئة آدم:
إن الفصول الثلاثة الأولى من كتاب التكوين هي بمثابة مقدمة لمجموعة الكتب الخمسة الأولى من التوراة. ولكن تلك الفصول لم تأتِ دفعةً واحدة. فقد جاءت على مرحلتين، وعلى أيدي مؤلفين متلاحقين: اليهوي (تكوين 2 و 3) والكهنوتي (تكوين 1). ومن جهة أخرى فمن الغريب أن نلاحظ أن الأدب السابق للقرن الثاني قبل الميلاد لا يشير قط بصراحة إلى هذه الأجزاء. وبعد ذلك فقط، عند الكلام على أصل موت الإنسان، ينسبه ابن سيراخ إلى المرأة (سيراخ 25: 24)، وكتاب الحكمة إلى إبليس (حكمة 2: 24). ومع ذلك فإن هذه القصص نفسها توجز تجربة قديمة على مدى أجيال، تبلورت ببطء منذ قبل القرن الثاني، ويمكن الاستدلال على بعض عناصرها في تقليد الأنبياء والحكماء.
آ ) إن الاعتقاد بعالمية الخطيئة
يتأكد في ذلك التقليد أكثر فأكثر. إنها، نوعاً ما، الحالة الآدمية التي يشير إليها المرنّم "إني في الإثم ولدت، وفي الخطيئة حبلت بي أمي" (مزمور 51: 7). وفي موضع آخر توصف خطيئة الإنسان بأنها من فعل كائن عجيب، أشبه بملاك، وضع في جنّة الله، ثم سقط بفعل خطيئة كبرياء (حزقيال 28: 13- 19، راجع تكوين 2: 10- 15، 3: 22- 23).
ب ) والإيمان بالله الخالق والفادي
ليس أقل حيوية من ذلك. فالذي يشكّل الإنسان هو إله خزّاف (إرميا 1: 5، أشعيا 45: 9، راجع تكوين 2: 7)، وهو الذي يعيده إلى التراب (مزمور 90: 3، تكوين 3: 19). "ما الإنسان حتى تذكره وابن البشر حتى تفتقده ؟ نقّصته عن الملائكة قليلاً، وكلّلته بالمجد والكرامة، سلّطته على أعمال يديك، وأخضعت كل شيء تحت قدميه" (مزمور 8: 5- 7؛ راجع تكوين 1: 26- 28، 2: 19- 20). وبعد الخطيئة، لا يظهر الله فقط على أنه الرب القدير (حزقيال 28: 13- 14، تكوين 2: 10- 14)، الذي يخلع المتكبر ويعيده إلى أصوله المتواضعة (حزقيال 28: 16- 19، تكوين 3: 23- 24)، ولكنه أيضاً الله الصبور الذي يربي ابنه على مهل (هوشع 11: 3- 4، حزقيال 16)، (راجع تكوين 2: 8- 3: 21). وكذلك الأنبياء قد بشّروا بنهاية للأزمنة شبيهة بالفردوس القديم (هوشع 2: 20، أشعيا 11: 6- 9)، ففيها الموت سيباد (أشعيا 25: 8، دانيال 12: 2، راجع تكوين 3: 15)، بل سيظهر على السحاب منتصراً ابن الإنسان عجيبة طبيعته السماوية (دانيال 7: 13- 14).
3. آدم جدنا:
واستناداً إلى التقاليد التي أشرنا إليها، هاهي الخطوط العريضة لتعاليم روايات الخلق. ففي اجتهاد أول لتصور حالة الإنسان، اقتنع المؤلف اليهوي (تكوين 2و3) بأن السلف يتضمن في ذاته كل نسله، فيبشّر كلّ إنسان، كيف أن الإنسان الذي خلقه الله صالحاً، أخطأ، وينبغي أن ينال الفداء يوماً. أما الرواية الكهنوتية (تكوين 1) فتوحي من جهتها، بأن الإنسان قد خلق على صورة الله. ثم يبيّن بواسطة تسلسل المواليد (تكوين 5، 10) أن جميع البشر يؤلّفون - فيما يتجاوز إسرائيل - وحدة واحدة، هي الجنس البشري ؟
ثانياً: آدم الجديد

1. نحو اللاهوت عن آدم الجديد:
يعود العهد الجديد فيعلن أن البشر ينحدرون جميعاً من أصل واحد (أعمال 17: 26)، أو أن أبوينا الأولين هما مثال للزوجين (متى 19: 4- 5 //، 1 تيموتاوس 2: 13- 14) اللذين ينبغي أن يتجددا في البشرية الجديدة. وتقوم رسالة العهد الجديد في تقديم يسوع المسيح أصالةً، على أنه آدم الجديد. وكانت الكتب غير المعتمدة قد وجهت الأنظار إلى احتواء البشرية الخاطئة كلها في آدم. وبخاصة يسوع الذي قدّم نفسه على أنه ابن الإنسان، ليؤكد انتماءه إلى الجنس البشري، وفي الوقت نفسه يحقق نبوءة دانيال المجيدة. وترسم الأناجيل الإزائية بصورة شبه صريحة خطوط التقرّب بين يسوع وآدم. فيصف مرقس إقامة يسوع مع الوحوش (مرقس 1: 13). ويشير متى إلى تكوين 5 : 1 في كتاب "نسب يسوع المسيح" (متى 1: 1). أما عند لوقا فالذي انتصر على التجربة هو "ابن آدم، ابن الله" (لوقا 3: 38)، آدم الحقيقي الذي قاوم المجرّب. ومن وراء نشيد لبولس (فيلبي 2: 6 - 11)، يمكن بلا شك التعرف على تضاد مقصود بين آدم الذي حاول أن يغتصب الوضع الإلهي، وبين يسوع الذي لم يتمسك به بغيرة وحرص. ويمكن أن نقرن بهذه التلميحات كلها، أوجه تقارب حديثة.
2. آدم الآخر والحقيقي:
يؤكد بولس بقوة في (1 كورنتس 15: 45- 49) التعارض بين المثالين اللذين قد صنعنا على شبههما. فقد صُنع الإنسان الأول، آدم، نفساً حية، أرضياً وبشرياً، "فيكون آدم الآخر روحاً محيياً" لأنه سماوي وروحاني. فلوحة الأصول تقابلها لوحة نهاية الأزمنة، ولكن هوة سحيقة تفصل الخليقة الثانية عن الأولى، الكائن الروحاني عن الجسداني، والسماوي عن الأرضي. وفي (رومة 5: 12- 21) يقول بولس صراحة إن آدم كان "رمزاً للآتي بعده". واعتماداً على اليقين بأن خطيئة آدم الأول كانت ذات أثر عالمي، هو الموت (راجع 1كورنتس 15: 21- 22) فيؤكد بولس كذلك عمل الفداء من جانب المسيح، آدم الثاني. ولكنه يوضح بدقة الفوارق بين الاثنين. فبآدم صارت المعصية والهلاك والموت، وبالمسيح صارت الطاعة والتبرير والحياة. وأكثر من ذلك، فبآدم دخلت الخطيئة في العالم، وبالمسيح فاضت النعمة، لأنه مصدرها. وأخيراً فاتحاد آدم اتحاداً مثمراً بحواء كان يبشر باتحاد المسيح بالكنيسة. وهذا الاتحاد صار بدوره السرّ الذي عليه يقوم الزواج المسيحي (أفسس 5: 25- 33، راجع 1 كورنتس 6: 16).
3. المسيحي وآدم الأول وآدم الآخر:
إن المسيحي هو ابن آدم بحكم ولادته، ويولد ولادة جديدة في المسيح بإيمانه. لذلك يحتفظ المسيحي بعلاقة دائمة مع آدم الأول وآدم الآخر، وإن اختلفت طبيعة هذه العلاقة وأثرها في الحالتين. والمسيحي أمين على المعنى الصحيح لقصة الأصول، ولا يتذرع بخطيئة الإنسان الأول لتبرئة نفسه. ولكنه يدرك أنه هو نفسه آدم بما فيه من ضعف وخطيئة، وأن من واجبه أن يخلع عنه الإنسان القديم، وفقاً لعبارة بولس (أفسس 4: 22- 23، كولسي 3: 9- 10)، ليلبس يسوع المسيح، "الإنسان الجديد" ، هكذا كل مصيره مرسوم في دراما آدم الأول وآدم الآخر. أو بعبارة أخرى فهو يجد في المسيح الإنسان الأمثل، وفقاً لتفسير المزمور 8: 5- 7 الوارد في الرسالة إلى العبرانيين 2: 5- 9: ذاك الذي هبط حيناً دون الملائكة، لكي يستحق خلاص كل إنسان، قد نال المجد الموعود به آدم الحقيقي.
مقدمة
تقوم ليلة الفصح بمثابة مركز الرمزية في الكتاب المقدس. ومن الطبيعي أن يجد المرء أيضاً في الليل اختباراً بشرياً رئيسياً في جمع الأديان. فالليل هو حقيقة مزدوجة المعنى: مخيفهَ كالموت، وحتميّة في مثل زمن ولادة العوام. فعندما يختفي نور النهار، حينئذ تظهر وحوش الغاب المفترسة (مزمور 104: 20)، ووباء الدّجى (مزمور 91: 6)، ومبغضو النور: الزناة، أو اللصوص، أو القتلة (أيوب 24: 13- 17). وعندئذ يجب أن يتوسل المرء إلى خالق الليل (تكوين 1: 5) لكي يحمى البشر من أهوال الليل (مزمور 91: 5). يجب ان يتضرع الممرء أيضاً اليه، عندما يحل الليل (مزمور 134: 2)، الليل الذي يسبّحه مثل النهار (مزمور 19: 3). وعلى أي حال، فإنه إن كان الليل مخيفاً، لأن النهار يموت بمجيئه، فإنه يجب أن يخلي الطريق، بدوره، للنهار الذي يليه. لذلك يكون حال المؤمن الذي يعتمد على الرب، حال من ترقّب الفجر (مزمور 130: 6) . هذه الرموز الغنية، الظلمة المهيمنة، ورجاء النهار، لا تجد معناها الكامل إلا بتأصلها في اختبار وحيد: إن الليل هو الوقت الذي يدور فيه تاريخ الخلاص في أسلوب ممتاز.
العهد القديم

1. ليل الإنقاذ:
بحسب تقاليد الخروج المختلفة تولى الرب " نحو نصف الليل " تنفيذ الخطة التي وضعها لتحرير شعبه من العبودية (خروج 11: 4، 12: 12 و 29). إنها ليلة خالدة، تقام كل سنة لذكراهاّ سهرة في إحدى الليالي، تيمّناً بهذه الحقيقة أن الرب نفسه قد سهرّ على شعبه (12: 42). وهي ليلة طال مداها بينما كان عمود السحابّ ينير مسيرة الهاربين (13: 21- 22). يبدو هنا منذئذ معنى الليل المزدوج. فقد كان السحاب حالكاً أمام المصريين، مثل تلك الليلة التي سبق أن داهمتهم، بينما كان النور يضيء أمام العبرانيين (10: 21 - 23). ويعقّب كتاب الحكمة: "أما قدّيسوك فكان عندهم نور عظيم " (حكمة 1:18). ثم يصف تلك الليلة الفريدة قائلاً: "وحينما شمل كل شيء هدوء السكوت، وانتصف مسير الليل (الذي كان مسرعاً في سيره) هجمت كلمتك القديرة من السماء من العروش الملكية " (18: 14- 15). وهل لنا أن نقارن هذا الحادث الليلي بصلاة مرنّم المزمور الذي يقوم في نصف الليل لرفع الشكر لله من أجل أحكام عدله (مزمور 119: 62)؟ على أي حال، فإن الليل يبدو بداهة كوقت للتجربة، ولكنها تجربة يتحرر فيها المرء بأحكام الله العادلة.
2. الليل والنهار:
كان إسرائيل يحلم بلا انقطاع بذلك اليومّ الذي يحرره فيه الرب مرة أخرى من الظلم الذي وجد نفسه فيه. كان هذا الرجاء مشروعاً، لكن التصرف غير الأمين كان لا يفسح له المجال. ولذا كان الأنبياء يقاومون قائلين: " ويل للمتمنين يوم الرب. لم ذاك؟ إن يوم الرب هو لكم ظلمة لا نور " (عاموس 5: 18). يوم ظلمة وظل دامس (صفنيا 1: 15، يوئيل 2:2). هنا معنى مزدوج أيضاً، ولكنه ملازم هذه المرة ليوم الرب. فللبعض يكون ليلاً، ولكنه يكون نوراً متلألئاً لبقية إسرائيل، التي خلال انتظارها إياه تسير متحسسة طريقها وسط ظلمة الليل (إشعيا 8: 22 الى 9: 1)، مع مواصلتها الرجاء (راجع إشعيا 60: 1).
3. في ليل التجربة:
لقد نقل الحكماء ومرنّمو المزامير الى حياة الأفراد اختبار الأحكام الإلهية الذكي يجرى في الليل وبه. إن سلكت بالعدل "حينئذ يتبلّج كالصبح شرك " (إشعيا 58: 8، مزمور 112: 4). أما أيوب فيلعن يوم ولادته، وكان يفضّل أن يبقى مدفوناً في ليل بطن أمه (أيوب 3: 3- 10). أما المرنّم فيتقلّب على فراشه في عمق ليله لكي يدعو الرب. فالليل ملك الله (مزمور 74: 16)، الذي يقدر أن يحرر الإنسان منه، كما حدث قديماً في زمن الخروج (مزمور 63: 7، 77: 3، 119: 55)، "نفسي اشتاقتك في الليل لكي يجري العدل" (إشعيا 26: 9، راجع مزمور 42: 2). وامتداداً لهذه الدعوة للخلاص كتحرير من تجارب الليل، وصفت الكتب الرؤيوية القيامة من الأموات (إشعيا 26: 19، دانيال 12: 2)، بأنها عودة الى النور بعد الاستغراق في ليل الهاوية الكلي الظلمة.
العهد الجديد
استطاع المرنّم أن يقول لله " لديك لا تظلم الظلمة، والليل يضيء كالنهار" (مزمور 139: 12). لقد كان عتيدا أن يتم هذا الكلام بكيفية عجيبة كخلق جديد يجريه ذاك الذي قال "ليشرق من الظلمة نور" (2 كورنتس 4: 6). إلاَّ أَنَّه عند قيامة المسيح أشرق النور من الليل الى الأبد.
1. ليل عيد القيامة ونهاره:
ا دام اللوقت نهاراً جعل يسوع نور أعماله يضيء (يوحنا 9: 4). وعندما أتت الساعةّ، سلّم نفسه لفخاخ الليل (11: 10)، ذلك الليل الذي توغّل فيه يهوذا الخائن (13: 30)، والذي سوف يتعثّر فيه تلاميذه (متى 26: 31//). إنه أراد أن يواجه بنفسه تلك "الساعة وسلطان الظلام " (لوقا 22: 53). ولقد احتفظ قداس الكنيسة الأول بذكرياتها الى الأبد: فإنه " في الليلة التي أسلم فيها، قد أسس سر العشاء الرباني (1 كورنتس 11: 23). وعند موته صار نهار ذلك اليوم ذاته ظلمة على الأرض (متى 27: 45//، راجع أعمال 2: 20= يوئيل 3: 4). وعند جنوح الليل، لما " بزغ فجر الأحد" ظهر برق (نور) الملائكة (متى 28: 3)، مُعلناً انتصار الحياة والنور على ظلمة الليل. كما سبق أن عرف التلاميذ هذا الفجر عندما جاءهم يسوع، ماشياً على المياه الثائرة "عند الهزيع الأول من الليل! (متى 14: 25//). وسيدرك التلاميذ أيضاً ليل النجاة عندما يتحرّرون بأعجوبة من سجنهم في ظلمة الليل الحالكة (أعمال 5: 19، 12: 6- 7، 16: 25 26). أما بولس الذي كانت عيناه غارقتين في الظلام، فقد عرف ليل النور، فتيقّظ على نور الإيمان البهيج (أعمال 9: 3 و 8 و 18).
2. لسنا بعد في الظلمات (1 تسالونيكي 5: 5):
تتخذ حياة المؤمن من ذلك الوقت معنى جديداً في علاقاتها بيوم عيد الفصح الذي لا يتناقص. إن هذا اليوم يضيء. في أعماق قلبه، فهو " ابن النهار" (1 تسالونيكي 5: 5، راجع أفسس 5: 8)، منذ أن قام المسيح من بين الأموات فأضاء عليه (أفسس 5: 14). فإنه قد "نجا من سلطان الظلمات " (كولسي 1: 13)، ولم يعد في "ظلام بصائره " (أفسس 4: 18)، بل ينعكس على وجهه نور مجد المسيح (2 كورنتس 3: 18). ولكي يسهر" ضد رئيس الظلمة (أفسس 6: 12)، يجب أن يلبس المسيح وسلاح نوره، ويخلع أعمالّ الظلام (رومة 13: 12- 14، 1 يوحنا 2: 8 - 9)، ولم يعد هو بعد من الليل، لأن ليله يضيء كالنهار.
3. النهار وسط الليل:
بما أن المؤمن قد " رجع من الظلام الى النور" العجيب " (أعمال 26: 18، 1 بطرس 2 -9)، فإنه لا يمكن أن يذهله يوم الرب الذي يجيء في الليل كلص (1 تسالونيكي 5: 2 و 4). أجل، إنه لا يزال في الوقت الحاضر يجد نفسه "في الليل ". لكنّ هذا الليل مسرع نحو "اقتراب " النهار الذي يضع حداً له (رومة 13: 12). إذا ما أراد أن لا تتعثثّر قدماه "على الجبال المدلهمة" (إرميا 13: 16)، في ذلك الليل الذي " لا يستطيع أحد أن يعمل فيه " (يوحنا 9: 4)، فعليه أن يصغي لدعوة المسيح له بأن يصير "ابناً للنور" (12: 36) وإذ يستنير المؤمن مع بطرس في فترة الليل حيث، بحسب لوقا، تجلّى المسيح (لوقا 9: 32 و 37)، يرى في الكتاب المقدس نور كسراج مضيء في مكان مظلم، إلى أن يبدأ نور الفجر ويشرق في قلبه كوكب الصبح (2 بطرس 1: 19). لم يعلن يسوع بالتدقيق عن النهار الذي سوف يجيء (مرقس 13: 35). لكن سوف تكون هنالك مطابقة بين " ذلك النهار" و"تلك الليلة" (لوقا 17: 31 و 34). إذ سيأتي المسيح العريس في نصف الليل (متى 25: 6)، وتقول العروس، مثل العذارى الحكيمات اللواتي كانت معهن مصابيحهن مضيئة. "إني نائمة ولكنّ قلبي مستيقظ " (نشيد 2:5). وفي أثناء انتظارها، تضغط على نفسها لكي تظلّ ساهرة نهاراً وليلاً: اقتداء بالمخلوقات الحيّة (رؤيا 4: 8)، ومختاري السماء (7: 15)، الذين يذيعون التسبيحات الإلهية ليلاً ونهاراً. و بالروح عينه يعمل بولس الرسول نهاراً وليلاً (1 تسالونيكي 2: 9، 2 تسالونيكي 3: 8)، و يقدّم النصائح (أعمال 20: 31)، ويصلّي (1 تسالونيكي 3: 10). ومنذ حياتهم على الأرض، يستبق خدّام المسيح هكذا، بكيفية ما، ذلك اليوم الذي لا نهاية له "ولا ليل فيه " (رؤيا 21: 25، 22: 5).
+++++++++++
آلام


passion (s)

"عذاب" souffrance
++++++++
آلام المسيح


passion du christ

صليب
مجد
ساعة
موت
صبر
خطيئة
صلاة
فداء
مللك
ذبيحة
عبدالله
عذاب
حزن
++++++++

آمين


Amen

مقدمة
1. التزام وإعلان:
2. آمين الله، وآمين المسيحي:



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة
إن لفظة "آمين" بعيدة عن أن تقابل في معناها دائماً وبدقّة مدلول العبارة الفرنسية المألوفة ,, Ainsi soit-il،، (ليكن كذلك)، التي تفيد تمنياً فحسب وليس تأكيداً، بينما "آمين" تعني أولاً: بكل تأكيد، حقاً، دون شك، أو مجرد "نعم". ذلك لأنها لفظ ظرف مشتق من أصل عبري يشمل معاني الحزم والصلابة والثقة (أنظر"إيمان"). إن من يقول "آمين" يقرّ بأن ما قيل له هو حق، ويقصد التصديق على اقتراح، أو المشاركة في صلاة أو دعاء.
1. التزام وإعلان:
قد ترد كلمة "آمين بمثابة الموافقة على بعض الكلام، فيكون معناها مقابل مدلول الكلمة الفرنسية ,, soit ،، (فليكن) (إرميا 28: 6). ولكنها في الغالب تكون كلمة تحمل معنى الالتزام، فيعبر قائلها عن اتفاقه مع شخص آخر (1 ملوك 1: 36)، أو عن قبوله مهمة أو رسالة (إرميا 11: 5)، أو عن تحمله مسؤولية قسم أو عاقبة حكم الله عليه (عدد 5: 22). وهناك التزام جماعي ذو طابع احتفالي يعلن خلال طقوس تجديد العهد (تثنية 27: 15- 26، نحميا 5: 13). وقد يتخذ اللفظ مدلولاً آخر خلال الطقوس الدينية، فالذي يلتزم بشيء أمام الله، يبدي ثقة في كلمته تعالى وتسليماً بقدرته وعطفه. وهذا الاستسلام الشامل هو في الوقت نفسه بركة من لدن ذلك الذي يستسلم له (نحميا 8: 6)، وهو صلاة عن ثقة في الاستجابة (طوبيا 8: 8، يهوديت 15: 10)، فعندئذ تكون "آمين" هتافاً ذا طابع طقسي، ومن ثم يكون مكانها عقب سلسلة تسابيح (1 أيام 16: 36). وترد كثيراً بهذا المعنى في العهد الجديد (رومة 1: 25، غلاطية 1: 5، 2 بطرس 3: 18، عبرانيين 13: 21). وعندما تعلن بها جماعة المصلين اتحادهم مع من يتقدم بالصلاة باسمها، يفترض شرطاً للتصديق على الكلمات المسموعة أن يكون معناها مستوعباً (1 كورنتس 14: 16). وأخيراً فإن لفظة "آمين" تأتي بمثابة تصديق وهتاف، في ختام أناشيد المختارين، خلال طقوس الشعائر السماوية (رؤيا 5: 14، 19: 4)، مقترنة حينذاك بلفظة "هلليلويا".
2. آمين الله، وآمين المسيحي:
إن الله وقد تفضل فالتزم بمحض اختياره، يظل أميناً على وعوده: إنه إله الحق، وهذا هو معنى عبارة "الله آمين" (أشعيا 65: 16). إن آمين الله هو المسيح يسوع ، به يحقق الله وعوده كاملة، ويظهر أنه ليس فيه "نعم" أو "لا"، بل فقط "نعم" (2 كورنتس 1: 19- 20). ففي هذا النص يستبدل القديس بولس بكلمة "آمين" العبرية لفظة "ناي" Nai اليونانية، وتعني " نعم ". وعندما يستهل يسوع إعلاناته بكلمة "آمين" منفردة (متى 5: 18، 18: 3…) أو مكررة في إنجيل يوحنا (يوحنا 1: 51، 5: 19…) يختار أسلوباً غريباً على الشعب اليهودي. إنه يتخذ الصيغة الطقسية الدينية، ولكن مع نسبتها إليه هو خاصة، يحوّل في الغالب مدلول الإعلان النبوي: "هكذا يقول يهوه". ويشير ليس فقط إلى أنه مرسل من الله الحق، بل أيضاً إلى أن أقواله حقة. فإن الكلمة المقدمة على هذا النحو لها تاريخ سابق، يظل غير مصرّح به، وتكون لفظة "آمين" بمثابة خلاصته وخاتمته: فماذا عسى هذه الكلمة أن تعني سوى الحوار المتبادل بين الآب والابن؟ فيسوع ليس فقط من يقول الحق بترديد كلمات الله، وإنما هو "كلمة" الله الحق بذاتها، الآمين الحق الأمثل، والشاهد الأمين الصادق (رؤيا 3: 14). لذلك فعلى المسيحي إن أراد أن يكون أميناً، أن يتحد بالمسيح، إذ إن لفظة "آمين" الفعالة الوحيدة هي تلك التي ينطق بها المسيح لمجد الله (2 كورنتس 21: 2). والكنيسة تنطق بهذه الكلمة "آمين" بالاتحاد مع المختارين في السماء (رؤيا 7: 12). وما من أحد يقوى على النطق بها ما لم يحظ بنعمة الرب يسوع معه. لذلك فالأمنية التي يختم بها الكتاب المقدس، والتي خاتمها كلمة "آمين" الأخيرة، هي أن تكون هذه النعمة مع الجميع (22: 21).
+++++++++++
آية


miracle

"علامة" singe
++++++++++
أبّا


abba

عبادة
قلب
الله
روح الله
ابن الله
نعمة
إرسالية
آباء وآب
صلاة
++++++++
أبدي


eternel

الله
++++++++++++
أبديّة


eternite

سماء
مسكن
قصد الله
رجاء
جبل
زمن
شيخوخة
+++++++++++
إبراهيم


Abraham

مقدمة
أولاً: دعوة إبراهيم
1. الله يختا
ماير
ماير
Admin
Admin
https://elsalah.ahlamontada.com

حرف " أ " الجزء الاول Empty رد: حرف " أ " الجزء الاول

الأحد أكتوبر 17, 2010 2:00 am
ابن الإنسان


homme, Fils de l

مقدمة
العهد القديم
أولاً: الأسلوب المستعمل في الكتاب المقدس
ثانيا: الأسلوب الرؤيوي
1 . كتاب دانيال:
2. التقليد اليهودي:
العهد الجديد
أولاً: الأناجيل
1- الأناجيل الإزائية:
2. الإنجيل الرابع:
ثانياً: الرسائل الرسولية



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة
يطلق يسوع على نفسه عادة في الأناجيل لقب ابن الإنسان. وهذا اللقب عبارة غامضة توحي بجانب من السمو العالق بشخصيته وتحجبه في الوقت نفسه. وحتّى ندرك مفهومها، لابد من أن نرجع إلى استعمالها في العهد القديم وفي فترة اليهودية.
العهد القديم

أولاً: الأسلوب المستعمل في الكتاب المقدس
إن العبارة العبرية والآرامية ("ابن الإنسان"، (آدم، بار ايناش) تظهر في معظم الأحيان كمرادفة "للإنسان" (راجع مزمور 80: 18). إنها تشير إلى عضو من أعضاء الجنس البشري ("ابن بشر"). وإذ نفكر في ذاك الذي هو أبو كل البشر ويحمل اسم البشر، يمكننا أن نترجم هذه العبارة "بابن آدم". إلا أن استعمال هذه العبارة يبرز زوال الإنسان (إشعيا 51: 12، أيوب 25: 6)، وصغره أمام الله (مزمور 11: 4)، وأحياناً طبيعته الخاطئة (مزمور 14: 2- 3، 31: 20)، وتعرضه للموت (مزمور 89: 48، 90: 3). عندما يدعو الله حزقيال، وهو رجل العبادة الصامتة المنحني أمام المجد الإلهي، ويسمّيه "ابن البشر" (حزقيال 2: 1و3 الخ)، فهذه اللفظة تظهر الفوارق بين الله والإنسان، وتذكر النبي بطبيعته الفانية. وهذا لا يزيدنا إلا إعجاباً أمام صلاح الله نحو "أبناء آدم" فإنه يوَفّر لهم العديد من المعجزات (مزمور 107: 8) وتجد حكمه نعيمها مع بني البشر (أمثال 8: 31). ومن المدهش أن كائناً ضعيفاً إلى هذا الحد قد توجّه الله وجعله ملكاً على كل الخليقة: "ما الإنسان حتى تذكره، وابن البشر حتى تفتقده؟" (مزمور 8: 5، راجع تكوين 1). يكمن هنا كل المفهوم الديني عن الإنسان في العهد القديم: إن الإنسان ليس أمام الله سوى نسمة من فيه ومع ذلك فقد غمره الله بعطاياه.
ثانيا: الأسلوب الرؤيوي

1 . كتاب دانيال:
إن دانيال النبي في الإصحاح السابع من كتابه يستعمل تصويراً أخّاذاً ليصف بطريقة واقعية تعاقب الممالك البشرية الآيلة إلى الانهيار، تاركة مكانها لمملكة الله. فهو يشبّه الممالك بحيوانات تصعد من البحر. إنها تتجرد من سلطانها عندما تمثل أمام عرش الله، الظاهر تحت سمات شيخ قديم الأيام. عندئذ يحضر على سحاب السماء "مثل ابن البشر" ويتقدّم حتى عرش الله و يتبوأ الملك على العالم كله (7: 13- 14). إن منبع هذا التصوير يكتنفه الغموض. وعبارة "ابن الإنسان" الواردة في المزامير أو في كتاب حزقيال لا تكفي لتفسيره. ويستشهد بعضهم لفهمها بالأسطورة الإيرانية الخاصة بالإنسان الأصلي، الذي يعود في آخر الأزمنة ليقوم بدور المخلّص. ولعله ينبغي توجيه النظر إلى التقاليد التي تقوم بمقام الخلفية لتشخيص الحكمة الإلهية أو لحقيقة آدم المذكور في الفصل الأول من التكوين والمزمور الثامن، الذي خلقه الله على صورته وأنقصه قليلاً عنه تعالى. ففي الفصل السابع من سفر دانيال، يقوم التعارض بين ابن الإنسان والحيوانات، مثل التعارض القائم بين ما هو إلهي و القوى الشيطانية. وفي التفسير الذي يتبع الرؤيا، يؤول الملك إلى "شعب قدّيسي العلى" (7: 18و22و27). ظاهرٌ إذاً أن هذا الشعب الذي يمثله ابن الإنسان، لا يمثله في وضعه المضطهد ولا شك (7: 25)، لكن خلال مجده في النهاية. إلا أن الحيوانات كانت تمثّل الممالك وأمراءها على السواء. ولذلك فلا نستطيع أن نستبعد تماماً أن يكون قد أشير إلى رئيس الشعب المقدس الذي تسلّم إليه السيادة، فيشترك في ملكوت الله. على كل حال، تفوق اختصاصات ابن الإنسان اختصاصات المسيا ابن داود. إن إطار النص كله يضعه في علاقة بالعالم الإلهي ويبرز سمّوه.
2. التقليد اليهودي:
إن النظرة الرؤيوية اليهودية اللاحقة لسفر دانيال قد عادت صراحة إلى رمز ابن الإنسان، ولكنها أوّلته بصورة فردية مع تفخيم صفاته المتسامية. في أمثال أخنوخ، يبدو ابن الإنسان كائناً عجيباً غامضاً، مقيماً بجوار الله، حائزاً على البر ومعلناً عن خيرات الخلاص المدّخرة لنهاية الأزمنة. عندئذ سوف يتربّع على عرش مجده، كديّان للجميع ومخلّص الأبرار ومنتقم لهم؛ وهم سوف يحيون بالقرب منه بعد قيامتهم من بين الأموات. وتنسب له بعض سمات المسيا الملك وعبد الرب (وهو المختار من أجل الحكم، راجع إشعيا 42: 1)، ولكن ليس هناك محل للألم بالنسبة إليه وليس له أصل أرضي. وبالرغم من عدم الدقة في تحديد تاريخ أمثال أخنوخ، فإن هذه الأمثال تعتبر توسعاً في العقيدة لابد أن يكون قد ثبت لدى بعض الأوساط اليهودية قبل بدء رسالة المسيح. وعلى كل، فالفصل السابع من دانيال قد ترك أثراً في الكتاب الرابع من عزرا وفي الأدب الربّاني. إن الإيمان بهذا المخلّص السماوي الذي على وشك الإعلان عن نفسه يمّهد لاستعمال عبارة "ابن الإنسان" المتداولة في الأناجيل.
العهد الجديد

أولاً: الأناجيل
وردت عبارة "ابن الإنسان" في الأناجيل سبعين مرة. (وهي صورة يونانية للفظة آرامية كان ينبغي ترجمتها بعبارة "ابن بشر"). وليست أحيانا إلا مرادف للضمير الشخصي "أنا" (راجع متى 5: 11، لوقا 6: 22، متى 16: 13- 21, مرقس 8: 27- 31). وقد تدل صيحة اسطفانوس الذي يرى "ابن الإنسان قائماً عن يمين الله" (أعمال 7: 56)، على أن هذا المفهوم كان جارياً في بعض أوساط الكنيسة الناشئة. ولكنّ تأثير هذه البيئات لم يكن ليفسر جميع مواطن استخدام هذه العبارة في الأناجيل. وإن اقتصار استعمالها على شفتي يسوع يفترض أنه قد احتفظ بها باعتبارها إحدى تعبيراته المميزة، بينما يفضل المسيحيون الأوّلون تسميته بألقاب أخرى على ضوء القيامة. وقد يحدث ألا يطبق يسوع صراحة هذا اللقب "ابن الإنسان" على نفسه (متى 16: 27، 24: 30//)، ولكنه في مواقف أخرى، يبدو واضحاً أنه يفعل ذلك عن رضى (متى 8: 20//، 11: 19، 16: 13، يوحنا 3: 13- 14, 12: 34). ومن المحتمل أن يكون قد اختار العبارة بسبب التباسها. وهي إذ تحتمل معنى بسيطاً "الإنسان الذي أنا هو" كانت تتضمن أيضاً تلميحاً واضحاً إلى التوقّع الرؤيوي عند اليهود.
1- الأناجيل الإزائية:
أ) ترتبط الصور الاسكاتولوجية التي يقدّمها يسوع بالنظرة الرؤيويّة. يأتي ابن الإنسان على غمام السماء (متى 24: 30//)، فيجلس على عرش مجده (19: 28)، ويجازي كل امرىء على قدر أعماله (16: 27//). وفي الواقع، خلال محاكمته، إذ يسأله عظيم الأحبار ليعرف إن كان هو "المسيح ابن المبارك"، يجيب يسوع عن السؤال بطريقة غير مباشرة، مطابقاً ذاته مع الذي يجلس عن يمين الله (مزمور 110: 1) والذي يأتي على غمام السماء (راجع دانيال 7: 13، متى 26: 64 //)، فيجلب عليه هذا الإقرار الحكم بتهمة التجديف. وفي الواقع، إذ استبعد يسوع كل تصوّر أرضي عن المسيا، فتح مجالاً لإبراز سموه. فأصبح لقب ابن الإنسان، بما له من خلفيّة سابقة، أهلاً للتعبير عن هذه الحقيقة. ب) ومن جهة أخرى، ربط يسوع بهذه التسمية مضموناً لم يتوقعه مباشرة التقليد الرؤيوي. إنه يأتي ليحقّق، خلال حياته الأرضية، دعوة عبد الرب، الذي نبذه الناس وقضوا بقتله، حتى ينال أخيراً المجد من الله، ويخلّص الجماهير. وفي الواقع، فها هوذا، بوصفه ابن الإنسان، يتحمل كل ما تحمّله من أجلنا (مرقس 8: 31//، متى 17: 9// 22و23//، 20: 18//، 26: 2و24// و45//). قبل أن يظهر في المجد، في اليوم الأخير، لابدّ لابن الإنسان أن يقضي حياة أرضية يختفي فيها مجده وراء حجاب التواضع والألم، كما هي الحال في سفر دانيال، حيث يسبق الاضطهاد مجد قدّيسي العلى. ولذا، فتعبيراً عن مجمل حياته على الأرض، يؤثر يسوع لقب ابن الإنسان على لقب المسيا (راجع مرقس 8: 29- 31) الذي كان يبرز المزيد من التطلّعات الزمنية لرجاء إسرائيل . جـ) وخلال تواضع هذه الحالة المحتجبة (راجع متى 8: 20//، 11: 19) التي قد تعطى بعض العذر للتجاديف الموجّهة ضد المسيح (متى 12: 32//) يُشرِع مع ذلك في ممارسة بعض سلطات ابن الإنسان: كغفران الخطايا (متى 9: 6//)، والتحكّم في السبت (متى 12: 8//). وإعلان الكلمة (متى 11: 37). وهذا الإعلان عن كرامته المحجوبة ينبئ نوعاً ما بما سيكون عليه من مجد في اليوم الأخير.
2. الإنجيل الرابع:
في كلامه عن ابن الإنسان، يجمع يوحنا بطريقته الخاصة كل الزوايا التي سجلناها وأشرنا إليها في الأناجيل الإزائية، فهو يبرز زاوية المجد: إنه بوصفه ابن الإنسان، سوف يمارس ابن الله سلطة القضاء في اليوم الأخير (يوحنا 5: 26- 29). حينذاك، سنرى ملائكة الله صاعدين ونازلين فوقه (1: 51). وهذا التمجيد النهائي سوف يظهر أصله السماوي (3: 13)، إذ إنه "يصعد إلى حيث كان قبلاً" (6: 62). ولكن قبل البلوغ إلى هذه الحالة، يجب أن يمرّ بحالة من الاتضاع يصعب على الناس خلالها أن يتعرّفوا عليه حتى يؤمنوا به (9: 35) . وحتى يستطيع الناس أن "يأكلوا جسد ابن الإنسان ويشربوا دمه" (6: 53) لابد "أن يبذل جسده من أجل حياة العالم" (راجع 6: 51). ولكن، من وجهة نظر يوحنا، يمتزج الصليب بعودة ابن الإنسان إلى السماء حتى يتحقق ارتفاعه: "يجب أن يرفع ابن الإنسان" (3: 14- 15, 12: 34). بذلك يتم تمجيده بطريقة تختلف عن تفكيرنا (12: 23، 13: 31)، وعن طريقه يتحقق الإعلان الكامل لسرّه: "حينئذٍ تعرفون أني أنا هو" (8: 28). ومن هنا يفهم أنه نظراً إلى هذا التمجيد النهائي، يستطيع ابن الإنسان أن يمارس منذ الآن بعض سلطاته: وبالأخص القضاء وإحياء البشر (5: 21- 22، 25- 27) بهبة جسده (6: 53)، وهو الطعام الذي هو وحده يمكنه أن يعطيه، لأن الآب قد ثبّته بختمه (6: 27).
ثانياً: الرسائل الرسولية
لا ترد الإشارة إلى هذا الرمز نفسه إلا نادراً جداً في باقي العهد الجديد، إلا أن هناك بعض الاستثناءات في عدة نصوص رؤيوية. إن اسطفانوس يرى يسوع في مجده، على يمين الله (راجع مزمور 110: 1) في مركز ابن الإنسان (أعمال 7: 55- 56). وكذلك أيضاً يشاهد رائي بطمس (رؤيا 1: 12- 16). مسبقاً مجيء ابن الإنسان للحصاد الأخير (رؤيا 14: 14- 16). ولعل القديس بولس يشير أيضاً إلى هذا الموضوع عندما يصف يسوع بأنه آدم السماوي الذي يلبس القائمون من بين الأموات صورته (1 كورنتس 15: 45- 49). وأخيراً إذ تطبّق الرسالة إلى العبرانيين على يسوع (المزمور 8: 5- 7)، فهي ترى في يسوع "الإنسان"، "ابن الإنسان" الذي حطّ قبل أن يدعى إلى المجد (عبرانيين 2: 5- 9). عندما يتوصل الفكر المسيحي إلى هذه النقطة، يربط بين "ابن أدم" الذي تذكره المزامير وبين ابن الإنسان الذي تذكره الرؤى وآدم الجديد (الآخر) الذي يتكلم عنه القديس بولس. وبوصفه ابن آدم، قد شاركنا يسوع في حالتنا من الاتضاع والألم. ولكن، بما أنه كان منذ ذلك الوقت ابن الإنسان ذا الأصل السماوي، العتيد أن يرجع لتولي الدينونة، كانت آلامه وموته الطريق المؤدي إلى مجد القيامة، بوصفه آدم الجديد، رأس البشرية المجددة. فتتحقق فيه صورتا آدم المتقابلتان في كتاب التكوين 1و3. ولذا عند ظهوره في اليوم الأخير، ستأخذنا الدهشة لأنه لا يكون غريباً علينا، لأننا سنشعر بأنه سبق وقابلناه محتجباً بطريقة سريّة في الأصغر من أخوته المعوزين (متى 25: 31- 33).
+++++++++++++
ابن الله


Fils de Dieu

مقدمة
العهد القديم
أولاً: إسرائيل ابن الله
ثانياً: الملك، ابن الله
العهد الجديد
أولاً: يسوع، ابن الله الوحيد
1. في الأناجيل الإزائية:
2. قيامة المسيح:
3. موضوع البنوة الألهية:
ثانياً: البشر، أبناء الله بالتبني
1. الأناجيل الأزائية:
2. القديس بولس:



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة
في اللغة العبرية، لا تعبر لفظة "ابن" عن القرابة المباشرة فحسب، إنما تعني أيضاً إما الانتماء إلى جماعة، مثل "بني إسرائيل"، "بني بابل" (حزقيال 23: 17)، "بني صهيون" (مزمور 149: 2)، "بني الأنبياء" (2 ملوك 2: 5)، "ابن البشر" (حزقيال 2: 1 ...، دانيال 8: 17)، وأما إحراز صفة: "ابن سلام" (لوقا 10: 6)، "أبناء النور" (لوقا 16: 8، يوحنا 12: 36). فما يهمنا هنا فقط هو أن الكلمة تستعمل تعبيراً عن العلاقات بين البشر والله.
العهد القديم
في العهد القديم، تشير العبارة "أبناء الله" في مناسبات متفرقة إلى الملائكة الذين يكوّنون الحاشية الإلهية (تثنية 32: 8، مزمور 29: 1، 89: 7، أيوب 1: 6). من المحتمل أن هذا الاستعمال يعكس عن بعد بعض الأساطير الكنعانية، التي استخدمت هذا التعبير بمعناه الحقيقي. وفي الكتاب المقدس، بما أن الله لا زوجة له، لا يعود لهذه العبارة إلا معنى مجازي ومخفف. فتدل فقط على اشتراك الملائكة في حياة الله السماوية.
أولاً: إسرائيل ابن الله
في استعمالها بالنسبة لإسرائيل، تترجم هذه العبارة، باصطلاحات القرابة البشرية، العلاقات بين الله وشعبه. فإنه خلال حوادث الخروج قد اختبر إسرائيل حقيقة هذا التبني (خروج 4: 22، هوشع 11: 1، إرميا 3 : 19، حكمة 18: 13). ويذكر إرميا النبي هذا التبني عندما يبشر، بمثابة خروج جديد، بالنجاة التي ستتحقق في الأزمنة الأخيرة (إرميا 31: 9 و20). ابتداء من هذا الاختبار، يمكن إطلاق هذا اللقب (بصيغة الجمع "أبناء") على جميع أعضاء شعب الله، سواء من أجل الإلحاح في واجب تكريسهم الديني للذي هو أبوهم (تثنية 14: 1- 2، راجع مزمور 73: 15) أو لمؤاخذتهم بمزيد من الشدة عن خيانتهم (هوشع 2: 1، أشعيا 1: 2، 30: 1 و9، إرميا 3: 14). وأخيراً، فإن الوعي بالتبني يصبح أحد عناصر التقوى اليهودية الأساسية. وعليه يقوم الرجاء في الإصلاح المنتظر (أشعيا 63: 8، راجع 63: 16، 64: 7)، ورجاء الثواب بعد الموت (حكمة 2: 13، 18). فسوف يشترك الأبرار، وهم أبناء الله إلى الأبد، مع الملائكة الذين هم أيضاً أبناء الله (حكمة 5: 5).
ثانياً: الملك، ابن الله
لما كان الشرق القديم يحتفل ببنوة الملوك الإلهية، كان ذلك دائماً في رؤية أسطورية من شأنها تأليه شخص الملك. يستبعد العهد القديم جواز ذلك، فليس الملك سوى إنسان بين سائر الناس، وهو خاضع لنفس الشريعة الإلهية ونفس القضاء الالهي. ولكنّ داود ونسله كانوا موضع اختيار خاص يشركهم نهائياً في مصير شعب الله. وحتى يشير إلى العلاقة التي نشأت هكذا بينه وبين سلالة داود الملكية، قال الله على لسان ناتان: "أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً" (2صموئيل 7: 14، راجع مزمور 89: 27- 28). ومن ذلك الوقت يعتبر لقب "ابن الله" بمثابة لقب ملكي، سوف يصبح بطبيعة الأمر لقباً مسيانياً (مزمور 2: 7) عندما سيشير التعليم النبوي عن آخر الأزمنة مسبقاً إلى ميلاد الملك المثالي (راجع إشعيا 7: 14، 9: 1…).
العهد الجديد

أولاً: يسوع، ابن الله الوحيد

1. في الأناجيل الإزائية:
إن لقب ابن الله، يقترن عادة بلقب المسيح (متى 16: 16، مرقس 14: 61//) فيبدو أولاً لقباً مسيانياً. وبذلك يتعرض لمواطن الالتباس التي سوف يعمل يسوع على تبديدها. منذ البداية، يبرز مشهد التجربة، التعارض بين تأويلين. من جهة، تأويل إبليس الذي يرى في ابن الله السلطان الاعجازي والحماية المنيعة (متى 4: 3، 6). ومن جهة أخرى يرى يسوع في ابن الله الشخص الذي لا يجد طعامه ولا عونه إلا في إرادة الله (متى 4: 4، 7). فيسوع، إذ يرفض كل عرض مسياني ذي طابع أرضي، يظهر منذئذ الرباط الوثيق والثابت الذي يوحّده بالآب. ويتصرف بالمثل إزاء التصريحات التي تصدر من الخاضعين للأرواح النجسة (مرقس 3: 11//، 5: 7//). وإن كانت هذه التصريحات من قبل الأرواح النجسة اعترافاً غير إرادي بشخصه (مرقس 1: 34)، إلا أنها ملتبسة، ولذلك يأمر يسوع بالصمت. أما اعتراف بطرس "أنت المسيح ابن الله الحي" فهو صادر عن إيمان حق (متى 16: 16- 17). ويستطيع صاحب الإنجيل الذي يرويه أن يعطيه دون صعوبة كل بعده المسيحي. إلا أن يسوع يتدارك مباشرة الوقوع في الالتباس: لن يكفل له هذا اللقب مصير مجد أرضي، بل على ابن الإنسان أن يموت حتى يصل إلى مجده (16: 21). أخيراً، عندما طرح قيافا رسمياً السؤال الأساسي: "أأنت المسيح ابن المبارك ؟" (متى 26: 63، مرقس 14: 61)، أحس يسوع بأن هذه العبارة قد تفهم بمعنى الميسانية الزمنية. ولذا، فقد أجاب بطريقة غير مباشرة مقدماً اتجاهاً جديداً، يُنبئ عن مجيئه كديان أعلى بصفته ابن الإنسان. وهكذا اتسم لقبا المسيح وابن الإنسان بمعنى إلهي محض، أبرزه لوقا بوضوح في إنجيله: "أأنت ابن الله ؟" فقال لهم يسوع: "أنا هو كما تقولون" (لوقا 22: 70). إنه لإعلان عجيب: رغم تجرد يسوع من كل شيء، وكأنه متروك من الله (راجع متى 27: 46//) فإنه يحتفظ بمطالبه كاملة. فحتى الموت، سوف يظل واثقاً من أبيه (لوقا 23: 46). وعلى كل، يبدد هذا الموت كل التباس نهائياً: إذ إن الإنجيليين، بذكرهم اعتراف قائد المائة (مرقس 15: 39//) يؤكدون أن الصليب هو منبع الإيمان المسيحي. حينئذ، بالرجوع إلى الوراء، وعلى هذا الضوء، نستطيع أن نفهم أكثر من كلمة عجيبة كان يسوع قد كشف بها طبيعة علاقاته مع الله. فبالنسبة لله هو "الابن" (متى 11: 27//، 21: 37//، راجع 24: 36//). وهي عبارة مألوفة تسمح له بأن يخاطب الله ويدعوه "يا أبتاه" (مرقس 14: 36، راجع لوقا 23: 46). فبين الاثنين، تسود ألفة عميقة تتطلب "المعرفة" المتبادلة الكاملة والمشاركة الشاملة (متى 11: 25- 27//). وهكذا يسبغ يسوع المعنى كاملاً على التصريحات الإلهية المعلنة: "أنت ابني" (مرقس 1: 11//، 9: 7//).
2. قيامة المسيح:
وهكذا بفضل قيامة يسوع أدرك الرسل أخيراً سر بنوته الإلهية: حققت القيامة ما ورد في المزمور 2: 7 (راجع أعمال 13: 33). وجاءت تختم شهادة الله لمطالب يسوع أمام قيافا وعلى الصليب. فمنذ غداة العنصرة تبغي شهادة الرسل والاعتراف بالإيمان المسيحي كموضوع لهما الإعلان بأن "يسوع ابن الله" (أعمال 8: 37، 9: 20). وفي روايتهما عن طفولة يسوع يشير متى ولوقا إلى هذا الموضوع بتحفظ (متى 2: 15، لوقا 1: 35). ويصبح هذا الموضوع عند بولس نقطة انطلاق لفكر لاهوتي أكثر تعمقاً: إن الله قد أرسل ابنه إلى هذا العالم (غلاطية 4: 4، رومة 8: 3) لكي يتم بموته الصلح بيننا وبينه (رومة 5: 10). أما الآن فقد أقامه الله في القدرة (رومة 1: 4) ويدعونا لمشاركته (1كورنتس 1: 9)، إذ انه نقلنا إلى ملكوته (كولسي 1: 13). إن الحياة المسيحية هي حياة "في الإيمان بابن الله الذي أحبنا وضحّى بنفسه من أجلنا" (غلاطية 2: 20) وهي انتظار اليوم الذي فيه يأتي من جديد من السموات "ليخلصنا من الغضب" (1 تسالونيكي 1: 1). ونجد اليقين نفسه في الرسالة إلى العبرانيين (1: 2 و5 و8، وفي فصول أخرى).
3. موضوع البنوة الألهية:
ويحتل موضوع البنوة الإلهية مكاناً مرموقاً عند القديس يوحنا. وقد تحتمل أيضاً بعض اعترافات الإيمان من جانب بعض شخصيات واردة في الإنجيل معنى مجازياً (يوحنا 1: 33، 1: 51، وخاصة 11: 27). ولكنّ يسوع يتحدث بعبارات واضحة عن العلاقات بين الابن و الآب: تقوم بينهما وحدة في العمل والمجد (يوحنا 5: 19 و23، راجع 1 يوحنا 2: 22- 23). يمنح الآب كل ما هو له لأبنه لأنه يحبه (يوحنا 3: 35، 5: 20): يعطيه سلطة إحياء الموتى (5: 21 و25- 26)، وسلطة القضاء (5: 22 و27). وعندما يرجع يسوع إلى الله، يمجد الآب الابن لكي يمجده الابن (يوحنا 17: 1، راجع 14: 13). هكذا تتجلى عقيدة التجسد بكل أبعادها: أرسل الله ابنه الواحد إلى العالم ليخلص العالم (1 يوحنا 4: 9- 10 و14). وهذا الابن الواحد هو الذي يخبر عن الله (يوحنا 1: 18) ويمنح البشر الحياة الأبدية التي تأتي من الله (1 يوحنا 5: 11- 12). والعمل المطلوب هو الإيمان بالابن (يوحنا 6: 29، 20: 31، 1 يوحنا 3: 23، 5: 5 و10). من يؤمن بالابن له الحياة الأبدية (يوحنا 6: 40) ومن لم يؤمن به يحكم عليه (يوحنا 3: 18).
ثانياً: البشر، أبناء الله بالتبني

1. الأناجيل الأزائية:
تؤكد الأناجيل الإزائية في عدة مواقف حقيقة التبني التي سبق وتكلم عنها العهد القديم، فلا يكتفي يسوع أن يعلم أتباعه أن يدعو الله: "أبانا" (متى 6: 9) ولكنه يطلق لقب "أبناء الله" على الساعين إلى السلام (5: 9) "على محبي القريب" (لوقا 6: 35) وعلى الأبرار بعد قيامتهم من بين الأموات (20: 36) .
2. القديس بولس:
ويوضح لنا القديس بولس أساس هذا اللقب. فإن كان التبني، من قبل، إحدى مميزات بني إسرائيل (رومة 9: 4)، فالمسيحيون هم الآن أبناء الله بنوع أسمى بالإيمان بالمسيح (غلاطية 3: 26، أفسس 1: 5). لقد نالوا روح الله الذي يجعل منهم أبناء بالتبني (غلاطية 4: 5- 7، رومة 8: 29). وعيّنهم ليكونوا شركاء له في الميراث (رومة 8: 17). ويتطلب هذا ميلاداً ثانياً حقيقياً (تيطس 3: 5، راجع 1 بطرس 1: 3، 2: 2)، يشركهم في حياة الابن. وهذا هو حقاً معنى المعمودية التي تحيي الإنسان حياة جديدة (رومة 6: 4). هكذا، اذ صرنا نحن أبناء بالتبني في الابن، يعاملنا الله على هذا الأساس ولو اختصنا أحياناً ببعض تأديباته (عبرانيين 12: 5- 12). تردد كتب القديس يوحنا التعليم نفسه. لابد للإنسان من أن يولد مجدداً من الماء والروح (يوحنا 3: 3، 5). اذ أنه يولي الله الذين يؤمنون بالمسيح سلطاناً ليصيروا أبناء الله (يوحنا 1: 12). وحياة أبناء الله هذه هي بالنسبة إلينا حقيقة نعيشها منذ الآن، برغم أن العالم يجهلها (1 يوحنا 3: 1). وسيأتي اليوم حيث تتجلى هذه الحياة علانية. وحينذاك سنصبح شبيهين لله لأننا سوف نراه كما هو0 (1 يوحنا 3: 2). فلا يتعلق الأمر بعد بمجرد لقب يكشف محبة الله لخلائقه بل يعني أن الإنسان يشارك في طبيعة ذلك الذي اتخذه ابناً له بالتبني (2 بطرس 1: 4).
++++++++++++
ابن داود


fils de david

داود
مسيح
++++++++++++
أبيض


Blanc

مقدمة
1. الكائنات السماوية:
2. الكائنات المتجلّية:



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة
في عالم الكتاب المقدس، يصحب اللون الأبيض الأعياد وتعابير البشر السارة. فهو يوحي بالبراءة والفرح والنقاء، ويثير الإعجاب. وبما أنه لون النور والحياة، فهو يتعارض مع اللون الأسود، لون الظلام والحداد. ويستعمل الكتاب المقدس هذه المعاني المختلفة (جامعة 9: 8، سيراخ 34: 18)، ولكنه يعطيها بُعداً جديداً خاصاً بالأزمنة الأخيرة. فالأبيض هو علامة الكائنات المشتركة في مجد الله: الكائنات السماوية والكائنات المتجلية.
1. الكائنات السماوية:
إن كتاب الرؤيا، في وصفه للعالم السماوي هو الكتاب الذي يكرر بإلحاح أكثر اللون الأبيض، فيبرز بذلك معناه الخاص بالأزمنة الأخيرة: كما ورد عن الحصاة (رؤيا 2: 17) والغمامة (14: 14) والفرس (19: 11) والعرش (20: 11). ولكنّ الكتاب المقدّس كله، بعهديه القديم والجديد، يبرز بهاء الكائنات الآتية من السماء وبياضها: سواء تكلم عن الرجل اللابس كتّاناً (حزقيال 9: 2) أو عن الملائكة المرسلين من قبل الله، الذين عليهم "الثياب البرّاقة" (لوقا 24: 4//، أعمال 10: 30)، أو عن الأربعة وعشرين شيخاً الذين في البلاط السماوي (رؤيا 4: 4)، أو عن "ابن الإنسان" (رؤيا 1: 13- 14)، أو عن المسيح نفسه، الذي أعلن عنه "القديم" الأيام، الذي "لباسه أبيض كالثلج، وشعر رأسه كالصوف النقي" (دانيال 7: 9).
2. الكائنات المتجلّية:
إن اللون الأبيض، وهو اللون السماوي للمسيح، لا يظهر خلال حياته على الأرض إلا في لحظة مميّزة، عند التجلّي، حين تلألأت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز أي قصّار في الأرض أن يأتي بمثل بياضها (مرقس 9: 3//). واللون الأبيض هو على النحو ذاته لون الكائنات المتجلّية، أي القديسين الذين تطهّروا من خطاياهم (إشعيا 1: 18، مزمور 51: 9)، وبيّضوا حللهم بدم الحمل (رؤيا 7: 14)، فيشاركون الله في كيانهم المجيد ( 7: 9- 13). وهم "يواكبون الغالب بالملابس البيض" (3: 4- 5). إنهم جمع عظيم وظافر، يجهر بفرحه في احتفال أبدي من نور، احتفال الحمل الذي يتحد بعروسه اللابسة "الكتّان الأبيض الناصع" (19: 1- 14). إن طقس العماد قد اتخذ منذ البدء الكتان الأبيض كلباس (راجع لاويين 6: 3)، ووضع قلنسوة بيضاء على رأس المعمد الجديد، الذي يشترك بالنعمة، في حالة المجد في الحياة السماوية بما فيها براءة وفرح.
++++++++++++
إتباع


suivre

"تبع" suivre
++++++++++++++++

اتحاد


Communion

مقدمة
العهد القديم
1. شعائر العبادة:
2. العهد:
3. الشريعة:
4. الصلاة:
5. اتحاد القلوب بين أفراد الشعب ثمرة لهذا العهد:
العهد الجديد
1. الاتحاد بالرب كما عاشته الكنيسة:
2. معنى هذا الاتحاد:
أ )يرى القديس بولس:
ب ) ويرى القديس يوحنا:



--------------------------------------------------------------------------------

مقدمة
إن الاتحاد في سرّ الأفخارستيا هو أحد الأفعال التي يُظهر بها المسيحي إيمانه الأصيل، ويقينه بأن له مع الربّ اتصالاً ينطوي على تقارب وواقعية يفوق كلّ تعبير. هذا الاختيار له ما يترجم عنه بشتى الألفاظ. ولئن خلا العهد القديم من لفظ خاص للدلالة عليه، فإن لفظة Koinonia اليونانية تشير في العهد الجديد إلى اتصال المسيحي بالله الحق الذي كشف عنه يسوع، وإلى اتصال المسيحيين فيما بينهم. إن السعي للاتحاد بالألوهية ليس بغريب على الإنسان. فالديانة التي تعرض له بصورة رغبة في الاتصال بالله، تترجم في الغالب بتقديم ذبائح أو بالمشاركة في وجبات مقدسة يبدو فيها المعبود وكأنه يشارك عباده غذاءهم. ومن جهة أخرى فوجبات الطعام التي تقدَّم بمناسبة عقد الأحلاف ترمز إلى توثيق روابط الصداقة والأخوة بين الناس. إذا كان يسوع المسيح وسيطُنا الوحيد هو قادر دون غيره على إشباع هذه الرغبة، فإن العهد القديم، مع حرصه البالغ على الإبقاء على المسافات التي لا سبيل لاجتيازها قبل التجسّد، قد مهد الطريق لتحقيق هذه الرغبة.
العهد القديم

1. شعائر العبادة:
لقد كانت شعائر العبادة اليهودية تعكس حاجة الإنسان هذه إلى الدخول في اتحاد مع الله، ممَّا يعبر عنه خاصةً بتقديم الذبائح المسماة بـ "ذبائح السلام"، أي ذبائح السعادة، حيث كان جزء من الضحية يعود إلى صاحب التقدمة: فإذا ما تناولها، عُدّ ذلك مقبولاً في مأدبة الله، لذلك فإن كثيراً من الترجمات تطلق على هذه الذبائح اسم "ذبائح الاتحاد" (راجع لاويين 3). والواقع أن العهد القديم لا يتحدث صراحة عن اتحاد مع الله، إنّما يذكر فقط الطعام الذي كان يؤكل "أمام الله" (خروج 18: 12، راجع 24: 11).
2. العهد:
كانت هذه الحاجة ستبقى حلماً عقيماً، لو لم يعرض الله على شعبه لوناً حقيقياً من التبادل والحياة المشتركة: فإن يهوه أخذ على عاتقه، عن طريق العهد، حياة إسرائيل، إذ يتبنّى مصالحه (خروج 23: 22)، ويسعى إلى لقياه (عاموس 3: 2)، ويعمل على اكتساب قلبه (هوشع 2: 16). فقصد الاتحاد هذا يُستدل عليه من العهد نفسه، كما يظهر من خلال سلسلة الوسائل التي أحاط بها مبادرته: كأحاديثه المطولة مع موسى (خروج 19: 20- 25، 24، 12- 18)، واسم "خيمة الاجتماع" الذي أطلق على المكان الذي كان يهوه يلتقي به فيه (33: 7- 11).
3. الشريعة:
إن الشريعة، بصفتها دستور العهد، تهدف إلى تعليم إسرائيل ردود فعل الله (تثنية 24: 18، لاويين 19: 2). فإنما بالطاعة للشريعة، والتقيد بوصاياها، نجد الطريق إلى الله والاتحاد به (مزمور 119). ومقابل ذلك، فالله يقتضي من الإنسان أن يحبه ويسعى إليه، وذلك لا يقوم إلا بحفظه لوصاياه (تثنية 24: 18، لاويين 19: 2).
4. الصلاة:
إن الإسرائيلي الذي يعيش أميناً على العهد يلتقي الله في ألفة حميمة متزايدة خلال ممارسة نوعين أساسيين من الصلاة: خلال الانطلاق التلقائي الذي به يندفع، بعاطفة من الإعجاب والفرح، إلى مشاهدة عجائب الله، مما يثير البركة والحمد والشكر؛ وخلال التضرع الحار في البحث عن حضوره تعالى (مزمور 42: 2- 5، 63: 2- 6)، إلى أن يجده في لقاء لن يقوى الموت على نقضه (مزمور 16: 9، 49: 16، 73: 24).
5. اتحاد القلوب بين أفراد الشعب ثمرة لهذا العهد:
فالتضامن الطبيعي داخل الأسرة، أو العشيرة، أو القبيلة، يصبح اتحاداً في الفكر والحياة هدفه خدمة الله الذي يجمع شمل إسرائيل. فالإسرائيلي إذا أراد أن يكون مخلصاً نحو هذا الإله المخلّص، وجب عليه أن ينظر إلى مواطنه نظرة الأخ لأخيه (تثنية 22: 1- 4، 23: 20)، فالاجتماع لإقامة الشعائر الطقسية بحسب التقاليد الكهنوتية هو في الوقت نفسه اجتماع قومي سائر نحو مصيره الإلهي (راجع عدد 1: 16- 18، 20: 6- 11، أيام 13: 2)، هو جماعة يهوه و "كل إسرائيل" (1 أخبار 15: 3).
العهد الجديد
إن الاتحاد بالله يصبح حقيقة واقعة في المسيح، لأن يسوع المسيح، وقد شارك بضعفه نفسه، الطبيعة البشرية المشتركة بين جميع البشر (عبرانيين 2: 14)، يمنحهم أن يشتركوا في طبيعته الإلهية (2 بطرس 1: 4).
1. الاتحاد بالرب كما عاشته الكنيسة:
لقد ضمّ يسوع إليه، منذ بداية حياته العامة، اثني عشر رفيقاً أراد أن يكونوا متضامنين معه تضامناً وثيقاً، في رسالته التعليمية وفي أعمال الرحمة (مرقس 3: 14، 6: 7- 13). وهو لذلك يقتضي من ذويه أن يشتركوا في آلامه، ليكونوا فعلاً جديرين به (مرقس 8: 34- 37//، متى 20: 22، يوحنا 12: 24- 26، 15: 18) إنه حقاً المسيَّا والملك الذي يكوّن جسداً واحداً مع شعبه. وهو يؤكد، في الوقت نفسه، الوحدة الأساسية التي تجمع بين وصيَتَي المحبة (متى 22: 37- 39). إن الوحدة الأخوية التي جمعت بين المسيحيين الأوائل، نتجت عن إيمانهم المشترك بالرب يسوع، وعن رغبتهم جميعاً في تشبههم به، وعن محبتهم له التي تترتب عليها بالضرورة محبتهم المتبادلة بعضهم لبعض: فقد كان لهم " قلب واحد ونفس واحدة" (الأعمال 4: 32). هذا الاتحاد الذي كان يجمعهم قد تحقق في المقام الأول لدى كسر الخبز (2: 42)، ثم تُرجم داخل كنيسة أورشليم عن طريق المشاركة في الأموال (4: 32 إلى 5: 11)، ثم بين الجماعات القادمة من الوثنية وجماعة أورشليم، وعند جمع التبرعات التي يوصي بها القديس بولس (2 كورنتس 8 إلى 9، راجع رومة 12: 13)، وبمناسبة المساعدة المادية المقدمة للمبشرين بالإنجيل. إن هذه الأمور كلها تبرز هذا الاتحاد بصورة خاصة، وقد أضفت عليه طابع العرفان الروحي (غلاطية 6: 6، فيلبي 2: 25). ثم إن الاضطهادات التي يعاني منها المسيحيون معاً تعمل على وحدة القلوب (2 كورنتس 1: 7، عبرانيين 10: 33، 1 بطرس 4: 13)، أسوة بالمشاركة في إذاعة الإنجيل ونشره (فيلبي 1: 5).
2. معنى هذا الاتحاد:

أ )يرى القديس بولس:
أن المؤمن الذي ينضم إلى المسيح بالإيمان وبالعماد، إنما يشترك معه في أسراره. وبما أن المسيحي يموت عن الخطيئة مع المسيح، فإنه يقوم أيضاً معه إلى حياة جديدة (رومة 6: 3- 5، أفسس 2: 5- 6) فآلام المسيحي وموته يدمجانه في آلام الرب وموته وقيامته (2 كورنتس 4: 14، رومة 8: 17، فيلبي 3: 10- 11، 1 تسالونيكي 4: 14). بينما اشتراكه في جسد المسيح في الأفخارستيا (1 كورنتس 10: 16) يحقق في الوقت نفسه "اتحاده بالابن" (1: 9)، واتحاد الأعضاء بالجسد الواحد (10: 17). وتأتي موهبة الروح القدس إلى جميع المسيحيين فتختم فيما بينهم بختم اتحاد وثيق (2 كورنتس 13: 13، فيلبي 2: 1).
ب ) ويرى القديس يوحنا:
أن التلاميذ الذين يتقبلون البشارة "بكلمة الحياة" يدخلون في اتحاد مع شهوده (الرسل)، وعن طريقهم، مع يسوع ومع الآب (1 يوحنا 1: 3، 2: 24). وأخيراً فإن المسيحيين بوحدتهم فيما بينهم يقيمون في محبة الآب والابن. كما يقيم الآب والابن الواحد في الآخر في محبة متبادلة فيكونان واحداً (يوحنا 14: 20، 15: 4و 7، 17: 20- 23، 1 يوحنا 4: 12). إن العمل بوصايا يسوع هو العلامة الأصيلة الدالة على الرغبة في هذا الاتحاد الذي لا ينفصم (يوحنا 14: 21، 15: 10)، وهي قدرة الروح القدس التي تحققه (14: 17، 1 يوحنا 2: 27، 3: 24، 4: 13)، وهو خبز الأفخارستيا الذي يمنحه الغذاء الذي لا غنى عنه (يوحنا 6: 56). وهكذا فإن المسيحي يذوق مقدماً الفرح الأبدي، وهو حلم كل قلب إنساني، ورجاء إسرائيل: "أن نكون مع الرب دائماً (1 تسالونيكي 4: 17، راجع يوحنا 17: 24) مشتركين في مجده (1 بطرس 5: 1).
إتّهام


accuser

دعوى
شيطان
للمزيد انزل بالسهم لاسفل
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى